افتتاحية صحيفة الديار:
«الثنائي» يعتبر تكليف سلام دون الميثاقيّة الشيعيّة
محاولات لتصحيح الخلل بالتأليف لمنع عرقلة انطلاقة العهد
الحزب يتحدث عن «كمين»... وبري: لن نستسلم للأمر الواقع
بعد بلبلة استمرت ساعات بين معظم الكتل النيابية، يبدو ان ما اعتبره البعض بال»التعليمة» وصل الى بيروت فنال القاضي نواف سلام 84 صوتا في استشارات تسمية رئيس الحكومة، بعد ان كان «البوانتاج» ليلا يمنحه في افضل الحالات 31 صوتا.
هذا «الكمين» بحسب توصيف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حجب الميثاقية عن اول رئيس حكومة مكلف في عهد الرئيس جوزاف عون، بعد امتناع النواب الشيعة عن التسمية، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال انعكاس ما حصل على عملية التأليف التي ستتضح معالمها بعد وصول الرئيس المكلف ظهر اليوم، حيث سيلتقي في لقاء ثلاثي مع الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيكون له الكثير من الكلام المباح في حضرة الرئيسين، على الرغم من غضبه الشديد ازاء ما حصل، لانه يفتح الابواب امام التشكيك في كل ما اتفق عليه، او ما يمكن التفاهم عليه في المستقبل.
واختصر بري المشهد بالقول امام زواره» ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع»، ولم يخف عتبه الشديد على جنبلاط، ولفت الى ان ميقاتي لم يقصر مع الحزب التقدمي طوال وجوده في الحكومة.
معارضة ام مشاركة؟
ووفق مصادر «الثنائي»، فما حصل خديعة سياسية من العيار الثقيل، ولم تحسم بعد مسألة الانضمام الى الحكومة الأولى للعهد، أو التوجه الى المعارضة، مع العلم ان الرئيس عون سيعمل جاهدا لعدم «عزل» المكون الشيعي، لان عدم ترشيح اي من الوجوه المحسوبة على «الثنائي» سيضع عليه وعلى الرئيس المكلف عبء اختيار اسماء شيعية لتوزيرها في الحكومة، لكن هذا لن يكون حلا للازمة؟! وحتى مساء امس التوجه الغالب لدى حزب الله هو الذهاب الى المعارضة، الا اذا حصل ما يمكن التعويل عليه خلال التشاور للتاليف.
وفيما يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة المقبل، حاولت الرياض التنصل مما حصل، عبر تأكيد سفيرها في بيروت الوليد البخاري امام زواره، ان بلاده لم تتدخل ابدا مع النواب للتاثير في اختيار رئيس الحكومة الجديد، لكنه اكد ان ما يهم المملكة ليس اسم الرئيس، بل شكل الحكومة وتركيبتها ثم بيانها الوزاري، وهي تفضّل أن تكون حكومة تكنوقراط. وعلى هذا الأساس سيجري التعامل مع لبنان وتُعاد صياغة العلاقة معه؟!
من جهتها، لم تخف السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون ارتياح بلادها للتسمية، وكذلك باريس التي أدّت دورا محوريا في اقناع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالانحياز الى سلام.
ووفق مصادر مطلعة، فان رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي تفاجأ بالامس من «تسونامي» الاصوات لسلام، سيحاول اليوم امتصاص الغضب الشيعي من خلال التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف، على تأليف سلس للحكومة يكون منصفا للاطراف السياسية كافة، وبحيث لا يشعر اي مكون بالعزل، خصوصا انه يتجه الى عدم المطالبة بحصة شخصية له بالحكومة.
لا ازمة مع العهد
وفي هذا السياق، وفيما تمنى الرئيس عون في دردشة مع الصحافيين ان يكون التأليف سلسا لان فرصا كبيرة تنتظر لبنان، اكدت مصادر مقربة من «عين التينة» ان الازمة ليست مع رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف، بل مع «جوقة الزقيفة» التي تحيط بهما، وتعتبر ما حصل انتصارا على «الثنائي الشيعي»، وهي تنتظر نهج الرئيسين في التعامل مع الازمة المستجدة؟ فهما قادران على لملمة الموضوع بما يحمي انطلاقة العهد والحكومة. ولفتت تلك المصادر الى انه في اختيار القائد رئيسا، كان الانطباع ان ثمة خيارا واضحا بعدم ادخال البلد في الفوضى ؟ لكن ما حصل بالامس شكل «نقزة» لا يمكن الا التوقف عندها. ولهذا، فان الساعات القليلة المقبلة ستكون فاصلة لمعرفة ما يحضّر للفترة المقبلة، فاما نذهب الى اعادة التوازن او الى اختلال الميثاقية. وإذّاك لكل حادث حديث، بما في ذلك المشاركة في الحكومة أو عدمها.
بري و«القطبة المخفية»
وبحسب المعلومات، شعر الرئيس بري بوجود «قطبة مخفية»، بعد تراجع النائب السابق وليد جنبلاط عن موقفه «بعدم تسمية كتلة «اللقاء الديموقراطي» لاي مرشح، وذلك «لتعبيد الطريق» امام اعادة تكليف الرئيس ميقاتي.
وحتى منتصف ليل امس الاول كان واضحا انه ملتزم بالاتفاق. لكن جنبلاط اتصل صباحا بالرئيس بري وابلغه انه اختلف مع نجله تيمور، ولا يريد ان «يكسره» وهو مضطر الى تسمية نواف سلام لتأليف الحكومة! عندئذ فهم بري ان «كلمة السر» وصلت من مكان ما ، وجرى التواصل مع قيادة حزب الله وجرى التفاهم على موقف موحد ترجم في الاستشارات، كما اقنع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بالتراجع عن تأجيل زيارة بعبدا، كيلا يفهم الموقف انه تجاه الرئيس عون غير المعني بما حصل، وكان ملتزما حتى يوم امس بالاتفاق.
تسوية او «مشكل» سياسي؟
وتؤكد مصادر «الثنائي» انها الاكثر حرصا على الوحدة الداخلية، ولا تزال ملتزمة انجاح العهد، لكن يبدو ان الآخرين لا يريدون ذلك، وعليهم ان يتحملوا مسؤولية محاولة عزل مكون اساسي في البلد. وبرأي المصادر اذا لم تسترد الامور، فان المتضرر الاول سيكون العهد، الذي يبدو ان ثمة من يريد ان يتعثر في انطلاقته، واذا لم يتم تدارك الموقف في عملية التشكيل، فان الامور تتجه نحو «مشكل» سياسي، سيؤدي الى ازمة مفتوحة قد تمتد الى الانتخابات النيابية المقبلة.
وساد «الوجوم» في القصر الحكومي امس ، وكانت الصدمة بادية على الرئيس ميقاتي الذي كان على تواصل مع الرئيس بري، حيث ابلغه بفحوى اتصال صباحي من قبل جنبلاط ابلغه فيه انه لن يسميه، فيما وصلته معلومات عن نية التيار الوطني الحر لتسمية سلام، بعد ان قرر النائب جبران باسيل استلحاق نفسه حكوميا، عبر تموضع جديد يعوض فشله في الاستحقاق الرئاسي.
وتجدر الاشارة الى أن بقاء ميقاتي في منصبه كان بندا رئيسيا في التفاهم الذي صاغه النائب علي حسن خليل في السفارة السعودية عشية الانتخابات الرئاسية، وتم التأكيد على الامر خلال لقاء خليل – رعد مع الرئيس جوزاف عون قبل انتخابه حيث لم يبد اي معارضة نظرا إلى أن علاقته به كقائد للجيش كانت جيدة، اضافة الى ذلك فان مجموعة كبيرة من مشاريع القوانين التي كانت الحكومة بصدد إرسالها إلى المجلس النيابي، حصل حولها نقاش بين مساعدين لعون وميقاتي في اليومين الماضيين…
ماذا حصل في بعبدا؟
وكانت نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، التي أجراها الرئيس جوزاف عون، حسمت قبل انتهائها، بعد تسجيل مفاجآت عديدة في مواقف العديد من الكتل النيابية، التي كانت تتجه إلى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لترؤس الحكومة مجدداً، وفي طليعتها «تكتل الاعتدال الوطني» و «كتلة التوافق الوطني» ، فيما كان تصويت «اللقاء الديموقراطي» وتكتل «لبنان القوي» حاسما لترشيح سلام. وللمفارقة ان القاضي نواف سلام، غادر بيروت مساء الأحد بعدما اشارت الاحصاءات الى عدم تمكنه من حصد الأصوات الكافية لتسميته، وهو سيعود اليوم من لاهاي، حيث سيلتقي الرئيسين عون وبري في بعبدا عند الساعة 12.
وقد نال سلام 84 صوتاً في مقابل 9 أصوات للرئيس نجيب ميقاتي، فيما اختار 35 نائباً عدم التسمية، بينهم 30 نائباً يمثلون «الثنائي الشيعي». وتلا المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير بياناً باسم الرئاسة أعلن فيه أنه «بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد إطلاعه على نتيجة الاستشارات، تم تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، وتم استدعاؤه، علماً أنه موجود خارج البلاد».
حزب الله و«الكمين»
وعبّر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عن الأسف لما اسماه «كمين البعض من أجل التفكيك والشرذمة والإقصاء». وفيما لم تسمّ الكتلة أحداً، قال رعد «نأسف لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية، وقد خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت أنها ممدودة، لكنها قطعت، والآن نقول بكل بساطة من حقهم أن يعيشوا تجربتهم، ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وسنواكب الخطوات ونترقب ونمضي حرصاً على المصلحة الوطنية».
وفيما خرج بري من قصر بعبدا دون الادلاء باي تصريح، اكد النائب ايوب حميد ان لا شرعية لاي حكومة غير ميثاقية.
المعارضة و«القطار»
في المقابل، اعتبرت مصادر المعارضة ان ما حصل هو انتصار لخيارها، وانسجام مع نهج التغيير الذي انطلق بدفع قوي مع وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا، وقالت ان على «الثنائي» ان يدرك ان ثمة قرارا سياسيا كبيرا اتخذ، بايصال رجل تغييري يُشبه العماد عون الى السراي، ومن لا يلحق «بالقطار» سيكون خاسرا.
ترامب يضغط على «اسرائيل»؟!
وعلى بعد أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للهدنة، وفيما تواصل قوات الاحتلال خروقاتها الفاضحة، كشفت القناة «12 الإسرائيلية» أن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يريد استدامة وقف إطلاق النار في لبنان. ونقلت عن مساعدين لترامب أنّه مهتّم بالسلام في الشرق الأوسط للتركيز على القضايا الداخلية. وقالوا إن «رسالة المسؤولين في إدارة ترامب لإسرائيل مفادها بأن عليها تجنّب إثارة صراعات غير ضرورية». وأضافوا: «نتوقّع سلاماً في لبنان و «إسرائيل» ولا رغبة لترامب في حرب أخرى بأيامه الأولى في الرئاسة».
وعود اميركية؟
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفدا عسكريا اميركيا برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين.
خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية، وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب «الإسرائيلي» من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية. وانضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة. ووفق مصادر مطلعة، شدد عون على ضرورة الزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها والانسحاب في الموعد المحدد، وكان كوريلا مستمعا واكد التزام بلاده برعاية تطبيق الاتفاق.
الخروقات مستمرة
في هذا الوقت، لم تنسحب قوات الاحتلال من ميس الجبل ومشطت احياء البلدة وكذلك بلدة حولا، وقامت قوة «إسرائيلية» معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل. كما قامت باحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع اكثر من ١٥ تفجيراً محدوداً في الحي، وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود «اسرائيليين».
وقامت قوات الاحتلال عصر امس بتفجير عدد من المنازل والبنى التحتية في بلدة عيتا الشعب، في قضاء بنت جبيل. وارتفعت سحب الدخان في سماء البلدة وسمع دوي التفجيرات في قرى القضاء. إلى ذلك، تستمر القوات المعادية في تفجير البيوت وتجريف الطرق، بعد إحراقها، إضافة إلى سرقة أشجار الزيتون المعمرة، واستهدفت مسيرة اسرائيلية، مساء امس، دراجة نارية في بلدة عيترون بصاروخ موجه.
وشهد ليل الأحد الاثنين أعنف الغارات «الإسرائيلية» في الجنوب وبقاعه منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. ونفذ الطيران الحربي «الاسرائيلي» منتصف الليل، غارة على أحد المعابر لجهة القصر- الهرمل.
من جهة أخرى، وفيما يُكثّف الجيش اللبناني انتشاره في القرى الجنوبية التي تنسحب منها القوات «الإسرائيلية»، تم إرجاء دخول وحدات من الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون التي كانت مقررة امس إلى موعد يحدّد لاحقاً.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
النوّاب السنّة: ليلة الضياع بانتظار الـ«ألو» السعوديّة
لم ينقلب النوّاب السنّة على الرئيس نجيب ميقاتي، بل يُمكن القول إنّهم «لحّقوا أنفسهم» بالالتحاق بالانقلاب قبل فوات الأوان، أما الذين حدّدت رئاسة الجمهوريّة مواعيد مشاركتهم في الاستشارات صباحاً، فقد كان حظّهم عاثراً لأنّ «التّعليمة» لم تكن قد وصلت بعد.
كان أول أمس ثقيلاً على النواب الذين حاولوا تلمّس الموقف السعودي بشتّى الوسائل، من دون أن يتوصّلوا إلى إجابةٍ واضحة، بعدما غاب السفير وليد البخاري عن السّمع لوجوده خارج البلاد. هكذا، اختلط الحابل بالنابل، فتمّ تفعيل الاتصالات بين النواب السنّة للوصول إلى موقفٍ موحّد، ولا سيّما بين نواب كتلتي «الاعتدال الوطني» و«التوافق الوطني»، الذين راهنوا أيضاً على إمكانية انضمام النواب نبيل بدر وعماد الحوت وبلال الحشيمي إليهم.
ولأن الموقف السعودي كان غير واضح، ظنّ النوّاب أنّ «طويل العمر» لا يُمانع في أن تكون القرارات داخليّةً بحتاً. واستناداً إلى إجابة «فضفاضة» للبخاري رداً على سؤالهم إياه سابقاً عن تسمية ميقاتي، استنتجوا بأن لا «فيتو» على اسم الأخير، إضافةً إلى أنّ الـ«ديل» مع «الثنائي الشيعي»، والذي وُضعوا في بعض تفاصيله، يتضمّن اسم ميقاتي كأول رئيس حكومة في العهد الجديد.
مع ذلك، تريّث معظمهم بعدما لاحظوا أنّ المواصفات التي عدّدها رئيس اللجنة المختصة بلبنان في وزارة الخارجية السعودية، يزيد بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، لا تنطبق على الرئيس الطرابلسي.
ضاع النوّاب، وفضّل بعضهم الانتظار حتى صباح الاستشارات، فيما تسرّعت كتلة «التوافق الوطني» في إعلان دعمها لميقاتي ليل أول أمس، وفهم البعض ذلك بأنّه إشارة سعوديّة وصلت إلى النائب فيصل كرامي. وحتى صباح أمس بدا أن لا فيتو سعودياً على ميقاتي، ما دفع عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية إلى الإعلان عبر قناة «أو تي في» أن الكتلة ستصوّت لرئيس الحكومة السابق.
الغياب السعودي عن السّاحة أفضى إلى اتفاقٍ ضمني بين النوّاب السنّة على السيْر بميقاتي. ولكن ما إن بزغ الفجر حتّى تبدّلت معالم المشهد بانسحاب فؤاد مخزومي صباحاً من المعركة بعدما سبقه إبراهيم منيمنة ليلاً. توحّد المُعارضة حول اسم سلام بعد انضمام «القوات» إليها (رغم عدم اقتناعها بسلام)، رأى فيه النوّاب السنّة مؤشراً إلى اتصال تلقّته «معراب» يدل على إرادةٍ سعوديّة بسحب البساط من تحت ميقاتي.
وإذا كان بعض النوّاب بدأوا صباحاً يروّجون بضرورة التّراجع عن تسمية ميقاتي، فإنّ البعض الآخر لم يفهم الرسالة بشكلٍ واضح، واستمر بدعمه لرئيس الحكومة السابق، ومن بينهم بلال الحشيمي.
أمّا عما حصل بعد ذلك، فتختلف الروايات، بين من يؤكّد أنّ الاتصالات بين النوّاب السنّة الـ14 وتحليلهم لموقف «القوات» والكتائب» و«اللقاء الديمقراطي»، كل ذلك أفضى إلى استنتاجٍ بالرغبة السعوديّة، وبين آخرين يؤكّدون أنّ البخاري تكفّل ابتداء من ظهر أمس بتعميم «التعليمة» هاتفياً على رؤساء الكتل ليلبّوا سريعاً «نداء المملكة».
هذه البلبلة أدّت إلى انزعاج النوّاب من تأخّر الإيعاز السعودي وتركهم هائمين على وجوههم حتّى الظهر، وأنّه كان بإمكان الرياض إبعادهم عن هذا الإحراج بعدما كان بعضهم قد سمّى فعلاً ميقاتي أو آخرين أصدروا مواقف داعمة له قبل أن يتراجعوا عنها في أقلّ من 12 ساعة.
ومع ذلك، لا يبدو على هؤلاء أنّهم مقتنعون بتسمية سلام لما فيه من انقلابٍ على «الثنائي الشيعي»؛ بعضهم يبرّر الأمر باستيائهم أصلاً من التفاهمات التي حصلت بين «الثنائي الشيعي» والخارج من دون التنسيق معهم ليشيروا إلى أنّ «هذه هي نهاية التفاهمات الجانبيّة لفريق محدّد»، فيما البعض الآخر يقول: «نحن فعلياً مشينا مع الموْجة بعد أن صارت الأكثريّة في جيْب سلام بغضّ النّظر عن قناعاتنا، وهل تنتظرون منّا أن نتمحور في اصطفاف، فيما بيئتنا السنيّة في مكانٍ آخر؟».
****************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
إنجاز اتفاق غزة والإعلان اليوم والنص مطابق لمبادرة بايدن التي رفضها نتنياهو
سلام رئيساً مكلفاً بـ 84 صوتاً بعد انقلاب مواقف الكتل بعد الظهر على التوافق
الثنائي لم يقم بتسمية أحد طارحاً ميثاقية التكليف والتأليف… ورعد يلمّح للمقاطعة
أشارت نوعية وطبيعة الاتصالات التي شملت أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتبادل التهاني بتقدّم المفاوضات حول اتفاق غزة، إلى أن الاتفاق صار بحكم المنجز. وقالت مصادر متابعة لمسار التفاوض إن الإعلان عن الاتفاق سوف يتم اليوم على الأرجح، بعدما تمّ حل كل القضايا العالقة وتسلم الطرفان لوائح الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم وأبلغ الوسطاء بموافقتهما. وأضافت المصادر أن المقاومة نجحت بإدارة المفاوضات بما ضمن لها الحصول على التزام صريح وواضح بانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء الحرب وليس الاتفاق على هدنة مؤقتة، وهي ثوابت المقاومة في التفاوض، بينما أبدت المقاومة مرونة في جدولة الانسحاب وتوقيت إعلان إنهاء الحرب، لكنها احتفظت دائماً بجعل الخطوة الأخيرة عندها، وهي تحتفظ بعدد من الأسرى مع النهايات سيتم الإفراج عنهم كضمانة لالتزام الاحتلال بالاتفاق.
لبنانياً، انتهت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة بمفاجأة تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام بـ 84 صوتاً، بعدما حدث تبدّل مفاجئ في تصويت النواب والكتل عند ظهر أمس، بما بدا أنه تدخل مكثف وسريع هبط على النواب كالوحي. وقد لفتت مصادر نيابية إلى أن توقيت الساعة الثانية بعد الظهر موعد بدء المرحلة الثانية من الاستشارات هو السابعة صباحاً بتوقيت واشنطن، وأن عدد الأصوات التي نالها سلام هي مجموع الأصوات التي نالها الرئيس جوزف عون في الدورة الأولى مع أصوات التيار الوطني الحر (84=71+13)، وكان اللافت موقف كل من كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني اللتين كانتا مع التصويت للرئيس نجيب ميقاتي، وتراجعتا ظهراً عن القرار، بتفسير لا يتحدث عن حدوث شيء جديد، بل عن اكتشاف صفات في القاضي سلام، وكانت الحصيلة أن ثنائي حركة أمل وحزب الله الذي كان طرفاً في اتفاق مع رئيس الجمهورية والوسطاء السعوديين والفرنسيين والأميركيين ضمناً، يقوم على مضامين تتصل بالقرار 1701 وإعادة الإعمار وتطبيق اتفاق الطائف، على أن تتولى تنفيذ هذه التعهدات حكومة متفق عليها، تم الاتفاق أن يترأسها الرئيس ميقاتي، وتقول المصادر إن الثنائي بات يخشى أن يكون الانقلاب المفاجئ على الاسم المتفق عليه مبرراً للتنصل من كل الاتفاق، والسؤال هو ماذا سيفعل الرئيس المكلف مع فرضية كسر الميثاقية بنيل التكليف دون أي صوت شيعي والقيام بالتأليف بتجاهل الكتلتين النيابيتين اللتين تحتكران التمثيل النيابي الشيعي في مجلس النواب، ما يعني نيل الثقة دون أي صوت شيعي أيضاً، والميثاقية لا يحققها وجود وزراء شيعة بل نيل الثقة بأصوات عابرة للطوائف والمكونات. والسؤال الثاني ماذا سيفعل رئيس الجمهورية، فهل سوف يقبل التوقيع على تشكيل حكومة لا تحقق هذا المفهوم العميق للميثاقية أم سيرتضي اجتهادات سطحية حول الميثاقية لتغطية الإقلاع بحكومة مشوهة وعرجاء في أول عهده، وهو الذي تمّت إطاحة اتفاق كان طرفاً فيه، وكانت بداية عهده عملية تصدّع وطني لا مبرر لها، لا تبدو بعيدة عن النيل من إقلاع عهده بإيجابية رغم كل الكلام المعسول الذي يقوله أصحاب الانقلاب عن إعجابهم وعشقهم لخطاب القَسَم، وهم لم يتورّعوا عن طلاء الصفحة التوافقية البيضاء لليوم الأول للعهد بوحل الخداع والمكر.
وأفضت الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا إلى تكليف القاضي نواف سلام بـ84 صوتاً و9 أصوات لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و35 لا تسمية، على أن يصل سلام الى لبنان اليوم لتكليفه بشكلٍ رسمي في قصر بعبدا.
وأعلنت رئاسة الجمهورية عن استدعاء الرئيس العماد جوزاف عون للقاضي نواف سلام لتكليفه رسميًا تشكيل الحكومة.
وكانت قد سمَّت كلٌّ من كتلة الجمهورية القوية – كتلة اللقاء الديمقراطي – تكتل لبنان القوي – تكتل الاعتدال الوطني – كتلة الكتائب – كتلة التحالف والتغيير – كتلة التوافق الوطني – كتلة التجدد – كتلة نواب الأرمن – كتلة وطن الإنسان – كتلة اللقاء التشاوري المستقل، النائب عماد الحوت – ونواب مستقلون، فيما سمى تسعة نواب الرئيس ميقاتي من ضمنهم النواب عبد الرحمن البزري وبلال الحشيمي، أما كتلتا الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني المستقلّ فلم تسمّ أحداً…
وأشار النائب أيوب حميد بعد اجتماع كتلة «التنمية والتحرير» مع الرئيس عون الى «انه تمت تهنئة الرئيس عون بثقة المجلس النيابي، املين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعا وان يكون هناك ايجابية، واعلن ان الكتلة لم تسم اي من الاسماء المطروح للتداول، لأنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك». فيما أشار النائب محمد رعد باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» من قصر بعبدا، الى أن «لقاءنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية»، ولفت رعد، الى أنه «مرة جديدة يكمن البعض من اجل الإلغاء والإقصاء، والآن نقول من حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية». وقال «ومن حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية».
ولوحِظ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري غادر القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية إثر الاستشارات النيابية الملزمة، بدون الإدلاء بأي تصريح، وقد بدت على وجهه علامات الامتعاض والغضب.
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة انطلقت صباح أمس في قصر بعبدا حيث توالت الكتل النيابية والنواب للقاء مع رئيس الجمهورية وتسمية الرئيس المكلف، حيث سمى تكتل» لبنان القوي» السفير نواف سلام، وقال النائب جبران باسيل باسم التكتل: «اننا نرى فيه وجها اصلاحياً، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من اسرائيل». اضاف «مثلما سميّنا سلام في المرّة السابقة أعدنا الكرّة هذه المرة مع اكتمال عناصر إيصاله إلى رئاسة الحكومة»، مشيرا الى الامل في التغيير».
بدورها أعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي تسميتها نواف سلام لرئاسة الحكومة، وقال النائب تيمور جنبلاط باسم الكتلة: «نتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة». أما كتلة» الاعتدال الوطني» فعدَلت بعد الظهر عن موقفها المؤيد لميقاتي وسمت نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وأعلن عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النّائب وليد البعريني، أنّه «تماشياً مع الظّروف، قرّرنا ككتلة مع النّائب إيهاب مطر، تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة»، مؤكّداً «»أنّنا نسير باتجاه ما يريده الشّعب، لننجح جميعًا بإنقاذ البلد».
وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده، «لأفسح المجال للتوافق بين كلّ من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام»، وفق ما قال مخزومي.
وتمنى رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال دردشة مع الصحافيين في قصر بعبدا بعد انتهاء الاستشارات، أن «يكون التأليف سلسًا وبأسرع وقت لأن فرصاً كبيرةً تنتظرنا».
وفيما ألمحت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله بوجود انقلاب بعض القوى السياسية على التفاهمات التي حصلت قبيل انتخاب رئيس الجمهورية، بالتوجه الى تسمية سلام من دون التشاور والتوافق المسبق مع الثنائي والرئيس نبيه بري، لفتت المصادر لـ»البناء» الى أنّ ما حصل أشبه بـ»تهريبة» من خارج سياق التفاهمات والتوافقات الوطنية، ففي حين كانت أغلب الكتل النيابية تتجه لتسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة، تبدّلت مواقف واتجاهات أكثر من كتلة نيابية وصبّت أصواتها لسلام، ما ينطوي على قرار محلي بإيحاء خارجي بخلق شرخ داخلي في هذا الاستحقاق الأساسي والمحوري، بعد تجاوز قطوع استحقاق رئاسة الجمهورية بتوافق وطني. ونبّهت المصادر الى أنّ ما حصل قد يأخذ البلد الى أزمة ميثاقية تتعلق بتشكيل الحكومة وتمثيل الطائفة الشيعية فيها والحفاظ على الشراكة في الحكم والتوازنات السياسية والطائفية والديمقراطية التوافقية»، وفضّلت المصادر التريّث والانتظار حتى يأتي الرئيس المكلف ويتم تكليفه رسمياً ويلتقي الرئيسين عون وبري ويلقي خطاب التكليف ويجري الاستشارات النيابية للبدء بتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي سياق ذلك، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى انه مع تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة يدخل البلد مرحلة جديدة من التوازنات المشدودة، والعين على تعزيز وطنية لبنان وتأكيد شراكته الميثاقية، ومحور الجدل سيادي ووطني بامتياز، والقضية لبنان، ومهمّ جداً مَن يحكم وطبيعة تكوين الحكومة وبيانها والبلد إلى أين، واللعبة السياسية اليوم بذروتها، وواقع البلد منقسم بشدة، والعصف الدولي يضرب صميم البلد، ولبنان شراكة ميثاقية، ولا يمكن أبداً تجاوز الميثاقية الوطنية والتجارب القريبة مُرّة للغاية، وقيمة لبنان مرتبطة بشراكته التكوينية للدستور وطبيعة تمثيله النيابي وتجاوز التوافق الميثاقي يضع لبنان بقلب فوضى الأمم ولعبة الخراب، والمطلوب من نواف سلام حماية توازنات البلد حتى لا يضيع لبنان».
واعتبر وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح له، أن مشكلة لبنان عند من يدّعي السيادة ليست بالتدخل الخارجي، ولكن وفق من هو المتدخل، فإنْ كان مشغلهم فلا بأس. وانْ تأخر هو بالتدخل يقومون باستدعائه لتقديم الولاء له، او انتظار أمره او الاجتماع مع معلمه الأميركي، أما المسمّى الجديد دون ترشح فيذهب لفرنسا لأخذ التعليمات قبل استلام المنصب.
ووفق معلومات «البناء» فقد عبّر الكثير من الكتل والنواب عن تفاجئهم بتبدّل مواقف كتل أخرى باتجاه تسمية سلام بعدما كان ميقاتي يتقدّم في عدد الكتل والنواب المؤيدين له. ولفتت أوساط كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» الى أنها كانت تتجه لتسمية ميقاتي قبل أن تجري مشاورات وتغيّر موقفها بعدما وجدت أنّ أكثر من كتلة نيابية لا سيما اللقاء الديمقراطي ولبنان القوي تتجه لتسمية سلام، وبالتالي لا تريد خرق التوجه العام. وتحدثت الأوساط عن قطبة مخفية داخلية أو خارجية أطاحت بالاتفاق السابق بين الكتل لتسمية ميقاتي. فيما علمت «البناء» أنّ كتلة اللقاء الديمقراطي كانت قد قرّرت تسمية ميقاتي قبل عقد اجتماعها مساء السبت، فغيّرت موقفها باتجاه سلام.
وفيما أفادت أجواء سياسية بأنّ موقف التيار الوطني الحر بتسمية سلام جاء رداً على موقف الثنائي أمل وحزب الله بتسهيل فوز قائد الجيش برئاسة الجمهورية، لفتت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن لا علاقة لموقفنا في التكليف بما حصل في رئاسة الجمهورية، والدليل أننا كنا قد سمّينا في وقت سابق السفير نواف سلام عندما تمّ تكليف الرئيس ميقاتي منذ أكثر من عامين، ونرى فيه رجل إصلاح وتغيير، وكنا قد تواصلنا مع السفير سلام وجرى حوار حول المرحلة المقبلة»، ولفتت المصادر الى أنّ التيار سيقرّر المشاركة في الحكومة بعد لقائه الرئيس المكلف وسيبدي التعاون معه ومع العهد الجديد»، كاشفة أنّ اللقاء مع رئيس الجمهورية كان أكثر من جيد وأكدنا له التعاون مع العهد وحكوماته من أجل المصلحة الوطنية»، وشدّدت المصادر على أنّ التيار كان وسيبقى داعماً للوحدة الوطنية ولحفظ حقوق الطوائف والأحزاب الممثلة لها في السلطة والحكم ويرفض كسر أو عزل أي مكون لبناني».
وفي السياق أوضح النائب باسيل في حديث تلفزيوني أن «نواف سلام خيارنا الأوّل ولكن لا يمنع اننا كنّا موافقين على أسماء اخرى، ولمن يعتقد أنّ هناك مؤامرة أقول إنّ هناك ديناميكية لبنانية أدّت الى وصول رئيس صناعة وطنية، ولو أتى رئيس لم نكن موافقين عليه لم نكن سنشارك في الحكومة، لكن وصول الرئيس سلام سيدفع حتماً الى التفكير باتجاه المشاركة الجدية»، واعتبر بأنّ «الافضل أن يكون هناك وزراء يمثّلون الأحزاب للتمكن من محاسبتهم، لكن يجب ان يكونوا أصحاب كفاءات وضليعين في الملفّات ولا يوجد اليوم غالب ولا مغلوب، وهناك 3 محاور أساسية يجب على الحكومة العمل عليها وهي موضع 1701 واتفاق وقف اطلاق النار ومندرجاته، بالإضافة الى موضوع النازحين وتداعياته والملف الأصعب وهو موضوع الإصلاح»، وقال: «طُويت صفحة الانتخابات الرئاسية في لحظتها واللقاء اليوم مع الرئيس جوزاف عون دليل على ذلك».
من جهته، لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى أنّ «القوات اللبنانية» ستكون خارج ايّ حكومة تلحظ في بيانها الوزاري معادلة «جيش، شعب، مقاومة» او تضمّ وزراء عليهم اي شبهة، انما ستشارك في حكومة تشبه صفات رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف.
وإذ دعا جعجع حزب الله الى «إعادة النظر بموقفه، ولا سيما اننا بحاجة الى حكومة تغييرية»، دعا أيضاً الرئيس نبيه بري الى «أن يتمتّع بالإيجابية، اذ اننا جميعا مررنا بظروف مشابهة وهذه هي الصيغة اللبنانية، لذا يجب القبول بها، من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، وهذا هو مشروع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، وبالتالي هذه المعادلة ليست تحدياً لأحد».
في المواقف الخارجية، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع استكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل،
في النشاط الرئاسي، استقبل الرئيس عون، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفدا عسكريا اميركيا برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين.
خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدّمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعدّ لهذه الغاية. وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته منوها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره. ثم انضمّ الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
وفي وقت عقد مجلس الامن جلسة لمناقشة اتفاق وقف النار أمس، نفذت قوات جيش العدو الاسرائيلي عملية تمشيط داخل الأحياء في ميس الجبل وحولا في حين عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على البحث عن جثامين شهداء في عدد من بلدات القطاع الغربي بمواكبة الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل». وأطلق جيش العدو سراح مربيي نحل من بلدة شويا قضاء حاصبيا كان اقتادهما للتحقيق، بينما كانا يتفقدان قفران النحل خاصتهما في وادي خنسا في سهل الماري. وقامت قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل. كما قام بإحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع حتى الآن اكثر من 15 تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة، وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود اسرائيليين.
وتمكنت فرق البحث والإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وتم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء. وأكدت على “استمرارها في تنفيذ عمليات البحث بالتنسيق مع الجيش اللبناني وفق الخطة المقررة، وذلك حتى استكمال عمليات المسح والعثور على كافة المفقودين”.
**********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
«الإثنين الكبير»: نواف سلام رئيساً لحكومة الوفاق والتغيير
مشاركة الثنائي تحسم اليوم في اللقاء الثلاثي.. وعتب شيعي على الحلفاء والخصوم
في خطوة تحوُّل ذات دلالات كثيرة من شأنها أن تنقل الوضع من حال الى حال، بالاتجاه الايجابي، بما يضع لبنان على طريق التعافي، واعادة وضع البلد على السكة العربية والاقليمية والدولية، كما كان دوماً عضواً فاعلاً ونشطاً في الأندية العالمية.
تلاقت عوامل عدة، وجاءت استكمالاً لخطوة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وأتى القاضي نواف سلام من رئاسة محكمة العدل الدولية الى رئاسة الحكومة في لبنان، وهو كان ضمن صيغة إنهاء الشغور الرئاسي في ايامه الاولى: «فرنجية - سلام»، التي لم يكتب لها النجاح حينها.
ويمكن اعتبار الاثنين الكبير تحولاً في مجرى السياسة في لبنان من اجل التغيير نحو الافضل، والسعي الى الوفاق واستعادة سيادة القانون.
لم ينفصل مشهد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري عن الواقع السياسي الجديد والذي تطلب من غالبية الكتل النيابية التماهي معه، وكان شريط الإستشارات لاسيما في فترة بعد الظهر ترجمة لذلك، وفي الوقت نفسه أخرجت هذه الاستشارات مفاجآت في ترجيح كفة السفير نواف سلام في تكليفه رئاسة الحكومة سريعا مع العلم أن كتل المعارضة كان سبق لها أن أكدت تسميتها لسلام. وهذه الإستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تظهَّرت فيها إشكالية الميثاقية بعد تمنع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة، الأمر الذي قلب الأمور حتى وإن اعتبر البعض أنه كان متوقعا، وافسح هذا التمنع من المكون الشيعي، في المجال أمام طرح أسئلة بشأن التأليف وتسهيله والمعوقات والمشاركة. اولى إشارات الاعتراض على ما سُرِّب حول مشهد صب الأصوات لمصلحة سلام كانت طلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل الموعد الذي كان محددا عند الثالثة إلا الدقيقة العاشرة، سرعان ما عولج لاسيما أن ما من موعد آخر للإستشارات. ووجَّه النائب محمد رعد رسالة من القصر الجمهوري بقوله : كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تتغنى أنها ممدودة واليوم تقطع. اما بعض المفاجآت التي سجلت فترجم في حسم خيارات كتل نيابية لاسيما تكتل لبنان القوي وفي تأكيده رسالة دعم العهد وكأنه يقلب صفحة جديدة معه وقد برزت تسميته لسلام في هذا السياق.
وفي المحصلة، حصدت تسمية السفير سلام على ٨٤ صوتا نيابيا كما عكست خيارات النواب بغض النظر عن رقم عدم التسمية، اما الرئيس نجيب ميقاتي فحصل على تسعة أصوات.
وبعيدا عن تلميح بعض الكتل النيابية حول المرحلة الجديدة وكلام النائب جورج عدوان بشأن ضرورة الاعتياد على الوطن الجديد وعدم التأخير غامزا من قناة المكون الشيعي قائلا أن القطار ماشي. ما خرجت بها نتيجة الاستشارات تنتظر ترقبا في الأيام المقبلة وتعاطي الرئيس المكلف معها الذي يلتقي اليوم رئيس الجمهورية بعد عودته من الخارج ويدلي بتصريح يتاح من خلاله الإجابة عن عدة استفسارات ورسم ملامح التعاون مع رئيس الجمهورية.
في هذه الإستشارات أيضا، تكررت الإشادة بخطاب القسم وبضرورة تضمينه في البيان الوزاري، وبقي عدم تسمية الياس بو صعب مدار نقاش حتى أدرج في إطار الإمتناع.
وبحسب المعطيات فإن رئيس الجمهورية نجح في إنجاز التكليف السريع ويأمل في تأليف سلس مكررا القول اننا أمام فرصة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التكليف الذي حصل عليه السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة هو تكليف دستوري جاء نتيجة خيارات النواب وتوجهاتهم.
ورأت المصادر أن أي حديث عن انقلاب على اتفاق ما ليس صحيحا لأن ما من اتفاق مسبق إنما مجموعة عوامل صبت في سياق دعم ترشيح السفير نواف سلام بما يتلاءم والمرحلة الجديدة، مشيرة إلى أن الاختبار المقبل هو في تأليف الحكومة بعجلة ولذلك يتمنى الرئيس عون ان يكون سلسا والانطلاق بالفرصة المطلوبة.
ولفتت إلى ان التأليف وفق الدستور أمر مناط برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، اما شكل الحكومة فمتروك لمشاورات سلام ولا نية له إلا في أن تكون حكومة تعكس رغبة بناء الدولة وليس هناك من «شغل» في السياسة بل في البناء وليس هناك نية لكسر فريق أو غير ذلك.
وظهر اليوم، يعقد اجتماع في بعبدا، يضم الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سلام، للتداول في اطلاق المشاورات النيابية في المجلس النيابي، بدءاً من يوم غد الاربعاء.
وتوقع مصدر نيابي حصول معالجة لمشكلة صدمة إبعاد ميقاتي.
ونقل عن الرئيس بري قوله ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع.
وإن كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» في صدمة كبيرة، من جراء عدم تمكنهما من الابقاء على الرئيس ميقاتي.
ونقلت عن بري انه كان مستاءً جداً في اجتماعه مع الرئيس عون.
وفي دردشة مع الصحافيين اعتبر عون ان «التكليف هو قرار النواب، وانه يحترم هذا القرار، والخطوة التالية التأليف، وإن شاء الله سيكون سلساً وفي اسرع وقت، لاننا نملك فرصاً كبيرة جداً من خلال مساعدة الخارج لنا، وانهيت للتو محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي، ويجب ان تشكل الحكومة».
واجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بالرئيس سلام، تمنى له التوفيق في مهمته الجديدة.
واعرب النائب جبران باسيل عن اتجاه تياره للمشاركة بتأليف الحكومة.. معتبراً انها «تختلف مع خيارات سياسية للثنائي الشيعي»، لكن لا نية لتهميش الشيعة ولا غالب ولا مغلوب.
وتمنى رئيس حزب القوات اللبنانية مشاركة حزب الله وحركة امل في الحكومة الجديدة.
ماكرون الجمعة في لبنان
دولياً، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.
وفي اطار عودة الوضع الى طبيعته، تفتح السفارة الاماراتية في بيروت ابوابها قريباً.
وهنأ الرئيس الفرنسي ماكرون سلام بتكليفه تشكيل الحكومة متمنياً له «كل النجاح في تشكيل حكومة تخدم جميع اللبنانيين».
وقال البيت الابيض ان الرئيس عون قادر على ادارة فصل جديد من لبنان، واعتبر ان لبنان امام فرصة كبيرة لبدء فصل جديد لا يعتمد على الارهاب، وان لبنان امام مرحلة فارقة، ويمكن ان يكون على اعتاب توافق سياسي داخلي، اذا ما تم استغلال الفرصة الحالية.
وسط هذه الاجواء، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيرا الى أننا «كلنا أمل بعهد الرئيس عون». واستهل أبو الغيط لقاءاته من السراي الحكومي، وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم الرئيس عون مساءً.
نواف سلام: رئيساً للحكومة
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها امس، رئيس الجمهورية جوزيف عون انتهت الى تسمية القاضي في محكمة العدل الدولية الدكتورنواف سلام رئيساً للحكومة ب 84 صوتا مقابل 9 اصوات حصل عليها الرئيس نجيب ميقاتي. و35 نائباً لم يسموا احدا (المجموع 128 نائبا) بينهم كتلتا امل وحزب الله. بعد حصول تنافس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومرشح المعارضة القاضي الدكتور نواف سلام، بعدما اعلن عضو كتلة تجدد النائب فؤاد مخزومي صباحاًسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة بعد اجتماع لنواب المعارضة ليل امس الاول قرروا فيه ترشيح الدكتورنواف سلام.
ويعقد عند الساعة 12 من ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماع يضم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف نواف سلام الذي وصل الى بيروت ليل امس، للإتفاق على المرحلة المقبلة لا سيما الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة.
وأطل الرئيس عون على الصحافيين في قصر بعبدا بشكل مفاجئ بعد يومهم الطويل لمواكبة الاستشارات النيابية، وقال: الخطوة الأولى انتهت واتمنى ان يكون التأليف سلسا بأسرع وقت، لانه تنتظرنا فرص كبيرة.
لكن جاءت نتيجة الاستشارات من دون رضا نواب الطائفة المسلمة الشيعية التي اعتبرت انه تم خرق التفاهمات التي حصلت لإنتخاب رئيس الجمهورية، وظهر ذلك في موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ومغادرة الرئيس نبيه بري القصر بدون الادلاء بأي تصريح. ما يعني احتمال حصول مشكلات سياسية جديدة تحت عنوان تجاوز الميثاقية كما قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، ما لم يتم تداركها في طريقة تشكيل الحكومة ومنح الثنائي تطمينات، لا سيما وأن بعض نواب المعارضة تعاطى مع النتيجة كأن الطائفة الشيعية باتت منكسرة او مهزومة، مقابل كلام معظم النواب الاخرين الداعي الى احتضان كل المكونات وفتح صفحة جديدة.
نتائج الاستشارات
وكان من المتوقع ان تبدأ استشارات الجولة الاولى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فضّل الحضور مع كتلة «التنمية والتحرير» في الموعد الاخير للإستشارات بعد الظهر. وكان أوّل الواصلين إلى القصر الجمهوري في بعبدا، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، للقاء الرئيس العماد جوزيف عون.
وفي ختام الجولة الاولى التي انتهت في الثانية عشرة ظهرا حصل نواف سلام على 12 صوتًا مقابل 7 لميقاتي و1 لا تسمي.( بوصعب).
النواب الذين سموا نجيب ميقاتي قبل الظهر هم: بلال الحشيمي، جان طالوزيان، عبد الرحمن البزري، جهاد صمد، غسان سكاف، حيدر ناصر، عبد الكريم كبارة.
والنواب الذين سموا القاضي نواف سلام هم النواب: سينتيا زرازير، ابراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، ميشال ضاهر، أسامة سعد، اديب عبد المسيح، شربل مسعد. نجاة عون. حليمة قعقور. الياس جرادي. فراس حمدان.وملحم خلف.
أما النائب الياس بو صعب لم يسمِّ أحدًا لرئاسة الحكومة.
وأعلن النائب جميل السيد، ان اذا تساوت الأصوات بين الرئيس نجيب ميقاتي والمرشح نواف سلام فصوتي للرئيس نجيب ميقاتي.
وجاءت نتائج استشارات الجولة الثانية بعد ظهر كالاتي:
نواف سلام : ياسين ياسين، كتلة القوات 19نائباً. كتلة الكتائب4 نواب. اللقاء التشاوري المستقل 4 نواب. تكتل التوافق الوطني 5 نواب. كتلة «اللقاء الديمقراطي 8 نواب. كتلة الاعتدال الوطني 6 نواب. تكتل لبنان القوي 13 نائباً..كميل شمعون. كتلة تحالف التغيير 3 نواب. كتلة الارمن نائبان.كتلة تجدد 3 نواب. كتلة مشروع وطن الانسان 3 نواب. الجماعة الاسلامية عماد الحوت.
لم يسمِ احداً: التكتل الوطني المستقل وكتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير. «إنطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي».
نجيب ميقاتي النائبان: جورج بوشكيان. وميشال المر.
رعد التوافق
وطلبت كتلة «الوفاء للمقاومة» طلبت من رئيس الجمهورية تأجيل موعدها في الاستشارات النيابية الى اليوم لمزيد من التشاور قبل تقرير الموقف. لكن لم يوافق رئيس الجمهورية على تأجيل الموعد كتلة "الوفاء للمقاومة وتضم 15نائباً.لكن ما حصل ان الكتلة انضمت الى كتلة التنمية والتحرير في اجتماع مع الرئيس عون. ولكنها لم تسمِ اي مرشح.
بعد الاجتماع خرجت الكتلة وتحدث بإسمها النائب محمد رعد فقال: لقاؤنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية .
واضاف: خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة واليوم تُقطع. مرّة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والشرذمة والإقصاء والترصد. مستشهداً بمقدمة الدستور:اي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها.
وتابع: والآن نقول بكل بساطة وبرودة اعصاب، من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية ونحن سنراقب الخطوات وسنواكب الخطوات ونترقب ونترقّب بكل حكمة وسنرى أفعالهم لإخراج إسرائيل وإعادة الأسرى ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية.
وفد عسكري أميركي في بعبدا
وقبل ايام قليلة من انتهاء موعد الشهرين لإتمام الانسحاب الاسرائيلي زار وفد عسكري اميركي لبنان،والتقى الرئيس عون بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين. خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية.
ثم انضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
العدو يصعِّد في الجنوب
في الجنوب، شهد ليل الأحد الاثنين أعنف الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبقاعه منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي منتصف ليل الاحد - الاثنين، غارة على أحد المعابر لجهة القصر- الهرمل.
وزعم المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: أن من بين الأهداف التي تم استهدافها، موقع لإطلاق القذائف الصاروخية، وموقع عسكري ومحاور تهريب على الحدود السورية - اللبنانية تُستخدَم لنقل وسائل قتالية لحزب الله».
واستهدفت مسيرة معادية، مساء أمس، دراجة نارية في بلدة عيترون بصاروخ موجه.
هذا ونجت عائلة من قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلهم في رشاف.
وقام جيش الاحتلال بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة في الخيام.وعملية تمشيط كثيفة بالاسلحة الرشاشة لمنطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل.
وتقدمت قوة اسرائيلية معادية مع جرافة عسكرية من D9 و دبابتي ميركافا و الية هامفي انطلاقا من بلدة عيتا الشعب مرورا بأطراف دبل - ورميش وصولا مفرق بلدة حانين حيث تمركزت في المنطقة.
كما قام الجيش الإسرائيلي باحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع اكثر من ١٥ تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة منذ صباح،أمس وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر الإسرائيلي وتحركات لآليات ودبابات وجنود الإسرائيليين. كما سجلت تحركات لآلياتها داخل البلدة، بعد أن كان سمع قرابة الأولى من بعد منتصف الليل، دوي قوي ناجم عن تفجير في البلدة.
واستمرالعدو مساء بتفجير منازل وبنى تحتية في عيتا الشعب
كما تقدمت دبابة ميركافا معادية من المالكية بإتجاه منطقة الكيلو 9 في أطراف بلدة عيترون واقدمت على اطلاق قذيفتين مباشرتين بإتجاه احد احياء البلدة
وفي اطار ممارساته التعسفية بحق المواطنين، خطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مزارعاً من وادي خنسا، في سهل الماري.
يذكر انه تم إرجاء دخول الجيش اللبناني الى بلدة ميس الجبل، الذي كان مقرراً أمس الاثنين، الى موعد لاحق. كما تم إرجاء دخول وحدات من الجيش الى بلدة عيترون التي كانت مقررة اليوم إلى موعد يحدد لاحقا. نتيجة التفجيرات والانتهاكات التي يقوم بها الإحتلال.
والى ذلك، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان،أنه تمكنت الفرق من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.تم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء.
وزراء وموظفون ينجزون معاملات حتى فجر اليوم!
"اللواء" - خاص:
تشهد بعض الوزارات تواجد وزراء وموظفين فيها حتى ساعة متقدمة من فجر اليوم (الثلاثاء)، لإنجاز معاملات متراكمة، واجراء بعض التشكيلات والتعيينات الداخلية قبل مغادرة الوزارة!
يأتي ذلك، في ضوء نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تسمية القاضي الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة، بعدما كانوا ينتظرون أنه سيتم إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيلها.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
المفاجأة المدوية الثانية: نواف سلام بغالبية جارفة "الثنائي" المصدوم بـ"دومينو" التغيير يلوّح بعواقب!
لم يكن الانذهال بالفصل الثاني بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عبر تكليف رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام تأليف أولى حكومات العهد الجديد ونيل سلام أكثرية كاسحة بلغت 84 نائباً، مستغرباً اطلاقا. ذلك أن يوم 13 كانون الثاني 2025 شكل الوجه الآخر المكمل ليوم 9 كانون الثاني بما جعل اللبنانيين والمراقبين يتوقفون طويلاً أمام المد أو الموج التغييري الضخم الذي يلفح لبنان بجرعات متعاقبة سريعة ولا أحد يمكنه الوقوف في وجهه. يحل نواف سلام ظهر اليوم في قصر بعبدا راجعاً من أعلى مرجع قضائي دولي كان على رأسه وهو اللبناني الأول الذي تبوّأ هذا المنصب القضائي الأعلى دولياً، لكي يتولى رئاسة الحكومة الأولى في عهد جوزف عون بكل ما يشكله هذا الحدث الثاني بعد انتخاب عون من دلالات كبيرة وقياسية. فالقاضي الدولي والسفير السابق في الأمم المتحدة جرت تزكيته الصاعقة أمس بما يشبه اعصاراً سياسياً قلب كل المعطيات التي كانت قائمة قبل 24 ساعة فقط بما أثبت أن عصف التغيير مضى بقوة لا رجوع عنها. ونواف سلام جاء بمعيار أساسي طالما جعله مرشح التغيير منذ سنوات، أي أنه يشكل الرافعة الإصلاحية في المقام الأول في العهد الجديد بشراكة كاملة مع سيّد العهد والقوى التي ستلاقي المنحى التغييري. ولم يعد ثمة شك في أن النواة الصلبة التي رشّحت نواف سلام وضمت قوى المعارضة السابقة والتغييريين ثم التحق بهم الآخرون إنما التقطت موجات الدعم الدولي العربي إياه الذي وقف وراء انتخاب عون وتكليف سلام.
كما حملت نتائج التسمية دلالات سياسية بالغة مع تكليف سلام بما يرمز إلى تعديل موازين القوى الداخلية، والإتيان بشخصية مرموقة على المستويين المحلي والدولي، معروفة بنزاهتها وخبراتها القانونية والأكاديمية والديبلوماسية الى السرايا الحكومية. وهي الشخصية التي تحمل نفحات تغييرية وإصلاحية، وتحمل شعبية في أوساط الشباب والنخب. وقد علمت “النهار” أن الرئيس المكلف تلقى أول اتصال من زعيم دولي هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما كان سلام في طريقه ليل أمس من أمستردام إلى بيروت.
“الثنائي” والميثاقية!
بذلك اتخذ الموقف المتوجس والنقزة السلبية الواضحة للثنائي الشيعي مع التلميحات التي أطلقها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إيحاءات إلى شروط يعتزم هذا الفريق الزج بها في عملية تشكيل الحكومة، إذ أنه تعامل مع صدمة تكليف سلام بغالبية كاسحة بلغت 84 صوتاً كأنه انقلاب خارجي – داخلي، ولذا ذهب في ردة فعله إلى مقاطعة التسمية ولم يسمِ الرئيس نجيب ميقاتي.
وفي انتظار عودة سلام اليوم إلى بيروت من لاهاي أعلن المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير في نهاية يوم الاستشارات أن رئيس الجمهورية أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميًا استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه علمًا أنه موجود خارج البلاد ومن المقرر أن يعود اليوم. وسوف تتم عملية التكليف رسمياً في الساعة الثانية عشرة ظهراً في بعبدا بعدما نال سلام 84 صوتًا مقابل 9 لميقاتي و35 لا تسمية. وفاجأ الرئيس عون المراسلين في بعبدا بعد الاستشارات وخاطبهم شاكراً تعبهم وقال: “انتهت الخطوة الأولى وأتمنى أن يكون التاليف سلساً بأسرع وقت وبصراحة لدينا فرص كبيرة.
لم تسمِ كتلتا “الوفاء للمقاومة ” و”التنمية والتحرير” أي مرشح لرئاسة الحكومة وصرّح النائب رعد قائلاً: “لقاؤنا مع الرئيس جوزف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية”. وأضاف: “خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل بأن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة، والآن نقول بكل بساطة من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وسنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية”.
اما النائب أيوب حميّد، فقال باسم كتلة التنمية والتحرير: “الكتلة لم تُسمِّ أحدًا انطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي”.
وقد حُسم السباق لصالح نواف سلام، في الجولة الثانية حيث سماه “اللقاء الديموقراطي” و”تكتل لبنان القوي” و”الاعتدال الوطني” بعدما سمته كتل المعارضة لا سيما منها “الجمهورية القوية” و”الكتائب” و”تجدد”، ثم كرت السبحة في تكتلات مستقلة.
وطلبت كتلة “الوفاء للمقاومة” من رئيس الجمهورية إرجاء موعدها إلى اليوم غير أن المسؤول الإعلامي لرئاسة الجمهورية قال إن الرئيس لم يُوافق على تأجيل الاستشارات.
وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده.
ميقاتي … والحريري
وعقب إعلان التكليف أصدر الرئيس نجيب ميقاتي بياناً أعلن فيه أنه أجرى اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، “وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها فخامة الرئيس في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية”. وتقدم بالشكر من “النواب الذين سمونّي أو كانوا ابدوا رغبة بتسميتي، مقدّراً ثقتهم،كما أشكر النوّاب الذين امتنعوا عن تسميتي لكونهم عبّروا عن نهج ديموقراطي نتمسك به مهما كانت الظروف”. كما توجه بالشكر “إلى جميع اللبنانيين الذين واكبوا العمل الذي قامت به حكومتنا منذ انطلاقتها وخصوصاً في مرحلة تصريف الاعمال التي كانت حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية وأهمها العدوان الإسرائيلي على لبنان وتداعياته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وقد عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة، كما وضعت الأسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات هذا العدوان. وأصبح للدولة إمكانية مالية فقدتها منذ زمن طويل. أما بالنسبة للمشاريع الإصلاحية، فلقد تم انجاز الكثير من مشاريع القوانين تمهيداً لإقرارها في مجلس النواب”. وكتب في وقت لاحق شاكراً الوزراء وداعياً إياهم إلى الاستمرار في تصريف الاعمال اليومية.
وأثار تكليف سلام موجة ترحيب واسعة، وكان للرئيس سعد الحريري تعليق فوري لافت إذ قال: “مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة. إنها فرصة اضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزف عون رئيساً. وأملنا كبير في أن تنضوي كل القوى تحت سقف الشرعية المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
نواف سلام رئيساً مكلّفاً و"الثنائي" لم يسمّياه.. جوزاف عون يستعجل التأليف: أمامنا فرص كثيرة
بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كخطوة أولى في مسار إعادة انتظام الحياة السياسيّة والدستوريّة، بوشرت أمس عملية إتمام الخطوة الثانية المتمثّلة بتأسيس البنيان الحكومي، حيث تجلّت المرحلة الأولى من هذا المسار بتكليف القاضي نوّاف سلام تشكيل حكومة العهد الأولى، حيث حاز على 84 صوتاً.
مشهديّة مختلفة
القصر الجمهوري، كان بالأمس أمام مشهديّة استشارات نيابيّة ملزمة مغايرة لمثيلاتها في السابق التي كان اسم الرئيس المكلّف معلوماً، بحيث يستبق الإعلام حسمه قبل أن يتمّ تكليفه بصورة رسميّة. فمنذ بدء الإستشارات قبل ظهر أمس، اتّسمت بضبابيّة ملحوظة، لكنّها ما لبثت أن بدأت بالإنقشاع في فترة بعد الظهر لمصلحة القاضي سلام، حيث ظهّر مسار الاستشارات بصورة واضحة تقاطعاً واضحاً بين الكتل والإتجاهات النيابيّة بما فيها من تحالفات وتناقضات، على تسميته لرئاسة الحكومة.
معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» اكّدت أنّ حركة اتصالات مكثفة جرت على مدى الساعات الاربع والعشرين السابقة لموعد الاستشارات، وتواصلت خلال نهار أمس، لتوجيه دفّة التسمية لمصلحة القاضي سلام، وشاركت فيها أطراف عربيّة ودوليّة كان لها الدّور الأساس في إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وكان لها التأثير الواضح على مواقف بعض الكتل والنواب المستقلين، ولاسيما الكتل والنوّاب غير المصنّفين سياديّين او تغييريّين، حيث نجحت في تعديل وجهة مواقفها من تسمية الرئيس ميقاتي التي كانت محسومة بشكل قاطع لمصلحته قبل ثمانٍ وأربعين ساعة، إلى تسمية القاضي سلام.
هل ثمة انقلاب؟
وقد اعتبرت مصادر «أنّ أطرافاً مصنّفة سياديّة وتغييريّة معارضة قد سارعت إلى التعامل مع نتائج الإستشارات المُلزمة كلعبة ربح وخسارة، نتج منها ما اعتبره انقلاباً على الواقع السياسي الحالي، منحت فيه لنفسها انتصاراً فولكلورياً يلاقي مصالحها وحساباتها، وأسقطت هزيمة سياسيّة على أطراف أخرى، وعلى وجه الخصوص «حزب الله»، إلّا أنّ هذا الإستعجال قرأت فيه مستويات سياسيّة استفزازاً متعّمداً لفئة من اللبنانيين، ومبالغة وتسرّعاً في تقدير الأمور، وخصوصاً أنّ الأمور، وإنْ كانت قد حسمت تكليف القاضي سلام تشكيل الحكومة، الّا انّها ما زالت في بدايتها، حيث أنّ أمامها في الساعات المقبلة مرحلة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس المكلّف، لينطلق بعدها مسار تشكيل الحكومة».
مسار واحتمالات
وإذا كانت مختلف الأوساط السياسية قد استبشرت خيراً بانتخاب الرئيس جوزاف عون، وتقاطعت في تقديراتها على الرغبة في انطلاقة ميسّرة للعهد الرئاسي الجديد، الّا أنّ الجو السياسي الذي رافق الاستشارات الملزمة، والنتائج التي انتهت إليها، بالإضافة إلى ما قيل عن رياح هبّت من مصادر مختلفة وجّهت التسمية في اتجاه معيّن، عكست توتراً تكثفت المساعي لاحتوائه. والعبرة كما يقول مسؤول سياسي كبير لـ»الجمهورية»، «ليست في تسمية الرئيس المكلّف، بل في كيفية تجاوزه المطبّات الماثلة في الطريق، سواء أكانت مطبات سياسية او ميثاقية، وعبوره بالتالي الى برّ التأليف».
المطبّ الشيعي
وعلى ما تلاحظ الأوساط السياسية، فإنّ في أفق المسار الحكومي بدأ يلوح مطبّ شيعي، عبّر عن نفسه بإحجام الصوت الشيعي بكليته، المتمثل بكتلة «التنمية والتحرير» وكتلة «الوفاء للمقاومة» ومعهما النائب جميل السيد، عن تسمية القاضي سلام.
وبمعزل عن الأجواء الاحتفالية لدى المعارضات السيادية والتغييرية، فإنّ المتفق عليه في الأوساط السياسية انّ الواقع السياسي الداخلي قد دخل اعتباراً من يوم أمس في مرحلة جديدة، يقف فيها في نقطة الوسط بين الأزمة ولا أزمة. وهو وضع لم يكن متوقعاً رئاسيّاً، حيث يُخشى من تأثيرات تترتب عليه في الوقت الذي يحرص رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تبدأ ورشة إعادة إنهاض لبنان ووضعه على سكة الانفراج».
الميثاقية!
وإذا كان من الصعب التكهّن أو تحديد مجريات مرحلة ما بعد التكليف وأي وجهة ستسلكها الأمور في مرحلة التأليف، او ترجيح ما إذا كانت الحلبة السياسية تتقدّم نحو الدخول في اشتباك سياسي، فإنّ مصادر وسطية بارزة رفضت ان يُعتبر تكليف القاضي سلام انتصاراً لجهة سياسية بعينها، كما رفضت ما سمّته «المنطق الإستعلائي الذي ساقه البعض». وقالت لـ«الجمهورية»: «هذا خطأ كبير ومكلف جداً، يرتكبه من يقول بوجود رابح وخاسر، ويعتبر انّ في الإمكان الإخلال بالتوازنات الداخلية السياسية وعزل طرف اساسي أو تجاوزه، خصوصاً في تشكيل الحكومة».
وفيما بدا أنّ ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» قد لوحّا بالميثاقية، ليس في استشارات التكليف التي لم يمنحا فيها اصواتهما للقاضي سلام، فحسب، بل في التأليف، مع إبقاء الباب مفتوحاً على كلّ الاحتمالات بما فيها رفضهما المشاركة في الحكومة، برزت في موازاة ذلك بعض الأصوات من جانب المعارضة تقول بإمكان توفّر الميثاقية لحكومة سلام من خلال إشراك شخصيّات شيعيّة في الحكومة من خارج الثنائي.
على أنّ هذا الأمر، إنْ تمّ، كما تقول مصادر سياسية، معناه الدخول في اشتباك لا أحد يعرف حجمه او مداه. وهذا التوجّه لا يتلاقى معه رئيس الجمهورية ويرفضه، والأمر نفسه ينسحب على الرئيس المكلّف»، فيما تجنّبت مصادر «الثنائي» مقاربة هذا الاحتمال، ورفضت التوصيفات التي قالت بوجود مطبّ شيعي أمام الحكومة، واكتفت بالقول رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لا يوجد أي موقف شخصي من الرئيس المكلّف. فقد جرت الاستشارات النيابية الملزمة وانتهت إلى ما انتهت اليه، وبتنا أمام مسار مفتاحه بيد الرئيس المكلّف، يعني بصريح العبارة، الكرة في ملعبه، وفي ضوء ما يبدر عنه يُبنى على الشيء مقتضاه».
وقالت مصادر مطلعة على أجواء الثنائي لـ«الجمهورية»، «إنّ ما سُمّي مطبّاً شيعياً، يتحدّد ما إذا كان سيترسخ أكثر أو يُزاح من الطريق، في الحوارات والنقاشات التي يفترض أن تحصل بينهما وبين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، سواء في الإستشارات غير الملزمة أو بعدها».
الاستشارات
وكان رئيس الجمهورية قد أجرى الاستشارات النيابية الملزمة في فترتي قبل الظهر وبعده أمس، واعلن المدير العام للقصر الجمهوري في ختامها «انّ رئيس الجمهورية جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابية، وبعد ان تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تمّ استدعاء القاضي نواف سلام رسمياً لتشكيل الحكومة الجديدة».
يُشار إلى أنّ سلام موجود خارج لبنان، على أن يعود اليوم إلى بيروت، ليتمّ تكليفه تشكيل الحكومة، بعدما نال 84 صوتاً من النواب، فيما نال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي 9 اصوات، فيما امتنع عن التسمية 35 نائباً. وقال الرئيس جوزاف عون في ختام الاستشارات: «أتمنى ان يكون التأليف سلساً وفي أسرع وقت، لأن فرصاً كبيرة تنتظرنا».
الثنائي
ولفت في المواقف ما قاله رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» بعد لقاء الكتلة مع رئيس الجمهورية: «لقاؤنا مع فخامة الرئيس كان من اجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد ان يخدش إطلالة العهد التوافقية».
اضاف: «مرّة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والالغاء والاقصاء عنوة وكيدية وتربصاً. نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، وكنا نأمل ان نلاقي اليد التي طالما تغنّت بأنّها ممدودة فإذا بها تقطع. والآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء اعصاب، انّ من حقهم ان يعيشوا تجربتهم، ومن حقنا ان نطالب بحكومة منيثاقية، لأنّ أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الاطلاق. وبكل الاحوال نحن سنواكب الخطوات ونترقّب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصاً على المصلحة الوطنية. وسنرى أفعالهم من اجل إخراج المحتل من ارضنا من كل حبة تراب من أرضنا، وسنرى جهودهم لاستعادة الاسرى وسنرى جهودهم لإعادة الاعمار وسنرى كل الجهود من اجل التنفيذ الصحيح للقرار 1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية والتوافق الوطني وبما لا يهدّد العيش المشترك في هذا البلد».
واما «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس بري، فقال النائب ايوب حميد بعد لقائها الرئيس عون: «تمّت تهنئة الرئيس جوزاف عون بثقة المجلس النيابي. آملين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعاً، وان تكون هناك إيجابية، وانّ الكتلة لم تسمّ اياً من الأسماء المطروحة، لأنّه لا يجوز ان يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك».
ميقاتي يشكر
إلى ذلك، قال الرئيس ميقاتي في بيان «مع صدور نتائج الاستشارات النيابية أجريت اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمّته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حدّدها فخامة الرئيس في خطاب القَسَم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين الى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية».
وقال: «قناعتي أنّ هذا البلد لا يُحكم الّا بالاعتدال والتوافق، بعيداً عن الإقصاء والتشفي. وقد اثبتت كل التجارب الماضية أن لا بديل عن التوافق، وان نهج التحدّي ادّى الى اضاعة الكثير من الفرص الإنقاذية. وكلي أمل ان تكون المرحلة الجديدة إنقاذية بكل معنى الكلمة، وان تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال. صحيح أنّ التحدّيات التي تواجهنا كبيرة، لكن إرادة شعبنا أقوى، ووحدتنا وقدرتنا على الصمود هما خلاصنا. كما تجاوزنا الحروب والأزمات معًا، سننهض معًا من جديد».
حضور عربي وأميركي
سياسياً، برز في الساعات الأخيرة ما بدا انّه استكمال لمسار تفعيل وتزخيم الحضور العربي في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وكانت لافتة في هذا السياق ما أُعلن عن توجّه لدى دولة الامارات العربية المتحدة نحو إعادة فتح سفارتها في بيروت.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات «أنّ وفدًا إماراتيًا رفيع المستوى موجود في لبنان حاليًا لإجراء ترتيبات لإعادة فتح سفارة الإمارات في بيروت، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إغلاقها.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية «إعادة فتح السفارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية الشقيقة، وحرص دولة الإمارات على دعم جهود الاستقرار والتنمية في البلاد، والتزام دولة الإمارات العميق بمساعدة الشعب اللبناني وتقديم كافة أشكال الدعم له في مختلف المجالات».
وضمن هذا السياق، وصل وفد أميركي عسكري للقاء الرئيس جوزاف عون برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال كوريلا مع قائد القوات الدولية ورئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار والسفيرة الاميركية في بيروت.
وأفيد بأنّ البحث تناول الوضع في الجنوب والاجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش و»اليونيفيل» ولجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وخلال اللقاء الوفد الاميركي أكّد لرئيس الجمهورية استمرار دعم واشنطن للجيش اللبناني.
كما تندرج في هذا السياق، الزيارة العاجلة التي قام بها الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط الى بيروت، حيث التقى الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي.
وعلى صعيد عربي آخر، تلقّى الرئيس بري اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، هنأه فيه لمناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، واعرب عن أمله بأن يشهد لبنان استقرارًا وازدهارًا بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون. وأكّد موقف العراق الداعم لأمن لبنان الشقيق واستقراره، ولكل الخطوات التي تعزز الاستقرار لتجاوز آثار الحرب الأخيرة وتداعياتها.
بدوره، توجّه الرئيس بري «بالشكر للعراق بشخص رئيس الحكومة والمرجعية الرشيدة والشعب العراقي على وقوفهم الدائم الى جانب لبنان في مختلف الحقبات، ولاسيما في المرحلة الراهنة باحتضان العراقيين لأشقائهم النازحين اللبنانيين خلال الحرب العدوانية الاسرائيلية الاخيرة على لبنان».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
نواف سلام لتشكيل حكومة لبنان بعد جهود قلبت «المقاييس»
«حزب الله» اتّهم الأفرقاء الآخرين بـ«الإلغاء»... وعون يتمنى «تأليفاً سلساً»
يستعد الرئيس اللبناني جوزيف عون، إلى تكليف القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، بتشكيل حكومة عهده الأولى، بناءً على نتائج الاستشارات النيابية المُلزمة التي انتهت لصالحه بفارق كبير، مُحدثاً بذلك مفاجأة سياسية إيجابية في لبنان بعد 4 أيام على انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي عُدَّ بداية لمرحلة جديدة في البلاد.
وفي خطوة لافتة، خرج الرئيس عون بعد انتهاء يوم الاستشارات الطويل إلى البهو ليثني على جهود الصحافيين. وقال في دردشة معهم: «أنجزنا الخطوة الأولى (الاستشارات والتكليف)، والخطوة التالية هي التأليف (تشكيل الحكومة)، وإن شاء الله يكون سلسلاً وينجز في أسرع وقت، لأن هناك فرصاً كثيرة في انتظارنا».
وحصل سلام، في نهاية الاستشارات التي استمرت طوال يوم الاثنين، على 85 صوتاً مقابل 9 أصوات لميقاتي، و34 «لا تسمية»، حيث أعلن مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، أن رئيس الجمهورية وبعدما تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائج الاستشارات رسمياً، استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه، علماً أنه موجود خارج البلاد ومن المقرر أن يعود الثلاثاء.
وأتت نتيجة الاستشارات بعد ساعات عصيبة من المباحثات والاتصالات، نجحت في قلب مقاييس الموازين السياسية، وأدت إلى امتناع كتلتي «حزب الله» و«حركة أمل» عن التصويت في نهاية يوم الاستشارات الطويل، فيما اتهم رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد الطرف الآخر بـ«الانقلاب» على التوافق الذي تحقق في انتخاب رئيس الجمهورية، ومتهماً إياهم بـ«التقسيم والإلغاء والإقصاء»، مطالباً بـ«حكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها».
مشاورات عصيبة
ولم يكن تقدم سلام سهلاً، إذ شهدت الاستشارات تنافساً ومعركة حقيقية بينه وبين ميقاتي الذي كانت المعلومات تشير حتى مساء الأحد، إلى تقدمه في المعركة، قبل أن تتبدّل المعطيات شيئاً فشيئاً ويتسم المشهد بالغموض طوال ساعات قبل الظهر، ومن ثم تنقلب رأساً على عقب لصالح سلام وتنتهي الاستشارات بتقدم كبير لصالحه، وذلك بأصوات المسيحيين والسُّنة والدروز، مقابل عدم تسميته من أي طرف شيعي، وهو ما رأى فيه البعض أنه قد يصعّب مهمّة سلام بتشكيل الحكومة، وما نقله بعض النواب عن رئيس الجمهورية، مشيرين إلى تخوفه من أن نكون أمام أزمة حكومية.
وبدأت الأمور تنقلب لصالح سلام منذ مساء الأحد، مع اتخاذ المعارضة قرارها بدعمه، فيما بقي موقف كثير من الكتل غير معلن حتى الساعة الأخيرة، وذلك في معركة لم يَعْتَد عليها اللبنانيون حيث كانت النتيجة لسنوات طويلة معروفة مسبقاً فيما السباق يرتكز على عدد الأصوات.
وكان موقف «الثنائي الشيعي»، (حزب الله وحركة أمل)، المؤلف من 30 نائباً، معروفاً لجهة دعم ميقاتي، فيما كانت المعارضة السابقة (30 نائباً)، وأبرزها حزب «القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب اللبنانية» إضافةً إلى كتلة «تجدد» وتحالف التغيير» وعدد من النواب المستقلين، تدعم بشكل أساسي النائب فؤاد مخزومي، فيما أعلن عدد من النواب المستقلين دعم النائب إبراهيم منيمنة.
انسحاب منيمنة ومخزومي
لكنَّ الجهود التي بذلها بعض النواب نجحت في التوافق على انسحاب منيمنة ليلاً لصالح سلام، ليلحق به مخزومي صباحاً، وهو ما أدى إلى خلط الأوراق وزاد الأمور غموضاً. ومع استمرار الاتصالات المكثفة اتجهت الأنظار تحديداً إلى موقف «التيار الوطني الحر»، (13 نائباً)، و«اللقاء الديمقراطي»، (8 نواب)، إضافةً إلى «الاعتدال الوطني»، (6 نواب)، التي كانت مواعيدها بعد الظهر، لحسم النتيجة، بعدما كانت فترة قبل الظهر مخصصة بشكل أساسي للنواب المستقلين والكتل الصغيرة.
إرباك في أوساط «حزب الله»
كانت جولة بعد الظهر كفيلة بأن تُظهر التوافق في أوساط معارضي «حزب الله» على سلام، وهو ما انعكس إرباكاً في صفوف الحزب و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وفي صفوف حلفائهما، إذ بعدما بدأت المعلومات تشير إلى توجه كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» إلى تسمية سلام، عمدت كتلة «حزب الله» إلى طلب تأجيل موعدها الذي كان محدداً بعد ظهر الاثنين إلى الثلاثاء، وهو ما لم يتجاوب معه الرئيس عون، ليعود النواب ويحضروا الاستشارات كما كان مقرراً.
وكما كان متفقاً عليه فيما بين المعارضة، أعلنت «القوات اللبنانية» تسمية سلام، وقال النائب جورج عدوان، باسم الكتلة «عاد الأمل إلى كل اللبنانيين عند استماعهم إلى خطاب الرئيس لأنّه طوى صفحة مرحلة قديمة بكلّ مآسيها ومشكلاتها».
والتوجه نفسه اتخذه «اللقاء الديمقراطي»، وقال النائب تيمور جنبلاط باسم الكتلة: «باركنا للرئيس جوزيف عون ونحن خلفه كحزب في أي خطوة، وسمّينا نواف سلام».
وأشارت المعلومات إلى أن رئيس «الحزب التقدمي السابق» وليد جنبلاط، اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد الظهر معتذراً عن عدم تسميته، بعدما كانت المعلومات تشير إلى توجّه «الاشتراكي» إلى دعمه.
وسمّت أيضاً كتلة «الاعتدال الوطني» التي تضم نواباً سُنة، سلام. كذلك، سمّى «التيار الوطني الحر» الذي كان قد رفض انتخاب الرئيس جوزيف عون، سلام وأعلن رئيسه النائب جبران باسيل، بعد الاجتماع بالرئيس عن ذلك، قائلاً: «إننا نرى فيه وجهاً إصلاحياً، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من إسرائيل».
وأعلن النائب إبراهيم كنعان باسم «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» تسمية سلام، على غرار كتلة «حزب الكتائب اللبنانية»، التي قال رئيسها النائب سامي الجميل: «الرئاسة كانت تحت الوصاية مثل لبنان كله. أما اليوم فالرئاسة تعود رمزاً لسيادة لبنان واستقلاله»، وتمنى «أن يفهم الجميع أنّ الإقصاء ممنوع، وجميعنا يجب أن نكون شركاء في بناء لبنان الجديد».
وامتنع «التكتل الوطني المستقل» الذي يضم النواب طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن وملحم طوق، عن تسمية أي شخصية.
في المقابل سمى سلام أيضاً النائب عماد الحوت (الجماعة الإسلامية) وكتلة «التوافق الوطني» التي تضم النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي وطه ناجي ومحمد يحيى وحسن مراد ونواف سلام.
بدورها سمّى سلام كل من «كتلة التغيير» التي تضم النواب ميشال دويهي ووضاح الصادق ومارك ضو، وكتلة «تجدد» التي تحدّث باسمها النائب فؤاد مخزومي الذي كان قد انسحب لصالح سلام معتبراً أنه «يجب أن يشكّل انتخاب عون حداً فاصلاً بين مرحلة وأخرى، ويجب أن يطوي صفحة التعطيل والفراغ وانحلال الدولة ومؤسساتها».
«حزب الله»
وفي الساعة الأخيرة للاستشارات، التقى وفد «حزب الله» الرئيس عون، وشنّ بعدها رئيس الكتلة النائب محمد رعد، هجوماً على معارضيه. وقال: «لقاؤنا مع رئيس الجمهورية كان من أجل الإعراب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية»، مضيفاً: «مرة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والإقصاء تعمداً وكيديةً».
وأوضح: «خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بذلك وإذ بها قُطعت»، وأكد أن «من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها».
وقال: «سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة، وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح لـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية».
كذلك، امتنعت كتلة «التنمية والتحرير» عن تسمية أحد، وتحدث باسمها النائب أيوب حميد، بعد لقاء الكتلة مع الرئيس عون برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري: «الكتلة لم تُسمِّ أحداً انطلاقاً من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي»، فيما غادر بري من دون الإدلاء بأي تصريح.
الجولة الأولى
كانت الاستشارات في فترة قبل الظهر التي التقى خلالها الرئيس عون 21 نائباً، قد انتهت بتقدم سلام على ميقاتي بحصول الأول على 12 صوتاً، والثاني على 7 أصوات، فيما امتنع نائبان عن التصويت هما نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب والنائب جميل السيد.
وبدأت الجولة الأولى من الاستشارات مع نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب بعدما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كانت الاستشارات ستبدأ معه، أن يترأس وفد «كتلة التنمية والتحرير» بعد الظهر.
وقال بوصعب، بعد لقائه الرئيس عون، إن الأخير أكد له «انفتاح مختلف الدول على لبنان»، مضيفاً: «لدينا قلق من أن نذهب إلى اختلاف عمودي جديد، وكسر فريق على حساب آخر في رئاسة الحكومة، وهذا لن يسهّل بداية العهد، مما سيؤدي بنا إلى أزمة».
من جهته، وإثر لقائه رئيس الجمهورية، قال النائب إبراهيم منيمنة، الذي انسحب من الترشح لصالح سلام، إن «المرحلة تأسيسية وانتقالية». وقال: «آثرنا بعد نقاش مع فريقنا أن ننسحب لصالح نواف سلام لنؤمِّن التوافق للوصول إلى ترجمة العناوين السياسية التي كنا نطمح إليها. كل الثقة بشخصه أن ينفّذ هذه العناوين. سميتُ نواف سلام، وهي فرصة يجب عدم تضييعها».
مهمة التأليف بعد التكليف
ولا يعني تكليف رئيس جديد تشكيل حكومة أنّ ولادتها باتت قريبة. وغالباً ما استغرقت هذه المهمة أسابيع أو حتى أشهُراً، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادّة في بلد يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة، رغم أن هناك أفرقاء لبنانيين يرون أن مهمة التأليف لم تكن صعبة هذه المرة انطلاقاً من الوقائع والمعطيات السياسية والخارجية التي تؤكد ضرورة المضي قدماً في مرحلة التغيير.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
نواف سلام رئيساً لحكومة تنفيذ خطاب القسم
اول غيث العهد الجديد برئاسة الرئيس جوزيف عون، تجلى في تزكية الشعب اللبناني تسمية السفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة الأولى للعهد الجديد.
سلام الذي حصد 84 صوتا مقابل 9 أصوات للرئيس السابق نجيب ميقاتي، اضافة الى 35 صوتا امتنعوا عن تسميته ابرزهم كتلتي نواب حزب الله وحركة امل، قابلها مفاجاة من العيار الثقيل فجرها النائب محمد رعد، فهاجم العهد من دون تسميته، كما رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، واضعا شروطه الاستباقية للمشاركة في «حكومة ميثاقية». وعلق مرجع سياسي رفيع لمشهدية الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس عون امس بالقول: «عرف لبنان بأنه بلد يتميز بوجود ديموقراطية وحرية في التعبير عن الرأي السياسي، بعيدا عن التهديد بالسلاح والنكد والمناكفات السياسية. وها هو الرئيس عون بدأ بخطوات ثابتة وقوية بتنفيذ أولى وعود خطاب القسم، والذي تجلى بالاستماع الى مطالب الشعب، واستبعاد الطبقة السياسية التي اوصلت البلاد إلى الهلاك والحروب. المرجع اعلاه توقع تاليف سريع للحكومة الجديدة لاسيما وان ملفات عدة داخلية وخارجية في انتظار عمل الحكومة.
واشار إلى أن الزخم والدعم الدولي والعربي الذي لقيه الرئيس عون بادرة ايجابية في إطلاق عجلة العهد، وهذا الامر دليل واضح ان لبنان عاد إلى الحضن الخارجي، وان انطلاقة الدعم الذي ينتظره بعد تشكيل الحكومة ستكون حافزا اضافيا لتثبيت لبنان على الخارطة الدولية والعربية. اضاف انها المرة الأولى منذ عهود يختار نواب الأمة رئيسا للحكومة مختلف عن المراحل الماضية، وهذا الامر سبقه زخم للاتصالات بين القوى النيابية مع الاخذ بالاعتبار الاجواء الخارجية والداخلية التي رافقت تعيين سلام.
وأعلن المدير العام لرئاسة الجمهوريّة أنطوان شقير، أنّ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابيّة ونتيجة لها استدعى القاضي نواف سلام بهدف تشكيل الحكومة وهو خارج لبنان ومن المقرّر أن يعود اليوم.
النتائج
وكان الرئيس عون اجرى الاستشارات من الثامنة والربع من صباح امس وحتى الخامسة والنصف عصرا، وجاءت النتائج على الشكل التالي :
– رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: 9 أصوات.
– القاضي نواف سلام: 85 صوتًا.
– لا تسمية: 34 صوت.
النواب الذين سموا نجيب ميقاتي هم: النائب بلال الحشيمي، النائب جان طالوزيان، النائب عبد الرحمن البزري، النائب جهاد صمد، النائب غسان سكاف، النائب حيدر ناصر، النائب عبد الكريم كبارة، النائب جورج بوشكيان، النائب ميشال المر. والنواب الذين سموا القاضي نواف سلام هم: النائب ميشال ضاهر، النائب أسامة سعد، النائب اديب عبد المسيح، النائب شربل مسعد، النائبة بولا يعقوبيان، النائب إبراهيم المنيمنة، النائبة سينتيا زرازير، النائب ملحم خلف، النائبة حليمة قعقور، النائبة نجاة عون، النائب الياس جرادة، النائب فراس حمدان، النائب ياسين ياسين، النائب جورج عدوان، النائب شوقي الدكاش، النائب زياد الحواط، النائب جورج عقيص، النائب أنطوان حبشي، النائبة ستريدا طوق، النائب بيار بو عاصي، النائب إلياس اسطفان، النائب غسان حاصباني، النائب فادي كرم، النائب غياث يزبك، النائب ملحم رياشي، النائب رازي الحاج، النائب جهاد بقرادوني، النائب نزيه متى، النائبة غادة أيوب، النائب سعيد الأسمر، النائب كميل شمعون، النائب إلياس الخوري، النائب جبران باسيل، النائب نقولا صحناوي، النائب إدكار طرابلسي، النائب جورج عطا الله ، النائب سليم عون، النائب سيزار أبي خليل، النائب اسعد درغام، النائب شربل مارون، النائب سامر التوم، النائبة ندى البستاني، النائب فريد البستاني، النائب غسان عطالله، النائب جيمي جبور، النائب تيمور جنبلاط، النائب مروان حمادة، النائب راجي السعد، النائب أكرم شهيب النائب بلال عبد الله النائب هادي ابو الحسن، النائب وائل أبو فاعور، النائب فيصل الصايغ، النائب سجيع عطية، النائب احمد الخير، النائب محمد سليمان، النائب وليد البعريني، النائب عبد العزيز الصمد، النائب احمد رستم، النائب ابراهيم كنعان، النائب الان عون، النائب سيمون ابي رميا، النائب سامي الجميل النائب نديم الجميل، النائب الياس حنكش، النائب سليم الصايغ، النائب فيصل كرامي، النائب عدنان طرابلسي، النائب طه ناجي، النائب محمد يحيى، وضاح الصادق، ميشال الدويهي، مارك ضو، أغوب بقرادونيان، هاغوب ترزيان، میشال معوض، أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، نعمة افرام، جميل عبود، نبيل بدر، عماد الحوت.
أما النائب جميل السيد، فقد أعلن أنه اذا تساوت الأصوات بين الرئيس نجيب ميقاتي والمرشح نواف سلام فصوتي للرئيس نجيب ميقاتي. في حين أعلن نواب «التكتل الوطني المستقل»، وهم: طوني فرنجية، فريد هيكل الخازن، وملحم طوق، عن موقفهم بعدم تسمية مرشح لرئاسة الحكومة خلال الاستشارات النيابية الجارية. وفي وقت لاحق، أعلن أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة، وهم: علي عمار، بلال فرحات، محمد فنيش، نواف الموسوي، حسن فضل الله، محمد رعد، علي فياض، حسين الموسوي، حسين الحاج حسن، نوار الساحلي، علي المقداد، الوليد سكرية، وكامل الرفاعي، موقفهم الموحد بعدم تسمية أي مرشح لتولي رئاسة الحكومة. كذلك، أعلن أعضاء كتلة «التنمية والتحرير»، وهم: الرئيس نبيه بري، علي حسن خليل، علي خريس قبلان قبلان، ناصر جابر، قاسم هاشم علي عسيران، محمد خواجه غازي زعيتر، أشرف بيضون ميشال، موسى هاني قبيسي، أيوب حميد، عناية عز الدين، فادي علامه، عدم تسمية أي مرشح لتولي رئاسة الحكومة.
مواقف
بعد مشاركته في الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، أكّد النائب جورج عدوان، متحدثًا باسم تكتل «الجمهورية القوية»، أنه يجب مواكبة انتخاب الرئيس بخيارات جديدة تختلف كليًا عن ممارسات الماضي، مشددًا على أن «من هذا المنطلق، نسمّي نواف سلام لرئاسة الحكومة».وأضاف عدوان: «الرئيس هو من يحدد مواعيد الاستشارات النيابية، وعلى الكتل الالتزام بها.» وتابع: «بعد المشاركة في الاستشارات، التسمية الطبيعية لكتلتنا هي للسفير نواف سلام، ونحن نرى فيه وجهًا إصلاحيًا من خلال معرفتنا الشخصية المباشرة معه. لقد عملت معه عندما كنت وزيرًا، وتابعت مواقفه عن كثب في ما خص لبنان والقضية الفلسطينية وقرار 1701، وكذلك قناعته الكبيرة بحماية لبنان، إضافةً إلى تعاطيه مع الملفات الإصلاحية مثل قانون الانتخابات.» من جانبه، صرح النائب كميل شمعون قائلاً: «هناك فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها من أجل بناء الوطن وتسيير الأمور كما يجب برئيس قوي وبرئيس حكومة مجرّد من أي فساد». وفي السياق ذاته، أكد رئيس تكتل لبنان القوي، جبران باسيل، على الموقف ذاته، مشيرًا إلى أن اللبنانيين رأوا أملًا بمستقبل أفضل، وأي خطوة تعيدهم إلى الماضي تشكّل نكسة للعهد ولا تدعمه.
وقال باسيل: «فكرنا طويلًا وأجرينا مشاورات مع كافة الكتل، وكان البعض قد اتخذ خياره مسبقًا بناءً على تفاهمات لم نكن جزءًا منها. نحن عملنا لنصل إلى خيار نريده أن يصل ويحوز على الأصوات اللازمة، وهو خيار لا تحدّي لأحد، بل يفترض أن يكون مقبولًا من الجميع. وفي التصويت هناك رابح وخاسر، وقد تقبلنا ذلك في مجلس النواب». وتابع: «فور صدور نتائج الانتخابات الرئاسية، هنأنا فخامة الرئيس، واليوم أبلغناه أن موقعنا الطبيعي هو إلى جانب العهد، داعمين لرئيس الجمهورية. وأكد باسيل أن هذا الموقف يتماشى مع التوجهات الإصلاحية التي يتبناها التيار الوطني الحر، منوهًا إلى أن دعم نواف سلام هو تأكيد على هذا الخيار الإصلاحي. وفي نفس السياق، أعلن تيمور جنبلاط باسم «اللقاء الديمقراطي» من قصر بعبدا: «باركنا للرئيس جوزاف عون ونحن خلفه كحزب في أي خطوة، وسميّنا نواف سلام.» وأما النائب ابراهيم كنعان باسم «اللقاء للتشاوري النيابي المستقل» صرح «أن موقفنا داعم للعهد وخطاب القسم وترجمة موقفنا مع خيار الرئيس عون لذلك بالتشاور في ما بيننا قررنا تسمية السفير نواف سلام متمنين ان يشمل للتوافق الجميع لنكون جميعاً الى جانب العهد. وتابع كنعان، «كما التقينا على شخصية الرئيس عون علينا الالتقاء على شخصية الرئيس المكلّف بعيداً من المحاصصات». أما النائب سامي الجميّل وباسم نواب «الكتائب» فصرح من قصر بعبدا، أن هذه المرّة الثالثة يصوتون فيها القاضي نواف سلام. وأضاف الجميل: «تحية للجهود التي بذلت في المعارضة وخاصة للنائب فؤاد مخزومي واللواء أشرف ريفي لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية واللذين أخذا القرار بتسهيل عملية الإلتفاف حول مرشح واحد». ومن جهة أخرى، أعلن النائب وليم طوق باسم «التكتل الوطني المستقل» من القصر أن «الأمور باتت واضحة وشبه محسومة ونتمنّى على القاضي نواف سلام الانفتاح على كل الأطراف اللبنانية ولكن نحن لا تسمية لنا». وعلى الصعيد نفسه، صرح النائب فيصل كرامي باسم كتلة «التوافق الوطني»: سميّنا القاضي نواف سلام على أن يقوم الرئيس ورئيس الحكومة على الحفاظ على الدستور وتأليف حكومة لا تستثني أحدًا. وتابع كرامي: باركنا للرئيس جوزاف عون بعودة الحياة السياسيّة وتمنّينا له النجاح في هذه المهمة الصعبة وهناك موجة كبيرة تريد وجوهًا جديدة لإدارة البلد. وأضاف: رئيس الجمهورية هو الخيمة والأب والراعي ولا بدّ أن تُمثّل كلّ المكوّنات وهناك عودة عربية ودولية إلى لبنان وعلينا حماية البلد وأن نكون يدًا واحدة لتطبيق القرارات الدولية. وأكمل كرامي: القاضي نواف سلام مقبول من قبل جمهورنا والقاعدة الشعبيّة تطالب بدم جديد ونحن نستمع إلى رأي الناس ونشكر ميقاتي على كلّ جهوده. وختم: على الحكومة التي ستتألّف أن تكون دستورية وأن تطبّق خطاب القسم وحين نشعر أنّ هناك جهة مستهدفة سنكون سدًّا منيعًا في مواجهة ذلك.
بري
وغادر رئيس مجلس النواب نبيه بري قصر بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، اثر انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، من دون الادلاء بأي تصريح.
****************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
بري هدد بإقفال البرلمان بوجه سلام
“الحزب” يرعد بعد الهزيمة
في تطور خطير غير مسبوق، علمت “نداء الوطن” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبدفع من “حزب الله”، كان ينوي إغلاق مجلس النواب بوجه الرئيس المكلف وذلك كرد فعل على تسمية القاضي نواف سلام وسقوط مرشحه الرئيس نجيب ميقاتي، واعتراضاً على ما اعتبره تملصاً من اتفاق مسبق، لم يعرف طرفه الثاني. بري عاد عن قراره كي لا يؤجج الروح الطائفية ويظهر وكأنه يغلق البرلمان بوجه رئيس الحكومة الذي نال 20 صوتاً سنياً من أصل 27. فالجسم الشيعي المنهك لا يستطيع تحمل فتح مشكل مع السنة والأغلبية اللبنانية إضافة إلى الدول العربية التي ستعتبر أن هذه الخطوة موجهة ضدها، ولن تدخل مشروع إعادة الإعمار.
وتكثفت الاتصالات ليلاً من أجل احتواء الغضب الشيعي، حيث يعمل بري على لملمة الأمور وعدم الدخول في مواجهة تخسر “الثنائي الشيعي” أكثر حتى لو كان “حزب الله” يرغب في ذلك. وسيظهر التوجّه الشيعي في لقاء اليوم الثلاثي الذي سيعقد بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف ظهر اليوم في قصر بعبدا.
وكانت الاستشارات النيابية مناسبة لتأكيد عون، بحسب ما نقل النواب، على استعجال تأليف الحكومة لتأمين انطلاقة سريعة للعهد وتحمل الجميع مسؤولياتهم حيث طلب دعم الجميع لأن هناك وعوداً بمساعدات كبرى من الخارج لن تأتي إذا لم يكن هناك حكومة قوية وقادرة وفاعلة.
وبعد انجلاء غبار استشارات التأليف، فاجأ الرئيس جوزاف عون الصحافيين في الردهة الخارجية للقصر الجمهوري، وخاطبهم مبتسماً “تعبتم اليوم، لأجل ذلك جئت لأقول لكم، الله يعطيكم العافية. خلصنا من أول مرحلة. وإن شاء الله سيكون التأليف أيضاً سلساً وفي أسرع وقت. بصراحة، لدينا فرص كتير كبيرة ناطرينها. وبعدني مسكّر مع رئيس وزراء إيطاليا. بدنا حكومة جديدة لنروح لعندهم”.
وفي سياق متصل، تردد أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيزور بيروت اليوم. وستكون الزيارة تحضيراً لتوقيع 22 اتفاقية ثنائية بين لبنان والسعودية بعد تأليف الحكومة الجديدة.
وكان لبنان شهد أمس تاريخاً مجيداً. وكان ليل المعارضة طويلاً تكثفت فيه الاتصالات حتى الفجر. وفي بادرة وطنية غير مسبوقة نزل أكبر تكتل في المعارضة، وهو تكتل “الجمهورية القوية”، ومعه أكثر من 15 نائباً، عند رغبة نحو 15 نائباً بين مستقل وتغييري، وحصلت زيارات وتقديرات و”بوانتاجات”، وكان الهدف ربح المعركة على مرشح “الثنائي الشيعي”. وتحقق الهدف بعدما أبدى المرشح الطبيعي والمعلن فؤاد مخزومي موقفاً سيُحسب له في قادم الأيام. واستطاعت قوى المعارضة أن توصل وللمرة الأولى منذ 75 عاماً رئيساً لمجلس الوزراء “صنع في لبنان”، بعد خمسة أيام فقط من إيصال رئيس للجمهورية إلى سدة الرئاسة الأولى صنع أيضاً في لبنان. وعليه تتجه الأنظار إلى ولادة حكومة جديدة على منوال هذين الإنجازين الكبيرين لتكون الثالثة ثابتة.
وكان لافتاً أن بين الـ 20 صوتاً سنياً لسلام ينتمي 9 من أصل 11، إلى دوائر عكار والمنية الضنية وطرابلس ما شكّل ضربة قوية لميقاتي.
وفي المقابل، ظهرت هزيمة محور الممانعة كاملة عندما بقي حتى قبل أمس موهوماً بفوز مرشحه الرئيس نجيب ميقاتي. لكن هذا المحور استفاق فجأة، ولكن بعد فوات الأوان على الحقيقة المروعة وهي أن عدّاد ميقاتي توقف عند الرقم 9 فيما راح عدّاد سلام يرتفع تدريجياً حتى وصل في نهاية يوم الاستشارات إلى 84 صوتاً صافياً من دون “جميل” الممانعة من “ثنائي شيعي” وأتباعه.
في المقابل، قاتل “حزب الله” حتى الرمق الأخير كي يغيّر اتجاه التغيير. ولما بدا بعد ظهر أمس أن مرشح المعارضة نواف سلام بدأ يقترب من خط الوصول إلى الأكثرية المطلقة، طلبت كتلة “الوفاء للمقاومة” من رئيس الجمهورية إرجاء موعدها إلى اليوم. لكن طلبها لم يستجب. وصعدت إلى قصر بعبدا متأخرة عن موعدها المسبق. وخرج بعد الاستشارات النائب محمد رعد ليعلن باسم الكتلة التي لم تسمّ أحداً وليعلن هزيمة محوره بقوله: “خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بذلك وإذ بها قطعت”.
وقال مصدر من “حزب الله” لرويترز إن نواباً يمثلون الجماعة اجتمعوا مع عون في وقت متأخر عن الموعد المقرر إذ تأخر وصولهم مع شعورهم بتزايد الدعم لسلام. وأضاف المصدر أن “حزب الله” كان يعتقد أن تفاهماً سياسياً حدث في ما يتعلق باختيار ميقاتي لشغل منصب رئيس الوزراء، قبل أن توافق الجماعة على انتخاب عون في منصب الرئاسة الأسبوع الماضي”.
في المقابل، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال مقابلة مع تلفزيون “الحدث” أن أي حكومة تقوم على ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” لن نكون في صفها أو نمشي بها، لافتاً إلى أن “مفهوم “الجيش والشعب والمقاومة” أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من دمار وخراب وفساد وانهيار اقتصادي. لهذا السبب، وقفنا ضده منذ البداية”.
************************************************
افتتاحية الأنباء:
نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة ... نواف سلام من لاهاي إلى السراي
تترسخ يوماً بعد يوم ركائز سياسة العهد الجديد، الذي يعقد اللبنانيون آمالهم المستقبلية على نجاحه في تحقيق خطاب القسم، وما أعلنه الرئيس جوزاف عون عن دخول لبنان مرحلة جديدة من تاريخه، وأنه سيعمل على "تغيير الأداء السياسي" وإعادة بناء المؤسسات، حيث تلاقي خطوة تكليف القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة الجديدة تطلعات اللبنانيين بالتغيير بعد نيله 85 صوتاً في الاستشارات النيابية الملزمة. ويشهد اللبنانيون للقاضي نواف سلام نزاهته وشجاعته وكفاءته وهو من تبوأ رئاسة محكمة العدل الدولية.
ومن المتوقع أن يتولّى القاضي سلام مهمة تكليفه تشكيل الحكومة رسمياً بعد عودته الى بيروت صباح اليوم، حيث سيعقد لقاء يجمعه برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي جوزاف عون ونبيه بري وفق بيان رئاسة الجمهورية، بعد نهاية يوم الاستشارات الطويل، حيث صبّت أصوات الكتل النيابية الأساسية بما فيها كتلة اللقاء الديمقراطي لسلام، ما يؤكد استمرار الحزب التقدمي الاشتراكي بالسير في نهجه من أجل بناء الدولة وبدء مسيرة الإصلاح، مستكملاً خطوته بدعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، ما شكّل رافعة أساسية أدخلت لبنان في مرحلة جديدة استبشر بها اللبنانيون خيرًا، والأهم أن ينجح سلام في الإسراع بتشكيل حكومة جديدة تنسجم والمرحلة.
ميثاقية الحكومة من مجلس النواب
كان لافتا خلال يوم الإستشارات النيابية الملزمة، عدم إعطاء كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة أصواتهما لأي من المرشحين المتنافسين القاضي نواف سلام ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لا بل قول النائب محمد رعد "من حقنا المطالبة بتشكيل حكومة ميثاقية"، التي تذكر اللبنانيين بشعار الحكومة الميثاقية التي طالب بها حزب الله قبل إتفاق الدوحة، والتي ترجمت لاحقاً بحكومات الثلث المعطل، التي عطلت البلاد وأوصلته الى الحضيض، فهل بدأت عملية فرملة انطلاقة العهد الجديد؟ وهل ستتعثر عملية تشكيل الحكومة الأولى التي قال الرئيس جوزيف عون في خطاب القسم أنها ستكون سريعة؟.
أسئلة عدة أعاد كلام النائب رعد طرحها، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة، فالميثاقية تتوفر في المجلس النيابي، وهي واضحة المعنى في تشكيل الحكومة التي تقوم على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، دون أي احتساب آخر لا المثالثة ولا ستة وستة مكرر ولا سواها.
أما تسمية القاضي سلام فهي عملية ديمقراطية ميثاقيتها في مشاركة نواب الأمة في تحديد خياراتهم وهذا ما حصل. وبالتالي فإن الرهان يبقى أمام القاضي سلام في تشكيل حكومة متماسكة متوازنة قادرة على ملاقاة العهد بالتغيير وآمال اللبنانيين بالخروج من نفق جهنم.
وكان رئيس الجمهورية أجرى طوال يوم أمس الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة. وقد توالى وصول النواب إلى قصر بعبدا حيث التقاهم الرئيس عون في مكتبه وبلغ عدد الذين شملتهم الجولة الأولى من الاستشارات 21 نائباً، بعدما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كانت ستبدأ معه الاستشارات ان يترأس وفد كتلة التنمية والتحرير بعد الظهر. وأتت حصيلة الجولة الأولى من الاستشارات على الشكل التالي: 7 نواب سموا الرئيس ميقاتي و12 نائبا سموا القاضي نواف سلام فيما لم يسم نائبان أحدا.
أما في الجولة الثانية، فحُسم السباق لصالح القاضي نواف سلام، حيث سماه اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي والاعتدال الوطني وأيضاً الجمهورية القوية. وفي ختام الجولة الثانية أعلن المدير العام في قصر بعبدا انطوان شقير تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة الجديدة، وانه سيتم تكليفه رسمياً اليوم فور وصوله الى لبنان.
اهتمام عربي بلبنان
من جهة أخرى، تواصل الاهتمام العربي بلبنان، حيث استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي قدم له التهاني بانتخابه لرئاسة الجمهورية وقدم له الدعوة لزيارة مقر جامعة الدول العربية وإلقاء كلمة فيه.
وقال أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أنه مع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيراً الى أننا "كلنا أمل بعهد الرئيس جوزاف عون". واستهل أبو الغيط لقاءاته من السراي الحكومي، كما زار الرئيس بري.
كما استقبل الرئيس عون، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفداً عسكرياً أميركياً برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. ضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين. قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان.
كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية. وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته منوها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره. ثم انضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
وفي سياق متصل، عقد مجلس الأمن الدولية مساء أمس جلسة خاصة لمناقشة اتفاق وقف النار، في الوقت الذي تستمر قوات الاحتلال الاسرائيلي خروقاتها المستمرة، حيث نفذت عملية تمشيط داخل الأحياء في ميس الجبل وحولا في حين عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على البحث عن جثامين شهداء في عدد من بلدات القطاع الغربي بمواكبة الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل".
وقامت قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل وحرق عدد من المنازل. حيث سمع أكثر من ١٥ تفجيراً وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود اسرائيليين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :