افتتاحية صحيفة الأخبار:
خطة نتنياهو للحرب الطويلة: نموذج القنيطرة جنوباً وتحويل لبنان إلى ضفة غربية
عندما يتحدّث رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن استراتيجية تحديد الأهداف بدل تحديد موعد لإنهاء الحرب، فهو يرمي الكرة في ملعب جيش الاحتلال لوضع الخطط وآليات تنفيذها على الأرض. أما التباينات حول كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية فليست من النوع الذي يقود إلى انفجار داخلي في إسرائيل.
وفيما يواصل العدو مساعيه لاحتلال منطقة تمتد على طول الحدود من الناقورة حتى مزارع شبعا، وبعمق يراوح بين كيلومترين وأربعة كيلومترات، لم يتمكن منذ بدء العملية البرية المستمرة منذ شهر من احتلال قرية حدودية واحدة، ولم تسمح له المقاومة بتثبيت نقاط تمركز. وفي حين يحاول العدو (ومعه لبنانيون) التخفيف من دور المقاومة بأن إسرائيل لا تريد أساساً احتلال هذه المنطقة، لا يقدّم تفسيراً لسقوط 1280 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح في هذه المواجهات، ولا شرحاً حول كيفية تدمير غالبية مدرعاته التي أًدخلت في المعركة. يحاول العدو أن يروّج «سردية وقائية» لنفسه، بادّعاء أنه يدمّر البنى التحتية للمقاومة. ويفعل ذلك مستخدماً كثافة نارية غير مسبوقة، وغارات في كل لبنان، وعمليات تدمير واسعة تقوم بها قواته حيثما تصل في القرى الحدودية.
وبمعزل عن حقيقة المفاوضات حول وقف إطلاق النار، فإن ما تطلبه إسرائيل يسهّل علينا فهم حقيقة خطتها. ويُتوقّع أن يزيد العدو في الأيام والأسابيع المقبلة من مستوى العدوان، عملاً بمبدأ نتنياهو بأن «ما لم تحقّقه بالقوة، يمكن أن تحقّقه بمزيد من القوة». لذلك، علينا توقّع مزيد من عمليات القتل والتدمير التي يعتقد العدو بأنها كفيلة بإحداث تبدّل جوهري في الموقف اللبناني، وتدفع العواصم الوسيطة إلى مشاركته الضغوط على القوى اللبنانية، وعلى مسارين:
الأول، يتولاه العدو بنفسه، بتكثيف الغارات الوحشية على المدنيين في معظم المناطق، وارتكاب المجازر لتأليب بيئة المقاومة على قيادتها من جهة، أو تلك التي تستهدف خلق أزمة مع النازحين حيث يقيمون، مع ارتفاع مخاطر لجوء العدو إلى توجيه ضربات مؤذية إلى الدولة اللبنانية لدفع الحكومة إلى التدخل وإبداء الاستعداد للأخذ بمطالب العدو.
الثاني، تتولاه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، بمساعدة بعض الدول العربية، ولا سيما الإمارات، ويهدف إلى دفع قوى سياسية وكتل شعبية معارضة لحزب الله إلى القيام بتحرك سياسي وشعبي يهدف إلى جعل الاستسلام «خياراً وطنياً»، وهو الاحتمال الذي يواجه صعوبة كبيرة رغم أن وسائل إعلام لبنانية تقوم بدور المنصة المفتوحة لهذه الأصوات. وفي هذا السياق، تبدي السفارة الأميركية خيبة من عدم قدرة «جماعتها» على الاستقطاب للسير في هذا المسار، كما في المحاولة الفاشلة لـ«القوات اللبنانية» في لقاء معراب الأخير.
يفكّر العدو في شن عملية عسكرية لاحتلال مناطق كثيرة على الحدود بين لبنان وسوريا… ويستغرب وواشنطن عدم حصول انتفاضة لبنانية ضد حزب الله
وإذا كانت الاتصالات الدبلوماسية توقّفت مع لبنان، فإن ما وصل إلى بيروت عن مصادر أميركية، يشير إلى أن حكومة العدو لا تزال تجد نفسها في موقع من يمكنه فرض الشروط. ويقرّ وسطاء عرب وأوروبيون بأن واشنطن لم تنتقل بعد إلى موقع من يريد الضغط على العدو لوقف الحرب، لا في لبنان ولا في غزة. ويلفت هؤلاء إلى عدم تعليق الآمال على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن إسرائيل ماضية في برنامج عملها، إذ إن ما يريده العدو، أبعد مما يُعرض من شروط رسمية وغير رسمية. وقد كان نتنياهو واضحاً حول أهداف الحرب. وبحسب مطّلعين، فإن برنامج عمل العدو الفعلي يتعلق بالآتي:
أولاً، مواصلة الضغط العسكري والسعي إلى توفير ظروف ميدانية تسمح بتحقيق إنجازات على شكل احتلال دائم لمناطق لبنانية كثيرة، والتخطيط لعمليات عسكرية كبيرة في المناطق الشرقية من لبنان، وهو يجهّز قواته في سياق استطلاع إمكانية القيام بعملية كبيرة على الحدود اللبنانية – السورية من جهة البقاعين الأوسط والغربي، بالتزامن مع إعلان منطقة الحدود البرية للبنان – خصوصاً من جانب البقاع الشمالي وعكار – مناطق عسكرية، لا يُسمح للمدنيين بالاقتراب منها. ويهدف العدو من خلال هذه العملية إلى فرض أمر واقع على الحدود البرية، بالتزامن مع تعزّز الوصاية الأميركية على مطار بيروت الدولي وعلى المرافئ أيضاً.
ثانياً، محاولة العدو تدمير القرى اللبنانية على الحدود مباشرة بصورة كاملة، وتحويلها إلى مناطق شبيهة بمنطقة القنيطرة السورية، ومنع أهلها من العودة إليها عبر تدمير كل المنشآت المدنية الخاصة أو العامة، علماً أن العدو يدرك أن أمراً كهذا سيسقط نهائياً هدفه المعلن بإعادة سكان المستعمرات الشمالية إلى منازلهم.
وكانت صحافة العدو، نشرت تقارير عن حديث دائم لنتنياهو عن «حاجة إسرائيل إلى إغلاق الحدود بين سوريا ولبنان لمنع وصول السلاح إلى حزب الله». وقال معلّقون في كيان الاحتلال إنه يثير هذا الطرح، «من ضمن شروط تعجيزية أخرى مثل التحكم بأجواء وبحر لبنان». وقال أحد الخبراء في فلسطين إن العدو «يفكر في جعل لبنان بأكمله، منطقة مثل الضفة الغربية المحتلة، بحيث ينتزع بالقوة الحق بالدخول البري في بعض المناطق، أو القيام بغارات وعمليات عسكرية وأمنية في أي منطقة يقرر أنها مصدر خطر عليه».
عين العدو على سوريا
يبدو أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يراهن على تحقيق تغيير ليس في لبنان فقط، بل في سوريا أيضاً. وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن العدو «يتابع باهتمام ما يجري في دمشق، وما الذي يمكن أن تحققه جهود تقودها الإمارات بالتعاون مع الأردن لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله».
وبحسب التقارير، فإن تل أبيب «لا تراهن» على تغيير كبير في الموقف السوري، لكنّ حلفاءها في أبو ظبي وعمّان «يطلبون مهلة لمحاولة إقناع الأسد بالطلب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بمغادرة أراضي سوريا، وإقفال المقرات الخاصة بكل من له صلة بمحور المقاومة، والتعهد بعدم إفساح المجال أمام عبور أي نوع من الدعم المادي والعسكري إلى لبنان عبر الأراضي السورية».
وتحاول الإمارات تقديم إغراءات مالية كبيرة للأسد، مع إبداء الاستعداد لإطلاق ورشة إعادة إعمار في كل سوريا إذا ابتعدت عن محور إيران. كما يتعهد الأردن بالقضاء على كل المجموعات المعارضة للحكومة السورية في جنوب وشرق سوريا.
وذكر تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن جهات عدة في كيان الاحتلال «تتطلّع على ما يبدو إلى وقف إطلاق النار في لبنان، لكنّ نتنياهو ليس من بينها». وأشارت إلى أن «الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والروس، وربما الإيرانيين أيضاً، والحكومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي وحزب الله» يريدون ذلك، مضيفة أن «الأساس هو قرار مجلس الأمن الرقم 1701»، وأن «النقاش يدور حول الشروط المرافقة». وذكرت الصحيفة أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، «اعتقدوا بأن التوصّل إلى تفاهم جانبي بين إسرائيل والولايات المتحدة سيكون كافياً، بحيث إذا تم انتهاك الاتفاق، يمكن للجيش الإسرائيلي الرد بالنار والدخول إلى لبنان بدعم من الأميركيين»، وأنه يجب أن يحصل «الآن، في ظل الإنجازات العسكرية، وتوقّعات سكان الشمال، والثمن الذي تدفعه إسرائيل يومياً بالدم في لبنان». لكنّ الصحيفة لفتت إلى أن «نتنياهو الذي كان يخشى دخول لبنان، يخشى الآن الخروج منه».
***************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
حماس: عرض الوسطاء هدنة مؤقتة رفضناها لأنها لا تتضمن مطلبنا بإنهاء الحرب
خرازي: التهديد الوجودي يغيّر عقيدتنا النووية وجاهزون تقنياً لإنتاج سلاح نووي
بري: المفاوضات رحّلت لما بعد الانتخابات الأميركية… ولم نسمع من هوكشتاين
مع تواصل المجازر الإجرامية الوحشية في قطاع غزة، واستمرار عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال، التي اعترفت بمقتل 12 جندياً في شهر تشرين الأول في غزة، أعلنت حركة حماس أنها رفضت عرضاً وصلها من الوسطاء لأنه يقوم على هدنة مؤقتة وتبادل عدد من الأسرى ولا يتضمّن المطلب الرئيسي لحركة حماس وقوى المقاومة والشعب الفلسطيني المتمثل بإنهاء الحرب. ورأت مصادر متابعة لملف التفاوض في الدوحة حول غزة، أن فشل المقترح الجديد الذي قدمه مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز بصورة سعت لتغليب الرغبات الإسرائيلية من جهة، ومن جهة مقابلة إنتاج صورة إنجاز لإدارة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة كمالا هاريس عشية الانتخابات الرئاسية التي يجري التنافس فيها على الحافة الحرجة، وتتغير فيها اتجاهات استطلاعات الرأي على فوارق ضئيلة لترجيح كفة على كفة، ويمكن لأي إنجاز خصوصاً في ملف غزة أن يحسن من وضعية الإدارة وفرص فوز هاريس.
في المنطقة تواصل إيران استعداداتها للرد على العدوان الذي شنه جيش الاحتلال على الأراضي الإيرانية ومنشآت عسكرية فيها، وقد وصف قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي الرد بالقويّ والمؤثر، داعياً قادة الكيان لانتظار رد يفوق تصوّراتهم، بينما أوضح رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي، أن «ما قام به الإسرائيليون في مقابل هجومنا الصاروخي بإطلاق 200 صاروخ على الكيان الإسرائيلي كان في الحقيقة غير متكافئ». وكشف أن «تغيير العقيدة النووية ما زال مطروحاً في حال تعرّضت إيران لتهديد وجودي»، وقال: «نحن الآن نملك القدرات الفنية اللازمة لإنتاج السلاح النووي وفتوى قائد الثورة السيد علي خامنئي هي فقط ما يمنع ذلك». وشدّد على أن «قدراتنا الصاروخية اتضحت للجميع والكل يؤمن بها وقد أثبتنا ذلك خلال عملياتنا»، موضحاً أن «الموضوع المطروح حالياً هو مديات تلك الصواريخ التي نلاحظ حتى اليوم هواجس الدول الغربية بشأنها». وأضاف خرازي «عندما لا تلاحظ الدول الغربية هواجسنا في ما يتعلق بسيادة إيران ووحدة أراضيها لا داعي لنأخذ بهواجسهم»، معلناً أنه «من المحتمل أن تتم تنمية مديات الصواريخ الإيرانية وزيادتها».
في لبنان، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خريطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكشتاين»، معتبراً أن الحراك السياسي لحل الأزمة «تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية». ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك «تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات»، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطورات الميدان»، مبدياً تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية». وأكد الرئيس بري أن هوكشتاين «لم يتواصل معنا منذ مغادرته «إسرائيل»»، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه «لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»، ومجدداً تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701.
وبعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين لبنان وكيان الاحتلال قبل الانتخابات الأميركية، اتجهت الأنظار الى الميدان في ظل الإنجازات التي تحققها المقاومة على مستوى المواجهات البرية بمنع قوات العدو من الدخول الى القرى الجنوبية والبقاع فيها، وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة بلغت وفق بيان لغرفة عمليات المقاومة حوالي الألف بين قتيل وجريح، وإن على صعيد ارتفاع وتيرة إطلاق الصواريخ المتنوّعة على مواقع الجيش الإسرائيلي وقواعده وتجمعاته والمستوطنات وإلحاق الأضرار الكبيرة فيها، في مقابل جنون إسرائيلي باستهداف المدنيين في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في إطار الانتقام من هزيمته في الميدان وفشله بفرض شروطه الأمنية والسياسية على لبنان عبر المفاوضات.
ووفق مصادر «البناء» فإن «لبنان حكومة ومقاومة ربح الجولة الأولى من المفاوضات عبر إجهاض الشروط الإسرائيلية، عبر التكامل بين الميدان والتفاوض حيث الموقف الرسمي اللبناني المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوض على إيقاع الإنجازات الميدانية للمقاومة التي سرّعت وتيرة عملياتها لرفد المفاوض السياسي بأوراق قوة لاستثمارها ولتعزيز موقف لبنان لقطع الطريق على الضغوط الدولية لتمرير إملاءات ومكاسب للعدو لم يستطع تحقيقها في الميدان». وشددت المصادر على أن لبنان سيصمد مهما بلغت التضحيات ليمنع فرض العدو قواعد اشتباك جديدة على المقاومة وكسر المعادلة العسكرية والسياسية مع لبنان.
وبحسب مطلعين على مسار المفاوضات لـ»البناء» فإن «رئيس حكومة العدو هو الذي فخّخ المفاوضات وتمسك بشروطه وأفشل آخر فرصة لاتفاق وقف إطلاق النار على قاعدة القرار 1701».
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث صحافي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خريطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكشتاين»، عاداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة «تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك «تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات»، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطورات الميدان»، مبدياً تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية». وأكد الرئيس بري أن هوكشتاين «لم يتواصل معنا منذ مغادرته «إسرائيل»»، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه «لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»، ومجدداً تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701.
وكشف مصدر لبناني رسمي «عن أن زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب فشلت وليس هناك أي تفاؤل لبناني»، معتبراً أنه «بات واضحاً أن نتنياهو لا يريد حالياً وقفاً لإطلاق النار».
إلا أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب أعلن أن المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكد أننا «لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أميركي، أن «لقاءات المبعوثين الأميركيين آموس هوكشتاين وماكغورك بشأن وقف إطلاق النار بلبنان جيدة والفجوات تقلصت». فيما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن «المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، أحرزا تقدماً كبيراً لإنجاز تسوية على جبهة لبنان».
وفي حين أشارت «رويترز» الى ان مصدرين، سياسي لبناني كبير، ودبلوماسي رفيع المستوى، كشفا للوكالة «أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع «إسرائيل»، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمرّ منذ أكثر من عام». وقال المصدران إن «هوكشتاين نقل المقترح لميقاتي»، نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رداً على سؤال لـ»رويترز»، أن تكون الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع «إسرائيل»، مشيراً الى ان «موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701».
دولياً، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار بين حزب الله و»إسرائيل»، مؤكدة ضرورة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأوضحت أن القرار 1701 يُعدّ إطارًا أساسيًا لضمان أمن السكان في كل من لبنان و»إسرائيل»، ويُعزز العودة الآمنة للنازحين الذين تأثروا بالأحداث الحالية.
وقبيل أيام من الانتخابات الأميركية قال المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب، عن الحرب في لبنان إنه «يجب علينا أن ننتهي من هذا الأمر برمّته».
وأضاف ترامب، خلال حديثه في ولاية ميشيغان أمام تجمّع من مؤيديه بينهم أميركيّون عرب، أنه يعرف «العديد من الأشخاص في لبنان».
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة قائد قوات «يونيفيل» العاملة في لبنان الجنرال أرولدو لازارو والوفد المرافق وتناول البحث تطورات الأوضاع الميدانية جراء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وخاصة الاوضاع في منطقة عمل قوات اليونيفل في جنوب الليطاني وما تتعرّض له مواقع هذه القوات من اعتداءات. ونوّه الرئيس بري وأشاد بتضحيات قوات الطوارئ وصمودها وثباتها في مواقعها في مواجهة استهدافها من قبل العدو الإسرائيلي. واضاف: «أن «إسرائيل» أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود». كما قدّم رئيس المجلس شرحاً مسهباً لقائد اليونيفل حول التفاهم الذي أنجز مع الموفد الرئاسي الأميركي في إطار سعيه لوقف النار وتطبيق القرار 1701. وختم الرئيس بري مؤكداً التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتابع الرئيس بري أيضاً تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والأوضاع الميدانية وملف النازحين خلال استقباله الوزير بو حبيب.
ميدانياً، واصلت المقاومة دكّ مواقع الاحتلال وتجمعاته المعادية والخطوط الخلفية داخل الأراضي المحتلة، وأفادت القناة 13 الإسرائيليّة، بـ»وقوع 9 إصابات بينها حالة خطيرة، إثر سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان، قرب كرمئيل في الجليل».
وبث الإعلام الحربي للمقاومة، مشاهد من عملية استهداف المقاومة تحشّدات لجيش العدو «الإسرائيلي» في محيط مستوطنات يفتاح، أفيفيم، ومنطقة الكواخ شمال فلسطين المحتلة بصليات صاروخية.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله فيديو يتضمن مشاهد من استعدادات مقاتليه في الجنوب تحت عنوان «لن يبقى لكم دبابات»، وهو التهديد الذي كان قد وجّهه الأمين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله لجيش العدو الإسرائيلي.
وليل أمس، أعلنت إذاعة جيش العدو أن قائد القيادة الشمالية بالجيش أوري غوردين أُصيب بعد انقلاب دبابة كانت تقله جنوبي لبنان.
وذكرت أن «الدبابة انقلبت بقائد القيادة الشمالية بعد اصطدامها بآليات عسكرية أخرى جنوبي لبنان».
وكانت القناة 13 الإسرائيلية، قد أفادت عن «إصابة قائد القيادة الشمالية بالجيش أوري غوردين بعد انقلاب مركبة كان بداخلها خلال جولة في جنوب لبنان»، في حين أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قائد المنطقة الوسطى بالجيش آفي بلوط كان بصحبته.
في المقابل، ومع نفاد بنك أهدافه يواصل العدو استهدافه للمدنيين ومطاردة النازحين الى مراكز إيوائهم، وبعد غارات عنيفة استهدفت أماكن جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر أمس، تكثفت الغارات أمس جنوباً وبقاعاً حاصدة المزيد من الشهداء والجرحى. كما استهدفت ليلاً شقة سكنية في عين الرمانة – عاليه لجهة بلدة القماطية وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح. وفي البقاع، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على حي الزهراء في مدينة بعلبك، وبلدتي طاريا وبوداي غرب بعلبك، ومرتفعات بلدة قصرنبا والبزالية وأطراف بلدة رسم الحدث لجهة حربتا في البقاع الشمالي وعلى اللبوة ونحلة. وأغار على منزل في أمهز أشارت الحصيلة الأولية إلى سقوط 8 ضحايا فيما لا زالت أعمال رفع الأنقاض متواصلة. ودمّر الطيران الحربي منزلاً في محلة رأس العين في بعلبك، مقابل مقهى ومطعم «ليالينا» عند مدخل حي مأهول بالسكان.
أما جنوباً، فشنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة بنت جبيل، وبلدة وادي جيلو – عيتيت في قضاء صور، تزامناً مع تحليق الطيران المسيّر والاستطلاعي في أجواء صور ومحيطها. كما شنّ غارات واسعة استهدفت بلدات كونين، عيناثا، الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم، وأطراف بلدتَي الشهابية والمجادل، تزامناً مع قصف مدفعي متقطع طاول مدينة بنت جبيل وبلدات حانين والطيري وكونين. وفجراً، أغار الطيران الحربي على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في البلدة ممّا أدّى إلى تدميره.
كما استهدفت الغارات منزلاً في بلدة يحمر الشقيف، قضاء النبطية، فدمّرته وسّوته بالأرض. وشنّ 5 غارات عنيفة على الحيَّين الشرقي والغربي في البلدة تسبّبت بتدمير منازل. وشن سلسلة غارات على صور، ترافق ذلك مع قصف مدفعي على أحياء عدة في يحمر الشقيف، وصولاً إلى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي مع تحليق مسيّرات فوق يحمر، أرنون، كفرتبنيت والزوطرين الغربية والشرقية ومزرعة الحمرا وقلعة أرنون.
ومساء أمس، أفيد أن «الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف محيط بلدة لبايا وغارة ثانية بين بلدتي يحمر وسحمر في البقاع الغربي ولم يبلغ عن إصابات». كما أفيد عن سقوط «4 شهداء في الغارة على العلاق غرب بعلبك».
وأعلن منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين عن التقرير الرقم 33 حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن وجاء فيه أنه «خلال الـ 24 ساعة الماضية تم تسجيل 120 غارة جوية على مناطق مختلفة من لبنان بمعظمها في النبطية (61 غارة) الجنوب (41) وضاحية بيروت الجنوبية (12 غارة) وبعلبك ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 11767 اعتداء».
**************************************
افتتاحية صحيفة النهار
إسرائيل تتفلت توحشاً بعد انهيار المبادرة الأميركية
أكثر من 50 شهيداً وإبادة عائلات بكاملها في قرى وبلدات قضاء بعلبك ومدينة بعلبك سقطوا أمس تحت وطأة توحش إسرائيلي أفلت من كل الروادع والضوابط بعدما انهارت انهياراً محققاً دراماتيكياً المبادرة الأميركية لوقف النار في لبنان قبيل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل. ولم يكن غريباً والحال هذه أن ينعى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي المشروع الذي توافقا عليه مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والذي واجه صدّاً ورفضاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدا واضحاً أنّه من غير الوارد أن يسلف الإدارة الديموقراطية ورقة ثمينة لتوظيفها في مصلحة المرشحة الرئاسية كامالا هاريس على حساب منافسها دونالد ترامب بما يؤشر إلى انحياز نتنياهو ضمناً إلى ترامب. ولا يقف الأمر عند هذا الدافع فقط فنتنياهو لم يتخذ بعد خيار إنهاء الحرب في لبنان كما تكشف وقائع التصعيد الجنوني الذي حصل في الساعات الأخيرة، ولكن هذا التصعيد تحول إلى دوامة دموية لاستهداف المدنيين وتدمير المدن والبلدات والقرى من دون اتضاح المكاسب العسكرية الاستراتيجية التي تهدف إلى تصفية قدرات “الحزب” الذي لا يزال يواجه بفعالية بارزة التوغل الإسرائيلي البري عند الشريط الحدودي الجنوبي كما يصلي معظم الشمال الإسرائيلي بصليات صاروخية لا تنقطع.
وفي حين أشارت “رويترز” إلى أنّ مصدرين، سياسي لبناني كبير، ودبلوماسي رفيع المستوى، كشفا للوكالة “أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام”. وقال المصدران إن “هوكشتاين نقل المقترح لميقاتي”، نفى المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي أن تكون الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع إسرائيل”، مشيراً الى ان “موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″.
وقد نفى هوكشتاين بنفسه لاحقاً الطلب من لبنان إعلان وقف النار بشكل أحادي ووصفه بـ”التقرير الكاذب” .
وخلال إستقباله القائد العام للقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو، جدد ميقاتي “التعبير عن تقدير لبنان للجهود الشاقة التي تبذلها اليونيفيل في هذه المرحلة الصعبة، والتمسك بدورها وبقائها في الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التي انيطت بها والذي تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش”
وعبّر عن “إدانته للاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل والتهديدات التي توجه إليها”، مقدّراً “إصرار العديد من الدول الصديقة للبنان على استمرار اليونيفيل في عملها في الجنوب”.وقال: “ان توسيع العدو الاسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية وتهديداته المتكررة للسكان باخلاء مدن وقرى باكملها، واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف اطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرار 1701 كاملا”.وجدد رئيس الحكومة “التزام لبنان الدائم بالقرار الاممي ومندرجاته”، معتبرا” ان “التصريحات الاسرائيلية والمؤشرات الديبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الاسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والاصرار على نهج القتل والتدمير، مما يضع المجتمع الدولي برمته أمام مسؤولياته التاريخية والاخلاقية في وقف هذا العدوان”.
أمّا الرئيس بري فنعى في تصريح صحافي بعد ظهر أمس المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع آموس هوكشتاين” واكد أن الحراك السياسي لحل الأزمة “تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية”. ورفض بري اطلاق توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً “أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات” واشار إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان “رهناً بتطورات الميدان” مبدياً تخوفه من “تحويل لبنان إلى غزة ثانية”. وقال أن هوكشتاين “لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل” مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، “لكنه لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب” وجدد تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701 .
ولكن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول أميركي، أن “لقاءات المبعوثين الأميركيين آموس هوكشتاين وماكغورك بشأن وقف إطلاق النار بلبنان جيدة والفجوات تقلصت”. كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، “أحرزا تقدما كبيرا لإنجاز تسوية على جبهة لبنان”. وفي وقت سابق أفاد مسؤول إسرائيلي شبكة “أي بي سي” عن “تحقيق تقدم كبير نحو وقف إطلاق النار في لبنان”.
ومع استمرار اسرائيل باستهداف بلدات ومدن تضم مواقع اثرية عريقة لا سيما بعلبك وصور وصيدا ووسط خشية من تعرضها للدمار، حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت من المخاطر التي تشكلها الحرب بين “الحزب” وإسرائيل على المواقع الأثرية، لا سيما في مدينتي بعلبك في شرق البلاد وصور في الجنوب، اللتين تعرضتا أخيرا لغارات مكثفة . وأشارت بلاسخارت إلى أن “مدنًا فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ تواجه خطرًا شديدًا قد يؤدي إلى تدميرها”، مضيفةً أنه “يجب ألا يصبح التراث الثقافي اللبناني ضحية أخرى لهذا الصراع المدمر”.
على الصعيد الميداني وبعدما استعادت إسرائيل الاغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر امس تصاعدت الغارات جنوبا وبقاعا بعنف بالغ حاصدة المزيد من الشهداء والجرحى. واستهدفت شقة سكنية في عين الرمانة -عاليه لجهة بلدة القماطية أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح. ونال البقاع الشمالي الحصة الأكبر من التوحش حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارات كثيفة وعنيفة على حي الزهراء في مدينة بعلبك، وبلدتي طاريا وبوادي غرب بعلبك، ومرتفعات بلدة قصرنبا والبزالية وأطراف بلدة رسم الحدث لجهة حربتا في البقاع الشمالي واللبوة ونحلة ورأس العين في بعلبك . وفاق عدد شهداء الغارات ال50. كما شن عشرات الغارات على بلدات الجنوب وكان اعنفها على مدينة صور .
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
هوكشتاين للبنانيين: انتظروا لما بعد الانتخابات الأميركية.. هدف نتنياهو هو الحسم العسكري وليس الحل السياسي
فيما استمر العدوان الوحشي الإسرائيلي على لبنان بلا أي ضوابط أو قيود، وصف ديبلوماسي رفيع مهمّة الموفدين الرئاسيين الأميركيين أموس هوكشتاين وبريت ماكغورك إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بأنّها «كانت محاولة يائسة للاستفادة منها في الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء المقبل».
وكشف الديبلوماسي لـ» الجمهورية»، انّ الترويج الإعلامي لوجود تقدّم في المفاوضات، وبث مناخ إيجابي لإمكان الوصول إلى صفقة «كان مخالفاً لكل المعطيات والوقائع، لأنّ لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل تريد، في العمق، وقف الحرب الآن قبل تنفيذ أهدافها الاستراتيجية، ولا «حزب الله» في وارد القبول بالشروط المطروحة».
وأشار الديبلوماسي لـ«الجمهورية»، انّه حتى لو وافق لبنان و»حزب الله» على الشروط الواردة في المقترح الأميركي، فإنّ إسرائيل لن تكتفي بالعودة إلى ما قبل السابع من اكتوبر من العام الماضي ولا بتطبيق القرار الدولي 1701.
وأضاف: «أولاً، مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية الاميركية الثلاثاء المقبل، تلاشت قدرة واشنطن على ممارسة اي ضغط على إسرائيل. وثانياً، إنّ واشنطن في الأصل، تشارك رؤية نتنياهو في محاولته إخضاع «حزب الله» عسكرياً وأمنياً، لا بل تؤازره في تحقيق هذا الهدف. اما المحاولة الأخيرة لهدنة ووقف إطلاق نار، فيمكن قراءتها من زاوية السعي إلى الحصول على نقاط انتخابية لا اكثر ولا اقل».
تطور في موقف «حزب الله»
في المقابل، اكّدت مصادر قريبة من «حزب الله» لـ«الجمهورية»، أنّه في الأساس لم يكن هناك مفاوضات، ولم يتحدث أحد مع الحزب في موضوع وقف اطلاق النار والمقترحات التي نُشرت في وسائل إعلام أميركية واسرائيلية.
وفي السياق، كشف مصدر مسؤول لـ«الجمهورية» انّ المحاولة الأميركية الاخيرة بُنيت على تطور جديد في موقف «حزب الله»، وتمّ إبلاغه إلى هوكشتاين خلال زيارته قبل أسبوعين إلى بيروت ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهذا التطور هو موافقة «حزب الله» على وقف إطلاق النار في لبنان بمعزل عن حرب غزة، اي ما فُسّر بأنّه وقف لإسناد «حماس» وفصل لوحدة الساحات.
وأكّد المصدر، ان ّالمحاولة الأميركية الأخيرة كُتب لها الفشل حتى قبل أن يأتي هوكشتاين وزميله ماكغورك إلى اسرائيل، لأنّ هدف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو الحسم العسكري وليس الحل السياسي، خصوصاً بعد ما راكمته القوات الإسرائيلية من إنجازات عسكرية وأمنية ضخمة من اغتيالات لقيادات الحزب وقوة الرضوان وتفجير أجهزة التواصل من «بيجرات» وأجهزة لاسلكية وتدمير هائل لبناه التحتية في عدد كبير من المناطق.
وإذ كان معلوماً انّ هوكشتاين لن يأتي إلى لبنان إلّا في حال حصوله على شيء جديد من إسرائيل يمكن البحث فيه والبناء عليه، فقد استعاض الموفد الأميركي عن الزيارة باتصالات هاتفية مع عدد محدود من المسؤولين، ليضعهم في نتائج مهمّته. ونقل زوار عن مسؤول هاتفه هوكشتاين، لـ«الجمهورية»، انّ الموفد الأميركي كان يزوّده بأجواء إيجابية وتفاؤلية حتى مساء الخميس، غير انّه كاشفه صباح امس بأنّ المحاولة فشلت، وبالتالي لا بدّ من الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الأميركية، لمعاودة مساعي البحث عن حل ديبلوماسي ووقف إطلاق النار.
بري: الـ1701 خيار وحيد
في السياق، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس، القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو، وتناول البحث تطورات الأوضاع الميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان، وخصوصاً الأوضاع في منطقة عمل قوات «اليونيفيل» في جنوب الليطاني وما تتعرّض له مواقع هذه القوات من اعتداءات.
ونوّه بري بتضحيات قوات الطوارئ وصمودها في مواجهة إستهدافها من قبل العدو الاسرائيلي. واضاف: «إنّ إسرائيل أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود».
وقدّم رئيس المجلس شرحاً مسهباً لقائد «اليونيفيل» حول التفاهم الذي أُنجز مع الموفد الرئاسي الاميركي في أطار سعيه لوقف النار وتطبيق القرار 1701.
واكّد بري التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ميقاتي: تعنت تل أبيب
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي امس، إنّ التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الديبلوماسية التي تلقتها بيروت تؤكّد على تعنت تل أبيب ورفضها للقبول بالحلول المقترحة، مصرّةً بدلاً من ذلك على مسار العنف والدمار.
جاءت تصريحات ميقاتي خلال اجتماعه مع الجنرال أرنالد لازارو. وشدّد ميقاتي على أنّ «التصعيد الأخير من قبل إسرائيل هو دليل واضح على رفضها لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل.»
وأشار إلى أنّ الجهود الديبلوماسية المماثلة المتعلقة بالأوضاع في غزة لم تؤدِ إلى نتائج، في حين «ازدادت الفظائع الإسرائيلية على كلا الجبهتين».
أما وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، فقد أعلن أنّ المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكّد اننا «ما زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان».
باريس: الـ 1701
أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، مؤكّدة على ضرورة التوصل إلى تسوية ديبلوماسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأوضحت أنّ القرار 1701 يُعدّ إطاراً أساسياً لضمان أمن السكان في كل من لبنان وإسرائيل، ويُعزز العودة الآمنة للنازحين الذين تأثروا بالأحداث الحالية.
ميدانياً: غارات وشهداء
تواصل العدوان الإسرائيلي أمس، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات عنيفة استهدفت أماكن جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر أمس، وتكثفت الغارات نهاراً جنوباً وبقاعاً حاصدة مزيداً من الشهداء والجرحى. واستهدفت ليلاً شقة سكنية في عين الرمانة -عاليه لجهة بلدة القماطية، ما ادّى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح.
وفي البقاع، شنّ الطيران المعادي غارات على حي الزهراء في بعلبك، وبلدتي طاريا وبوداي غرب بعلبك، ومرتفعات بلدة قصرنبا والبزالية وأطراف بلدة رسم الحدث لجهة حربتا في البقاع الشمالي وعلى اللبوة ونحلة. وأغار على منزل في أمهز، أشارت الحصيلة الأولية إلى سقوط 8 شهداء. ودمّر الطيران الحربي منزلاً في رأس العين في بعلبك، عند مدخل حي مأهول بالسكان.
اما جنوباً، فشنّ الطيران الإسرائيلي صباح أمس غارات على مدينة بنت جبيل، وبلدة وادي جيلو - عيتيت في قضاء صور، تزامناً مع تحليق الطيران المسيّر والاستطلاعي في أجواء صور ومحيطها. كما شنّ غارات واسعة استهدفت بلدات كونين، عيناثا، الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم، وأطراف بلدتَي الشهابية والمجادل، تزامناً مع قصف مدفعي متقطع طاول مدينة بنت جبيل وبلدات حانين والطيري وكونين. وفجراً، أغار الطيران الحربي على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في البلدة ما أدّى إلى
تدميره.
كما استهدفت الغارات منزلاً في بلدة يحمر الشقيف، قضاء النبطية، فدمّرته وسّوته بالأرض. وشنّ 5 غارات عنيفة على الحيَّين الشرقي والغربي في البلدة تسبّبت بتدمير منازل. كما شنّ سلسلة غارات على صور، ترافق ذلك مع قصف مدفعي على أحياء عدة في يحمر الشقيف، وصولاً إلى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي مع تحليق لمسيّرات فوق يحمر أرنون كفرتبنيت والزوطرين الغربية والشرقية ومزرعة الحمرا وقلعة أرنون.
ردّ المقاومة
في المقابل، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات عدة في إصبع الجليل بينها كريات شمونة. وأعلن الجيش الإسرائيلي «رصد حوالى 10 صواريخ عبرت من لبنان، حيث تمّ اعتراض بعضها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة». كما أطلقت صفارات الإنذار في قرية الغجر في القطاع الشرقي من الحدود مع لبنان.
مساعدة فرنسية
من جهة أخرى، أشرف السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو على تسليم المساعدات التي وصلت صباح امس إلى مبنى الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت والتي أُقرّت في المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس.
منسقة الأمم المتحدة
وحذّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت من المخاطر التي تشكّلها الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل على المواقع الأثرية، لا سيما في مدينتي بعلبك في شرق البلاد وصور في الجنوب، اللتين تعرّضتا لغارات مكثفة مؤخّراً. وأشارت بلاسخارت في منشور على منصة «إكس» إلى أنّ «مدناً فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ تواجه خطراً شديداً قد يؤدي إلى تدميرها»، مضيفةً أنّه «يجب ألاّ يصبح التراث الثقافي اللبناني ضحية أخرى لهذا الصراع المدمّر».
استهداف المرافق الصحية
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن «قلق بالغ» من الهجمات الإسرائيلية التي تطال مرافق صحية وعاملين في القطاع الصحي في لبنان.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس في إحاطة صحافية في جنيف: «نحن قلقون فعلاً، نشعر بقلق بالغ جراء الهجمات المتنامية على عاملين في المجال الصحي ومنشآت صحية في لبنان، ونجدد التأكيد مراراً وتكراراً أنّ الرعاية الصحية يجب ألّا تكون هدفاً وأنّ العاملين في المجال الصحي يجب ألّا يكونوا هدفاً»، مشيرة إلى انّ «رغم التحقق من وقوع 55 هجوماً، من المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل رفضت العرض اللبناني لوقف النار
أكد ترحيل الوساطة الأميركية إلى ما بعد الانتخابات… وميقاتي عدَّها مؤشرات لعناد تل أبيب
بيروت: ثائر عباس
نعى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكستين»، عاداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة «تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك «تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات»، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطورات الميدان»، مبدياً تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية».
وأكد الرئيس بري أن هوكستين «لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل»، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»، ومجدداً تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701 (الصادر عام 2006).
وكان بري التقى القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو، وأكد أمامه «أن إسرائيل أهدرت أقله منذ سبتمبر (أيلول) الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود».
وقدم بري، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه الإعلامي، «شرحاً مسهباً لقائد اليونيفيل حول التفاهم الذي أنجز مع الموفد الرئاسي الأميركي في إطار سعيه لوقف النار وتطبيق القرار 1701». وجدد التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
في السياق نفسه، زار قائد اليونيفيل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أكد «التمسك بدور القوة الدولية وبقائها في الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التي أنيطت بها، والذي تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش». وعبّر عن «إدانته للاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل والتهديدات التي توجه إليها»، مقدّراً «إصرار العديد من الدول الصديقة للبنان على استمرار اليونيفيل في عملها في الجنوب».
وقال: «إن توسيع العدو الإسرائيلي مجدداً نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية وتهديداته المتكررة للسكان بإخلاء مدن وقرى بأكملها، واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الإسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار تمهيداً لتطبيق القرار 1701 كاملاً».
وجدد رئيس الحكومة «التزام لبنان الدائم بالقرار الأممي ومندرجاته»، عاداً أن «التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الإسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والإصرار على نهج القتل والتدمير، مما يضع المجتمع الدولي برمته أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية في وقف هذا العدوان».
كان ميقاتي نفى ما نقلته وكالة «رويترز» عن أن الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل من أجل إحياء محادثات متوقفة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل و«الحزب». ونقلت «رويترز» عن مصدرين أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين نقل المقترح لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هذا الأسبوع، إذ كثفت واشنطن الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «الحزب» المسلحة المدعومة من إيران. ونفى مكتب ميقاتي، في بيان، لـ«رويترز»، أن تكون واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الجولة السابقة من الصراع بين الطرفين في عام 2006.
وكان المصدران قالا إن واشنطن سعت إلى إقناع بيروت باستعادة زمام المبادرة إلى حد ما في المحادثات، خصوصاً في ضوء الاعتقاد بأن إسرائيل ستواصل على الأرجح العمليات العسكرية التي قتلت خلالها معظم قيادات «الحزب»، ودمرت جزءاً كبيراً من جنوب لبنان. وقال المصدران إن إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد ليس أمراً مقبولاً في لبنان، إذ سيتم اعتباره على الأرجح استسلاماً.
وقال دبلوماسي آخر لـ«رويترز» إن هوكستين قدم اقتراحاً مماثلاً قبل أشهر لميقاتي وبري. وأوضح هوكستين لهما أنه في حالة إعلان «الحزب» وقف إطلاق النار من جانب واحد «فقد يكون لديه شيء يعرضه» على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمبادرة دبلوماسية. وأضاف الدبلوماسي: «كانت كلماته بالضبط (ساعدوني… أساعدكم)»، مضيفاً أن الفكرة قُوبلت بالرفض من الأمين العام آنذاك نصر الله الذي قُتل في هجوم جوي شنته إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 سبتمبر (أيلول).
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نتنياهو يقصف «فرصة هاريس» بالإجهاز على الضاحية وتراث لبنان
إرباك أميركي بعد فرار هوكشتاين.. وتعرض قائد المنطقة الشمالية لإصابة مباشرة
من ركام الدمار الهائل في ضاحية بيروت الجنوبية والمدن – العواصم: صور-النبطية- بعلبك، وغيرها عشرات البلدات والقرى على امتداد الجنوب إلى البقاع مروراً بالطرق الدولية التي تربط هذه الجغرافيا اللبنانية بالبر السوري من جهتي الشرق والغرب إلى ركام المجازر والتدمير في بيت لاهيا وجباليا وكل قطاع غزة.
بدا بنيامين نتنياهو ، ومعه اركان الحرب من غالانت (وزير الدفاع) إلى هاليفي (رئيس الاركان) والمسؤولين في الموساد والشاباك وجنرالات الحرب، ليس على جدول أعمالهم سوى الحرب من أجل الحرب، أو القتل من أجل القتل، في أخطر عملية إرهابية، إجرامية تقوم بها دولة –عصابة عبر التاريخ
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان ما صدر عن المسؤولين اللبنانيين لجهة نعي مفاوضات وقف اطلاق النار يدفع إلى الاستفسار عن المرحلة المقبلة على صعيد الاعمال العسكرية والتي باتت متفلتة من أي قيود، وقالت ان هناك اتصالات تتم لكنها لن ترتقي على مستوى الوساطة إذا كان التدخل الاميركي يبقى الاساس في سياق المفاوضات وبحث مسودات معينة.
وأشارت إلى أن ما بعد الخامس من الشهر الحالي موعد إجراء الانتخابات الاميركية يتضح مسار الحرب، في حين يبقى مطلب لبنان وقف الحرب اليوم قبل الغد.
وفيما كان لبنان ينتظر» أمراً إيجاباً من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، كان فجر الضاحية الجنوبية بالغ الخطورة، عندما انهالت الغارات على ما تبقى من أبنية ومساكن وطرقات، والذرائع إياها مواجهة مصانع انتاج الأسلحة العائدة للحزب .
وغاب هوكشتاين، ظاهراً عن السمع، هو بواشنطن، ومن هناك كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يضخ جرعات عن حصول تقدم في تنفيذ القرار 1701، وعلى الرغم من النفي، فإنه الطلب الأميركي من لبنان رفع الراية البيضاء، والإعلان عن وقف النار من جانب واحد، وكأن لبنان هو الجهة المعتدية على إسرائيل!.
وفي وقت لاحق «أبلغ هوكشتاين ميقاتي نفيه خبر طلب الولايات المتحدة من لبنان إعلان وقف النار من جانب واحد.
ومع ذلك، لم يقفل لبنان باب التواصل مع الجانب الاميركي، باعتبار أنه وحده الجهة القادرة على فرض أمر ما – على اسرائيل- إذا أرادت.
بري: فشل المبادرة الاميركية
ومساءً، نعى الرئيس بري، المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين، وأن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
وكشف بري أن نتنياهو أضاع أكثر من فرصة لوقف النار وتطبيق القرار 1701، فهو رفض ما تم الاتفاق عليه مع هوكشتاين، معرباً عن تخوفه من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان رهناً بتطورات الميدان، مبدياً تخوفه من تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
وأكد بري أن هوكستين لم يتواصل معنا منذ مغادرته إسرائيل، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب. وجدد بري تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701 (الصادر عام 2006).
من جانب آخر، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية عن مصادر قولها» أن المؤسسة الدفاعية تضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان، وهي تشعر بالإحباط بسبب الخسائر اليومية للجنود.
ويأتي ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي على لبنان ومحاولات الجيش الإسرائيلي التوغل البري في الجنوب التي يتصدى لها الحزب، في حين يواصل استهداف الجنود والآليات الإسرائيلية في المستوطنات قرب الحدود مع لبنان، ويستمر في عمليات إطلاق الصواريخ التي وصل مداها إلى تل أبيب وحيفا.
فشل المسعى الأميركي
إذاً، ثبت فشل المسعى الاميركي الجديد وربما الاخير لمحاولة التوصل الى وقف لإطلاق النار ولومؤقت في لبنان وغزة قبل حصول الانتخابات الاميركية الرئاسية الثلاثاء المقبل، و نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي أن المبعوثين الأميركيين آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك عادا لواشنطن بعد آخر محاولة قبل الانتخابات لحل الصراع بالشرق الأوسط. وأشار إلى أن زيارة هوكشتاين وماكغورك ركزت بشكل خاص على جهود تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وبحثت المبادرات الجديدة لإطلاق سراح الأسرى في غزة.
ومع ذلك استمر كيان الاحتلال في ضخ معلومات تضليلية، حيث أفاد مسؤول إسرائيلي لشبكة “أيه بي سي”، عن «تحقيق تقدم كبير نحو وقف إطلاق النار في لبنان».
لكن كشف مصدر لبناني رسمي «أن زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب فشلت وليس هناك أي تفاؤل لبناني، معتبرا ان بات واضحا أن نتنياهو لا يريد حالياً وقفاً لإطلاق النار» .إلا أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدلله بو حبيب أعلن أن المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكد اننا لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان».
كما قال دبلوماسي غربي: مسودة وقف النار في لبنان «غير واقعية تماماً بسبب العبء الذي تضعه على الجيش اللبناني».
وفي السياق، نقل عن مصدرين، سياسي لبناني كبير، ودبلوماسي رفيع المستوى، «أن هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام». وقال المصدران إن «هوكشتاين نقل المقترح لميقاتي».
ونفى المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي، رداً على سؤال أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع إسرائيل»، مشيراً الى ان «موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701» .
كما اكد مسؤول أميركي: ان لا صحة لتقديم مقترح للبنان لوقف النار من جانب واحد.
لكن هوكشتاين قطع الشك باليقين ونفى مساء امس «الطلب من لبنان إعلان وقف النار بشكل أحادي ووصفه بالتقرير الكاذب».
كشف مصدر لبناني رسمي «عن أن زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب فشلت وليس هناك أي تفاؤل لبناني»، معتبرا ان «بات واضحا أن نتنياهو لا يريد حالياً وقفاً لإطلاق النار».
الا ان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبدلله بو حبيب أعلن أن المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكد اننا «لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان».
وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701.وأوضحت أن القرار 1701 يُعدّ إطارًا أساسيًا لضمان أمن السكان في كل من لبنان وإسرائيل، ويُعزز العودة الآمنة للنازحين الذين تأثروا بالأحداث الحالية.
تقدير لبناني لدور اليونيفيل
وخلال إستقباله القائد العام للقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التعبير عن تقدير لبنان للجهود الشاقة التي تبذلها اليونيفيل في هذه المرحلة الصعبة، والتمسك بدورها وبقائها في الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التي انيطت بها والذي تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش». وعبّر عن «ادانته للاعتداءات الاسرائيلية على اليونيفيل والتهديدات التي توجه اليها»، مقدّرا «اصرار العديد من الدول الصديقة للبنان على استمرار اليونيفيل في عملها في الجنوب».وقال: «ان توسيع العدو الاسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية وتهديداته المتكررة للسكان باخلاء مدن وقرى باكملها، واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف اطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرار 1701 كاملا». ونوه الرئيس بري، خلال لقائه لازارو في عين التينة بتضحيات قوات الطوارئ وصمودها وثباتها في مواقعها في مواجهة إستهدافها من قبل العدو الاسرائيلي. واضاف: «أن إسرائيل أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود».
طمس الهوية التاريخية للبنان
وفي موقف يحذر من طمس الهوية التاريخية للبنان، حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت من المخاطر التي تشكلها الحرب بين الحزب وإسرائيل على المواقع الأثرية، لا سيما في مدينتي بعلبك في شرق البلاد وصور في الجنوب، اللتين تعرضتا لغارات مكثفة مؤخرًا.وأشارت بلاسخارت في منشور على منصة «إكس» إلى أن «مدنًا فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ تواجه خطرًا شديدًا قد يؤدي إلى تدميرها»، مضيفةً أنه «يجب ألا يصبح التراث الثقافي اللبناني ضحية أخرى لهذا الصراع المدمر».
الميدان: مواجهات وغارات
ميدانيا، وبعد غارات عنيفة استهدفت اماكن جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت فجرا، اثر تحذيرات من افيخاي ادرعي، تكثفت الغارات اليوم جنوبا وبقاعا حاصدة المزيد من الشهداء والجرحى. كما استهدفت ليلا شقة سكنية في عين الرمانة -عاليه لجهة بلدة القماطية وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح. وفي البقاع ،شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على حي الزهراء في مدينة بعلبك، وبلدتي طاريا وبوادي غرب بعلبك، ومرتفعات بلدة قصرنبا والبزالية وأطراف بلدة رسم الحدث لجهة حربتا في البقاع الشمالي وعلى اللبوة ونحلة .واغار على منزل في أمهز أشارت الحصيلة الأولية إلى سقوط 8 ضحايا فيما لا زالت أعمال رفع الأنقاض متواصلة. ودمّر الطيران الحربي منزلا في محلة رأس العين في بعلبك، مقابل مقهى ومطعم «ليالينا» عند مدخل حي مأهول بالسكان.
اما جنوباً، فشنّ الطيران الإسرائيلي صباحا سلسلة غارات على مدينة بنت جبيل، وبلدة وادي جيلو – عيتيت في قضاء صور، تزامناً مع تحليق الطيران المسيّر والاستطلاعي في أجواء صور ومحيطها .كما شنّ غارات واسعة استهدف بلدات كونين، عيناثا، الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم، وأطراف بلدتَي الشهابية والمجادل، تزامناً مع قصف مدفعي متقطع طاول مدينة بنت جبيل وبلدات حانين والطيري وكونين.وفجراً، أغار الطيران الحربي على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في البلدة ممّا أدّى إلى تدميره.
كما استهدفت الغارات منزلاً في بلدة يحمر الشقيف، قضاء النبطية، فدمرته وسّوته بالأرض. وشنّ 5 غارات عنيفة على الحيَّين الشرقي والغربي في البلدة تسبّبت بتدمير منازل.وشن سلسلة غارات على صور، ترافق ذلك مع قصف مدفعي على أحياء عدة في يحمر الشقيف، وصولاً إلى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي مع تحليق مسيرات فوق يحمر أرنون كفرتبنيت والزوطرين الغربية والشرقية ومزرعة الحمرا وقلعة أرنون.
صواريخ من لبنان: في المقابل، أفيد صباحاً عن دويّ صفارات الإنذار في مستوطنات عدة في إصبع الجليل بينها كريات شمونة.وأعلن الجيش الإسرائيلي عن «رصد حوالي 10 صواريخ عبرت من لبنان حيث تم اعتراض بعضها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة».كما أطلقت صفارات الإنذار في قرية الغجر في القطاع الشرقي من الحدود مع لبنان.
وزفت بلدة عيترون الشهيدين علي نجيب عباس وعلي الياس السيد أحمد. كما تم انتشال جثة عضو في بلدية النبطية محمد حسن عماد جابر (حمود) من غارة حي المسلخ
واعلنت بلدية حولا، في بيان انه:متابعة لموضوع ابني بلدتنا زينب ومحمود يعقوب، قامت دورية من الكتيبة النيبالية بجولة بحث في الأماكن المحتملة لوجودهما في أحياء البلدة، وبنتيجة الجولة لم يتم العثور عليهما ولا على أي أثر لقطيع الماشية. بالتالي لا يمكن تأكيد إو نفي أي معلومة تتعلق بمصيريهما. الشكر للكتيبة النيبالية التي وعدت البلدية بإعادة المحاولة في أقرب فرصة وعند ورورد أي معطيات جديدة.
وارتفع إجمالي الهجمات الإسرائيلية إلى 2897 شهيداً.
وأسفر يوم البقاع الدامي إلى 50 شهيداً، بعدما وسعت إسرائيل قصف القرى، فشملت أمهز والبزالية..
ومن جانب الكيان الاسرائيلي، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم: إن 37 جندياً صهيونياً قتلوا في معارك بجنوب لبنان، وعلى الحدود الشمالية خلال الشهر الماضي. ووصفت الصحيفة شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بالأكثر دموية، حيث قتل خلاله 88 إسرائيلياً ما بين جندي ومدني.
وليلاً ، ذكرت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي عن إصابة قائد المنطقة الشمالية «أوري غوردين» بجروح في حادث عملياتي في الجنوب.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الإصابة مردها إلى انقلاب مربة كان بداخلها خلال دولة في جنوب لبنان.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
لبنان بين النيران بانتظار الانتخابات الاميركية… وزيارة هوكستين «وقت ضائع»
اوساط ديبلوماسية فرنسية: نتنياهو ربط وقف الحرب على لبنان باتفاقية تطبيع مع الدولة اللبنانية
مقتل 95 وجرح 900 جندي اسرائيلي واحتراق 42 دبابة ميركافا منذ بدء العدوان البري – نور نعمة
اربعة ايام لانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الاميركية والتي تترقبها كل الدول وتحديدا ايران و«اسرائيل» بما يعني المنطقة حيث حسابات كل من طهران و«تل ابيب» ستبنى وفقا للمرشح الذي سيفوز، سواء الرئيس السابق دونالد ترامب ام كامالا هاريس. والمعروف ان ترامب لا يتقبل الهزيمة في حال خسر وعليه قد تكون اميركا معرضة لاحداث داخلية حتى كانون الثاني. وفي حال فوزه، فان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يعول على تعاون كبير مع ترامب في الصراع الدائر في لبنان وغزة.
اما حول العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان، كشفت مصادر عسكرية عربية للديار ان «اسرائيل» تسعى الى دفع الحزب للقبول باتفاق مذل لوقف اطلاق النار من خلال القصف العنيف والضربات الموجهة الا ان الوقائع على الارض بددت «امالها» واظهرت قوة الحزب في الميدان. فان الحزب اظهر قدرة كبيرة على المناورة ومن ثم توجيه ضربة للقوات «الاسرائيلية» دون ان تتمكن الاخيرة من الوصول الى نقاط وجوده. علاوة على ذلك، عبر التكتيكات القتالية غير التقليدية، استطاع مقاتلو المقاومة من نصب كمائن للقوات الاسرائيلية وقتل 95 جنديا اسرائيليا فضلا عن اطلاق صواريخ من مواقع سرية كبدت جيش الاحتلال خسائر هائلة ما شكل حالة احباط عند هيئة اركان جيش العدو. وبذلك انقلب السحر على الساحر. والحال ان اليوم الجيش الاسرائيلي يعيش حالة ذل وتخبط في الاهداف في حين ان الحزب حقق انجازات عسكرية الامر الذي سيدفع بالكيان الصهيوني الى مراجعة حساباته حول العملية البرية في الجنوب.
وخير دليل على ذلك، ان الجنود الاسرائيليين يفشلون في كل مرة يتقدمون فيها على الحدود الجنوبية اللبنانية حيث يواجهون مقاومة عنيفة من الحزب تسفر عن مقتل عدد كبير في صفوف الجنود. ويعود هذا الفشل نتيجة صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات الحزب، وفقا لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية. اضف على ذلك، ورغم سعي القادة الاسرائيليون إلى تقييد تحركات الحزب غير انهم عجزوا عن تحقيق هذا الهدف لان مقاتلي الحزب يتمتعون بمرونة عالية ويستطيعون التأقلم مع الظروف الميدانية المتغيرة بسرعة، ما جعل الجيش الاسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في تعقبهم.
وفي هذا المجال، قالت مصادر مطلعة للديار انه على الرغم من الغارات الجوية المكثفة والقصف المستمر، يحتفظ الحزب بنقاط سيطرة قوية في الجنوب، معتمدًا على خبرته العسكرية وتجهيزاته في تلك المنطقة التي تضم شبكة من الأنفاق ومخازن الأسلحة المتقدمة.
وعلى صعيد فشل المبادرة الاميركية لوقف اطلاق النار بين لبنان والكيان الصهويني ، اعتبرت اوساط سياسية بارزة في حديثها للديار ان زيارة المبعوث الاميركي اموس هوكستاين الى «اسرائيل» اتت في الوقت الضائع مشيرة الى انه كان من المتوقع ان لا يتخذ نتنياهو اي قرار في الوقت الحالي لانه ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية.
انذار فرنسي
اما اللافت والذي ينذر من ان لبنان قد يكون مقبلا على مرحلة خطيرة هي تشاؤم فرنسا للمرة الاولى من ان وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان قد يكون امرا معقدا وصعبا حيث كشفت اوساط ديبلوماسية فرنسية ان نتنياهو ربط وقف الحرب على الجبهة اللبنانية تحت شرط واحد وهو حصول اتفاقية تطبيع مع الدولة اللبنانية. هذا الكلام قاله نتنياهو بنفسه للفرنسيين وكرر ان امن «اسرائيل» ياتي اولا ومن ثم تطبيق القرار 1701.
وتعليقا على ما ذكر اعلاه، رأى مصدر مطلع ان نتنياهو في حالة هذيان اذا كان يعتقد ان هناك 1% من احتمال التطبيع مع لبنان ذلك ان المقاومة والدولة اللبنانية وشعبها من المستحيل ان يمدوا يدهم الى كيان اغتصب فلسطين وشن هجومات متوحشة على اللبنانيين وعلى قراهم. وتابع المصدر ان اللبنانيين على دراية ان الكيان الصهيوني لديه مخطط توسعي بقضم اراض لبنانية واراض عربية اخرى ولن يحصل يوما سلام مع كيان شاذ. بيد ان الشعب اللبناني كله كرامة ووطنية ولا يستسلم امام غطرسة الاسرائيلي فضلا ان اي قرار ينتهك السيادة اللبنانية وعنفوان الشعب اللبناني سيكون تحت اقدام المقاتلين الشجعان من المقاومة.
مرحلة انتقالية في اميركا:لبنان في دائرة الخطر
في غضون ذلك، هناك مرحلة انتقالية للرئيس الاميركي المنتخب ليتسلم الحكم رسميا وهو في كانون الثاني وعليه قد تكون هذه المرحلة خطيرة جدا على لبنان. فان هذه الفترة الضائعة على الارجح ستنتهزها الحكومة «الاسرائيلية» المتطرفة التي ستزداد عنفا ودمارا منذ هذا التاريخ حتى كانون الثاني من السنة الجديدة وفقا لخبير عسكري رفيع المستوى. واشار هذا الخبير العكسري الى ان القصف المتوحش الذي ينفذه الطيران المعادي على الجنوب والبقاع والضاحية اضحى واضحا انه لا ينخرط ضمن اهداف عسكرية بل اجتماعية وطائفية لاشعال الفتنة داخل المجتمع اللبناني الواحد. فالغارات على بعلبك وصور والنبطية هدفها ضرب مقومات الحياة في هذه المدن وغيرها وجعل عودة اهالي هذه القرى امرا صعبا بعد ان دمرت بيوتهم بالكامل. علاوة على ذلك، يحاول المسؤولون الاسرائيليون دفع الشعب اللبناني على الثورة على الحزب في حين ان هذه المحاولات قد اثبتت فشلها مرارا وتكرارا.
اما لتوقف «اسرائيل» عملياتها، فيجب ان تتعرض لضغط اميركي ودولي وفقا للمصدر العسكري في حين ان الكيان الصهيوني يدرك انه يحظى بتغطية اميركية واطلسية وعربية وعليه سيواصل هذا الكيان توجيه ضربات بشكل متقطع على لبنان وعلى مقاومته وعلى الطائفة الشيعية الى ان يتسلم الرئيس الاميركي الجديد الحكم فعليا في اول شهر من السنة الجديدة.
مقتل 95 جنديا اسرائيليا واصابة 900 اخرين واحتراق 42 دبابة ميركافا
في المقابل، يواصل الحزب ضرب جيش الاحتلال كما انه في صدد توجيه ضربة موجعة للجنود «الاسرائيليين» . ذلك ان القوات «الاسرائيلية» تواجه مقاومة شرسة من الحزب بريا واخرها في الخيام حيث تمكنت المقاومة من التصدي لها عبر خمسة محاور وتكبيدها خسائر في الارواح والعتاد فضلا عن قيام الحزب بـ 63 عملية في الشمال «الاسرائيلي» خلال الايام الثلاثة الاخيرة وصلت الى عمق 105 كلم. وعليه، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء العملية البرية لجيش الاحتلال حيث قتل 95 جنديا و900 جريح اضافة الى احتراق 42 دبابة ميركافا. وفي السياق ذاته، وبالرغم من المساعدات المالية الاميركية للكيان الصهيوني التي وصلت الى 66 مليار دولار من اجل العدوان على غزة ولبنان الا ان الجيش «الاسرائيلي» للمفارقة لم يتمكن من احتلال قرية لبنانية واحدة. ذلك ان مقاتلي المقاومة بروحهم العالية ومعنوياتهم المرتفعة يخوضون اشرس المعارك بتكتيكات عسكرية اعاقت تقدم جيش الاحتلال.
وسائل اعلام عبرية تفضح نتنياهو
الى ذلك، يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التعتيم على الخسائر التي مني بها جيشه والاضرار المعنوية التي يشهدها الجنود الاسرائيليون ولكن وسائل اعلام عبرية فضحت نتنياهو وافادت عن التداعيات الهائلة على الجيش «الاسرائيلي» والاحتياط بعد 13 شهرا من القتال وخاصة في العملية البرية التي واجه فيها الجيش الحزب وتفاجأ بقدرة المقاومة العسكرية والقتالية في ردعه والتصدي له.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بري متشائم ونتنياهو مستمرّ في حرب الإبادة
الشرق – بعد فشل المفاوضات الأميركية لوقف إطلاق النار بين العدو الاسرائيلي والحزب وعدم التوصل إلى إتفاق ينهي دورة الدم والمجازر وحملات التدمير والابادة التي ينفذها الجيش الاسرائيلي بحق لبنان واللبنانيين، ازدادت حدة التوتر والتصعيد حيث كثف الجيش الاسرائيلي امس غاراته لا سيما على البقاع والضاحية الجنوبية، فيما واصل الطيران المسير التحليق في أجواء العاصمة من دون توقف.
واعتبارا من الفجر،غطى الدخان سماء الضاحية الجنوبية بعد تعرضها لسلسلة غارات إسرائيلية بعد 6 أيام من الهدوء، اذ جدد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفخاي أدرعي «فجر امس تهديداته لسكان مناطق الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية بضرورة اخلاء المباني التي حددها لهم على الخريطة وذلك عبر حسابه على منصة «أكس». وفور انتشار التحذير سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف في أجواء الضاحية لحث الأهالي على الإخلاء الفوري وخصوصًا وان التهديد الجديد شمل مناطق لم تُستهدف من قبل وهي مأهولة بالسكان، وشهد محيط جسر المطار والرحاب في الغبيري حركة نزوح كثيفة بعد أوامر الإخلاء، وبعد أقل من نصف ساعة على الإنذار، وكما جرت العادة بدأ الطيران الاسرائيلي غاراته على الضاحية بـ3 غارات تحذيرية، تزامنت مع تحليق مكثف للطيران المسيّر على علو منخفض فوق أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وبدأ الطيران الاسرائيلي هجماته على الضاحية الجنوبية مستهدفا مناطق الغبيري، الكفاءات، أوتوستراد السيد هادي، محيط مجمع المجتبى، طريق المطار القديم، تحويطة الغدير، الرويس، حارة حريك والمريجة، بسلسلة غارات عنيفة جدا سُمع صداها في الطريق الجديدة ومناطق الجبل. وقد خلفت الغارات دمارًا هائلًا في المناطق المستهدفة، حيث سويت عشرات المباني أرضًا، بالإضافة إلى اندلاع حرائق.
ولاحقا، سمع دوي انفجار في الجبل باتجاه عاليه، ناجم عن استهداف غارة شقة سكنية في عين الرمانة -عاليه لجهة بلدة القماطية أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في بلدة المجادل والشهابية ومنزل في الطيري وبنت جبيل والحنية وشقرا وبرعشيت وصفد البطيخ وبين كفررمان والجرمق من جهة زريقون وجبل الريحان ومجرى الليطاني بين المحمودية ومرجعيون وحي المسلخ مبنى آل الدقدوق في النبطية ووادي جيلو وعيتيت في قضاء صور مما أدى إلى تدمير محال تجارية. تزامن ذلك، مع قصف مدفعي لمدينة بنت جبيل وبلدة كونين. وشن الطيران الحربي غارة مستهدفا بلدة تبنين. واستهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ كاراج ميكانيك عائد للمواطن ماهر اندراوس على طريق بلدة عين ابل مما ادى الى اشتعال النيران في السيارات الموجودة في داخل الكاراج،كما استهدفت الغارات بلدات: دير عامص وياطر وكفرا وحداثا ورشاف ووادي العزية، والزرارية، ومجدل زون، وعربصاليم، وحومين التحتا، وحي مريصع في بلدة انصار. كما استهدفت 5 غارات جوية متتالية المنطقة الواقعة بين بلدتي دير الزهراني وعزة.
كما أغار الطيران الحربي على بلدات صديقين وزبقين وعيتيت وجويا.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجرا، على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، ودمره، واستهدف بلدة كونين بغارة جوية، واتبعها بغارة على بلدة عيناتا، كما تعرضت فجرا بلدات: الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم لغارات معادية، تزامن العدوان الجوي مع قصف مدفعي متقطع طال مدينة بنت جبيل وبلدات حانين والطيري وكونين،هذا، واغار منزل جواد نصرالله في يحمر الشقيف فدمرته وسوته بالأرض كما شنّ 5 غارات عنيفة على الحيين الشرقي والغربي في البلدة تسببت بتدمير منازل، ترافق ذلك مع قصف مدفعي على احياء الشرابيك والنابوع وراس العريض والمعصرة والطراش وشوشبة وصولا الى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي مع تحليق اربع مسيرات فوق يحمر ارنون كفرتبنيت والزوطرين الغربية والشرقية ومزرعة الحمرا وقلعة ارنون، ونفّذ الطيران الاسرائيلي 16 غارة على قرى في قضاء بعلبك، في نحو نصف ساعة، في حزام ناري امتدّ من طاريا وصولاً إلى سهل حربتا.
واستهدفت غارتان بلدة طاريا في البقاع راح ضحيتهما مواطنان وأصيب خمسة مواطنين بجروح وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على الطريق الدولية في بلدة اللبوة طالت مقاماً دينياً. وشن غارة على حدث بعلبك المجاورة لبلدة طاريا، وألحقت الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منزلا في وسط بلدة يونين، دمارا كبير في الحي. وتم انتشال جثامين سبعة شهداء، وما زالت عملية رفع الأنقاض متواصلة. علما بأن حوالي 20 مواطنا كانوا متواجدين في المنزل لحظة العدوان،وأدت الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة أمهز الى سقوط 11 شهيداً. وشن الطيران الحربي غارة على مبنى في بلدة حوش النبي، وأخرى على منزل في بلدة نحلة، نجم عنها أربعة شهداء وعدد من الجرحى، وشن الطيران الإسرائيلي غارة على حي الزهراء في مدينة بعلبك، وأخرى استهدفت جرود بلدة قصرنبا أدت الى سقوط شهيد، بالاضافة الى غارة طالت البزالية في البقاع الشمالي استهدفت مجلس عزاء في بلدة البزالية بالبقاع»، وأخرى بلدة بوداي غرب بعلبك.
وإستهدف الجيش الإسرائيلي منزلًا في بلدة يونين قضاء بعلبك، بداخله 12 شخصًا، وكذلك شن غارة على بلدة بدنايل، وأخرى على مزرعة في بلدة عدوس،في تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة بلدات في بعلبك ومحيطها ما أسفر عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى.
وأعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا تجمعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في حي المسلخ جنوبي بلدة الخيام بِصلية صاروخية كبيرة. كما قصفوا مستعمرات معلوت ترشيحا، وكريات شمونة، وكرمئيل بصلية صاروخية، كذلك، صدر عن غرفة عمليّات «المقاومة الإسلاميّة» البيان الآتي: «يُواصل مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش العدوّ خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلة».
من جهة اخرى، دوت صفارات الإنذار في قرية الغجر خشية تسلل طائرات مسيّرة، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المطلة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة لافتة إلى أنه يتم منع دخول المدنيين بعد مقتل 5 أشخاص في القصف الأخير من لبنان، وكانت قد أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل صفارات الإنذار في عدة بلدات في الجليل الأعلى وإصبع الجليل بينها كريات شمونة وذلك بعد إطلاق صواريخ على كريات شمونة ومستوطنات شمالي إسرائيل، وأفاد الاعلام الإسرئيلي بأنه رصد نحو 20 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل تم اعتراض بعضها والباقي سقط في مناطق مفتوحة، واعترض الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية سبع طائرات مسيرة أطلقت باتجاه إسرائيل من عدة جبهات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :