قد لا يكون انسحاب النائب ابراهيم كنعان أحد أبرز أعضاء كتلة التيار الوطني الحر البرلمانية آخر العنقود في سلسلة الإنسحابات المتتالية من التيار الوطني الحر.
فرئيس لجنة المال والموازنة قرر الإنسحاب بسلاسة تاركا وراءه هامشا “لخط الرجعة” لكن “لو بدا تشتي غيمت”، على ما يقول المثل الشعبي من هنا يمكن القول إن الإستقالة أثمرت ونضجت لينضم بذلك كنعان إلى النائبين آلان عون إبن شقيقة مؤسس التيار الرئيس السابق ميشال عون الذي أقيل مطلع الشهر الجاري ويلحق به النائب سيمون أبي رميا. أما الخارجون سابقا وفي مقدمهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فقد باتوا على يقين أن خيارهم كان أكثر من صائب.
مصادر “المركزية” تشير إلى أن النواب الذين باتوا خارج التيار الوطني الحر ليسوا بوارد تشكيل كتلة نيابية جديدة علما أن البعض تلقى عروضا للإنضمام إلى كتل نيابية أو عرض عليه التنسيق مع نواب مستقلين. لكن الأرجح أن أيا منهم لن يوافق على أي عرض نيابي أو الإنضمام إلى تشكيل تكتل جديد وسيكتفون بالتشاور والتنسيق مع كل الكتل والنواب المستقلين وتعزيز مواقعهم الشعبية في انتظار ما ستؤول إليه المرحلة المقبلة.
بخروج النواب الثلاثة من الدائرة التنظيمية لـ التيار الوطني الحر صار الكلام عن تشكيل جبهة تضم الخارجين من التيار أكثر إلحاحا. ومع أن الفكرة موضوعة على نار حامية إنطلاقا من وضوح الرؤية لدى القاعدة وما آلت إليه الأمور داخل التيار وتوافر الظروف، إلا أن من المبكر الكلام عن الآلية والأهداف خصوصا أن العمل يجري بالدقة والروية المطلوبين.
وعلمت “المركزية” أن فكرة الجبهة الجديدة ولدت قبل إحراج النواب الثلاثة فإخراج البعض وخروج البعض الآخر من تلقاء نفسه. وستضم الجبهة إلى الخارجين من التيار حديثا وقديما وغالبيتهم من النواة المؤسسين للتيار الوطني الحر، ومفكرين وناشطين وأصحاب رأي ومنشقين عن أحزاب أخرى. وستتفرد الجبهة كونها ستكون خارج ثنائية الساحات المسيحية والشيعية وسيكون العمل في الداخل على مستوى من الإحترافية خصوصا أن الجميع سيضع خبراته ويحولها إلى أفعال من شأنها أن تخدم قواعد وأهداف الجبهة وبعيدا من السجالات الداخلية الحاصلة اليوم بين الأحزاب والتيارات والشعارات المرفوعة التي تخفي حالة حقيقية مفادها السيطرة على الجماعات.
حتى تنضج فكرة الجبهة الجديدة المرجح ولادتها غداة وضوح الصورة السياسية في لبنان والمنطقة وما سيترتب على التسوية المرتقبة، تكتفي المصادر بالتأكيد على أن لا مخرج للأزمة إلا بولادة جبهة جديدة بعدما تبين أن الإصطفافات أدخلت الناس والبلد في أفق مسدود. وتتوقف المصادر عن الكلام “حتى ما نحرق المراحل”.
نسخ الرابط :