ترك الرئيس المكلف نواف سلام انطباعا ايجابيا لدى غالبية الكتل النيابية التي التقت به في يومَي الاستشارات غير الملزمة لتأليف الحكومة، وكان الرجل هادئا يدوّن ملاحظاته انطلاقا من الافكار التي يطرحها النواب والتي تنوعت بتنوع مصالح الكتل التي أعطت غالبيتها الثقة بالرئيس سلام وبالطروحات التي يمكن أن يقدمها في الايام القليلة المقبلة.
مصادر مطلعة على أجواء التكليف تنطلق في مقاربتها لشكل الحكومة العتيدة من العاملين الخارجي والداخلي. فالخارج وفق ما تؤكد المصادر، يرفض الحكومات المستنسخة من العهود السابقة ويضغط على الثنائي حزب الله - حركة أمل من أجل تقديم تنازلات كبيرة لتسهيل مهمة سلام، تأتي بالدرجة الاولى عرض عدد من الاسماء على الرئيس المكلف الذي يختار هو من يريد منها لا العكس، لافتة الى أن لسلام الحرية باعادة طلب أسماء جديدة من الثنائي في حال كانت اللائحة الاولى بعيدة عن مواصفات ومعايير التوزير الموضوعة. كما أن المطلوب دوليا أن تتنازل الاطراف عن سقوفها العالية بالتوزير وتسهل مهمة الرئيس سلام الذي تم تكليفه بعد سلسلة لقاءات تم عقدها مع الرجل بعيدا من الاعلام في المملكة العربية السعودية وقد حظي بمباركة الرياض وواشنطن ليكون الى جانب العهد الرئاسي الجديد.
قوة الدفع الاقليمية والدولية لسلام، فرضته لاعبا بارزا على الساحة الداخلية وهنا يأتي الحديث عن العامل الداخلي حيث فرضت التطورات على الثنائي الشيعي التعاون معه وفق ما تؤكد المصادر التي تشير الى أن ما يُثار في الاعلام من قبل الحزب أو حركة امل انما يأتي في اطار الحركة الاستيعابية لبيئة الحزب التي لم تبلع حتى الساعة التغييرات الكبيرة التي طرأت على
المشهد الداخلي، وبدأت النقمة على القيادات وتحديدا في حزب الله حيث يواجه نواب الحزب آراء من داخل البيئة تشكك بخطاباتهم على الاعلام. من هنا فإن الحديث عن صيغ حكومية وتداولها عبر الاعلام لا تتطابق مع الافكار التي يصبو اليها الرئيس المكلف، حيث تشير المصادر الى أن غالبية الوجوه التي ستدخل النادي الوزاري في الحكومة العتيدة ستكون شبابية ومن أصحاب الاختصاص ولكن وفق معايير جديدة تختلف عن حكومات التكنوقراط التي كانت سياسية بالدرجة الاولى. ويبدو واضحا ان الرئيس المكلف مستعجل على تشكيلته وهو على تناغم تام مع رئيس الجمهورية، ويريد أيضا استيعاب انكفاء الثنائي وتراجع دوره على الساحة الداخلية، فيترك قنوات التواصل مفتوحة معه ولكن ضمن ضوابط حددها لتشكيلته الحكومية. هذا الامر أثار حفيظة الرئيس بري الذي وجد نفسه أمام نهج جديد مغاير لما كان سائدا، وأن كل التعامل مع التهديدات التي وصلت الى بعبدا والرئيس المكلف كانت ببرودة كبيرة ولم يخضع أحد لها، وهو ما أغضب حزب الله الذي يتريث باتخاذ اي موقف لأن تطيير حكومة سلام يعني له تطيير الدعم لاعادة الاعمار جنوبا ومزيد من الضغط عليه.
ولا شك بأن الرئيس المكلف نواف سلام أمام امتحان كبير لمواجهة تحديات المرحلة وتثبيت النهج الجديد الذي فرضه الخارج على القوى السياسية الداخلية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :