أجمع اللبنانيون على مختلف مشاربهم أن خطاب القسم الذي القاه الرئيس المنتخب جوزاف عون بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية يشكل خارطة طريق واضحة لإعادة بناء الدولة التي يحلم بها اللبنانيون.
حمل الخطاب الكثير من المضامين اللافتة والثوابت الوطنية، أبرزها تأكيده "التزام لبنان الحياد الإيجابي" والعمل على "تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح" وقال: "عهدي أن نستثمر في العلم ثم العلم ثم العلم... أن ننفتح على الشرق والغرب... أن نتمسك بالحفاظ على الاقتصاد الحر والملكية الفردية... أن احترم حرية الإعلام وحرية التعبير... إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة... استقلالية القضاء... مكافحة الفساد... الحوكمة... الحفاظ على البيئة"..
عهود قطعها الرئيس عون في ظلّ الرعاية الدولية والعربية، تطرح بعض التساؤلات عما إذا كانت هذه الرعاية ستستمر أم أنها ستنتهي مع انتهاء الاستحقاق الرئاسي، في ظل الانشغالات الدولية والاقليمية؟
عن الضمانات واستمرار المظلة الدولية للبنان يقول عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم لـ"المركزية" "اننا أمام نهج جديد وأجواء جديدة في المنطقة وليس فقط في لبنان، كل ذلك بدعم من القوى الدولية ، ولا مصلحة لها بأن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان فقط لتكسب معركة رئاسة، بل تحمل برنامجا للمنطقة من ضمنها محطة انتخاب رئاسة الجمهورية اللبنانية، وبالتالي ثمة تصور للمنطقة مليء بالاستثمارات ومسار جديد في بناء الدول وإنهاء الدويلات والفصائل المسلحة التي كان عملها مزدهراً في التهريب والكبتاغون والإرهاب والمسائل اللاقانونية التي أهلكت المنطقة وقوضّت الكثير من قدرات شعوبها. لذلك يمكن وضعها كمحطة من هذه المحطات التي ظهرت ليس فقط في لبنان بل أيضاً في سوريا وفي مناطق أخرى تتبع المسار عينه".
ويعتبر كرم ان "المشروع الايراني، مشروع الفتن والحروب والدمار والعسكرة والاستفادة من الاقتصاد غير القانوني انتهى، وبدأنا مساراً جديداً. هذا على صعيد المنطقة والسياسات الاقليمية والدولية، لكن على الصعيد الداخلي اللبناني، الدور الاساسي والأهم ان يفهم الأفرقاء اللبنانيون كيفية الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة التي انفتحت أمامهم لبناء دولة المواطنة والحقيقة والحريات والازدهار وفرصة للعودة الى المجتمع الدولي وإعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج والدول المتطورة. والعودة، كما قال فخامة الرئيس المنتخب في خطاب القسم، الى تصدير العلم والثقافة والمساهمة في مسار الانسانية والمواطنية في العالم وليس تصدير الامور غير القانونية، لذلك هناك دور للداخل وآخر للخارج. نحن بحاجة لمساعدة أصدقاء لبنان الصادقين ولا يريدون منه أكثر من ان يسير في المسار الطبيعي لبناء الدول".
وعن خريطة المعارضة وأولويتها للمرحلة المقبلة، يجيب كرم: "أولاً، البحث عن اسم جديد لأنها لم تعد معارضة. ثانيا، يعنينا بشكل كبير مسألة رئاسة الحكومة والحكومة لأن رئيس الجمهورية بحاجة الى مجلس وزراء متناسق معه وقادر على المساعدة والمساهمة في إنجاح خطاب القسم في العناوين المهمة والاساسية التي وضعها وذكرها بكل جدية وجرأة. لذلك ما يسمى الفريق السيادي في لبنان الذي ناضل على الصعيد الداخلي لسنوات طويلة وصولا الى انتخاب رئيس جمهورية يمثل رؤيتها وطرحها، اليوم نجتمع وبدأنا اتصالاتنا بين المكونات كافة لمقاربة رئاسة الحكومة بشكل موحد وايصال رئيس حكومة يتناسب في النهج الجديد لرئاسة الجمهورية".
ويختم: "هذا لا يعني ان ليس لدينا مطبات وعواصف قد تهب علينا من فلول المشروع السابق لكن علينا ان نكون موحدين وواضحين في رؤيتنا وان نقف بشكل جدي مع رئيس الجمهورية حتى نسهل مساره ومسارنا الاساسي لبناء هذه الدولة الحلم الذي يتمناه كل لبناني، واهم مشروع إعادة الاغتراب اللبناني الى لبنان للاستثمار فيه ونضع له عنوان "الهجرة المعاكسة" والعودة الى لبنان".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :