احتقان متزايد في مدن الساحل | وفد سوري في تركيا: أنقرة تستعرض نفوذها

احتقان متزايد في مدن الساحل | وفد سوري في تركيا: أنقرة تستعرض نفوذها

 

Telegram

 

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد وصعود «هيئة تحرير الشام» إلى سدة الحكم في سوريا، زار وفد من الحكومة السورية المؤقتة، تركيا، وأجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين أتراك، على رأسهم الرئيس رجب طيب إردوغان. وتزامنت الزيارة التي أجراها الوفد الحكومي برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني، ومشاركة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، مع زيارة وفد من «حكومة الوحدة» الليبية، والتي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، وتسيطر على الغرب الليبي، والمدعومة أيضاً من تركيا، لأنقرة، في مشهد أرادت من خلاله الأخيرة تظهير نفوذها المتزايد في العالم العربي.

من جهته، استبق إردوغان زيارة الشيباني بتصريحات ساخنة توعّد خلالها الأكراد في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بـ«مصير مؤلم ما لم يحلّوا أنفسهم ويلقوا سلاحهم»، مجدداً استعداد بلاده لمكافحة تنظيم «داعش» في سوريا، في محاولة لسحب الذريعة الأميركية لدعم الأكراد. وأضاف: «لا يمكننا أن ننظر بمنظار غربي إلى دولة مجاورة (سوريا) تربطنا بها علاقات أخوية منذ قرون وحدود بطول 911 كيلومتراً (...) لن يتمكن أحد من تخريب أواصر هذه الأخوّة التركية الكردية السورية في أنقرة ودمشق»، مستطرداً أن بلاده ستدعم «قضايا الأكراد في سوريا وتضمنها»، على حد تعبيره.

وبحسب بيان الرئاسة التركية، فقد «جرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات في سوريا، والخطوات الواجب اتخاذها للحفاظ على وحدة أراضيها». وذكر البيان أن «أنقرة ستدعم الاحتياجات العاجلة للشعب السوري وجهود إعادة إعمار البلاد»، مشدداً على «أهمية رفع العقوبات الدولية عن سوريا». وعقب اللقاء مع الرئيس التركي، أجرى الوفد السوري لقاءً مع وزير الخارجية التركي حاقان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، وأعلن الشيباني أن سوريا منفتحة على بناء علاقات استراتيجية مع الجميع، مجدداً رفض تحويل سوريا إلى منصة لتهديد دول الجوار بما فيها تركيا. وأضاف أنه «لم يعد هناك مبرّر لوجود قوات سوريا الديمقراطية»، على حد تعبيره. وفي ما يخص مؤتمر الحوار الوطني الذي أعلن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، عن التحضير لعقده، قبل أن يتم تأجيله إلى أجل غير مسمى، قال الشيباني إن هذا المؤتمر «يهدف إلى توافق السوريين على قرارات استراتيجية».

أما فيدان فأعلن أن بلاده بدأت تعمل على مساعدة الحكومة السورية في «إعادة هيكلة المؤسسات» و«تطوير العلاقات مع سوريا في كل القطاعات»، بالإضافة إلى مساعدتها في «مكافحة الإرهاب»، موضحاً أن أنقرة تعمل على تقديم «الدعم اللازم لبدء عودة اللاجئين السوريين»، ومن بينهم نحو مليوني لاجئ تستضيفهم أنقرة «ويجب أن يعودوا إلى منازلهم». وأعرب عن دعم بلاده لـ«جهود الإدارة السورية الجديدة لتلبية مطالب كل مكوّنات الشعب السوري»، مضيفاً: «نجحنا في تخفيف جزء من العقوبات على سوريا ونناقش الملف مع الاتحاد الأوروبي، ويجب أن يكون هناك دور كبير للمجتمع الدولي من أجل إعادة اللاجئين السوريين»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى أن بلاده تعمل على افتتاح قنصليتها في حلب.

وفي غضون ذلك، أعلن المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بعد لقائه الشرع في دمشق، أمس، أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، مشدّداً على أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا بات «ضرورة ملحّة» لتخفيف معاناة السكان وتحسين الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. أيضاً، وصلت إلى دمشق وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتز، التي أعلنت أنها قدمت لمساعدة سوريا في قطاعات الصحة والتعليم، لافتة إلى أنه «يمكن لألمانيا أن تفعل الكثير لدعم البداية الجديدة للمجتمع السوري».

أما ميدانياً، فاستهدفت طائرة مُسيّرة تابعة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة دراجة نارية كان يستقلّها شخصان قرب سرمدا في ريف إدلب، في استهداف هو الأول من نوعه منذ سقوط النظام السوري. وفي وقت تداولت فيه مصادر محلية اسم الشخصين المستهدفين (محمد فياض الذيبان من ريف إدلب، ونايف حمود عليوي من ريف حماة)، لم يعرف بعد سبب استهدافهما في ظل عدم وجود ارتباطات لهما، الأمر الذي يرجّح أن يكون هذا الهجوم الاستعراضي قد تم بموجب معلومات خاطئة.

وفي حماة وريف اللاذقية غربي سوريا، ومحيط العاصمة دمشق ومنطقة الديماس في ريف دمشق، أعلن «الأمن العام» التابع لـ«هيئة تحرير الشام» استمرار ما أسماها «عمليات ملاحقة فلول النظام السابق»، والتي شهدت اشتباكات في ريف جبلة أودت بحياة نحو 15 شخصاً من الطرفين، بعد كمين تعرّض له موكب تابع لـ«الهيئة»، فيما ذكرت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) أن نحو 16 ألف شخص، منهم عسكريون وعناصر شرطة قاموا بتسوية أوضاعهم في حماة. ويأتي هذا في وقت لا يزال فيه مصير الآلاف الذين اعتقلتهم «الهيئة» مجهولاً حتى الآن، ومن بينهم عناصر من الجيش السوري المنحل قاموا بتسليم أنفسهم وتمّ تحويلهم إلى حمص، وإطلاق سراح بعضهم في وقت لاحق.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram