يُفترض أن يؤدي اللقاء اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام إلى بلورة مسار التأليف، وعقدته الأساس الموقف السلبي لكل من حركة أمل وحزب الله من نتيجة الاستشارات النيابية قي القصر الجمهوري.
وغنيّ عن القول إن مشكلة الثنائي الشيعي ليست لا مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولا مع سلام، بل حصرا مع النائب السابق وليد جنبلاط الذي وعد بري بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي ومن ثمّ تخلّف نتيجة الضغط الفرنسي والتباين مع نجله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط الذي يعتبر أن ميقاتي لا يخدم فكرة التغيير ولا يتناسب مع الزخم المحلي والخارجي الذي نتج من انتخاب عون. يعني هذا الواقع أن على الثنائي معالجة مشكلته مع من وعده ولم يفِ، لا أن يجعل الحكومة أسيرة حرده واللبنانيين رهينة البازار الحكومي الذي بدأ بالفعل من أجل أن يحصّل الثنائي القدر الأكبر من المكاسب لفاء فكّ أسر الحكومة.
وقال مصدر واسع الإطلاع إن رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة على بيّنة من التكتيك الذي يمارسه الثنائي الشيعي، لذا كرّر كلا الرجلين في أكثر من مناسبة أنهما ليسا في وارد إبعاد أو إقصاء أي من الأطراف، من غير أن يعني ذلك أن يُسلّما بالبازار القائم من جانب الثنائي.
وكشف المصدر أن التواصل بين بري وسلام حاصل ولم ينقطع منذ الإثنين الفائت، وهو أفضى إلى سلسلة من التفاهمات في مقدمها توزيع مذهبي لحكومة من ٢٤ وزيرا، يمنح الثنائي ٤ وزراء شيعة ووزيرا مسيحيا ووزير سنّيا، وهو عرض وافق عليه الثنائي بانتظار توزيع الوزارات،
علما أن أكثرها طلباً لا يتجاوز الـ ٨ وزارات، من بينها ٤ سيادية و٤ خدمات وهي الصحة والاتصالات والتربية والأشغال العامة والنقل. ولا شك أن التنافس على وزارات الخدمات يعود تحديدا إلى الاستحقاقين اللذين ينتظران اللبنانيين، الانتخابات البلدية والاختيارية هذه السنة، والانتخابات النيابية بعد أقل من سنة ونصف سنة. أما وزارة المال فلم تتحدًد وجهتها بعد، وصار معروفا أن الثنائي لا يريد التخلي عنها بذريعة الحفاظ على التوقيع الثالث.
وكان سلام قد أبلغ من التقى من النواب في اليوم الثاني والأخير من الاستشارات النيابية غير الملزمة أن لا حل إلا التفاهم لتأليف حكومة، وهي رسالة ستصل اليوم مباشرة إلى بري في اللقاء الذي سيجمعهما والذي قد يقضي إلى إنهاء مقاطعة الكتلتين النيابيتين الشيعيتين رئيس الحكومة المكلف، واستطراد الاستشارات، وتاليا فك أسر الحكومة التي قد تبصر النور مطلع الأسبوع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :