قصر بيت الدين: عمارة وتاريخ وثقافة وأمل يبقى رغم الأزمات!

قصر بيت الدين: عمارة وتاريخ  وثقافة وأمل يبقى رغم الأزمات!

 

Telegram

 

من أشهر القصور التاريخية وأحد أشهر المعالم السياحية في لبنان، تحفة معمارية تشهد على العمارة اللبنانية في مطلع القرن التاسع عشر. بفخر وروعة، يقف شاهداً على تاريخ وثقافة وعمارة لبنان. بناه الأمير بشير الثاني ليكون مقرا للإمارة الشهابية، وأصبح منذ عهد الرئيس بشارة الخوري في العام 1943 المقر الصيفي لرئيس الجمهورية اللبنانية..

قصر بيت الدين... بناه الأمير بشير الثاني الشهابي، الذي حكم جبل لبنان من عام 1788 إلى عام 1840، بعدما نقل عاصمة الإمارة من دير القمر إلى بيت الدين.

استغرق بناء القصر بقاعاته الواسعة 20 عامًا ، وتمّ الاستعانة بعدد من المهندسين الأوروبيين والعمال المهرة لصنع المنحوتات والنقوش الهندسية والزخارف الملونة وتجميع الفسيفساء وصقل الرخام ليشكّل لوحة تجمع بين العناصر الدمشقية والأوروبية واللبنانية.

يتكون القصر من 3 أقسام رئيسية: دار الحريم، الدار الوسطى، والدار الخارجي، بالإضافة إلى الحمامات والحدائق كما يضم قاعة كبيرة وأبراجاً مربعة وزخارف من الرخام الإيطالي والخشب المحلي ليمزج بين التقاليد الشرقية والتأثيرات الغربية ليكون القصر انعكاسًا عن لبنان الحضارة العريقة والتاريخ موشّحًا باللمسة الغربية التي زادت تفردّه وتألقه على ساحل المتوسط .

يتم الدخول الى القصر من خلال بوابة عملاقة تحكي بشموخها عن أمجاد الشهابيين، تدخلها فتشعر بحكايا الأمراء تروى على سمعك، تمشي حتى الساحة الكبيرة- الميدان- طولها نحو 107 أمتار، وعرضها نحو 45 مترا..تنتقل عبر الزمن إلى زمن  الأمير بشير، تستعدّ لتلقّي أوامره بالتحرك إلى الحرب أو إلى الصيد وكما حفظت هذه الساحة خطى الأمير وصدى همسه كذلك شهدت الكثير من الاحتفالات والمبارزات بين الخيّالة.

في الميدان الشمالي جناح مؤلف من طابقين كان يعرف بالمضافة، ويتألف طابقه الأرضي من غرف معقودة، وطابقه العلوي من قاعات كانت مخصصة سابقا لإستقبال الزوار، وتحوي في أرجائها مجموعة من الفخاريات تعود الى العصر البرونزي والعصر الحديدي، فضلا عن الحلى الذهبية والزجاجيات الرومانية والنواويس الرصاصية والزخارف الاسلامية، كما تحتوي على مجموعة من الاسلحة القديمة والثياب الفلكلورية والألبسة التي تعود الى عصر الامارة. وعبر بوابة مزينة بالفسيفساء المرمرية والنقوش والزخارف المميزة التي تشبه حكاية الحمراء في الأندلس يمكنك العبور إلى باحة مستطيلة تتوسطها نافورة مياه تحيط بها أروقة ثلاثة إحداها تطل على الوادي أما الباقيتان فتمكّناك من مراقبة كل ما يجري دون أن يلتفت لوجودك أحد.

أما دار الحريم يتألف من قاعة العامود وهي غرفة يرتكز سقفها على عامود واحد، و "السلملك" وتتميز كونها أكثر زخرفة، مزينة بالفسيفساء والمنقوشات والحكم والأقوال وغرفة أقام فيها الأديب "لامارتين" والحمامات التي تعتبر أجمل ما خلفته العمارة في ذلك العصر.

بين تاريخ الشرق وحضارتهم ولمسة الغرب بفنونهم ، تجد قصر بين الدين صلة وصل في بوابة العالم القديم: يختصر العصور والحكايا والامجاد.. بين العمارة والثقافة والتاريخ ستجد أنه مزيج من أجمل ما فيهم وأنت إن زرته يومًا ستكون زيارتك هي الأولى لكنها حتمًا لن تكون الأخيرة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram