الأخبار: إسرائيل تحمّل هوكشتين شروطها المستحيلة: حصار مقابل وقف إطلاق النار!
لم تتناقل وسائل الإعلام العبرية وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى إسرائيل، رغم إشارتها سابقاً إلى أن الزيارة مقررة الإثنين، إلى أن أعلنت القناة 12 العبرية أن هوكشتين «يزور الشرق الأوسط اليوم»، مشيرة إلى أن «إسرائيل تسعى للتوصل إلى صفقة شاملة في لبنان تقوم على إلغاء توسيع العملية البرية، مقابل دعم الولايات المتحدة حظراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان يمنع إعادة التأهيل العسكري لحزب الله وتسليحه». وفيما كشفت القناة أن «صفقة لبنان تهدف الى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم من خلالها مناقشة تفاصيل الاتفاق كاملاً»، قالت إن «إسرائيل تنوي التمسك بهذا الشرط لكي تكون لديها قدرة وحرية على الردّ على أيّ خرق والهجوم عليه من أي مكان، سواء من الأرض أو البحر أو الجو». وأضافت أن «هدنة الشهرين فرصة للاتفاق على تفاصيل التسوية الكاملة وآليات التنفيذ والقرارات المطلوبة على المستوى الدولي للتوصل إلى اتفاق. كذلك، فإن الاتفاق الجديد سيكون أكثر فعالية من القرار السابق 1701 الذي جرى انتهاكه بعد وقت قصير من صدوره».
ورأت مصادر ديبلوماسية أن ما سرّبته القناة «يعني نسفاً للجهود التي تدّعي الولايات المتحدة أنها تقوم بها للضغط في اتجاه وقف إطلاق النار»، مؤكدة أنه «يستحيل أن يقبل لبنان بذلك، لأنه يعني فرض حصار على لبنان للقبول بوقف إطلاق النار، وهذا جنون». ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يعني أن «هوكشتين قد لا يزور لبنان»، مشيرة ألى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغَه في زيارته الأخيرة أنه في حال لم يكن هناك تطورات جدية تؤكد وجود نية إسرائيلية لوقف إطلاق النار فلا داعي لمجيئه إلى بيروت».
ويمكن فهم ما سرّبته القناة الإسرائيلية على كونه مؤشراً على اتجاهين: إما أن العدو الإسرائيلي يرفع سقف شروطه إلى الحدّ الأقصى، بعدما استعاد حزب الله زمام المبادرة في الميدان، ما يسمح له بفرض شروطه الأخرى المتعلقة بآليات تنفيذ القرار 1701، محاولاً الالتفاف على الضغط الأميركي حتى تاريخ الانتخابات ليعرف مع أيّ إدارة سيتعامل، وإما أن إسرائيل ليست في وارد وقف الحرب نهائياً؛ أقله في المدى المنظور، وخصوصاً أنها ترى أنها لم تحقق كل ما تريده. وعبّر عن هذا الاتجاه مكتب نتنياهو الذي أكد أن «لا تراجع عن القتال في لبنان قبل ضمان خروج حزب الله من الجنوب»، مشيراً إلى أن «التقارير عن اتفاق مع أميركا لمنع توسيع القتال في لبنان محض خيال». وأشار نتنياهو إلى أنَّ «إسرائيل قوية وستكون أقوى من ذي قبل (...) إسرائيل تعرضت لضربة قاسية لكنها لم تركع، والرد سيكون بحرب تغيّر وجه الشرق الأوسط».
ونقل زوار عين التينة عن الرئيس بري قوله إن «التسريبات تذكّرنا بما شهدناه على مدار عام من مراوغة إسرائيلية في المفاوضات مع غزة حين كانَ نتنياهو يسارع إلى إفشالها كلما شعر بإمكانية التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «ما سرّبته القناة العبرية صحيح في جزء منه، وقد اقترحه هوكشتين وخصوصاً في ما يتعلق بهدنة مدتها 60 يوماً، لأنه كانَ مقتنعاً بأن لا جدوى لأي مفاوضات تحت النار». وهو كان يسوّق بأن القبول بالهدنة «يمكن أن يكون ورقة للضغط على بري للموافقة على البنود التي طرحها الموفد الأميركي كآلية لتنفيذ القرار 1701، وهي أصلاً في غالبيتها مرفوضة».
وأضاف زوار رئيس المجلس أنه يرى أن «الشرط الإسرائيلي المسرّب هو أول ردّ سلبي على طرح هوكشتين وهو غير واقعي، فليست إسرائيل في موقع قوة يتيح لها فرض الشروط ما دامت المعركة مستمرة ووضع المقاومة في الميدان جيد جداً».
في غضون ذلك، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في بريطانيا، اتصالاته الديبلوماسية، والتقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في مقر السفارة اللبنانية في لندن. وشدد رئيس الحكومة على «أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل مع الجهات الدولية للتوصل الى حل ديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 كاملاً»، ونوّه «بأهمية دور اليونيفل لحفظ الاستقرار في الجنوب، داعياً «بريطانيا الى دعم جهود اليونيفل وتعاونها مع الجيش». وفيما شدد الوزير البريطاني على أن «المساعي الديبلوماسية قائمة لوقف إطلاق النار»، أشارت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة إلى أنه «لا بد من اتفاق لوقف النار في لبنان يعيد سكان شمال إسرائيل إلى مساكنهم»، بينما قال مندوب فرنسا »إننا نعمل على وقف النار على طول الخط الأزرق وتطبيق كامل للـ 1701».
****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بيرنز يؤرشف في الدوحة المبادرات السابقة لإنتاج مبادرة جديدة في الوقت الضائع
نتنياهو يعيش كابوس الهزيمة: لن نُهزم رغم تلقينا ضربات قاسية… لكننا لن نركع
المقاومة تنقل ضرباتها المؤلمة من الفرقة 36 إلى الفرقة 98 ومعارك سهل الخيام
أحاط الغموض بالزيارة المفترضة للمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت، بسبب عدم وجود مناخ مناسب في ظل طروحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يجعل العودة إلى بيروت ذات جدوى، بعدما بات أكيداً لهوكشتاين أن البحث بتعديل القرار 1701 مرفوض في بيروت بصورة قطعية لا تقبل التعديل، خصوصاً ان هذا الرفض كان الأسبوع الماضي في ظل وضع عسكري ميداني في الجنوب اقل رجحاناً لحساب المقاومة كما هو الحال اليوم، فكيف يُقبل اليوم ما كان مرفوضاً قبل أسبوع، وجاء قصف مدينة صورة بطريقة وحشية تدميرية ليعكر الأجواء على الزيارة، حيث التدمير رسالة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو يتعامل على قاعدة أن الرسالة وصلت، وتحمل نيات الكيان، فماذا يفيد تلقي الرسائل التي تتضمن كلاماً منمقاً بعدما وصلت الرسالة الحقيقية، لكن مصادر متابعة لم تستبعد أن يصل هوكشتاين إلى بيروت لاستعراض نتائج مباحثاته مع حكومة الاحتلال، خصوصاً أن الرئيس بري أكد مراراً أنه ينظر بإيجابية لمهمة هوكشتاين، ويشير إلى التوافق بينهما على القرار 1701 دون زيادة ولا نقصان، وعلى أولوية وقف إطلاق النار، ولا يحمّل هوكشتاين تبعات ما تفعله حكومة الاحتلال وما يقوله رئيسها.
ما أضعف زخم مهمة هوكشتاين إضافة لما حملته وسائل إعلام الكيان عن طلبات بحصول الاحتلال على امتيازات أمنية على حساب السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، بما يعني إلغاء مرجعية القرار 1701، هو أيضاً المعلومات الواردة من الدوحة حول عدم وجود فرص حقيقية للتقدم في المسار التفاوضي حول غزة، حيث يقوم مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز بأرشفة المبادرات السابقة ومحاولة استخراج بنود مبادرة جديدة، بما يبدو أنه وقت ضائع حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أسبوع، الثلاثاء المقبل في الخامس من تشرين الثاني، بينما نتنياهو يملأ الوقت الضائع بالعنتريات والخطابات التعبوية لجمهور المتطرفين، دون أن يستطيع إخفاء كابوس الهزيمة الذي بدأ يلاحقه في ضوء الخسائر المتراكمة خصوصاً على جبهة جنوب لبنان، والعجز عن تسويق نظرية النجاح في استهداف إيران، وكان لافتاً قول نتنياهو، لن نُهزم، ولقد تلقينا ضربات قاسية، وإن سقطنا سوف يسقط العالم، لكننا لن نركع.
في الميدان واصلت المقاومة ملاحم إنجازاتها على جبهة الحدود، مؤكدة أن الاحتلال فشل في فرض سيطرته على أي من قرى الحافة الأمامية، وأن توغل الاحتلال لا يزال دون مستوى أي سيطرة على أي قرية، علماً ان هذه التوغلات تلقى ما يناسب من نيران المقاومة على مدار الساعة وتقع الإصابات الموجعة في صفوف قوات الاحتلال، وآخر معارك ليل أمس كانت تلك التي استمرّت لما بعد منتصف الليل في سهل الخيام، حيث خسرت الفرقة 98 التي تضم ألوية المظليين والكوماندوز، عدداً من آلياتها، وأصيب العديد من ضباطها وجنودها، بعدما كان نصيب الفرقة 36 التي ينتمي إليها لواء جولاني أبرز ما حمله الأسبوع الماضي.
فيما تسجّل المقاومة مزيداً من الإنجازات العسكرية وإمساكها بمفاصل الميدان على طول الجبهة الجنوبية مقابل تسجيل المزيد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتجه الأنظار إلى المباحثات التي يُجريها مبعوث الرئيس الأميركي الى المنطقة أموس هوكشتاين في تل أبيب وما إذا كان سينتقل بعدها إلى بيروت لاستكمال التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول التوصّل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، بالتوازي مع مفاوضات في الدوحة بين وفدي حركة حماس و»إسرائيل» يقودها مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز حول عقد صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن زيارة هوكشتاين الى لبنان باتت مرتبطة بأمرين: نتيجة زيارته الى «إسرائيل» ومدى مرونة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيمين نتنياهو حول وقف الحرب على لبنان، والثاني حصيلة المفاوضات في الدوحة، لأن التوصل الى اتفاق في غزة يسهل التهدئة والاتفاق في لبنان، بسبب الارتباط الوثيق بين الجبهتين والذي لم يُحسم حتى الآن، حيث إن موضوع فصل الجبهتين وفق المصادر لم ولن يناقش بشكل جدي قبل وقف العدوان على لبنان. نافية الحديث عن موافقة حزب الله على فصل الجبهتين وإبلاغ رئيس مجلس النواب نبيه بري قطر موافقة الحزب على هذا الأمر.
وفي سياق ذلك، أشار النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» أمين شري، إلى أنه «ليس لنا أي تعليق على أي مبادرة ما لم يكن هناك وقف للعدوان، ونحن لم يصلنا أي شيء بشأن مبادرات للاتفاق وأولويتنا وقف العدوان». ولفت شري، في حديث لـ «الجزيرة»، الى أن «العدو يريد أن يضغط على المقاومة بالنيل من المواطنين».
وأشارت أوساط دبلوماسية غربية لـ«البناء» الى محاولات أميركية جدية للتوصل الى هدنة ولو مؤقتة على جبهتي غزة وجنوب لبنان قبل موعد الانتخابات الأميركية، لكن لا مؤشرات حاسمة على نجاح جولة التفاوض التي تواجه تعقيدات متعدّدة، خصوصاً أن الإدارة الأميركية الحالية لم تعد تملك الأدوات الضاغطة على «إسرائيل» لدفعها لوقف الحرب، كما أن نتنياهو يستغل هذا الفراغ في البيت الأبيض لإطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافه وينتظر الرئيس الأميركي الجديد ويراهن على استمرار دعمه في الحرب أو عقد اتفاق يقدّم له ضمانات شخصية وأمنية تتعلق بجبهتي غزة وجنوب لبنان.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن «إسرائيل» والولايات المتحدة تجريان محادثات لإنشاء «صفقة شاملة» من شأنها أن تؤدي إلى تسوية على الجبهة الشمالية، حيث تقترح «إسرائيل» إلغاء توسيع العملية البرية في لبنان مقابل دعم الولايات المتحدة فرض حظر على لبنان من شأنه أن يؤدي إلى منع إعادة تأهيل قدرات حزب الله. واشارت إلى أن صفقة لبنان تهدف لوقف إطلاق النار 60 يوماً يتم خلالها التوصل لتفاصيل اتفاق كامل.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن مفاوضات لبنان يقودها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي الأميركي. فيما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر معرفة مَن سيخلف الرئيس الأميركي جو بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي بشأن الحرب. ولفتت الى أن «إسرائيل» هي التي باتت تتخذ القرارات، إن لم يكن هي التي تتحكّم بزمام الأمور في الشرق الأوسط، أما الولايات المتحدة، فدورها بات أقلّ.
دبلوماسياً، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في دار السفارة اللبنانية في لندن، بحضور سفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وخلال الاجتماع شدّد رئيس الحكومة «على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل مع الجهات الدوليّة للتوصل الى حل دبلوماسي لتطبيق القرار 1701 كاملاً». وشكر «بريطانيا على الدعم المستمرّ للجيش وتعزيز خبراته». ونوّه «بأهميّة دور اليونيفيل لحفظ الاستقرار في الجنوب» ودعا بريطانيا «إلى دعم جهود اليونيفيل وتعاونها مع الجيش».
بدوره، شدد الوزير البريطاني على «أن المساعي الدبلوماسية قائمة لوقف إطلاق النار». وقال: «نحن نقوم بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والمانيا بدعم الجيش عبر تطوير التقنيات العسكرية وفي المجالات كافة».
في غضون ذلك، واصل حزب الله عملياته النوعية البرية والجوية ملحقاً خسائر فادحة في جيش العدو وفي مواقعه ومصانعه وتحشداته العسكرية ومستوطناته ومنشآته الصناعية والحيوية في الشمال، ما يرفع كلفة الحرب على «إسرائيل»، وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ«البناء» ويضع حكومة نتنياهو أمام مأزق كبير، وخيارين اثنين: إما الاستمرار بالحرب بالوتيرة نفسها وتحمّل أكلاف إضافيّة على كامل مفاصل الكيان الإسرائيلي في ظل رفع حزب الله وتيرة عملياته النوعية بشكل غير مسبوق وإلى حد قد لا تستطيع «إسرائيل» تحمّله، أو التراجع والموافقة على حل دبلوماسي يُقرّ بالعجز عن تحقيق أهداف الحرب ودفع الأثمان السياسية في الداخل وعلى المستوى الاستراتيجي.
وأقرّ القائد السابق في تشكيل السلاح الجوي «الإسرائيلي» العميد احتياط إيلان بيتون بأنّ حزب الله ما يزال يمتلك قوته الأساسية، وما يزال يمتلك أيضًا قدرات صاروخيّة.
وفي تصريح لقناة «آي نيوز» «الإسرائيلية»، قال بيتون محذرًا: «الحزب لا يستطيع تهديد سكان الشمال (شمال فلسطين المحتلة) فحسب، بل يمكنه تهديد «إسرائيل» كلها أيضًا». وأشار بيتون إلى أن حزب الله يريد استنزاف «إسرائيل» لمدة طويلة عبر روتين متغيّر، لافتًا إلى أن: «صفارات الإنذار في الشمال هي روتين الصباح المتوتّر، وهذا يُدار بكثير من الذكاء من حزب الله، فهم يغيّرون الوتيرة والأماكن وعدد الصواريخ».
في السياق نفسه، أكّد اللواء احتياط في «جيش» الاحتلال «الإسرائيلي» إسرائيل زيف، أمس الأحد، أنّ: «حزب الله تعافى وعاد إلى وضعه الطبيعي، على الرغم من الضربات التي تلقّاها»، فيما أشار العقيد احتياط في الجيش «الإسرائيلي» جاك نيريا إلى أنّ: «المقاتلين في لبنان يسمحون للجيش «الإسرائيلي» بالتقدّم تمهيدًا لمهاجمته وإيقاعه في كمائن».
الأمر نفسه أقرّت به وسائل إعلام «إسرائيلية» بأنّ: «الواقع صعب في الشمال، و»إسرائيل» تجبي أثمانًا باهظة جدًا».
وكشف بحثٌ أجراه معهد «واتسون» للشؤون الدولية والعامة في جامعة «براون» الأميركية أن التمويل الأميركي للمجهود الحربي لـ«إسرائيل» يشكّل نحو 70% من مُجمل نفقات الحرب، وبلغ أكثر من 22 مليار و700 مليون دولار.
وبحسب البحث، فإن ذلك يشمل المساعدات العسكرية الأميركية التي أرسلتها واشنطن لـ «إسرائيل» منذ بدء الحرب على قطاع غزة ولبنان وحتى نهاية الشهر الفائت، وكلفة العمليّات العسكرية التي نفّذها الجيش الأميركي، بينها إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة ونشر منظومات دفاع جوي في «إسرائيل».
ونشر موقع «كالكاليست الإسرائيلي» تفاصيل البحث، فذكر أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 22 مليار دولار على المساعدات العسكرية للاحتلال من الأسلحة والمعدّات إلى نشر حاملات الطائرات.
وكانت المقاومة أعلنت في سلسلة بيانات استهداف تجمع لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة، ومستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية وتجمع لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة العمرا غرب الوزاني بصلية صاروخية. كما أعلن «حزب الله» عن استهداف شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيّرة انقضاضية.
كما استهدف الحزب على دفعتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصليتين صاروخيتين. من جانبه، اعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 7 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما قصف الحزب موقع رأس الناقورة البحري بمسيرتين انقضاضيتين أصابتا أهدافهما بدقة، وقاعدة ميرون للمراقبة الجوية بصلية صاروخية، ومستعمرات نهاريا وشومرا ومرغليوت، كما استهدف بصلية صاروخية نوعية قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا».
في المقابل واصل العدو الصهيونيّ عدوانه الوحشي على القرى والبلدات اللبنانية مستهدفًا بشكل خاص المباني السكنية والمنازل والمراكز التجارية موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى وتسبب بدمار هائل وأضرار جسيمة في المناطق المستهدفة.
وشنّ طيران العدو الصهيونيّ سلسلة غارات جوية على عدد كبير من القرى والبلدات الجنوبيّة لا سيما في قضاءي صور وبنت جبيل وطاولت أيضًا مدينة النبطية والعديد من بلداتها.
وشكلت الغارات الجوية الصهيونية أحزمة نارية واسعة حاصرت العديد من القرى والبلدات وخصوصًا القرى الحدودية والقريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة.
واستهدفت الغارات الجوية الصهيونية بلدات: دير ميماس، أرنون، يحمر – الشقيف، أطراف قلعة الشقيف لجهة الخردلي، وأطراف كفرتبنيت، حي الرمل بمدينة صور، المعلية، زبقين، مجدل زون، المنصوري، عين بعال، العباسية، معركة، بيوت السياد، باتوليه، شمع، بيت ليف، برج قلاويه، أطراف الحلوسية ودير قانون النهر، البرغلية وبافليه. وشملت الاعتداءات الجوية الصهيونية أيضًا: كفر جوز، اللويزة، أطراف العيشية، كفرحونة، عربصاليم، الناقورة، ومدينة الخيام. وتعرّضت بعض هذه البلدات لغارات متكررة، أو أكثر من غارة.
وتسببت هذه الاعتداءات بارتقاء عدد من الشهداء جميعهم من المدنيين وبينهم أطفال، وألحقت دمارًا كبيرًا في الأبنية السكنية والمنازل. وأفادت مصادر محلية بأن الغارة على بلدة بيوت السيّاد في قضاء صور استهدفت مسجد البلدة وأدت إلى تدميره.
وشنّ طيران العدو الصهيوني الحربي غارة جوية على بلدة شمسطار في بعلبك أدّت إلى تدمير منزل مأهول على ساكنيه واستشهاد صاحب المنزل و3 من أطفاله. كما أغار الطيران الحربي الصهيوني بعد الظهر على بلدة الحلانية البقاعية.
وترافقت الغارات الجوية مع قصف مدفعي على القرى والبلدات الحدودية أو القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، وتركز بشكل خاص على بلدات شبعا، والضهيرة والناقورة.
وبدأ طيران العدو الصهيوني منذ الأمس تدميرًا ممنهجًا في مدينة صور بسلسلة غارات متتالية استهدفت المباني السكنية في قلب المدينة ما أدّى إلى انهيار عدد كبير من المباني.
وأقدمت قوات العدو الصهيوني على نسف مربعات سكنية في بلدات: يارين ومروحين والضهيرة وأم التوت. ونفذ طيران العدو الصهيوني حزامًا ناريًا واسعًا عبر سلسلة من الغارات الجوية شمل عددًا كبيرًا من قرى قضاءي صور وبنت جبيل في الجنوب.
كما نفّذ طيران العدو حزامًا ناريًا آخر على بلدة الناقورة ومحيطها عبر سلسلة غارات جوية ترافقت مع قصف مدفعي عنيف ومركز.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارة الجوية التي شنها العدو الصهيوني على مبنى في حي الرمل في مدينة صور أدّت إلى ارتقاء 7 شهداء ووقوع 17 جريحًا.
ومساء أمس شنّ العدو سلسلة غارات في البقاع أدّت الى استشهاد عدد من الأشخاص.
وأفيد عن مجزرة ذهب ضحيتها 35 شهيداً من آل شمص في وداي الحفير.
*************************************
افتتاحية صحيفة النهار
استنفار نيابي “نادر” لمواجهة تداعيات النزوح زنّار مجازر من صور إلى البقاع الشمالي
للمرة الأولى منذ اشتعال الحرب الجارية قبل شهر وبضعة ايام، تقدمت المخاوف والهواجس اللبنانية المتعاظمة من تداعيات أزمة النزوح من المناطق المستهدفة بالغارات والقصف والمواجهات إلى مناطق أكثر أمناً على كل المخاوف والأخطار الأخرى، الأمر الذي يشكل استحقاقاً ضاغطاً بقوة على الدولة والحكومة ومجلس النواب والقوى السياسية والمجتمعية بأسرها. ولعلّ المفارقة الكبيرة اللافتة التي استولدتها هذه الأزمة والتي استوقفت المراقبين الدبلوماسيين كما الأوساط الداخلية تمثلت في أن الهمّ المشترك الناشىء عن تفاقم تداعيات أزمة النازحين تمكّن من فعل ما لم تفعله أي أزمة أخرى سابقاً وحالياً.
إذ أنه عشية أيام قليلة من حلول موعد احياء الذكرى السنوية الثانية لأزمة الفراغ الرئاسي، انعقد اجتماع نيابي موسع في مجلس النواب ضم أكثر من خمسين نائباً يمثلون سائر الكتل النيابية قاطبة بلا استثناء في ما شكل اجماعاً نادراً على توحيد الموقف من أزمة النزوح واصدار توصيات لمواجهتها. وعلى رغم الطابع غير الرسمي لهذا التطور لكون الاجتماع جاء بمبادرة من النواب وليس بدعوة من رئاسة المجلس، اتخذت الخطوة دلالات بارزة وإيجابية من حيث الاجماع على اتجاهات عملية ومبدئية وقانونية لاحتواء ومعالجة أزمة النزوح خصوصاً وتحديداً لجهة الاتفاق على ضرورة خضوع النازحين والمقيمين لأحكام القانون ومنع أي مسببات للاحتكاكات والاشكالات.
ومن غير المستبعد أن يكون مسار تكثيف الخطوات المتصلة بالنازحين ناجماً عن المعطيات القاتمة التي لا تزال تحكم الواقع الحربي التصعيدي في لبنان، إذ لا تظهر بعد أي معالم ايجابية لوقف النار ولجم الحرب التدميرية وهو ما تبدّى في عدم تبلّغ المسؤولين اللبنانيين أي معطيات حيال مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل وما إذا كانت سنتتهي بموافقة اسرائيلية على وقف للنار في لبنان.
واتفق ممثلو الكتل النيابية الذين اجتمعوا في قاعة المكتبة العامة لمجلس النواب ظهر أمس على مجموعة اتجاهات وخطوات تضمنها بيان، وأبرزها: “اعتبار واقع النزوح الذي نشأ نتيجة العدوان الإسرائيلي قضية وطنية تعني الجميع وتفترض مقاربتها والقيام بمهامها وفق قواعد وأصول التضامن الوطني، الذي تجلّى بالاحتضان المشكور الذي حصل في كل المناطق التي استقبلت النازحين وقدّمت أفضل صورة عن الانتماء الوطني. مطالبة الحكومة اللبنانية بمضاعفة جهودها والقيام بكل ما يلزم لايجاد أماكن الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية لإقامة ومعيشة النازحين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والإنسانية في هذا المجال. دعوة الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلدية للقيام بكامل واجباتها للحفاظ على أمن النازحين اللبنانيين والمقيمين وتطبيق القوانين بحزم وإيلائها الأولوية المطلوبة ومنع أي وجود مسلح سواء من المجتمع النازح أو المقيم والابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي. خضوع جميع المواطنين سواسيةً، من مقيمين ونازحين، للقانون وقواعد الانتظام العام واحترام الملكيات الخاصة وعدم الاعتداء عليها أو استعمالها بغير موافقة اصحابها. الطلب من الحكومة دعم البلديات للقيام بدورها بفعالية وتسجيل النازحين في أماكن النزوح واشرافها على كل ما يتعلق بموضوع النازحين اللبنانيين وتوزيع المساعدات لهم بالتنسيق والتكامل مع هيئة إدارة الكوارث الحكومية”.
وأكد النائب وائل أبو فاعور أن الاجتماع عقد بسعي مشترك من كتلتي “اللقاء الديموقراطي” و”الاعتدال الوطني” وبالتعاون مع كل القوى السياسية، وبدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
على الصعيد الحكومي، كشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة لأعمال الاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة أنّ “أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها”، مشدداً على أنّه “إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية”. وطالب بوحبيب بِـ”دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين وتعزيز قدراتنا الدفاعية”.
صور وبعلبك
غير أن التصعيد الحربي لم يتراجع أمس حيث استمر القصف الإسرائيلي على المناطق والقرى اللبنانية، متسبباً بمزيد من المجازر ومتنقلاً، حيث كانت الحصة الاكبر مجدداً لمدينة صور في الجنوب والبقاع الشمالي. وسقط 7 شهداء و 17 جريحاً في غارة إسرائيلية على مبنى في حي الرمل في صور. واستهدفت غارة منزلاً في الحلانية بقاعاً تسببت بوقوع 4 اصابات. وشن الطيران سلسلة غارات عنيفة بعد الظهر على بعلبك التي استهدفت باكثر من غارة عنيفة وبلدات قصرنبا وطاريا وسرعين وبريتال وأفيد عن سقوط شهيدين وعشرة جرحى في طاريا. ثم شنّ غارات أخرى على بلدة الرام ويونين حيث اصيب أربعة مواطنين بجروح وأوقع مجزرة عائلية في بوداي حيث سقط ستة شهداء من عائلة واحدة. وتحدثت معلومات عن مجزرة أخرى في بلدة الرام حيث سقط ثلاثة شهداء وتبين وجود أطفال تحت منازل دمرها القصف وعمل رجال الدفاع المدني على رفع الركام لانقاذهم. كما أفيد عن عدد من الشهداء في منزل داخل ثكنة غورو في مدينة بعلبك.
كما استهدفت غارة بواسطة مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق عام عاريا. وفي وقت أفيد عن اصابة شخص، سجل تضرر عدد من السيارات. وفي المقابل، أعلن “الحزب” في سلسلة بيانات أنه استهدف تجمعًا للقوات الإسرائيلية عند بوابة فاطمة، وقصف مستعمرة كريات شمونة وتجمعًا للجنود في منطقة العمرا غرب الوزاني. كما أعلن استهداف شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيّرة انقضاضية. واعلن بعد الظهر أنه اطلق صلية نوعية صاروخية على قاعدة ستيلا ماريس البحرية الإسرائيلية شمال غرب حيفا.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
60 قتيلاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية على شرق لبنان
حصيلة قتلى الغارات منذ 23 سبتمبر ترتفع إلى أكثر من 1700
قُتل 60 شخصاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية، يوم (الاثنين)، على قرى عدّة في شرق لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة جديدة نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكتب محافظ بعلبك بشير خضر على موقع «إكس» أنه اليوم «الأعنف على بعلبك» منذ بدء التصعيد.
وكثّفت إسرائيل منذ الشهر الماضي ضرباتها الجوّية على مناطق تُعتبر معاقل لـ«الحزب» قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها، وبدأت هجوماً برياً «محدوداً» في جنوب لبنان بعد تبادل للقصف على مدى سنة مع «الحزب» عبر الحدود.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن «الغارات المتتالية للعدو الإسرائيلي على مدن وبلدات محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع أدّت في حصيلة غير نهائية إلى سقوط ستين شهيداً»، مضيفة أن 58 شخصاً أصيبوا بجروح.
كانت الوزارة أحصت في وقت سابق في بيانات متتالية مقتل 48 شخصاً في الغارات الإسرائيلية على قرى عدة في المنطقة التي تُعدّ معقلا لـ«الحزب»، الاثنين، بينها بلدة العلاق حيث أدّت «غارة العدو الإسرائيلي… في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة أشخاص».
وأفادت الوزارة كذلك بحصول غارة إسرائيلية على بلدة الحفير في بعلبك أدّت «في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة أشخاص». وقُتل تسعة أشخاص في غارة مماثلة على بلدة رام في منطقة بعلبك.
وقالت الوزارة كذلك إن «غارة العدو الإسرائيلي على بوداي في محافظة بعلبك الهرمل أدت (…) إلى استشهاد ستة أشخاص من بينهم طفل وإصابة خمسة آخرين». وأفادت أيضاً بمقتل طفل في بلدة بريتال.
وفي وقت سابق (الاثنين)، أفادت الوزارة بمقتل سبعة أشخاص في غارات فجراً على مدينة صور في جنوب البلاد.
وترتفع بذلك حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية في لبنان منذ 23 سبتمبر (أيلول) إلى أكثر من 1700، وفق حصيلة أعدّتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات وزارة الصحة.
*****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الاحتلال يتوغل بتدمير مدن الجنوب والبقاع.. ومفاوضات وقف النار لم تتوقف
دعم بريطاني للحل الدبلوماسي.. وإجماع نيابي على اعتبار النزوح قضية وطنية
مع ارتفاع نيران وغبار التدمير، على أرض مدن الجنوب، الصامدة، من بنت جبيل الى النبطية وصور والقرى والبلدات الكبرى على امتداد الشريط الفاصل بين لبنان واسرائيل، والبقاع، الى بعلبك والهرمل وبلداتها الكبرى وقراها، وقدرة المقاومة المستمرة على تسديد ضربات موجعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي والمستعمرات الحدودية، وصولاً الى حيفا وصفد وعكا وغيرها..
وتسابقت القنوات الاسرائيلية على الاعلان ان العملية البرية في جنوب لبنان تقترب من تحقيق اهدافها، وكشفت القناة 12 ان المفاوضات مع لبنان يتولاها وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية مع مستشار الامن القومي الاميركي، وتحدثت عن مدة لوقف النار لا تتجاوز الـ60 يوماً، يتم خلالها البحث في مسار اتفاق نهائي ودائم لوقف النار.
وقالت القناة نفسها ان اسرائيل تسعى الى صفقة مع لبنان مقابل اجراءات لمنع اعادة تسلح حزب لله.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية: «أن العملية البرية تقترب من تحقيق هدفها، وهو إزالة تهديد الصواريخ المضادة للدروع في جنوب لبنان». ما يعني تراجع المطالب الاسرائيلية من إبعاد قوات المقاومة الى شمالي نهر الليطاني الى ابعاد خطر الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدم من مسافات قريبة نسبياً.
ولاحقاً، اعلنت القناة 12 الاسرائيلية مساء إن «إسرائيل تقترح عدم توسيع عمليتها البرية في لبنان، شريطة فرض حصار بري وجوي ومائي بدعم أميركي لمنع حزب لله من إعادة بناء قدراته». ونقلت عن مصادر أمنية: أن «العملية البرية في جنوب لبنان تقترب من تحقيق هدفها وهو إزالة تهديد الصواريخ المضادة للدروع»
وتابعت: «إسرائيل والولايات المتحدة تجريان محادثات لإنشاء صفقة شاملة من شأنها أن تؤدي إلى تسوية على الجبهة الشمالية، حيث تقترح إسرائيل إلغاء توسيع العملية البرية في لبنان مقابل دعم دعم الولايات المتحدة فرض حظر على لبنان من شأنه أن يؤدي إلى منع إعادة تأهيل قدرات حزب لله».
بالتوازي استمر الكلام الاميركي والبريطاني والفرنسي عن استمرار الجهود والمساعي لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة وتوازيا في لبنان، وتمخضت لاتصالات عن اقتراح مصري لهدنة قصيرة في غزة. فيما ابدت مصادر دبلوماسية تتابع اللقاءات الدولية من نيويورك لـ«اللواء» تشاؤمها بالتوصل الى وقف شامل نهائي لوقف اطلاق النار «نظراً لان اي طرف لن يبيع موقفاً جدياً وجذرياً لإدارة اميركية راحلة بإنتظار تبلور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وتشكيل ادارة جديدة».
ولم يصدر حتى مساء امس ما يشير الى اجتماع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين مع اي مسؤول اسرائيلي برغم المعلومات عن وصوله امس الاول الى الاراضي المحتلة. للاطلاع من مسؤولي الكيان على موقفهم من الصيغة التي سبق واتفق بشأنها مع رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه برّي لوقف الحرب فورا قبل اي بحث آخر. ويترقب لبنان نتائج هذه الزيارة التي من شأنها أن تحدد ما اذا كان هناك وقفٌ لإطلاق النار، أو أن الحل رُحل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. فيما استمر الحديث عن احتمال التصلفي مفاوضات الدوحة لهدنة مؤقتة قد تنعكس على لبنان، وترددت في هذا الصدد معلومات مفادها ان الموفد القطري المستشار الاميري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) سيزور بيروت الخميس المقبل. ولم يتم تأكيد الخبر من اي مصدر.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ارتفاع الأصوات الداعية للوصول إلى اتفاق توقف إطلاق النار يقابله استمرار الأعمال العسكرية في لبنان في ظل سيناريو مجهول في الفترة المقبلة، ومن هنا تتعدد الراوبات بشأن هذا السيناريو المقبل على البلاد.
إلى ذلك، أشارت إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يطلع الحكومة فور الدعوة لانعقادها على حراكه الديبلوماسي كما ستكون له لقاءات ابرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في الوقت نفسه بدت المحاولات الجارية للوصول إلى هدنة غير واضحة النتائج، وان كانت المفاوضات لم تتوقف.
ميقاتي وستارمر
وفي اطار الاتصالات، إستقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس في مقر رئاسة الحكومة.
شارك في الاجتماع سفير لبنان لدى بريطانيا رامي مرتضى والمستشار زياد ميقاتي.
في خلال الاجتماع قدّم رئيس الحكومة البريطانية «تعازيه الى الرئيس ميقاتي بسقوط المدنيين ضحايا العنف في لبنان».
وقال: «نريد ان نرى وقفا للعنف واطلاق النار من كل الاطراف وتطبيقا كاملا للقرار الاممي الرقم 1701».
ونوّه بالعلاقة البناءة بين الجيش البريطاني والجيش اللبناني، مبدياً «استعداد بريطانيا لدعم لبنان في هذه المرحلة على الصعد كافة».
أما الرئيس ميقاتي «فشكر بريطانيا على موقفها الداعم لوقف اطلاق النار والحل الديبلوماسي». كما شكر بريطانيا على دعم لبنان لا سيما الجيش.
الكتل النيابية: النزوح قضية وطنية
نيابياً، خرج ممثلو كل الكتل النيابية، الذين اجتمعوا في قاعة المكتبة العامة لمجلس النواب لمناقشة موضوع النزوح، وحضر النائب امين شري مع نواب آخرين (عن كتلة الوفاء للمقاومة) الاجتماع، الذي نسق الدعوة اليه اللقاء الديمقراطي وكتلة الاعتدال الوطني وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، بهدف تشكيل شبكة أمان تحمي لبنان وتبعد عنه الفتن الداخلية، من زاوية ان النزوح الذي نشأ نتيجة العدوان الاسرائيلي هو قضية وطنية تعني الجميع وتفترض مقاربتها وفق قواعد واصول التضامن الوطني.
وطالبت الكتل الحكومة اللبنانية مضاعفة جهودها والقيام بكل ما يلزم لايجاد اماكن الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية لاقامة ومعيشة النازحين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى تحمّل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والانسانية في هذا المجال وشكر الدول والمنظمات التي قامت بتقديم مساعدات مشكورة حتى اللحظة والتي للاسف لم تصل الى ايفاء الحاجات المطلوبة.
– دعوة الاجهزة الامنية والعسكرية والبلدية للقيام بكامل واجباتها للحفاظ على امن النازحين اللبنانيين والمقيمين وتطبيق القوانين بحزم وايلائها الاولوية المطلوبة ومنع أي وجود مسلح سواء من المجتمع النازح او المقيم والابتعاد عن مظاهر الامن الذاتي.
– خضوع جميع المواطنين سواسيةً، من مقيمين ونازحين، للقانون وقواعد الانتظام العام واحترام الملكيات الخاصة وعدم الاعتداء عليها او استعمالها بغير موافقة اصحابها…
الوضع الميداني
ميدانياً، يمعن جيش الاحتلال الاسرائيلي في تدمير معالم الهوية والحياة في المدن الجنوبية، من بنت جبيل الى صور والنبطية، مرورا بالبلدات الكبرى والقرى الممتدة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي.
فعند الرابعة فجراً، أغار الطيران الاسرائيلي على مبنى لآل مسلماني في حي الرمل في صور قرب مطعم «الجواد»، واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة، أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح.
ولاحقا نعت مؤسسة كهرباء لبنان «العاملين فيها حسن وخليل مسلماني الأب وابنه اللذين كانا مثالاً للتفاني والإخلاص في المؤسسة، حيث عملا معاً في معمل صور واللذين استشهدا إثر قصف العدو الإسرائيلي على منطقة صور».
واغار مجدداً قرابة الواحدة بعد الظهر على شقة سكنية في مبنى بشارع فرن بحر بمدينة صور.
وفي البقاع، استهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدة شمسطار في محلة «ضهر الصوان» لجهة بلدة طاريا في قضاء بعلبك. وأسفرت عن تدمير المنزل واستشهاد صاحبه علي سماحة وإصابة ثلاثة أطفال بجروح. وبعد الظهر شن العدوغارة على بلدة الحلانية بين شركة الموسوي ومستشفى رياق ادت الى سقوط اربعةجرحى.
وتلاحقت غارات العدو بين سرعين والسفري، وعلى قصرنبا والمنطقة بين العسيرة و بعلبك وبين تمنين التحتا والفوقا. وبعد الظهر نفذ العدو الاسرائيلي مجزرة في غارة على بلدة بريتال البقاعية، ما أدى لارتقاء شهيدين و 10 جرحى في حصيلة اولية.كما ارتقى مساءً 6 شهداء من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة بوداي قرب بعلبك، واصيب 4 مواطنين في غارة على منزل في يونين. وتم استهداف بلدة الرام بغارة معادية ايضاً ادت الى استشهاد 7 مواطنين..
وشنت مساء غارة إسرائيلية على محيط معبر القاع الحدودي بين لبنان وسوريا.
وفي بعلبك الهرمل، شن جيش الاحتلال اكثر من 70 غارة ادت الى سقوط اكثر من 40 شهيداً.
ولم توقف الطائرات الحربية الاسرائيلية قصفها، فبعد الساعة السابعة قصفت اطراف المجيدية والخيام وقبرين وحارة وبنت جبيل وياطر وغيرها.
كما قصفت المدفعية سهل الماري ووادي الخنسا عند اطراف بلدة الماري.
وأحصت وزارة الصحة سقوط 16 شهيداً لمجزرة بلدة العلاق.
واصلت المقاومة منذ فجر امس، استهداف تجمعات قوات الاحتلال عند قرى الحد الامامي وخلفها، فقصفت تجمعاته بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت مرتين، و عند بوابة فاطمة في كفركلا اربع مرات متتالية.وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة العمرا غرب الوزاني مرتين. وتجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مرغليوت.
وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء «لبيك يا نصر لله»، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح امس الباكر، « شركة يوديفات» للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيرة انقضاضية أصابة هدفها بدقة.
وبعد انذار المقاومة لسكان مستعمرة كريات شمونة ليل امس بإخلائها، استهدفتها صباحاً بصلية صاروخية.
وتحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن اطلاق حزب لله ما يزيد عن 140 صاروخاً باتجاه المستعمرات الشمالية.
وتحدثت عن سقوط 7 جنود وضباط بين قتيل وجريح، فيما اشار الجيش الاسرائيلي الي ازالة جدار دفاعي عند الحدود مع لبنان.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
غارات على المدن والبلدات وصواريخ على المستوطنات.. الحل ينتظر الوساطات وإسـرائيل تصعّد قبل الانتخابات
تتفق التقديرات والتحليلات السياسية والعسكرية والأمنية على اعتبار المرحلة الحربية الراهنة على جبهة لبنان، بأنّها فترة مراوحة نارية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية المقرّرة الثلاثاء في الخامس من تشرين الثاني المقبل، أي بعد اسبوع. من دون أن تُخرج تلك التقديرات والتحليلات من حسبانها احتمال أن تشهد الأيام السبعة الفاصلة عن موعد الانتخابات تطورات عسكرية غاية في الخطورة والتصعيد، وخصوصاً في ظلّ استمرار المواجهات العنيفة بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي على تخوم القرى والبلدات الحدودية، ورفع إسرائيل لوتيرة عدوانها التدميري الذي تركّز بالأمس بغارات عنيفة على البنى المدنية في مدينة صور، وكذلك في موازاة رفع «الحزب» لوتيرة مواجهاته في الميدان البري، واستهدافاته الصاروخية للمواقع والقواعد والمستوطنات والمدن الاسرائيلية. وتبعاً لذلك، تقدّم لبنان عبر وزارة الخارجية بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن ضدّ اسرائيل بشأن الاعتداءات الاخيرة واستهداف الصحافيين ومنشآت إعلامية.
رهان على سراب
السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة ذلك، ماذا يمكن أن يحصل بعد 5 تشرين الثاني، وهل سيشكّل انتخاب رئيس أميركي جديد محطة تغيّر مشهد المنطقة ولبنان من ضمنها، وتضبطه في مسار سريع نحو الحل الديبلوماسي، ووقف لإطلاق النار؟
على ما يقول ديبلوماسي خبير في الشأن الأميركي لـ«الجمهورية»، فإنّ الرهان على أن يحمل الخامس من تشرين الثاني المقبل متغيّرات فورية تنعكس إيجاباً على الوضع اللبناني، أشبه بالركض وراء السراب. فالإدارة الأميركية الجديدة لتتشكّل تحتاج بالحدّ الأدنى إلى بضعة أشهر بعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد مهامه في 20 كانون الثاني المقبل».
ويضيف الديبلوماسي عينه، أنّه «ما من شك انّه في 5 تشرين الثاني يشكّل اعلاناً عن دخول الولايات المتحدة الاميركية في حقبة رئاسية جديدة بعد نحو شهرين من الآن، وسواء فازت كامالا هاريس او دونالد ترامب، ولكن ما ينبغي ان يتنبّه إليه المبالغون في تقديراتهم، والمراهنون على تغييرات جذرية في هذا التاريخ، هو أنه سواء فازت هاريس او ترامب، فإنّ ثمة خطوطاً عريضة محل إجماع أميركي تسير عليها الولايات المتحدة وفق ما يحقق مصالحها بالدرجة الأولى، سواء على المستوى الدولي، او ما خصّ الشرق الاوسط ولبنان. مع فارق بسيط جداً وهو الاختلاف في آليات تحقيقها بين رئيس يمارس سياسة خشنة ورئيس يعتمد سياسة ليّنة. وبالتالي فإنّ من السذاجة القول إنّ التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة، هو انقلاب سياسي ونهج جديد وسياسات جديدة.
ويلفت الديبلوماسي عينه، إلى أنّه في صلب المصالح الاميركية تقع اولوية دعم اسرائيل وحمايتها وتأكيد حقها في الدفاع عن نفسها، ما يعني أنّ سياسة الرئيس الاميركي الجديد ستكون استمرارية للسياسات الأميركية السابقة، وبالتالي فإنّ المقاربة المنتظرة في العهد الرئاسي الاميركي الجديد هي نفسها التي اعتُمدت في عهد بايدن كما في العهود الرئاسية الأميركية السابقة له. ولكن يجب ان ننتبه جيداً الآن إلى أنّ الولايات المتحدة حالياً في مرحلة انتقالية بين عهدين حتى ولو فازت كامالا هاريس نائبة الرئيس الاميركي الحالي، واكتمال الادارة الاميركية الجديدة مع هاريس او ترامب يتطلب بعض الوقت».
يُستنتج من هذه القراءة الديبلوماسية، أنّ المسعى الأميركي للحل السياسي، إن لم يحقق خرقاً في الايام او الاسابيع القليلة المقبلة، فسيرحّل الحل المنتظر ربما الى ما بعد تشكّل الادارة الاميركية الجديدة؛ أي بعد أشهر. وحتى لو تغيّر الأشخاص، سيستمر بالوتيرة نفسها، وتحت العناوين والطروحات نفسها التي صاغتها تطورات الميدان العسكري، وسبق للوسيط الأميركي الحالي آموس هوكشتاين أن طرحها على الجانب اللبناني، ولاسيما في ما خصّ العودة الى القرار 1701 كمرتكز للحل السياسي على جبهة لبنان.
يُشار في هذا السياق الى ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية حول «أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر لمعرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار ديبلوماسي».
فقاعات إعلامية
بالعودة إلى الميدان، فإنّه ينحى في مسار تصاعدي، وعلى ما تؤكّد مجرياته، فإنّ العدوان الإسرائيلي متفلت من أي ضوابط او كوابح لجنونه التدميري للمناطق اللبنانية. وما يُحكى عن جهود لوقف هذا العدوان وبلورة اتفاق على وقف اطلاق النار، فإنّه، وفق ما قال مسؤول كبير معني بحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»، «لا يعدو اكثر من فقّاعات إعلامية فارغة لا أساس لها. أقلّه حتى الآن».
ورداً على سؤال حول السيناريوهات والروايات التي تحدثت عن حراك جديد للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين يقوده إلى اسرائيل، ومن ثم الى لبنان إن وقف على ايجابيات من المسؤولين الاسرائيليين، قال المسؤول عينه: «بعض القنوات الإسرائيلية قالت انّ هوكشتاين سيقوم بزيارة إلى اسرائيل في اطار مهمّته لبلوغ حل سياسي ووقف اطلاق النار، ولكن في ما يعنينا في لبنان، فلا يوجد أي شيء حتى الآن على الإطلاق».
ولفت المسؤول عينه إلى أنّ الكرة في ملعب اسرائيل، ومهمّة هوكشتاين هي في اسرائيل وليست في لبنان، وخصوصاً انّه في زيارته الأخيرة تبلّغ موقف لبنان من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنّ الحلّ للوضع القائم محدّد في القرار 1701 وتطبيقه بحذافيره بشكل كامل وشامل، وانّ لبنان ملتزم كلياً بهذا القرار، ولا يقبل أي تعديل له، او أي تجزئة له، او إقرانه بأي ملاحق له. وهذا الموقف تمّ إبلاغه لكل الموفدين والمستويات الدولية.
وخلص المسؤول الكبير إلى القول: «في مطلق الاحوال، إسرائيل ماضية في عدوانها، ولا تتجاوب مع أي مسعى لوقف هذا العدوان، وهذه مسؤولية الاميركيين الذين يقولون انّهم يريدون وقفاً سريعاً لاطلاق النار، وقلنا ذلك بصراحة لهوكشتاين. واما من جهتنا فلا نرى سوى القرار 1701 سبيلاً لإنهاء العدوان، ولا يمكن لنا أن نقبل بأيّ صيغ لحلول على حساب لبنان وسيادته على جوه وبحره وكامل ترابه الوطني».
وكانت معلومات غير مؤكّدة تحدثت عن وصول هوكشتاين إلى تل ابيب حاملاً معه اقتراح آلية لتطبيق القرار 1701، خلاصتها: هدنة لثلاثة أسابيع، ووقف العمليات الحربية، سحب سلاح «الحزب» إلى شمال الليطاني، وانسحاب إسرائيل خلف الخط الازرق، تشكيل لجنة رباعية اميركية فرنسية بريطانية والمانية لمراقبة سحب السلاح وانسحاب اسرائيل، وتعزيز انتشار الجيش بـ8000 جندي، وتحديد آلية أممية تضمن لليونيفيل حرّية العمل جنوب الليطاني بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتطبيق فعلي وحرفي للقرار 1701، ويتزامن ذلك مع تكليف الجيش ضبط مطار بيروت والمرافئ اللبنانية والحدود اللبنانية- السورية، وإغلاق ممرات التهريب بين لبنان وسوريا، على أن يلي ذلك إطلاق مفاوضات لتثبيت الحدود اللبنانية.
شروط مرفوضة
تبعاً لذلك، أكّدت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» أنّ «أي شروط او طروحات تمسّ بسيادة لبنان، هي مرفوضة وساقطة كلياً أمام القرار 1701 الذي نلتزم به ونصرّ على تنفيذه بكل مندرجاته، وبالتالي لسنا معنيين بكل ما يُحكى في الإعلام وغير الإعلام عن ملحقات أمنية او سياسية سرّية او علنية لهذا القرار».
إخفاق
إلى ذلك، وفي ذروة احتدام العمليات الحربية، أبلغ مرجع أمني إلى «الجمهورية» قوله، إنّ «التقارير العسكرية عن الميدان لا تعكس تبدّلاً نوعياً في وقائعه منذ انطلاق العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، و«الحزب» تمكّن من فرملة هذه العملية ومنعها من التقدّم الى أبعد مما تسمّى تخوم الحافة الأمامية، وكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة جداً. وهذا الإخفاق في تحقيق انجاز على الجبهة البرية، يعوّض عنه جيش العدو باستهداف البنى المدنية في الضاحية الجنوبية (إضافة الى مدينة صور بالأمس) وبلدات الجنوب والبقاع. وكذلك في تفجير منازل القرى المتاخمة لخط الحدود، بما يبدو وكأنّه يظهر للداخل الإسرائيلي من خلال هذه التفجيرات بأنّه حقق انجازاً ما».
وأكّد المرجع «أنّه سمع تقييماً سلبياً جداً من أحد الملحقين العسكريين الأجانب للعملية الاسرائيلية البرية، يؤكّد فيه انّه فوجئ بأداء الجيش الاسرائيلي، وبقدرة «الحزب» وتكتيكاته العسكرية التي حقق فيها تفوقاً ملحوظاً في الميدان، وهو الأمر الذي سيعجّل حتماً في إنهاء الحرب ووقف اطلاق النار»، مشيراً الى أنّ الحزب تمكّن من رفع فاتورة الخسائر لدى الجيش الاسرائيلي الى حدود غير متوقعة. وإسرائيل راهنت على أن تتمكن من خلال عمليتها العسكرية ان توجد واقعاً وفق شروطها خاضعاً لسيطرتها، تتوجّه فيه بإنجاز الهدف الذي اعلنه نتنياهو بإعادة سكان الشمال وإبعاد «الحزب»، ولكن الامور جاءت معاكسة، وخلاصتها انّ الفشل في البر، وارتفاع وتيرة سقف خسائر اسرائيل، إضافة الى تدرّج «الحزب» في استهدافاته الصاروخية بوتيرة كثيفة، تجعلها غير قادرة على أن تفرض شروطها، بل أن تخضع في النهاية إلى جهود وقف الحرب، وفق ما ينص عليه القرار 1701».
الموقف الإسرائيلي
إسرائيلياً، رفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من وتيرة تصعيده، معلناً «أننا قتلنا نصرالله ولن يعود ليقول بيتنا كبيت العنكبوت»، لافتاً، أنّه «في اليوم التالي لن تحكم حركة ح غزة، ولن ينتشر «الحزب» على حدودنا الشمالية»، وقال انّه يسعى إلى الانتصار في حرب النهضة. «ونحن الحاجز الحقيقي أمام إيران ومن دون صمودنا سينهار العالم والشرق والاوسط»، مشيراً الى أنّ «مستقبل الشرق الاوسط الذي نسعى اليه سيتمّ فيه تحجيم ايران».
وفي موازاة ذلك، بدأ النقاش يحتدم في إسرائيل حول استمرار الحرب، حيث قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية «انّ الحكومة الإسرائيلية ضحّت بالرهائن والجنود على حساب استمرارها في الحكم»، فيما أجمعت القنوات وتقديرات المحللين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين على أنّ «الحزب» استعاد عافيته وأعاد التقاط أنفاسه وتنظيم هيكليته بعد الضربات العنيفة التي تلقّاها باغتيال أمينه العام وعدد كبير من قادته وكوادره العسكريين والميدانيين، وبصعوبة المواجهة معه، وهو ما عكسته العملية البرية التي لم تحقق حتى الآن الاختراقات النوعية التي توختها اسرائيل منها.
ووفق الإعلام الاسرائيلي، فإنّه حتى الآن لا يزال ضباط اسرائيليون يقولون باستحالة إعادة سكان الشمال، وخصوصاً انّ «الحزب» ما زال بعيداً عن الهزيمة. وكرّروا قولهم إنّهم «ضدّ بقاء قوات الجيش في جنوب لبنان، ليتحوّل الجنود الى أهداف ثابتة لـ«الحزب».
يتزامن ذلك مع ما ذكره مركز «بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية» بأنّ الاستراتيجية الاسرائيلية لا تسعى إلى نزع سلاح «الحزب» بالقوة، بل إلى التوصل إلى اتفاق سياسي ما، على الأرجح اتفاق يتقمّص روح القرار 1701. ونظراً إلى أننا تعلّمنا جميعاً من التجارب مدى صدقية آليات نزع السلاح لدى أعدائنا، فإنّ المعنى الاستراتيجي هو أنّ الحرب الحالية في لبنان ليست سوى مقدّمة للحرب القادمة.
وفي السياق ذاته، نشر موقع «القناة 7» العبرية مضمون رسالة لمجموعة من أمهات الجنود الإسرائيليين موجّهة إلى وزراء وأعضاء في الكنيست، جاء فيها: «لا تتركوا أطفالنا في الوحل اللبناني، لا يمكننا أن نثق بحكومة تعرّض أطفالنا للخطر في حرب تخوضها من دون استراتيجية سياسية ومن دون استنفاد البدائل الديبلوماسية الممكنة .. ليس لدينا أطفال لحروب ليس لها أهداف سياسية».
وأعاد نشر كلام سابق للرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند للقناة 12 العبرية، وفيه أنّه «في اطار القتال الحالي، لن تحقق اسرائيل النصر المطلق في غزة ولبنان، فـ«حركة ح» و«الحزب» لن يستسلما،. وانّ استمرار القتال على الجبهتين لا يخدم مصلحة اسرائيل، لذلك من الصائب ان نفتح الباب امام ترتيبات سياسية على الجبهتين».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
لبنان يرفض «الاملاءات» ونتانياهو يرد بتدمير صور وبعلبك
شروط استسلام تعطّل الدبلوماسية الى ما بعد الرئاسة الاميركية
تكتيكات الحزب في المواجهات البرية تفرض معادلات جديدة – ابراهيم ناصرالدين
لا رهان جديا على مضمون ما يمكن ان يحمله المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين من كيان الاحتلال الاسرائيلي، اذا صدقت المعلومات حول نيته القدوم اليوم الى هناك، فحتى الان لا اعلان رسميا يفيد بحتمية الزيارة، ولا موعيد له في بيروت، ومن ينتظر الجواب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو عليه الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخامس من الشهرالمقبل، لان كل ما يصدر قبل ذلك مجرد مناورات وملء للوقت الضائع، وسط تدمير ممنهج يطال البنية التحتية المدنية في مناطق بيئة المقاومة في محاولة للضغط بمزيد من التدمير الوحشي خصوصا على موقف المفاوض باسم المقاومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد اختار العدو بالامس مدينة صور بما تمثله، وكذلك بعلبك «كصندوقي بريد» ناري حيث يحصل تدمير ممنهج وهمجي للمجمعات السكنية ويستهدف المدنيين. وهي استراتيجية تتبعها قوات الاحتلال بعدما ثبت ان عين التينة لن تتراجع «قيد انملة»، بحسب مصادر مطلعة، اكدت ان بري ابلغ من يعنيهم الامر في واشنطن بذلك، فيما اكد الحزب بالامس عبر النائب علي فياض ان الانجازات التي حققتها المقاومة في الميدان طوت مرحلة الاملاءات الاسرائيلية.
السقوف العالية
وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة، ان السقوف لا تزال عالية في كيان الاحتلال على الرغم من الفاتورة المكلفة التي يدفعها ضباطه وجنوده على الحافة الامامية، وفي المستوطنات، واذا كان «المكتوب» يقرأ من عنوانه، فان التفاوض تحت النار لا يمكن تفسيره الا بمحاولة اسرائيلية لفرض شروط استسلام على لبنان، ويتسلح نتانياهو بدعم اميركي اعمى لخططه، بل شراكة اميركية وقحة لا يمكن تجميلها بحراك دبلوماسي لا يهدف الا لمحاولة تحسين فرص كاميلا هاريس الانتخابية. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان نتانياهو ينتظر معرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي بشان الحرب. وقد نفى مكتب نتانياهو اجراء مشاورات مع واشنطن لمنع توسيع القتال في لبنان لـ 60 يوما.
شروط استسلام اسرائيلية؟
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «اسرائيل هايوم» الناطقة باسم نتانياهو عن خطته التي تحمل في طياتها ما يعتبره إمكانية حصول انعطافة استراتيجية. ولفتت الى انه يريد احداث تغيير استراتيجي في ميزان القوى في لبنان، وقضم قدرة النفوذ الإيراني في المنطقة، التي يوافق عليها أطراف في لبنان وفي الساحة الدولية والإقليمية.ولهذا تريد إسرائيل تصميم واقع جديد على الساحة اللبنانية من خلال تسوية سياسية، في ظل إلقاء ثقل وزنها العسكري كرافعة ضغط.
الخطة الاسرائيلية؟
وذلك ضمن شرطين ملزمين، الاول، آلية إنفاذ ذات مغزى تتأكد من تنفيذ القرارات المتخذة، والثاني، حفظ شرعية لعمل عسكري مبادر من إسرائيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات. ولهذا فان التسوية يجب ان تقوم على أساس خطة تنفذ في عدة مراحل: 1 ـ تنفيذ كامل لقرارات 1701، بما في ذلك وقف نار تام من الحزب، وانسحاب عموم قواته إلى ما وراء الليطاني، وانتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. بعد ذلك، تنسحب إسرائيل إلى الحدود الدولية.2- تنفيذ القرار 1559، الذي يتضمن تجريد الحزب من سلاحه وإلغائه «كميليشيا» مستقلة في لبنان في غضون 24 شهراً تحت رعاية الجيش اللبناني وآلية إنفاذ دولية. 3- تحديد مدة تسمح لإسرائيل بحرية عمل عسكري مطلقة في صالح تنفيذ القرارات، في كل حالة من تعاظم قوة الحزب في لبنان أو خرق وقف النار.
لا عودة الى 1701
ولذلك لن توافق اسرائيل على العودة للقرار 1701، لان هذا السيناريو سيسمح لإيران وللحزب بالمهلة الزمنية اللازمة لاعادة تنظيم نفسه، وإعادة وتجديد تعاظم القوة. ولا تتوقف طموحات نتانياهو عند هذا الحد، فبرايه إسرائيل في موقع تأثير تاريخي لدرجة خلق أساس مستقبلي للتطبيع مع لبنان، واليمين يضغط عليه لعدم تفويت هذه الفرصة، خصوصاً بعد أن دفع الجيش ثمناً باهظاً جداً.
لا معجزة اميركية
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان لا أحد ينتظر معجزة أميركية فمن ناحية لبنان، لم تتغير أسس هذا الاتفاق، وهي تشمل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بدون تغيير صياغته، وانتشار الجيش اللبناني جنوبي الدولة إلى جانب قوة اليونيفيل، التي لن تتغير صلاحياتها، ولفتت الى ان طيف السيد نصرالله لن يغيب عن الساحة، فإرثه سيملي مصير لبنان، ويحول أي نقاش حول الاتفاق إلى مناورة عقلية نظرية، وكل زيارة لوسيط إلى عرض متكرر لعدم الجدوى والفائدة.
الفترة الانتقالية!
وهذا الموقف يتصادم مع معارضة إسرائيل وأميركا، التي تطالب بتوسيع لبنود القرار، بحيث يعطي إسرائيل صلاحية المتابعة الجوية لتنفيذ القرار، ووفق الصحيفة، عند الحاجة يسمح بتنفيذ رقابة برية، أي القيام بـ «مطاردة ساخنة» داخل لبنان في كل حالة خرق، وتوسيع صلاحية عمل قوة اليونيفيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، تاكيدها ان اسرائيل ستطلب أيضاً السماح بالتواجد في جنوب لبنان لفترة انتقالية يتم فيها فحص الترتيبات العسكرية التي ستقوم بها حكومة لبنان واليونيفيل، لكن من المشكوك فيه انه سيتم الرد بالإيجاب على هذا الطلب.
عداد الشهداء يرتفع
في هذا الوقت، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في تقرير جديد أن «الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حيث بلغ حتى يوم يوم الأحد 2710 شهداء و 12592 جريحا»، ويتضمن إحصاء لشهداء القطاع الصحي وجرحاه والخسائر الحاصلة في المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية والآليات.
الفتنة؟
وفي موقف لافت، حذر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب من فتنة داخلية، وقال خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزراري لاعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة – اسبانيا، أنّ «أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها»، مشدداً على أنّ «إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية».
الهمجية الاسرائيلية
ميدانيا، 200 غارة جوية خلال 48 ساعة، فيما دفعت مدينة صور ثمن التوحش الاسرائيلي بالامس، وكانت العنوان الابرز للهمجية، مع مدينة بعلبك، في المقابل لا تزال الصواريخ تنهمر على المستوطنات، خصوصا في كريات شمونا ونهاريا، اما الابرز في عمليات المقاومة، فكان هجوم بالمسيرات على موقع راس الناقورة البحري، والقاعدة البحرية في حيفا، وقاعدة الصناعات العسكرية، وقاعدة ستيلا ماريس البحرية، وقاعدة ميرون الجوية، اما بريا، فكان كمين كفركلا الابرز حيث احرق المقاومون دبابتي ميركافا بمن فيهما، بينما تعرضت تجمعات الاحتلال لاربعة استهدافات عند بوابة فاطمة.
الاثمان الباهظة
وامام فرض الحزب تكتيكات برية مفاجئة غيرت في المعادلات، خرجت اصوات كثيرة في كيان الاحتلال بدات تعبر عن غضبها من الثمن الكبير الذي يتم دفعه، مع الاقرار ان «الاعداء»، لن يرفعوا «الراية البيضاء»، فحجم القتلى والجرحى بين الضباط والجنود صادم، وقد صدر اقرار رسمي بان عدد الجرحى تجاوز الـ 600، فيما افادت معلومات وسائل الاعلام الاسرائيلية بان قيادة الجيش قدمت صورة سوداوية عن مستقبل المواجهة مع الحزب، وبات السؤال لماذا دفع هذا الثمن؟ في حرب عرفنا كيف بدات ولن نعرف كيف تنتهي؟. واشار قائد شعبة العمليات اللواء الاحتياط اسرائيل زيف الى ان الحرب في لبنان تبدو كانها حرب جديدة. فيما قال زعيم المعارضة يائير لابيد «ان الجيش ينقصه 10 الاف جندي، ولم نعد الاسرى وسكان الشمال لا يزالون في الفنادق».
العدوان مستمر
في هذا الوقت، وفيما قدم لبنان شكوى امام مجلس الامن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين، تواصل القصف الاسرائيلي على المناطق والقرى اللبنانية، متنقلا بين الجنوب، حيث كانت الحصة الاكبر لصور امس، والبقاع، وخصوصا بعلبك ومحيطها، حاصدا عشرات القتلى والجرحى. واصدرت قيادة الجيش بيانا اكدت فيه ان العدو الإسرائيلي استهدف جرافة للجيش أثناء عملها على فتح طريق قالويه- كفردونين في الجنوب، ما أدى إلى إصابة أحد العناصر». وسقط 7 شهداء و 17 جريحا في غارة اسرائيلية على مبنى في حي الرمل في صور. واستهدفت غارتان محيط تلة علي الطاهر شرقي النبطية الفوقا. وتم قبل ظهرامس إنتشال جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منازل في بلدة شقرا بعد تعرضه لغارات خلال الأسبوع الماضي. واستهدفت غارة منزلا في الحلانية بقاعا، كما استهدفت غارة بواسطة مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق عام عاريا. وفي وقت افيد عن اصابة شخص، سجل تضرر عدد من السيارات.
رد المقاومة
في المقابل اعلن الحزب عن نصب كمين لجنود الاحتلال في بلدة كفركلا، حيث كمن المقاومون لآليات وجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمهم باتجاه تل نحاس عند أطراف البلدة، وعند وصولهم لنقطة المكمن اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية ما أدى إلى احتراق آليتين ووقوع الجنود بين قتيل وجريح. كما قصف الحزب قاعدة بحرية إسرائيلية قرب حيفا بالصواريخ، واعلن عن صلية صاروخية نوعية استهدفت قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا». كما استهدفت المقاومة تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة اربعة مرات، وكذلك قصفت مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية، منطقة العمرا غرب الوزاني، كما استهدفت المقاومة شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيرة انقضاضية.كما استهدفت على دفعتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصليتين صاروخيتين وقد اقر جيش الاحتلال بإصابة 7 ضباط وجنود في معارك الجنوب خلال الساعات الـ24 الماضية، واعلن الجيش ان عدد المصابين تجاوز الـ 600.
سلاح لمواجهة المسيرات؟
وامام العجز في مواجهة مسيرات المقاومة، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية تخصيص 530 مليون دولار لتسريع تطوير نظام الدفاع الجوي بالليزر المعروف بـ «الشعاع الحديدي». واعلنت انها وقعت صفقة كبرى بقيمة 2 مليار شيكل لتوسيع نطاق شراء أنظمة الاعتراض بالليزر بشكل كبير. وتامل دولة الاحتلال أن يسمح النظام للجيش باعتراض الطائرات المسيرة بشكل أكثر فعالية، وستعمل وزارة الحرب مع شركتي الدفاع الإسرائيليتين «رافائيل» و»إلبيت»، لتطوير النظام، وقال المدير العام للوزارة إيال زامير إنه يأمل أن يدخل النظام الجديد الخدمة في غضون عام.
الرد الايراني حتمي
في هذا الوقت، لا يزال الترقب سيد الموقف حيال المواجهة الايرانية الاسرائيلية وتاثيرها على الحرب في لبنان وغزة، وفيما سرب الاعلام الاسرائيلي معلومات عن نية اسرائيل تنفيذ ضربة ثانية لايران ردا على استهداف منزل نتانياهو، اكدت مصادر دبلوماسية ان كيان الاحتلال رفع منسوب التاهب بعدما بات مقتنعا ان التهديدات الايرانية بالرد جدية، وليست مجرّد شعارات للاستهلاك المحلي، لا سيّما أنها وردت أيضاً بشكل قاطع على لسان المرشد العام علي خامنئي.
قبل الانتخابات او بعدها؟
ووفقا لتلك الاوساط، يبدو أن تهديدات المسؤولين الإيرانيين هذه المرة قاطعة لدرجة أنهم قيّدوا أنفسهم بها، ولم يتركوا مجالاً للتراجع عنها. ولذا فإن تقديرات إسرائيل ترجّح رداً إيرانياً، وسط تساؤل عن المكان والزمان، وعن قوة الرّد؟ وطبقاً لبعض الجهات غير الرسمية في إسرائيل، فان الرد قد يتاخر لأن الانتخابات الأميركية باتت وشيكة، وطهران غير معنية بمساعدة دونالد ترامب في العودة للبيت الأبيض من خلال المزيد من التصعيد في المنطقة. ووفقا للتقديرات ، فإن إسرائيل هاجمت بصورة محددة قدرات إستراتيجية عسكرية لإيران، وأعدّت العدة لتوجيه ضربات مقبلة بعد الانتخابات الاميركية. ولهذا اذا قررت ايران عدم الرد، فمعنى ذلك ضعف استراتيجي، بينما إذا قرّرت الردّ، فإن هذا سيسمح لإسرائيل بضرب أهداف استراتيجية.
اميركا ضعيفة
ووفقا لصحيفة» نيويورك تايمز» الاميركية فإن إسرائيل هي التي باتت تتخذ القرارات، إن لم يكن هي التي تتحكّم بزمام الأمور في الشرق الأوسط، أما الولايات المتحدة فدورها بات أقلّ.
وقالت إن أميركا، التي كانت تعتبر اللاعب الرئيسي والمهيمن في المنطقة، أصبح تأثيرها محدوداً. حيث اصبحت مهمة بايدن القيام بعملية تنظيف دبلوماسية، بدلاً من كونه صانعَ للسلام أو قائد حروب.وقد فشلت الإدارة في تحقيق أي اختراقات دبلوماسية بينما تعمل إسرائيل على تصعيد النزاع بدون خطة لما سيأتي بعد الحرب. وتقول الصحيفة إن الضربة الإسرائيلية ضد إيران، التي حاولت فيها الاستجابة لاعتبارات الحملة الانتخابية، جاءت لتجنّب تدهور العلاقات مع إدارة قد تترأسها هاريس. ولو فاز ترامب في الانتخابات، فيمكن لإسرائيل القيام بعملية أقسى تستهدف فيها المنشآت النووية والنفطية.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
تصعيد كبير في صور وغزة بانتظار نتائج المفاوضات
الشرق – تواصل القصف الاسرائيلي على المناطق والقرى اللبنانية مستهدفاً الحجر والبشر، ونالت مدينة صور وابنيتها الحديثة والتاريخية امس حصتها من التدمير الحاقد على المدينة واهلها.
ففي العاصمة، ساد هدوء حذر الضاحية الجنوبية لبيروت. وانهار مبنى صباحا بشكل كلي في منطقة برج البراجنة بسبب الغارات التي ضربت المنطقة مؤخرًا والتي تسببت بانهيارات جزئية في أساساته،واستهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدة شمسطار في محلة «ضهر الصوان» لجهة بلدة طاريا في قضاء بعلبك. وأسفرت عن تدمير المنزل واستشهاد صاحبه علي سماحة وإصابة ثلاثة أطفال بجروح، والعمل جار لرفع الأنقاض، واستهدفت غارة منزلا في الحلانية تسببت بوقوع 4 اصابات في حصيلة اولية. وافيد عن استهداف مسيرة معادية لدراجة نارية في بلدة طاريا، ما أدى إلى سقوط شهيدين،واستهدفت غارات إسرائيلية بعلبك ومحيطها، كما استهدف الطيران الحربي حي سكني في بلدة بريتال وسيارة داخل البلدة، وافيد بان بأن الحصيلة الأولية للغارة هي شهيدان و10 جرحى، حالة بعضهم حرجة، ودمرت الغارة المبنى المستهدف وألحقت أضرارا كبيرة بالمباني المجاورة والسيارات،وشن الطيران الحربي غارة على حي العسيرة في مدينة بعلبك، واخرى على بلدة سرعين التحتا. من جهة اخرى، استمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل من الليل الفائت وحتى صباح امس حيث اغار الطيران الحربي على مبنى في مدينة صور قرب مطعم «الجواد» ما ادى الى سقوط ثلاثة شهداء بالاضافة الى عدد من الجرحى وسجلت غارة على بلدة تولين إستهدفت مسجد التامرية وافيد عن وقوع 3 شهداء من خارج البلدة. وأصدرت قيادة الجيش البيان الاتي: «استهدف العدو الإسرائيلي في سياق عدوانه المستمر على لبنان جرافة للجيش أثناء عملها على فتح طريق قالويه- كفردونين في الجنوب، ما أدى إلى إصابة أحد العناصر، وسجلت غارة عنيفة على بلدة البرغلية وعلى المنطقة الواقعة بين زوطر الشرقية وعلمان وعلى الرمادية، وسقط 7 شهداء و 17 جريحا في غارة اسرائيلية على مبنى في حي الرمل في صور، واستهدفت غارتان محيط تلة علي الطاهر شرقي النبطية الفوقا، وتم امس إنتشال جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منازل في بلدة شقرا بعد تعرضه لغارات خلال الأسبوع الماضي. ايضا، استهدفت غارة بعد الظهر مدينة النبطية، كما اغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة عدشيت، وشن أيضا غارة استهدفت بلدة رومين ، فغارة استهدفت حي الميدان في مدينة النبطية،كما اغار على اطراف بلدة الرمادية، واستهدف بلدة الصرفند، ومنزلا في بلدة تمنين الفوقا،كما افيد عن 3 غارات معادية استهدفت بلدة طيرحرفا. ودعا الجيش الاسرائيلي سكان صور وتحديدا منطقة دكتور علي الخليل، حيرام، محمد الزيات، نبيه بري، الى اخلائها. بعدها، استهدفت غارة شقة سكنية في شارع افران بحر في صور، وسجلت ايضا سلسلة غارات عنيفة على المدينة وابنيتها القديمة والحديثة، وسجلت غارتان على المنطقة الواقعة بين الحلوسية ودير قانون النهر، وغارة على منزل في بلدة خربة سلم – حي الطباله، وغارة على مسجد بلدة بيوت السياد وعلى بلدة معركة، وغارتان على الخيام وغارتان على البرغلية والقليلة وغارتان على عربصاليم ونهر الليطاني. واستهدفت غارة بافليه وجبال البطم. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي صباحا، على دفعتين، على بلدة ارنون. سبق الغارة وتلاها قصف مدفعي مركّز، طال الاحياء السكنية في البلدة، وأغار الطيران الحربي على بلدة يحمر الشقيف لغارة جوية على دفعتين، وكذلك على اطراف بلدة المعلية في قضاء صور، ومجدل زون – المنصوري، وعين بعال، وبيت ليف في بنت جبيل، وباتوليه، وقلاويه، والريحان، والصرفند، وأيضاً أغار على منزلين في بلدة يحمر الشقيف، مما ادى الى تدميرهما. وأدت الغارة على باتوليه الى سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى في حصيلة أولية، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت بلدة اللويزة في اقليم التفاح، واطراف العيشية وكفرحونة، كما نفذت مسيرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه باتجاه بلدة عربصاليم، كما اقدم الجيش الاسرائيلي على تفجير مبانٍ في يارين ومروحين والضهيرة وام التوت، وشنّ الطيران الحربي غارة على المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرتبنيت والنبطية الفوقا. وتسبب العدوان الجوي الاسرائيلي الذي تعرضت له منطقة كفرجوز في النبطية الى اضرار كبيرة بعشرات المباني والمتاجر جراء الصواريخ الارتجاجية المدمرة التي ألقتها الطائرات الاسرائيلية، والتي ألحقت اضرارا فادحة في مستشفيي نبيه بري الحكومي والنجدة الشعبية القريبين من مكان الاستهداف، وأدى العدوان الجوي الذي تعرض له حي السرايا القديمة في مدينة النبطية، الى شهيد وجرح 3 آخرين، بعدما استهدفت الطائرات الحربية الحي المذكور بغارة جوية ادت الى تدمير منازل ومبان سكنية ومحال تجارية، واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة عين بعال ما ادى الى مجزرة حصيلتها سبعة شهداء واربعة عشرون جريحا من بينهم ممرضة وثلاثة مسعفين . في المقابل، أعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات ان مجاهديها استهدفوا بقذائف المدفعية تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة، وكذلك قصفوا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية. وقال: استهدفنا مرتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة العمرا غرب الوزاني بصلية صاروخية. واعلنت ان «مجاهديها كمنوا لآليات وجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمهم باتجاه تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، وعند وصولهم لنقطة المكمن اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية ما أدى إلى احتراق آليتين ووقوع الجنود بين قتيل وجريح». كما أعلنت «المقاومة الاسلامية عن استهداف شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيرة انقضاضية». وفي إطار سلسلة عمليات خيبر «وردا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء «لبيك يا نصر الله»، أطلق المقاومة صلية صاروخية نوعية على قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا». كما استهدفت تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصلية صاروخية، واستهدف للمرة الثانية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصلية صاروخية.
في المقابل، اعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 7 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية، وأفادت منصة إعلامية إسرائيلية بإطلاق أكثر من 20 صاروخاً نحو «كريات شمونة» ومحيطها في الجليل.
كما أعلن الجيش الاسرائيلي عن اعتراض مسّيرة في شمال إسرائيل اجتازت الحدود من لبنان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :