افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 9 كانون الثاني 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 9 كانون الثاني 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

الخميس الكبير: الجنرال جوزاف عون على عتبة الرئاسة
 


اميركا ــ فرنسا ــ السعودية حشدت اكبر قدر من التوافق على قائد الجيش

 عنوان المرحلة الرئاسية هو ان لا يكون هناك فريق خاسر بشكل كبير ولا ان يكون هناك فريق منتصر بشكل ساحق من اجل الحفاظ على استقرار لبنان نسبيا ولذلك يقوم الاميركيون والسعوديون والفرنسيون بالسعي الى تليين موقف الثنائي الشيعي من موقف معارض لانتخاب قائد الجيش الجنرال حوزف عون الى موقف مؤيد او غير ممانع له. والهدف من هذا الحراك الديبلوماسي الدولي هو احقاق اكبر قدر من التوافق والاجماع على قائد الجيش وقد باتت معظم الكتل النيابية سواء المعارضة او كتل كانت في فلك الممانعة، داعمة لانتخابه رئيسا للجمهورية. فهل تنجح الولايات المتحدة الاميركية والسعودية في اقناع الثنائي الشيعي بعون كرئيس توافقي مقابل تقديم ضمانات ؟

وفي هذا السياق، اعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشيحه قائلا: «لم يكن يوما ترشيحي هو العائق امام عملية الانتخابات الرئاسية»، معلناً دعمه انتخاب عون.

من جهتها، لم تسم كتلة التنمية والتحرير مرشحا لرئاسة الجمهورية حتى اللحظة ما يعني انها تترك الاتصالات ان تاخذ مداها. كما ان لقاء النائب علي حسن خليل مع الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان والذي كان ترك الاخير لبنان ليعود مجددا، ما يشير الى ان هناك معطيات جديدة واضحة تكمن بتذليل العقبات امام وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا.

والحال ان الحراك الديبلوماسي الاميركي-السعودي –الفرنسي يهدف الى ان تنتج جلسة 9 كانون الثاني رئيسا للجمهورية لاعادة انتاج السلطة وتشكيل حكومة تواكب المسائل الاساسية اللبنانية. من هنا، تقول اوساط سياسية للديار ان هناك نسبة عالية بان ينتخب البرلمان في جلسة اليوم قائد الجيش رئيسا للجمهورية باجماع معظم الاطراف ليتمكن من العمل في عهده وتحقيق الانجازات سواء على صعيد الاصلاحات او في مسائل مصيرية وطنية.

الثنائي الشيعي يتحصن

من جهة أخرى، ليس غريبا ان يشعر الثنائي الشيعي بالقلق من مجرى الامور بعد «طحشة» واشنطن على لبنان ولذلك يتحصن الثنائي عبر الضغط لتحقيق مكاسب في الانتخابات الرئاسية ليتفادى مواجهة مع رئيس الجمهورية الجديد الذي قد يذهب باتجاه الضغط على الثنائي مما سيؤثر سلبا على حركة امل وحزب الله وحلفائهما فضلا انه سيدخل البلاد بمتاهات لا تحمد عقباها. والثنائي الشيعي وحلفائهما ليس لديهما اية شروط على من سيكون الرئيس الجديد بل جل ما يهمهم هو ما سيلتزم به هذا الرئيس تجاههم لانهم يدركون جيدا ان واشنطن ومعها بعض الدول الاوروبية ستعمل على تطبيق ما يخدم مصلحتها والتي حتما لن تاتي لصالح الثنائي الشيعي وحلفائهم. وقصارى القول، يريد الثنائي الشيعي الحصول على ضمانات بان لا يكون الرئيس رأس حربة ضدهم.

في الوقت ذاته، تقول مصادر ديبلوماسية للديار ان الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوروبية تعلم ايضا ان الاصطدام مع الثنائي الشيعي بشكل قاس سيأتي بنتائح سلبية سترتد عليهم حتما. ذلك ان الثنائي الشيعي هو مقوم اساسي في الجيش اللبناني وفي المقاومة وفي العدد السكاني من نسيج المجتمع اللبناني. وتابعت هذه المصادر الى ان اللعبة الاساسية اليوم تجري على التوازنات بين المعارضة والممانعة فينتخب رئيس توافقي ليكون قادرا على العمل وعلى انجاز الاصلاحات والبرامج التي تصب في مصلحة الوطن.

لماذا تدعم واشنطن وباريس والرياض وصول قائد الجيش الى بعبدا؟

بدورها، كشفت مصادر سياسية مطلعة للديار بأن اميركا والسعودية وفرنسا يدعمون الجنرال جوزاف عون ليكون رئيسا للجمهورية لعدة اعتبارات سياسية وامنية واستراتيجية. اولا تعول هذه الدول على ضمان الاستقرار الامني والذي اظهر قائد الجيش الجنرال جوزاف عون قدرة عالية على ضبط الاوضاع في احلك الظروف التي مر بها لبنان في السنوات الاخيرة. بيد ان الجنرال جوزاف عون استطاع ان يبقي المؤسسة العسكرية متماسكة رغم التحديات المالية التي واجهت الجيش كما استمرت المؤسسة بفعاليتها في حين تفشى الشلل الاداري في معظم مؤسسات الدولة. وتلفت هذه المصادر السياسية الى ان قائد الجيش عزز مبدأ الحياد النسبي لعدم انحيازه لاي طرف او حزب معين في خضم اضطراب سياسي مستمر. من هنا، شكلت استقلالية قائد الجيش نقطة قوته في عدم توريط الجيش في الانقسامات الطائفية والمذهبية والسياسية المتشعبة.

اضف على ذلك، تهدف اميركا وفرنسا والسعودية الى تعزيز وضع الجيش اللبناني واعطائه دورا اقوى مما هو عليه الان ظنا منها ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لتقويض نفوذ حزب الله.

اهداف الدعم السعودي للجنرال جوزاف عون مختلفة عن اهداف الدعم الفرنسي

بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان على غرار قائد الجيش يشكل ركيزة اساسية في استراتيجيتها في تقويض نفوذ ايران رغم ان الرياض عملت على ارساء علاقات حسن الجوار مع الجمهورية الايرانية الاسلامية وخفض التوتر بينهما. وعلى هذا الاساس، ترى الرياض ان شخصية قائد الجيش ستشكل توازنا في لبنان بوجه فريق الممانعة وعندها تعيد السعودية احياء دورها التقليدي في لبنان. اما اختيار فرنسا للجنرال جوزاف عون فله اعتبارات مختلفة وهي انتقاء رئيس يضمن الاستقرار في لبنان ويكون قادرا على تطبيق الاصلاحات المرجو منها للنهوض من القعر. كما ان باريس تهدف الى حل الازمة الرئاسية التي تعقدت كثيرا بسبب تطورات حصلت في المنطقة ما اسفر عن حصول شغور رئاسي لمدة سنتين ونصف.

حزب الله يغير استراتيجيته وتكتيكه العسكري عما كان بالعام 2006

الى ذلك، لا يزال حزب الله يملك قدرات عسكرية رغم انه تلقى ضربات قاسية الا انه تمكن من لملمة اوضاعه واعادة بناء بنيته الداخلية بطريقة مختلفة عما كان معهودا.وهنا تقول المعلومات الى ان حزب الله يعود الى تبني صيغة 1982 نظرا للتغييرات التي طرأت في المنطقة ابرزها ان ابواب سوريا اغلقت بوجهه. وعليه، سيلجأ حزب الله الى استراتيجية جديدة وتكتيك جديد ايضا خلافا لما كانت عليه الامور عام 2006.

اتصالات اليوم الطويل

وفي عودة الى تطورات النهار الطويل، وفيما كان الموفد الفرنسي يتنقل بين عين التينة، معراب والبياضة والصيفي، بعد لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك، لتحصين «التفاهم»، بعد لقاءات جمعته بعدد من النواب والشخصيات في مقر السفارة، كان الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان بدوره يجري سلسلة من اللقاءات في دارة السفير في اليرزة، ملتقيا موفد الرئيس بري النائب علي حسن خليل، وممثل عن كتلة الطاشناق.

ومع ساعات المساء، وعلى وقع معلومات صحافية عن اجتماع مشترك لكل من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، توجهت الانظار الى معراب، حيث عقد اجتماع موسع للمعارضة، انتهى الى اعلان النائب فؤاد مخزومي ترشيح المجتمعين لقائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية والالتزام بالتصويت له في كل الدورات المتتالية، حيث لا «خطة ب» للمعارضة.

بيان معراب كان سبقه زيارة لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، واجتماع لتكتل الجمهورية القوية،بمشاركة عدد من النواب، فيما كانت تكر سبحة التاييد لترشيح قائد الجيش، حيث اعلنت كل من: اللقاء الديمقراطي، تكتل التوافق الوطني، تكتل الاعتدال الوطني، والنواب: بلال الحشيمي، غسان سكاف، محمد الحوت، نعمة فرام، جان طالوزيان،بولا يعقوبيان، في وقت اعلن فيه الوزير السابق زياد بارود انسحابه من السباق الرئاسي.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

73 نائباً أيّدوا قائد الجيش و55 نائباً أجّلوا قرارهم إلى اليوم | أمر سعودي – أميركي: انتخبوا جوزف عون!

فجأة كرّت السُبحة، وتوالَت المواقِف المُعلِنة تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، واتجاهها للتصويت له. مواقِف تُوّجت باجتماع لنواب المعارضة في معراب مساء أمس، أعلنوا بعده السير بعون. لم يحتَج المشهد إلى كثير عناء ليُقرأ بوضوح، فمن رتّبه ليكون على هذا النحو لم يسعَ أصلاً إلى إخفاء بصماته، بل حمّله تواقيعَ واضحة: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا!

وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي مورست من العواصم الخارجية على الجميع، فإن الضغط تركّز أمس على الرئيس نبيه بري وفريقه، إضافة إلى نواب يُحسبون في خانة المستقلين. وكانت مبادرة أولى من جانب النائب السابق سليمان فرنجية بإعلان انسحابه، لكن ذلك لم يدفع رئيس المجلس إلى تعديل موقفه الرافض لانتخاب مخالف للدستور. وهو موقف قرّر حزب الله السير خلفه، وكذلك كتلة التيار الوطني الحر وعدد غير قليل من النواب المستقلين، ونُقل عن الرئيس بري قوله إن انتخاب قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يجعله يحتاج إلى الحصول على 86 في أي دورة انتخابية، علماً أن عدم حسم عدد كبير من النواب أمس لموقفهم، جعل من الصعب أن يحصل عون على هذه الأصوات من الدورة الأولى، علماً أن الجميع ينتظر نتائج اتصالات الساعات التي تفصل منتصف الليلة الماضية عن الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.

ومع أن «القوات اللبنانية» قادت عملية التحول في موقف كتل نيابية كثيرة، إلا أن رئيس كتلتها النائب جورج عدوان، وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تحدّثا ليلاً عن أن رقم الـ86 صوتاً ليس مضموناً في جلسة اليوم، وسط حديث عن أن نتيجة كهذه، سيعقبها اقتراح من عدد من النواب بتعليق الجلسة إلى مزيد من التشاور. وهو ما قد يمنع انتخاب الرئيس اليوم.

ومع ذلك، فإن العواصم المعنية كما قائد الجيش، وعدداً من النواب والسياسيين تصرّفوا ليل أمس على أن الأمر قُضي وأن لبنان سيكون له اليوم رئيس جديد هو العماد عون، والذي بدأ فريقه اللصيق بالعمل على إعداد خطاب القسم بالإضافة إلى طباعة عشرات الآلاف من الصور واللافتات التي يُفترض أن تُعلق في كل مناطق لبنان اليوم.

مسار العمل الدبلوماسي لم يأخذ جهداً كبيراً. وبدأ «الجدّ» مع الزيارة الأولى للموفد السعودي إلى بيروت يزيد بن فرحان الجمعة الماضي والتي استمرت حتى نهار الأحد. وقد نقلَ «المفوّض» السعودي موقف بلاده على شكل أمر اليوم: جوزيف عون هو مرشحنا!

هكذا قالَ ابن فرحان لمن اجتمع معهم، من رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى أصغر كتلة نيابية. وكانَ كلامه أبعد ما يكون عن الدبلوماسية، فأثار استياء غالبية القوى السياسية التي عبّرت عن عدم تأييدها لقائد الجيش، وعليه لم يكُن ممكناً لأي طرف إعطاء جواب نهائي حول مآلات جلسة اليوم. غيرَ أن الأمور بدأت تتبدّل بعد وصول الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت حيث أبلغَ أيضاً من اجتمع بهم أنه «يجب عليهم التصويت لعون بوصفه رجُل المرحلة ومواصفاتها السيادية والإصلاحية»، مهدّداً «المتمردين بأنهم سيدفعون ثمن مواقفهم، وأن لبنان لن ينال أي مساعدة دولية»، ناصحاً إياهم «بانتخاب رئيس الآن لأن مرحلة الرئيس دونالد ترامب ستكون صعبة»، وقد نقل بعض النواب الذين شاركوا في الاجتماعات أن «طرح عون تعدّى الطلب إلى محاولة الفرض تحت طائلة تحميل المسؤولية لمن يقف في وجه هذه الخطوة».

وإزاء التردد الذي ساد بيروت، عاد ابن فرحان أمس حاملاً معه «أمر عمليات حاسماً»، ما دفعَ بنواب المعارضة والمستقلين والتغييريين الذين أظهروا تردداً في التصويت لعون إلى «التكويع» في اتجاه تأييده، بعدَ أن تحدّث معهم بلغة الإملاء والتهديد، رابطاً «عودة السعودية إلى الساحة اللبنانية بانتخاب عون باعتباره المرشح الوحيد ولا بديل عنه».

في هذه الأثناء، كان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قد وصل إلى بيروت للاجتماع بالكتل النيابية لإعلان إذعان باريس لرغبات واشنطن والرياض، قائلاً إنه لا وجود لاسم آخر غير قائد الجيش، وإن كل الأسماء المطروحة بالنسبة إلى باريس أصبحت خارج السباق، وبعد لقاءات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، قال لودريان إن «هناك توافقاً دولياً حول قائد الجيش، وبما أن اللبنانيين طلبوا مساعدتنا فعليهم أن يلتزموا بموقف الخماسية، لأن عدم انتخاب رئيس سيأخذ البلد إلى مرحلة خطيرة، وهناك قرار بإحجام الخارج عن تقديم الدعم للبنان في حال استمرار الفراغ».

على أن الإرباك انتقل في ساعات ما بعد الظهر إلى أوساط الفريق المعارض لعون، وبدأ أول مظاهره في إعلان فرنجية، انسحابه من السباق تحت عنوان «أمّا وقد توافرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً دعم انتخاب قائد الجيش. ثم أعلنت كتلة بري بعد اجتماعها، الذي سبقه لقاء بين مستشار رئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والموفد السعودي في مقر سفارة المملكة، أنها لن تقف في وجه التوافق الوطني. ليتعزز هذا المناخ بما نُقل عن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد خلال لقائه لودريان، أن الحزب «لا ينوي الوقوف عائقاً أمام أي إجماع لبناني حول اسم رئيس الجمهورية المقبل». لتنطلق بعدها مواقف نواب كانوا يُحسبون على فريق «الممانعة»، وآخرين مستقلين بدعم قائد الجيش، وصولاً إلى اجتماع المعارضة ليلاً في مقر «القوات» في معراب مؤكدة تأييد انتخاب عون، بعد اجتماعاتٍ بين سمير جعجع ولودريان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وهو ما وفّر الغطاء المسيحي لهذا الخيار بينما كان النائبان إبراهيم منيمنة وعماد الحوت، يعلنان أن الدفّة باتت تتجه نحو عون. كذلك فعل النائب نبيل بدر، الذي قال إن النواب الذين اجتمعوا في منزله قرروا التصويت لقائد الجيش.

ومع ذلك، حصلت تطورات في ساعات الليل، دلّت على استمرار الغموض، خصوصاً أن زوار عين التينة قالوا إن رئيس المجلس توجه إلى النوم قائلاً إنه لن يسمح بمخالفة الدستور، وإن العماد عون يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يتطلب توافر 86 صوتاً في كل الدورات.

وعليه، فُتح باب التأويلات حول مصير الجلسة، وكيف سيتعاطى الثنائي حزب الله وحركة أمل، إذ قيل إن نوابهما سيتوجهون اليوم مع التيار الوطني الحر للاقتراع بورقة بيضاء، علماً أن النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله قال إن «موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب»، بينما جرى التداول في معلومات عن أن بري لن يدعو إلى دورة ثانية بل سيعلّق الجلسات بعد الدورة الأولى، التي لا يزال يحتاج فيها عون إلى عشرة أصوات لينال الـ 86 صوتاً.

بينَ ليلةٍ وضحاها، بدّل معظم النواب «التغييريين» موقفهم الرافض قطعاً لمخالفة الدستور وتعديله على قياس شخص معيّن، فأعلنوا بوضوح تخلّيهم عن مبادئهم وعن البرنامج الذي وعدوا بتحقيقه، وخالفوا كل ما تبجّحوا به في السنوات الماضية تحت عنوان «ضرورة انتخاب قائد الجيش جوزيف عون تحقيقاً للتوافق الوطني وضمان الدعم الخارجي».

ولسخرية القدر، دأبَ هؤلاء النواب على إظهار أنفسهم كأمّ الصبي في مجلس النواب لناحية تمسكهم باحترام الدستور والقوانين ومراكمة الطعون في المجلس الدستوري ثم الاحتفاء بإنجازاتهم، إلى أن جاء الاختبار الأهم، عندما صدرت إليهم أوامر الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين والموفد السعودي يزيد بن فرحان بالاقتراع لعون.

وبدلاً من الاقتداء بزملائهم مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق عبر البصم على عون جهاراً ومن دون قفازات أو تبريرات، بدأ هؤلاء يجوبون المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية لنشر سردية الرعاة نفسها لتبرير خضوعهم للإملاءات الخارجية. هكذا وجدت النائبة نجاة صليبا «توليفة» لانقلابها على نفسها فقالت في اتصال مع «الأخبار» إن «اعتصامها لمدة 243 يوماً في المجلس النيابي كان بهدف احترام الدستور وليس خرقه، أما تعديل الدستور من أجل انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية فلا يشكّل أي خرقٍ أو تعدّ!». ومثلها فعل النائب ياسين ياسين، الذي حمّل «القوى السياسية التي كان عليها عدم خرق الدستور وعدم تعطيل الاستحقاق لمدة عامين ونصف عام» المسؤولية عن قراره، متحدّثاً عن أن «لبنان في مرحلة شبه تأسيسية تحتاج إلى توافقٍ وطني، ولا حالة ضرورة أكبر من الظرف الذي نمرّ به ويحتاج إلى قرارات استثنائية، كالسير بتعديل الدستور».

من جانبه، اعتبر النائب إبراهيم منيمنة أن «انتخاب عون لم يأت نتيجة إملاءات بل في ظل وجود دولة فاشلة تنتهك الدستور وتسلب البلد مناعته الداخلية وسيادته ثم تطلب مساعدة الخارج». أما النائب الياس جرادة فاعتبر أنّ تصويته لقائد الجيش «يأتي انسجاماً مع موقفه المعلن من تأييد عون منذ أكثر من عام، وحينها تباين في الموقف مع نواب التغيير الذين ألقوا عليه اللوم لتأييده تعديل الدستور». بينما قال النائب شربل مسعد إن «انتخاب عون سببه وجود إجماع وطني حوله».

في المقابل، أثبت النائب ملحم خلف أنه الأصدق بينهم في احترام مواقفه ولا سيما مع دخول اعتصامه البارحة اليوم 720 في المجلس النيابي اعتراضاً على مخالفة الدستور. وأكّد أن «مسؤولية مكتب المجلس تتمثل بالإعلان عن الأشخاص المؤهلين للترشح حتى يتبلّغ النواب رسمياً بالأمر، مجدِّداً ضرورة التمسك بالمادة 49 لناحية الشروط اللازمة للترشح». كذلك ثبّت النواب أسامة سعد وحليمة القعقور وسينتيا زرازير موقفهم باحترام الدستور وعدم الانصياع للضغوط، ورجّحت معلومات تصويتهم بورقة بيضاء بعدَ إعلان الوزير زياد بارود انسحابه من الجلسة. أما النائبة بولا يعقوبيان فقالت لـ«الأخبار» إنها ستنتخب عون في حالة أن يكون صوتها هو الصوت رقم 86 لأنها لن «تقف عائقاً أمام تحقيق المصلحة الوطنية».

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

جوزاف عون رئيساً قبل الجلسة.. وأصوات الثنائي في الصندوقة
 


الموفدان السعودي والفرنسي يلتقيان كل الكتل والنواب والمستقلين.. وسحب جدل التعديل من المشهد

من المفترض بدءاً من ظهر اليوم أن تُطوى صفحة في تاريخ لبنان، وتُفتح صفحة جديدة. تتناسب مع جملة تحولات جذرية في لبنان وسوريا وفلسطين وعموم المنطقة، بانتخاب العماد جوزاف عون الرئيس الـ24 للجمهورية اللبنانية.

تستعد غالبية الكتل النيابية للاقتراع في الجلسة الرسمية المخصصة لانتخاب الرئيس للمرشح المحلي والعربي والدولي العماد جوزاف عون قائد الجيش اللبناني، على قاعدة ما كتب قد كتب.

على مرأى من الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، الذي استقبل موفد الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، ثم زار الرئيس نجيب ميقاتي الذي يستقبل قبل جلسة اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان واعضاء اللجنة الخماسية وسفراء الدول العاملة في لبنان من عرب واجانب.

وكان لودريان زار كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية الجنوبية، والتقى رئيسها النائب محمد رعد.

وليلاً، زار الموفد الفرنسي لودريان النائب فيصل كرامي بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، كما زار لودريان النائب جبران باسيل في مكتبه بالبياضة.

وكشف مصدر في التيار الوطني الحر ان لودريان لم يطلب من بارسيل ان تنتخب كتله العماد عون، مؤكداً استمراره باعتبار ان الانتخاب اذا حصل فهو غير دستوري.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع إعلان العدد الأكبر من الكتل النيابية دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية ارتسم القسم الأساسي من مشهدية هذا الإستحقاق، في حين أن قرار الثنائي الشيعي من شأنه أن يكمل الصورة حول السيناريو المتصل بجلسة الإنتخاب اليوم، لافتة إلى أن الساعات المقبلة تعد أطول ساعات لجهة احتساب الأصوات الـ٨٦ التي يتم فيها تفادي كأس الطعن.

وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك اختبارا للنواب حول مصير الجلسة ، وهناك سؤال يتردد هل أن قائد الجيش امام قاب قوسين أو أدنى من انتخابه ام أن هناك رغبة مبيتة في عدم وصوله إلى الرئاسة وأوضحت أن اختيار المعارضة الواحد أحال القرار للثنائي الشيعي.

ودعت إلى انتظار اللحظات الفاصلة عن الإنتخاب وما قد يحصل خلالها من تعويل على الاتصالات، وتبقى النتيجة واحدة : الجلسة مستمرة.

وعقد تكتل لبنان القوي اجتماعاً له مساء امس للبحث في الموقف المترتب على الجلسة.

وليلاً اعلن نواب المعارضة من معراب في بيان تلاه النائب فؤاد مخزومي، دعم العماد جوزاف عون لانتخابه رئيساً للجمهورية، من اجل انقاذ البلد وحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وتطبيق الدستور.

وحسب استبيان رقمي فإن المرشح عون سينال 75 نائباً، في حين ان الجبهة المعارضة لانتخابه، سترسو على 53 صوتاً، موزعون كما يلي: 15 نائباً لكتلة التنمية والتحرير و15 نائباً لكتلة الوفاء للمقاومة و13 نائباً للتيار الوطني الحر و10 نواب من المستقلين.

في حين ان الكتل التي ستصب لصالح العماد عون فهي: القوات اللبنانية 19 صوتاً، اللقاء الديمقراطي 8 و4 نواب لحزب الكتائب، ويتوزع الباقون على كتل الاعتدال وتجدد والتغييريين والمستقلين.

أمل وحزب الله وحدة الموقف قبل الجلسة:

1- اعلنت حركة «امل» وحزب الله وحدة المواقف، والاولوية للتوافق.

2- اعلان النائب السابق فرنجية عن انسحابه من السباق الرئاسي، والتصويت لصالح العماد جوزاف عون.

3- زيارة المعاون السياسي للرئيس بري الى الموفد السعودي يزيد بن فرحان، وجرى استعراض الوضع السياسي العام في البلاد.

وليلاً عقدت كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة اجتماعاً لتنسيق المواقف، وفقاً للسيناريوهات الممكنة.

وأكد النائب حسن فضل الله ان موقفنا يعلن عنه الخميس في صندوق الانتخاب، وسنصوت وفقاً لما ينسجم وقناعتنا الوطنية.

وبعد انسحاب فرنجية، اعلن الوزير السابق انسحابه، شاكراً من ايده، بعد حصول التوصل الى توافق وطني عريض على اسم الرئيس.

يوم التقاطعات واللقاءات

اذاً، ظهر امس، تقاطع سعودي- اميركي- فرنسي على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، واعلنت كتل نيابية عديدة تتبيه علناً، وذلك قبل وبعد لقاءات اجراها امس الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي عاد امس الاول الى بيروت في زيارة ثانية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس. وعقد لقاءات سياسية في محاولة لإنجاح انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً.، وذلك بعدما اعلن امس الاول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين خلال لقاءاته ترجيح كفة عون. وبقي إنتظار موقف ثنائي امل وحزب الله وحلفائهما من ترشيحه.

وحسب بعض الاحصائيات مساء امس، فقد يحصل عون على ٧٥ او ٧٨ صوتاً من دون اصوات الكتل الثلاث التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي. واذا انضمت كتلتا امل وحزب الله لإنتخابه يحصل على 108 اصوات.

وافيد عن لقاء عقد بين رئيس التيار الحر جبران باسيل وموفد من الثنائي الشيعي لم يصل الى نتيجة، وعن اجتماع مشترك بين امل وحزب لله ضم النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل للتنسيق في موقف موحد من جلسة اليوم.

لا شك انه في حال الفوز المرجح للقائد عون اليوم، ستبدأ حسابات الربح والخسارة لدى الاطراف السياسية اللبنانية، التي هي فعليا كلها خاسرة ثقة الناس وثقة الخارج بعد تضييع الفرصة تلو الفرصة لإنتخاب رئيس كان يمكن ان يتم بالتوافق الحاصل الآن وبعد اسابيع قليلة على شغور سدة الرئاسة. لكن للوهلة الاولى وفي «الحسابات الدفترية» السياسية يظهر التيار الوطني الحر الخاسر الاكبر لأنه وضع مسبقاً فيتوعريضاً وكبيراً على انتخاب قائد الجيش بسبب خلافات معه سابقاَ حول امور إجرائية، فعاد للتنسيق مع الرئيس بري وحزب لله والكتل الاخرى بهدف التوافق على شخصية اخرى غير عون، لكن يبدو ان التقاطع الخارجي كان اقوى من تقاطعات الداخل وفرض نفسه على الجميع بعد المتغيرات الداخلية التي اعقبت الحرب والخارجية التي تعقب الوضع السوري الجديد.

لكن برأي بعض المتابعين من خارج قوى المعارضة، ثمة مفاجآت قد تحصل في الربع الساعة الاخير من جلسة الانتخاب اذا اتجهت كتل لبنان القوي والتنمية والتحرير والوفاء للمقاومة الى الاعتراض على ترشيح عون لحاجته الى تعديل دستوري او لوجود مرشح غيره لديهم، وهي تضم 43 صوتاً عدا بعض النواب المعترضين المستقلين على ترشيحه او عدم تعديل الدستور لإنتخابه، وهم يمثلون «الثلث المعطّل» للتعديل، ما يعني انه حتى او جرى انتخاب العماد عون بالثلثين اوبـ 65 صوتاً واكثر، فسيكون خارج التوافق والاجماع المطلوب وربما خارج الميثاقية.

فهل تحصل المفاجأة ذات الوجهين؟ وجه دعم الثنائي امل وحزب لله له ومواكبة شبه الاجماع او الاكثرية النيابية وإنتشال البلد من ازماته المتفاقمة؟ ام وجه الاعتراض واحتمال رفع الجلسة؟

لقاءات لودريان

وقد باشر لودريان لقاءاته مع المسؤولين والكتل النيابية، وذكرت المعلومات انه يحمل خلال جولته إسماً واحداً لرئاسة الجمهورية باسم اللجنة الخماسيّة وهو اسم العماد جوزيف عون. والتقى لودريان تباعاً: كتلة «تحالف التغيير»، التي تضم النواب وضاح الصادق، ميشال الدويهي، ومارك ضو، بحضور النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض عن كتلة «تجدد»، في قصر الصنوبر، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو. وتناول اللقاء ملف الانتخابات الرئاسية وسط تأكيد كتلة تحالف التغيير ترشيحها قائد الجيش العماد جوزيف عون.

واعلن معوض عبر منصة «اكس» ان «اللقاء تناول ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد الحاضرين ضرورة أن تكون جلسة الغد حاسمة لوضع حد للشغور الرئاسي، كمدخل لاستعادة سيادة الدولة وتكوين السلطة، وتوجههم لدعم وصول قائد الجيش العماد جوزف عون».

كما التقى في قصر الصنوبر نواب «اللقاء التشاوي النيابي المستقل» الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا.

ولاحقا التقى الموفد الفرنسي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، ممثل اللجنة الخماسية الدولية المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان هنري ماغرو.وقد جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني. و حسب قناة الجديد- قال رعد في اللقاء: أن حزب الله لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على إسم رئيس للجمهورية.

وزار لودريان ظهراً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وغادر من دون الادلاء بأي تصريح. وذكرت اذاعة صوت لبنان: أن لودريان طرح على بري ومحمد رعد العماد جوزف عون بالاسم لرئاسة الجمهورية... لكن بعض المصادر قالت ان بري لم يعط جوابا ايجابيا بعد بشأن موقفه وحزب الله من انتخاب عون.

والتقى لودريان بعدها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ظهراً إلى مأدبة غداء في قصر الصنوبر.

ثم إلتقي لودريان مساءً كلا من: رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل. كما والتقى كتلة «التوافق الوطني».

اما الموفد السعودي فاستقبل ظهراً النائب علي حسن خليل في مقرّ إقامته في اليرزة موفداً من الرئيس برّي.

مواقف مؤيدة لعون

وفي السياق، أكّد النائب فيصل كرامي إنّ المرشح الطبيعيّ لرئاسة الجمهورية هو العماد جوزيف عون.ولا أرى حتى الآن أنّ هناك شخصًا آخر غير عون يحظى بالدعم الداخليّ والخارجيّ ولكن هذا متروك الى اجتماع التكتل للذهاب نحو التصويت الى اتجاه يخدم لبنان. ومن الواضح أنّهم سيسيرون في هذا الاتجاه. وقال: التوجّه لدينا واضح ففي لبنان هناك «مرشحون طبيعيون» كسليمان فرنجية والعماد عون الذي يتمتّع بحسن السلوك.

وعقد نواب تكتل التوافق اجتماعا أعلنوا بعده «تبنّيهم لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الغد الخميس ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥،وهو الذي اثبت عن جدارة في ادارة المؤسسة العسكرية في اصعب الظروف واستطاع ان يتجاوز الازمات والعقبات وان يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة، آملين أن يحصل العماد عون على اكبر توافق ممكن وأن نشرع في العاشر من كانون الثاني وبشكلٍ سريع وغير متسرّع في ترميم البنية السياسية للبلاد عبر حكومة فاعلة تحظى النواب والشعب اللبناني وبثقة المجتمَعَين الدولي والعربي ويتمتع رئيسها واعضاؤها بالنزاهة ونظافة الكفّ، وعبر مؤسسات دستورية منتجة

وفي موقف جديد واضح، استبق النائب الدكتور النائب فادي كرم موقف الجمهورية القوية بالقول: ابتداءً من اليوم أصبح هناك تحوّل كبير في اتجاه أن يكون جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

كما اعلن النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء مفتي الجمهورية : ان خيارنا (كمعارضة) هو العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية ونتمنّى على الرئيس نبيه برّي دعم هذا الخيار ليكون للبنان رئيس.

واكد النواب المستقلون كريم كبارة وبلال الحشيمي والياس جرادة وجان طالوزيان وياسين ياسين وابراهيم منيمنة وفراس حمدان وميشال ضاهر دعمهم لترشيح العماد عون.. فيما قال وضاح الصادق ان مرشحنا هو قائد الجيش وسنذهب بهذا التوجّه في اجتماع المعارضة.

وعقد اجتماع مساء امس في منزل النائب غسان سكاف جمع نحو ١٧ نائباً من مستقلين وتغييرين لتأييد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. واجتماع لكتلتي «الاعتدال» و«لبنان الجديد» اعلن بعده النائب نبيل بدر: أمام المشاورات والاتصالات التي حصلت قرر المجتمعون دعم ترشيح قائد الجيش والاقتراع له في جلسة الخميس. فيما قال النائب عماد الحوت: ان قائد الجيش من بين الأسماء التي فيها المواصفات التي نطلبها، خاصة وأنه يحتاج الى ٨٦ صوتا تترجم هذا القبول أو التوافق الداخلي، وسنكون بشكل طبيعي غدا جزءا من هذا التوافق إذا تأمنت ظروفه. كما اعلن نواب جمعية المشاريع ونواب التكتل الوطني المستقل تصويتهم للعماد عون.

جدل دستوري

ولم تخلُ الساحة من جدل بسيط حول تعديل المادة 49 من الدستور، وعما اذا كانت المادة 74 تحل الاشكالات المتعلقة باستقالة الموظف قبل سنتين، ليتاح له الترشح.. ومن الممكن ان يثار هذا الامر في الجلسة من دون ان يؤثر على الارجح على نتائجها..

وبدأت بعض المناطق باحتفالات واستعدادات للاحتفال بانتخاب العماد عون رئيساً للبلاد.

توحش الاحتلال

في الجنوب، استمر العدو الاسرائيلي منذ صباح امس بسلسلة اعتداءات واسعة تدميرية متوحشة على قرى الجنوب، وأفيد عن استهداف منزل رئيس بلدية بنت جبيل صباحاً بقذيفة من دبابة ميركافا معادية في عقبة مارون عند أطراف مدينة بنت جبيل ما ادى الى احتراقه. وكرر قصفه مرات عديدة، وتقدمت قوة مشاة صهيونية باتجاه مارون الراس وباتجاه احد المنازل التي استهدفتها دبابة ميركافا عند اطراف مدينة بنت جبيل ومارون الراس ثم انسحبت لاحقاً. واجرى العدو عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في منطقة مارون الراس، في اتجاه بنت جبيل، فيما سمعت أصوات تحركات لآليات العدو في اطراف البلدة.

واستهدف ايضاً قصف مدفعي للاحتلال أطراف بلدة برج الملوك، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع في الاجواء. وتمشيط في اتجاه الأحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل. وظهرا نفذ العدو تفجيراً ضخماً على اطراف بلدتي مركبا وطلوسة وتفجيرات في بني حيان ومركبا. وافيد لاحقاً عن غارة معادية استهدفت بني حيان. وعملية نسف كبيرة على طريق رب ثلاثين الطيبة. تلاها عصرا تفجير العدو لعدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب مقابل بلدة دبل، وعند الغروب تفجير كبير في كفركلا سمع صداه في أرجاء القطاع الشرقي.

وأطلق جنود العدو النار على رعاة ماشية في خراج حلتا بعدما توغلوا في المنطقة بالتزامن مع تحرك دورية مؤللة معادية في شانوح المجاورة في أطراف كفرشوبا.

وبعد الظهر سجّل توغل لقوات اسرائيلية في منطقة الدبش وعمليات تفتيش في الاطراف الغربية لميس الجبل. وسجل قصف على منطقة حي الوعرة في بلدة رميش استهدف احد المنازل بالقرب من مركز الدفاع المدني ولم يبلغ عن اصابات. وقد تم إخلاء المركز بسبب القصف.

وحلق الطيران المعادي صباح أمس على علو متوسط وبشكل دائري في أجواء مدينة الهرمل وفوق بعلبك والقرى المجاورة وطرابلس عداقرى الجنوب.

الى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية أنه بعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من قرى الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا ومداخل بلدات الضهيرة وعيتا الشعب وتمركز عناصر "اليونيفيل” والجيش في عدد من النقاط الأساسية والهامة على الخط الأزرق عند مداخل القرى المذكورة والدوريات المؤللة التي يقوم بها الجيش، تبين أن أعمالًا تخريبية وانتقامية قام بها العدو الاسرائيلي بهدف التخريب.وأبرز تلك الأعمال الانتقامية نسف المنازل وقطع الأشجار عند جانبي الطريق واشعال النار في الغابات، ما بين علما الشعب والناقورة وتجريف الطرق والارصفة.

و كررت القناة 12 نقلاً عن «مصادر في مجلس الوزراء الإسرائيلي ان هناك أماكن في لبنان لن تنسحب منها إسرائيل لسنوات طويلة».

********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

الأكثرية تحمل جوزف عون اليوم إلى بعبدا؟ ضغط أميركي – سعودي – فرنسي قلب المشهد

 لم يبق هامش كبير امام تتويج ما صار محتوما، بسحر ساحر، أي إنهاء حقبة الفراغ الرئاسي المتمادية منذ سنتين وشهرين بانتخاب خامس قائد للجيش اللبناني منذ الاستقلال الذي يفترض ان يصبح اليوم الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، العماد جوزف عون. قد يكون المشهد أقرب الى “انقلاب” ضخم في الوقائع السياسية والديبلوماسية أدى خلال ساعات الامس فقط، ووفق معلومات موثوقة لـ”النهار” الى تثبيت اسم العماد جوزف عون وحده، بلا منافس او بديل، مرشحاً حصرياً لرئاسة الجمهورية اليوم اذ نقل عن موفد قوله “جوزف عون ولا خطة ب” فيما نسب الى موفد اخر قوله “جوزف عون او لا احد”. وبقيت العقدة الوحيدة التي تتواصل الاتصالات لتذليلها وهي الطريقة التي ستعتمد لمحاولة “ملاقاة” الفريق الثلاثي “امل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لحالة شبه إجماعية تشكلت بسرعة مذهلة امس عبر تراصف الكتل النيابية والنواب من شتى الاتجاهات وراء قرار تزكية انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية. ولكن الواقع الاكثر إثارة للإنشداد والذي يتخذ دلالات بالغة الاهمية تمثل في “انهمار” دفع دولي غير مسبوق كان رأس الحربة الاساسية فيه دفع، بل ضغط كبير، اميركي – سعودي في المقام الاول، ومن ثم اميركي – سعودي – فرنسي لمنع تفويت فرصة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم وان ينتخب العماد عون كتجسيد لتقاطع المصالح اللبنانية مع رؤية الدول المعنية والشريكة للبنان.

سيناريو الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم لم تكتمل كل فصولها لكون عقدة التوافق الشامل على انتخاب عون لم تذلّل نهائياً في انتظار ما قد يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم الثنائي الشيعي الى اعلانه قبل الدورة الاولى او بعدها، علما ان بري لم يطلق اي مؤشرات استباقية بل ظلّ يردّد انه مع التوافق ولم يبدل رأيه. ولكن المؤكد ان مواقف الكتل التي اعلنت امس شكلت أكثرية وازنة جداً لمصلحة العماد جوزف عون قد تصل الى 74 نائبا الامر الذي سيشكل ثقلاً سياسياً انتخابياً ذا خلفية لبنانية ودولية في حضور عشرات السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الامير يزيد بن فرحان، وهو ثقل يفترض ان يضع فريق الأقلية امام خيارين: إما مناهضة هذا التيار الجارف لمصلحة انتخاب عون وإما مماشاته وملاقاته. وقد حسم أمر توفير الاكثرية الوازنة لمصلحة قائد الجيش في الاجتماع المسائي لكتل المعارضة الذي انعقد في معراب واعلن قرار تبني ترشيح العماد عون. وسبق ذلك كشف “النهار” عن اجتماع سري عقد بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والعماد جوزف عون بعيداً من الاضواء ويعتقد انه اللقاء الاول بينهما، فيما كان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل التقى عون ايضا. واتخذ حضور رئيس حزب الكتائب الى معراب مساء للمرة الاولى منذ مدة طويلة دلالة بارزة اذ اجتمع مع جعجع قبيل اجتماع المعارضة.

الخطوة البارزة الاخرى التي قد تدفع نحو تذليل توفير اكثرية توافقية واسعة لقائد الجيش تمثلت في اعلان رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه سحب ترشيحه ودعم عون. كما اعلن الوزير السابق زياد بارود عزوفه عن الترشح.

وفيما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطباعة صور لقائد الجيش في مؤشر الى انتخابه اليوم، وصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الى بيروت في زيارة ثانية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وعقد لقاءات سياسية في محاولة لإنجاح انتخاب عون رئيسا افيد ان ابرزها مع النائب علي حسن خليل موفدا من بري في دار السفارة في اليرزة.

التحرك الفرنسي

في الاطار ذاته، عقد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لقاءات واسعة، وأشارت المعلومات الى انه حمل خلالها إسماً واحداً باسم اللجنة الخماسيّة وهو اسم قائد الجيش. وفي السياق، التقى لودريان ممثلي كتلة “تجدد” النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي في حضور نواب تحالف التغيير ميشال الدويهي، وضاح الصادق ومارك ضو، الى مائدة إفطار في قصر الصنوبر، في حضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو. واعلن معوض عبر منصة “اكس” التوجه لدعم قائد الجيش. كما التقى لودريان نواب “اللقاء التشاوي النيابي المستقل” الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا. واجتمع أيضاً مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك. وأشارت معلومات الى ان رعد عبّر في لقائه مع لودريان عن أن “حزب الله” لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على إسم رئيس للجمهورية، في حين ذكرت معلومات ان الموفد الفرنسي طرح للثنائي بري ومحمد رعد قائد الجيش بالاسم لرئاسة الجمهورية. والتقى لودريان الرئيس بري ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط والتقى مساء تباعاً رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ورئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل ، ثم زار معراب حيث التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

مواقف الكتل

اما على خط الثنائي الشيعي فاعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أيوب حميّد بعد اجتماع الكتلة برئاسة بري أنّ “لكلّ أمر مقتضاه”، مضيفاً “أكّدنا ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية”. وقال “ستكون هناك دورات متتالية في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وموقفنا موحّد مع حزب الله”.

وكرت سبحة تاييد الكتل لانتخاب عون، فأعلن النائب فيصل كرامي بعد اجتماع “تكتل التوافق الوطني” تأييد قائد الجيش لرئاسة الجمهورية. كما عقد اجتماع للنواب المستقلين والتغييريين مساء في منزل النائب غسان سكاف ضم 17 نائبا اعلنوا في نهايته تبني عون رئيسا للجمهورية . ومن جهتها اكدت النائبة نجاة عون صليبا “اننا نتجه غدا الى انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية”. كما اعلن النواب فراس حمدان وابراهيم منيمنة وياسين ياسين تاييدهم انتخاب عون . واعلن النائب نبيل بدر بعد اجتماع كتلتي “الاعتدال” و”لبنان الجديد” انه أمام المشاورات والاتصالات التي حصلت قرر المجتمعون دعم ترشيح قائد الجيش والاقتراع له في جلسة الخميس. ونشر النائب ميشال ضاهر صورة لقائد الجيش معلّقا بالقول: “مبروك لبنان إنطلاق مسيرة بناء الدولة”.

في اي حال عكست المناخ الدولي المحفز على انتخاب قائد الجيش تصريحات مشتركة اميركية – فرنسية اذ اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، “أننا وحّدنا جهودنا مع الولايات المتحدة حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان”.

وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن امس إلى “مساع فرنسية أميركية حثيثة لدعم استقرار لبنان”.

من جهته، اعتبر بلينكن، أن “وقف إطلاق النار في لبنان متماسك وآلية المراقبة تعمل بشكل جيّد”. وأكد أننا “شهدنا انسحاب أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية من لبنان منذ وقف إطلاق النار”.وأضاف “هناك فرصة لسلام مستدام في لبنان مع انسحاب الجيش الإسرائيلي”.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

واشنطن متفائلة بسلام دائم.. ووعود عربية بمساعدات حراك دولي لانتخاب الرئيس وقائد الجيش يتقدّم

اليوم الخميس 9 كانون الثاني 2025، يقف الاستحقاق الرئاسي على مفترق حسم وجهته، إما في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بما يعيد الانتظام للحياة السياسية والدستورية في لبنان، وإمّا في اتجاه استمرار الدوران في حلقة الفراغ المستحكم بالموقع الرئاسي الأول منذ مطلع تشرين الثاني من العام 2022.

مؤشرات المشهد الداخلي السابق لجلسة اليوم تشي بأنّ الاستحقاق الرئاسي على نار فوق الحامية، والسباق الإنتخابي محصور نظرياً بمجموعة قليلة من المرشّحين، فيما الوقائع تؤشّر إلى أنّ التركيز هو على قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح يتقدّم بسرعة نحو القصر الجمهوري. واللافت للانتباه في هذا السياق، كانت مبادرة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى الانسحاب من المعركة الانتخابية، وقال في بيان: «اما وقد توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، وإزاء ما آلت اليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. وإنني إذ أشكر كل من اقترع لي، فإنني انسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الاولى. وإنني اتمنى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن ان يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».

الرياح انتخابية

الوقائع التي تسارعت في الساعات الأخيرة على أكثر من خط داخلي، تؤكّد أنّ الرياح انتخابيّة ورئيس الجمهورية سيولد في الجلسة الانتخابية التي ستُعقد في المجلس النيابي اليوم، وتوازي ذلك شراكة خارجية بصورة علنية ومباشرة؛ أميركية، فرنسيّة، سعوديّة ليس فقط، في إنضاج الطبخة الرئاسية، بل تعكف على رفع أسهم قائد الجيش وتدفع بقوة إلى انتخابه رئيساً للجمهورية.

في تقييم أجواء الاتصالات الأخيرة، يتبدّى جلياً أنّ الدفّة الرئاسيّة تميل نحو قائد الجيش، وثمة جهات سياسية استبقت الجلسة بحسم نتائجها سلفاً، والإعلان عن أنّ العماد جوزف عون رئيس للجمهورية مع وقف التنفيذ. فيما تقاطعت جهات اخرى على التأكيد أنّ الجلسة الانتخابية ستفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وإذا كان العماد جوزف عون قد أصبح على باب القصر الجمهوري، وعلى مسافة خطوة من فوزه برئاسة الجمهورية، فإنّ من الأفضل التريّث في انتظار ما ستقرّره صندوقة الاقتراع، على اعتبار أنّ الحسم المسبق ينطوي على استعجال وتسرّع، وخصوصاً انّ باب المفاجآت ليس مقفلاً.

اتصالات

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حضور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ظلّ قوياً ومباشراً على الخط الرئاسي، بتزكية قوية لخيار قائد الجيش، الذي تبنّاه أيضاً، وبصورة واضحة، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وكذلك الموفد السعودي يزيد بن فرحان، في اللقاءات والاتصالات التي أجرياها في الساعات الأخيرة.

ووفق المعلومات، فإنّ لقاء لودريان برئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كان جيداً، جرت فيه مقاربة موضوعية للوضع اللبناني بصورة عامة. وأشارت مصادر المعلومات، إلى أنّ الموفد الفرنسي أعرب عن ارتياح الإدارة الفرنسية من اقتراب لبنان من حسم استحقاقه الدستوري، كخطوة تعتبرها باريس بداية انتقال لبنان من وضعه الراهن وأزماته الصعبة، إلى مرحلة الإنقاذ والإصلاح والإجراءات الإنعاشية للاقتصاد اللبناني. وقارب بصراحة العماد جوزف عون كخيار رئاسي قادر على مواكبة ضرورات المرحلة المقبلة ومتطلباتها، بالشكل الذي يخدم مصلحة لبنان ويحقق تطلعات اللبنانيين. وشدّد لودريان على أهمية أن يحظى بالقدر الأعلى من توافق المكونات السياسية.

وأفيد بأنّ النائب رعد كان إيجابياً جداً في اللقاء مع لودريان، وإبلاغ الموفد الفرنسي بموقف «حزب الله» الداعي إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، واستعداد الحزب للتوافق على الشخصية التي تشكّل مصلحة للبنان. كما اكّد في الوقت نفسه انّ «حزب الله» منفتح على كل الخيارات، ولم يقف امام إجماع اللبنانيين على اسم رئيس للجمهورية».

ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنّ اتصالات الموفد السعودي ركّزت على الخيار نفسه، وانّ العماد جوزف عون يشكّل الخيار الرئاسي الذي يحظى بمروحة دعم وقبول واسعة داخلياً وعربياً ودولياً، وهذا سينعكس بطبيعة الحال مصلحة للبنان واللبنانيين. ونقلت مصادر المعلومات عنه أجواء تفيد بمقاربة سعودية متحمسة للتفاعل الإيجابي للعهد الرئاسي الجديد، وانّ «المملكة ستكون كما كانت على الدوام إلى جانب لبنان، ومبادرة إلى توفير ما يعيد للبنان زهوه وانتعاشه ويوفّر لأبنائه الازدهار والرخاء».

والبارز في اتصالات الموفد السعودي، لقاء أمس، مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وبحسب المعلومات فإنّ البحث دار بصورة بالغة الإيجابية، ولم يُحصر فقط بالملف الرئاسي، بل تعداه إلى ما بعد الانتخاب بالبحث في الوضع الحكومي ومتطلباته الداخلية، وما يمكن ان يحظى به لبنان من دعم الأصدقاء والأشقاء لمساعدته في تجاوز ازماته وآثار العدوان الاسرائيلي وإعادة الإعمار. وتحدثت مصادر مسؤولة مواكبة لحركة الاتصالات عن وجود ما سمّتها ضمانات عربية خليجية، وسعودية بصورة خاصة، بالحضور بفعالية إلى جانب لبنان وتوفير المساعدات التي يحتاجها في شتى المجالات.

من الدورة الاولى!

على صعيد جلسة الانتخاب، فقد اكتملت التحضيرات المجلسية لانعقادها، ووجّهت الدعوات إلى البعثات الديبلوماسية في لبنان لحضور الجلسة التي ستُنقل وقائعها مباشرة على الهواء عبر الإعلام المرئي والمسموع، فيما رجحت مصادر سياسية مسؤولة عدم الحاجة إلى جلسات أو دورات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، ذلك انّ مجريات الساعات الاخيرة حسمت انتخاب الرئيس ربما في الدورة الاولى او في الدورة الثانية، وخصوصاً انّ بورصة الأصوات شهدت تراكماً ملحوظاً لصالح قائد الجيش.

واشارت المصادر إلى انّ انسحاب فرنجية من السباق الانتخابي حرّر ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» من الالتزام بترشيحه، ما يفتح الباب امامهما على السعي إلى التوافق على الشخصية التي يعتبرانها الأكثر مقبولية وملاءمة مع المرحلة الراهنة. وتبعاً لذلك، فإنّ انضمامهما إلى سرب التوافق على قائد الجيش ليس محسوماً بصورة نهائية حتى الآن، الّا انّه أمر وارد وليس مستبعداً. وإن سارت الامور في هذا الاتجاه ليس مستبعداً أن يُصار قبل انعقاد الجلسة الانتخابية اليوم إلى الاعلان عن انّ قائد الجيش مرشح توافقي. وهذا معناه أنّه يفوز من الدورة الانتخابية الاولى بنسبة تتجاوز ثلثي اصوات النواب. واذا ما تعذّر ذلك فالفوز مؤكّد في دورة الاقتراع الثانية.

وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد ترأس بعد ظهر امس اجتماعاً لكتلة «التنمية والتحرير»، اعلن في نهايته النائب ايوب حميد انّ الكتلة ناقشت الاوضاع والمستجدات على كافة الصعد، واكّدت على الموقف المبدئي المتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وهو ما كانت اكّدته في مرحلة سابقة، وهي مع التوافق. هذا ما اكّدته الكتلة بعد استعراض كافة الامور والاتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً.

اتصال مصري برئيس المجلس

وبرز في هذا السياق ايضا، اتصال هاتفي تلقاه الرئيس بري من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي تداولا خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الإستحقاق الرئاسي.

وبدوره شكر الرئيس بري لمصر رئيساً وشعبا وقوفهم الدائم الى جانب لبنان.

ميقاتي: مسرور

إلى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال رعايته إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة» في السراي الحكومي: «اليوم وللمرّة الأولى، منذ الفراغ في سدّة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنّه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية». وكان ميقاتي قد استقبل في دارته امس، الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان وتم البحث في الأوضاع اللبنانية الراهنة.

ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي اليوم، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

مجلس المطارنة

وفي بيان له بعد اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، دعا مجلس المطارنة الموارنة النواب إلى «صحوة نيابية وطنية، تفضي غداً (اليوم) إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، يجمع أبناءها وبناتها في إطار الوحدة الوطنية والتضامن والنضال الإصلاحي، فيستعيد لبنان دوره الطليعي في هذا الشرق».

وحث البيان «اللجنة المناطة بها مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، على التشدّد في الوصول إلى غايات هذا الاتفاق من طرفَي النزاع، وفي تطبيق القرار 1701 بكلّ مندرجاته». ورأى «أنّ الفرصة باتت مناسبة ومتاحة لتداولٍ وطني في أهمية السير بلبنان نحو الحياد الإيجابي، الذي ينقذه من أضرار النزاعات المحدقة به، ويدفع به نحو دورة صحية من الحياة الوطنية الواحدة والمثمرة».

وتمنى الآباء أن «تُبنى سوريا الجديدة على أسس الوحدة والحرية والعدالة، واحترام جميع مكونات المجتمع السوريّ، والنجاح في ورشة إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى وطنهم».

الخروقات

جنوباً، واصل الجيش الإسرائيلي تماديه في الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافاته للمناطق والبلدات اللبنانية القريبة من خط الحدود الدولية، بالقصف والتجريف ونسف المنازل وإحراقها، من دون ان يقيم وزناً لمداخلات ثنيه عن هذا الامر من قبل لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

وفيما تتقدّم مهلة الـ60 يوماً من نهايتها بعد نحو اسبوعين، يُنتظر أن يكمل الجيش الاسرائيلي انسحابه من المناطق التي توغل اليها، في وقت ما زالت تتعالى اصوات داخل إسرائيل تلوّح بإبقاء الجيش الاسرائيلي احتلاله لعدد من المناطق في الجنوب حتى بعد إكمال الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوبي الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». ويتزامن ذلك مع تهديدات متواصلة، وآخرها على لسان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اوري جوردين الذي قال: «اننا سنمنع «حزب الله» من العودة والتموضع في جنوب لبنان، وسنردّ على أي اختراق».

تفاؤل أميركي

واللافت في هذا السياق، انّه استكمالاً لما اعلنه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين عن انّ الانسحاب الاسرائيلي سيحصل في نهاية المهلة، كشف الإعلام الاسرائيلي «أنّ ادارة الرئيس جو بايدن نقلت إلى المسؤولين الإسرائيليين رسالة تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وتفيد بأنّ الجيش اللبناني يسرّع انتشاره جنوب نهر الليطاني، وواشنطن لا ترى سبباً لبقاء الجيش الاسرائيلي جنوبي لبنان إذا واصل الجيش اللبناني انتشاره، ومن المهم الّا تظهر اسرائيل على انّها لا تفي بالتزاماتها».

وإذ اشار الإعلام الاسرائيلي نقلاً عن الاميركيين، بأنّ اللاعبين الدوليين والإقليميين يهيؤون الظروف لمرحلة ما بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، اعلن وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن انّه يرى أملاً بسلام دائم في لبنان. وقال: «شهدنا انسحاب اكثر من ثلث القوات الإسرائيلية من لبنان منذ وقف اطلاق النار. وأرى أملاً بسلام دائم في لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية».

**************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

جوزف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

فرنجية انسحب لمصلحة قائد الجيش… واتساع في التأييد بين الكتل

اقترب قائد الجيش اللبناني جوزف عون من قصر بعبدا الرئاسي، عشية جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس، مع توالي المواقف النيابية الداعمة لترشيحه، وانسحاب مرشح "حزب الله" الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق لمصلحة عون، ما يفتح الباب لإنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر 26 شهراً.
وتكثفت الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية، من أجل أن تفضي جلسة البرلمان اليوم إلى انتخاب عون الذي بات الأوفر حظاً، بضمانه أكثر من 74 صوتاً على الأقل تؤمن فوزه بالرئاسة، لكنها لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم.
ويبقى تشريع الانتخاب معلقاً على تصويت نواب "حركة أمل" و"حزب الله" وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور.
وفي سياق المواقف التي استبقت جلسة انتخاب الرئيس، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في "السرايا" اليوم: "للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأنه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية".
"التنمية والتحرير"
وعقدت كتلة "التنمية والتحرير"، التي يرأسها رئيس البرلمان، نبيه بري، اجتماعاً لمناقشة الموضوع الرئاسي والموقف الذي ستتخذه الكتلة بالتنسيق مع كتلة "حزب الله". وعدّ عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيوب حميّد، بعد الاجتماع في عين التينة، أنّ "لكلّ أمر مقتضاه"، مؤكداً "ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية". وقال: "ستكون هناك دورات متتالية في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وموقفنا موحّد مع (حزب الله)".
"الاعتدال الوطني" يؤيد عون
وذكر تكتل "الاعتدال الوطني"، الذي يضم 6 نواب، في بيان عقب اجتماعه للتداول في تطورات الملف الرئاسي، أنه "منذ بداية الفراغ الرئاسي، لم يكن تكتل (الاعتدال الوطني) جزءاً من أي اصطفاف أو انقسام، بل كان على الدوام جزءاً من أي مسعى يعمل على تقريب وجهات النظر، ومبادراً بأكثر من مسعى للبحث عن التوافق الوطني".
وأعلن أن تأييده انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية يأتي لأن "فرصة التوافق الوطني لاحت في أفق جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني (يناير) الجاري، بدعم عربي ودولي، وبما أن عنوان الفرصة، هو التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، باعتباره شخصية وطنية تتمتع بالمواصفات الرئاسية المطلوبة للمرحلة وتحدياتها الراهنة والمقبلة؛ محلياً وعربياً ودولياً".
"الكتائب" ونواب من المعارضة يسمون عون
ولفت عضو كتلة "الكتائب" النائب إلياس حنكش، في حديث إذاعي، إلى أن "مصلحتنا برئيس يعيد النهوض للبلد؛ لذلك لا إملاءات من الخارج؛ إنما مواصفات تنطبق على اسم أو اثنين أو 3، وهناك مرشح متقدم وهو قائد الجيش". وأضاف: "لا نقول إن المواصفات تنطبق فقط على قائد الجيش؛ إنما هو يحظى بأكبر تأييد دولي ويحظى بتقاطع حوله"، وتابع: "(الكتائب) لطالما كانت سداً منيعاً لمنع أي تخطٍّ للدستور، ولكن يجب ألا يكون شماعة لتعطيل انتخاب الرئيس".
بدوره، أكد النائب فؤاد مخزومي من "دار الفتوى": "حلمنا هو انتخاب رئيس جامع قادر على تطبيق القرار (1701) وتعزيز الاقتصاد والقضاء في لبنان". وأشار إلى أن العماد جوزف عون هو الأقرب لتحقيق هذا الهدف، وأوضح أنه سيدعم انتخاب قائد الجيش في جميع الدورات الرئاسية، متمنياً من الرئيس نبيه بري "التعاون معه لحماية لبنان والحفاظ على استقراره".
فرنجية يسحب ترشحه
وأعلن رئيس "تيار المردة"، سليمان فرنجية، سحب ترشحه لرئاسة الجمهورية، وقال في بيان: "أمَا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب".
وأضاف: "أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني - وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية".
...و"التوافق الوطني" يتبنى انتخاب عون
كما أعلن تكتل "التوافق الوطني"، الذي يضم نواباً سنة كانوا متحالفين مع "حزب الله"، "تبنّيه انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الخميس، وهو الذي أثبت جدارة في إدارة المؤسسة العسكرية في أصعب الظروف، واستطاع أن يتجاوز الأزمات والعقبات، وأن يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة".
كتلة "المشاريع" تتجه لتسمية عون
كتلة "المشاريع النيابية"، التي تضمّ النائبين عدنان طرابلسي وطه ناجي، أعلنت أنّها "تتّجه لانتخاب قائد الجيش، وسنشارك في لقاء تكتل (التوافق الوطني) لإعلان الموقف الجامع الموحّد".

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

قائد الجيش الى قصر بعبدا بتوافق وطني

إن لم يطرأ ما ليس في الحسبان، ولم يستجد ما يُعرقِل الدفع الدولي والانصياع الداخلي، فإن قائد الجيش العماد جوزف عون سيُنتخب رئيسا رابع عشرَ للجمهورية اللبنانية اليوم. ساعات قبل موعد الجلسة الثالثة عشرة لانتخاب رئيس، تكثفت الاتصالات في شكل غير مسبوق، وأنتجت عودةُ المبعوث السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت فجأة، في زيارة لم تكن مدرجة على جدول المواعيد، مع وجود المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان وجولته على القيادات السياسية غداة زيارة للمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين، وإجماعُ كل هؤلاء على اسم قائد الجيش كأفضل المرشحين الرئاسيين. شأن رفع أسهم وصوله الى قصر بعبدا اليوم، لا سيما مع أعلان رئيس تيار المرده سليمان فرنجية سحب ترشيحه.

بيان فرنجية

وجاء في بيان الانسحاب: «أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب». تابع: «أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني – وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة – داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».

زياد بارود

واعلن عدد من النواب التغييريين نيتهم التصويت للوزير السابق زياد بارود، الذي اصدر بيانا اعلن عزوفه عن الترشح وقال: «كنت أعلنت بالأمس أنني لن أكون جزءا من المنافسة، في حال التوصل إلى توافق وطني عريض على اسم الرئيس. إنني، إذ أشكر السيدات والسادة النواب الذين شرفوني بدعمهم، أعلن عزوفي، معاهدا اللبنانيات واللبنانيين بأن أستمر معهم واحدا من المناضلين من أجل الجمهورية، متمنيا للرئيس العتيد كل التوفيق».

بري

وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي تداولا خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الإستحقاق الرئاسي. كما ترأس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة إجتماعاً لكتلة التنمية والتحرير النيابية بحضور كافة الاعضاء خصص لمناقشة التطورات العامة والاوضاع السياسية لاسيما جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية وبعد الإجتماع أدلى عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أيوب بالتصريح التالي : عقدت كتلة التنمية والتحرير النيابية إجتماعاً برئاسة الرئيس نبيه بري وناقشت الأوضاع والمستجدات على كافة الصعد وأكدت على الموقف المبدئي المتعلق بالإستحقاق الرئاسي وهو ما كانت قد أكدته في مرحلة سابقة وهي مع التوافق ، هذا بإختصار ما أكدته الكتلة في إجتماعها بعد إستعراض كافة الامور والإتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً.

بن فرحان

ووقت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطباعة صور لقائد الجيش في مؤشر الى انتخابه اليوم، وصل بن فرحان الى بيروت قبل الظهر، في زيارة ثانية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس. وعقد لقاءات سياسية في محاولة لإنجاح انتخاب عون رئيسا افيد ان ابرزها مع النائب علي حسن خليل في دار السفارة في اليرزة.

بارو وبلينكن

واعلن وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو، أننا «وحّدنا جهودنا مع الولايات المتحدة حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان».

وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إلى «مساع فرنسية أميركية حثيثة لدعم استقرار لبنان».

من جهته، اعتبر بلينكن، أن «وقف إطلاق النار في لبنان متماسك وآلية المراقبة تعمل بشكل جيّد ««.

وأكد أننا «شهدنا انسحاب أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية من لبنان منذ وقف إطلاق النار».

وأضاف، «هناك فرصة لسلام مستدام في لبنان مع انسحاب الجيش الإسرائيلي».

ميقاتي مسرور

بدوره، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي اليوم «للمرة الاولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة ، أشعر بالسرور لانه باذن الله سيكون لدينا غدا رئيس جديد للجمهورية».

اللقاء الديمقراطي

وعقدت كتلة اللقاء الديموقراطي بحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط وناقشت الوضع العام عشية الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وعقب الاجتماع أصدرت الكتلة بياناً جدّدت فيه «موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية».

المعارضة

كما اتخذ اجتماع معراب الليلي والذي ضم كل اطياف المعارضة القرار بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.

فيما اشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، في حديث لـ»MTV»، امس، أنه «ابتداءً من اليوم أصبح هناك تحوّل كبير في اتجاه أن يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية «.

وفي السياق، أفادت معلومات عن لقاء سريّ، بعيداً من الاضواء عقد بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقائد الجيش العماد جوزف عون، واتسمت أجواء اللقاء بالإيجابية.

************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

قطبة مخفية تهدّد جلسة اليوم

أرنب لبري في اللحظة الأخيرة

 بعد تسعة عشر شهراً على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، في الرابع عشر من حزيران 2023، تنعقد جلسة جديدة قد لا تكون الأخيرة، لانتخاب الرئيس، بعد الأرنب الجديد الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلَّق بتعليق الجلسة.

جلسة 14 حزيران 2023، نال فيها العماد جوزيف عون صوتاً واحداً، ولم يُلغِه رئيس مجلس النواب.

هكذا، من صوتٍ واحد في حزيران 2023، إلى عدد الأصوات التي سينالها اليوم، في التاسع من كانون الثاني 2025. وبناءً على الأصوات المطلوبة، يصبح العماد عون “فخامة الرئيس جوزيف عون”. ورغم التفاؤل الذي ساد طوال نهار أمس مع توالي تأييد الكتل له، بدد هذا التفاؤل غموض مواقف “الثنائي الشيعي” والتيار الوطني مع حلول المساء، وعدنا إلى دوامة التفاسير الدستورية. في كل حال لا يزال الزخم قوياً لنتيجة مرضية اليوم إلا إذا أخرج الرئيس بري ما تبقى لديه من أرانب في كميه.

تطورت الأمور بسرعةٍ مذهلة أمس مع عودة الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان إلى بيروت، وكان واضحاً أن المملكة التي سمَّت العماد عون لن تتراجع، وما على الرافضين والمعترضين، سوى مراجعة حساباتهم.

وأمس تدحرجت المواقف بشكلٍ متسارع:

الاجتماع الأبرز كان في معراب التي بدا دورها محورياً، وضمَّ إلى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والنواب أشرف ريفي وميشال معوض ووضاح الصادق وميشال الدويهي ومارك ضو وأديب عبد المسيح ونديم الجميل وسليم الصايغ والياس حنكش وستريدا جعجع وغسان حاصباني وجورج عقيص، وفؤاد مخزومي الذي تلا بيان المجتمعين الذين قرروا دعم انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.

سبق الاجتماع لقاء بين العماد عون والقوات، طُرِحَت فيه الملفات الوطنية على بساط البحث، ما طمأن القوات إلى المسار الذي سينتهجه عون في حال وصل إلى سدة الرئاسة.

ومن التطورات، رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، وتم التداول خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

في الموازاة، كتلة التنمية والتحرير، بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري، أعلن باسمها النائب الدكتور أيوب حميد “نحن مع التوافق ولن يكون هناك موقف بالمطلق، وستكون هناك دورات متتالية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي،لكل أمر مقتضاه وأكدنا ضرورة التوافق، وموقفنا موحد مع حزب الله”.

النائب عن “حزب الله” حسن فضل الله رد على ما ينشر منسوباً إلى مصادر الثنائي، فأعلن أن “موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب، وكل ما يُنشر من معلومات قبل الاقتراع لا نتبناه وسنصوّت وفق ما ينسجم وقناعتنا الوطنية”.

وبينما كان سبق للرئيس بري أن أعلن انه سيبقي على الجلسات مفتوحة ولن يعلقها إلا لصلاة الجمعة وقداس الأحد، فجَّر ليلاً قنبلةً ربما من شأنها إعادة خلط الأوراق، فتحدثت معلومات عن أنه قد يعلق الجلسة بعد الدورة الأولى لعدة أيام للوصول إلى التوافق.

كتلة اللقاء الديمقراطي اجتمعت بحضور وليد جنبلاط وجدّدت موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.

مرشح ثنائي “أمل – حزب الله”، رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، أعلن انسحابه من السباق الانتخابي، فقال في بيان عبر مكتبه الإعلامي: “أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. إنني، وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى.

الوزير السابق المحامي زيـاد بـارود أعلن عزوفه عن الترشح، وهنا طُرِح سؤال: ماذا عن النواب الذين كانوا أعلنوا أنهم سيعطون أصواتهم للوزير بارود، إلى أين ستذهب هذه الأصوات بعد عزوفه عن الترشح؟

وكانت لافتة مقدمة أخبار الـ OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر، والتي جاء في مطلعها “غداً، إذا لم يحصل ما ليس في الحِسبان، سينتهي الفراغ، وسيُنتخب قائد الجيش رئيساً للجمهورية”.

لكن في المقابل، مستشار رئيس التيار الوطني الحر أنطوان قسطنطين كشف أن نواب التكتل سيمارسون واجباتهم وحقهم بالاقتراع السري غداً، وتابع: “نرفض الفراغ ويجب ممارسة الحق الدستوري ونتعاطى مع أيّ أمر واقع بحسب تطور الأمور والاعتراض حق مشروع”.

إذاً، جلسة اليوم معلَّقٌ مصيرها على ما كان نقل عن مصادر الرئيس بري، فهل تخرج رئاسة الجمهورية الثالثة من عنق الزجاجة؟ أم تحتاج إلى جلسات لاحقة؟

***********************************************

افتتاحية الأنباء:

إصرار عربي ودولي وتوافق وطني واسع ... فرصة ثمينة لانتخاب رئيس اليوم
 

ساعات قليلة تفصل عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بعد تعطيل استمر لأكثر من سنتين وشهرين، باتجاه شبه محسوم لانتخاب رئيس، بعد سلسلة المواقف التي صدرت طوال يوم أمس دعماً لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وإن كان لبنان يبقى بلد المفاجآت و"ما تقول فول تا يصير بالمكيول".

وبحسب المصادر المتابعة للاتصالات التي جرت في الساعات الأخيرة التي سبقت جلسة الانتخاب، أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى مجموعة معطيات تؤشر الى احتمال تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة اليوم، وانتخاب الرئيس العتيد المرجح ان يكون حامل لقب صاحب الفخامة وهو قائد الجيش. وذلك بعد أن نجحت المساعي الدبلوماسية بتوفير الدعم اللازم لضمان فوزه في هذا المنصب.

المصادر رأت أن هذه النتيجة جاءت بعد الحراك الدبلوماسي الذي شهده لبنان في الأيام الماضية المتمثلة بزيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، واللقاءات التي أجراها مع غالبية الكتل النيابية، ثم عودته السريعة الى السعودية للقاء الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل وصول هذا الأخير الى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ومشاركته باجتماع لجنة الإشراف في الناقورة، وإعطائه ضمانات بانسحاب اسرائيل من كل القرى الجنوبية التي تحتلها، وتسهيل عملية انتشار الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701، ثم وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للمشاركة بجلسة الانتخابات وقيامه بالاتصالات اللازمة لصالح التوافق الوطني. وأما المفاجأة فكانت بعودة بن فرحان الى بيروت لاستكمال الاتصالات قبل ساعات من موعد انعقاد الجلسة، التي يُتوقع أن تكون مثمرة وأن تشهد على انتخاب رئيس الجمهورية من الجلسة الأولى.

توافق عريض

وفي المواقف، أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى توافق عريض حول اسم قائد الجيش العماد جوزف عون قد يتخطى الـ110 أصوات، مذكّراً بمواقفه السابقة بأن الهدف لا يقتصر فقط على مجرد انتخاب رئيس جمهورية، لأننا بحاجة إلى رئيس يملك القدرة على الجمع، ومشاركة كل مكونات الوطن في الحكم، معتبراً تصويت كتلة التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة مع التوافق الوطني العريض لصالح قائد الجيش خطوة مهمة جداً تدل على أهمية الصوت الشيعي بايصال المرشح التوافقي. وينفي كل ما قيل عن مقاطعة نواب أمل وحزب الله لانتخاب الرئيس. لأن التجارب علمتنا، عندما ينتخب الرئيس بأكثرية جامعة يستطيع أن يحكم، ويؤلف حكومة يتمثل فيها الجميع.

سكاف عزا هذا التحوّل الكبير لصالح إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب قائد الجيش الى الجهود الدبلوماسية التي سجلت في الساعات الاخيرة. كما أشار الى الجهود الاميركية والفرنسية وكذلك القطرية والمصرية.

بدوره، توقع النائب مارك ضو في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، لافتاً إلى أن جميع الكتل النيابية أعربت عن تأييدها له باستثناء نواب التيار الوطني الحر الذين يعارضون انتخابه، لافتاً الى أن نواب التغيير سينتخبون 9 من أصل 12 وأن المعارضين هم النواب: ملحم خلف، سنتيا زرازير وحليمة قعقور.

من جهته، أعرب النائب أحمد رستم عبر "الأنباء" الالكترونية عن إيمانه بحكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري لانه يزن مواقفه بميزان من ذهب كما قال، فهو دائماً يعمل لمصلحة لبنان، وهو يدرك اكثر من غيره حاجة لبنان لرئيس جمهورية ينقذ الاقتصاد ويساعد على الأعمار، واصفاً لقاء النائب علي حسن خليل مع الموفد الفرنسي لودريان بالتحول الايجابي لدعم الثنائي الشيعي لقائد الجيش.

ووصف رستم انتخاب الرئيس بالخطوة المهمة بعد فراغ دام سنتين وشهرين، مضيفاً "آن الأوان لعودة لبنان الى الحضن العربي والشرعية الدولية"، مشيراً إلى أن كتلة الاعتدال الوطني أعلنت انها قررت دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون في الدورة الاولى والثانية والثالثة. ولن يكون للبنان رئيس جمهورية غيره فهو رجل المرحلة والقادر على إنقاذ لبنان مما يتخبط به من أزمات.

اللقاء الديمقراطي

بدورها، عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً بحضور الرئيس وليد جنبلاط، ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط ونواب اللقاء واصدرت في اعقابه بياناً جددت فيه موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وأكدت على ضرورة عدم تصويت هذه الفرصة لتجاوز الازمات والبدء بمرحلة جديدة من استعادة المؤسسات وانتظامها، والانطلاق بعملية الإصلاح المطلوبة بعد تشكيل الحكومة. وقد كانت كتلة اللقاء الديمقراطي الداعم الاول لقائد الجيش، معلنة موقفها بشكل واضح منذ أكثر من أسبوع.

انسحابات

وفي ظل التطورات الجديدة والاتفاق على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، أعلن الوزير السابق سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي وتاييده قائد الجيش، وكذلك فعل الوزير السابق زياد بارود.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram