بين ضرب المعابر البرية التي تربط لبنان بسوريا بكافة تصنيفاتها الشرعية وغير الشرعية، إضافةً إلى استهداف منطقة البقاع بشكل مكثف من العدو الإسرائيلي، فإن ذلك يشي بمخطط إسرائيلي له أبعاده الاستراتيجية، قد لا تبدأ بقطع الإمدادات عن المقاومة بل بتأليب البيئة الحاضنة عليها.
ومن هذا المنطلق، يعتبر العميد الطيار المتقاعد بسّام ياسين أن استمرار العدو بضرب المعابر البرية بين لبنان وسوريا يقع في إطار استكمال الحصار البري على لبنان ومنع الإمدادات من سوريا باتجاه لبنان. ويلفت إلى أن العدو قد ضرب غالبية المعابر، منها ما هو شرعي ومنها ما هو غير شرعي، فاقفل تقريباً معظم هذه المعابر في خطوة يعتبرها مهمة في حصار حزب الله، وهو ما كشفت عنه النوايا الإسرائيلية في شروط التسوية التي يحاولون التسويق لها والتي تتضمن فرض الحصار على لبنان مقابل وقف الحرب.
أما عن احتمال أن يكون ضرب المعابر له أهداف أخرى، منها منع عودة النازحين السوريين إلى سوريا، فيلفت إلى أن من أراد من هؤلاء العبور يعبر سيراً على الأقدام، وبالتالي ليس هذا هو الهدف الإسرائيلي، بل الهدف الأساسي هو تطويق حزب الله ومنع الإمدادات عنه.
وعن الأهداف الإسرائيلية الأخرى باستهداف البقاع بشكل واسع تزامناً مع استهداف المعابر، يوضح أن ضرب البقاع هدفه الرئيسي هو إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف بيئة حزب الله، لا سيما أن أهل البقاع بغالبيتهم لم يتركوا قراهم. والعدو يرمي إلى توسيع دائرة الاستهدافات لتطال عمق البقاع لسببين: إيقاع عدد كبير من الخسائر البشرية، حيث حصدت الغارات أمس أكثر من 60 شهيداً، والسبب الثاني هو دفع أهالي البقاع للنزوح، وبالتالي فرض ضغط أكبر على المقاومة في إطار الضغط المعنوي والشعبي عليها.
ويذكّر بأن الإسرائيلي يعتبر البقاع خزّان المقاومة أو الظهير لها، ومن أجل كل هذه الأسباب يمعن العدو باستهداف تلك المناطق.
أما عن لهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعالية، والتي تشبه لهجة المنتصر وكأن المعركة العسكرية حسمت لصالحه، فيوضح في هذا الإطار أن نتنياهو بدأ المعركة بالزخم الأكبر، أي من نقطة الذروة، حيث بدأ من تفجيرات "بيجر" واللاسلكي، واغتيال السيد نصر الله والقادة في المقاومة، والتسبب بنزوح كبير، وبالتالي سجل نقاطاً هامة بدأت اليوم بالتراجع، عكس المقاومة التي بدأت معركتها بعد أن تلقت ضربات كبيرة وبدأت الآن بمراكمة النقاط في مواجهة العدو في المواجهة البرية. وبالتالي، لو أن كلامه هذا جاء قبل أسبوعين لكان في مكانه الصحيح، ولكن منذ أسبوعين بدأت نقاطه تتراجع، وبالتالي لا يمكنه أن يملي شروطه طالما المقاومة تراكم النقاط لصالحها، والميدان هو المعيار اليوم والذي يمنح نقاطاً كبيرة للمقاومة ولبنان، مما يؤدي إلى خسارة نتنياهو عامل التفوق الذي بدأ به.
ويلفت ياسين، إلى أنه عندما تتعادل النقاط بين الحزب والعدو، عندها نرى أن الحل بدأ يرتسم للخروج من الحرب، لا سيما أن نتنياهو يعتبر نفسه اليوم متفوقاً، لكنه كل يوم يخسر مزيداً من النقاط. وبالتالي، فإن تلك الخسارة والوصول إلى التعادل يمنح لبنان الفرصة لتسوية عادلة.
ليبانون ديبايت
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :