افتتاحية صحيفة الديار:
دعم دولي وعربي غير مسبوق وماكرون: مؤتمر دولي للتمويل والإعمار
موقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل والأجواء ايجابية
بري لإعلاميين: الأجواء جيدة والأمور نحو الحل
دعم دولي وعربي غير مسبوق للبنان وللعهد الجديد، وتفاهم اميركي _ فرنسي نادر على دعم عهد الرئيس جوزيف عون والرئيس المكلف نواف سلام بغطاء سعودي يشبه مرحلة ولادة الطائف. والمفارقة، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استقبله اللبنانيون بتظاهرات الفرح في الجميزة وتقديم «الفطائر» والقهوة، و اعلن من بعبدا عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد التمويل لاعادة اعمار لبنان، وسيتم ذلك خلال زيارة الرئيس عون الى فرنسا بعد اسابيع، وشدد على البدء بتنفيذ الاصلاحات في مجالات عديدة وأوحى بعدم وصول المساعدات دون الإصلاحات، فيما تمنى رئيس الجمهورية على ماكرون اعطاء القرار باعادة شركة توتال للتنقيب عن النفط في «البلوكات» اللبنانية.
فيوم امس كان مفصليا في تاريخ لبنان، مع الإشارات عن تبديد كل الخلافات لولادة الحكومة بشكل سريع وخلال اسبوع او 10 ايام لاول مرة في تاريخ ولادة الحكومات في لبنان. وحسب المطلعين على الاتصالات، فان الاجواء الداخلية ايجابية جدا، والتقى الرئيس المكلف نواف سلام أصدقاء مشتركين بينه وبين حزب الله، والرسائل كانت ودية واشادة من الحزب بتاريخ سلام القومي والوطني ضد إسرائيل في مراحل شبابه في الجنوب وفي المحافل الدولية، والقضية ليست شخصية في ظل هواجس كبيرة تنتاب الثنائي، وتحديدا حزب الله، بعد التراجع عن الضمانات التي أعطتها أطراف عدة في ملفات متنوعة، لكن حزب الله كان مرتاحا جدا لإعطاء الرئيسين الاولوية لاعمار الضاحية والجنوب والبقاع قبل اي ملف اخر...
وحسب المطللعين على الاتصالات، فان الرئيس جوزيف عون تمنى على الرئيس المكلف عدم وضعه في حصيلة الاستشارات النيابية التي أجراها لتشكيل الحكومة وزيارة بعبدا كما تقتضي الاعراف، قبل اللقاء مع الرئيس نبيه بري ومعرفة موقف الثنائي ليتم بعد ذلك جوجلة كل المواقف ورسم الصورة العامة في ظل حرص الرئيس عون على مشاركة الجميع في الحكومة وعدم عزل اي طرف. وعلم ان سلام على الموجة نفسها مع الرئيس عون، وزار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري وكانت الاجواء ايجابية جدا وواعدة ويبنى عليها، ولم يتم التطرق في الاجتماع الى الاسماء وشكل الحكومة، وانحصر بمناقشة الهواجس والضمانات التي يريدها الثنائي امل وحزب الله. وجدد سلام تأكيده على مشاركة الجميع واعادة الاعمار. ورد الرئيس بري بالاجواء الايجابية نفسها التي طرحها سلام لجهة تسهيل ولادة
الحكومة وانطلاقة العهد، لكن موضوع مشاركة الثنائي لن تعلن بشكل رسمي قبل استكمال الاجتماعات بين بري وسلام اليوم وغدا والاطلاع على التشكيلة. واشار الرئيس بري لعدد من الاعلاميين: «الاجواء جيدة» والامور نحو الحل، شكل الحكومة من مهمة الرئيس المكلف، لا اتدخل بالاسماء، وعندما يعرض علينا اسماء الوزراء الشيعة نحدد موقفنا، اذا كان الاسم كفوءا نوافق عليه واذا لم يكن كفوءا نرفضه، «لو كان خيي».
وعلم، ان الخلوة التي جمعت ماكرون وبري كانت ايجابية وتطرقت الى الموضوع الحكومي وحرص فرنسا على التنوع فيها ومشاركة الجميع، كما تم التطرق الى موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب واعادة الاعمار، واشاد ماكرون بدور بري في التوصل الى اتفاق وقف النار. وفي المعلومات، ان الحكومة لن تكون حزبية ومن 24 وزيرا، والتأليف سيكون ضمن معايير: فصل النيابة عن الوزارة، لا تكنوقراط من الحزبيين، الوزارات يتولاها اختصاصيون وكل في مجال عمله، الداخلية أمني، الدفاع عسكري، الشباب والرياضة رياضي، الإعلام اعلامي، الصحة طبيب ولم يتم الدخول بالاسماء حتى الان وتوزيع الحقائب، لكن هناك مسار في التأليف مختلف عن الحكومات السابقة، والدعم الدولي والعربي سيؤمنان الثقة للحكومة، وما جرى في غزة من اتفاق عاجل لوقف النار بعد ضغط مباشر من ترامب يؤكد ان المنطقة متجهة نحو هدوء وتسويات على كل الملفات ومن ضمنها لبنان.
ويبقى اللافت التسريبات التي عممها البعض بعد ظهر امس، واثارت جدلا واسعا عن فيتو دولي وعربي بدعم داخلي على مشاركة حزب الله في الحكومة، والفيتو لا يشمل حركة امل والرئيس نبيه بري، لكن هذه الاجواء تم نفيها بشكل قاطع من الرئيسين عون وسلام وتاكيدهما رفض الاقصاء لاي طرف، وهذا ما شدد عليه ماكرون، وفي هذا الإطار، قال الرئيس نبيه بري: «لن نقبل عزل اي مكون سابقا ولن نقبله اليوم، ولا احد يقبل عزل حزب الله» وتابع: «طالما انه في الله بالسما، حزب الله على الارض».
اتفاق وقف النار
وحسب المطلعين، المشكلة ليست بالتاليف او بمواقف الاطراف الداخلية بل في اسرائيل، والانظار موجهة حاليا إلى الجنوب، وهل سيتم الانسحاب الاسرائيلي الشامل في 29 كانون الثاني ؟ هل سيترجم الدعم الاميركي وزيارة ماكرون وغوتيريش بدفع اسرائيل الى الانسحاب. وقد شدد الرئيس عون امام ضيفه الفرنسي على ضرورة انسحاب اسرائيل من كل مناطق الجنوب وضرورة الدعم الفرنسي والدولي لاعادة الاعمار، فيما أشار ماكرون الى لقائه رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الاميركي جاسبر وممثل فرنسا في اللجنة في قصر الصنوبر، وانه يتابع موضوع الخروقات الاسرائيلية. وشدد على ضرورة انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان وحصرية السلاح بيد الدولة، ويتواصل مع واشنطن لتثبيت وقف النار، فيما اتهم الامين العام للامم المتحدة غوتيريش من الناقورة اسرائيل بخرق وقف النار، وان استمرار احتلال الجيش الاسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاراضي اللبنانية يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويجب ان يتوقف ذلك.
دعم عربي للمشاريع
وبالنسبة للاجواء العربية، فان المعلومات تؤكد، ان الرياض ستضع هبة مالية في المصرف المركزي لدعم الاقتصاد والليرة اللبنانية واعطاء ثقة للمستثمرين اللبنانيين والعرب بالعودة الى لبنان، فيما ستمول قطر صندوق الإسكان لتوسيع دائرة المستفيدين لشراء الشقق المنزلية، وستمول الامارات مشاريع مائية، لكن ذلك مرتبط بتنفيذ حزمة إصلاحات في كل ادارات الدولة.
الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله اكتملت
اكتملت الاستعدادات لاقامة الاحتفال التاريخي لتشييع الامين العام السابق لحزب الله الشهيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، والاحتفال سيكون حدثا غير عادي في تاريخ لبنان وسيشكل محطة استثنائية للرد على كل الذين يشيعون عن نهاية حزب الله وتراجع دوره، والاحتفال سيكون خلال شهر شباط، واعلان الموعد النهائي سيكون بعد 29 كانون الثاني وتنفيذ وقف اطلاق النار ومدى الالتزام الاسرائيلي.
الحريري في لبنان في 14 شباط
اعلن تيار المستقبل عن بدء التحضيرات لاقامة مهرجان مركزي حاشد في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وسيلقي الرئيس الحريري كلمة مباشرة امام الحشود الشعبية سيحدد قيها خطة عمل تيار المستقبل للمرحلة الجديدة وموقفه من العهد الجديد وتحالفاته والحكم الجديد في سورية، وبدأ تيار المستقبل الاستعداد للمهرجان الكبير امام نصب الشهيد رفيق الحريري في بيروت.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سلام يلتقي بري ويراسل حزب الله: طريق التأليف سالكة
المناخ السلبي الذي نجم عن مسار تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى بدأ بالانحسار، على وقع مؤشرات تُفيد بأن أصحاب القرار استوعبوا الانتكاسة وسارعوا إلى معالجتها، حتى لا تتمدّد على بقية الملفات. وفيما كانَ الجميع ينتظِر لقاء الرئيس سلام برئيس مجلس النواب نبيه بري، أوحى الأخير بأجواء إيجابية، مشيراً إلى أن «اللقاء كانَ واعداً». وهو ما أراح المتوجّسين من استحالة صياغة تفاهم بين سلام والثنائي أمل وحزب الله اللذين تفاهما على البقاء معاً في الحكومة أو الخروج منها معاً. وعزّز سلام هذا الجو حين أكّد «أنني ودولة الرئيس نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدّل بموجب اتفاق الطائف. هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه معاً».
واستُبق اللقاء باتصالات كسرت الحلقة المُقفلة ووضعت قطار تشكيل الحكومة على السكة. وإذا لم يحدث أي تطوّر سلبي، يُمكن القول إن «موضوع المشاركة من عدمها أصبحَ إلى حدّ ما وراء الثنائي وهو يسعى اليوم إلى تحسين شروط مشاركته فيها»، خصوصاً أن حزب الله وحركة أمل لمسا إصراراً لدى سلام على ألّا يعزل الثنائي نفسه عن الحكومة. وعُلم أن الرئيس المكلف بعث برسالة إلى حزب الله أكد فيها على هذا المناخ. وقالت مصادر مطّلعة إن «أمرين تحقّقا في اليومين الماضيين، الأول كسر الجليد الذي كانَ قائماً، ثم بداية فكفكة العقد في ظل تجاوب الرئيسين جوزيف عون وسلام من دون أن يعني ذلك أن الرجلين يتصرفان من منطلق ضعف، لكنهما يتعاملان بموضوعية وبخلفية من يدرك دقة التركيبة». ولفتت إلى أن «عون قال إنه لن يوقّع حكومة لا يشارك فيها حزب الله وحركة أمل، وإن سلام حريص على موافقة الثنائي عليها»، لكنّ مقاربة الأمور هذه المرة «ستكون مختلفة». وهذا ما يفسّر كلام المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، الذي حاول في مقابلة تلفزيونية أولَ أمس، تخفيف التشنج بالقول: «إننا منفتحون على حوار إيجابي مع رئيس الحكومة المكلف، وكل الكلام التشكيكي غير صحيح. ببساطة كان لدينا مرشح وخسر».
وكشفت مصادر مطّلعة على اجتماع بري وسلام أن «الأخير خرج من عين التينة مرتاحاً، وأسرّ إلى مَن سأله بأنه قال للرئيس برّي إنه كانَ يتمنى تشكيل حكومة مصغّرة. لكنه لمسَ من النقاشات مع الكتل النيابية أن هذا الأمر غير ممكن، وهو سيعود إلى تشكيل حكومة من 24 وزيراً، إلا أنه «يصرّ على حكومة تضمّ اختصاصيين»، مشيراً إلى أن «برّي لم يُبد اعتراضاً على ذلك»، وعليه أظهر سلام ارتياحاً لمناخ التفاهم، مشيراً إلى أن اللقاء كانَ محطة ساعدت في قلب الأمور من مناخ سوداوي إلى مناخ واعد.
نقاش حول آلية اتخاذ القرار في الحكومة بما يمنع كسر أحد، وضمان تنفيذ القرار 1701 ضمن حدوده الجغرافية
ومساءً أكّد بري في تصريحات لـ«الجديد» أن المسار السياسي في لبنان يتجه نحو الحل، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة متعاون»، لكنه لم يدخل في تفاصيل الحقائب أو الأسماء مع سلام. وحول ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستكون حزبية سياسية أو تكنوقراط، أكّد برّي أن «تحديد شكل الحكومة من اختصاص الرئيس المكلّف». وفي ما يتعلق بمشاركة الثنائي الشيعي في الحكومة، أشار برّي إلى أن «الثنائي يوافق على الأسماء التي يعرضها الرئيس المكلف بشرط أن يكون الشخص المقترح كفُؤاً، أما إذا لم يكن كذلك فيتم رفضه حتى لو كان خيي». وشدّد على موقفه بعدم قبول عزل أي مكوّن سياسي في لبنان، قائلاً: «لم نقبل بعزل أي مكوّن سابقاً ولن نقبل به اليوم»، مشيراً إلى أنه «لا أحد يقبل بعزل حزب الله (…) طالما أنه في الله في السما، حزب الله عالأرض».
وفيما يحاول سلام العمل بشكل مضبوط من دون إعطاء تفاصيل كثيرة، علمت «الأخبار» أن اتفاقاً جرى حول خطوط عريضة للانطلاق منها نحو تفاهمات أوسَع، مع تمسّك سلام بـ«استقلاليته» ودفاعه عن هامش واسع في تحديد معالم الحكومة التي يريد تشكيلها. ومن بين هذه الخطوط، أن الحكومة لن تضم شخصيات حزبية بالمعنى التقليدي، لكنه سيتشاور مع القوى السياسية في الأسماء، ويُمكن لهذه القوى أن تعرض أسماء لشخصيات تكون مقبولة، أو أن ترفض أسماء تعتبرها غير مناسبة. ويجري الحديث عن رغبة القوى البارزة في إبقاء توزيع الحقائب وفقَ الصيغة الحالية مع إجراء بعض التعديلات، إذ يصر الثنائي على عدم ترك وزارة المالية، علماً أن لسلام تصوّره المختلف وهو ما سيظهر بعد تشاوره مع الرئيس عون الذي لم يخرج من أوساطه أي كلام حول تصوّره لشكل الحكومة.
كما دار نقاش بين القوى البارزة حول آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء الذي ستكون التحالفات فيه مختلفة بعض الشيء عن السابق، إذ لن يكون فيه «ثلث ضامن» لأحد. لذلك ستراعي الآلية ألّا يشعر أي طرف بأنه يسيطر على القرار أو أن لا تأثير له. ومن بين الصيغ المطروحة أن «يُصار إلى اتخاذ القرار بحسب الملفات، فإذا كانت ملفات لتسيير أعمال المواطنين والدولة يُتخذ القرار بالتصويت، أما إذا كان القرار متعلقاً بملفات حساسة فإن على الحكومة أن تتخذ قراراً بالتوافق». وفيما قالت مصادر معنية بالمفاوضات إن البيان الوزاري لن يكون مشكلة، أكّدت أن تفسير القرار 1701 متفق عليه وتطبيقه محصور جنوبيّ الليطاني، أما مسألة التعيينات فلا حديث عنها الآن.
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
حكومة نتنياهو ومجلسها المصغر تقران اتفاق غزة… وبن غفير خارج الائتلاف
ماكرون في بيروت تأكيد لدور فرنسا ومصالحها ودعوة للتوافق على الحكومة
سلام والثنائي قطعا نصف الطريق نحو الاتفاق والتفاؤل الحذر ينتظر التفاصيل
خرج ايتمار بن غفير من حكومة بنيامين نتنياهو، ولم تسقط الحكومة، لكن مستوطنات الضفة الغربية صارت خارج الحكومة ومشروعها، رغم بقاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مؤقتاً، وانفتح الباب على مصراعيه لجولات مقبلة من المواجهة حول غياب استراتيجية ترسم مستقبل الكيان. فقد سقط مشروع إنهاء المقاومة وتصفيتها في لبنان وغزة، وصار التساكن الهش مستنداً إلى النجاح المؤقت بتدمير جزء هام من القدرات وإيجاد معادلة تبعد المقاومة عن تشكيل خطر مباشر على أمن الكيان، لكن لا بوليصة تأمين وجودية للكيان ببقاء هذه المقاومات التي أظهرت قدرتها على ترميم أوضاعها طالما بقيت نواتها الصلبة فاعلة الى الحدّ الذي يُجبر الكيان على قبول اتفاقات لوقف النار تلزمه بالانسحاب من الأراضي التي احتلها. وطالما أنه فشل في تهجير السكان الأصليين وفشل في فتح الطريق للاستيطان. وما أتيح للكيان في هذه الحرب لن يتاح له في حرب أخرى، وما فشل في تحقيقه في هذه الحرب لن ينجح بتحقيقه في حرب أخرى. ما يعني أن ما بقي من التهديدات صار تهديداً وجودياً لا يملك أي من قادة الكيان جواباً على كيفية مواجهته، بينما تتسع دائرة القناعة عالمياً بأن الحل بالسياسة وليس بالحرب، وما يعنيه الإقرار بأن حلّ القضية الفلسطينية بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين بدولة، سنّ الكنيست قانوناً يعتبرها تهديداً وجودياً لبقاء الكيان.
في لبنان حملت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تأكيداً على أن فرنسا التي خسرت حضورها في أفريقيا وطردها العديد من دول القارة السوداء، وحاولت تأكيد حضورها في سورية الجديدة فواجهت رفضاً تركياً شديداً، فجاءت إلى لبنان طلباً لنفوذ ودور ومصالح، وربما لتأسيس منصات تجارية نحو سورية ومشاريع إعادة الإعمار التي تنتظرها، بينما يتطلع اللبنانيون إلى دور فرنسي فاعل في ملفين رئيسيين، الأول ملف متابعة تطبيق القرار 1701 خصوصاً لجهة ضمان تسريع الانسحاب الإسرائيلي ووقف الانتهاكات الجوية للسيادة اللبنانية، بما يشكل ضماناً لعدم العودة الى خروق القرار 1701 بعد حرب تموز 2006، ويطمئن أبناء الجنوب إلى أن منطقة جنوب الليطاني لن تكون منطقة أمن هش لا تصلح للاستثمار والسكن الآمن، بعدما وفرت تجربة المقاومة ما بين عامي 2006 و2024 نموذجاً للأمن القائم على الردع، والملف الثاني هو ملف التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات اللبنانية من المنطقة الاقتصادية التي تعهدتها شركة توتال وينتظر لبنان عودتها للعمل. أما في الشأن الحكومي فقد كان ماكرون عنصر تشجيع على التوافق لتسريع ولادة حكومة جامعة تتيح انطلاقة هادئة للعهد الرئاسي الجديد؛ بينما كان اللقاء الأول بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري يشيع تفاؤلاً حذراً مع قطع نصف الطريق نحو الاتفاق بانتظار التفاصيل التي سوف تقول الكلمة الفصل لجهة مشاركة الثنائي في الحكومة أو مقاطعته لها.
وبينما حمل لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام الأجواء الإيجابية إيذاناً بولادة قريبة وطبيعية للحكومة بحال وصلت المشاورات المستمرة إلى خواتيمها السعيدة بين الرئيس المكلف وكتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، خطفت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأضواء وما حملته من مؤشرات على مرحلة جديدة مقبلة على لبنان على كافة الصعد عنوانها الاستقرار الأمني في الجنوب والسياسي والانفراج المالي في لبنان، وفق ما تشير مصادر دبلوماسية غربية لـ»البناء»، مشيرة الى أن هناك اهتماماً دولياً غير مسبوق بلبنان بعد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وإعادة تقوية الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية للانطلاق نحو تثبت ركائز الحكم واستعادة النهوض الاقتصادي وحل الأزمات العالقة، إضافة الى استعادة الدولة حضورها على الحدود الجنوبية والشرقية الى جانب الأمم المتحدة والقوات الدولية جنوب الليطاني مع ضرورة استكمال الإجراءات والخطوات الميدانية على الأرض وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وعلى الطرفين اللبناني والإسرائيلي الالتزام وتطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل. وتوقعت المصادر الدبلوماسية أن «تنسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة من دون أي شروط وهذه إرادة دولية لا يمكن مخالفتها»، مشدّدة على «أهمية وجود وعمل لجنة الإشراف الدولية برئاسة أميركية على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، وأوضحت أن «الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة ستضغط بشكل حازم على الطرفين اللبناني والإسرائيلي للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كامل بنوده».
وفي سياق ذلك، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس، أنّ مصادر مقربة من الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، نقلت تحذيراً إلى إسرائيل من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
الى ذلك، ذكر مصدر فلسطيني خاص لقناة «الميادين»، أنه «سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح أسرى محكومين قبل 7 تشرين الأول وكذلك النساء والأطفال والمدنيين الذين تم اعتقالهم أثناء معركة طوفان الأقصى». وكشف المصدر، أن «جميع الأسرى والمعتقلين بعد 7 تشرين الأول بمن فيهم مقاومو حزب الله سيتم تأجيل الإفراج عنهم إلى المرحلة الثانية».
وحطّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان. واستقبله في مقر كبار الزوار في المطار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان.
وأكد ماكرون من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتلتزم العمل معه»، معتبرًا أن انتخاب الرئيس أعاد الامل لهذا البلد. وتوجه لعون قائلاً: «انتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الأمل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وإنعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذي السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع «إسرائيل» الذي كان نجاحاً دبلوماسياً».
وأكد أن فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي السيادة، مضيفًا: «نتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتمكن من إنجاز مهمتها، وسنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق». وشدّد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال: «أعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لإيجاد الحلول، وسننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون إلى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الإصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي».
من جهته قال الرئيس عون: «أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه».
وبعد المؤتمر، عُقد اجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون الرئيسين بري وميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبيّ في قصر بعبدا، وانضم الجميع إلى مأدبة الغداء.
ومساء أمس، أعلن ماكرون، في كلمة من قصر الصنوبر، أن «الخطوط الجوية الفرنسية ستعيد تنظيم رحلاتها من لبنان وإليه قريباً». ولفت ماكرون، الى «أنني واثق من أن الأيام المقبلة ستحمل تشكيل حكومة لبنانية فعالة، ونحن ناضلنا دبلوماسياً من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان»، لافتًا إلى أنّ «لبنان سيكون سيادياً وموحداً ومزدهراً ولن نتراجع عن دعمه».
وذكر أن «السلاح يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية وحدها»، مشددًا على أنّ «انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان لا بدّ أن يحدث، وعلى لبنان ضبط الحدود عبر الجيش اللبناني».
وكان ماكرون جال في منطقة الجميزة في بيروت يرافقه محافظ بيروت مروان عبود والتقى فاعليات المنطقة واستمع إلى آرائهم، ثم جمعه لقاء مع الشباب المتطوّعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة «الأقمار الثلاثة». كما تفقد بعض الصور للمباني البيروتيّة التاريخية، قبل ان ينتقل الى قصر بعبدا.
وبموازاة الزيارة الرئاسية الفرنسية، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي وصل أمس ووفد مرافق إلى المقر العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب – «اليونيفيل» في الناقورة كلمة الى قائدها العام الجنرال ارلدو لاثارو وقيادة البعثة، أكد فيها أن «الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق. إنها تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب. والآن، وبفضل جهودكم إلى حد كبير، نحن في فترة من الهدوء النسبي الذي يحتاج إلى رعاية، وهذا يمثل فرصة طال انتظارها لدعم الأطراف لإحراز تقدم حقيقي نحو التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتوفير الأمن والاستقرار الدائمين لشعبي لبنان و»إسرائيل». لديكم دعمنا الكامل لإجراء أي تعديلات قد تكون ضرورية خلال هذه المرحلة الجديدة».
ولفت الى أن «استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكاً للقرار 1701 ويشكلان خطراً مستمراً على سلامتكم وأمنكم. يجب أن يتوقف هذا. ولا بدّ من أن أشير إلى أن اليونيفيل قد كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو لمجموعات مسلحة أخرى منذ 27 تشرين الثاني. إن وجود أفراد مسلحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكاً صارخاً للقرار 1701 ويقوّض استقرار لبنان. وسأعيد تأكيد هذه النقاط أيضاً في اجتماعاتي في بيروت. إن القوات المسلحة اللبنانية، باعتبارها الضامن الوحيد لأمن لبنان، تنتشر بأعداد أكبر في جنوب لبنان، بما في ذلك بدعم من اليونيفيل وأعضاء الآلية التي تمّ استحداثها في إطار وقف الأعمال العدائية».
على صعيد آخر، استقبل الرئيس بري في عين التينة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس سلام على مدى يومين في مجلس النواب، اللقاء الذي استمر لساعة اكتفى بعده الرئيس بري بالقول: اللقاء كان واعداً. بدوره قال سلام: «كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل والنواب المستقلين استعدادهم للتعاون الإيجابي».
وأكد أنه «لا توجد عراقيل ولا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس». وأضاف: أؤكد لكم أنا ودولة الرئيس أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب اتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن وحتى تشكيل الحكومة، واليوم بعد الظهر سألتقي فخامة الرئيس لأضعه بهذه الأجواء. وأضاف: لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه.
وحول مشاركة الثنائي في الحكومة أجاب سلام: سنعود للقاء غداً وبعد الغد كل ذلك بعد اجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولديّ تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس.
وعلمت «البناء» أن اللقاءات والاتصالات ستستمر بين ممثلين عن كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير مع الرئيس المكلف للتشاور للتوصل إلى تفاهم حول مواضيع عدة من ضمنها مشاركة الثنائي في الحكومة في إطار الخطوط العريضة التي اتفق عليها الرئيسان بري وسلام، على أن تظهر نتائج هذه المشاورات مطلع الأسبوع المقبل، وبحال كانت إيجابية وهذا المرجح، فإن الحكومة ستبصر النور خلال أسبوعين بالحد الأقصى.
وأطلق الرئيس برّي مساء أمس، سلسلة مواقف في تصريح تلفزيوني، مشيراً الى أن «المسار متجه نحو الحل ونواف سلام متعاون ولم أدخل معه في الحقائب والأسماء».
ورداً على سؤال عن حكومة حزبية سياسية أم تكنوقراط، أوضح أن «شكل الحكومة هي مهمة الرئيس المكلّف».
وعن إشراك الثنائي الشيعي في الحكومة، قال: «عندما يعرضُ علينا الرئيس المكلف الأسماء نوافق إذا كان الشخص كفوءًا ونرفضه إذا لم يكن كفوءاً (حتى لو كان خيي)»، مضيفاً «لم نقبل بعزل أي مكون سابقًا ولن نقبل به اليوم ولا أحد يقبل بعزل حزب الله». وقال: «طالما أنه «في الله بالسما.. حزب الله عالأرض».
وفي زيارته هي الأولى منذ تكليفه إلى بعبدا، أكّد رئيس الحكومة المكلف، في تصريح بعد لقائه رئيس الجمهورية، «أنني أطلعت الرئيس جوزاف عون على نتائج الاستشارات مع الكتل النيابية، والأجواء أكثر من إيجابيّة وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح، وسأعلن قريبًا عن أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة».
وقال: «سوف نعرف موقف رئيس المجلس النواب نبيه بري من الحكومة بعد إعداد التشكيلة الحكومية».
بدورها، أعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ «رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، أطلع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا، على آخر نتائج الاتصالات والمشاورات التي أجراها خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقاه في عين التينة».
واتفق الرئيس عون وسلام على «وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة»، خصوصاً في ظل الأجواء الإيجابية التي تبلّغها رئيس الحكومة المكلف من النواب الذين التقاهم ومن بري ايضًا».
أعلنت السفارة الأميركية في اليمن، أن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية فرض اليوم عقوبات على بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار (Y.S.C) ومقره اليمن بسبب دعمه المالي لجماعة أنصار الله وحزب الله».
************************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
يوم ماكرون: الالتزامات الفرنسية تتجاوز كل السقوف… انفراج واعد في الملف الحكومي بعد لقاء بري – سلام
تجاوزت أبعاد ودلالات زيارة العمل التي قام بها أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، وهي الثالثة له منذ انفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات، الهدف الرسمي المعلن لها لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بانتخابه لترسم سقفاً لعلّه الأعلى إطلاقاً في التزامات الدعم الفرنسي للبنان في مرحلة “نهوضه” الواعد من الأزمات والحرب والكوارث التي أصابته.
وبدا الرئيس الفرنسي، ان في الخطب والتصريحات التي ألقاها وان في ظهور معالم تفاؤله بما تحقق في لبنان بانتخاب الرئيس عون وانطلاق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام في مهمته، منخرطاً بقوة لا هوادة فيها في تقديم كل أوجه وجوانب الدعم للبنان بدءاً باكمال تنفيذ الالتزامات السابقة كلها ومن ثم بإعلانه عن الاتجاه لعقد مؤتمر دعم دولي جديد للبنان لمساعدته في إعادة اعمار ما هدمته الحرب الأخيرة ووصولاً إلى ما حصل في كواليس لقاءاته مع الرؤساء لجهة مساندة العهد والرئيس المكلف في تجاوز العقدة الشيعية. ولم يكن غريباً ان تتصاعد معالم الإيجابيات في ملف تشكيل الحكومة خلال وجود ماكرون في بيروت علماً انه كان لافتاً للغاية إطلاقه موقفاً صارماً وحازماً من قصر الصنوبر قبيل مغادرته بيروت لجهة التشديد على حصرية سلاح الدولة والا سلاح خارج الدولة.
وأما في الملف الحكومي فإنّ الخلاصات التي أعلنها الرئيس المكلف نواف سلام بعد لقائيه مع الرئيسين عون ونبيه بري بدت كافية لتعميم انطباعات إيجابية لجهة تحقيق سلام أوّل خرق جدي في معالجة الاعتراضات التي كانت وراء مقاطعة الثنائي الشيعي للاستشارات علماً أنّ ما أعلنه سلام لناحية تداول العناوين العريضة لتشكيلة الحكومة يعكس احتمال أن تكون ولادة الحكومة قياسية في سرعتها.
ماكرون
إذاً يوم ماكرون الطويل كانت أبرز محطاته في قصر بعبدا الذي وصله ظهراً وبعد اجتماع ثنائي مع الرئيس عون كانت كلمتان للرئيسين. وطغى طابع وجداني على خطاب الرئيس عون اذ قال “السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون … وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه”. وختم: “السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، “إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت”. اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.”.
من جهته، أكد ماكرون في خطابه “أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتلتزم العمل معه، معتبرًا أن انتخاب الرئيس أعاد الأمل لهذا البلد. وتوجه إلى عون: “إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الأمل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الأمل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وإنعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي كان نجاحاً دبلوماسياً”.
وأكد أنّ فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: “نتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، و سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق”.
وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال:” اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي”.
وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.
وفي خطاب ألقاه مساء في استقبال أقيم للجالية الفرنسية وحضره حشد من الشخصيات اللبنانية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رحلات الطيران الفرنسي ستعود إلى بيروت مطلع شباط المقبل.وقال: ” ناضلنا دبلوماسيا من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان، ونؤكد ألا سلاح خارج سلاح الدولة وستدعم فرنسا الجيش اللبناني من أجل بسط سلطته”.وقال:” لم ننس أي وجه من ضحايا ٤ آب ونحن هنا لنحتفل معكم بالصفحة الجديدة في لبنان”.
وكان ماكرون جال بعيد وصوله في منطقة الجميزة في بيروت يرافقه محافظ بيروت مروان عبود والتقى فاعليات المنطقة واستمع إلى آرائهم، ثم جمعه لقاء مع الشباب المتطوعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة “الأقمار الثلاثة”. كما تفقد بعض الصور للمباني البيروتية التاريخية، قبل ان ينتقل الى قصر بعبدا.
سلام: ٢٤ ساعة
على الخط الحكومي الداخلي، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس سلام على مدى يومين في مجلس النواب، اللقاء الذي إستمر لساعة إكتفى بعده الرئيس نبيه بري بالقول: اللقاء كان واعداً”. بدوره قال سلام: “في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل و النواب المستقلين إستعدادهم للتعاون الإيجابي. سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، اؤكد لكم لا يوجد عراقيل من أحد وأمس مساء رأيت بالإعلام كلاماً لأحد النواب الكرام، قال إننا أمام خيارين وهما إما التفاهم أو التصادم، وأجبناه صحيح هناك خياران إما التفاهم او التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين “لا التعطيل ولا الفشل”، لا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس.
وأضاف: أؤكد لكم أنا و دولة الرئيس أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب إتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن و حتى تشكيل الحكومة، واليوم بعد الظهر سألتقي فخامة الرئيس لأضعه بهذه الأجواء. واضاف: لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه .وحول مشاركة الثنائي في الحكومة من عدمها؟.أجاب سلام: سنعود للقاء غداً وبعد الغد كل ذلك بعد إجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس” .
ومساء التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الذي اطلعه على آخر نتائج الاتصالات والمشاورات التي أجراها خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
واتفق الرئيس عون والرئيس سلام على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصاً في ظل الأجواء الإيجابية التي تبلّغها رئيس الحكومة المكلف من النواب الذين التقاهم ومن الرئيس بري ايضاً.
وتحدث الرئيس سلام الى الصحافيين فقال:
“زرت فخامة الرئيس اليوم بعد لقائي مع دولة الرئيس نبيه بري، وكما قلت من عين التينة، اكرر اننا سنعمل 7 أيام في الأسبوع ولمدة 24 ساعة يومياً، لانجاز تشكيل الحكومة واطلاق ورشة العمل الانقاذية المطلوبة.
ان الأجواء اكثر من إيجابية لدى كل الكتل، وعند الرئيس بري ايضاً. وأكرر ما قلته بعد لقائي رئيس مجلس النواب من ان ما يجمع بيني وبينه هو الدستور وميثاق الطائف.”
سئل: هل سيشارك الثنائي الشيعي في الحكومة ام حركة “امل” فقط؟
أجاب: يجب اعطائي بعض الوقت كي نعد تشكيلة حكومية.
سئل: هل ولادة الحكومة متأخرة؟
أجاب: تم تكليفي حديثاً، التشكيلات الحكومية كانت تأخذ 7 و11 او 12 شهراً ليتم إنجازها، فهل تكون الحكومة متأخرة اليوم اذا تم تكليفي منذ 3 أيام؟ لن تتأخر، فبمجرد القول انني سأعمل على مدار الساعة، فهذا يعني انه سيكون هناك مشروع تشكيلة حكومية في اسرع وقت ممكن.
سئل: هل وضعتم تصوراً معيناً اليوم مع فخامة الرئيس؟
أجاب: بالطبع، تباحثنا انا وفخامته بالخطوط العريضة لهذه الحكومة، لجهة عددها ونوعيتها والثوابت التي يجب ان تحملها.
سئل: ما الذي يريده الفرنسيون بعد لقائك الرئيس ماكرون؟
أجاب: سأقول ما طلبته انا من الفرنسيين. لقد اصريت كمواطن لبناني- لانني لم اصبح بعد في موقع المسؤولية- على الانسحاب الإسرائيلي وعدم وجوب تأخيره ولو ساعة واحدة لانه يهدد استقرار البلد، ويجب بالتالي ممارسة الضغط من فرنسا والمجتمع الدولي في هذا المجال. كما التقيت الأمين العام للأمم المتحدة وسألتقي به غداً ايضاً لابلاغه الطلب نفسه.
نحن نعتمد على دعم فرنسا، ليس فقط من خلال المؤتمر الذي اعلن عنه الرئيس ماكرون لاعادة الاعمار، انما لمعرفة كيفية إعادة احياء المشاريع التي كانت واردة في “سيدر”، كما يهمنا ايضاً الحصول على مساعدة تقنية من فرنسا لتحديث القوانين وعمل المؤسسات”.
***********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
«محدلة الحكومة» تمشي».. ومراسيم التأليف بين عون وسلام
ماكرون يتعهد بتنظيم مؤتمر للإعمار وعون لعودة توتال وسلام يحذّر من بقاء الإحتلال ساعة واحدة
عزّز لقاء عين التينة بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام فرص الاندفاعة القوية لتأليف حكومة، في وقت لا يتأخر عن الموعد المزمع عدم تجاوزه نهاية الاسبوع المقبل، في وقت شكلت فيه زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فاتحة دعم دولي وعربي، بوصفه رئيس الدولة العضو في اللجنة الخماسية، وفي لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في الجنوب حيث برز موقفان الاول لرئيس الجمهورية جوزاف عون الذي طالب ماكرون بأن يوعز لشركة توتال الفرنسية للعودة الى العمل في الحقل اللبناني لاستخراج المشتقات النفطية، بعد التعهد الفرنسي بتنظيم مؤتمر دولي للبحث باعادة اعمار لبنان، والثاني من الرئيس سلام، الذي طالب ماكرون بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي للانسحاب من آخر نقطة في الجنوب بعد مهلة الستين يوما لانه خلاف ذلك، سيدخل البلد في مشكلة مع قضية وقف النار.
والاهم في الحركة السياسية والدولية امس، ان «محدلة الحكومة انطلقت»، وان المشاورات بين الرئيسين عون وسلام قائمة على قدم وساق للتفاهم على الصيغة العددية بحدود 24 وزيرا وخارطة توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وسواها.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف أطلق صفارة البحث المفصل في ملف تأليف الحكومة وكان لقاء اقرب إلى جوجلة مشاورات الرئيس المكلف.
وفهم من المصادر أنه تم التداول بتصور اولي حول شكل الحكومة دون تفاصيل أخرى في أي توزيع أو أسماء أو غير ذلك، وأن توافقا تم على أن تكون حكومة يتمثل فيها الجميع، لكن من المبكر حسم التصور النهائي لكن العمل سيكون مكثفا لتأمين ولادة قريبة للحكومة.
وافيد أن سلام ينصرف إلى إجراء مشاورات واتصالات حول التشكيل وإي تطور بارز سيحتم لقاء سريعا بينه وبين رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ «اللواء» أن هناك عدة تصورات حكومية يتم التداول بها إلا أن محورها يدور على عدد معين وهو الـ ٢٤ وزيرا من غير السياسيين ومن اهل الاختصاص وقد تضم الحكومة وجوها نسائية بنسبة تفوق النسب السابقة مع العلم أن الحكومة السابقة لم تضم سوى وزيرة واحدة. اما مسألة توزيع الحقائب فلم تحسم بعد وذلك في انتظار حسم الحقائب السيادية والتوزيع الطائفي فيها. وتؤكد هذه المصادر ان العقدة الشيعية لم تحل بعد وإن الفريق الشيعي لم يسم بعد وهو ينتظر ما يعرضه عليه الرئيس المكلف.
وكان الحدث امس لبنانياً- فرنسياً بإمتياز مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنوعت فيه قضايا البحث، من معالجة وضع تشكيل الحكومة بعد ازمة مشاركة ثنائي امل وحزب اله، ووضع الجنوب بعد تصاعد الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار، وتحريك عجلة المساعدات للبنان. ولم تقتصر معالجة الشق الحكومي على الخلوة التي جمعت ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الجمهوري بعد الغداء الرئاسي، وتطرقت إلى الوضع الحكومي حيث وعد بري ماكرون خيراً. لكن شملت لقاء بري برئيس الحكومة المكلف الدكتور نواف سلام في عين التينة.
وبعد اللقاء قال سلام: الاستشارات النيابية لم تنته أمس لأنني استكملتها اليوم بلقاء الرئيس بري، وكان هناك إجماع من الكتل على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الانقاذ وسأتعهد بذلك. وتابع: اتعهد بالعمل 24 ساعة لتشكيل الحكومة ولا احد سيعطل ولن نسمح بفشل تشكيل الحكومة للبدء بالعمل المطلوب للانقاذ.
أضاف: نقرأ مع الرئيس بري بكتاب واحد هو الدستور المعدّل في الطائف، وسأبقى على تواصل معه.
من جهته، اكتفى الرئيس بري بالقول: اللقاء كان واعدا.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر عين التينة حول مشاركة الثنائي في الحكومة: «قطعنا شوطاً كبيراً ولكن لم يحسم القرار بعد».
وبشأن موعد تشكيل الحكومة قالت المصادر: من الممكن أن تشكل سريعاً وخلال الاسبوع المقبل.
واعلن الرئيس بري مساء امس ان المسار متجه نحو الحل، ونواف سلام متعاون، ولم ادخل معه في الحقائب والاسماء، معتبرا ان شكل الحكومة هي مهمة الرئيس المكلف.
وحول اشراك «الثنائي الشيعي» في الحكومة اشار الى انه «عندما يعرض علينا الرئيس المكلف الاسماء نوافق، اذا كان الشخص كفوءًا، ونرفضه اذا لم يكن كفوءًا، حتى لو كان خيِّي».
وقال بري: في السابق لم نقبل بعزل اي مكوّن، ولن نقبل به اليوم، ولا احد يقبل بعزل حزب لله، وطالما انه «في لله بالسماء.. حزب لله على الارض».
وكانت خلوة الرئيس الفرنسي والرئيس بري في القصر الجمهوري بعد الغداء، تطرقت إلى الوضع الحكومي ووعد بري ماكرون خيراً. وقال بري مغادراً بعبدا: إن شاء لله خير.
ومساء زار سلام الرئيس عون وقال بعد اللقاء: أطلعت الرئيس على نتائج الاستشارات مع النواب والكتل، وأؤكد اننا سنعمل 7 ايام و24 ساعة لانجاز الحكومة والانطلاق بورشة العمل الانقاذية المطلوبة، أما الاجواء مع الكتل فكانت أكثر من إيجابية. وأكد أن الحكومة لن تتأخر بما يتعلّق بي. وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح وسأعلن قريبا عن أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة.
اضاف: سوف نعرف موقف رئيس المجلس النواب نبيه بري من الحكومة بعد إعداد التشكيلة الحكومية.
وقال: أصرّيت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يحصل الانسحاب الإسرائيلي فورا،ً وأن لا يتأخر ولا ساعة وإلا فإنّ هذا يُهدّد استقرار البلد، ويجب على كلّ المجتمع الدولي أن يضغط في هذا الاتّجاه، ونحن نعوّل على دعم فرنسا.
زيارة ماكرون
بدأ الرئيس الفرنسي ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة الرئيس عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان، واستقبله في المطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعقدا خلوة قال في نهايتها الرئيس ماكرون للصحافيين: لبنان دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لاسيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى دولة الرئيس رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كما ساجتمع مع الرئيس عون ثم مع رئيس البرلمان والرئيس ميقاتي.
وقال الرئيس ميقاتي: تحدثنا عن الاوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما اقتصاديا وفي مجال اعادة الاعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس ماكرون متفهما جدا للاوضاع اللبنانية، واعدا بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة.
وردا على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان قال: الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين الفائت في باريس لدعم الجيش واغاثة النازحين. والرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة اعمار الجنوب ، ويمكن للجميع المساهمة فيه.
وعما اذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان قال: الاجتماع الاول الذي سيعقده الرئيس ماكرون هو مع الضابطين الاميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف اطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا الرئيس ماكرون في اجتماع بعبدا عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. واعتقد ان الامور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد. وهناك وعود بان الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي. ونتمنى ان يحصل ذلك وان تكون الوعود في مكانها الصحيح.
في بعبدا
ووصل ماكرون ظهراً الى القصر الجمهوري، حيث كان في استقباله الرئيس جوزيف عون، وعقدا لقاء منفرداً، أكد خلاله عون في اللقاء الثنائي مع الرئيس ماكرون «أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها ضمن المهلة المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار».
ودعا الى اعادة الاسرى فضلا عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللبنانية التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير».
وتمنى «الإيعاز إلى شركة «توتال» بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية». وقال: أتطلع للقاء رؤساء دول الإتحاد الأوروبي بعد تشكيل الحكومة وتلبية دعوة الرئيس القبرصي فما يجمع لبنان وأوروبا شراكة من الواجب تفعيلها».
وتوجه لعون قائلا: إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل فإنتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة، وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحا دبلوماسيا.
وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال: اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي.
وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.
وسبق اللقاء مؤتمر صحفي مشترك لعون وماكرون، اكد خلاله رئيس الجمهورية ان ثقة العالم بلبنان يجب ان تعود كاملة، لان لبنان الحقيقي الاصيل قد عاد، ولفت ماكرون الى دعم تشكيل حكومة سريعاً، وتقديم المساعدات، كاشفا عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد مساعدة اعادة بناء لبنان.
وفي الجميزة، تمشَّى الرئيس ماكرون مع الناس، واحتسى القهوة، والتقط المواطنون الصور معه، بعد المصافحات لكل من التقى به في الشارع.
وعن لقائه مع ماكرون، قال بري: إن النقاش عن الجنوب كان له الحيِّز الأكبر، والرئيس الفرنسي يهتم بلبنان، ويتجه الى اقامة مؤتمر دولي لدعم اعادة الاعمار.
وطلب الرئيس سلام من الرئيس ماكرون الضغط لانسحاب اسرائيل، الذي لا ينبغي ان يتأخر ساعة واحدة عن موعده لانه بذلك يهدد استقرار البلد.
و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت حملت في طياتها دعما للعهد تجلى بالإعلان عن تنظيم بلاده لمؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان ويشارك فيه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
ولفتت هذه المصادر إلى أن الرئيس ماكرون والذي أبدى ارتياحه لعودة انتظام عمل المؤسسات أكد أهمية قيام حكومة منتجة تنصرف إلى إنجاز ما لديها من مهمات بعيدا عن أية عرقلة، ولذلك كان تشديده على التعاون بين المسؤولين، مركزا كما في بيانه الإعلامي على دعم الجيش ليكون الحاضر الأكبر كقوى شرعية مسلحة في الجنوب وحصر السلاح بيد الدولة بالتالي لأن ذلك يشكل مشروعا لتفادي عودة الفوضى.
وفي المعطيات أيضا أن الرئيس الفرنسي وفي خلال خلوة قصيرة مع رئيس مجلس النواب تمنى العمل على دعم العهد.
ونفت أن يكون الرئيس ماكرون قد دخل في تفاصيل الملف الحكومي وما يجري في هذا المجال لكنه أشار إلى أن الوقت لم يعد يسمح للمصلحة الشخصية أو الفردية وذلك قبيل مغادرته قصر بعبدا.
غوتيريش
ومن الجنوب، دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش اسرائيل الى وقف انتهاكها الصارخ للقرار 1701، ورفض استمرار الاحتلال الاسرائيلي لارض لبنانية، ضمن منطقة عمليات القوات الدولية، وتنفيذ عمليات عسكرية ضمن هذه المنطقة.
وفي الاطار، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حذر اسرائيل من انهيار وقف اطلاق النار في لبنان.
واشار إلى أن اليونيفيل قد كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لحزب لله أو لمجموعات مسلحة أخرى منذ 27 تشرين الثاني. إن وجود أفراد مسلحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكا صارخا للقرار 1701 ويقوض استقرار لبنان. وسأعيد تأكيد هذه النقاط أيضا في اجتماعاتي في بيروت. إن القوات المسلحة اللبنانية، باعتبارها الضامن الوحيد لأمن لبنان، تنتشر بأعداد أكبر في جنوب لبنان، بما في ذلك بدعم من اليونيفيل وأعضاء الآلية التي تم استحداثها في إطار وقف الأعمال العدائية».
لكن صيحفة «معاريف» تحدثت عن ان الجيش الاسرائيلي سينسحب في نهاية اليوم الـ60 مما تبقى من الجنوب».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
سلام يزور عين التينة.. بري: اللقاء واعد.. ماكرون في بيروت: مؤتمر دولي لدعم لبنان
خلافاً لأجواء التشنّج التي سادت في الأيام الأخيرة، وعززت الخشية من انطلاقة متعسّرة لعهد الرئيس جوزاف عون، ومسار حكومي معقّد، ربطاً بمقاطعة ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نوّاف سلام، فإنّ تطوّرات السّاعات الأخيرة أشّرت إلى أنّ المشاورات المباشرة بين المعنيّين بالملف الحكومي، أكّدت ارتفاع منسوب الإيجابية ووجود رغبة مشتركة في الاندفاع في الإتجاه المعاكس للتشنجات، وأن ليس ثمة ما يمنع على الإطلاق وضع حكومة العهد الاولى على سكّة التأليف السريع.
هذه الإيجابية التي تبدّت على الخط الحكومي، تواكبت مع رسالة الدعم الفرنسية المباشرة لعهد الرئيس جوزاف عون والمسار الحكومي الجديد، التي حملها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته إلى بيروت أمس، وتعهده باستمرار الوقوف إلى جانب لبنان، وإعلانه التحضير لمؤتمر دولي لدعمه واعادة الاعمار يُعقد في وقت قريب.
إيجابيات
على المسار الحكومي، كانت زيارة الرئيس المكلّف لرئيس مجلس النوّاب في مقر رئاسة المجلس في عين التينة هي الحدث. وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ أجواء المباحثات بينهما كانت أكثر من إيجابيّة، حيث جرى عرض مفصّل لمجريات الأيّام الماضية، بدءاً من مرحلة ما قبل التكليف وصولاً إلى ما تلاها في استشارات التأليف والمواقف الخطوات التي رافقتها، ولاسيما مقاطعة الثنائي لهذه الاستشارات التي جرى التأكيد انّ هذه الخطوة إلى جانب عدم تسمية «الثنائي» للرئيس المكلّف في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون، لم تنطلقا على الإطلاق من اعتبارات شخصيّة مرتبطة بشخص الرئيس المكلّف، وخصوصاً انّه كان موضع قبول لديهما في فترة سابقة، بل من اعتبارات سياسية أملتها بعض المداخلات والتحوّلات التي ظهرت فجأة خلال الساعات القليلة السابقة لاستشارات التكليف.
وتشير مصادر المعلومات إلى أنّ مقاربة الرئيس المكلّف للملف الحكومي اتسمت بالانفتاح والتأكيد على تلاقي كل المكونات في هذه المرحلة، وارتكزت هذه المقاربة على رغبة شديدة في اطلاق مسار حكومي ضمن ورشة عمل دؤوب لإنقاذ البلد ومعالجة أزماته، يشترك فيها الجميع من دون استثناء، وبأعلى قدر من التعاون والتفاهم.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ الرئيس بري، كان إيجابياً جدّاً في مقاربته، وانطلاقاً من تأكيده في مناسبات متعددة على «أنّ لبنان لازم يمشي ويقلّع خارج الأزمة»، أعرب عن الاستعداد للتعاون في كل ما يخدم تحقيق هذه الغاية. وهذه الرغبة في التعاون كانت مشتركة بينه وبين الرئيس المكّلف».
وأشارت مصادر المعلومات إلى أنّ البحث لم يتناول تركيبة الحكومة او حجمها، ولا التطرّق إلى أسماء الوزراء والحقائب المسندة اليها، ذلك أنّ هذا الامر عائد للبحث والتقدير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. علماً انّ الأجواء السائدة في المجال الحكومي تؤشر إلى أنّ الجو السائد على مستوى الرئاسات لا يؤشّر إلى احتمال حصول اشتباكات او التباسات على توزيع الحقائب الوزارية، ولاسيما ما تُسمّى الوزارات السيادية، كما تؤشر إلى أنّ التوجّه قوي إلى حكومة موسّعة من 24 وزيراً. وقالت المصادر إنّ أجواء اللقاء التي اتسمت بالإيجابية البالغة، تؤكّد أنّ ما تردّد في الايام الأخيرة عن احتمال مقاطعة ثنائي «أمل» و«حزب الله» لحكومة العهد الاولى وعدم المشاركة فيها لم يكن واقعياً على الاطلاق».
في غضون أيام
إلى ذلك، أبلغ مصدر رسمي إلى «الجمهورية» قوله: «انّ الاجواء إيجابية، ولا توجد أيّ موانع او عقبات أمام تشكيل الحكومة، وخصوصاً من قبل الثنائي، وتبعاً لهذه الاجواء، فإنّ التفاؤل كبير جدّاً في إمكان اعلان التشكيلة الحكومية الجديدة في غضون ايام قليلة».
مشاركة الثنائي
وقال مصدر مطلع على أجواء «الثنائي» لـ«الجمهورية»: «انّ نواب «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس بري، ونواب «كتلة الوفاء للمقاومة»، لم يسمّوا الرئيس المكلّف، كما أنّهم قاطعوا الاستشارات النيابية غير الملزمة، إلّا أنّه لم يبدر عن الجانبين أيّ إيحاء او أي موقف او كلام علني يشي بأنّهما في وارد عدم المشاركة في الحكومة».
ولفت المصدر إلى انّ عدم مشاركة الثنائي في الحكومة امر تتمنّاه وتريده بعض الأطراف في الداخل التي تعمّدت استفزاز الثنائي، وساقها حقدها إلى الإعتقاد بوجود غالب ومغلوب، وانكساراً في المعادلة الداخلية وتوازناتها السياسيّة وغير السياسيّة لمصلحتها. في أيّ حال «الماء تكذّب الغطاس»، فلننتظر ماذا سيقول من ادّعى الانتصار المسبق، عندما تحين لحظة الجدّ وتُعلن التشكيلة الحكومية، وكيف سيتصرفون إن جاءت هذه التشكيلة مغايرة لما يشتهونه ويتمنّونه، وهل سيسلمون بالامر الواقع ويقبلون به عن مضض، ام انّهم سيعودون إلى التموضع من جديد في خانة المعارضة، وهذا ما لا نستبعده على الاطلاق؟
لقاء واعد
على أنّ الإيجابية التي طفت في أجواء التأليف، عبّر عنها الرئيس بري بجملة مقتضبة إنما تنطوي على دلالات واضحة، حيث اكتفى بالقول بعد انتهاء اللقاء الذي استمر ساعة مع الرئيس المكلف: «كان اللقاء واعداً». فيما قال الرئيس سلام بعد اللقاء: «الإستشارات انتهت اليوم بعد لقائي دولة الرئيس، وأريد أن أقول انّ هناك إجماعاً من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ، والإستعداد للتعاون الإيجابي».
وأشار إلى أنّه «لا توجد عراقيل من أحد، ولا أحد سوف يعطّل ولا أحد سوف سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس». اضاف: «أؤكّد إنني ودولة الرئيس نقرأ في كتاب واحد هو الدستور، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن و حتى تشكيل الحكومة».
ورداً على سؤال حول توزيع الحقائب؟
أجاب: لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه.
وحول مشاركة الثنائي في الحكومة او عدمها. قال: سنعود للقاء غداً وبعد الغد. كل ذلك بعد اجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط. ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس.
وقرابة السادسة مساء امس، زار الرئيس المكلّف القصر الجمهوري، وأطلع الرئيس عون على حصيلة المشاورات التي اجراها، ونتائج اللقاء الذي عقده مع رئيس مجلس النواب. وأكّد بعد اللقاء انّ اجواء الكتل كانت أكثر من إيجابية والحكومة لن يتأخّر تشكيلها.
زيارة ماكرون
على صعيد زيارة الرئيس الفرنسي، فقد وصل إلى بيروت صباحاً على رأس وفد موسّع، حيث استقبله في المطار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وعقد معه اجتماعاً استمر لثلاثة ارباع الساعة. ومن ثم زار مقر السفارة الفرنسية في المتحف، حيث وضع إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول. وجال بعد ذلك في منطقة الجميزة في بيروت، يرافقه وزير الخارجية جان نويل بارو والمبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان والسفير الفرنسي إيرفيه ماغرو، في حضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وجالوا في أرجائها، حيث احتشد المواطنون في استقباله. ثم تجوّل في شارع غورو، وزار مقر الصليب الأحمر اللبناني وتحدث إلى المتطوعين. كما زار ماكرون مدرسة الثلاثة أقمار والتقى أعضاءها وتحدث إليهم.
وظهراً وصل الرئيس الفرنسي إلى القصر الجمهوري، حيث أُجري له استقبال رسمي تلاه لقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، عقد على إثره الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، حيث توجّه الرئيس عون إلى الرئيس ماكرون قائلاً: «تأتون اليومَ لتهنئتنا، وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمّرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون ... وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عمّا يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأنّ لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه».
اما ماكرون، فأكّد أنّ فرنسا تقف إلى جانب لبنان، معتبرًا أنّ إنتخاب الرئيس أعاد الامل لهذا البلد. وقال: «إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الامل ورئيس الحكومة سيجّسد هذا الامل. فانتخاب اللبنانيين لك أكّد على مطالبتهم بالتغيير وإنعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحاً ديبلوماسياً».
وأكّد ماكرون أنّ فرنسا تجدّد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة، وأنّها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: «نتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي، وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل «اليونيفيل» لتتمكن من إنجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوّه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق». وشدّد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال: «اعرف انّ كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلّف. والجميع مجند إلى جانبكم لإيجاد الحلول، وسننظّم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان. وفرنسا ستكون إلى جانبكم، ونشدّد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي».
لقاء رباعي
وبعد المؤتمر، عُقد اجتماع رباعيّ ضمّ إلى الرؤساء عون وماكرون وبري وميقاتي، تلته مأدبة غداء، وبعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، ودوّن فيه كاتباً: «في هذا اليوم، أُطلق نفسٌ جديدٌ كما ولد أمل للبناني. إن فرنسا كانت وستبقى الى جانبكم كما دائماً، ولا سيما في الظروف الصعبة، وذلك من أجل سيادة ووحدة ومسؤولية الجميع لتوطيد رفاهية لبنان. انّ لبنان لطالما كان أكبر من ذاته. والشكر للرئيس عون جوزاف وكل دعم فرنسا له». وأُفيد عن خلوة عقدها الرئيس عون مع الرئيس بري، الذي اكتفى بالقول بعد مغادرتاه القصر الجمهوري: «إن شاء الله خير».
وفي قصر الصنوبر، أكّد الرئيس ماكرون مساءً انّ السلاح يجب أن يكون بيد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية وحدها، وليس أي جهة أخرى. مشيراً إلى «اننا ناضلنا ديبلوماسياً من اجل تحقيق وقف اطلاق النار في لبنان»، ومشدّداً على انّه لا بدّ أن يحصل انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، كما شدّد على واجب لبنان في ضبط الحدود. واعرب عن ثقته بأنّ الأيام المقبلة ستحمل تشكيل الحكومة في لبنان، ومعلناً انّ الخطوط الجوية الفرنسية ستعلن عن استئناف رحلاتها إلى لبنان قريباً.
غوتيريش
من جهة ثانية، وفيما واصلت إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب، وصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى بيروت، وأجرى لقاءات مع كبار المسؤولين، وزار مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. واكّد في كلمة له أنّ مساهمة «اليونيفيل» في دعم استعادة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق كانت حاسمة. ورفض «الهجمات ضدّ قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واعتبر انّها تشكّل جريمة حرب». ورأى أنّ «استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات «اليونيفيل» وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكاً للقرار 1701، مشيراً الى أنّ «اليونيفيل» كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لـ»حزب الله» أو لمجموعات مسلحة أخرى منذ 27 تشرين الثاني.
واعتبر أنّ «دعمكم القوي وتنسيقكم الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية سيكونان أساسيين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار 1701. سنواصل حث المجتمع الدولي على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
لقاءات «كسر الجليد» توحي بتشكيل سريع للحكومة اللبنانية
سلام لديه «تصور» للتشكيلة الوزارية سيعرضه على رئيس الجمهورية
أوحى المعنيون بعملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بوجود «إيجابيات تتيح إنجاز سريع للتشكيلة الحكومية، وعدم مقاطعة القوى السياسية الشيعية» على الرغم من الاعتراض المعلن من قِبَل «حزب الله» وحركة «أمل» على تكليف الرئيس نواف سلام من قِبَل «النواب».
وكسر اللقاء الذي حصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، «الجليد» الذي طبع علاقة «الثنائي الشيعي» بالرئيس سلام، بعد أن حرص الأخير على الإدلاء بتصريحات إيجابية عقب اللقاء الذي دام نحو ساعة، بما يوحي أنه تطرق إلى تفاصيل عملية التشكيل والعلاقة المستقبلية. وأعطى سلام، بري، جرعة إيجابيات بقوله إنه يعد أن الاستشارات النيابية (التي قاطعها الثنائي) قد انتهت بلقاء بري وليس بانتهاء لقاءاته مع النواب يومي الأربعاء والخميس. فرد بري التحية بأحسن منها بتصريح مقتضب وزعه مكتبه الإعلامي قال فيه إن اللقاء مع سلام «كان واعداً».
وقالت مصادر متابعة للاتصالات الأخيرة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجواء إيجابية بين الرجلين، وإن «الثنائي» ليس في وارد مقاطعة الحكومة، بل تحسين شروط مشاركته فيها. وأشارت المصادر إلى أنه من الثابت أن الحكومة لن تضم حزبيين، لكنها ستضم شخصيات ذات اختصاص «تدور في فلك الثنائي».
وقال سلام بعد اللقاء: «بالحقيقة البعض تساءل أمس (الخميس) بعد الاستشارات في مجلس النواب أنني وحسب التقاليد والأعراف لم أقل أي كلام حول حصيلة الاستشارات، وقلت إن الاستشارات لم تنتهِ أمس، فهي انتهت اليوم (الجمعة) بعد لقائي دولة الرئيس، لأجل ذلك لم أقل أي كلمة أمس». وأضاف: «لذا دعوني أضعكم بأجواء الاستشارات كلها، في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد، والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على مدى الـ7 أيام، وشعوري من جميع الكتل والنواب المستقلين استعدادهم للتعاون الإيجابي».
وتابع سلام: «سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، أنا أؤكد لكم أنه لا توجد عراقيل من أحد، وأمس رأيت بالإعلام كلاماً لأحد النواب الكرام، قال إننا أمام خيارين وهما إما التفاهم وإما التصادم، وأجبناه صحيح هناك خيارين إما التفاهم وإما التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين (لا التعطيل ولا الفشل)، لا أحد سوف يعطل ولا أحد سوف سيسمح بالفشل في تشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس». وأوضح: «أؤكد لكم أنا ودولة الرئيس (بري) نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب اتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه معاً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن وحتى تشكيل الحكومة».
ورداً على سؤال حول توزيع الحقائب؟ أجاب: «لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث في الأمر معه». وحول مشاركة الثنائي في الحكومة من عدمها؟ أجاب سلام: «سنعود للقاء غداً (السبت) وبعد الغد كل ذلك بعد اجتماعي مع فخامة الرئيس، وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط، ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس».
الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام (رئاسة البرلمان)
وكان المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، أمد بأنه في اللقاء مع الرئيس جوزيف عون عندما كان لا يزال مرشحاً: «لم نتطرق بأي شكل إلى موضوع رئيس الحكومة المقبل، إنما ناقشنا قضايا كبرى تتعلق بإدارة الدولة والحكم ونحن صوّتنا له رغم أنه لم يكن مرشحنا الأول». وأوضح أنه «لم يكن هناك اتفاق ونُقض، وكل ما حصل أن الجو العام المعلن من الكتل التي تواصلنا معها كان باتجاه تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، واتفقنا مع مجموعة كتل على الذهاب بهذا الخيار، وما حصل أن هؤلاء بدّلوا موقفهم».
ولفت خليل في مداخلة لبرنامج «صار الوقت» عبر «mtv»، إلى أن «اتصالاتنا مع الجانب السعودي لم تتطرق إلى موضوع رئاسة الحكومة، ونحن منفتحون على حوار إيجابي مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وكل الكلام التشكيكي غير صحيح وببساطة كان لدينا مرشح وخسر».
وشدد على أن «الطائفة الشيعية ليست مهزومة ولا مأزومة، هي طائفة مثلها مثل كل الطوائف تريد حقوقها وتقوم بواجباتها، والانتخابات النيابية تحدد الأحجام التمثيلية في البلد، ونحن طائفة لها حضورها وحيثيتها، والديمقراطية تقتضي على الجميع احترام تمثيلها ونحن بحوار مع سلام حول مشاركتنا في الحكومة».
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
ماكرون يعد بمساعدة لبنان ولقاء بري وسلام يطلق عجلة التشكيل
زيارة ثالثة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، و«الثالثة». الظروف تغيرت والمناخ العام تبدّل. سلطة سياسية جديدة واعدة، دعم دولي غير مسبوق، وعزم على انتشال لبنان من التخبط في وحول الانهيار والفساد وانقاذه من براثن مافيا سياسية تحكمت به طوال ثلاثين عاماً. كلام جميل اطلقه رئيس فرنسا الذي جال في بيروت بين الناس والتقط الصور واحتسى القهوة معهم في الجميزة، ووعود ليس اقلها عقد مؤتمر دولي خلال اسابيع لدعم لبنان واعادة اعماره.
الوصول
باكرا جدا، بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان. واستقبله في مقر كبار الزوار في المطار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان.
طلاب حياة
ومن قصر بعبدا الذي وصله ظهرا، وبعد اجتماع ثنائي مع الرئيس جوزاف عون كانت كلمتان للرئيسين. فقال الرئيس عون: السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون … وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه». وختم: «السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، «إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت». اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.
السيد الرئيس، أهلاً بكم وبصحبكم في بيروت الحية أبداً. عاشت فرنسا عاش لبنان».
ماكرون: ومؤتمر الدعم
من جهته، أكد ماكرون في كلمته أن فرنسا تقف الى جانب لبنان وتلتزم العمل معه، معتبرًا أن إنتخاب الرئيس أعاد الامل لهذا البلد. وتوجه لعون قائلا: «إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحا دبلوماسيا». وأكد أن فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: «نتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق». وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال: «اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، وسننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي».
لقاء رباعي
وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.
اجتماع ثنائي
وكان ماكرون وميقاتي عقدا اثر وصول الرئيس الفرنسي اجتماعا ثنائيا استمر قرابة ثلاثة ارباع الساعة، قال في نهايته الرئيس ماكرون للصحافيين: انا سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لا سيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى دولة الرئيس رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كما ساجتمع مع الرئيس عون ثم مع رئيس البرلمان والرئيس ميقاتي.
ماكرون
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه «سيجتمع مع الضابط الأميركي عضو لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ولبنان دخل مرحلة جديدة».
قصر الصنوبر
ثم انتقل ماكرون إلى مقر السفارة الفرنسية في المتحف حيث وضع إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول.
واجتمع ماكرون مع لجنة مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار.
الجميزة
بعدها جال في منطقة الجميزة في بيروت يرافقه محافظ بيروت مروان عبود والتقى فاعليات المنطقة واستمع إلى آرائهم، ثم جمعه لقاء مع الشباب المتطوعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة «الأقمار الثلاثة». كما تفقد بعض الصور للمباني البيروتية التاريخية، قبل ان ينتقل الى قصر بعبدا.
سلام واستقبال
وبعد الغداء الرباعي المصغر في بعبدا بحضور الرئيسين بري وميقاتي، يزور الرئيس ماكرون الرئيس المكلف نواف سلام قبل ان يشارك في حفل استقبال على شرف الجالية الفرنسية في لبنان في نهاية زيارته للبنان.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
ماكرون يدعم باسم الخماسية وبرّي متمسّك بالمال
التأليف وشيك ومشاركة الثنائي بشروط الدولة
الرئيس اللبناني جوزاف عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا أمس (تصوير فضل عيتاني)
أطل لبنان مجدداً على العالم بشكل لم يعهده منذ فترة طويلة. وأتت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمواقف التي أطلقها أمام رئيس الجمهورية جوزاف عون لتعلن عن ولادة زمن لبناني جديد.
وتزامنت هذه الإطلالة مع جهد حثيث لتشكيل حكومة العهد الأولى. وأعلن رئيس الوزراء المكلف نواف سلام أمس أن تشكيل الحكومة الجديدة لن يتأخر، مشيراً إلى أجواء إيجابية للغاية في المناقشات المتعلقة بتشكيلها.
وأبلغت أوساط دبلوماسية “نداء الوطن” أن زيارة الرئيس ماكرون أتت بتوقيت يتصل بمؤازرة العهد الجديد وبرسالتَي دعم إلى الرئيس عون والرئيس المكلف سلام. أضافت : “الرسالتان جزء لا يتجزأ من اللجنة الخماسية، وفرنسا أحد أعضائها والتي ينصب اهتمامها على لبنان وهي تقول اليوم بلسان ماكرون إنها تضع نفسها بتصرف المرحلة الجديدة وتذليل العقبات”.
ولفتت إلى أن ماكرون دخل على عنوانَين أساسيّين:
الأول، يسعى في الخلوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تذليل عقبة الشيعة في التأليف لتأتي الانطلاقة بعيداً عن أي عرقلة من أي جهة أتت .
الثاني، الاهتمام بتطبيق القرار 1701 بحذافيره خلافاً للمرحلة السابقة وسط سعي فرنسي ودولي لعدم العودة إلى الوراء وإلى منطق السلاح.
وقالت هذه الأوساط أيضاً إن انطلاقة الحكومة مرتبطة بأمرَين:
الأول، تنفيذ قرار وقف إطلاق النار لتحقيق انسحاب إسرائيل من جهة، ومن أجل أن يكون هناك سلاح واحد في لبنان هو سلاح الدولة من جهة ثانية.
الثاني، إطلاق عملية إعادة الإعمار واستقطاب الاستثمارات وإطلاق المؤتمرات لدعم لبنان اقتصادياً ومالياً.
ماذا عن تشكيل الحكومة؟ تجيب مصادر سياسية مواكبة عبر “نداء الوطن”، أن مسار التأليف الجاري يرتكز على أربعة مواقف: خطاب القسم وما يتعلق باحتكار الدولة وحدها السلاح، موقف رئيس الحكومة بعد تكليفه من بسط سيادة الدولة على كامل أراضي لبنان انطلاقاً من اتفاق الطائف، وموقف جوزاف عون أمام المجلس الشيعي من أن مهمة الدولة هي حماية السيادة في وجه إسرائيل وليست مهمة فئة من اللبنانيين، والموقف الأخير لسلام من الدفاع عن الدستور الذي هو مرجع اللبنانيين، ومن لديه اعتراض على الدستور فليعلن ذلك”.
وقالت المصادر إن لا أحد يريد استبعاد أي مكوّن سياسي ولديه تمثيل في البرلمان لكن إذا قرر أي فريق استبعاد نفسه فهذا شأنه. ورأت أن هناك شروطاً للمرحلة الراهنة وتتعلق بالدستور والدولة، ولا أحد يفرض على الآخر شروطاً خارج الدولة، وهذا ما عبّر عنه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وقالت إن على “حزب الله” أن يعيد قراءة هذه المعطيات الجديدة. وكشفت عن أن “الحزب” يضع شروطاً عدة تبدأ بالحصة الشيعية في وزارة المالية ولا تنتهي بالدولة العميقة والـ 1701 .
ولفتت إلى أن حقيبة وزارة المالية قابلة للبحث من زاوية تمثيلية ولكن انطلاقاً من مسار الدولة الذي انطلق، ولا يمكن لأحد أن يدخل الحكومة على قاعدة المشاكسة بل يجب أن يكون جزءاً من المرحلة الجديدة، وبالتالي ليس هناك واقع نهائي حتى الآن.
وفي سياق متصل، علمت “نداء الوطن” أن الإيجابية تخيم على قصر بعبدا بعد إبلاغ الرئيس بري الرئيس عون بانفتاحه على الحلول ومحاولته تسهيل الأمور، في حين أن بري نفسه يعتبر أن التأليف يجب ألا يطول ويجب أن يستغرق بين أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى.
وتكشف المعلومات أن المؤكد حتى الآن أن حركة “أمل” ستشارك في الحكومة، في حين أن “حزب الله” لم يحسم خياره مع ميله إلى عدم المشاركة، وقد أكد بري تمسك الطائفة الشيعية بحقيبة المال كشرط للمشاركة وتسهيل التأليف، في وقت اقترح على رئيس الحكومة أن يعرض عليه أسماء الوزراء الشيعة ليؤكد قبوله أو رفضه بهم.
وخلصت المصادر المواكبة إلى القول: “الرئيسان ينهمكان في اللقاءات تمهيداً للاتصالات التطبيقية وسيكون مسار التأليف سريعاً”.
**********************************************
افتتاحية الأنباء:
المطبخ الحكومي انطلق والخط مع بري مفتوح ... لبنان بانتظار ترجمة الدعم الدولي والعربي
"الحكومة لن تتأخر حتى تبصر النور"، بهذا الكلام عبّر الرئيس المكلّف نواف سلام عن نتائج لقاءاته والاستشارات التي وقف خلالها عند رأي الكتل النيابية كافة، مشدداً مرة جديدة على التنسيق مع الجميع لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فالخط مفتوح دائماً مع عين التينة.
كل المؤشرات تفيد بأن المهمة مسهّلة أمام سلام، كما تفيد معلومات جريدة الأنباء الالكترونية، وأن مقاطعة ثنائي حركة أمل وحزب الله للاستشارات غير الملزمة لن ينعكس مقاطعة للحكومة.
ولفتت المعلومات إلى أن اتجاه الرئيس بري هو للمشاركة في الحكومة العتيدة، وأن الامر بُحث بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الغداء الذي أقيم على شرف الأخير في قصر بعبدا، يوم أمس الجمعة. ولدى مغادرة بري للقصر الجمهوري ردّ على أسئلة الصحافيين بالقول: "انشالله خير".
وكان التقى بري الرئيس سلام، ظهراً في عين التينة، حيث تمت جوجلة خلاصة الاستشارات النيابية، وكان الرئيس المكلّف حريصاً بعد انتهاء الاجتماع التأكيد أنه كان أكثر من إيجابي. وأشار إلى أن "لديه تصوّراً أولياً سيعرضه على رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون"، مؤكداً أن لا توزيع حقائب وزارية ولا أسماء قبل التشاور مع رئيس الجمهورية، الذي عاد والتقاه مساء، بعد وقت قصير من زيارته ماكرون في قصر الصنوبر، ليعلن من بعدها أن لا أحد يريد تعطيل تشكيل الحكومة، وأنه أبلغ ماكرون ضرورة الضغط على إسرائيل لسحب جيشها من لبنان في الموعد المحدد في السادس والعشرين من الجاري، لأن بقاءه في لبنان سيعقّد الأمور، واعداً بالعمل 24 ساعة على 24 لإنجاز مهمة التأليف.
العمل الجدّي انطلق
وفي هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن العمل الجدّي انطلقت لتوزيع الحقائب واختيار أسماء الوزراء بالتنسيق مع الجميع، وأن الكفاءة هي المعيار الأساس إلى جانب البعد التمثيلي.
وتحدثت المصادر عن احتمال إن تبصر الحكومة النور قبل موعد انتهاء مهلة الستين يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار، أي قبل 27 الجاري، في ظل رغبة محلية وخارجية بوجود حكومة أصيلة لمواكبة هذه المرحلة وتثبيت وقف إطلاق النار ونشر الجيش في الجنوب.
بدوره، أشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن مؤشرات قيام الدولة واضحة، إن لجهة انتخاب رئيس الجمهورية، أو لجهة التكليف لتشكيل الحكومة.
ووصف روكز الحركة العربية والدولية باتجاه لبنان بالمؤشر الايجابي، وأن لبنان وُضع على السكة الصحيحة، معتبراً أن التواصل مع الثنائي أمل وحزب الله كاف لطمأنتهم ومشاركتهم في الحكومة.
ولفت إلى أن الجو ليس للمواجهة، لكن ما يحصل كان ردة فعل على مواقف البعض من الفريق الآخر، واصفاً الأجواء بالإيجابية التي تحمل الكثير من أسس بناء الدولة.
وأشار روكز إلى مسألة تطبيق القرار 1701 والإعمار والى ما هنالك من المسائل التي يجب تنفيذها، معتبراً أن الثنائي لا يمكن أن يغيب عن هذه الأمور، متوقعاً مشاركته في الحكومة. إلا ان مشاركة حزب الله ترتبط بشكل الحكومة وما إذا كانت ستُشكل من وزراء سياسيين أم من أهل الإختصاص. وقال: "لقد آن الأوان للسير بمبدأ فصل النيابة عن الوزارة".
استعادة الموقعين العربي والدولي
في هذه الأثناء، تشي كل المؤشرات بأن لبنان بدأ يسترجع موقعه السياسي على الخارطة العربية والدولية. وهذا ما يلفت إليه توافد الزوار والموفدين العرب والدوليين من رؤساء جمهورية ووزراء وسفراء ومبعوثين قدموا الى لبنان لتقديم التهاني بانتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة.
وكان يوم أمس الجمعة حافلاً، حيث استقبل لبنان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي زار الناقورة مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701، مؤكداً دعم القوى المسلّحة اللبنانية وتزويدها بالمعدّات اللازمة.
يوم ماراتوني لماكرون
ماكرون الذي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة السابعة من صباح أمس الجمعة يرافقه الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان، كان في استقباله على أرض المطار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. توجه بعدها الى قصر الصنوبر للقاء رئيس قوات الطوارىء الدولية العاملة في لبنان، واطلع منه على آلية العمل والمعوّقات التي تؤخر انتشار الجيش اللبناني في المراكز الذي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي، ومدى استعداد اسرائيل للانسحاب من لبنان في السادس والعشرين من الجاري.
بعد ذلك توجّه ماكرون الى المتحف ووضع إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول، ثم توجه الى منطقة الجميزة القريبة من المرفأ فتجوّل فيها سيراً على الأقدام ملقياً التحية على سكان المنطقة، مستطلعاً منهم أعمال الترميم لمنازلهم بعد انفجار المرفأ. وكان ماكرون قد زار الجميزة عقب انفجار المرفأ ورأى بأمّ العين الأضرار الكارثية التي لحقت بها.
وظهراً، وصل ماكرون الى القصر الجمهوري، في بعبدا، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية جوزيف عون. وقد جدّد ماكرون جهوزية فرنسا لمساعدة لبنان واللبنانيين والعمل على عقد مؤتمر في غضون أسابيع قليلة لإعادة إعمار لبنان، من خلال الصندوق الائتماني لدعم لبنان.
من جهته، أكد عون على عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع لبنان بفرنسا، مشيراً إلى أن لبنان رغم الأزمات التي واجهها، لا يزال ينبض بالحياة والرجاء. وأضاف: "أنتم هنا هذا اليوم لتشهدوا على ولادة لبنان الجديد. وما نحتاج اليه الآن أكثر من أي شيء آخر، هو أن تشهدوا أمام العالم أن ثقة اللبنانيين في بلدهم ودولتهم قد عادت. وأن العالم يجب أن يستعيد ثقته بلبنان الأصيل".
وتابع عون "اليوم نحن طلاب حياة، ولبنان الحي لن يموت. اهلاً بكم يا سيادة الرئيس في بيروت التي تبقى حية إلى الأبد".
الطقس يعاكس ترامب
على صعيد آخر، بدأ العد العكسي لتولّي الرئيس الاميركي المنتخَب دونالد ترامب زمام الحكم، يوم الاثنين المقبل، وإن كان يعاكسه الطقس. حيث تقرر نقل مراسم التنصيب إلى القاعة المستديرة بمبنى الكابيتول بسبب درجات الحرارة المنخفضة المتوقعة.
وأعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن حفل تنصيبه المقرر الاثنين سيتم نقله الى داخل مقر الكونغرس بسبب الصقيع القطبي المتوقع في واشنطن.
يشار إلى ان آخر مرة نُقلت فيها مراسم التنصيب إلى مكان مغلق كانت في عام 1985 خلال تنصيب الرئيس رونالد ريغان، حيث اضطر إلى أداء القسم داخل الكابيتول بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة، ما أدى أيضًا إلى إلغاء العرض الاحتفالي حينها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :