انتهت أمس أزمة الرئاسة بـ ٩٩ صوتا مُنحت للعماد جوزاف عون، لتبدأ مرحلة جديدة مع الرئيس الرابع عشر في ظرف تزداد فيه التحديات، لكن تظلله رعاية دولية بدت جلية في الترحيب العربي والدولي الذي تلى مباشرة انتهاء جلسة الانتخاب، الى جانب الحضور الديبلوماسي الذي حضر في ساحة النجمة وشهد على التطور الرئاسي.
لا ريب أن عون حدّد في خطابه عناوين برنامجه الرئاسي للسنوات الست المقبلة، وهو البرنامج الذي بقي طيّ الكتمان طوال الفترة الماضية لأسباب عدة، منها موجب التحفظ الذي يحكم عمل قائد الجيش. واشتمل الخطاب على مجموعة عناوين وتعهدات طموحة، كان أبرزها مسألة حصر السلاح والاستراتيجية الدفاعية بالدولة، وهو أمر لا شكّ سيشكل محطة ترقب بارزة للوقوع على رأي المعنيين بهذا العنوان، والمقصود هنا حزب الله الذي لا شكّ يدرك تماما أنه مقبل على تحديات جمة من السلاح، العنوان الملتبس لدى اللبنانيين، إلى الدور السياسي المفترض أن يقتصر على الداخل.
لكن الساعات السابقة للانتخاب عكّرها إلى حدّ بعيد البازار الذي فتحه الثنائي الشيعي ليل الأربعاء وامتدّ حتى ساعات ظهر الخميس، ثمنا للسير بعون. وشمل هذا البازار على ما ظهر، رئاسة الحكومة والوزراء الشيعة ووزارة المال وقيادة الجيش والثلاثية الأشهر من نار على علم. وكان لافتا أن بعض الأجوبة أتت مباشرة في متن خطاب القسم، ولا سيما تلك المتعلقة بمصير السلاح وحصرية الدولة، إلى جانب عنوان الإصلاحات. ويشكّل هذان الأمران محور اهتمام الثنائي الشيعي بالنظر إلى ارتباطه مباشرة بعلة وجود حزب الله واستمرار حركة أمل.
ويُنتظر الأسبوع المقبل تحديد مواعيد الاستشارات النيابية لاختيار رئيس حكومة، وهو لا شك اختبار مفصلي تكاد تعادل أهميته أهمية انتخاب الرئيس. وبيّنت مشاورات الساعات الأخيرة أن مسألة اختيار الرئيس ستأخذ مداها المطلوب برعاية سعودية قبل أن تحسم نهاية الأسبوع، لينطلق من بعدها مسار اختيار الوزراء، علما أن الحكومة الأولى محصورة زمنيا بموعد الانتخابات النيابية سنة ٢٠٢٦.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :