ليلة سقوط حلب.. هي ليلة بدء استعادة كامل الشمال السوري

ليلة سقوط حلب.. هي ليلة بدء استعادة كامل الشمال السوري

 

Telegram

 

طلال زين الدين
من الواضح أن الجيش السوري انسحب من حلب، إذا لم نجد الكمّ المفترض من صور الأسرى أو القتلى المنشورة على صفحات ومواقع الجماعات المسلحة، وإذا لم نجد مقاومة حتى التي تصنف على أنها ضعيفة. قد يذهب البعض إلى اعتبار ما يحدث عملية امتصاص للغضب التركي نتيجة رفض الأسد للمفاوضات المباشرة والتطبيع مع أردوغان برعاية روسيا، إن كان صحيحًا أنه رفض أصلًا. أو أن الناتو استطاع إعادة ترويض تركيا من خلال تقديم طائرات F-35 ووعود أخرى أدت بدورها إلى تنفيذ تعليمات نتنياهو بعد الإشارة التي تلقاها منه (الأسد سيدفع الثمن). كل هذا ممكن، لكن هناك احتمال آخر.


بناءً على التجارب السابقة لطرق تنفيذ الصفقات الروسية مع تركيا بشأن الملف السوري، نجد أنها كانت تنفذ بنفس الطريقة وبنفس التسلسل الزمني الذي هو كالتالي:
أولاً: فرز المجموعات بناءً على مستوى التطرف ونسبة الالتزام بالإدارة التركية، وقد حصل هذا مؤخرًا بشكل دموي في إدلب وأرياف حلب الغربية.
ثانيًا: هجوم يقوده أكثر المتطرفين على قواعد ونقاط انتشار الجيش السوري بدعم تركي، وهذا يحدث حاليًا.

ثالثًا: امتصاص الهجوم عبر تدمير وقتل أغلب قادة المتطرفين من قبل الطيران الروسي (ربما بناءً على معطيات أمنية من المخابرات التركية).
رابعًا: هجوم مضاد واسع يؤدي إلى تحرير/ تسليم أراضٍ متفق عليها بين الروسي والتركي والسوري بعد توقف الدعم اللوجستي من الأتراك.
هذا السيناريو تكرر في فترات زمنية متلاحقة بريف اللاذقية الشمالي ثم ريف حماة الشمالي ثم حلب المدينة ثم ريف حلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي وجزء من ريف إدلب الشرقي والطريق الدولي المعروف بـ M5، حيث انتهت هذه العمليات بانتشار قوات تركية وروسية كقوات فصل وخفض للتصعيد.
قد يتساءل البعض لماذا لا ينفذ الاتفاق بشكل مباشر ولماذا هذه السردية المؤامراتية؟ والحقيقة أن عدم ثقة البعض بأداء تركيا أمر واجب، خاصة أن الأتراك لديهم مطامع واضحة قومية ودينية بشمال سورية. لكن الحقيقة التي يتجاهلها البعض هي أن المخابرات التركية تعلمت من أخطاء الأمريكان والروس سابقًا في أفغانستان وفي التعامل مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وتعلمت أن أي جهة تحاول التلاعب بالمتطرفين الإسلاميين عليها أن تساير المشاريع التي على أساسها يتم تجنيد المقاتلين، ولا تستطيع تركيا مواجهتهم أو اعتبارهم جزءًا من جيشها أو فرض إعادة تموضع عليهم أو وضعهم في ثكنات مغلقة، وأن الطريقة الوحيدة لفرض الأوامر عليهم هي بوضعهم في معارك تريدها والتسبب بمقتلهم ثم المسير والبكاء في جنازتهم وتجنيد غيرهم.


إذاً، القادة في التنظيمات الإسلامية المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرهم مرتبطون دائمًا بأجهزة الاستخبارات العالمية، لكن لا يمكن لهؤلاء القادة فرض مشاريع خارج توجه إقامة دولة الخلافة على مقاتليهم، لكن يمكن تطويع أعمالهم لتخدم مصالح الدول والأجهزة المشغلة.
إن انسحاب الجيش السوري من حلب قد يكون للخروج من نقطة المقتل، كون المنطقة الشمالية وحسب خارطة السيطرة ستتحول إلى نقطة صراع بين أربع قوى تتقارب أحيانًا من بعضها ولكنها لن تكون أبدًا جسماً واحدًا، حيث إن الشريط الشمالي للحدود مع تركيا ينتشر فيه تنظيمات سورية موالية لتركيا وتعتبر خفيفة التطرف بينما ينتشر في شرق حلب تنظيم قسد الكردي المدعوم من أمريكا، وينتشر في غرب حلب تنظيمات إسلامية متطرفة تحاول تركيا توجيهها، بينما يعتبر جنوب حلب منطقة سيطرة للدولة السورية.
إن القضاء على مشروع الدولة الكردية قد يكون بدءًا وسينفذ بأيدي جبهة تحرير الشام والتنظيمات المدعومة من تركيا، بينما مشروع القضاء على جبهة تحرير الشام سينفذ بأيدي الأكراد، وسيكون مدعومًا من سوريا وروسيا، وفي النهاية سيجلس أردوغان على طاولة واحدة مع بشار الأسد ضمن ما يسمى مشروع تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.


وإن كانت تركيا تنوي المواربة في هذا المشروع، رغم ان مصلحة تركيا العليا هي القضاء على المشروع الكردي حتى لو ادى هذا للمواجهة مع اذرع امريكا، والانصياع للاميركي والتوجه جنوبا نحو مناطق الدولة السورية فإن إعلان الحشد الشعبي جاهزيته لدعم سوريا هي الرسالة الإيرانية العراقية الأقوى لتثبيت وحدة أراضي سورية في المستقبل.
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram