انتشرت لقطات مصورة منسوبة لسجن صيدنايا، على هامش اهتمام السوريين بالبحث عن أحبائهم المحبوسين داخله لعقود من الزمن، بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
مع وجود لقطات مصورة حقيقية من داخل سجن صيدنايا أو "المسلخ البشري"، كما وصفه تقرير منظمة العفو الدولية في عام 2017، حظيت لقطات أخرى مضللة بانتشار واسع، وحصدت مئات الآلاف من التفاعلات والمشاهدات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كانت أولى الحسابات الناشرة للقطات المضللة ليست سورية أو متواجدة في مكان الحدث. وأظهرت إحداها رجلا تبدو عليه ملامح الدهشة والفزع في داخل "حفرة" ضيقة.
للاستفادة من الاهتمام المتصاعد بمصير سجناء صيدنايا، استخدم ناشروا الصورة لغة عاطفية.
وكتب أحد مستخدمي فيسبوك، معلقًا على الصورة: "أنت لا تفهم فرحتهم لأنهم لم يضعوك في حفرة ويتركوك. إذا فعلوا، ربما حينها تتعلم كيف تكره الظلم. في الصورة أحد المساجين من سجن صيدنايا. رجل مندهش من رؤية وجه بشري، لأن حقيرا ما وضعه تحت الأرض وقرر أن ينساه، في الحفرة التي لم تختبرها".
في وقت لاحق، اُضطر ناشر الصورة لأن يقول إنها مُنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي، وأغلق إمكانية قيام غير الأصدقاء بالتعليق على الصورة.
وعبرت الصورة إلى منصات اجتماعية عديدة، مثل تيك توك وموقع إكس (تويتر سابقًا).
بالبحث العكسي عن الصورة، وجد CNN بالعربية أن اللقطة مأخوذة من مقطع فيديو مُنتج عن طريق الذكاء الاصطناعي، نُشر للمرة الأولى في حساب عبر موقع تيك توك، في الساعة 3:39 من مساء 3 ديسمبر/كانون الأول، أي قبل 5 أيام من سقوط نظام الأسد ودخول مقاتلي المعارضة إلى سجن صيدنايا.
في داخل الفيديو، ظهرت نفس الشخصية ومعها ما يبدو أنه عنكبوت ضخم يخرج من الحفرة. وأنتج حساب تيك توك مقاطع أخرى مشابهة.
لمحة عن سجن صيدنايا:
- اُفتتح السجن العسكري في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، في عام 1987.
- يقع قرب بلدة صيدنايا، على بعد 30 كيلومترًا إلى الشمال من دمشق.
- يتألف من قسمين، أحدهما يسمى "السجن الأحمر"، المبنى القديم، والآخر جديد باسم "السجن الأبيض".
- يضم آلاف من السجناء من المعارضين السياسيين، إضافة إلى عسكريين.
- في عام 2017، وصفته منظمة العفو الدولية بـ"المسلخ البشري... الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء".
- منذ عام 2011، جرى إعدام آلاف الأشخاص خارج نطاق القضاء في عمليات شنق جماعية... ويُدفن قتلى صيدنايا في مقابر جماعية، بحسب العفو الدولية.
- تقدر رابطة "معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، ومقرها تركيا، مقتل 30 إلى 35 ألف سجين داخله، خلال الفترة من 2012 إلى 2022، جراء الإعدام أو التعذيب.
- حسب اللقطات المصورة في نطاق سجن صيدنايا، ظهرت قصص سجناء كانوا محبوسين لعقود، قبل خروجهم بعد انهيار نظام الأسد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :