أخبار
بشرى سارة من "الضمان الإجتماعي" لهؤلاء!! قصف مدفعي وتمشيط إسرائيلي يستهدف منطقة برج مطلين في أطراف كفرشوبا الشمالية الاحتلال فجر منازل ونفذ عمليات نسف وتجريف طرق في بلدات مارون الراس وعيتا الشعب وحانين بجنوب لبنان. بكمين محكم... القبض على قاتل جورج روكز! (صور) طائرة استطلاع إسرائيلية تُحلّق فوق العاصمة بيروت وضواحيها الجيش اللبناني: ستفجر وحدة من الجيش ذخائر غير منفجرة في منطقة الكنيسة – وادي خالد وحقل اليابسة – راشيا اليوم ما بين الساعة 10.00 والساعة 17.00 تنبؤات العرافة فانغا للعام الجديد تصدم الجميع.. اليكم ما توقعته الدفاع المدني: انتشال أشلاء 6 شهداء من طيرحرفا و الخيام تفجير منازل وجرف طرق في عيتا الشعب وحانين ومارون الراس وعملية نسف ليلا في مركبا يقوم أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بجولة على القطاع الغربي للاطلاع على المواقع التي انتشر فيها الجيش اللبناني والمواقع المقرر أن ينتشر فيها خلال أيام.

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 15 كانون الثاني 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 15 كانون الثاني 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء

الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني
بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس

 خمسة ايام كانت كافية لاحداث ما اعتبره البعض "الانقلاب الابيض". فبين من يصف الحاصل بالتغيير الجذري في الحياة السياسية، بمحاصصتها وتعطيلها وانتظارها، وبين من يرى في المسلسل تراجعا عن اتفاق والتزام، بالشراكة والميثاقية وعدم الاقصاء، يعيش الثنائي الشيعي، بجمهوره وسياسييه، ومعه الكثير من اللبنانيين حالة من الصدمة، في زمن الحديث عن وصاية وكلمة سر، التي قد يقطع يقين وجودها من عدمه، سرعة وشكل وطريقة التأليف بعد التكليف وهنا المحك والمعيار، حيث العبرة تبقى في التنفيذ.
كثيرة هي التساؤلات حول ملابسات وحقيقة ما يحصل من تطورات هذه الايام، وكثيرة هي الاسئلة حول نمط "الحكم الجديد" وادارته، و رغم كل ذلك يبقى الامل، من ان يكون الثنائي عون - سلام، قادرا على قيادة البلاد وانقاذها من كل ما اورداه من مشاكل في "مشروعهما السياسي"، اللذان تقاطعا عند نقاطه الى حد كبير، رغم ان الكلمة الفصل تبقى لمجلس الوزراء ببيانه الوزاري، الذي يتردد ان خطوطه العريضة قد انجزت قبل تاليف الحكومة، وللبرلمان بثقته، التي منحت مع الانتخاب والتاليف.
اتصالات داخلية وخارجية
وفي اطار ترميم الثقة التي اهتزت، بعد الاحداث السياسية الاخيرة، علم ان اكثر من خط داخلي وخارجي فتح على هذا الصعيد. فداخليا اكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعه برئيسي المجلس والحكومة المكلف، على تمسكه بانطلاقة جامعة للعهد، لا تستثني احدا وعلى الشراكة الكاملة في السلطة لتحقيق ما جاء في بيان القسم، وهو ما اعاد التاكيد عليه الرئيس نواف سلام في كلمته المكتوبة، التي تقصد خلالها التوجه الى الثنائي بشكل مباشر، رادا على النقاط التي كان اثارها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، مخاطبا هواجس الثنائي، لناحية تحرير الارض من العدو الصهيوني، من جهة، واعادة الاعمار، من جهة ثانية.
علما ان تواصلا حصل بين رئيس الحكومة العتيد، الذي كان رفض الحضور الى لبنان على متن طائرة خاصة وضعت بتصرفه، ورئيس مجلس النواب ليل الاثنين بعيد التكليف، مؤكدا على ان تكليفه ليس تحديا لاحد، وان يداه ممدودتان لكل الاطراف السياسية لاطلاق ورشة بناء الدولة ومؤسساتها، واعادة جسور الثقة بين اللبنانيين.
اما خارجيا، فعلم ان الاتصالات مفتوحة على خط الرياض - باريس، التي لعبت دورا اساسيا في قلب المعادلة، والتي يفترض ان يفتتح رحلات الحج الدولية الى بيروت رئيس جمهوريتها ايمانويل ماكرون الجمعة،الذي تواصل امس مع الرئيس بري، على ان تستمر تباعا حيث يتوقع وصول امين عام الامم المتحدة، وفد سعودي برئيس وزير الخارجية ، ووزير خارجية الكويت، حيث رات مصادر متابعة ان فرنسا حصلت على جائزة ترضية في مسالة اختيار القاضي سلام كرئيس للحكومة، بعدما ادركت تداعيات السير بخيار نجيب ميقاتي وآثار ذلك شعبيا على عهد الرئيس عون، رغم "الزلزال السياسي" الذي احدثته الخطوة، القابلة للمعالجة.
عون - سلام
وفيما تبدو اجواء كل من الرئيسين عون وسلام ، متطابقة الى حد كبير لجهة كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، وهو ما اصر الاثنان على ايصاله لمن يعنيهم الامر سواء في تصريحاتهم العلنية، او خلال اللقاءات والاتصالات المغلقة، فانه من الجدير للاهتمام التوقف عند 3 نقاط بارزة في كلمة الرئيس المكلف، ابرزها:
-جاء خطابه منسجما مع التطلعات التي عبر عنها خطاب القسم بشكل واضح، لجهة اعادة بناء الدولة، تنفيذ القرارات الدولية، استعادة القانون موقعه.
-تاكيده على رغبته في التعامل مع الجميع، في حديثه عن " اليدين المدودتين" وتحديدا للثنائي الشيعي، في حال كان يعتبر ان هناك من يحاول اقصاءه.
-غياب اي اشارة الى ملف الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب.
الثنائي الشيعي
غير ان الصورة العامة التي تشغل بال اللبنانيين، لم تحجب ارتدادات "زلزال" اختيار نواف سلام رئيسا للحكومة، من خارج السياق، الذي استفز بطريقة "الاخراج" الثنائي الشيعي، في زاوية التسمية، وفقا لمصادر مقربة منه، والتي رات ان اي تحرك حاليا سيكون ضمن ضابطين اساسيين، الاول، عدم المصلحة بالذهاب الى سيناريو الشارع، والثاني، عدم الرغبة بتفجير الساحة الداخلية.
ورات المصادر، ان امتناع الثنائي عن تسمية اي مرشح يحمل رسائل سياسية واضحة للمعنيين، حيث انطلق من اعتبار ان الظروف الراهنة تستدعي الحذر في الخيارات السياسية، مما يشير الى ان التعاون مع الحكومة المقبلة قد يكون محدودا، ما يضع تحديات اضافية امام نواف سلام لنيل الثقة وتفعيل العمل الحكومي. لكن هل يعني ذلك عدم مشاركة الثنائي في الحكومة؟
الجواب وفقا للمصادر يبدو صعبا، خصوصا ان الثنائي قرر مقاطعة الاستشارات الغير ملزمة في المجلس النيابي، من باب تسجيل الموقف، اولا، بسبب السقف السياسي العالي من قبل بعض اطياف المعارضة الذي يحاول اظهار الثنائي بصورة المهزوم، وثانيا، انطلاقا من معلومات متوافرة لدى الثنائي، حول اتصالات جرت لتوزير بعض الاسماء التي تشكل استفزازا للطرف الشيعي، مستدركة بان ذلك لا يعني بالضرورة عدم المشاركة في الحكومة، فالمشاركة في الاستشارات غير الملزمة ليست البوابة الضرورية او الملزمة لدخول الحكومة، وان هذا الامر مرتبط برغبة وارادة رئيسي الجمهورية والحكومة.
"المعارضة"
من هنا تتقاطع مصادر مواكبة للاتصالات الجارية، على انه من مصلحة الثنائي المشاركة في الحكومة، خصوصا انه يملك بعضا من خيوط اللعبة التي مارسها مع انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما يجعل من المستحيل على اي حكومة ان تسير من دونه، للحفاظ على التوازنات داخلها، ولتلافي حصول" ازمة حكم"، وهنا التحدي الاساس امام الثنائي، بعيدا عن الحصص، في عملية اعادة ترميم علاقاته مع حلفائه و"شدشدة" التعاون معهم داخل مجلس الوزراء.
وابدت المصادر اعتقادها، بان اتجاه الامور لا يدل على ان البلاد تتجه الى ازمة حكم، نتيجة حرص حزب الله على الاستقرار العام واهتمامه باعادة اعمار ما تهدم، بالاضافة الى ان اجواء الساعات الاخيرة والمواقف الصادرة عن الرئيسين، ايجابية وتدعو الى "الاطمئنان"، آملة ان يكون ما حصل بمثابة غيمة صيف ومرت، خصوصا ان زيارة وفد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى بعبدا تصب في هذا الاتجاه، حيث سمع كلاما واضحا من عون مفاده انه "لا يمكن لمكون ان ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكون، ينكسر لبنان بأسره".
من جهتها اكدت اوساط سياسية متابعة، ان الخطأ الاساس، والذي قد يكون ناجما، عن سوء تفاهم غير مقصود، كان في الربط بين بقاء الرئيس نجيب ميقاتي على راس الحكومة بوصفه انتصارا للحزب، فيما عدمه هزيمة للشيعة، وهو امر غير دقيق، معتبرة ان القاضي نواف سلام يشكل ضمانة في ما خص مسالة الصراع مع "اسرائيل"، هذا فضلا عن انه اصلاحيا، لا يشكل تحديا بحكم شخصيته، هو الذي كان الخيار الاول والاساسي، في فترات سابقة لاكثر من جهة وطرف، معتبرة انه رئيس حكومة جاء نتيجة تقاطع دينامية لبنانية ودعم خارجي.
وختمت الاوساط بان المعطيات المتوافرة حتى الساعة، تؤكد على رغبة جامعة من كافة الاطراف للمشاركة في الحكومة الجديدة، التي يرجح ان تكون من 24 وزيرا، حيث تمثل كل كتلة من 5 نواب بوزير، على ان يتم اختيارهم من اصحاب الكفاءة والاختصاص، من قبل الاطراف والاحزاب السياسية، والابرز على هذا الصعيد هو توجه كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام الى عدم حصولهما على حصص وزارية، في سابقة ستكون الاولى منذ تطبيق دستور الجمهورية الثانية، حيث اعتاد الرؤساء على ان تكون لديهم كتلة وزارية ونيابية.
تحقيقات المرفأ
على صعيد آخر، وفيما كان رئيس الحكومة العتيد يؤكد من القصر الجمهوري على ضرورة "العدالة لضحايا تفجير المرفا"، كشفت مصادر قضائية ان اجتماعا عقد قبل ايام في مكتب رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود بحضور مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، والمحقق العدلي في قضية تفجير مرفا بيروت القاضي طارق البيطار، بحث ملف وآلية الاستدعاء الى التحقيق، وسط اصرار الطرفين على موقفهما، وتتابع المصادر ان البيطار قرر اعتماد الاستدعاء المباشر دون ضابطات عدلية، واذا تعذر فلصقاً، على ان تكون الاستدعاءات بالتدرج، على ان تعلن الدفعة الاولى منها خلال الساعات الاربع والعشرين القادمة، على ما كشفت المصادر.
اوساط سياسية، حذرت من اي "دعسة ناقصة" في هذا الخصوص، معتبرة ان اعادة احياء الملف تاتي في وقت حساس ودقيق، في ظل الازمة المستجدة التي خلفتها الاستشارات النيابية وما رافقها من مواقف، والتي يتخوف الكثيرون من ان تتحول الى ازمة حكم، تطيح بالعهد منذ يومه الاول، ما لم تنجح المبادرات والوساطات في "لملمة" الوضع.
الحدود الجنوبية
على صعيد آخر، وفي ملف الحدود الجنوبية تستمر الاتصالات والضغوط الدولية على "اسرائيل" لفرض انسحابها من القرى التي لا تزال تحتلها.
الخروقات
على الارض، نفذ العدو الاسرائيلي عملية تفجير ممنهجة لعدد من المنازل في عيتا الشعب في قضاء بنت حبيل ، سُمع صداها في مناطق عديدة  من القضاء. كما رصد تحرّك قوات مشاة إسرائيلية في حرش أبو لبن في اطراف بلدة عيتا الشعب.في وقت حلقت طائرات استطلاعية ومسيرة في اجواء القطاع الأوسط. وقام الاحتلال الاسرائيلي بمداهمة واقتحام المنازل السكنية في منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل، كما قامت بأعمال تفتيش وتخريب وبعثرة للمحتويات واحراق البعض منها، وسجل ايضاً سماع اصوات انفجارات محدودة وتمشيط بالاسلحة الرشاشة وتحركات للآليات والدبابات. وادى انفجار  اجسام من مخلفات العدوان الاسرائيلي الى جرح شخصين في بلدة الدوير عندما كانا يعملان ضمن ورشة في ازالة الردم من منزل دمرته الغارات الحربية الاسرائيلية في عدوان الـ 66 يوما في حي الاشعمية في الدوير. كما نفذ الجيش الاسرائيلي تفجيرات عدة في بلدة ميس الجبل. و تقدم عدد من الجنود نحو مركز الجيش اللبناني في رأس الناقورة وطالبوهم بعدم الاقتراب من جرافة كانت تعمل في محيط المركز من الجدار الفاصل، ولدى قيام عناصر الجيش بتصويرهم غضب الجنود وطلبوا من سائق الجرافة المغادرة. ولليوم الثاني على التوالي، استمر العدو الاسرائيلي في توغله في منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، وسمعت أصوات التمشيط واطلاق النار وتحركات دبابات وآليات اسرائيلية بوضوح.
الحوار الفلسطيني- اللبناني
وكانت لجنة الحوار اللبناني -الفلسطيني عقدت امس اجتماعا موسعا في السراي بحضور كافة الفصائل الفلسطينية للتاكيد على اقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل كامل مع تسلم قواعد الجبهة الشعبية-القيادة العامة بقاعا وفي الناعمة، حيث كشفت مصادر فلسطينية، ان المرحلة المقبلة سيكون محورها مناقشة ملف القانون المرتبط بالحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين، ببعديه الانساني والاقتصادي، على ان يتم من بعده الانتقال للبحث في مسالة المخيمات والسلاح داخلها.
طفرة اقتصادية
وفيما يستمر مصرف لبنان بسياسته التدخلية لضبط اي عمليات تلاعب بسعر الصرف، توقعت مصادر اقتصادية ان تشهد الفترة المقبلة، بعيد تشكيل الحكومة، وفي ظل عودة السفارات الخليجية الى بيروت، حركة استثمارية نشطة،مع عودة رجال الاعمال الذين غادروا خلال الاشهر الاخيرة وان بحذر بعض الشيء، في انتظار انجاز خطة النهوض والقوانين المرافقة لها.

**************************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

ثلاثية الرئيس المكلّف: الإعمار والـ1701 والطائف استشارات التأليف نحو استعجال حكومة تكنوقراط

بعد خمسة أيام فقط على انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وإلقائه خطاب القسم الذي نُظر إليه على نطاق واسع، أنه خريطة طريق لإعادة الاعتبار إلى منطق وتجسيد الدولة، بدت الإطلالة الرسمية والسياسية الأولى للرئيس المكلف تأليف أولى حكومات العهد الجديد نواف سلام أمام الرأي العام اللبناني والدولي مكملة تماماً ليس لأدبيات والتزامات خطاب القسم فحسب، بل لرسم وجهة لبنان برمته في ظل الحدث الدستوري التغييري والسياسي والأمني الكبير الذي يعيشه. ذلك أن سلام بدا مدركاً تمام الادراك ماذا يعنيه تكليفه في ظل التداعيات الكبيرة والمفاجئة لرسو الأكثرية النيابية الجارفة عليه والصدمة السلبية التي اعترت فريق “الثنائي الشيعي” حيال هذا التطور، فجاء بيان التكليف الذي ألقاه في قصر بعبدا ليجسد تماماً ما التزمه من “مد اليدين” معاً أنه “ليس من أهل الإقصاء”. وتنظر أوساط سياسية مؤيدة لتكليف نواف سلام إلى مضمون بيانه من زاوية محاكاته للأولويات الأشد الحاحاً للبنان وادراكه طبيعة التحديات التي ستلقى على حكومته بحيث تشبه أولى حكومات ما بعد الطائف الذي خصصه سلام في بيان بحيّز مهم للغاية. ولذا بدت المعطيات التي عكستها هذه الأوساط مساء أمس ميّالة إلى الايجابيات وتوقع إنطلاقة مبشرة لعملية تأليف الحكومة، عقب الاجتماع الثلاثي الذي ضم الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في قصر بعبدا والذي تبعه اجتماع ثنائي مطول بين عون وسلام جرى خلاله الاتفاق على العناوين العريضة لاستعجال تشكيل الحكومة ومنع تنامي أي اشكالات قد تهدّد إقلاع العهد والحكومة بزخم منتظر داخلياً وخارجياً، ثم الجولة التقليدية التي قام بها الرئيس المكلف على رؤساء الحكومة السابقين وسمع خلالها تشجيعاً كبيراً واشادة بالتوجهات التي تضمنها بيان التكليف. ولكن هذه الانطباعات اصطدمت مساء أمس بمعلومات ترددت عن اتجاه “حزب الله” الى مقاطعة استشارات التأليف، ولكن أوساطا قريبة منه قالت إن لا موقف نهائياً بعد حيال المشاركة في الاستشارات، فيما تترقب الجهات المعنية المواقف النيابية التي ستعلن اليوم وغداً في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس سلام في مجلس النواب لبلورة ما بدا اتجاهاً قوياً لدى الرئيسين عون وسلام الى حكومة تكنوقراط بالكامل تراعي التمثيل النيابي الشامل. وأما في ما يتصل بالموقف النهائي للثنائي الشيعي من المشاركة أو عدمها في الحكومة، فإن الأمر لن يتبلور بسرعة قبل تقدم المشاورات التي سيشرع في إجرائها سلام فور إنتهاء الاستشارات في المجلس مع اتجاهه الواضح إلى عدم استهلاك وقت طويل لإنجاز التشكيلة الحكومية.

وبرز حرص سلام في بيانه على تقديم إعادة الإعمار كأولوية اساسية معلناً أنها “ليست مجرد وعد بل إلتزام”، وقرن ذلك بالتشديد الموازي على “التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكل بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية”. وقال “إن هذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونص عليه إتفاق الطائف”. ولفت إلى “أن الأساس في الإصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافاً لنصه أو روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة”. ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال: “إنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من أهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان إلى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار”. وتوجه إلى الشباب بالقول “إن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان”.

الرئيس المكلف سلام، جال على رؤساء الحكومات السابقين والتقى تباعاً الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام، ويجري الاستشارات النيابية غير الملزمة اليوم للكتل النيابية وغداً للنواب المستقلين في مبنى مجلس النواب. وأوضح سلام أنه سيستمع إلى النواب اليوم “وعندما يكون لدي تصور فساشاركه مع الإعلام للرأي العام ونحن في عهد جديد ونريد له انطلاقة سريعة”.

واكتسبت زيارة وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى للرئيس عون أمس دلالة مهمة لجهة احتواء الموقف السلبي الذي أطلقه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من بعبدا. وأكد عون أمام الوفد أن “لدينا اليوم فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا وقت لتضييعه”. وشدد على “وجوب عدم وضع أية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة لأنه يجب استغلال هذه الفرص وإرسال رسائل إيجابية إلى الخارج، بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه وعلى تنفيذ إعادة الإعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعا”. واعتبر “أنه لا يمكن لمكوّن أن ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكوّن، ينكسر لبنان بأسره. وما حصل بالأمس هو عملية ديموقراطية أوصلت إلى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات إلى التراجع خطوة الى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم”. وشدد على أن “ليس مسموحاً أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع إسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع”.

ماكرون إلى بيروت

وفي المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت يوم الجمعة المقبل، وفي اليوم التالي، يصل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة. وتوجهت فرنسا أمس “بأسمى التهاني إلى السيد نواف سلام لمناسبة تعيينه في منصب رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية عقب المشاورات البرلمانية التي أقيمت في 13 كانون الثاني”. ورأت وزارة الخارجية أن “هذا التعيين، عقب انتخاب الرئيس جوزف عون الأسبوع المنصرم، يمثّل فسحة أمل جديدة للبنان واللبنانيين”، وأملت في” تأليف حكومة قوية قادرة على توحيد لبنان في أوجه تنوّعه كافّة في أسرع وقت من أجل إجراء الإصلاحات الضرورية لإنعاش لبنان، وبغية إتاحة عودة الازدهار للبنانيين وإرساء الأمن وحفظ السيادة في لبنان في جميع أرجاء أراضيه”.

وفي السياق، أشار وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى “تراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني”، لافتاً إلى أنّ “إيران فقدت القدرة على إمداد الحزب بالأسلحة”. وقال في مؤتمر صحافي عن الوضع في الشرق الأوسط: “حزب الله خسر وأصبح من الماضي وهجماته أضرّت باللبنانيين والإسرائيليين”.

بدوره، أكّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي “أننا مستعدون للمساهمة في دعم الجيش اللبناني إلى أبعد الحدود”، مضيفًا، “على المجتمع الدولي اغتنام فرصة تضاؤل قدرات حزب الله في لبنان”.

ويشار إلى أن حديث وزير الخارجية البريطاني جاء بعد أيام، من نشر وثيقة من خلال وكالة “رويترز” أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستحول 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر إلى لبنان الذي ينفذ وقفاً لإطلاق النار مع إسرائيل.

 

**************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

عون يطلب دعماً خارجياً لعدم إفشال تأليف حكومة العهد الأولى | بري: تكليف سلام يناقض الدستور

سادَ بيروت أمس ما يُشبه "شدّ الأعصاب" بعدَ الانقلاب في وجه الثنائي حزب الله وحركة أمل، وإطاحة أولى نقاط التفاهم الذي أتى بالعماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وقبلَ ساعات من موعد الاستشارات النيابية غير الملزِمة، التي يبدأها الرئيس المكلّف نواف سلام اليوم، في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة، والتي ستكون مؤشراً إلى المنحى الذي سيتخذه الواقع السياسي في لبنان.
وتبيّن أن مناخاً سلبياً وصل إلى الرئيسين عون وسلام إزاء موقف الثنائي، مع احتمال رفضهما المشاركة في الحكومة، والتصرف معها على أنها مخالفة للدستور. وهو ما استدعى اتصالات تولّى الرئيس عون جانباً منها، من خلال التواصل مع الرئيس بري وحزب الله، فيما استدعى الإشكال تدخلاً خارجياً، تولاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي هاتف بري مساء، متمنياً عليه عدم مقاطعة مشاورات تأليف الحكومة، ومعرباً له عن ثقة فرنسا بالرئيس سلام، ودعاه إلى المساعدة في الإسراع في تشكيل الحكومة والتعاون بين الجميع لمواكبة تطبيق اتفاق الطائف ووقف إطلاق النار وسائر الاستحقاقات. وقال ماكرون لبري إنه يتمنى أن تكون الأجواء في بيروت أفضل لدى وصوله إليها مساء غد أو صباح الجمعة.
وبينما نقل زوار الرئيس المكلّف عنه أن أي اتصالات لم تحصل بينه وبين الثنائي قبل تكليفه، أعاد تذكير سائليه بأنه أبلغ النواب الذين أطلقوا حملة ترشيحه أنه لا يريد تولي المنصب على أساس انقسام وطني، وأنه طلب منهم العمل على توفير نوع من الإجماع يشبه ما حصل عليه الرئيس عون. لكنّ مصادر أخرى، أكدت أن سلام بعث برسائل إلى الثنائي قبل مغادرته بيروت ليل الأحد، عندما تبلّغ منهما أن وجهتهما تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، وأن هناك اتفاقاً تمّ مع الرئيس عون ومع الجانبين الأميركي والسعودي يقضي ببقاء ميقاتي في منصبه حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
وشهدت الساعات الماضية اتصالات على أكثر من خط، في محاولة لتبريد أجواء الثنائي، وإقناع الحزب والحركة بعدم مقاطعة الحكومة، بالتزامن مع تصريحات ودّية تؤكّد أن أيدي الرئيسين عون وسلام ممدودة للجميع، علماً أن هذه التصريحات تهدف إلى إنقاذ العهد من بوادر أزمة قد تفوق بتداعياتها الداخلية ما سبقها من انقسام. وفيما توزّع البلد بينَ منتشين بالانتصار السياسي، وشامتين أو مبرّرين لـ "تكويعتهم" عن تسمية الرئيس ميقاتي، تركّزت الأنظار على موقف الثنائي من الاستشارات ومشاركته في الحكومة.
اللقاء الثلاثي الذي عُقِد صباحاً في بعبدا بين الرؤساء عون وبري وسلام، "لم يكُن سلبياً رغمَ الاستياء الذي بدا واضحاً على رئيس مجلس النواب". وقال مطّلعون إن بري "سجّل موقفاً بالأصالة عن حركة أمل وبالنيابة عن حزب الله أكّد فيه أن ما حصل ليسَ مقبولاً ولن يتعاطى معه الثنائي وكأنّ شيئاً لم يحصل، وإذا لمس الطرفان عقلية التعامل معهما بمنطق الإقصاء فستكون لذلك عواقب ليست لأحد مصلحة فيها"، وهو ما سبقَ أن أبلغه بري للرئيس عون قائلاً إن "ما حصل يناقض ما نصّ عليه الدستور في ما خص الميثاقية والعيش المشترك، وأنا لن أسير بهذا الانقلاب الذي تجاوز 27 نائباً يمثلون الطائفة الشيعية في البلد". مع ذلك "لم تكُن الأجواء متوترة، بل على العكس، أكّد كل من عون وسلام على الشراكة واليد الممدودة وتمسكهما بانضمام الجميع إلى الحكومة الجديدة" وهو ما كرّره رئيس الحكومة في تصريح له بعدَ الاجتماع، مؤكداً الحرص على "أن لا يشعر مواطن واحد بغبن أو تهميش أو إبعاد، وسأبدأ العمل فوراً بالتعاون مع دولة الرئيس". كما حرص عون على توجيه رسائل طمأنة، خلال استقباله وفد المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى برئاسة الشيخ علي الخطيب، مؤكداً أنه ليس في وارد أن يبدأ عهده من دون دعم مكوّن أساسي، أو باعتماد منطق العزل أو الكسر.
وعلمت "الأخبار" أن "أمل وحزب الله لن يشاركا في الاستشارات غير الملزمة باعتبارها بروتوكولية" بحسب مصادر عين التينة، ولفتت إلى أن "هذه الخطوة لا تعني أن الأمور مقفلة، لكنّ هناك خطأ جسيماً قد ارتُكب، وعلى من يريد الشراكة أن يقوم بمبادرة جدية في اتجاهنا". واعتبرت المصادر أن "إحجام بري عن المشاركة اليوم هو لفتح باب التفاوض على تفاهمات جدّية تؤكد اقتران الأفعال بالأقوال". وأضافت أن "الثنائي لا يريد تصعيداً، لكنه أيضاً غير مستعدّ لتقديم أي تنازلات بانتظار معرفة ما سيفعله الرئيس المكلّف مع فرضية كسر الميثاقية بنيل التكليف من دون أي صوت شيعي"، ويبدو أن الثنائي يريد "ضمانات جدية تتصل بالمشاركة الحقيقية في الحكومة، إضافة إلى البت في نقاط أخرى أبرزها تلكَ المتعلقة بتفسير القرار 1701 والتأكيد على تطبيقه جنوب الليطاني والاتفاق على مواجهة العدو الإسرائيلي، كما يهتم الثنائي بمصير التفاهمات التي أُبرمت مع عون والتي تتعلق بالحكومة وشكلها وصولاً إلى مسألة التعيينات".
وفي حين يُجري سلام، اليوم وغداً، استشارات التأليف مع الكتل النيابية في مقر البرلمان، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيزور لبنان الجمعة (بعد غد).

*****************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

يد التأليف الممدودة ثابتة.. واتصالات مع برّي للمشاركة من أجل الإعمار والإصلاح

سلام لتنفيذ القرار 1701 كاملاً بإخراج الإحتلال.. وتفجير أحياء واسعة في قرى الحافة الأمامية قبل الإنسحاب

 بدَّد الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام ما اصطلح على اعتباره هواجس أثارها «الثنائي الشيعي» معترضاً على تسمية سلام من قبل غالبية الكتل رئيساً لتأليف الحكومة وترؤسها في العهد الجديد، وفتح هذا التبديد الباب على مصراعيه لإطلاق موجة آمال عالية، لجهة تجاوز المطبات، والتوجه الى خارطة الطريق المتكاملة بين خطاب القسم وخطاب التكليف بمشاركة كل المكوّنات.

ويمكن اعتبار اليوم الاول من عودة الرئيس سلام الى بيروت «يوم الصفح» عن الاشكالات او التسرع في الحسابات الخاطئة ايذاناً ببدء رحلة الانتقال من ضفة متهالكة الى ضفة صلبة من بناء الثقة والعمل على اعادة بناء الدولة واعمار ما دمرته الحرب العدوانية الاخيرة التي شنت وما تزال على لبنان وشعبه ومدنه وقراه وارضه وجباله واوديته.

اتصالات لمعالجة مقاطعة «الثنائي»

وتسارعت امس عناصر استكمال المؤسسات الدستورية بإجتماع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة المكلف لوضع النقاط على حروف اعادة بناء السلطة التنفيذية، وبإعلان الرئيس نواف سلام في بيان التكليف ما يشبه عناوين البيان الوزاري للحكومة وتوجهاته للعمل واولوياته وايضا تطميناته للمكوّن الشيعي، وتستكمل اليوم بالاستشارات النيابية غير الملزمة للرئيس المكلف في المجلس النيابي التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً لإستمزاج رأي الكتل النيابية في تشكيلة الحكومة وبرنامجها.

لكن اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور ايوب حميد لـ «اللواء: ان كتلتي امل وحزب الله قررتا مبدئيا مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة للرئيس المكلف «بسبب ما يمكن ان نسميه الانقلاب على التفاهمات التي حصلت قبيل انتخاب الرئيس عون». وقال: ان هذه التفاهمات تتعلق اساساً بموضوع تكليف رئيس الحكومة حيث تم التفاهم على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي اضافة الى امور اخرى، منها تشكيل الحكومة لجهة شكلها وتوزيع الحقائب، وكيفية الالتزام بتنفيذ قرار وقف اطلاق لنار والقرار 1701 والفهم الدقيق له، واعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي. للأسف صار ارتداد عن هذه التفاهمات.

ورداً على سؤال حول ما اعلنه الرئيسان عون وسلام عن التزامهما بإعادة الاعمار: قال النائب حميّد: سمعنا كلاماً جميلاً جداً من الرئيسين سواء في خطاب القسم أو بيان الرئيس المكلف لا يمكن إلّا ان نحترمه، لكن تبقى العبرة بالتنفيذ والالتزام الدقيق.

وذكرت بعض المعلومات ان أن رئيس الجمهورية سيدخل على خط المعالجة بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن احتمال مقاطعة الثنائي الاستشارات.

وبعد تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ظهرا اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام. وأبلغ الرئيس عون الرئيس المكلف بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة بالأمس، وكلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وبعدها غادر الرئيس بري القصر مبتسما بدون التصريح، فيما عقد الرئيس عون خلوة مع الرئيس سلام.

بعد الخلوة، اكد الرئيس سلام في بيان مكتوب، «ان إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام، معتبرا ان ذلك يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكافة بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. «فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك».

وقال: ان هذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفيا ونص عليه إتفاق الطائف. وسيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج، وان الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، لافتا الى «ان الأساس في الاصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافا لنصه او روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة.

وإذ اكد العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف، اعتبر ان الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا وعلى بناء المؤسسات القوية.

وقال: انني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بل من اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان الى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار. وتوجه الى الشباب بالقول:«رن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان».

بعد بعبدا قام الرئيس الملكف بالجولة البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام واتصل بالرئيسين سعد الحريري وحسان دياب. وسيزور الرئيس سلام، صباح اليوم الرئيس العماد ميشال عون في دارته.

وتوقفت مصادر سياسية مطلعة عبر«اللواء» عند توافق الرئيسين عون وسلام عند رفضهما إقصاء أي مكوِّن أو كسره وبددا هواجس المكون الشيعي، مشيرة إلى أن هذا الاطمئنان المشترك كفيل بأن يرتب الوضع خصوصا بعد مواقف مرتفعة السقف من هذا المكون وهناك ترقب لتلقفه الموقف.

ولفتت هذه المصادر إلى أن سياسة اليد الممدودة عكسها الرئيس المكلف من قصر بعبدا.

وأوضحت أن الموقف من عدم كسر أحد عبر عنه رئيس الجمهورية أمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية تجنب أي حديث عن شكل الحكومة الذي يرغب في قيامها كحكومة العهد الأولى وأكد أهمية إتمام التأليف بأسرع وقت كي يتمكن العهد من الانطلاق، كما يرغب في أن يشارك فيها الجميع.

واعتبرت أن تشكيل الحكومة من دون أي تباطؤ ووضع العراقيل هو المطلوب.

ولفتت إلى أن المسألة لا تتصل بميل إلى حكومة معينة أو تركيبة محددة إنما بمشاركة جميع المكونات.

اما أوساط مراقبة فقالت ان الحكومة لن تكون فضفاضة ويتعاون الرئيسان عون وسلام في تأليفها وفقا للدستور، ولذلك سيتشاوران للإتفاق على شكلها وليسا في وارد تجاوز الأصول.

وحول صيغة الحكومة، يجري التركيز على فصل النيابة عن الوزارة، وتأليف حكومة من 24 وزيراً اخصائياً ولا ينتمون الى الاحزاب، وصيغة اخرى من 30 وزيراً بينهم 6 وزراء سياسيين.

الاستشارات

وتبدأ الاستشارات النيابية الملزمة عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، وتنتهي عند السادسة والنصف غداً الخميس.

وابلغ الرئيس بري الرئيس المكلف ان كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة لن تشاركا في الاستشارات.

ولم تتوقف المساعي ليل امس لثني «الثنائي الشيعي» عن قراره عدم المشاركة في الاستشارات النيابية التي تنطلق اليوم في المجلس النيابي.

وتلقى الرئيس بري اتصالاً من الرئيس ماكرون، حثه فيه على عدم مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة.

ورحب الرئيس ايمانويل ماكرون بتكليف سلام بتأليف الحكومة.

ورأت الخارجية الفرنسية ان تعيين سلام فسحة امل جديدة للبنان، وتمنت تأليف حكومة قادرة على توحيد لبنان في اوجه تنوعه كافة.

ونسبت مصادر مطلعة الى ان بري اشاد بخطاب سلام، معتبراً اياه «ممتازاً»، مشدداً على ترجمة الاقوال الى افعال ملموسة.

عون يطمئن الشيعة

وفي اطار طمأنة المكوِّن الشيعي قال الرئيس عون امام وفد من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة الشيخ علي الخطيب: انه لا يمكن لمكوِّن ان ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكوِّن، ينكسر لبنان بأسره. وما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت الى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات الى التراجع خطوة الى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم.

واضاف: أن أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان، ونحن نضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب. ولو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى احد الى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليس فئة واحدة فقط. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله هما المسؤولان. وليس مسموحا ان تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع اسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع.

واكد عون:«لدينا فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا وقت لتضييعها. إعادة الاعمار ضرورية، وهذا هو البند الأول على جدول اعمالي، وهو احد الأسباب التي تدفعني الى الاستعجال في تشكيل الحكومة، لأبدأ بزيارة الدول طلباً للمساعدة في إعادة الاعمار».

وقال الخطيب:«نأمل في هذه المرحلة أيضا ان تكون علاقة اللبنانيين مباشرة بالدولة ومؤسساتها وليس عبر طوائفهم. وإني، من موقعي على رأس مؤسسة دينية أقول لا اريد ان تكون علاقة الشيعة في لبنان بدولتهم عبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وانما عبر الدولة نفسها مباشرة، وهذا متوقف عليها وعلى مؤسساتها بحيث يمكن للبنانيين، والشيعة على وجه الخصوص الذين هم في موقع المعتدى عليهم والمهدد دائما من قبل العدو الإسرائيلي، وانتم ابن الجنوب وتعرفون هذا التاريخ، ان يشعروا بالأمان والاستقرار».

ماكرون وغوتيريش

وفي اطار الدعم المتسارع للعهد الجديد،من المتوقع ان يزور الرئيس ماكرون بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.

جولات الرئيس المكلف

وبدأ الرئيس المكلف جولاته على رؤساء الحكومات السابقين بزيارة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي اعتبر ان الجميع ينتصر عندما يكون داخل اطار الدولة.

ثم زار الرئيس تمام سلام، والذي اعتبر ان الوقت ليس لوضع شروط قاسية حول تأليف الحكومة.

وبعد الظهر، زار سلام الرئيس نجيب ميقاتي الذي هنأه بتكليفه، آملاً ان يتمكن من تشكيل حكومة في اسرع وقت.

كما اجرى الرئيس سلام اتصالاً هاتفياً بالرئيس سعد الحريري، الموجود خارج لبنان، وكذلك بالرئيس حسان دياب الموجود في الخارج.

كما يزور الرئيس سلام الرئيس ميشال عون في منزله.

وهنأ المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الرئيس سلام، متمنياً له التوفيق والنجاح، معتبراً ان تسهيل مهمة الرئيس المكلف واجب وطني، داعياً القوى السياسية الى التعاون.

واكدت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكرون سيزور لبنان يوم الجمعة، وقالت: يود رئيس الدولة أن يؤكد من خلال هذه الزيارة التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته. وسيهنئ رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون على انتخابه مؤخرا، كما يهنئ رئيس المجلس المكلف السيد نواف سلام.

اضافت: وفي هذه الأوقات التاريخية التي يعيشها لبنان، سيكرر رئيس الدولة تمنياته لهما بالنجاح في مهمتهما: تشكيل في أقرب وقت ممكن حكومة قوية، قادرة على جمع لبنان بكل تنوعه، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعافي البلاد، والسماح بعودة الرخاء لجميع اللبنانيين، رجالاً ونساءً، فضلاً عن استعادة أمن لبنان وسيادته على كامل أراضيه. يتعلق الأمر اليوم بالاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني، الذي وقفت فرنسا إلى جانبه في جميع الظروف.

وتابعت الرئاسة:وستكون هذه المرحلة أيضًا فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية والرئيس جو بايدن في 26 تشرين الثاني ولتأكيد التزام فرنسا بهذا المعنى داخل اليونيفيل وكذلك في إطار آلية التحقق. وبعد مؤتمر 24 تشرين الأول واتصالات رئيس الدولة مع شركاء لبنان المميزين، ستركز هذه الزيارة أيضا على التحديات التي يواجهها لبنان لتعزيز قواته المسلحة وقوات الأمن الداخلي، لصالح سيادته أيضا. كما تتعلق بالجهود الإنسانية وجهود إعادة الإعمار اللازمة لإنعاش البلاد.

واوضحت: يشارك في هذه الرحلة أيضاً جان إيف لودريان الممثل الشخصي لرئيس الدولة في لبنان، حيث تولى منذ حزيران 2023 مسؤولية تسهيل الحوار بين مختلف الجهات السياسية اللبنانية من أجل الخروج من الجمود المؤسساتي.وتعكس هذه الرحلة التزام فرنسا المستمر باستقرار ووحدة ونمو لبنان، الشريك والصديق التاريخي لفرنسا. وهي تندرج في إطار التحرك المستمر لرئيس الجمهورية تجاه لبنان، على غرار زيارتي آب وأيلول 2020».

واستقبل الرئيس عون السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي سلمه رسالة تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناسبة انتخابه، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة والعلاقات الثنائية.

وجاء في رسالة الرئيس الروسي: أود ان اشدد على ان روسيا الاتحادية تلتزم باستمرار نهج ثابت لدعم سيادة ووحدة وسلامة أراضي لبنان واستقراره الداخلي والتوافق بين الأديان. أتطلع الى ان جهودكم في منصب رئيس الدولة.

وتلقى الرئيس عون دعوة من الرئيس اليوناني لزيارة اليونان.

وهنأت الهيئات والروابط الاقتصادية الرئيس سلام ودعت الى تسهيل عملية التأليف، واعلاء منطق الدولة والدستور والقانون والحفاظ على الوحدة الوطنية.

واعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي انه سيصار الى اقفال شارع المصارف اعتباراً من الساعة 7 من صباح اليوم لحين انتهاء الاستشارات اليوم وغداً.

الجنوب

وفي عملياتها العدوانية، نفذت قوات الاحتلال انفجاراً كبيراً وسط بلدة ميس الجبل، كما اقدمت قوات الاحتلال على نسف منازل في كفركلا ومركبا.

كما اقدم جيش الاحتلال على تفجير عدد كبير من الاحياء السكنية في بلدة عيتا الشعب.

وحلق الطيران المسيَّر بكثافة على علو منخفض في اجواء الضاحية والعاصمة بيروت ومناطق الجبل من المتن الى عاليه والشوف.

وبعد الظهر، عمل العدو على رفع اجهزة تجسس جديدة على موقع العباد المقابل لبلدة حولا بدل تلك التي دمرتها المقاومة خلال الحرب. ومساءً، اطلقت دبابة ميركافا قذيفة في اتجاه حانين.

وأفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن المواطن سعيد الرجب من عين عرب، الذي اعتُقل الاثنين، أثناء عمله في الزراعة بسهل وادي خنسا.

ومن، جهتها أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان، أن «عناصرها انتشلت أشلاء ٦ شهداء من طيرحرفا والخيام، وقالت: استكملت فرق البحث والمسح عملياتها في بلدة طيرحرفا، حيث تمكنت من انتشال أشلاء بشرية يرجح أنها تعود لثلاثة شهداء.وتم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوص القانونية والمخبرية اللازمة، بما في ذلك فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد هوياتها من قبل الجهات المختصة.

نواف سلام يستقيل من منصبه في المحكمة الدولية

أعلنت محكمة العدل الدولية ان القاضي نواف سلام رئيس المحكمة استقال من عضويتها اعتبارا من 14 كانون الثاني 2025.

وأوضحت انه كان من المقرر أن تنتهي فترة نواف سلام بصفته عضواً بالمحكمة ورئيسا لها في 5 شباط 2027 ولكن انشغاله برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة غيَّر الأمور.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

ارتياح "الثنائي" لخطاب سلام.. عون والرياض على خط المعالجة

بعد استشارات التكليف الملزمة بنتائجها تنطلق اليوم استشارات التأليف غير الملزمة على مدى يومين في مقر المجلس النيابي، في وقت قرّرت كتلتا "الثنائي الشيعي" النيابيتان عدم المشاركة فيها، ما أثار تساؤلات حول ما يمكن ان يتركه هذا الموقف من تأثيرات على مسار التأليف وعلى انطلاقة عهد رئيس الجمهورية الجديد العماد جوزاف عون، في الوقت الذي اعلن الرئيس المكلّف نواف سلام مواقف مرنة، عكست ارتياحاً لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي اوساط "الثنائي" عموماً.
وعلمت "الجمهورية"، انّ اتصالات مكثّفة جرت ليل أمس مع "الثنائي الشيعي" لثنيه عن مقاطعة الاستشارات، ودخل على خطها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والمكلّف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، وكانت الطروحات إيجابية جداً. وسمع "الثنائي" كلاماً صارماً يؤكّد انّه "مكون أساسي ولن يُصار إلى تجاوزه على الإطلاق". لكن القرار بقي بمقاطعة المشاورات لتسجيل موقف مبدئي، اما الخطوات الأخرى فسيكون لها بحث آخر.
وفي السياق، أكّدت اوساط "الثنائي الشيعي" لـ"الجمهورية"، انّ هناك إتجاها كبيراً لديه بمقاطعة الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة التي تنطلق اليوم.
وأوضحت هذه الاوساط انّه إذا حصلت المقاطعة فسيكون المراد منها إيصال رسالة بأنّ ما حصل من خرق للتعهدات في مسألة تسمية رئيس الحكومة لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، وانّه من غير المقبول التعاطي مع مكون أساسي بهذه الخفة على حساب الميثاقية والتوازنات.
ولفتت الأوساط إلى "انّ المسألة هي مبدئية وتأسيسية"، منبّهة إلى انّ "ما جرى خلال الاستشارات الملزمة يطرح علامات استفهام حول مصير بقية بنود الاتفاق ومستوى الالتزام بتطبيقها بعدما أدّى إسقاط أحد بنوده إلى أزمة ثقة".
واعتبرت الأوساط "أن ليس هناك من رابط عضوي حُكماً بين موقف "الثنائي" من استشارات اليوم ورفض المشاركة في الحكومة الجديدة. وأشارت إلى انّ مسار الأمور في المرحلة الفاصلة بين نهاية الاستشارات ومفاوضات التشكيل هو الذي سيحدّد خيار حركة "أمل" و"حزب الله" بالنسبة إلى الانخراط في الحكومة من عدمه.
خطاب جيد
على أنّ مصدراً بارزاً في "الثنائي" وصف خطاب الرئيس المكلّف بـ"الجيد"، وقال لـ"الجمهورية"، انّه "يعكس اجواء ارتياح لكن العبرة تبقى في التنفيذ". وأشار إلى "انّ العناوين التي طرحها سلام هي في صلب مطالبات "الثنائي"، وأنّ التوجسات التي عبّر عنها كانت في وجه من يعمل على إسقاط مناخ التوافق وينتهج سياسة الإقصاء وتجاوز الميثاقية والعيش المشترك وليست في وجه شخص الرئيس نواف سلام". وأكّد المصدر انّ الثنائي "لن يشارك في المشاورات غير الملزمة التي يجريها سلام في مجلس النواب وهذه الخطوة هي أول الغيث ولو اردنا من خلالها تسجيل موقف، صحيح اننا خسرنا جولة سياسية لكن لن نسمح بالتعاطي معنا من باب الاستقواء او الإلحاق... أما الخطوة التالية فستحدّد بناءً على نتائج المشاورات ومسار الرئيس المكلّف في إدارة عملية التشكيل اي انّ الأمور ستكون خطوة بخطوة ويبنى على الشيء مقتضاه".
ترجيح التكنوفراط
وفي غضون ذلك، تجنّب الرئيس المكلّف أمس تحديد الخطوط العريضة لتركيبته الحكومية الموعودة، وبدا أنّه يفضّل إنجاز مشاوراته أولاً والاستماع إلى آراء النواب في هذا الشأن.
إلّا أنّ الأوساط النيابية المواكبة تتداول السيناريو الأكثر ترجيحاً، وهو حكومة التكنوقراط. وقالت هذه الأوساط لـ"الجمهورية" انّ الرئيس المكلّف سيحاول اختصار الوقت والإسراع في تشكيل الحكومة قدر المستطاع، أي في غضون الأسبوع الجاري لبدء ورشة الحكم في أقرب وقت ممكن. ويتردّد أنّ الاتجاه هو الابتعاد عن الصيغ الثلاثينية القديمة واختصار العدد إلى 24 وزيراً لتسهيل التشكيل والعمل الحكومي، على أن يتمّ اختيار الوزراء من التكنوقراط منعاً للوقوع في مطبّ المحاصصات الطائفية والمذهبية والحزبية. ويأمل الرئيس سلام أن يتيح هذا الخيار تجاوز المطب السياسي الذي ربما تتسبب به اعتراضات "الثنائي الشيعي" التي ظهرت في الاستشارات النيابية الملزمة قبل يومين.
الدور المحوري
وفي هذه الأثناء، اشارت مصادر "التيار الوطني الحر" إلى "الدور المحوري الذي لعبَه في وصول نواف سلام"، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّه لم يكن وارداً دعم الرئيس نجيب ميقاتي لجملة من الاعتبارات منها، خصوصاً ما يتعلق بأدائه، علماً أنّ عدداً كبيراً من الموفدين بادروا إلى محاولة اقناع قيادة التيار للسير بهذا الخيار.
واكّدت هذه المصادر "أنّ خيار نواف سلام كان محلياً ـ لبنانياً مئة في المئة، وأن أيَّ تدخّلات خارجية لم تحصل مع التيار". وكشفت عن "ربط كتل عدة، كـ"الاعتدال" و"اللقاء الديموقراطي" و"التوافق الوطني" موقفها بموقف "التيار" من تسمية سلام لأنّه كان بيضة القبان في ما يحصل، لذا استعجل التيار إبلاغهم بوجهة تصويته لمصلحة سلام، لكنه كان واضحاً في أنّه لن يعلن خياره الّا في اللقاء مع رئيس الجمهورية وبعد التشاور معه". وكشفت المصادر أيضاً أنّه "تمّت مراجعة التيار في موقفه من طلب الثنائي الشيعي إرجاء مشاركته في الإستشارات، فكان ردّ التيار بعدم جواز تسجيل سابقة دستورية خطرة وخلق مساحة ضبابية، إلى جانب أنّ النتيجة كانت في مصلحة سلام، وكان من الضروري ختم محضر الاستشارات واعلان النتيجة منعا لأي مناورات لاحقة".
خطاب ما بعد التكليف
وكان سلام قال خلال جولته التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين: "سأستمع إلى النواب المعنيين بإعطاء الثقة للحكومة غداً، وعندما يكون لديّ تصور فسأشاركه مع الإعلام للرأي العام، ونحن في عهد جديد ونريد له انطلاقة سريعة".
اما المواقف الأبرز التي عبّر عنها سلام فكانت في كلمته التي ادلى بها إثر لقائه مع رئيس الجمهورية الذي أبلغه نتيجة الاستشارات الملزمة وكلّفه تأليف الحكومة الجديدة في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث اكّد فيها انّ "إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام"، معتبراً انّ ذلك "يتطلّب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكل بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. فلا أمن ولا استقرار لبلادنا دون ذلك"، واوضح انّ "هذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونص عليه إتفاق الطائف". وقال: "سيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج"، معتبراً انّ "الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة"، لافتاً إلى "انّ الأساس في الإصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ احكام اتفاق الطائف التي لم تُنفّذ بعد، وعلى تصحيح ما نُفّذ منه خلافاً لنصه او روحه وسدّ ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة". وإذ اكّد سلام "العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف"، اعتبر انّ "الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وتعاوننا وبناء المؤسسات القوية".
وردّ سلام على بعض الهواجس التي أثيرت خلال استشارات التكليف فقال: "إنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بل من اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الاثنتان ممدودتان إلى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمّة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار"، وتوجّه إلى الشباب بالقول: "إنّ لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان".
ماكرون يزور لبنان
من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان، انّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور لبنان بعد غد الجمعة. وقد بحث رئيس الجمهورية مع السفير الفرنسي هيرفيه مارغو الذي زاره امس في الترتيبات المتعلقة بهذه الزيارة وعدد من المواضيع التي تهم البلدين.

************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

اتفاق غزة يكرّس انتصار المقاومة وهزيمة الاحتلال باعتراف قادة أميركا والكيان

بلينكن يعترف أن سلاح حزب الله ليس للبحث وأن سقف الهدف إبعاده عن الحدود
سلام من بعبدا: يداي ممدودتان… وعون يرعى حواره مع الثنائيّ حول الحكومة

بينما تستعدّ الوفود المقيمة في الدوحة والوفود الواصلة إليها للحظة الإعلان عن إنجاز اتفاق إنهاء الحرب في غزة، تنشر هيئة البث الإسرائيلية نص الاتفاق، حيث النصوص واضحة بشأن المساعدات وإزالة الركام والأنقاض وتأمين الإيواء المؤقت وعودة شاملة بلا شروط للنازحين إلى شمال القطاع في المرحلة الأولى، ونصوص المرحلة الثانية والثالثة تتضمّن الانسحاب الشامل وإنهاء الحرب وفك الحصار مقابل الإفراج عن غالبية الأسرى الأحياء من غزة، وقد ورد في النص، - المرحلة الثانية (42 يوماً): 15- الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف دائم للعمليات العسكرية وجميع الأنشطة العدائية) وسيدخل حيز التنفيذ قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين - جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) - مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة. - المرحلة الثالثة (42 يوماً): 16- سيتم تبادل جثامين ورفات الموتى التي بحوزة الطرفين بعد الوصول إليهم والتعرف عليهم. 17- سيبدأ تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة من 3 إلى 5 سنوات، بما في ذلك المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية، وتعويض المتضررين كافة بإشراف عدد من الدول والمنظمات، منها مصر وقطر والأمم المتحدة. 18- فتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.
على المستوى السياسيّ اعترف وزير الخارجية الأميركية بأن سبب وقف الحرب هو أن قوة المقاومة كانت فوق القدرة على إنهائها وهزيمتها، قال في جلسة استماع في منتدى الأطلسي إن نموذج غزة هو مثال للحروب الجديدة، كاشفاً عن معلومات استخبارية اميركية تؤكد أن حماس جنّدت من المقاتلين خلال الحرب ما عوّض كل خسائرها البشرية، بينما كتب المحلل السياسي الإسرائيلي ألون مزراحي: "ما أصبح أكثر وضوحاً في هذه اللحظة الفريدة، هو أن حماس، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تَهزم "إسرائيل" فحسب، بل الغرب برمّته..! لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام. لقد تمكّنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها وفهمها للعقلية الإسرائيلية، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية. لقد كسبت القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم. ولم يتم تدميرها أو تفكيكها. لقد احتفظت تقريباً بكل أسير، أسرته، ولم تستسلم لأي ضغوط. سيحكم التاريخ باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله. وهذا أبعد من أن يتم سبر غوره من خلال شن هذه الحرب بهذه الطريقة، ومن دون التفكير أو الإحساس، جعلت "إسرائيل" من حماس أسطورة المقاومة التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور".
بالتوازي كان بلينكن في الشهادة ذاتها أمام منتدى الأطلسي يعترف أن نزع سلاح حزب الله ليس على طاولة البحث، كما يردد بعض اللبنانيين، فيقول إنّ "إسرائيل تواجه وضعًا غير مستدام على حدودها الشمالية"، وإنّ "قوات حزب الله تراجعت إلى شمال نهر الليطاني"، موضحًا أنّ "إيران فقدت القدرة على إمداد الحزب بالأسلحة"، معيداً ذلك لسقوط النظام في سورية، من دون أن يأتي على ذكر ما تتشدّق به جماعته في لبنان عن وجود اتفاق على نزع سلاح حزب الله أو عن آمال بالقدرة على تحقيق ذلك، رغم ترداده عبارة جوفاء عن أن "حزب الله أصبح ذكرى وتراجعت قدراته في لبنان".
في لبنان، تحدّث الرئيس المكلف نواف سلام، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم عقد عون وسلام جلسة عمل بعد مغادرة بري، فأكد سلام أنه ليس من أهل الإقصاء وأن يديه ممدودتان لملاقاة الجميع من اجل الشراكة، وكلام سلام الذي لاقى أجواء إيجابية في أوساط ثنائي حركة أمل وحزب الله بعد موجة الاستياء التي أعقبت الطريقة التي تمّت تسميته من خلالها كاستفزاز وتحدّ قام على الانقلاب على التفاهمات التي عقدت قبل انتخاب الرئيس جوزف عون، لكن لا يبدو أن الأجواء محسومة لجهة مشاركة الثنائي أو مقاطعته لتشكيل الحكومة، مع احتمال كبير لمقاطعته الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف اليوم وغداً، بانتظار حوار جاد يؤسس لتفاهمات المرحلة الجديدة ومن ضمنها المشاركة، أو يؤدي الى افتراق ودّي يبقى عبره الثنائي خارج الحكومة ويقوم بواجباته تجاه المرحلة الجديدة ومن ضمنها تطبيق القرار 1701 وإعادة الإعمار بانتظار الانتخابات النيابية والحكومة الجديدة بعد سنة ونيّف.
تنطلق اليوم الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي، حيث يجري الرئيس المكلف سلام، الذي جال على رؤساء الحكومات السابقين أمس بدءاً بالرئيس نجيب ميقاتي، الاستشارات النيابية غير الملزمة اليوم للكتل النيابية وغداً للنواب المستقلين اعتباراً من العاشرة صباحاً في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة، علماً أن الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) اتخذ قرارًا بعدم المشاركة في الاستشارات النيابية غير الملزمة.
وفي السياق، ناقش رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي أزمة الحكومة الحالية، كذلك فإن رئيس الجمهورية جوزاف عون سيدخل على خط المعالجة بالتنسيق مع الرئيس بري في شأن عدول الثنائي عن مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة.
وغداة تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام. وأبلغ الرئيس عون الرئيس المكلف بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة بالأمس، وكلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وبعد مغادرة الرئيس بري، عقد الرئيس عون خلوة مع الرئيس سلام.
وأكد القاضي سلام أن إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل التزام، معتبراً أن ذلك يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. "فلا أمن ولا استقرار لبلادنا دون ذلك". وقال إن هذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونصّ عليه اتفاق الطائف". وقال الرئيس سلام إنه سيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد حديث ومنتج، معتبراً أن الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، لافتاً الى "ان الأساس في الإصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافاً لنصه أو روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة". وإذ أكد العمل لإنصاف ضحايا انفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف، اعتبر "أن الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا وعلى بناء المؤسسات القوية". ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال: إنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من أهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان الى الجميع للانطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار. وتوجّه إلى الشباب بالقول "إن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان".
وكان الرئيس المكلف قام بجولته البروتوكوليّة على رؤساء الحكومات السابقين، فزار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي قال: "أحيي الطريقة الديمقراطية التي حصلت بالاستشارات النيابية وطريقة التكليف".
ثم زار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الذي اعتبر أن "الجميع ينتصر عندما يكون داخل إطار الدولة وهذه المرحلة صعبة وبهمتك وهمة رئيس الجمهورية جوزاف عون نستطيع الخروج من المأزق الكبير". وأضاف: "لا أحد منهزم او منكسر. فالجميع منهزم خارج إطار الدولة والجميع منتصر داخل إطار الدولة". ولفت الى أن "هذه الفترة تتطلب رؤية واضحة وتتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات". وزار الرئيس المكلف الرئيس تمام سلام الذي قال "الوقت اليوم ليس للتأخير ولوضع شروط قاسية".
وخلال استقباله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب على رأس وفد، قال الرئيس جوزاف عون "لدينا اليوم فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا وقت لتضييعه"، مشدداً على وجوب عدم وضع أي عراقيل في وجه تشكيل الحكومة لأنه يجب استغلال هذه الفرص وإرسال رسائل إيجابية الى الخارج، بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه وعلى تنفيذ إعادة الإعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعاً. واعتبر الرئيس عون "ان لا يمكن لمكوّن أن ينكسر وغيره ألا ينكسر، فإذا انكسر مكوّن، ينكسر لبنان بأسره". وأضاف: "ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت الى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات الى التراجع خطوة الى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم". ولفت إلى أن أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان، "ونحن نضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب". ورأى رئيس الجمهورية أن "لو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى أحد الى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليس فئة واحدة فقط. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله هما المسؤولان". وشدّد على أن ليس مسموحاً أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع "إسرائيل"، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع.
إلى ذلك، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت يوم الجمعة في 17 الحالي، وفي اليوم التالي، يصل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة. وتوجّهت فرنسا "بأسمى التهاني إلى سلام لمناسبة تعيينه في منصب رئيس مجلس الوزراء". وتمنّت وزارة الخارجية عبر منصة "اكس" لسلام، "كل التوفيق في أدائه مهامه في هذه المرحلة التاريخية التي يمرّ بها لبنان". ورأت أن "هذا التعيين، عقب انتخاب الرئيس جوزاف عون الأسبوع المنصرم، يمثّل فسحة أمل جديدة للبنان واللبنانيين"، وأملت "تأليف حكومة قوية قادرة على توحيد لبنان في أوجه تنوّعه كافّة في أسرع وقت من أجل إجراء الإصلاحات الضرورية لإنعاش لبنان، وبغية إتاحة عودة الازدهار للبنانيين وإرساء الأمن وحفظ السيادة في لبنان في جميع أرجاء أراضيه". وأشارت إلى أنه "يستطيع رئيس الوزراء اللبناني التعويل على دعم فرنسا الكامل في أدائه مهامه، في سبيل منفعة جميع اللبنانيين".
وبحث رئيس الجمهورية مع السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه مارغو خلال استقباله له بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في الترتيبات المتعلقة بالزيارة التي يعتزم الرئيس ماكرون القيام بها الى لبنان يوم الجمعة المقبل، وعدد من المواضيع التي تهم البلدين.
واستقبل الرئيس عون السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي سلّمه رسالة تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناسبة انتخابه، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة والعلاقات الثنائية.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون في السراي، وجرى عرض للأوضاع الراهنة. واستقبل رئيس الحكومة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وعرض معه الأوضاع الراهنة. كما استقبل بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية وجرى عرضٌ لمسار الاستحقاقات الدستورية التي يشهدها لبنان حالياً، ولمستجدات الأوضاع في جنوب لبنان، بحيث تمّ التأكيد على ضرورة تنفيذ الترتيبات التي تمّ التوصل إليها لوقف الأعمال العدائية. وقد نقلت السفيرة جونسون ترحيب الولايات المتحدة الأميركية بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً جديداً للبنان، وبتسمية القاضي نواف سلام رئيساً للحكومة وتكليفه بتشكيلها، وأعربت عن تطلّع بلادها إلى العمل مع رئيس الجمهورية المنتخب ومع رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة وأعضائها لتعزيز التعاون البنّاء بين البلدين ودعم الاستقرار في لبنان.
وأكّد وزير الخارجيّة البريطاني ديفيد لامي، ، أننا "مستعدون للمساهمة في دعم الجيش اللبناني إلى أبعد الحدود"، مضيفًا "على المجتمع الدولي اغتنام فرصة تضاؤل قدرات حزب الله في لبنان".
وعبّر السفير السعودي وليد بخاري عن "الارتياح العام بإنجاز الاستحقاق الرئاسي والاستشارات النيابية مما يسهم في تعزيز الوحدة بين اللبنانيين، والسير بالبلاد نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان على الصعد الاقتصادية والإنمائية، والبدء بورشة الإصلاح واستعادة ثقة المجتمع العربي والدولي"، مؤكداً "وقوف المملكة العربية السعودية الدائم إلى جانب لبنان وشعبه".
ونفذت قوات العدو الإسرائيلية عملية تفجير ممنهجة لعدد من المنازل في عيتا الشعب في قضاء بنت حبيل، سُمع صداها في مناطق عديدة من القضاء. كما رصد تحرّك قوات مشاة إسرائيلية في حرش أبو لبن في أطراف بلدة عيتا الشعب، في وقت حلقت طائرات استطلاعية ومسيرة في أجواء القطاع الأوسط. وقامت قوات العدو الإسرائيلية بمداهمة واقتحام المنازل السكنية في منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل، كما قامت بأعمال تفتيش وتخريب وبعثرة للمحتويات وإحراق ابعض منها، وسجل ايضاً سماع أصوات انفجارات محدودة وتمشيط بالأسلحة الرشاشة وتحرّكات للآليات والدبابات. وأدى انفجار أجسام من مخلفات العدوان الاسرائيلي الى جرح شخصين في بلدة الدوير عندما كانا يعملان ضمن ورشة في إزالة الردم من منزل دمرته الغارات الحربية الإسرائيلية في عدوان الـ66 يوماً في حي الأشعمية في الدوير. ونفذ جيش العدو الإسرائيلي تفجيرات عدة في بلدة ميس الجبل. وتقدم عدد من الجنود نحو مركز الجيش اللبناني في رأس الناقورة وطالبوهم بعدم الاقتراب من جرافة كانت تعمل في محيط المركز من الجدار الفاصل، ولدى قيام عناصر الجيش بتصويرهم غضب الجنود وطلبوا من سائق الجرافة المغادرة. ولليوم الثاني على التوالي، استمر جيش العدو الإسرائيلي في توغله في منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، وسمعت أصوات التمشيط وإطلاق النار وتحركات دبابات وآليات إسرائيلية بوضوح.
قضائياً، أصدر النائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار، بياناً أعلن فيه أنه "طلب من قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور إيداعه ملف الادعاء الحاصل في 14/1/2025 بحق حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، وذلك للاطلاع عليه وإجراء المقتضى القانوني عملاً بالمادة 16 أ. م. ج.".
أضاف البيان: "على الأثر، تبين أن ادعاء النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان (القاضية غادة عون) في حق حاكم مصرف لبنان بالإنابة، قد جاء تبعاً لالتزام الحاكم بالبند الثالث من التعميم الصادر عنّا برقم 75/ ص /2004 تاريخ 6/6/2024، والذي يمنع الوزارات والإدارات الرسمية كافة من تلبية الطلبات الصادرة عن النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان".

****************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

ألغام "الثنائي" تسبق سلام إلى البرلمان

مصادر مطلعة على موقف السعودية تنفي تسمية الرئيس المكلّف

 طالما أن الوضع ما زال في دائرة “سردية” الخديعة وما شابه، والتي يُطلقها ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”، لتبرير الهزيمة الثانية التي مني بها، في تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة، بعد الهزيمة الأولى بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، سألت مصادر سياسية متابعة: إذا كان الرئيس ميقاتي تعرض لخديعة في عدم تسميته، وانتقال بعض مَن كان سيسميه إلى تسمية السفير نواف سلام، فلماذا لم يسمِّ نواب كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير الرئيس ميقاتي، ليرفعا منسوب أصواته من تسعة إلى تسعة وثلاثين صوتاً؟ أليس امتناع الكتلتين عن إعطاء أصواتهما إلى الرئيس ميقاتي، وجهاً من أوجه الخديعة التي تعرض لها الرئيس ميقاتي من حليفيه “حزب الله” وحركة “أمل”؟

وتتابع هذه المصادر: ما هي الذريعة التي أعطتها كتلتا “حزب الله” وحركة “أمل” لعدم تسمية السفير نواف سلام؟ هل هي الوعود التي قدمها ميقاتي للرئيس بري وللنائب رعد؟ أم هي الضمانات التي أخذها “حزب الله” من الرئيس ميقاتي، خصوصاً في أحاديثه المتلاحقة، عن أن اتفاق وقف إطلاق النار ينطبق على جنوب الليطاني ولا علاقة له بشمال الليطاني.

الرئيس المكلف، في أول إطلالة له من قصر بعبدا، أطلق سلسلة من المواقف، ومن أبرزها: “آن الأوان لنقول كفى، وليصبح كل المواطنين متساوين بالحقوق والواجبات”. وأكد “أننا سنبسط سلطة الدولة على كل أراضينا، وأهم التحديات هو التصدي لنتائج العدوان الإسرائيلي وإعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل التزام”.

سلام ردَّ على “حزب الله” فقال: “لستُ من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة ولا من أهل الاستبعاد بل من أهل الشراكة الوطنيّة ويداي ممدودتان للجميع”.

الرئيس المكلف فتح باكراً ملف انفجار المرفأ، فأعلن أن “علينا تحقيق العدالة لضحايا انفجار المرفأ” كما تطرق إلى مسألة الودائع، فتحدث عن وجوب “إنصاف المودعين الذين خسروا أموالهم”.

وبالتزامن مع توزيع جدول الاستشارات غير الملزمة للتأليف، أعلِن أن كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير لن تشاركا في الاستشارات، وكان موعدهما آخرَ موعدين اليوم.

هذا الموقف حرَّك الماكينات السياسية، داخلياً وخارجياً: داخلياً، دخل قصر بعبدا على خط المعالجات لثني الثنائي عن موقفه بعدم المشاركة في الاستشارات، وفُهِم ليلاً أن الأجواء إيجابية، كما كان هناك دخول فرنسي على خط المعالجات، وفي هذا السياق تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور لبنان بعد غد الجمعة.

مصادر مطلعة قرأت في الموقف السلبي لثنائي “أمل” و”حزب الله” من الاستشارات، محاولة مكشوفة لرفع سقف المطالب، وعودة حليمة إلى عادتها القديمة من خلال أسلوب الابتزاز .

مصادر مطلعة على الموقف السعودي أكدت التزام المملكة العربية السعودية دعم وحدة لبنان واستقراره من خلال تعزيز اللحمة الوطنية والانفتاح على جميع مكونات الشعب اللبناني، والمملكة حرصت على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وعلى الاستشارات النيابية كخطوات أساسية لدفع عجلة الإصلاح والتنمية واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي، مع تأكيدها الواضح على عدم التدخل في اختيار أي أسماء لرئاسة الحكومة، احتراماً للسيادة اللبنانية كما أن دورها في اللجنة الخماسية هو لدفع النهوض بلبنان.

ومن اللقاءات المرتقبة في قصر بعبدا اليوم، يقوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع مجلس المطارنة بزيارة الرئيس عون لتقديم التهاني “ودعم العهد والترحيب بعودة رأس الجمهورية” .

************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

عون يقود مساعي لتجنب مقاطعة شيعية للحكومة... وبري: الأمور ليست سلبية للغاية
 


نواف سلام يمد «اليد للجميع»: لست من أهل الإقصاء

 وصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام إلى بيروت، الثلاثاء، ليبدأ المشاورات النيابية لتشكيل حكومةٍ طمأن إلى أنها "ليست للإقصاء" بل لـ"الوحدة والشراكة"، فيما علمت "الشرق الأوسط" أن الرئيس جوزيف عون يقود مساعي للحؤول دون تفاقم الأمور نحو مقاطعة الحكومة الجديدة، خصوصاً مع تواتر معلومات عن نية الفريق الشيعي مقاطعة الاستشارات التي سيجريها سلام مع الكتل النيابية الأربعاء.
وقالت المصادر إن "الثنائي الشيعي" قد لا يحضر اليوم الأول من الاستشارات التي تستمر حتى الخميس، "تعبيراً عن انزعاجه". إلا أن رئيس البرلمان نبيه بري اكتفى بالقول لـ"الشرق الأوسط" إن "الأمور ليست سلبية للغاية"، ممتنعاً عن تحديد الخطوات التي سيقوم بها.
ووفق المعلومات، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل على خط المساعي لمعالجة الأمور، عبر اتصالين أجراهما بعون وبري.
وشكّل تكليف سلام، الاثنين، مفاجأة كبيرة في لبنان، خصوصاً لناحية عدد الأصوات المرتفع الذي حصل عليه في الاستشارات النيابية، مقارنة بمنافسه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبخلاف إرادة "الثنائي الشيعي".
وشدد رئيس الجمهورية على "وجوب عدم وضع أي عراقيل في وجه تشكيل الحكومة"، مؤكداً أنه "إذا انكسر مكون فسينكسر لبنان بأسره".
أولى محطات سلام
وكانت أولى محطات الرئيس المكلف قصر بعبدا، حيث التقى عون لتبلّغ قرار تكليفه تشكيل أول حكومة في عهد الرئيس الجديد، قبل عقد اجتماع ثلاثي جمعهما مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي غادر القصر من دون الإدلاء بأي تصريح.
وفي تصريح عقب اللقاء الثلاثي، شكر سلام النواب في البرلمان اللبناني والشعب على "الثقة لتولي المهمة الصعبة خدمة للبنان، وما حدث دعوة للعمل من أجل تحقيق أحلام اللبنانيين". وأكد أن "الأوان آن لبدء فصل جديد متجذر بالعدالة والأمن والتقدم والفرص ليكون لبنان بلد الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات".
كما علق سلام على تلويح نواب "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) بعد تكليفه بأزمة ميثاقية، من دون أن يسمّيهما، بالقول: "لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة، ويدي ممدودة للجميع، وسأحرص على ألا يشعر مواطن واحد بالتهميش".
وأكد أن "أهم التحدّيات التي نواجهها هي آثار العدوان الإسرائيلي الأخير"، مشيراً إلى أن "جزءاً كبيراً من شعبنا لا تزال منازله مدمرة كما مؤسساته، وعلينا إعادة بناء القرى في البقاع والجنوب وبيروت"، مشدداً على أن إعادة الإعمار "ليست مجرد وعد، إنما التزام".
وأضاف: "يجب العمل على تنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل شبر لبناني. سنعمل لتنفيذ أحكام اتفاق الطائف التي لم تنفذ بعد، وتطبيق اللامركزية الإدارية، بالإضافة إلى إنصاف ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة".
وإذ أكّد "أنّنا سنضع برنامجاً لبناء اقتصاد لبناني حديث ومنتج يؤمّن المزيد من فرص العمل"، أعرب عن تطلعه إلى "بناء دولة حديثة مدنية وعادلة".
وجاء تكليف سلام، وهو دبلوماسي مخضرم يرأس محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعد أربعة أيام على انتخاب عون رئيساً، وبعد انتهاء الاستشارات النيابية وحصوله على 84 صوتاً من أصوات النواب البالغ عددهم 128 نائباً.
ووصف سلام المرحلة بأنها "فصل جديد". وقال: "الرهان الصحيح على وحدتنا، ونراهن بعضنا على بعض، فقد ضيّعنا فرصاً كثيرة لبناء دولة مستقلّة. سأبدأ العمل مع الرئيس عون من الآن لبناء الدولة ومؤسساتها".
عون يطلب عدم وضع عراقيل
وعادة ما يتسبب التباين السياسي العميق بين القوى الرئيسية في تأخير التشكيل الحكومي لأشهر. وقال عون، خلال استقباله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، علي الخطيب، على رأس وفد: "لدينا اليوم فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا وقت لتضييعه".
وأضاف: "يجب عدم وضع أي عراقيل في وجه تشكيل الحكومة؛ لأنه يجب استغلال هذه الفرص، وإرسال رسائل إيجابية إلى الخارج بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه، وعلى تنفيذ إعادة الإعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعاً".
وأضاف: "إذا انكسر مكون (لبناني)، فسينكسر لبنان بأسره. ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت إلى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات إلى التراجع خطوة إلى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم".
ولفت عون إلى أن "أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان"، مضيفاً: "نحن نضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب". ورأى أنه "لو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى أحد إلى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليست فئة واحدة فقط. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله، هما المسؤولان". كما شدد على أنه "ليس مسموحاً أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع إسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع".
وقال: "كوني ابن الجنوب، رفضت أن أتقبل التهاني احتراماً لأرواح الشهداء الذين سقطوا جراء الاعتداء الإسرائيلي، وأنا أؤمن بما قاله الإمام موسى الصدر بأنه لا يمكن أن يكون لبنان مبتسماً وجنوبه متألم أو باكٍ. هذا هو فكري وهذه هي طبيعة عملي".
دريان يدعو لتسهيل المهمة
بدوره، هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، سلام بتكليفه تشكيل الحكومة، وبالثقة التي أولاه إياها النواب، متمنياً له "التوفيق والنجاح في المهام الملقاة على عاتقه في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن".
وأكد دريان أن "تسهيل مهمة الرئيس المكلف واجب وطني لتشكيل حكومة وطنية جامعة من أصحاب الاختصاص والكفاءات"، داعياً القوى السياسية إلى "التعاون لتسهيل مهمة الرئيس المكلَّف لإنقاذ البلد في أسرع وقت ممكن للنهوض بالوطن سياسياً ومعيشياً واقتصادياً وحياتياً وإنمائياً، لينعم لبنان بمستقبل زاهر وآمن يسوده السلام والاستقرار".
معوّض: حان وقت التواضع
بدوره، اتصل رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوّض بسلام للتهنئة، وأكد في تصريح على منصة "إكس"، أن "استباق تشكيل الحكومة بالتهويل والتهديد لن ينفع".
وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، قد صرح عقب لقائه عون في إطار الاستشارات النيابية الملزمة، الاثنين، بأن "البعض يكمن مجدداً من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والإقصاء"، وقال: "من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية".
وقال معوض: "حكومة نواف سلام ستولد، ولن تكون إلا ميثاقية بحسب أحكام الدستور، وخارج نهج الزبائنية والمحاصصات، وستعمل مع رئيس الجمهورية على استعادة سيادة الدولة، وحكم القانون، وموقع لبنان في العالم العربي والعالم. كما ستقوم حكومة نواف سلام بالإصلاحات البنيوية المطلوبة لإعادة لبنان إلى سكة التعافي والنمو والحداثة".
وأضاف: "حان وقت التواضع لا التهويل، ومدّ يد التعاون بيننا (بوصفنا) لبنانيين، والعمل على تسهيل تشكيل الحكومة بما يسرّع في حماية مصالح جميع اللبنانيين، من خلال عودة الجميع إلى كنف الدولة، والدستور والمؤسسات والممارسات الديمقراطية".

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

عون يستعجل تشكيل الحكومة وسلام: لست من إهل الإقصاء والاستبعاد
 

كل الانظار متجهة الى اليوم مع انطلاق الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي وما اذا كان الرئيس المُكلف القاضي نواف سلام الذي عاد الى بيروت واجتمع مع الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري في مشهد رئاسي ثلاثي اشتاق اليه اللبنانيون، سيتمكن من تشكيل الحكومة سريعاً وبحسب وتيرة استحقاقي انتخاب الرئيس وتكليفه التشكيل ام ان الثنائي الممتعض مما جرى سيضع العصي في دواليب التشكيل، اما بمقاطعة الاستشارات كما تردد، او بفرض شروط لم يعد موقعه في الحياة السياسية اللبنانية يخوله فرضها.
الرئيس عون تمنى على سلام العمل سريعا على تشكيل الحكومة حتى اذا امكن اطلاعه على حصيلة استشاراته ومسودة حكومته مطلع الاسبوع المقبل بحسب ما افادت المعلومات ، وسط توجه لاعتماد حكومة التكنوقراط كمخرج لتجنب سيل الشروط والمطالب من دون اقصاء اي مكون، ليبنى في ضوئها القرار النهائي
المسار السياسي المتجدد والسريع الوتيرة، سيخضع لمعاينة ميدانية غربية فور انتهاء الاستشارات الخميس، اذ يحط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة في بيروت ويليه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش السبت.
سلام في القصر
 غداة تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ظهرا اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام. وأبلغ الرئيس عون الرئيس المكلف بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة بالأمس، وكلّفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وبعد مغادرة الرئيس بري، عقد الرئيس عون خلوة مع الرئيس سلام.
اعادة اعمار ومرفأ وسلطة الدولة: بعد الخلوة، اكد القاضي سلام ان إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام، معتبرا ان ذلك يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكافة بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من الأراضي اللبنانية. "فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك". وقال ان هذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفيا ونص عليه إتفاق الطائف". وقال الرئيس سلام انه سيكون على الحكومة التي سيعمل على تشكيلها وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج معتبرا ان الشرط الأساس لذلك هو قيام دولة قادرة وعادلة، لافتا الى "ان الأساس في الاصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نفذ منه خلافا لنصه او روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة". وإذ اكد العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ولتحقيق العدالة لهم ولذويهم، ولإنصاف المودعين في المصارف، اعتبر "ان الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا وعلى بناء المؤسسات القوية". ورداً على بعض الهواجس التي أثيرت بالأمس، قال: انني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من اهل الإقصاء بل من اهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الإثنتان ممدودتان الى الجميع للإنطلاق سويا في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار. وتوجه الى الشباب بالقول "أن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان".
الاستشارات اليوم
 ويجري الرئيس المكلف سلام، الذي جال على رؤساء الحكومات السابقين اليوم بدءا بالرئيس نجيب ميقاتي، الاستشارات النيابية غير الملزمة يومي غد للكتل النيابية وبعده للنواب المستقلين اعتبارا من العاشرة صباحا في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة.
ماكرون وغوتيريش
 في المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.وتوجهت فرنسا" بأسمى التهاني إلى السيد نواف سلام  لمناسبة تعيينه في منصب رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية عقب المشاورات البرلمانية التي أقيمت في 13 كانون الثاني". 
الاليزيه
وصدر عن قصر الاليزيه البيان التالي يتوجه رئيس الجمهورية إلى لبنان في إطار زيارة رسمية يوم الجمعة 17 كانون الثاني/ يناير 2025.
 ويود رئيس الدولة أن يؤكد من خلال هذه الزيارة التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته.  وسيهنئ رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون على انتخابه مؤخرا، كما يهنئ رئيس الحكومة المكلف السيد نواف سلام.
 وفي هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان، سيكرر رئيس الدولة تمنياته للكل النجاح في مهمتهم: تشكيل حكومة قوية، في أقرب وقت ممكن، قادرة على جمع لبنان بكل تنوعه، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعافي البلاد، والسماح بعودة الرخاء لجميع اللبنانيين، رجالاً ونساءً، فضلاً عن استعادة أمن لبنان وسيادته على كامل أراضيه. واليوم يتعلق الأمر بالاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني، الذي وقفت فرنسا إلى جانبه في جميع الظروف.
 وستكون هذه الرحلة أيضًا فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية والرئيس بايدن في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، ولتأكيد التزام فرنسا بهذا المعنى داخل اليونيفيل وكذلك في إطار التحقق. آلية.  وبعد مؤتمر 24 تشرين الأول/ أكتوبر واتصالات رئيس الدولة مع شركاء لبنان المميزين، ستركز هذه الزيارة أيضا على التحديات التي يواجهها لبنان من خلال تعزيز قواته المسلحة وقوات الأمن الداخلي، لصالح سيادته أيضا. كما يتعلق بالجهود الإنسانية وجهود إعادة الإعمار اللازمة لإنعاش البلاد.
جونسون
 وإستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون في السراي، وجرى عرض للاوضاع الراهنة. وفي خلال اللقاء اشادت السفيرة بجهود الرئيس ميقاتي خلال توليه رئاسة الحكومة وبالتعاون القائم معه. 

**********************************************

افتتاحية الأنباء:

يومان حاسمان على خط التأليف... سلام يطمئن ولبنان تحت المجهر الدولي
 

إنطلق قطار بناء الدولة وإكتمل نصاب رؤساء المؤسسات الدستورية، في مشهد إنتظره اللبنانيون طويلاً. اجتماع ثلاثي بروتوكولي في القصر الجمهوري بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، كرّس عودة إنتظام عمل المؤسسات بسلطتيها التشريعية والتنفيذية. إلى ذلك، العين شاخصة اليوم إلى المجلس النيابي وإلى حكومة العهد الأولى، بحيث ستبدأ أولى خطوات مسار التأليف، إذ سيجري الرئيس المكلّف الاستشارات النيابية غير الملزمة. 
 في الظهور الأول أمام الرأي العام اللبناني بعد تسميته لتولي رئاسة الحكومة، لاقى سلام في بيان قبول التكليف العماد عون في خطاب القسم، بعناوينه الإستراتيجية والرئيسية لإنقاذ البلاد والإصلاح وإعادة الإعمار. كما حاول تبديد أي هواجس بـ"الإقصاء" غمزت بها أطراف سياسية وطالبت "بالميثاقية"، إنطلاقاً من أن لا شرعية لأي صيغة تناقض العيش المشترك، كما ورد على لسان رئيس كتلة الوفاق للمقاومة النائب محمد رعد بعد الإستشارات الملزمة.
وعليه، في رسالة شبه مباشرة إلى حزب الله، الذي كان متشدداً وأعرب على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن الأسف ممن "يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية"، شدد سلام على أنه "ليس من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة، ولست من أهل الاستبعاد بل من اهل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الاثنتان ممدودتان إلى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار".
"الثنائي" والإستشارات!
أجواء منقبضة سادت الأوساط في أعقاب موقف حزب الله من قصر بعبدا والتلويح بمسألة الميثاقية للحكومة أو تسمية رئيس الحكومة، ليطرح علامات إستفهام لموقفه من المشاركة في النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف اليوم. الساعات القليلة فاصلة لا سيما أن موقف "الثنائي" ليس واضحاً حتى الساعة وسط تضارب في المعلومات، إذ تحدثت أوساط مطلعة أن الثنائي لن يشارك في الإستشارات، علماً أن مصادر مواكبة رأت أن "الأجواء تتجه في إطار أن رئيس الجمهورية سيسير بموضوع التأليف، كما حددت جلسات للاستشارات النيابية، علماً أن الأمور ستتضح اليوم وليست مقفلة ورهن عملية التأليف والأيام القادمة، ولكن سيكون التركيز كيف سيتعامل الرئيس المكلّف معها.. هل بالإستيعاب؟ وبالتالي يجنّب البلاد أزمة ميثاقية دستورية"، وتشير المصادر الى أن الفرصة أمامه موجودة.
موقف اللقاء الديمقراطي
من جهتها، ستشارك كتلة اللقاء الديمقراطي في الإستشارات النيابية، ولفت مصدر لـ"الأنباء" الالكترونية الى أن الكتلة ستجتمع وستعلن عن موقفها ورأيها بشكل الحكومة والمشاركة. 
ومن جانب آخر، اللقاء الديمقراطي الذي سبق أن سمّى سلام لرئاسة الحكومة منذ عامين وأكثر، وجدد تسميته للموقع الرئاسي الثالث الآن، ينطلق أولاً من القناعة بأن سلام رجل المرحلة بما تحتاجه من حضور وثقة، ناهيك عن أن البلاد أمام منعطف تاريخي، إذ يجب تدارك والتقاط اللحظة السياسية لمستقبل لبنان في ظل الظروف الإقليمية والدولية.
وأعرب عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله من جهته عن ثقته في أن الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام مع الرئيس نبيه بري يستطيعون أن يجدوا المخرج المطلوب لتكون هناك حكومة فاعلة يشارك فيها الجميع في ظل العناوين الكبرى التي وضعها خطاب القسم"، لافتاً إلى أنّ "أحداً لا يستطيع تهميش أي مكوّن لبناني".
الطائف... الركن الإصلاحي الأساس 
سلسلة من الوعود والتوجهات والالتزامات تضمنها بيان التكليف لسلام، إذ شدد على أن "إعادة الإعمار ليس مجرد وعد بل إلتزام"، معتبراً ان ذلك "يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكل بنود إتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو. فلا أمن ولا إستقرار لبلادنا دون ذلك".
ولفت إلى أن "هذا يقتضي العمل أيضا على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونصّ عليه إتفاق الطائف". وكشف أن الحكومة التي سيعمل على تشكيلها ستعمل على وضع برنامج متكامل لبناء إقتصاد حديث ومنتج"، رابطاً ذلك بـ"قيام دولة قادرة وعادلة".
وفي سياق متصل، أشار سلام إلى "ان الأساس في الاصلاحات السياسية هو العمل على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نُفذ منه خلافاً لنصه أو روحه وسدّ ثغراته. وهذا لا يتحقق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات امنية فاعلة". وأكد العمل لإنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة لهم ولذويهم. 
وتماهياً مع كلام سلام، شدد الرئيس عون على أنه اذا انكسر مكوّن ينكسر لبنان بأسره ولا يجب وضع عراقيل أمام تشكيل الحكومة.
هذا ويرى مراقبون أن الطائف الذي ورد في خطابَي عون وسلام، هو الأساس لكل ما هو مرتبط بأي عمل إصلاحي في البلاد، أكان إدراياً أو سياسياً، وكذلك إلى حد بعيد تطبيق القرار 1701 بمندرجاته، لا سيما أن التحدي الأبرز أمام الحكومة المزمع تشكيلها يكمن في تطبيق هذا القرار الذي إلتزم به لبنان، كما العمل على تمكين الجيش من حيث العتاد والعتيد بدعم الدول الصديقة والمانحة لتعزيز إنتشاره في الجنوب.
تحديات أمام الحكومة
ومن ناحية أخرى، وإلى الجانب الشقين السياسي والأمني وإعادة الإعمار، يشير مصدر مواكب لـ"الأنباء" الالكترونية إلى أن على كاهل الحكومة المرتقبة مهمات جمّة تحديداً التعيينات والتشكيلات وأبرزها تعيين قائد للجيش اللبناني وحاكم لمصرف لبنان والشغور في مواقع الفئة الأولى في عدد من الإدارات العامة ومؤسسات الدولة والتشكيلات القضائية والدبلوماسية.. هذا بالإضافة إلى الانتخابات البلدية والنيابية والتزامات لبنان أمام المؤسسات الدولية المالية والنقدية بإجراء الإصلاحات اللازمة.
من هنا، يؤكد المصدر أن مشروع الحكومة وهويتها عنصران هامان للعامين المقبلين، وأيضاً محتوى البيان الوزاري، لما في ذلك من إرساء قواعد ثابتة للنهوض بلبنان إلى الأمام، على المديين المتوسط والبعيد، بما يتقاطع مع المساعي الدولية لمساعدة لبنان في إعادة الإعمار ومواجهة تداعيات الأزمات المتراكمة.
ماكرون في لبنان
وفي خطوة لافتة، وبعد المساعي المباشرة في اللجنة الخماسية وعبر الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان، سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان يوم الجمعة، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وتأتي الزيارة الرسمية الفرنسية بعد أكثر من أسبوع على انتخاب العماد عون رئيساً وعلى مسافة أيام قليلة من تسمية سلام لرئاسة الحكومة، والمباشرة الفورية في تشكيل الحكومة. وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان الى أن ماكرون يريد التأكيد من خلال الزيارة التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدة أراضيه.
كما أكد الإليزيه في بيان أن هذه الزيارة ستكون "فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، ولتأكيد التزام فرنسا بهذا المعنى داخل اليونيفيل وكذلك في إطار آلية التحقق". كذلك اشار البيان إلى أن هذه الزيارة ستركز أيضا على التحديات التي يواجهها لبنان لتعزيز قواته المسلحة وقوات الأمن الداخلي، لصالح سيادته أيضا. كما تتعلق بالجهود الإنسانية وجهود إعادة الإعمار اللازمة لإنعاش البلاد.
 وبالتوازي، أملت وزارة الخارجية الفرنسية عبر منصة "اكس"، تأليف حكومة قوية قادرة على توحيد لبنان في أوجه تنوّعه كافّة في أسرع وقت من أجل إجراء الإصلاحات الضرورية لإنعاش لبنان، وبغية إتاحة عودة الازدهار للبنانيين وإرساء الأمن وحفظ السيادة في لبنان في جميع أرجاء أراضيه"، مشيرة الى دعم فرنسا الكامل لسلام في أدائه مهامه، في سبيل منفعة جميع اللبنانيين. 
وعليه، لا شك أن اليوم وغداً يومان حاسمان لناحية تشكيل الحكومة، ومستقبل لبنان بالتأكيد.. لبنان بمؤسساته تحت مجهر المجتمع الدولي والعربي، حيث الجميع يترقب ورشة استكمال المشهد المؤسساتي وبدء التحضير الفعلي إلى الخطوات التنفيذية. لبنان أمام فرصة حقيقية للإنتقال إلى ضفة دولة المؤسسات والإصلاح البنيوي لا التجميلي، حيث تسود سلطة الدولة على إمتداد التراب اللبناني ومواجهة العدو بقوة الشرعية والقرارات الدولية الملزمة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram