مؤتمر الرياض حول سوريا... حشد كبير دون خطة واضحة

مؤتمر الرياض حول سوريا... حشد كبير دون خطة واضحة

 

Telegram

 

شاركت عدة أطراف إقليمية ودولية في مؤتمر الرياض حول سوريا الذي عقد الأحد، وعكس الحضور المكثّف حشدا كبيرا مع غياب خطة واضحة.

وكان من أبرز المشاركين وزراء خارجية عرب ومسؤولون غربيون بالإضافة إلى وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني.

ويأتي المؤتمر الذي ركز على رفع العقوبات عن سوريا وتقديم الدعم الإنساني في ظل غياب خطة واضحة للتعامل مع التطورات في البلاد واختلاف الرؤى والأولويات بشأن ما يجري؛ فبينما تريد أوروبا تخفيف عبء اللجوء السوري، يحرص الأميركيون على تنسيق أفضل للمنطقة، لكن شيئا لن يحدث من دون وصول الرئيس دونالد ترامب وإدارته.

في المقابل يسعى الخليجيون ومصر للحد من النفوذ التركي – القطري على البلاد، لكن تظل إسرائيل الغائب الأبرز عن المؤتمر رغم الدور الذي لعبته في إضعاف المحور الإيراني وبالتالي تسهيل سقوط نظام بشار الأسد.

الخليج ومصر يسعيان للحد من نفوذ تركيا وقطر وسط توقع ألا تلقى رؤيتيهما، بما في ذلك السعودية، سبيلها إلى التحقق

وتعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها مؤتمر حول سوريا منذ سقوط الأسد، بتمثيل سوري، وسط تكهنات بألا تلقى رؤى الدول المشاركة، بما في ذلك السعودية، سبيلها إلى التحقيق، مقابل فرض الخطة القطرية – التركية.

وتربط الإدارة السورية الجديدة علاقة وطيدة بالقطريين والأتراك الذين كانوا أكبر الداعمين للجماعات الإسلامية المعارضة على مدى سنوات ويحاولون اليوم تثبيت التحالف بشكل علني وواضح من خلال الحديث عن الاستعداد لتقديم مساعدات مالية.

وفي خطوة تعكس مدى الترابط بين قطر والإدارة الجديدة، قال دبلوماسي كبير ومسؤول من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن الدوحة تعتزم المساعدة على تمويل زيادة كبيرة في أجور موظفي القطاع العام في سوريا تعهدت بها الإدارة الجديدة هناك.

وطالب اجتماع الرياض برفع العقوبات المفروضة على دمشق، وتهيئة ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الاجتماع الدولي الذي قاده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نقلته وزارة خارجية المملكة.

وعقد المؤتمر في جلستين، الأولى جمعت مسؤولين عربا، والثانية بمشاركة أوسع تشمل تركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وشاركت في الاجتماع العربي 11 دولة هي: السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن وسوريا والعراق وسلطنة عمان وقطر والكويت ولبنان، وفق بيان للخارجية السعودية.

كما شارك كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.

وعقب الاجتماع تم عقد اجتماع آخر عربي – دولي بحضور وزراء خارجية تركيا وسوريا والدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي والعراق ولبنان والأردن ومصر وبريطانيا وألمانيا، فيما شاركت الولايات المتحدة وإيطاليا على مستوى نائب وزير الخارجية.

وبحسب البيان ذاته “جرى بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سوريا دولة عربية موحدة، مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.”

ونقل البيان عن الأمير فيصل بن فرحان قوله إن “الاجتماع يأتي لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها.”

وطالب وزير الخارجية السعودي “الأطراف الدولية برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، والبدء عاجلا بتقديم كافة أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي، لبناء الدولة السورية، ما يهيئ البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين” إلى بلادهم.

وأكد أن “استمرار العقوبات المفروضة على النظام السوري السابق سيعرقل طموحات الشعب في تحقيق التنمية وإعادة البناء وتحقيق الاستقرار.”

 وكان من اللافت غياب إسرائيل عن المؤتمر، رغم أنها كانت السبب في تسريع انهيار نظام الأسد بعد تأثر حزب الله الشديد بالضربات الإسرائيلية التي بدأت بتفجيرات أجهزة “البيجر” و”الووكي توكي” التابعة للحزب، ومن ثم اغتيال أمين عام الحزب حسن نصرالله، خلال شهر سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى قيادات أخرى في صفوف الحزب.

ويقول محللون إن الغياب الإسرائيلي طبيعي ومبرر بسبب عدم التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لافتين إلى أن الإسرائيليين كانوا ممثلين من خلال حلفائهم الغربيين.

في المقابل شكل المؤتمر فرصة لتعبير المشاركين عن قلقهم بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة، مؤكدين أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، وفقا للبيان الختامي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram