في ذكرى وعد بلفور المشؤوم استضاف منبر فلسطين الناشطة الدكتورة لينا الطبّال في ندوة بعنوان" من وعد بلفور الى أسطول الصمود قرن من الصراع على الأرض والكرامة "في دار الندوة في العاصمة بيروت بحضور حشد من الشخصيات الوطنية والقيادات السياسية والحزبية اللبنانية والفلسطينية وأعضاء مشاركين في المؤتمر القومي العربي.
استهلّت الندوة بكلمة ترحيب من مؤسّس "منبر فلسطين " الأستاذ توفيق مهنا شكر فيها دار الندوة رئيسا ومجلس إدارة وعاملين ، ورحّب بالحضور المميّز تقديراً للدكتورة لينا الطبال، وختم بتوجيه التحية للمطران ايلاريون كبوجي لدوره الريادي مع الدكتور هاني سليمان والدكتورة لينا الطبّال في اسطول الحرية الساعي لفكّ الحصار عن غزة في سابقة تاريخية . ثم قدّم أمينة سر منبر فلسطين زينب شمس لتلقي كلمة المنبر . وجاء فيها :... هذا الوعد المشؤوم وُوجِهَ بمعارضة شديدة من الرأي العام والقيادات الفلسطينية والعربية تجلّت في تأسيس الجمعيات وعقد المؤتمرات كالمؤتمر السوري العام سنة 1919ومؤتمر حيفا سنة 1920 ، وصدور فتاوى من علماء الأزهر تقضي بتحريم بيع الأراضي لليهود مع التحذير من الخطر الصهيوني والتشديد على وصف بلفور "بالخطيئة التاريخية " كما وعرضت لرأي العديد من المختصين في القانون الدولي بأن وعد بلفور يفتقر الى القيمة القانونية لكونه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" وأوردت ما قاله المفكر وعالم الاجتماع انطون سعادة في ذلك الوعد : وعد بلفور وعد سياسي لا حقوقي، فليس لبريطانيا أيّة حقوق في فلسطين تُجيز لها ان تهب شعباً غريبا حقوقاً قومية فيه" وأضافت: "نحن أبناء الحياة بعد الموت نقوم وننهض، قد كنّا حتى السادس من أكتوبر نجرّ أذيال الخيبة ونجترّ جزيئات الأمل مضاضة بإحياء المسألة الفلسطينية في العالم، وبإرادة لا يردها القضاء والقدر بزغ الفجر في السابع منه وكانت القيامة.. رجال يعلون على الوصف ونساء يكسرن الضلع القاصر ويغرزن مكانه جذور الزيتون معطّرة بعبق السوسن" ...
"لينا الطبّال أمرأة من نساء بلادنا المتمرّدات على الأمر الواقع ووهم الوهن والضعف، لبنانية الهوية فلسطينيّة الهوى وعروبيّة المنحى، جنسيّتها الفرنسية ما تمكّنت من حسّها الوطني وما طالت وجدانها القومي العميق، اعتقلت مع غيرها من المشاركين في اسطول الصمود دون أن نسمع صوتاً أو نلحظ أثراً لمطالبةٍ من الحكومة اللبنانية بالإفراج عنها أو عن غيرها من الأسرى ...نستضيفها اليوم على منبر فلسطين فيزهو بها ويفتخر...
أما الدكتورة لينا الطبّال فقد عرضت لوعد بلفور وأثره المشؤوم على بلادنا وسردت تجربتها النضالية في أسطول الصمود وما تعرّضت له من اعتقال وظلم وإجرام على يد سلطات الاحتلال الصهيوني...جاء في كلمتها : "إنّ وعد بلفور بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين عام 1917 دون النية في استشارة سكان البلاد أي الفلسطينيين ، لم يكن وليدة تلك اللحظة التي وقّع الصكّ فيها وأهداه للّورد روتشيلد ، إنما من إيمانه بالفكرة الإنجيلية القديمة بأنّ عودة اليهود الى فلسطين جزء من نبوءة توراتية..إضافة إلى أنّ رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج كان يرى في المشروع الصهيوني أداة لضمان نفوذ بريطانيا في طريق الهند ووسيلة لتقوية الحضور البريطاني في فلسطين قرب قناة السويس ، وقد تحقّق ذلك الوعد الدموي بإقامة ما يسمى بدولة إسرائيل عام 1948 على أنقاض 531 قرية فلسطينيّة أُحرقت وسُوّيت بالأرض .. وتوالت الانتفاضات والثورات من انتفاضة البراق عام 1929 حتى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 والذي قلب المعادلة إذ كسر وهم التفوّق لدى الكيان فتحوّل الى خوف وجودي ، في حين لم تتحرّك العواصم العربية لرفع الحصار بل على العكس ، كان التحرك لطمس غزة في الذاكرة ،وحيث أنفقت بلدان خليجية المليارات لتمويل حروب الاحتلال من أجل إعادة ترتيب المشهد بما يضمن بقاء إسرائيل...ثم تحدّثت عن تجربتها الحيّة في أسطول الحرية عام2010 حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية سفن المساعدات وقتلت وجرحت عشرات النشطاء فيه ..ثم وعلى امتداد عقدين ونصف استمرّت التحركات على شكل منصات تضامن دولي وتحالفات دولية ، ترسل سفناً محمّلة بمواد إغاثة أساسية مثل "حنظلة"و "أسطول الصمود " محاولةً كسر الحصار عن غزة ، فكان أسطول الصمود قصة تلاق إنساني عابر للحدود يقوم على ضمير مشترك وخوف أخلاقي ومناهضة للاستعلاء الدولي ، والذي كان تأثيره الأكبر على اليابسة حيث أحدث موجات من التضامن والمظاهرات تحمل شعار " وقف الإبادة ورفع الحصار عن غزة" فجاء حجة أخلاقية وسياسية وإثبات أن بناء تحالف عالمي لحماية المدنيين في غزة أمر ممكن ، وأن الضغط الشعبي الدولي يمكن أن يصبح أداةلفرض وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات ...وختمت : من وعد بلفور الى أسطول الصمود رابط واحد هو أنّ فلسطين لا تشترى ولا تباع ولا يمكن تسويتها في صفقات ولا يمكن تطبيعها في المؤتمرات وأنّ المقاومة هي آخر ما تبقى لنا من الكرامة ...
واختُتمت الندوة بتوجيه أسئلة من الحضور..وردّاً على سؤال ما اذا كانت الحكومة الفرنسية طالبت بالإفراج عنها باعتبارها مواطنة فرنسية ، أجابت بأنّ الحكومة الفرنسية لم تفعل ذلك.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :