افتتاحية صحيفة الأخبار:
تدمير 6 دبّابات وقتل 5 جنود وإصابة ثمانية: المقاومة تعلن الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية
تتواصل الاشتباكات والمواجهات بين المقاومين وقوات العدو الإسرائيلي في القطاع الغربي، خصوصاً في محور القوزح – رامية – عيتا الشعب، وقد كشفت، حتى مساء أمس، عن مقتل 5 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة باعتراف العدو. وفي تفاصيل المقتلة المذكورة، فقد دخلت قوة من لواء «غولاني» النخبوي، في الخامسة عصر أول من أمس، إلى مبنىً، وبعد نحو نصف ساعة، اقتحم 4 مقاومين المبنى الذي تمركز فيه الجنود واشتبكوا معهم من مسافة قريبة جداً، ما أسفر عن مقتل وجرح القوة الإسرائيلية. وبحسب مراسلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كدوش، فإن جيش العدو يحقّق في الحدث، إذ إن «المبنى الذي خرج منه المقاتلون الأربعة، تمّ قصفه مرات عدة من قبل القوات الإسرائيلية، كما هُدم جزء منه بواسطة جرافة D9قبل أن تخضعه القوة لتفتيش دقيق، وكل ذلك قبل أن يخرج المقاتلون الأربعة من المبنى نفسه». واستغرق إخلاء جرحى «غولاني» ووصولهم إلى مستشفى رمبام، نحو ساعة، واحتاج ذلك إلى تغطية نارية كبيرة ومكثّفة. وبذلك، ترتفع الخسائر في جنود وضباط العدو، منذ بداية الأسبوع الجاري فقط، إلى 10 قتلى وأكثر من 150 جريحاً.
وفي موقع قريب، في اللبّونة، استهدفت المقاومة خلال 24 ساعة، 4 دبّابات ميركافا بالصواريخ الموجّهة، وشوهدت تتفجّر وتحترق على شاشات التلفزة من مواقع بعيدة. ومساء أمس، استهدفت المقاومة دبابتي ميركافا في موقع جلّ الدير، قرب مستعمرة أفيفيم، مقابل بلدة مارون الرأس، علماً أن هذه المنطقة ملاصقة للخط الأزرق الحدودي، وبعيدة عن البلدات والمناطق المسكونة وتغلب عليها الغابات والحقول الزراعية، وتُعدّ منطقة سهلة للتقدّم أمام العدو، إلا أن المقاومين كانوا في انتظار دبابات العدو في الأمتار الأولى داخل لبنان، ليرتفع عدد آليات العدو التي دُمّرت واحترقت منذ بداية الأسبوع الحالي فقط، إلى 9 دبابات ميركافا، و4 جرافات عسكرية.
ورغم فشله في التقدّم إلى عمق البلدات الحدودية في القطاع الشرقي، واكتفائه بالتموضع بقوات قليلة في أطرافها، أو التوغّل داخلها ثم الخروج سريعاً، زجّ جيش العدو الإسرائيلي بفرقة خامسة في الحرب، هي الفرقة 210، التي تنتشر في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، موسّعاً بذلك محاور التوغّل، فضمّ محور مزارع شبعا، من دون أن يقوم بأعمال كبيرة هناك حتى الآن. كما واصل جنود العدو محاولات التقدم في العديسة ورب ثلاثين وبليدا ومركبا، لكنّ ضراوة الدفاع منعتهم من تحقيق أي تقدّم، وأوقعهم المقاتلون في كمائن متنقّلة، وجعلوهم عرضة للصواريخ والقذائف المدفعية على طول مسارات تقدّمهم، وحتى في مواضع تحشّدهم. وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، فقد «استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية - الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضم أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية. في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدّي لأي توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان».
كذلك، شنّت المقاومة هجمات صاروخية ومدفعية مكثّفة وبصواريخ «نوعية»، استهدفت مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك كريات شمونة وكفر فراديم ومسكفعام وراموت نفتالي وأفيفيم وكفرجلعادي وشتولا، إضافة الى تجمّعات جنود العدو بين العديسة وكفركلا وبليدا ووادي قطمون في محيط رميش. كذلك استهدفت المقاومة مواقع وتحشّدات العدو في مزارع شبعا المحتلة.
وأشار بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة» أمس، إلى أن «القوة الجوية» في المقاومة، تواصل وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود إلى العمق، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، «ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى، عدا مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات». أما «وحدة الدفاع الجوي»، فيتصدّى مجاهدوها للطائرات العسكرية الإسرائيلية، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكّنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».
وفي حصيلة كلّية، بحسب المقاومة، «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباطه وجنوده، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، وإسقاط مُسيّرتين من نوع هرمز 450». علماً أن «هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة».
وبناءً على توجيهات قيادة المقاومة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة».
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
السنوار شهيداً مشتبكاً بسلاحه مع الاحتلال يواجه دبابات ومسيرة وجنود النخبة
الاحتلال يعترف بفشله في الوصول إلى صاحب الطوفان حتى الاشتباك واستشهاده
مصير الأسرى إلى المجهول والحرب إلى المزيد من التصعيد… والكلمة لـ«القسام»
فوجئ بنيامين نتنياهو وأركان حكومته وجيشه أن المقاتل الذي اشتبك مع قواتهم في رفح وواجه الدبابات وطائرة مسيّرة وجنود الاحتلال واستُشهد خلال الاشتباك، كان القائد الذي أمضوا سنة يفتشون عنه بلا جدوى، وصنعوا الروايات الكاذبة عن احتمائه في نفق محاطاً بأسراهم دروعاً بشريّة، ليفاجئهم مقاتلاً ثم شهيداً يحمل بندقيته ويطلق النار في ميدان القتال أسوة برفاقه المقاومين، كواحد منهم بلا امتيازات القادة التي يعيشها قادة الكيان.
يحيى السنوار شهيداً هو الخبر وقد حرم نتنياهو وقادة الكيان السياسيين والعسكريين من الاحتفال بإنجاز استخباريّ في الوصول إليهم، فقد وصل هو إليهم يقاتلهم حتى الرمق الأخير. وها هو صانع الطوفان الذي غيّر وجه المنطقة والعالم، وأسقط أسطورة الجيش الذي لا يُقهر بهجوم الساعات الأولى من يوم السابع من أكتوبر العام الماضي، يحيي سنوية طوفانه في الميدان مقاوماً يحمل بندقيته، ويترك خلفه قضية عادت إليها الحياة واستعادت وهج الحضور، وما عادت ممكنة إعادتها الى القمقم والتفكير بخرائط منطقة تستقرّ على جثتها ودفنها، ووراءه قضيّة تفاوض عالق يزداد تعقيداً حول تبادل الأسرى بغيابه، وهو الحائز كقائد للمقاومة وصانع للطوفان ورئيس للمكتب السياسي لحركة حماس في آن واحد، على ثقة المقاومين وتفويضهم لإنجاز الاتفاق المناسب، بينما يترك الحرب التي يخوضها المقاومون ببسالة وشجاعة وتخطيط ومهارة إلى المزيد من التصعيد مع ظهور مشروع استئصالي ينتظر الفلسطينيين في غزة وغيرها، وعقليّة إبادة عنصريّة تسيطر على سلوك الاحتلال، حيث المقاومة وصفة الحياة الوحيدة.
السنوار شهيداً يتحوّل وهو يحمل بندقيته إلى ايقونة فلسطينية وعربية لنموذج القادة الذين يحقق النصر لشعبهم وقضيتهم، وهو الآتي من الأسر إلى الميدان فالشهادة، وقد حوّل أسره مدرسة لفهم الكيان ومعرفة كيفيّة فك شيفرة فهمه، كما حوّل قيادته لحماس في غزة منصة للإعداد لنقطة تحوّل قادها بنفسه وخطط لها ووفر لها المناخات المناسبة في حركة حماس وقوات القسام وغزة وصولاً إلى التحالفات وإعادة العافية لعلاقات حماس بقوى محور المقاومة ودوله، وفي المقدّمة نظرته المميّزة نحو سورية، وهو يترك كل ما بناه عهدة بين أيدي رفاق دربه في قوات القسام الذين أحبّهم ووثق بهم وأحبّوه ووثقوا به، ولهم سوف تكون الكلمة الفصل في مستقبل المواجهة التي افتتحها ولن تغلق إلا بنصر أكيد ينتظر مَن يتولى بعده القيادة الصعبة، وقد وضع السنوار للقائد معايير تصعب تلبيتها على غير المقاومين، ونقطة البداية في كل بحث لاحق عند قوات القسام.
وليل أمس أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بياناً تفصيلياً أكدت فيه أنها «تواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وتكبّد جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان وصولاً إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة.
أضاف البيان: استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضمّ أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية. في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدي لأيّ توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان.
1 ـ المواجهات البرّية:
شهد مطلع الأسبوع الحالي تصاعداً في وتيرة المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي المتوغلة من عدة مسارات في القطاعين الشرقي والغربي باتجاه قرى العديسة، رب ثلاثين، بليدا، مركبا، القوزح، عيتا الشعب، وراميا، بتغطية نارية كثيفة من سلاح الجو والمدفعية استهدفت القرى المذكورة ومحيطها. ووفق خطط ميدانية معدّة مسبقاً، تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية للقوات المعادية في محيط وداخل بعض القرى عبر استهداف مسارات التقدم، واستدراج هذه القوات إلى بعض الكمائن المتقدمة داخل بعض القرى الحدودية، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع العدو من المسافة صفر، خاصةً في بلدات القوزح، ورب ثلاثين، مما أسفر عن تكبّد العدو 10 قتلى وأكثر 150 جريح وتدمير 9 دبابات ميركافا و4 جرافات عسكرية.
2 ـ القوة الصاروخية
ـ تواصل القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية، وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف تحشدات العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وفي المستوطنات والمدن المحتلة في الشمال، وصولاً إلى قواعده العسكرية في عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرة الأولى.
3 ـ القوة الجوية
ـ تواصل القوة الجوية في المقاومة الإسلامية، وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى. عدا عن مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات.
4 ـ وحدة الدفاع الجوي
ـ تصدّى ويتصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدة الدفاع الجوّي، بالأسلحة المناسبة، للطائرات العسكرية الإسرائيلية التي تعتدي على لبنان، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».
بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، تدمير 4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، بالإضافة إلى إسقاط مُسيّرتين من نوع «هرمز 450». هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة.
بناءً على توجيهات قيادة المقاومة، تعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، وبعد شهر من حصر دائرة ما يُسمّى بالتحذيرات الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبانٍ محددة قبل استهدافها، خرج المتحدث باسم العدو الإسرائيلي افيخاي أدرعي أمس، ليعمّم تحذيراته بقاعاً وجنوباً على قرى وبلدات استهدفتها الغارات خلال أقل من ساعة من منشوراته.
وفي موازاة توالي الغارات الإسرائيلية من جهة وما تحققه المقاومة من إنجازات في الميدان من جهة أخرى، استمرت الاتصالات السياسية لمحاولة لجم التصعيد الإسرائيلي.
وناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات الإسرائيلية في لبنان والوضع الإنساني في غزة، بعد رسالة وجّهتها واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى «إسرائيل» وحثتها فيها على تحسين الوضع الإنساني في غزة. وأفاد البنتاغون في بيان بأن أوستن «شجّع حكومة «إسرائيل» على مواصلة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني الملحّ، مع الأخذ في الاعتبار التحرك الأحدث من جانب «إسرائيل» لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة».
وتلقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول تطورات المنطقة ومستجدات جهود الوساطة لإنهاء الحرب وسبل خفض التصعيد في لبنان.
وأمس، التقى وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي نظيره الإيراني عباس عراقجي معلناً «رفض مصر الكامل المساس بالسّيادة اللّبنانيّة، وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي اللّبنانيّة وسلامتها». وأكّد «أهميّة تضافر الجهود لوقف إطلاق النّار بشكل فوري، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافّة من جميع الجهات ودون انتقائيّة».
كما شدّد فى هذا السّياق على «أهميّة تمكين المؤسّسات اللّبنانيّة ودعمها فى هذه المرحلة الحرجة، وتحديداً الجيش اللبناني، لتمكينه من بسط سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللّبنانيّة، ضماناً للأمن والاستقرار في لبنان الشّقيق». وركّز على «الملكيّة الوطنيّة اللّبنانيّة فى ملف الشّغور الرّئاسي»، لافتاً إلى أنّ «القرارات ذات الصّلة بهذا الموضوع لا بدّ وأن تتمّ في إطار التّوافق اللّبناني، دون إملاءات خارجيّة».
ليس بعيداً، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بياناً جاء فيه «عقد أول أمس، مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتمّ التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالإجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على «إسرائيل»، لوقف اعتداءاتها. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكّن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من «اليونيفيل»».
وتزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبنان اليوم، حيث ستلتقي المسؤولين اللبنانيين وستبحث معهم ملف الحرب على لبنان وأزمة النازحين السوريين وأفيد أن هدف الزيارة أيضاً دعم الجنود الإيطاليين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن «هناك اتصالات ثنائية ومجموعات من الدول في الشأن الخاص بلبنان والجامعة العربية تتابع كل تلك الاتصالات وتسعى لأن تكون دائماً محاطة بها والقرار 1701 جميعنا معنيّون بتطبيقه وكذلك لبنان والوضع الخاص بلبنان أراه من الناحية السياسيّة فيه سهولة أكثر من الشأن الفلسطيني».
وأمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتمّ عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعماً للبنان. وعرض برّي مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الأوضاع الأمنيّة.
وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله إلى أنّه «بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أيّ جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: «الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات»، لافتاً إلى أنّ «العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له، وهذا ما ستحبطه المقاومة». وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا يُحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان». وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة». وأضاف فضل الله: «نعمل على 3 خطوط أوّلها في الميدان، وحتى اليوم لم يتمكّن العدو من السيطرة على أي قرية أو الاستقرار فيها». ولفت إلى أنّ «رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، ونُتابع هذا الملفّ بدقّة مع الرئيس برّي».
وميدانياً، شنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة أمس، غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالإضافة إلى سلسلة غاراتٍ على بلدات كونين وحانين ورامية في منطقة النبطية. وبالتزامن تعرّضت بلدة كفرشوبا وأطراف بلدة شبعا لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كذلك بلدة عربصاليم، فضلاً عن مفترق النبطية الفوقا – زوطر والمنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا. بالتزامن مع قصفٍ مدفعيّ استهدف بلدتي القوزح وراميا، وحولا. كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين، وعلى بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني وأطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب. وشنّ الطيران الحربيّ غارات على محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراش السريرة وبرغز. كما أغار على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلاً في بلدة دير قانون النهر، ما أدّى إلى تدميره، وتضرّر عشرات المنازل المحيطة. كما شنّ غارات على أطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين وعلى بلدة صديقين في صور. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية البرج الشمالي ومنطقة الحوش في العباسية، في صور.
وبقاعاً، استهدف الطيران الحربيّ الإسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلاً في بلدة قليا في البقاع الغربيّ ما أدّى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. كما استهدفت الغارات بلدة يحمر وتمنين الفوقا وسرعين التحتا والسفري.
في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا تجمعاً لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واستهدف الحزب «دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدّى إلى احتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح». كما استهدف «مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية». وأطلق «صلية صاروخية استهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية». وأعلن «استهدفنا تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققنا إصابات مباشرة». كما استهدف الحزب بُعيد منتصف ليل أول أمس دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا دبابة ميركافا ثانية فجراً في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
إلى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أمس، إلى روما للمشاركة في حفل تقديس «الأخوة المسابكيين» الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الأول 2024 بعد مرور مئة عام تقريباً على تطويبهم. وسيلتقي الراعي البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، وسيضع البابا فرنسيس في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانيّة إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالإضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدوديّة.
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
رحيل العقل المدبّر لـ”الطوفان”… ماذا بعد يحيى السنوار؟
نادر عزالدين
تمكّنت إسرائيل من قتل يحيى السنوار، عدوّها الأبرز، العقل المخطط لطوفان 7 أكتوبر، رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” وربما قائد “كتائب القسام”، بعملية في قطاع غزة كانت تستهدف ثلاثة مسلحين، ليتبيّن أنّه أحدهم، رغم الاعتقاد السائد أنّ الرجل كان يختبئ في أحد الأنفاق المحصّنة، تحت خان يونس أو رفح، محاطاً بثلاثين أو أكثر من الأسرى الإسرائيليين.
وإن كان مقتل السنوار الذي وضعته تل أبيب على رأس هرم أهدافها غير مفاجئ بحد ذاته، إلا أنّ المفارقة أنّه قضى مرتدياً بزّته العسكرية، وهو يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي وجهاً لوجه فجر الخميس في حي تل السلطان في رفح، دون أن يكونوا على علم أو دراية بهويّته.
في الرواية الإسرائيلية، جرى الأمر بشكل “عشوائي” و”بالصدفة”، إذ تم رصد ثلاثة مقاتلين من “القسام” في أحد مباني المخيم الفلسطيني خلال “عمليّة روتينية”، فتمّ الاشتباك معهم. لم يتمكّن الجنود الإسرائيليون من التفوق بالرصاص في هذه المواجهة، فاستعانوا بدبابة قصفت المبنى ودمّرته وقتلت المجموعة. وعند الكشف صباحاً على المكان، اشتبه الجنود بأنّ إحدى الجثث تُشبه قائد “حركة ح” إلى حد كبير، وبعد التدقيق اللازم، نشر الإعلام العبري الخبر: “قُتل يحيى السنوار”، وبرفقته مسؤولان كبيران في الحركة هما محمود حمدان وهاني حميدان.
وكما خدع “أبو ابراهيم” رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حياته عندما قاد أكبر عمليّة عسكرية – أمنية ضدّ الدولة العبرية، عاد ليخدعه حتى في مماته، فزعيم الليكود لن يستطيع الاحتفاء بإنجاز أمني. وبات سؤال الإسرائيليين الملح: إن لم يكن أسرانا درعاً للسنوار فأين هم إذاً؟
لقد ذهب السنوار ومعه الإجابات الجازمة لسلسلة طويلة من الأسئلة: ما كان هدف “طوفان الأقصى”؟ ما الذي تمكنت “حركة ح” من تحقيقه؟ لماذا انفرد بتوقيت العملية دوناً عن حلفائه؟ من اتخذ القرار؟ من نصحه؟ هل هناك من خدعه؟ هل كان ليكرّرها؟ عشرات الألغاز التي يصعب تفكيكها مع رحيل صاحب الإجابات، التي ربما لن تتوافر إلا لقلّة كانت إلى جانبه وقت “الطوفان”.
من البديل؟
وبعدما التحق السنوار بمن سبقه من قادة “حركة ح”، بات لازماً على من تبقى من قادة المكتب السياسي للحركة اختيار زعيم جديد. ولكن ربما ستكون المهمّة أشدّ صعوبة هذه المرّة، فالسنوار كان الخيار المنطقي عقب اغتيال اسماعيل هنية وسط طهران في تموز (يوليو) الماضي، إذ إنّه القائد الجامع للحمساويين، صاحب أكبر إنجاز في تاريخ الحركة، القائد العسكري والسياسي والمفاوض، وكان انتخابه بالإجماع رسالة إصرار على السير بخيار المقاومة. والأهم من كل هذا أنّه كان مدعوماً بقوّة من طهران و”الحزب”. إلا أنّ تطوّرات الأشهر الثلاثة الأخيرة، خاصة على الساحة اللبنانية، يمكن أن تقلب المشهد هذه المرّة.
إيران قد لا تتمكّن هذه المرة من بسط نفوذها داخل أروقة “حركة ح”، خاصة مع انشغالها بالهجوم الإسرائيلي على “الحزب”، على اعتبار أنّ الأولوية للتنظيم اللبناني تحت أي ظرف. وبعدما جرى استبعاد خالد مشعل كخيار محتمل لخلافة هنية في قيادة “حركة ح”، بإيعاز من طهران، ربّما تتقدّم أسهمه هذه المرة، ولطالما كان على الضفة الأخرى، بعيداً عن “التيار الإيراني” في الحركة الذي قاده السنوار، وينتمي إليه نائبه في غزة خليل الحية، ومثّل “حركة ح” في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهو المرشّح المحتمل الآخر لقيادة الحركة الفلسطينية.
ماذا بعد يحيى السنوار؟ مشعل أو الحيّة أو قائد من غزّة؟ استكمال للحرب والقتال أم اتفاق وتبادل؟ مواجهة أم استسلام؟ الإجابة فقط لدى “حركة ح”.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الحزب”: لا رئيس قبل وقف النار… نتنياهو يمهد لمنطقة بلا بشر ولا حجر
في خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي لم تنجح المساعي الجارية لوقفه بعد، وفي موازاة ترقّب الردّ الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الاخير لمعرفة المصير الذي ستتّجه اليه المنطقة بعده، أعلنت اسرائيل انّها اغتالت رئيس حركة «ح» يحيى السنوار في رفح، فيما لم تؤكّد الحركة رسمياً هذا الاغتيال او تنفيه.
فيما غابت الغارات الإسرائيلية عن ضاحية بيروت الجنوبية طوال نهار امس، تواصلت هذه الغارات على المناطق الجنوبية والبقاع، موقعة مزيداً من الشهداء والجرحى ومدمّرة مزيداً من الممتلكات، فيما أوقعت المقاومة ضابطين وثلاثة جنود إسرائيليين قتلى خلال المواجهات الحدودية. في الوقت الذي لم يُسجّل اي حراك اقليمي ودولي لوقف النار، ما خلا صدور بعض المواقف الخجولة الداعية اليه.
وقد عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقاء بينهما أمس، لآخر التطورات السياسية والميدانية، في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكان تقويم لنتائج الاتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً من اجل تحقيق وقف اطلاق النار. ثم عرض بري مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظّمه فرنسا دعماً لبنان.
ولاحظت مرجعيات رسمية فتوراً في الاهتمام الدولي بالملف اللبناني، في الأيام الأخيرة. وردّت ذلك إلى فشل المبادرة الأميركية – الفرنسية في مجلس الأمن الدولي، وإلى عجز إدارة بايدن عن كبح جماح بنيامين نتنياهو في لبنان، خصوصاً أنّها باتت أكثر انشغالاً بالمعركة الرئاسية التي باتت على مسافة أسبوعين تقريباً.
لكن الأخطر هو الاقتناع المتنامي في بعض الأوساط الديبلوماسية، بأنّ إسرائيل لا تكترث كثيراً لما يجري في لبنان اليوم، لأنّ أولويتها في هذا الظرف هي الضربة التي تخطط لتوجيهها إلى إيران، بعدما حصلت على ما تطلبه من الدعم اللوجستي الأميركي. ولذلك، في رأي الأوساط، تتابع إسرائيل معاركها بوتيرة منخفضة نسبياً، سواء في لبنان أو في غزة. والدليل هو أنّ جنودها هناك وصلوا إلى يحيى السنوار بالمصادفة لا بالتخطيط. وفي اقتناع قادة حكومة الحرب في إسرائيل، أنّ نجاح الضربة المرتقبة لإيران يفترض أن يتكفل بإضعاف حلفائها كافةً في الشرق الأوسط، ولا سيما منهم «الحزب» في لبنان.
الضعف الأميركي
في سياق متصل، استبعدت أوساط ديبلوماسية غربية نجاح المفاوضات الحالية بين إسرائيل ولبنان بالتوصل الى وقف إطلاق النار، في ظل رفض «الحزب» تطبيق القرارات الدولية وفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة، مقابل تعنت نتنياهو وتمسكه بشروطه وإصراره على مواصلة الحرب على الحزب، إلى جانب الضعف الكامن لدى الإدارة الأميركية الحالية بالضغط على حكومة إسرائيل عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وكشفت هذه الأوساط لـ«الجمهورية»، عن وجود قرار إسرائيلي بدعم أميركي ودول غربية وإقليمية للقضاء على «الحزب»، عبر تدمير البنية القيادية والشعبية والاجتماعية، وتجفيف مؤسساته المالية وخطوط إمداده بالسلاح والصواريخ والمقاتلين، وإذا لم تنجح إسرائيل بذلك وفق الأوساط، فإنّها ستعمل بكل جهدها لإضعاف قوة الحزب وتقليص نفوذه ودوره الداخلي والإقليمي، وإجباره على الانسحاب إلى حدود الليطاني.
كذلك كشفت الأوساط أنّ القوات الإسرائيلية تريد إنشاء منطقة عازلة بعمق 5 كلم على طول الشريط الحدودي، تكون خالية كلياً من «الحزب» والسكان المدنيين وحتى من الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وتمنع عودة السكان الجنوبيين اليها حتى بعد انتهاء الحرب، لذلك تقوم بتدمير البشر والحجر في هذه المنطقة، وتستهدف مراكز الجيش اللبناني ومراكز قوات «اليونيفيل» وتطلب منها مغادرة المنطقة.
القوات الدولية لـ«الجمهورية»، وجود قرار لدى «اليونيفيل» بعدم الانسحاب من أي مركز لها في الجنوب، مشدّدة على أنّها باقية ولن تخضع للتهديدات الإسرائيلية. ولفتت المصادر الى أنّ إسرائيل تحاول الضغط والتهديد لدفع أي دولة من الدول المشاركة في القوات الدولية لسحب عناصرها، لتكرّ السبحة وتدفع بقية الدول إلى ذلك، وبالتالي تلزم قيادة «اليونيفيل» وربما مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار جامع بالانسحاب، ومن ثم تُخلى الساحة للقوات الإسرائيلية لتنفيذ مخططها بلا أي عوائق. وشدّدت المصادر على أنّ جميع دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في «اليونيفيل»، ولاسيما منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لن تترك مراكزها في الجنوب بمعزل عن التطورات والأخطار المحدقة بها جراء الحرب بين «الحزب» واسرائيل، نظراً للاهتمام الكبير الذي توليه هذه الدول للبنان والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وعلمت «الجمهورية» أنّ بعض الدول الأوروبية المشاركة في «اليونيفيل» هدّدت بتجميد أو قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل في حال تعرّض وحداتها للقصف. كذلك هدّدت الصين بالردّ على أي اعتداء إسرائيلي على مراكزها.
رئيس غُبّ الطلب
وفي غضون ذلك، وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، أبلغت مصادر سياسية حليفة للحزب الى «الجمهورية»، أنّه «لن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان»، مشيرة الى «انّ هذا الموقف هو نهائي وقاطع».
واعتبرت المصادر «انّ محاولة انتخاب الرئيس تحت النار هي مريبة وترمي الى استغلال واقع انشغال «الحزب» بمواجهة العدو الاسرائيلي وبإعادة ترتيب وضعه التنظيمي من أجل «تبليعه» خياراً رئاسياً يكون مفصّلاً على قياس البعض ممن يظن انّ وضع الحزب لم يعد يسمح له بالاستمرار في الإصرار على دعم ترشيح سليمان فرنجية، وانّه صار في الإمكان إمرار اسماء كانت مرفوضة لديه قبلاً».
وشدّدت المصادر على «أنّ اي محاولة لتهريب الرئيس خلف دخان الحرب لن تنجح»، مؤكّدة «انّ اي حسابات تُبنى على فرضية انّ موازين القوى تغيّرت ويمكن استثمارها للإتيان برئيس غبّ الطلب أو تحت الضغط، انما هي حسابات خاطئة ولا توصل إلى إنهاء الشغور في قصر بعبدا».
اغتيال السنوار
وفي انتظار ما سيصدر عن حركة «ح» عن مصير رئيسها، اعلنت اسرائيل انّها اغتالته في غارة جوية على مكان وجوده في محلة تل السلطان في رفح، نقلت «رويترز» عن مصادر في «ح» أنّ المؤشرات ترجح مقتله.
وافاد بيان للجيش الاسرائيلي انّه بعد قتل السنوار، توجّه رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار إلى المكان الذي قتل فيه، يرافقهما قائد المنطقة الجنوبية ورئيس هيئة العمليات وقائد فرقة غزة. وقال هاليفي: «هذه مهنيتكم وهذا إصراركم – بعد سنة أغلقنا الحساب مع السنوار». وأضاف البيان، أنّه «بعد استكمال عملية التعرف على الجثة، يمكن التأكيد أنّه تمّ تصفية يحيى السنوار».
ووصف نتنياهو اغتيال السنوار بأنّه «إنجاز»، وقال: «اليوم أثبتنا ما يحدث لمن يقاتلنا». وشدّد على أنّ «هذا اليوم هو اليوم الذي يلي “حركة ح”، واضاف: “حركة ح” لن تحكم قطاع غزة بعد الآن والنور ينتصر على الظلام في غزة وبيروت وفي الشرق الاوسط». وأكّد أنّ المهمّة لم تنته بعد وكذلك الحرب، محذّراً من مغبة المساس بالأسرى الاسرائيليين لدى “حركة ح”، وقال: «على من يحتجزهم أن يلقي سلاحه».
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «أغلقنا الحساب مع السنوار». وأضاف، «إسرائيل أنهت حساباً طويلاً مع السنوار». والى ذلك، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي، قوله «إننا لا نعلم ما إذا كان مقتل زعيم “حركة ح” يحيى السنوار المحتمل قد يسرّع وقف إطلاق النار أو أن الطريق طويل». ورأى أنّ «النزاع العسكري المستمر بين «الحزب» وإسرائيل قد يعقّد أي فرصة محتملة لإنهاء الحرب».
واعلنت الحكومة الاسرائيلية انّ الرئيس الاميركي جو بايدن هاتف نتنياهو واتفقا على انّ «الفرصة مؤاتية لاطلاق الرهائن».
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، أنّ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول «التطورات في غزة ومستجدات جهود الوساطة لإنهاء الحرب وسبل خفض التصعيد في لبنان».
تحذير روسي
وفيما تستعد إسرائيل لتوجيه ضربات لايران، التي بدورها تستعد للردّ على هذه الضربات، ما يثير المخاوف من احتمال انزلاق المنطقة الى حرب شاملة، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله: «إننا نحذّر إسرائيل من مجرد التفكير في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
غزة… «صدفة» تقتل «صانع الطوفان»
إسرائيل اعتبرت تصفية السنوار «إنجازاً عسكرياً ومعنوياً كبيراً وانتصاراً» يمهد الطريق لـ«واقع جديد»
أعلنت إسرائيل، رسمياً، مقتل زعيم حركة «ح» يحيى السنوار، مصادفة، خلال قصف على منزل في رفح جنوب قطاع غزة، بعد بضع ساعات من إعلان الجيش التحقيق في احتمال تصفيته.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، مقتل السنوار، معتبراً أنه «نصر كبير». وقال إن تصفية «العقل المدبر للمذابح والمجازر» في 7 أكتوبر، تعد «إنجازاً عسكرياً ومعنوياً كبيراً وانتصاراً للعالم الحر»، يمهد الطريق لـ«تغيير يقود إلى واقع جديد في غزة من دون سيطرة “حركة ح” وإيران… ويفتح الباب لاحتمال الإطلاق الفوري لسراح الأسرى» الإسرائيليين في القطاع.
وبعد دقائق من تصريحات وزير الخارجية، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «تصفية الرأس المدبر لمجزرة السابع من أكتوبر». وقال في بيان باسم الجيش والشاباك (الأمن الداخلي)، إنه «في ختام عملية مطاردة استغرقت عاماً كاملاً، قضت يوم أمس (الأربعاء)… في جنوب قطاع غزة على الإرهابي المدعو يحيي السنوار».
ورغم أن الاغتيال تم مصادفة، إلا أن أدرعي قال إن الجيش والشاباك «نفذا عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار مما أسهم أخيراً في القضاء عليه».
وأضاف أن الجيش والشاباك «يعملان على مدار الأسابيع الأخيرة بقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وفرقة غزة في منطقة جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخبارية لجهاز الشاباك وهيئة الاستخبارات التي أشارت إلى مناطق مشبوهة قد يتواجد في داخلها قادة “حركة ح”. قوة من لواء 828 عملت في المنطقة رصدت وقتلت ثلاثة مخربين. وبعد استكمال عملية تشخيص الجثة يمكن التأكيد أن المدعو يحيى السنوار قد قتل».
«حركة ح» فقدت الاتصال به منذ أيام
وقال مصدران في حركة «ح» لـ«الشرق الأوسط»، اليوم الخميس، إن مستويات مختلفة في الحركة تلقت تأكيدات بمقتل يحيى السنوار. وأكد مصدر مقيم خارج غزة أن مسؤولين أمنيين في “حركة ح” نقلوا مؤشرات على مقتل زعيم الحركة، فيما أشار مصدر آخر داخل القطاع إلى أنه «تم بدء نقل الخبر إلى القيادة داخل القطاع بالطرق الأمنية المتبعة».
وقبل هذا التأكيد، قالت مصادر من “حركة ح” لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتصال مفقود مع دائرة تأمين السنوار منذ أيام، وبالتالي لم يكن هناك تواصل خلال الفترة الماضية». وأضافت: «يصعب الجزم بمصير السنوار حتى الآن»، مضيفة: «ضيق الدائرة الأمنية المحيطة به واقتصارها على شخصين إلى 3 أشخاص فقط يضيف عقبات أمام محاولة التوصل إلى معلومات عاجلة». وتابعت أن «الدائرة المغلقة التي تحيط بالسنوار هي فقط التي كانت تعرف عنه كل شيء وتتولى مسؤولية تواصله مع الآخرين».
من مخيمات الصفيح إلى قيادة «الطوفان»
ولد السنوار، في مخيم خان يونس للاجئين عام 1962، وهو أحد مخيمات الصفيح. تنحدر عائلته من قرية المجدل التي هجّرت منها عقب نكبة عام 1948 لتستقر في قطاع غزة. تلقَّى تعليمه في مدارس «أونروا» في مخيم خان يونس والتحق بعدها بالجامعة الإسلامية التي تخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الدراسات العربية.
بدأت أولى خطوات نشاطه السياسي من خلال العمل الطلابي تحت مظلة «الكتلة الإسلامية» بالجامعة وكان رئيس المجلس الطلابي بالجامعة.
منتصف الثمانينات، تعرف السنوار على مؤسس حركة «ح» الشيخ أحمد ياسين وبات مقربا من الدوائر المحيطة به. بعد تأسيس حركة ح عام 1987 شرع السنوار بلعب أدوار تنظيمية أوسع وأسس برفقة عددْ من زملائه جهازا أمنياً داخليا لـ”حركة ح” سمي بجهاز «المجد» وذلك بتكليف من الشيخ ياسين. عام 1988 اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة قتل أربعة عملاء وحكمت عليه بالسجن المؤبد أربع مرات.
قاد السنوار حركة «ح» داخل السجون إذ تولى الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة وخاض مواجهات عديدة مع سلطات السجون وسلسلة من الإضرابات عن الطعام. كما تولى السنوار المهام الأمنية داخل “حركة ح” داخل السجون وأشرف على العديد من عمليات التحقيق الداخلي للحركة، وتنقل بين سجون إسرائيلية عديدة وأمضى سنوات في أقسام العزل. تعرض السنوار خلال سنوات الأسر لأزمة صحية حادة كادت تودي بحياته ونقل على إثرها لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
أشرف السنوار من داخل سجنه على مفاوضات صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والذي أفرج عنه بموجبها عام 2011 إلى جانب نحو 1000 أسير فلسطيني. بعد الإفراج عنه، نشط السنوار داخل صفوف الحركة إذ انتخب عضواً في المكتب السياسي عام 2012 وصولا لانتخابه رئيسا للمكتب السياسي في غزة عام 2017. أعيد انتخابه لفترة ثانية عام 2021 وصولا لتوليه رئاسة الحركة عام 2024 خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.
في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها “حركة ح” في 7 أكتوبر الماضي، وضعت إسرائيل السنوار على رأس قائمة أهدافها، باعتباره «العقل المدبر» للعملية، وأضحى عنواناً لعمليتها العسكرية على القطاع. كان السنوار خطط برفقة عدد من أعضاء المجلس العسكري لكتائب «القسام» لشن هجوم كبير على إسرائيل كان يهدف من خلاله لإحداث صدمة كبيرة لإسرائيل وتغيير في موازين القوى معها.
لاحقت أجهزة الأمن الإسرائيلية السنوار فوق الأرض وتحتها في غزة من دون أن تفلح بالوصول إليه. أشارت تقارير إسرائيلية إلى وصول بعض المعلومات عنه لأجهزة الأمن إلا أن الخشية من وجود أسرى إسرائيليين أعاقت محاولات اغتياله.
لمحت طرفاً من طيفه في فيديو داخل نفق، لكن أفلح السنوار في تجنب الملاحقة والاغتيال طيلة الأشهر الماضية عبر اعتماده على أدوات اتصال بدائية تمكن من خلالها من التواصل مع قادة «القسام» الميدانيين في غزة وكذلك مع أعضاء المكتب السياسي بالخارج، كما بعث برسائل للوسطاء في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الاحتلال يعترف بتزايد «خسائره الحدودية».. وتحضير ملف لبنان لمؤتمر باريس
قصف الوردانية يدفع الأهالي الى النزوح الكثيف
طغت المعلومات التي بثتها الوسائل الاسرائيلية، وتبناها الجيش الاسرائيلي، وأحيط الرئيس الأميركي جو بايدن علماً، وكذلك رئيس وزراء الكابينت الحربي بنيامين نتنياهو، في ما خص استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة ح يحيى السنوار، بمواجهة مباشرة مع قوة عسكرية في رفح، على ما عداها، في تطور كبير، ولكنه ليس حاسماً، على صعيد جبهة الحرب في غزة، وعموم جبهات الحرب الأخرى لا سيما الحرب في لبنان، حيث تلحق المقاومة ضربات «متعبة» و«قاسية» عند حدود التماس الجنوبية، ومحاور الممتدة من الناقورة الى قرى وبلدات القطاع الاوسط والشرقي.
وهكذا، اتضح من مسار الاتصالات المحلية والدولية الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي وحسب معلومات «اللواء»، انها لم تصل الى اي نتيجة بل زاد الكيان الاسرائيلي عدوانه التدميري على كل المناطق اللبنانية تقريباً من دون تمييز بين مدني ومسعف ورجل اطفاء وطفل ومسن وامرأة وبين غير مدني، بدليل مواقف الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي مؤخراً التي اكدت بشكل مباشر وغير مباشر الانحياز الاميركي وبعض الاوروبي لكل ما تقوم به اسرائيل من عدوان جوي يدمر البشر والحجر وتوجيه المزيد من الانذارات للقرى التي تستضيف نازحين وآخرها مساء امس انذار بإخلاء مبنى في الوردانية في اقليم الخروب ما اضطر الكثير من سكانها الى اخلائها وبعض بات ليلته في السيارة في بلدات قريبة مثل كترمايا حسب ما افاد احد الاهالي لـ «اللواء».
وحسب المعلومات، لم يسفر حراك السفراء العرب والاجانب المعتمدين في لبنان عن اي جديد، وقال مصدر رسمي لـ «اللواء»: ان احداً لم يحمل شيئاً جديداً، ويبدو أن «القصة طويلة».
وفي اطار الحراك الدبلوماسي الخارجي علمت «اللواء» ان وزير الخارجية عبد لله بو حبيب سيغادر بيروت خلال ايام قليلة الى باريس لحضور المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا في 24 من الشهر الحالي لبحث المساعدات الى لبنان وسبل وقف الحرب، كما يزور روما لحضور مؤتمر الدول الصناعية السبع الذي يعقد في 28 الشهر الحالي، وسيتطرق الى الملف اللبناني، ثم يزور برشلونة لحضور «مؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط، وحيث يعرض في كل هذه المؤتمرات موقف لبنان من العدوان ومن وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، اضافة الى امور اخرى.
وفي الاطار، تصل الى بيروت اليوم الجمعة، رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث في التطورات العسكرية والسياسية والجهود لوقف الحرب ولا سيما الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين وعلى قوات اليونيفيل، وحيث ستؤكد موقف بلادها ودول اوربا المشاركة في القوات طلب نتنياهو بانسحابها والتمسك بدورها ومهامها في لبنان.
وقالت الخارجية الأميركية ان الوصول الى نهاية الحرب غزة سيعزز فرص الحل الدبلوماسي للصراع على الحدود الاسرائيلية- اللبنانية.
ملف لبنان الى مؤتمر باريس
محلياً، استقبل الرئيس نبيه بري الرئيس نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان. وعرض بري مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الاوضاع الامنية.
وعلمت «اللواء» ان لبنان بدأ تحضير ملفه الى مؤتمر باريس الخميس المقبل، ان لجهة المساعدات للنازحين أو لجهة المساعدات العسكرية الضرورية، يتمكن من أخذ دوره في الجنوب الى جانب القوات الدولية، عملاً بالقرار 1701.
حرص أوروبي على استقرار لبنان
وفي السياق، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بيانا جاء فيه «عقد أمس مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتم التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالاجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها. وفي الوقت نفسه، تم التوضيح أن حزب لله لا يمكنه استخدام أفراد اليونيفيل دروعًا في سياق النزاع. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من «اليونيفيل» شارك في المؤتمر وزراء الدفاع أو ممثلون عنهم من: فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، النمسا، كرواتيا، فنلندا، اليونان، أيرلندا، لاتفيا، هولندا، بولندا، ألمانيا، إستونيا، المجر، مالطا وقبرص. من جهتها، رحبت المعارضة الإيطالية المتمثلة برئيسة الحزب الديموقراطي الي شلين بالموقف الأوروبي وطالبت بـ»المزيد من الدعم للبنان». كما صدرت مواقف لنواب من اليسار مثل بينو كبراس تطالب بموقف أقوى «لوضع حد للعدوان الهمجي الاسرائيلي على لبنان».
الراعي الى روما
وعلى صعيد آخر، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم, إلى روما للمشاركة في حفل تقديس «الأخوة المسابكيين» الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الاول 2024 وذلك بعد مرور مئة عام تقريبا على تطويبهم.
وأفيد أن الراعي الذي يشارك في دعوى التقديس، سيلتقي قداسة البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل في 21 الحالي، حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، لوضع قداسته في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانية إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالاضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدودية.
فضل لله: المقاومة ستحبط مخططات العدو
وفي المواقف المتعلقة بحزب لله، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل لله إلى أنّ «بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أي جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة».وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: «الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات»، لافتاً إلى أنّ «العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة».
وقبل الانذار الى الوردانية، وجهت قوات الاحتلال الاسرائيلي نهار امس، انذارات الى اهالي وسكان عدد من القرى الجنوبية لتركها قبل الإغارة عليها بهدف تهجيرهم، وشملت الانذارات قرى: منطقة الحوش في صور، والبرج الشمالي، وطيردبا والعباسية في الجنوب، وتمنين و سرعين التحتا والسفري في البقاع. وفعلاً بعد دقائق اغار طيران العدو على كل منطقة اكثر من مرة والحق دمارا في النقاط المحددة في الانذارات وفي محيطها..
وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية صباحا، غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالاضافة الى سلسلة غارات على بلدات كونين وحانين ورامية. وبالتزامن تعرضت بلدة كفرشوبا واطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي. واسهدفت غارات عربصاليم ومفترق النبطية الفوقا- زوطر والمنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا. وعلى بلدة حانين، وخراج بيت ليف وراميا بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف بلدتي القوزح وراميا.
وشن الطيران الاسرائيلي ثلاث غارات استهدفت أحياء المرج والقعقور وتل الهنبل في بلدة حولا.. كما قصفت المدفعية منطقتي القرقاف والقدام في حولا ايضا. كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين. واستهدفت غارة بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني. وأطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب.
كما أغار الطيران الحربي على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلا في بلدة ديرقانون النهر، ما ادى الى تدميره، وتضرر عشرات المنازل المحيطة. وشن الطيران الحربي غارات على اطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين. كما أغار على بلدة صديقين في صور. وشنّ الطيران الحربي غارتين صباحا، الأولى على محيط البويضة تحت مار الياس.- مرجعيون، والثانية على بلدة العديسة.
وفي البقاع الغربي استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلا في بلدة قليا ما أدى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع اصابات. واستهدفت غارة بلدة يحمر. وعلى محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراج السريرة.
وعصرا ومساء استهدفت غارات العدو قرى البيسارية والعباسية وعيتا الشعب والطيري وتبنين وعيتا الجبل وحداثا وياطر وجبل بلاط قرب رامية وتولين وطريق عام حاروف – جبشيت حيث تم تدمير مجمع سكني بالكامل، وغارات متتالية على الخيام…
واستمرت المواجهات نهار امس، بين المقاومة وقوات الاحتلال التي واصلت محاولات التقدم نحو بعض القرى الحدودية، واعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت صباح امس، دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى احتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح، وقصفت ظهراً تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققوا إصابات مباشرة.
واكد إعلام العدو: أن «قوة الرضوان نجحت في إبعاد الجيش عدة كيلومترات عن قرى الجنوب اللبناني عبر عملية مكثفة ومتطورة.
وافيد عن استهداف قاعدة «رمات دافيد» الجوية شمال إسرائيل بعدد من الصواريخ.
ولاحقا، افادت وسائل اعلام عبرية، أن المستشفيات استقبلت منذ الامس 44 اصابة لجنود اسرائيليين اصيبوا خلال المعارك، بعضهم في حالة حرجة و تسعة مستوطنين اصيبوا بجراح مختلفة. فيما ذكر «مركز زيف الطبي» في صفد: انه استقبل وحده منذ مساء أمس الاول وحتى عصر امس، 24 إصابة في صفوف الجيش جراء المعارك عند الحدود الشمالية مع لبنان.
كما قصفت المقاومة مستعمرة «كفر فراديم»، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة «مسكاف عام» مرتين.وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا. ومستعمرة «راموت نفتالي» وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «افيفيم» بصلية صاروخية.
وعصرا اطلقت المقاومة صلية صاروخية بإتجاه الأراضي المحتلة واصوات الانفجارات وصافرات الإنذار تدوي في «كريات شمونة».
وأعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل خمسة جنود اسرائيليين في القتال الدائر في الجنوب.
كما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن اصابة 9 جنود آخرين ي حادث صعب في جنوب لبنان.
وقالت «هآرتس» ان الجنود القتلى في جنوب لبنان دخلوا مبنى، وبعد دقائق دخل 4 مقاتلين واطلقوا النار عليهم وقتلوهم.
وقالت المقاومة الاسلامية انها استهدفت تجمعات كبيرة لجنود العدو الاسرائيلي جنوب مستعمر كفر جلعادي بصواريخ نوعية وحققنا فيها اصابات دقيقة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نتانياهو يستغل استشهاد السنوار لمواصلة «المذبحة»… والمقاومة لن تستسلم
قوات الاحتلال توسع دائرة الترهيب والتدمير… وجنودها في «المصيدة»
ابواب الديبلوماسية مقفلة امام باريس… والوضع الامني الداخلي مستقر – ابراهيم ناصرالدين
بات من الواضح ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يقاتل دون استراتيجية واضحة تساعده على الخروج من المراوحة البرية التي تكبده خسائر فادحة في العديد والعتاد. مقاتلو الحزب ينصبون الكمائن ويوقعون الجنود والدبابات في المصائد المعدة مسبقا، والتقدم بطيء جدا، فحتى مساء امس لم تتمكن الوية النخبة من السيطرة الكاملة على اي قرية حيث تستمر عمليات الكر والفر على كل محاور القتال، وفيما تجاوز عدد الجنود الخارجين من الخدمة ال300 بين قتيل وجريح تجاوز عدد دبابات الميركافا المحترقة العشرين.وماذا بعد؟ انه السؤال الذي لا جواب عنه من احد، فمن خطط للعملية العسكرية في كيان الاحتلال لم يضع في حساباته ان يصمد الحزب بعد سلسلة العمليات الامنية القاسية التي توجت باغتيال الامين العام الشهيد السيد نصرالله، والان كل الخيارات احلاها مر، المراوحة قاتلة، والتوغل المحدود يعني استمرار الوقوع في «المصيدة»، والغزو الكبير يعني العودة الى الاحتلال والدخول في عملية استنزاف مكلفة وطويلة لن توقف الصواريخ على المستوطنات ولن تعيد الامن لدولة الاحتلال. لكن لا يوجد من ينزل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «المنتشي» باغتيال الصدفة لرئيس “حركة ح” في غزة يحيى السنوار الذي سبق واذله مع كيانه في «طوفان الاقصى»، وهو استشهد حاملا سلاحه وقاتل حتى آخر رمق، فداء لقضية شعبه التي اعاد احياءها من جديد على الرغم من انف العالم الكاذب.
استمرار «المذبحة»
لكن نتانياهو الذي اعلن بالامس ان الشرق الأوسط لديه فرصة الٱن لوقف «محور الشر وإحلال السلام والازدهار»، معلنا ان الحرب لم تنته بعد، «والنور ينتظر على الظلام» في غزة وبيروت وفي الشرق الاوسط، يبحث عن صورة انتصار وهمية، ووجد ضالته مجددا في القطاع حيث ستمنحه واشنطن المزيد من الوقت لمواصلة هجومه على قوى محور المقاومة كونه يحقق لها مبتغاها بادوات «قذرة» لا تأبه بارواح شعوب المنطقة التي تحولت الى مجرد ارقام لا تستحق الحياة. ما يعني اننا سنكون امام مرحلة تصعيد جديدة، وبانتظار التحضيرات لتنفيذ العدوان على طهران، ستستمر المذبحة في غزة ولبنان عبر التدمير الممنهج لمقومات الحياة والانتقام من الابرياء، لكن المقاومة لن تتراجع ولا مكان في قاموسها للاستسلام، وبما ان الكلمة الان للميدان، ولا مكان للديبلوماسية والسياسية، فان «النار بالنار»، ووفق استراتيجية السيد الشهيد «ما سترونه لا ما تسمعونه»، وسيتكرر مشهد احتراق دبابات الميركافا الاربع في اللبونة، وستظل سماء فلسطين المحتلة تمطر الصواريخ.
«القوات الخاصة» في الميدان
ميدانيا، لمست قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين ارتفاع التنسيق الميداني بين مجموعات المقاومة المنتشرة على طول الجبهة الممتدة على مسافة 120 كلم، حيث تتم ادارة المواجهات بدقة متناهية لناحية تنسيق التراجعات التكتيكية والقصف المدفعي ثم المبادرة الى الهجوم ونصب الكمائن، والامر يعود بحسب مصادر ميدانية الى ادخال المقاومة لمجموعات جديدة من القوات «الخاصة» الى ساحة القتال تتمتع بمزايا مختلفة تدريبا وتسليحا، وقد بدات النتائج تتظهر في ساحة المعركة. حيث تم بالامس افشال محاولتي تقدم على محور اللبونة، فجرا اصيبت دبابتان واحترقتا بالجنود والضباط، وفي الصباح حاولت دباباتان التوغل لسحب الدباباتين المحترقتين فاصيبتا ايضا بصواريخ موجهة فاحترقتا ايضا. كما نصب كمين لقوة متوغلة من مرتفعات مزارع شبعا والسدانة، ولدى وصولها الى مشارف السدانة اطلقت باتجاهها قذائف صاروخية، ما اجبرها على التراجع نحو مواقعها. اما في القطاع الشرقي، فاستمرت المعارك على ضراوتها، والقصف كان عنيفا جدا لتغطية التقدم باتجاه، رب ثلاثين، والطيبة، ومرتفعات العديسة، كما جرت محاولة تقدم من محيط موقع القبع باتجاه حولا ومركبا، وقد استهدفتها المقاومة بصليات صاروخية وجرت مواجهات من مسافات قريبة، وانتهت المواجهات بالامس دون اي سيطرة اسرائيلية كاملة على اي قرية، وادعاءات العدو باحتلال كامل عيتا الشعب كذبتها الغارات العنيفة على احياء البلدة التي دخل الجيش الاسرائيلي الى الحارة الغربية المحاذية للحدود، وعمل هناك على تجريف المنازل.
اطلاق الصواريخ مستمر
وقد واصلت المقاومة اطلاق صليات الصواريخ على المستوطنات، وقصفت مساء تجمعات كبيرة للقوات الإسرائيلية جنوب مستعمرة كفر جلعادي وشتولا بصواريخ نوعية وحققت إصابات دقيقة. كما اطلقت «صلية صاروخية استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية». واعلن الحزب ايضا، انه استهدف تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية محققا إصابات مباشرة».
توسيع دائرة العدوان
وفيما سقط 45 شهيدا و179 جريحا خلال ال24 ساعة الماضية، توسعت دائرة التحذيرات الاسرائيلية وانتقلت من الضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبان محددة قبل استهدافها، لتشمل التحذيرات قرى وبلدات في البقاع والجنوب والشوف، استهدفتها الغارات لاحقا، فيما وردت اتصالات هاتفية بمواطنين ومسؤولين ورؤساء بلديات وصولا الى قضاة امس وسفارات ومكاتب اعلام، ثبت انها تحذيرات كاذبة، لكنها ادت الى حالات هلع على نطاق واسع، وكان لاستهداف بلدة الوردانية في قضاء الشوف بغارتين اثر كبير في المواطنين حيث شهدت البلدة حركة نزوح كثيفة. كما استهدفت الغارات تمنين الفوقا وغارة اخرى سرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين. كما تم استهداف منطقة الحوش في صور والبرج الشمالي مرتين. وانذر ايضا سكان العباسية، وطيردبا بقصفهما.
لا سيطرة على القرى الحدودية
وقد أكد الحزب أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من «السيطرة الكاملة» على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود في نهاية أيلول. وقال النائب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحافي في ساحة النجمة ان العدو لم يتمكن من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة «دمّر، صوّر واهرب» ولفت الى ان قوات الاحتلال تتبع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للمناطق الحدودية.
لا خيار الا القتال
وأوضح فضل الله انه رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته، فإن المقاومة تقاتل في الامتار التي يتسلل اليها العدو وتستهدف تجمعات جنوده في في فلسطين المحتلة. كما اشار فضل الله إلى أنّ العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يحاول إقامة منطقة عازلة، والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة». وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم ضد شعبنا يحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان «. وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة».
المزيد من اليأس
وقد بدا اليأس يتسلل الى اكثر من جهة امنية اسرائيلية رسمية وغير رسمية بعد الاقرار بان الحزب الذي لديه عشرات الآلاف من العناصر العسكرية النظامية، وفي الاحتياط، لم يختفِ، وهو يقاتل دفاعاً عن بقائه، وهو سيستخدم كل الأدوات التي يملكها. وبخلاف الرواية الإسرائيلية الرسمية، يقر هؤلاء إنه بعد الاضطراب الذي تسبّبت به الضربات القاسية التي وُجّهت إلى الجيل المؤسس للحزب، وسلسلة القيادة الرفيعة المستوى، يبدو أن الحزب نجح في التعافي.
«الطعم المر»؟
ومن هؤلاء دورون ماتسا، المسؤول السابق في «الشاباك»، وعضو حركة «الأمنيين»، الذي دعا الى ضرب اعنف للبنان على مبدأ أن ما لا يأتي بالقوة، يأتي بالمزيد منها، لكنه في المقابل بدأ يشعر بالقلق من استنساخ تجربة حرب لبنان 2006، وقال إنه يستشعر طعماً مرّاً للحرب الحالية، كما كان في حرب لبنان الثانية، التي انتهت بنتيجة تعادل غير مرغوب بها إسرائيلياً.
الحل بالمخرج السياسي
وفي خضم احتفاء قيادات الاحتلال باغتيال السنوار الذي الحق بهم العار قبل عام، ووسط المراوحة البرية في لبنان، وفي خضم حملات التهديد والوعيد والاستعدادات لضرب إيران، دعا اسحاق بريك، وهو واحد من أبرز جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال، نتانياهو للذهاب الى تحقيق اتفاق السياسي لان «إسرائيل» تواجه خطر الانهيار الاقتصادي، إذا ما استمرت هذه الحالة، ومن شأنها أن تصل، خلال وقت قصير، إلى حالة الإفلاس، وانعدام قدرتها على خوض الحرب.
القلق من حرب استنزاف
وينضم بريك الى كثير من المحللين الإسرائيليين الذين يقرون بان الحزب نجح في اعادة تجميع قدراته، ويدير المواجهة على نحو مثير للاعجاب ، وباتوا يحذرون من حرب استنزاف فيما الجيش الاسرائيلي استُنزف تماماً والعبء كله واقع على كاهل أولئك الذين يخوضون جولتهم الرابعة في الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب. كما أن الجنود النظاميين منهكون أيضاً، ويفقدون المهارات المهنية بسبب توقف الدورات التدريبية، أو إلغائها بالكامل. واليوم يُستنزف الجنود في حرب لا نهاية لها.
حكومة حمقى ستدمر «اسرائيل»
وإذا ما استمرت الحرب فـ «اسرائيل» قد تخسر قواتها البرية، براي بريك الذي يخلص الى القول» ان مَن لديه إلماما بالوضع الحالي في حرب الاستنزاف، يدرك أن أهداف الحكومة، المتمثلة في «القضاء التام على “حركة ح”»، و «إخضاع الحزب»، «وتركيع إيران وقطع صلاتها بأذرعها»، ليست أهدافاً واقعية، بل ليست سوى رؤيا قدرية غيبية لبضعة أشخاص يعيشون في جنة الحمقى وهم جهلة لا يفهمون الأمور، ولا يرون أمامهم الصورة الحقيقية للواقع، وذلك إمّا بسبب الجهل، وإمّا نتيجة تبنّي أوهام، أو رغبات لا تتمشى مع الواقع. فهذه الحكومة الفاشلة وهؤلاء الجهَلة الذين يتبعونها، كأنهم «قطيع من الحمقى»، سيواصلون قيادة الدولة نحو خطر يهدد وجودها.
نقص الصواريخ الاعتراضية
وفيما نجح الحزب في التعافي ولا يزال يمتلك مخزونا كبيرا من الأسلحة، وفق الاعلام الاسرائيلي، تعاني «إسرائيل» نقصا في صواريخ الاعتراض، وتعمل مصانعها على مدار الساعة لإنتاج هذه الصواريخ، ووفق صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية، فإن تكلفة صاروخ الاعتراض بمنظومة «السهم» تراوح بين مليونين و3 ملايين دولار، وتبلغ تكلفة صاروخ منظومة «مقلاع داود» 700 ألف دولار، أما صاروخ منظومة «القبة» فيكلف 30 ألف دولار.
ولفتت الصحيفة الى ان النقص في صواريخ الاعتراض يسلط الضوء على التحدي المستمر الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي لتوفير الذخائر المختلفة، ومن المرجح أن تشتد الضغوط على الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لزيادة إنتاج الصواريخ الاعتراضية، مع تصاعد الصراع مع الحزب وإطلاقه المزيد من الصواريخ والقذائف على «إسرائيل».
لا يوجد»نصر مطلق»؟
وبحسب الصحيفة، بدأ الحزب يتعافى، وهذا واضح في وتيرة نطاق الهجمات، بما فيها الضربات المنتظمة على حيفا والمناطق المحيطة بها، ولا يزال الحزب يمتلك مخزونا كبيرا من الصواريخ والقذائف التي يمكن أن تزيد من حاجة «إسرائيل» إلى المزيد من الصواريخ الاعتراضية. ولفتت الى انه إلى جانب التحدي المتمثل في زيادة الطلب على الإنتاج، تواجه الصناعات الدفاعية صعوبات متزايدة في الحصول على المواد الخام من الخارج، بسبب الضغوط الشعبية على حكومات دول غربية في ظل جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، ولهذا فإن الاحتياطيات مصممة لتوفير الموارد الكافية لصراع قصير وليس لحرب غير محددة المدة تهدف إلى تحقيق رؤية غامضة «للنصر المطلق»، الذي عادة ما يتحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تحذيرات وشائعات
لا جديد سياسيا… واستقرار امني
وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان. وعلم في هذا السياق، ان لا جديد ديبلوماسيا، وباريس لا تملك اي اوراق جدية يمكن التعويل عليها لاجبار واشنطن على السير بالتفاوض السياسي. في المقابل اطلع الرئيس بري من مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي على الاوضاع الامنية، ووفقا لمصادر مطلعة، تبدو الامور جيدة حتى الان، والامور متماسكة، بالقياس الى التحديات القائمة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
شائعات وإنذارات وقصف وإسرائيل عاجزة عن احتلال «ضيعة »
الشرق – واصل العدو الاسرائيلي عمليات التدمير والتهجير الممنهجة للمدنيين والاحياء المأهولة من الجنوب الى البقاع.
فقد شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية امس غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالاضافة الى سلسلة غارات على بلدات كونين وحانين ورامية في منطقة النبطية. وبالتزامن تعرضت بلدة كفرشوبا واطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي. واستهدفت غارة عربصاليم. واستهدفت غارة جوية مفترق النبطية الفوقا -زوطر واستهدفت المنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا. وسجلت غارات على بلدة حانين، وخراج بيت ليف وراميا بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف بلدتي القوزح وراميا، وشن الطيران الاسرائيلي ثلاث غارات استهدفت أحياء المرج والقعقور وتل الهنبل في بلدة حولا. كما قصفت المدفعية منطقتي القرقاف والقدام في حولا ايضا، كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين، واستهدفت غارة بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني، واستهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب. وشنّ الطيران الحربي غارات على محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراج السريرة وبرغز وبلدة قليا قبالة السريرة.
كما أغار الطيران الحربي على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلا في بلدة دير قانون النهر، ما ادى الى تدميره، وتضرر عشرات المنازل المحيطة. وشن الطيران الحربي غارات على اطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين، كما أغار على بلدة صديقين في صور.
وشن الطيران الحربي غارة عنيفة استهدفت مجمع «شبيب التجاري» على طريق عام حاروف -جبشيت حيث دمر بالكامل، وأخرى على كفرتبنيت.
وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين الأولى على محيط البويضة تحت مار الياس.- مرجعيون، والثانية على بلدة العديسة، واغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على محيط مركز الهيئة الصحية في حي البيدر في بلدة حبوش. وقصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي في شكل عنيف ومتواصل، سهل مرجعيون والخيام، واستهدف بغارتين عنيفتين بلدة كفركلا باتجاه تل نحاس. كما أغار على بلدتي طيردبا وزفتا، ومجدل زون وأطراف قبريخا والحوش والبساتين، وكفرحمام وبين عين بعال والبازورية وقدموس والسلطانية، وصعّد الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على قرى قضاءي صور وبنت جبيل حيث أغار طيرانه على بلدات عيتا الشعب، أرزون، شحور، معركة، طورا، حانين، الحوش، منطقة قدموس، وفرون، وتعرّض جبل اللبونة وأطراف بلدة الناقورة للقصف الذي تكرر على المناطق نفسها بعد اقل من ساعة، كما تعرضت بلدات عيتا الشعب، راميا، القوزح، دبل، بيت ليف لقصف مدفعي معادٍ مباشر ونيران اسلحة ثقيلة مشطت الاودية والاحراج المحيطة بالبلدات المذكورة.
واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلا في بلدة قليا في البقاع الغربي ما أدى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع اصابات. واستهدفت غارة بلدة يحمر، وافيد عن 3 غارات اسرائيلية استهدفت معابر حدودية في القصر وجرماش والحرف في قضاء الهرمل. كما شن غارة على محيط بعلبك. كذلك، استهداف مزرعة في بلدة إيعات ومعمل لبن في سهل بلدة عدوس.
وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في سلسلة بيانات ان مجاهديها استهدفوا تجمعا لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واستهدف الحزب «دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى إحتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح». كما استهدف «مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية»، واطلق «صلية صاروخية استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية». واعلن «إستهدفنا تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققنا إصابات،مباشرة»، واستهدف تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا بصلية صاروخية، واعلنت «اننا استهدفنا مرتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي على بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية»، كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا دبابة ميركافا ثانية فجرا في مرتفع اللبونة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفت مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية».
******************************************
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :