مواجهة سعودية تركية على الاراضي اللبنانية

مواجهة سعودية تركية على الاراضي اللبنانية

 

Telegram

 

مع عبور أبو محمد الجولاني الطريق الرئاسي من ادلب الى قصر الشعب في دمشق، يمكن التأكيد بأن تركيا أردوغان تمكنت من قطف ثمار الثورة السورية على حساب دول اقليمية ودولية دافعت عن النظام السوري السابق على مدى سنوات، وبعضها سلم بالامر الواقع وعاد ليفتح مع الاسد قنواته الدبلوماسية بعد أن نجح الرجل حتى نهاية الـ 2024 بتثبيت حكمه على جزء كبير من البلاد.

تركيا التي دغدغها الشعور العثماني في سورية وساعدها بذلك العطف الذي أبداه جزء من الشعب السوري، تريد اليوم الحفاظ على نصرها الكبير وارساء دعائم حكم أحمد الشرع بعد أن فرضت عليه البزة الرسمية في الشكل ودفعت بدول العالم الى القيام بزيارات "حج" الى عاصمة الامويين بحثا عن مصالحها غداة سقوط نظام البعث. القفزة التركية غير المتوقعة قابلها تشدد عربي خليجي ورفض لفكرة حكم الاخوان المسلمين في سورية وتمدد الحالة الاردوغانية هناك، ما دفع بالقاهرة والرياض الى البحث عن بدائل لتطويق هذا التمدد من خلال عودة الرياض عن قرارها بالانكفاء نحو الداخل للتركيز على انجاح رؤية ولي العهد محمد بن سلمان الـ 2030 والانفتاح أكثر نحو الدول العربية لدعمها ومنع أي تمدد تركي باتجاهها.

من هنا كانت العودة السعودية الى لبنان بعد سنوات من القطيعة الخليجية ضرورية نظرا لأهمية لبنان الاستراتيجية على مستوى المنطقة وتحديدا سورية. ويقرأ السعودي الموقف اللبناني من زاوية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة قبل الحرب الاسرائيلية الاخيرة، حيث طرأت تحولات كبرى بات من الصعب تجاهلها أو عدم الالتفاف لها. وتشير مصادر دبلوماسية مقربة من المملكة الى أن ما ينتظر لبنان على المدى المتوسط الكثير من الاهتمام السعودي والخليجي بعد أن كسرت المملكة حاجز الاعتكاف وقررت العودة الى العاصمة بيروت والاستثمار في البنية السياسية الداخلية، لافتة الى أن الاستحقاق الرئاسي أول الغيث السعودي اذ أن المملكة تشدد على ضرورة ان يكون رئيس الجمهورية قريبا من خطها السياسي ولديه القدرة على مواجهة كل المشاريع المستوردة من الخارج ويعزز سلطة الجيش على الحدود والاجهزة الامنية الاخرى في الداخل. وتعتقد المملكة أن المواصفات التي تتحدث عنها تتطابق مع المواصفات التي تريدها الادارة الاميركية الجديدة مع الرئيس دونالد ترامب. وقد سمع النواب الذين التقوا الموفد السعودي كلاما دقيقا حول مواصفات الرئيس وتفاصيل تجنبت المملكة الخوض بها من قبل. ويأتي التطور في الموقف السعودي نتيجة ما يحصل في سورية والخوف في المقابل من توجه سنة لبنان بالعاطفة نحو مشاريع أحمد الشرع. من هنا بات الحديث عن عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت بقرار سعودي أكثر جدية لمواجهة أي مشروع تطرف قد يخرج الى العلن. ولكن عودة الحريري دونها بعض الشروط المواكبة لهذه المرحلة، بعضها مرتبط باعادة تنظيم تيار المستقبل وبعضها الآخر مرتبط بالحريري نفسه وبقدرته على التحول من سياسة الاستيعاب الى سياسة المواجهة لأي مشروع قد يدخل الى لبنان وتحديدا الى الطائفة السنية ويتسلل الى داخل التيار الازرق.

في الخلاصة، يرى البعض أن الدور السعودي كبير في لبنان وعلى الجميع أن يرصد حركة الوفود التي ستأتي من الرياض الى لبنان. وقد نرى وزير الخارجية السعودية في بيروت ليكون أول المهنئين بانتخاب رئيس للبلاد سمَّته المملكة العربية السعودية وتوافقت عليه الاطراف اللبنانية، وربما نراه برفقة الرئيس الجديد من على شرفة احدى تلال جبل لبنان يطل فيها على بيروت في مشهدية مشابهة لمشهدية جبل قاسيون حين جلس أحمد الشرع على الطاولة الى جانب وزير الخارجية التركي ليطل على دمشق ويرى تفاصيلها من فوق.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram