افتتاحية صحيفة الأخبار:
هوكشتين شريكاً كاملاً في الجريمة: واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية
خلال الأشهر العشرة الماضية، لم تتوقف الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان. ولا يكاد يوجد مسؤول أو جهة لا تعرف أن الرسالة الوحيدة التي حملها كل الموفدين كانت: افصلوا جبهة لبنان عن غزة، واعقدوا صفقة مع إسرائيل!وإذا كان الأوروبيون «أكثر لباقة» في عرض الأمر، إلا أنهم لم يحيدوا عن جوهر المهمة التي قادتها الولايات المتحدة، وتولّاها بشكل رئيسي الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، الرجل الذي لم يتعب من جولاته بين لبنان وكيان العدو وعواصم في الإقليم وأوروبا، مكرّراً لازمة أن على لبنان تحييد نفسه عن الحرب الدائرة، ولم يكن يخجل في الحديث عن أن العدو يفكر بضربة كبيرة للحصول على ضمانات تسمح بوقف الحرب وعودة آمنة للمستوطنين إلى مستعمرات الشمال.
في آخر جولة من الاتصالات لم يكن هوكشتين متبنّياً لمطالب العدو فقط، بل كان شريكاً في أكبر عملية تضليل ساهمت بشكل فعّال في غارة العدو على حارة حريك. وربما صار مفيداً أن يتّعظ محاوروه، والمتصلون به، ومن ينقلون عنه الكلام والرسائل، وأن يتصرفوا ولو لمرة واحدة بمسؤولية عالية، من خلال وقف التواصل معه وتحميله المسؤولية الكاملة، بالتكافل والتضامن مع العدو، عن جريمة الضاحية.
ثمّة تفاصيل كثيرة، لكن عنوانها المركزي أن هوكشتين الذي كان يريد الحصول على ضمانة لبنانية بأن لا يرد حزب الله على أي ضربة إسرائيلية، كان هو نفسه من أبلغ المسؤولين في بيروت بأن الضربة الإسرائيلية ستكون خارج بيروت والضاحية. وأصرّ على تسريب هذه المعلومة، في سياق ما سمّاه «نجاح الدبلوماسية الأميركية في منع إسرائيل من القيام بعمل يقود إلى مواجهة شاملة مع حزب الله».
وقد يخرج هوكشتين نفسه، أو من يتواصل معه، ليقول إن الرجل ليس على علم بما تفكر به إسرائيل. وإن واشنطن لا يمكنها إلزام إسرائيل بشكل الرد وحجمه وطبيعته، لكن ما حصل، رسم خطاً فاصلاً بين ما قبل وما بعد. وما على المسؤولين في لبنان، رسميين أو سياسيين، إلا أن يتحلوا بقليل من شجاعة وليد جنبلاط في قول واضح بأن المعركة واضحة، وأن هوكشتين كان شريكاً كاملاً في الجريمة، مهما حاول هو، أو إدارته، أو محبوه في لبنان، التحايل على الوقائع.
وبالعودة إلى الاتصالات التي قادها هوكشتين إثر حادثة مجدل شمس، فكانَ هو أول من تولّى الاتصالات على أكثر من خط في لبنان، منطلقاً من «أن مسؤولية حزب الله عن الحادثة غير قابلة للنقاش». وهو عندما تحدّث مع جنبلاط، قال له الأخير إن على الولايات المتحدة أن «تبذل جهودها لمنع إسرائيل من أي خطوة جنونية لأن الحرب ليست في مصلحة أحد»، ناصحاً إياه بعدم نقل تهديدات، ولم يتأخر لاحقاً عن مهاجمته بالقول إن «هوكشتين دوره أن يقوم بوساطة وليس أن ينقل تهديدات».
كما تواصل هوكشتين مع الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ممارساً سياسة خداع بالإشارة إلى أن بلاده تقوم بجهد كبير لمنع التصعيد وإقناع إسرائيل بتحييد المدن والمدنيين، مشترطاً انتزاع موافقة من حزب الله على «ابتلاع الرد». أكثر من ذلك، جدّد هوكشتين اقتراحه بانسحاب الحزب من جنوب الليطاني مقابل إلغاء الضربة، لكنّ الحزب رفض النقاش في أي نقطة وأوصل رسالة عبر كل الوسطاء بأنه سيردّ على الضربة بضربة موازية لها، وسيرد على استهداف أي منطقة مدنية بضرب منطقة مدنية داخل الكيان. وهو ما قابله هوكشتين بادّعاء أن إسرائيل ليست في وارد ذلك، وأنها ستضرب هدفاً عسكرياً. ورفع هوكشتين من مستوى التضليل بالقول إن «استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر». وإلى الاتصالات الأميركية، دخلت على الخط قوى أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا لتلعب أدواراً مماثلة.
وأمس، تكثّفت الحركة الدبلوماسية بعد الجريمة، حيث استقبل الرئيس ميقاتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة جينين هينيس - بلاسخارت وقائد قوات «اليونيفل» الجنرال أرولدو لازارو، وسفير فرنسا إيرفيه ماغرو الذي قال إن «الوضع خطير ودقيق جداً وعملنا كثيراً كي نتجنب التصعيد وانزلاق الأمور أكثر، ودعونا الأفرقاء المعنيّين إلى ذلك». كما استقبل ميقاتي السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي دعت إلى «عدم التصعيد منعاً لمزيد من التدهور».
***************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو يترجم بالدم في طهران وبيروت نتائج زيارته لواشنطن واتفاقه مع بايدن إسماعيل
هنية وفؤاد شكر قائدين شهيدين… ولبنان وإيران يستعدان لردود قاسية
خامنئي: الثأر لدماء هنية من واجب إيران… ونصرالله يتحدث اليوم بعد التشييع
لم ينتظر بنيامين نتنياهو وقتاً كافياً لـ “تضييع الطاسة”، فبادر فور عودته من واشنطن إلى إصدار الأوامر بتنفيذ عمليتي اغتيال كبيرتين، بعدما أمر من واشنطن باستهداف بلدة مجدل شمس لتبرير عدوانه على لبنان. والعمليتان مدروستان بعناية وربما لا تحتملان التأجيل، فاستهدفت الأولى المبنى الذي يتردّد عليه القائد الكبير في المقاومة فؤاد شكر، وتسببت الغارة بسقوط خمسة شهداء مدنيين وسبعين جريحاً وبدمار كبير في المنازل والمنشآت والسيارات المدنية. ومساء أمس أعلن حزب الله نعي القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر بعدما تمّ التعرف إلى جثته، وكانت طهران فجر أمس، على موعد مع العملية الثانية حيث استهدف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقرّ استضافته، واستشهد معه مرافقه، وكشفت ردود الأفعال الأميركية الباهتة والاستعداد لتقديم المساندة التي يحتاجها الكيان في مواجهة أي ردود تورط واشنطن، التي كانت تحذر قيادة الكيان من أي لعب بالنار، تصفه بالتهديد القابل للتحوّل إلى حرب إقليمية لا تجب الاستهانة بوقوعها لأنها خطر على مستقبل “إسرائيل”، بينما ربطت عملية استهداف بيروت بالدفاع عن النفس على خلفية تبني الرواية الإسرائيلية حول صاروخ مجدل شمس اسوة بتبني كل الروايات الإسرائيلية الكاذبة، منذ رواية طوفان الأقصى وقطع رؤوس الأطفال وحرق الجثث إلى رواية قصف المسشتفى المعمداني على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، وهذا لا يشير إلى سذاجة أميركية بل إلى عدم إقامة أي قيمة للحقيقة والاستعداد لتبرير الاصطفاف وراء الكيان ودعمه لمشاركته في تسويق الأكاذيب. وأعلن وزير الدفاع الأميركي جاهزية واشنطن لتقديم المساندة التي يحتاجها جيش الاحتلال في أي مواجهة، ورغم عدم التعليق الأميركي الرسمي على اغتيال هنية، فإن واشنطن التي تصنّفه كما فؤاد شكر إرهابياً، تدرج استهدافه ضمن خطة القضاء على حماس التي تؤيدها، وإضافة الى التبدل في الموقف الأميركي كدليل على شراكة أميركية إسرائيلية في العمليتين، جاءت العملية الأميركية في العراق ضد قوى المقاومة لتوضح ترابط ملف الحرب مع قوى المقاومة دفاعاً عن الكيان والمواجهة بين قوى المقاومة المدعومة من إيران والاحتلال الأميركي في سورية والعراق، وسعي واشنطن للمقايضة بين الحل في غزة وضمان بقاء الاحتلال في سورية والعراق. ولعل كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السابق لكل هذا المسلسل بما فيه صاروخ مجدل شمس، عن تصعيد مقبل إلى المنطقة تأكيد على ربط تفاهمات نتنياهو وبايدن بهذا التصعيد.
الاستعداد للرد هو ما تقوله قوى المقاومة من اليمن الى العراق ولبنان وفلسطين وانتهاء بإيران، التي أعلن مرشدها الإمام علي الخامنئي أن من واجبها الثأر لدماء القائد اسماعيل هنية لأنه كان على أرضها وضيفها، بينما يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويعلن موقف المقاومة بعد تشييع القائد فؤاد شكر، فيما تحدّثت صحيفة النيويورك تايمز عن سيناريوهات للرد تستهدف منشآت عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، عبر عمليات منسقة تشترك فيها إيران واليمن والعراق ولبنان.
زفّ حزب الله القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر (السيد محسن) شهيدًا كبيرًا على طريق القدس، والذي استشهد إثر العدوان «الإسرائيلي» الغادر والغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت – حارة حريك.
ولفت الحزب في بيان النعي الى أنه “بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله، وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبّة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، مَنَّ الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذِنَ له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره هو القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) الذي نزفه شهيدًا كبيرًا على طريق القدس، تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنوانًا لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتّى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزًا من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتّى النَّفْسِ الأخير.
وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعًا قويًا لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدمًا بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير”.
وأضاف: “هذا بيان تعزيتنا وتبريكنا وأما موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله “حفظه الله” غدًا (اليوم) في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ إن شاء الله”.
ومن المتوقع وفق معلومات “البناء” أن يتحدث السيد نصرالله عن أهمية الشهيد وأدواره المتعددة في المقاومة لا سيما الأمنية منذ الثمانينيات وإنجازاته في كل الجبهات لا سيما في مواجهة العدو الإسرائيلي. كما سيؤكد السيد نصرالله الرد على هذا العدوان الكبير وسقف ومعادلة الرد بعد أن يشير الى خطورة هذا الاستهداف الذي يرتب ثلاثة حسابات الأول ضرب الضاحية والثاني استهداف منطقة سكنيّة واستشهاد مدنيين والثالثة اغتيال القيادي الجهادي الكبير فؤاد شكر ما يعني أن الحساب مفتوح وسيكون كبيراً جداً.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد للشهيد شكر.
ويشيّع حزب الله الشهيد اليوم انطلاقاً من مجمع سيد الشهداء (ع)، حيث يتقبّل حزب الله وذوو الشهيد التعازي والتبريكات من الساعة الثالثة حتى الرابعة والنصف.
وتقام مراسم التكريم والوداع وتختتم قبل انطلاق التشييع بكلمة للأمين العام السيد حسن نصر الله.
وأشارت وكالة “فارس” الى مقتل مستشار عسكري إيراني في الغارة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، والتي قتل فيها القيادي شكر.
وأعلن موقع الخارجية الأميركية، “رفع إرشادات السفر الأميركية للبنان إلى المستوى الرابع أو عدم السفر”.
وطلبت من “الأميركيين عدم السفر إلى لبنان بسبب التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل”.
وأعلنت “إن بي سي” عن شركة يونايتد إيرلاينز، “تعليق خدمتنا اليوميّة في تل أبيب لأسباب أمنية”.
وفي وقت سابق، أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “شركات طيران أجنبية تلغي رحلاتها إلى “إسرائيل””.
وتحدثت القناة 13 الإسرائيلية، عن “إلغاء شركات الطيران الأميركية وبالبريطانية رحلاتها إلى “إسرائيل” بسبب الوضع الأمني”.
وحاول رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي استثمار عملية الاغتيال برفع معنويات جيش الاحتلال ومستوطني الشمال واستعادة جزء من هيبة الردع المتآكلة، حيث قام بزيارة تفقديّة للتمرين الذي يُجريه لواء كفير على الحدود الشماليّة مع فلسطين المحتلة، برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد المنطقة الوسطى وغيرهما من القادة.
في المواقف السياسيّة، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أنّ استشهاد القائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر (السيد محسن) جراء العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية، لن يضعف المقاومة، بل يزيدها عزماً وإصراراً على مواصلة مسيرة الجهاد دفاعاً عن لبنان وإسناداً لغزة وكل فلسطين.
وقال حردان في بيان: إن غاية كلّ مقاوم هي تحقيق الانتصار أو نيل شرف الشهادة. لكن، دماء الشهداء غالية وعزيزة، وحرارة هذه الدماء تبقى متوهّجة في صراعنا الوجوديّ مع الكيان الصهيوني الغاصب الموغل في إرهابه وإجرامه وعنصريّته.
وأكد حردان، أنّ المقاومة التي تقدّم قادتها شهداء، هي مقاومة ظافرة وعصية على الانكسار، وبشهادة الدم ترسم معادلات النصر مهما كانت التحدّيات.
ورأى أنّ محاولات الهروب إلى الأمام التي ينتهجها العدو الصهيونيّ، باستهدافه قادة المقاومة، لن تكون إلا مزيداً من الوبال على كيانه الغاصب. فالتضحيات الجسام التي بذلها المقاومون، ولا يزالون، ترتفع وتيرتها وتزداد اندفاعتها كلما ارتقى شهيد على طريق التحرير.
في سياق ذلك دان حردان جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجاهد إسماعيل هنية، الذي قضى شهيداً نتيجة عملية جبانة نفذها العدو الصهيوني.
وأكد حردان على أن كل المقاومين، والشهيد هنية واحد منهم، عندما اتخذوا قرارهم بالانخراط في العمل المقاوم، كانوا يضعون نصب أعينهم تحقيق النصر أو الشهادة على طريقه، إنقاذاً لفلسطين كلها من الاحتلال والإرهاب والعنصرية.
رسمياً، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بوحبيب أن “الضربة الإسرائيلية الأخيرة لضاحية بيروت الجنوبية واغتيال اسماعيل هنية، إضافة الى التطورات الأخيرة في بغداد، تضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، وتشكل عقبات إضافية للمسار الدبلوماسي والسلمي الذي ينادي به لبنان، تحديداً تنفيذ قرار مجلس الامن ١٧٠١ وكل القرارات الأممية ذات الصلة في المنطقة”.
وأشار بو حبيب في مقابلة على محطة «CNN» الأميركية، إلى أن “توسع رقعة الحرب من جراء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة أصبح أمراً جدياً، في حال لم تتدارك الولايات المتحدة الأميركية ضرورة العمل الجدي لوقف التصعيد، ووقف إطلاق النار، وتنشيط خطة السلام”.
ووجّه بو حبيب بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة عبّر من خلالها عن قلق لبنان البالغ إزاء المأساة التي وقعت في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وعن إدانته لاستهداف المدنيين أينما كانوا. وأشار إلى أن الظروف المحيطة بهذا الحادث المروّع لا تزال غير واضحة.
كما وجّهت بعثة لبنان لدى الاتحاد الأوروبي رسالة رسمية مماثلة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وجميع المندوبين الأوروبيين المعتمدين لدى الاتحاد الأوروبي، أعربت فيها عن موقف الدولة اللبنانية من التهديدات الإسرائيلية الأخيرة على خلفية حادث مجدل شمس المأساوي.
وتمّ التأكيد في الرسالتين على أن النيات الحقيقية لـ”إسرائيل” هي إطالة أمد الأعمال العدائية وتصعيدها، واستغلال حادث ملتبس في الجولان السوري المحتل، لشنّ المزيد من الهجمات على لبنان. كما تمّت الإشارة إلى أن الرواية التي تروجها “إسرائيل” تسعى إلى حرف الانتباه عن انتهاكاتها الطويلة الأمد للقانون الدولي وتحديداً في شقه الإنساني، واحتلالها للأراضي العربية، وإجهاض الجهود الحقيقية الرامية إلى تحقيق السلام والعدالة في المنطقة.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
الضاحية وطهران بفارق ساعات … لبنان يترصد الردّ
مع أن باع إسرائيل الطويل و”إرثها” المتأصل والضارب عميقاً في تاريخ الاغتيالات والتصفيات، قديماً وحديثاً، في صفوف أعدائها عبر مراحل الصراع العربي- الإسرائيلي لا يستدعيان الانذهال أمام أي حدث أو تطوّر “اغتيالي” جديد، لكن ما جرى ما بين ليل الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء لا تنطبق عليه إلا معايير إشعال إسرائيل حرب اغتيالات متتابعة بنمط متزامن خاطف وغير مسبوق تستهدف عبره رموز الصف القيادي الأول في “#محور الممانعة” بأسره.
بفارق سبع ساعات فقط، ما بين الثامنة ليلاً بتوقيت بيروت والثانية فجراً بتوقيت #طهران (يتقدم ساعة واحدة عن بيروت)، ارتسمت معالم أشرس حروب الاغتيالات “وعروض القوة” الدامية التي شنتها إسرائيل ضد قادة “الحزب” و”حركة ح”، والأخطر من انطلاق هذه الحرب من #حارة حريك تزامنها بالتمدّد إلى عقر دار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أقسى التحديات اطلاقاً لعاصمة المحور الممانع ونقطة ارتكاز “#وحدة الساحات وربطها” في هيبتها الأمنية ومظلة حمايتها لحلفائها الضيوف.
وسط المعالم غير المسبوقة في خطورتها التي اكتسبها اغتيالان متعاقبان، أولهما طاول القيادي العسكري الأكبر في “الحزب” #فؤاد شكر في #الضاحية الجنوبية لبيروت، والثاني، الرمز التاريخي والرجل الأول في “حركة ح” رئيس المكتب السياسي في الحركة إسماعيل هنية في مكان استضافته في طهران، بدأ الصمت الثقيل الذي التزمه “الحزب” حتى بعد العثور على جثة القيادي العسكري الأول لديه أبلغ تعبير عما تشهده وما قد تشهده الساحة اللبنانية وربطاً الساحة الإقليمية في الأيام والساعات القليلة المقبلة من تطورات قد تفتح المنطقة على مشارف مرحلة غير مسبوقة بخطورتها.
وإذ ترصد كل الأوساط المحلية اللبنانية والخارجية ما قد يتبلور من خطة لمحور الممانعة كلاً للرد على إسرائيل، شكّكت أوساط مواكبة للاتصالات الديبلوماسية المحمومة التي تسابق تداعيات الاغتيالات في أن تتمكن هذه الاتصالات من احتواء الوضع المتدحرج في الخطورة. بل إنها ذهبت إلى الاعتقاد بأن الأنظار والحسابات والتقديرات يجب أن تتركز على ما يمكن أن يحصل بعد انقضاء مراسم تشييع كل من القيادي العسكري فؤاد شكر وإسماعيل هنية بما يعني أن التوقيت المرجح لأي ردّ، أياً تكن طبيعته، هو بعد التشييع.
وبإزاء ذلك ومع أن التصريحات الإسرائيلية انحسرت عقب اغتيال هنية فهي لم تتوقف حيال لبنان، إذ قال وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس: “أوصلنا من خلال استهداف فؤاد شكر في بيروت رسالة بأن من يؤذينا سنؤذيه بقوة”. وشدد على أن “إسرائيل ليست مهتمة بحرب شاملة لكن الطريقة الوحيدة لمنعها هي انسحاب “الحزب” إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه وفقاً لقرار #الأمم المتحدة رقم 1701″.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تأهبها للتعامل مع أي سيناريو في مواجهة إيران و”الحزب”، كما أشار موقع أكسيوس إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أخبر نظيره الاميركي أن إسرائيل لا تنوي التصعيد ولكنها مستعدة للرد على أي هجوم لـ”الحزب”.
وقد دعت فرنسا أمس الى بذل كل الجهود لتجنّب تصعيد عسكري جديد بعد الضربة ال#اسرائيلية في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن فرنسا تتابع عن كثب وبالغ التنبه الوضع وأنها ستستمر في التحرك إزاء جميع الاطراف من أجل تجنب التصعيد. كما قال المصدر إن فرنسا تذكّر رعاياها بشكل ملح بعدم التوجه إلى لبنان أو إسرائيل أو الاراضي الفلسطينية.
انتشال جثة شكر
وفي غضون ذلك، تمكنت الفرق العاملة على رفع الأنقاض عصر أمس من التعرف على أشلاء جثة القيادي العسكري في “الحزب” فؤاد شكر تحت انقاض الطبقات السفلية من المبنى المستهدف بالغارة المدمرة، وذلك بعد عمليات مضنية ومعقدة طالت منذ لحظة الاعتداء الصاروخي الذي شنته إسرائيل على المبنى الذي كان يقيم فيه شكر. ولم يتم التعرف إلى جثة شكر إلا بعد فحص DNA. كما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية إلى 5 من بينهم ثلاث سيدات وطفلة وطفل و74 جريحاً.
وفي وقت استمرت عمليات رفع الانقاض، لم يصدر “الحزب” أي بيان يؤكد فيه مقتل القيادي العسكري فؤاد شكر، إلا أنه أشار إلى أن شكر كان موجوداً في المبنى المستهدف. واللافت في الأمر أن وكالة تسنيم الإيرانية قالت إن فؤاد شكر لم يقتل بالهجوم الأولي على الضاحية بل بفعل الجروح التي أصيب بها.
ووسط التزامه الصمت منذ حصول الغارة الإسرائيلية، أصدر “الحزب” قبل ظهر أمس بياناً أكد فيه للمرة الأولى أن شكر كان موجوداً في المبنى. ومساء أمس أصدر الحزب رسمياً بيان نعي شكر ومما جاء فيه: “نزفّه شهيداً كبيراً على طريق القدس، تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنواناً لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزاً من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير. وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعاً قوياً لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدماً بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير”. وأشار البيان إلى أن “موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه السيد نصر الله غداً (اليوم) في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ”.
الحكومة والتحرك الديبلوماسي
واعلن رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي الإدانة الرسمية للاعتداء الإسرائيلي على الضاحية في جلسة استثنائية ل#مجلس الوزراء غاب عنها وزراء “#التيار الوطني الحر”. وقال ميقاتي: “مسؤوليتنا الوطنية استدعت عقد اجتماع استثنائي للحكومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وادانة الاغتيال وقتل الأطفال ومواكبة التطورات الأمنية، وكنت اتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم، لأن نهج المقاطعة غير مفيد في هذا الظرف الخطير”.
وأضاف: “ندين بقوة هذا الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونرفع الصوت محذرين من تفلّت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الاجرامي القاتل، متسائلين عن سبب هذا التطور ومتخوفين من تفاقم الوضع إن لم تسرع الدول المعنية وكل المجتمع الدولي للجم هذا التفلت الخطير”، ودعا “العالم الشاهد على جرائم إسرائيل، إلى اجبارها على وقف اطلاق النار والالتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ #القرار 1701، وكفى أن يكون العالم شاهداً على اجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الالاف. إننا نطالب فورا بتنفيذ القرار 1701 كاملا وبحذافيره، وندعو المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى أن يكونوا شهوداً للحق ويدينوا الباطل ويعملوا في سبيل الأمن والاستقرار”.
وشهدت #السرايا الحكومية سلسلة كثيفة من اللقاءات الديبلوماسية في اطار مواكبة التطورات الاخيرة لا سيما الغارة الإسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية. وفي هذا الاطار، اجتمع ميقاتي مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام #جان بيار لاكروا على رأس وفد ضم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان #جينين هينيس-بلاسخارت وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “#اليونيفيل” #الجنرال أرولدو لازارو . كما التقى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو الذي عبّرعن قلقه من الأوضاع الحالية “التي تتجه نحو التصعيد، ويجب التعاطي مع تداعيات ما حصل، وانتظار ما سيحصل في الساعات المقبلة”.
وقال: “نحن للأسف في وضع حذرنا منه دائماً، ولقد دعونا باستمرار الأطراف المعنية لعدم التصعيد، لأننا كنا ندرك بأن كل شيء قد يحصل في حال وجود توتر، وللأسف نحن الآن في الوضع الذي توقعناه، ولهذا بذلنا الكثير من الجهد في الاشهر الأخيرة لمحاولة تلافي التصعيد”. وأعلن “أننا سنستمر في جهودنا، ولا أسباب لدينا لعدم الإستمرار في مساعينا للتهدئة”.
كما أن #وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي اجتمع مع لاكروا، وبلاسخارت ولازارو، ووفد رفيع المستوى من اليونيفيل، أشار إلى أن “الخيار العسكري الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية هدفه زج المنطقة في دوامة الحرب الشاملة التي لن تجلب سوى الدمار والخراب للجميع”. وشدّد على “أن الحل الدائم وضمان الأمن في جنوب لبنان لن يكون إلا من خلال السبل الديبلوماسية ووقف إطلاق النار والالتزام التام والناجز بجميع القرارات الأممية ذات الصلة، لا سيما مندرجات القرار 1701 الذي يبقى السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف والموت والخراب”.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مخاطر الحرب تتراكم.. وترقّب لرد «الحزب».. وشكوى لبنانية ضد إسرائيل
الأعصاب مشدودة على امتداد المنطقة، حيث تلوح في أفقها نُذر انفجار كبير، عززت احتمالاته الخطوات العدوانية الاسرائيلية بالعدوان على الضاحية الجنوبية، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» اسماعيل هنية في طهران، بالتزامن مع حدث امني مماثل في العراق. وهذه الاحداث خلقت واقعا جديدا يغلي فوق فوهة بركان، ربطا بالتهديدات المباشرة من قبل ايران، بردود عقابية على اسرائيل، التي اعلنت بدورها انها مستعدة لكل السيناريوهات، فيما تخوفت منصات اعلامية اسرائيلية من أن تتلقى اسرائيل وابلاً من الصليات من ايران ولبنان، مرجّحة انّ تل ابيب ومحطات الطاقة في الجنوب والشمال هي الهدف الاساس.
حصيلة العدوان على الضاحية بلغت حتى الآن خمسة شهداء ونحو 80 جريحاً من المدنيين،. فيما ظل مصير القيادي في «الحزب» فؤاد شكر، غامضا حتى مساء أمس، حين أصدر الحزب بياناً، نعى فيه فؤاد شكر، جاء فيه: بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، مَنَّ الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذِنَ له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره هو القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) الذي نزفه شهيداً كبيراً على طريق القدس، تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنواناً لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزاً من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير.
وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعاً قوياً لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدماً بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير.».
واشار البيان الى « ان موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه السيد نصر الله في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ اليوم.
قواعد حربية
العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية نقل المواجهة بين «الحزب» وإسرائيل إلى مدار آخر، خارج سياق ما كان معهودا من مواجهات بينهما في منطقة الحدود الجنوبية، منذ تشرين الاول من العام الماضي، تتراكم فيه احتمالات حربية، أقلها احتمال انضباط هذه المواجهات ضمن قواعد اشتباك جديدة بلا كوابح او ضوابط.
الأجواء ملقّمة بسيناريوهات مفخّخة، والتوتر على أشده؛ ما فوق المستوى الأحمر، وثمّة استحالة أكيدة في تقدير معالم الغد المجهول، وما ستحمله الأيام المقبلة، وربما الساعات المقبلة من تطورات. وكلّ الأنظار من الداخل والخارج ترصد «الحزب» وتترقّب زمان ومكان وطبيعة وحجم وحدود ردّه على هذا العدوان، وارتدادات هذا الردّ على الميدان الحربي المفتوح الذي تُجمع التقديرات والتحليلات على أنه بات مفتوحاً أكثر من أي وقت مضى، لأن تتدحرج كرة ناره وتتمدد إلى كل الجبهات والساحات.
محاولات احتواء الردّ
الساعات التي تلت العدوان على الضاحية، ووفق معلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، شهدت كثافة في حركة الاتصالات من اكثر من جهة دولية. وضمن هذا السياق تندرج زيارة السفيرة الاميركية ليز جونسون لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، التي تواكبت مع حركة أممية في اتجاه عين التينة ووزارة الخارجية عبر وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا والقائد العام لقوات اليونيفيل الحنرال ارولدو لازارو.
وبحسب المعلومات فإنّ العنوان الظاهري لحركة الاتصالات هو التعبير عن مخاوف جدية من توسّع المواجهات، وإبداء النُصح بضبط النفس وتجنّب الحرب. وأمّا جوهرها فمحاولة واضحة من أصحاب مقولة انّ من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، لتمرير العدوان باعتباره عملا محدودا حصل وانتهى الأمر، والتركيز على ضبط إيقاع «الحزب» وثَنيه عما سمّوه ردّاً يؤزّم الأمور أكثر، ويعزز احتمالات اشعال الحرب». وتؤكد مصادر المعلومات الموثوقة انّ هذه المحاولات لم تلق تجاوبا معها كونها تماشي القاتل، وتدين القتيل.
الرد حتمي
وفيما اعلنت ايران على لسان مرشدها السيد على خامنئي بأن «اسرائيل باغتيالها اسماعيل هنية وَفّرت لنفسها عقوبة قاسية، والانتقام لدم هنية من واجباتها لأن الإغتيال وقع على اراضينا»، بالتزامن مع اعلان ذراع ايران في اليمن عن «ان التنسيق جار في مسار الرد الذي سيكون شافيا وكبيرا وبحجم الحدث وبحجم الاستهداف»، فإن كل الاجواء المحيطة بـ»الحزب» تؤكد حتمية رده على العدوان. ولكن لا تحديد لزمان ومكان وحجم الرد، وخصوصا أنّ الحزب ما زال ملتزما الصمت. ومعلوم عنه تكتّمه الشديد حيال أيّ خطوة ينوي القيام بها. فضلاً عن انّ الحزب منشغل حالياً بجلاء مصير القيادي في الحزب فؤاد شكر، وسط مؤشرات تشاؤمية ترجّح فرضية استشهاده. (يشار في هذا السياق الى أنّ بعض القنوات الفضائية ذكرت ان فرق الانقاذ تمكنت بعد ظهر امس من انتشال جثمان الشهيد شكر من تحت الركام).
واستوضحت «الجمهورية» مسؤولا حزبيّا ما يمكن أن يُقال حول طبيعة الرد على العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية، فرفض التعليق، مكتفياً بالقول: «الحزب» ملتزم بحماية اهله والدفاع عنهم، والرد على هذا العدوان سيخبّر عن نفسه عند حصوله».
شكوى إلى مجلس الأمن
الى ذلك، قررت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل. وقال الرئيس نجيب ميقاتي في مستهل الجلسة الطارئة التي عقدتها الحكومة في السرايا الحكومية أمس: «ان التطورات نقلت الوضع من حالة الاشتباك إلى وضعية الخطر المفتوح على مخاوف كبيرة».
ولفت ميقاتي الى أن بيروت تقصف، وتُغتال فيها العدالة الانسانية وهناك الجنوب لا يزال تحت القصف والحرق والقتل والتهجير وتدمير البلدات على مشهد من العالم، وكأنّ كل ما يحصل من إجرام هو مجرد حادث». واعتبر ان «القصف على الضاحية هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة والتفاهمات، ونحن سنبقى نعمل في سبيل إنقاذ بلدنا وحماية مجتمعنا من أي خطر».
واكد أنّ «لبنان لا يريد الحرب بل الحفاظ على كرامة ابنائه وسيادته على الأرض والبحر والجو من دون أي تهاون بحقوقه». وطالب بتنفيذ القرار 1701 كاملاً وبحذافيره، داعيا «المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى ان يكونوا شهوداً للحق ويدينوا الباطل ويعملوا في سبيل الامن والاستقرار».
وناشد اللبنانيين «أن نتكاتف جميعاً ونكون قادرين على إثبات وحدتنا وتأكيد تضامننا مع اهلنا ورفضنا لأي اعتداء يطال اي منطقة من لبنان».
وقال ميقاتي في مداخلة له خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السرايا: «كنت أتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم لأنّ نهج المقاطعة غير مجد في هذا الظرف الخطير».
وفي مجال آخر، قال ميقاتي: «ندين بقوة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة ح إسماعيل هنية، ونرى في هذا العمل خطراً جدياً بتوسّع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة، كما نتقدم بالتعزية من أهالي ضحايا مجدل شمس العربية في الجولان المحتل».
«أمل» تدين
الى ذلك، وفي بيان لها بتوجيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري، دانت هيئة الرئاسة في حركة «أمل» العدوان الاسرائيلي على الضاحية، لافتة الى «أنّ الجريمة التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي امس الاول، من خلال عدوانه الجوي الجبان مستهدفاً العاصمة بيروت في ضاحيتها الجنوبية، لا يعقل ولا يجوز أن يكون محط إدانة وطنية وعربية ودولية على أهمية الإدانة والشجب لهذه المجزرة، بل يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً وأممياً عاجلاً لوقف آلة القتل الاسرائيلية وعدوانيتها التي باتت عابرة ليس فقط للحدود الجغرافية إنما أيضاً للقوانين والقواعد الإخلاقية والإنسانية ولكافة شرائع حقوق الانسان».
واكدت «ان استمرارها على النحو القائم منذ ما يزيد عن تسعة أشهر ونيف من غزة الى لبنان وسوريا واليمن والعراق، وصولاً الى ما حصل فجراً من اغتيال آثِم وجبان لرئيس المكتب السياسي لحركة ح الاخ إسماعيل هنية، سوف يضع المنطقة وأمنها وإستقرارها في مهب الجنون والإرهاب الإسرائيليين».
وافاد موقع «اكسيوس» الاميركي بأن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أبلغ الى وزير الدفاع الاميركي ان اسرائيل لا تنوي التصعيد، ولكنها مستعدة للرد على أي هجوم لـ»الحزب».
الحرب الشاملة
الى ذلك، قال مسؤول كبير رداً على سؤال لـ»الجمهورية»: انه قلق من تطور الامور الى حرب شاملة.
ولفت المسؤول عينه الى ان اسرائيل تحاول، وبعدما فشلت في غزة ووصلت الى طريق مسدود لجهة عدم تمكنها من تحقيق اهدافها، توسيع رقعة الحرب، وتوريط العالم بحرب تشعل كل المنطقة. مشيرا الى ان الجهد الاسرائيلي في هذا الاتجاه واضح، بدءًا بالتلطي خلف افتعالها لمجزرة مجدل شمس، ثم باستهداف الضاحية الجنوبية، واخيرا وربما ليس آخرا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» اسماعيل هنية. كل ذلك يؤكد الى اين تقود اسرائيل المنطقة.
واكد المسؤول عينه ان أحداً لا يستطيع ان يقدّر مآل الأمور إن توسعت شرارة الحرب، ولكن إن كانت اسرائيل تعتقد أنها قد تنجو من اشتعال المنطقة فهي واهمة بالتأكيد، حيث ستطالها النار من كل الجهات.
ولكن ماذا عن الاميركيين، وهل يغطّون مغامرة اسرائيلية تشعل المنطقة؟ أجاب: الاميركيون قالوا انهم لا يريدون أن يتوسع نطاق الحرب، ويدعون الى الحل السياسي. لكنهم يناقضون انفسهم حينما يقولون انهم سيدعمون اسرائيل في حال اندلعت الحرب. اعتقد ان الاميركيين كانوا صادقين حينما قالوا ان توسيع الحرب سيضرّ بمصالح الجميع، لأنهم يخشون بالفعل على تضرر مصالحهم الواسعة في المنطقة، وهذه الخشية اعتقد انها ستتفاقم اكثر مع طبول الحرب الاقليمية التي تُقرع، والتي ما من شك ان المنطقة ستشهد تغيرات وتحولات ربما تكون جذرية إذا ما انزلقت الامور الى هذه الحرب.
باريس: قلق بالغ
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر ديبلوماسية فرنسية الى الجمهورية قولها: «انّ الديبلوماسية الفرنسية ناشطة في كل الاتجاهات لاحتواء التصعيد».
وجددت المصادر التأكيد على الحاجة الملحّة لحل ديبلوماسي يُنهي المواجهات القائمة في المنطقة الجنوبية. وقالت: نحن نتواصل مع كل الاطراف. ونؤكد على ضبط النفس درءاً للسقوط في منزلقات ومخاطر كبرى على كل الاطراف، الا ان المصادر قالت انّ المجريات التصعيدية الاخيرة تزيد المخاوف من تَسارع الخطى الى حرب مؤلمة ووقائع وخيمة.
وكان السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو قد اعتبر في تصريح أمس «أن الوضع دقيق وخطير، وعملنا كثيرًا كي نتجنّب التصعيد وانزلاق الأمور أكثر». وقال: «دعونا الاطراف المعنيّين الى ذلك، ولكننا اليوم للأسف في وضع كنا نخشى منه دائمًا ولا نعرف ماذا سيحصل في المرحلة المقبلة. واليوم كل شيء محتمل ولكن لا خيار لدينا سوى الاستمرار في مساعينا للتهدئة».
هل يعود هوكشتاين؟
وفي السياق ذاته، قالت مصادر ديبلوماسيّة لبنانية لـ»الجمهورية» انّ واشنطن أرسلت إشارات متتالية تشدد فيها على خفض التصعيد، وتؤكد عزمها على بذل جهود حثيثة في هذا الاتجاه. ووفقاً لهذه الاشارات، كشفت المصادر أنّ احتمال ايفاد واشنطن موفداً الى المنطقة (آموس هوكشتاين)، امر وارد جدا في وقت قريب.
إستنفار اسرائيلي
وفي وقت استمر فيه التوتر على أشده، على طول خط الحدود الجنوبية وسط اعتداءات اسرائيلية مكثفة على المناطق اللبنانية، تبدو اسرائيل في حال استنفار بعد العدوان على الضاحية واغتيال هنية. وقد اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اتخاذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية في الداخل الاسرائيلي، واصدرت الاوامر بإخلاء القواعد غير القتالية في الشمال على مسافة 40 كيلومتراً من خط السياق.
وفيما اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «اننا لا نريد حرباً لكننا جاهزون لكافة السيناريوهات»، قال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية «إن ايران ستتحمل تداعيات أي تصعيد ينتج عن أفعالها وسنفعل كل ما بوسعنا لاستعادة الأمن على حدودنا الشمالية».
وادّعى أنّ «اليونيفل فشلت في إبقاء «الحزب» خلف خط الليطاني وسنضمن ذلك بالوسائل الدبلوماسية أو غيرها».
وخلال تفقده تمريناً يجريه لواء كفير على الحدود الشمالية، يُحاكي قتالاً وسط منطقة وعرة وجبلية، وإطلاق النيران وقتالا في مناطق حضرية، كجزء من رفع الجاهزية للقتال على الجبهة الشمالية، قال رئيس الاركان الاسرائيلي هيرتسي هاليفي: «عصر أمس حصلنا على فرصة في قتل القيادي في «الحزب» محسن شكر، أبرز شخصية عسكرية لدى «الحزب»، ولدينا ثقة بالعمليات التي نخطط لتنفيذها مستقبلاً، كوننا مصممين على عدم العودة بـ»الحزب» إلى ما كان عليه في السادس من تشرين الاول. محسن لن يكون موجودًا، لكننا لسنا بصدد عودة الوضع إلى ما كان عليه على الحدود، على بُعد 200 متر عن المطلة، أو شتولا، أو رأس الناقورة».
اضاف: «الجيش الاسرائيلي قادر على التصرف وعلى الوصول أيضًا إلى نافذة معيّنة في إحدى حارات بيروت، وهو قادر على ضرب نقطة معيّنة تحت الأرض، ونحن قادرون كذلك على الانطلاق لمناورة برية قوية للغاية في العمق».
نتنياهو
وفي كلمة له مساء أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: قتلنا يوم أمس نائب نصر الله في لبنان وكان مسؤولاً عن الهجمات في الشمال على مواطنينا.
واشار نتنياهو الى «أننا جاهزون لأي سيناريو ضد كل التهديدات، وسنكبد كل من يهاجمنا ثمناً باهظاً. وسنصفي حسابنا مع كل من يمس بنا أو يرتكب مجازر ضد شعبنا.
وقال: الحرب ستطول ولن أخضع لضغوط داخلية أو خارجية. وأمامنا أيام صعبة قادمة.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: قلق دبلوماسي غربي وحركة كثيفة لتجنب تداعيات ضربة الضاحية
منسقة الأمم المتحدة: لا حل عسكرياً للوضع الراهن
كثف دبلوماسيو الأمم المتحدة ودول غربية مؤثرة بالوضع اللبناني حركتهم الدبلوماسية باتجاه القيادات اللبنانية؛ في مسعى لتجنيب الاستقرار اللبناني تدهوراً إضافياً على خلفية اغتيال القيادي في «الحزب» فؤاد شكر، وسط دفع باتجاه اللجوء إلى الحل السياسي والدبلوماسي، وتأكيد بأنه «لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن».
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات ديبلوماسية في السراي في إطار مواكبة التطورات الأخيرة، لا سيما الغارة الإسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الثلاثاء. واستقبل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا على رأس وفد ضمّ المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) الجنرال آرولدو لازارو.
وأعربت هينيس – بلاسخارت عن قلقها البالغ إزاء القصف الذي تبنّته إسرائيل والذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان مخلفاً الكثير من الضحايا المدنيين. وأكدت المنسقة الخاصة مجدداً أنه «لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن»، ودعت كلاً من إسرائيل ولبنان إلى الاستفادة من السبل الدبلوماسية كافة للسعي إلى العودة إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ القرار.
قلق فرنسي
في غضون ذلك، عقد ميقاتي اجتماعاً مع سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو الذي أعلن بعد اللقاء: «ناقشنا المستجدات وعبّرنا عن قلقنا من الأوضاع الحالية التي تتجه نحو التصعيد، ويجب التعاطي مع تداعيات ما حصل، وانتظار ما سيحصل في الساعات المقبلة».
وقال السفير الفرنسي: «نحن للأسف في وضع حذرنا منه دائماً، ولقد دعونا باستمرار الأطراف المعنية إلى عدم التصعيد؛ لأننا كنا ندرك بأن كل شيء قد يحصل في حال وجود توتر، وللأسف نحن الآن في الوضع الذي توقعناه؛ ولهذا بذلنا الكثير من الجهد في الأشهر الأخيرة لمحاولة تلافي التصعيد». وأعلن: «أننا سنستمر في جهودنا، ولا أسباب لدينا لعدم الاستمرار في مساعينا للتهدئة».
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، استقبل رئيس الحكومة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون وعرض معها التطورات الراهنة، كما تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس «الذي عبّر عن تضامن بلاده مع لبنان في الأوقات الصعبة التي يمرّ بها»، حسبما أعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية. وشدد وزير الخارجية الإسباني على «العمل في كل المحافل لإبعاد المخاطر عن لبنان»، معتبراً أن «الحل السلمي كفيل وحده بتأمين الاستقرار في المنطقة».
جولة لاكروا
وبعد زيارته مقر ميقاتي، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا والوفد المرافق، بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) اللواء آرولدو لازارو، حيث جرى عرض للمستجدات والأوضاع العامة، لا سيما السياسية والميدانية منها، في لبنان والمنطقة، في ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان، حسبما جاء في بيان نشرته رئاسة البرلمان.
والتقى لاكروا لاحقاً وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، وتخلل الاجتماع عرض عن أبرز الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان والمنطقة وسبل احتواء التصعيد منعاً لتوسيع رقعة الحرب.
وأشار بوحبيب إلى أن الخيار العسكري الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية «هدفه زجّ المنطقة في دوامة الحرب الشاملة التي لن تجلب سوى الدمار والخراب للجميع». مؤكداً أن «الحل الدائم وضمان الأمن في جنوب لبنان لن يكون إلا من خلال السبل الدبلوماسية ووقف إطلاق النار والالتزام التام والناجز بجميع القرارات الأممية ذات الصلة، خصوصاً مندرجات القرار 1701 (2006) الذي يبقى السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف والموت والخراب».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نصر الله اليوم في تشييع شكر يحدّد ردّ المحور على التوغل في الإغتيالات
إيران تكشف عن مقتل مستشار عسكري وتضامن حكومي ووطني مع مصاب الضاحية
أيام أو ساعات قليلة فاصلة عند لحظات وربما اسابيع واشهر، من المرجح بقوة ان تدخلها منطقة الشرق الاوسط، فقبل ان يلتقط «الحزب”» ومحور المقاومة انفاس الضربة القاسية التي ادت الى اغتيال القائد الجهادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، حتى جاء خبر صاعق من ايران وفيه ان رئيس المكتب السياسي ل “حركة ح” اسماعيل هنية،أغتيل بعد ساعات قليلة من مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وتبلغ لبنان من شخصيات اوروبية والسفراء الفرنسيين، لا سيما سفيري فرنسا هيرفي ماغرو والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون اللذين اعربا عن القلق مما يجري، داعين الى التهدئة..
واعربت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينيس هينيس بلاسخارت عن قلقها مشيرة الى انه لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن.
يشار الى ان وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيارلاكروا زار عين التينة والسراي الكبير وقصر بسترس حيث التقى الوزير عبد الله بو حبيب.
وفي السياق الرسمي، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي أحاط بالتطورات الأخيرة أعطى الشارة من أجل الأبقاء على الجهوزية التامة، وقالت أنه لم يكن في امكان الحكومة الخروج بتوجيهات أخرى، على أن أي قرار كبير يعود إلى الحكومة اتخاذه وبالتالي ليس بلجنة الطوارىء التي شكلت سابقا.
ورأت هذه المصادر أن الحكومة أبقت جلساتها مفتوحة وهذا يعني انعقادها في أي وقت يستدعي ذلك، على أن هذه الحكومة لم تضع خططا استباقية، وهناك أمور من اختصاص لجنة الطوارىء التي تواصل العمل على هذه الجهوزية.
فبعد مرور 24 ساعة على الهجوم الاسرائيلي على المبنى في حارة حريك، نعى “الحزب” في بيان ثانٍ استشهاد شكر، على ان السيد نصر الله الموقف السياسي للحزب من هذا الاغتيال في مسيرة تشييع الشهيد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية عند الخامسة من بعد الظهر محدداً التوجه لرد المحور على التوغل الاسرائيلي في العدوان والاغتيالات.
وما ان تمكنت فرق الانقاذ من انتشال جثة الشهيد شكر، حتى نعاه الحزب، ببيان للعلاقات الاعلامية، بدءاً من مسيرته الحافلة «بالايمان والجهاد».
واعلن الحزب انه يزف «الشهيد الكبير» على طريق القدس عنواناً لالتزامه الحاسم وعزمه الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الارض والمقدسات من ظلم ووحشية «الكيان الغاصب والمجرم والقاتل».
وحضر العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في جلسة مجلس الوزراء التي قاطعها وزراء التيار الوطني الحر. وبحث الوزراء في خطورة الاستهداف، وقرروا ارسال وفد وزاري للوقوف على آثار الجريمة، واعلان التضامن الحكومي والرسمي والوطني من بين الركام، وضم الوفد الوزراء: عباس الحلبي (التربية)، ناصر ياسين (البيئة)، مصطفى بيرم (العمل) ومحمد وسام المرتضى (الثقافة) وجورج بوشكيان (وزير الصناعة).
وخلال الجلسة، ادان الرئيس ميقاتي الاعتداء، واعلن عن مخاوفه من تفلت الامور «نحو الأسوأ» داعياً المجتمع الدولي للجم التفلت.
وكشف وزير الاعلام زياد مكاري ان لبنان سيقدم شكوى ضد اسرائيل امام مجلس الامن الدولي.
تحذير أميركي جديد للرعايا
وفيما تواصلت الرحلات من والى مطار رفيق الحريري الدولي، رفعت الخارجية الاميركية تحذير رعاياها من المجيء الى لبنان الى الدرجة الرابعة، بسبب التوتر بين اسرائيل والحزب.
وفي التحركات العسكرية الدولية، ذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان بوارج حربية اميركية في طريقها الى السواحل اللبنانية، في ضوء التطورات العسكرية والامنية في المنطقة.
استعداد اسرائيلي للحرب
ومن الحدود الشمالية، كرر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي ان «لدينا قدرات لا يعرف العدو الا القليل منها»، مشيراً الى ان «الحزب سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب».
رفع الأنقاض
وعلى الارض، استمرت عمليات رفع الانقاض من الطابق العلوي للمبنى المستهدف، والعثور على جثث اضافية تبين لاحقاً ان احداها كانت للقيادي في الحزب الشهيد شكر.
وتحدث مصدر صحي عن سقوط 6 شهداء وارتفاع عدد الجرحى الى 74 شخصاً، من بينهم الطفلان اميرة وحسن فضل الله، والشهيدة وسيلة الحاج احمد بيضون.
كما اشارت وكالة فارس انه خلال الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية، قتل مستشار عسكري ايراني يدعي ميلاد بيدي.
وتفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفه القصف المعادي للاطلاع على الاضرار والشهداء والجرحى، لان الاضرار ستكون على عاتق الدولة اللبنانية.
الوضع الميداني
جنوباً، استهدفت مسيَّرة معادية المنطقة الواقعة بين راميا وبيت ليف، كما تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لقصف مدفعي معادٍ ومتقطع..
واستهدفت المقاومة الاسلامية رداً على الاعتداءات مقر الدفاع الجوي والصاروخي في كيلع بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقع الرمثا.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
بعد اغتيال هنية في طهران وابو محسن في الضاحية الحرب على الأبواب
نتنيناهو بدعم اميريكي يحاول فرض المخطط الصهيوني على المنطقة بالاغتيالات وإثارة الرعب
المقاومة من لبنان الى العراق الى اليمن وبخاصة طهران ستوجه ضربة قوية وتُفشل مشاريع الاحزاب الدينية – شارل ايوب
العدو الاسرائيلي ارتكب جريمتي اغتيال استشهد نتيجتها اسماعيل هنية قائد “حركة ح” وفؤاد شكر، وهو من اعلى المسؤولين العسكريين في الحزب.
المرشد خامنئي يتوعد بالرد على اغتيال هنية على الاراضي الايرانية، والحزب طبعا لن يسكت عن قصف الضاحية واغتيال المجاهد ابو محسن.
كل الاحتمالات واردة، فمن حرب اقليمية بين ايران و «اسرائيل» الى حرب ايضا صاروخية، وربما اكثر من ذلك بين مقاومة الحزب والكيان الصهيوني. وقد تبدأ الحرب الاقليمية بعد جنازة اسماعيل هنية في طهران، ثم دفنه في امارة قطر، الى جنازة القائد العسكري الكبير في الحزب، ومنهم على ما يقول انه الرجل الثاني في التراتبية العسكرية في مقاومة الحزب.
وبعد ذلك على الارجح ستبدأ حرب بكل معنى الكلمة. فيما اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ان الجيش الصهيوني مستعد لكل الاحتمالات، سواء كانت هجوما ام دفاعا. وانه اذا اقتضى الامر، فان الجيش الاسرائيلي سيهاجم، وهو يقصد الجبهة الشمالية باتجاه الحدود الجنويبة في لبنان، بالاضافة الى الجمهورية الايرانية التي انتقمت من «اسرائيل» يوم قصفت القنصلية الايرانية في دمشق واغتالت قائدا كبيرا من الحرس الثوري مع ضابطين كانا موجودين معه في القنصلية، فقد ردت بقصف صاروخي كبير مع مسيرات باتجاه فلسطين المحتلة. لكن الجيش الاميركي والبريطاني والفرنسي وقسما من البحرية الاورويبة، كذلك دول عربية قامت بالتصدي للصواريخ الايرانية واسقاط القسم الاكبر منها قبل وصوله الى ارض فلسطين المحتلة فيما اصابت صواريخ اخرى اهدافها، واهمها القاعدة الجوية المهمة جدا في صحراء النقب حيث توجد الطائرات الاحدث في العالم، ونقصد بها طائرات اف 35. كما سقطت صواريخ اخرى لم تعترف بها «اسرائيل» تجنبا للقول ان دفاعها الجوي لم يستطع التصدي للصواريخ الايرانية.
لسنا من باب التشاؤم نتحدث، بل نتحدث من خلال اثبات القوة. ونتحدث من منطلق ان جريمة الكيان الصهيوني باغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر لن تمر دون رد ايراني مباشر ودون رد من الحزب. كذلك فان احتمالات عن اشتراك ذراع ايران في اليمن في هذا الرد قد تكون كبيرة، اضافة الى الحشد الشعبي العراقي. كما ان الضفة الغربية ستشتعل، لكن العدو الصهيوني حشد قوات كبيرة حيث ضغط وزراء الاحزاب الدينية المتطرفة في حكومة نتانياهو لكي تكون مناسبة قتل هنية مناسبة لكفاح الضفة الغربية. ونشر اكثر من 25 الف جندي اسرائيلي في الضفة الغربية لمنع اي مجاهد من التحرك، لان هدف هذه الاحزاب الدينية اسقاط مشروع الدولة الفلسطينة نهائيا وقتل المقاومين في الضفة الغربية، وهم يقومون كل يوم عبر الجيش الاسرائيلي الذي يقتحم مدن الضفة الغربية وبلداتها.
ان القدرة الصاروخية الايرانية قوية جدا وقادرة على اصابة اهدافها في الكيان الصهيوني، اي في «اسرائيل»، لكن الولايات المتحدة هي الداعم الكبير والاول «لاسرائيل». واذا كان وزير الدفاع الاميركي قد صرح بانه يمكن ايجاد الحل ديبلوماسيا بين ايران والحزب و «اسرائيل» وان الوسائل الديبلوماسية قادرة على الاحاطة بما حصل، فانه يخفي سياسة الخبث الاميركي والسياسة العميقة للولايات المتحدة التي تدعم «اسرائيل» بكل انواع الاسلحة، وهي تقدم لها كل المعلومات المخابراتية، وهي مشتركة معها في عمليتي الاغتيال اللتين استهدفتا اسماعيل هنية وفؤاد شكر.
الحرب الاقليمية التي ستحصل ستستهدف الشرق الاوسط كله، والحزب لديه قدرة صاروخية، منها باليستي ومنها الصواريخ الذكية التي توصف بالصواريخ الدقيقة الاصابة. وبسهولة يمكن للحزب ان يطلق الاف الصواريخ على مدينة حيفا حيث المرفأ التجاري والاقتصادي الكبير، اضافة الى المعامل. كذلك هو قادر على قصف تل ابيب بالصوراخ الدقيقة الاصابة، وهي العاصمة التجارية والمالية «لاسرائيل».
ويوجد فيها كبريات الشركات الاميركية والاوروبية والشركات الاسرائيلية، وبخاصة شركات التكنولوجيا. كما ان صواريخ الحزب يمكنها اصابة القدس المحتلة، وقصف المراكز الحكومية بعدما اعلنت «اسرائيل» ضم القدس اليها بكاملها. وتتواجد عواصم الدول التي اعترفت بالمدينة المقدسة عاصمة «لاسرائيل»، اضافة الى وجود رئاسة الوزراء الاسرائيلي ايضا.
بالمقابل لا يمكن نفي او نسيان ان سلاح الجو الاسرائيلي المتفوق على جيوش كبرى في العالم ويحتفظ باكثر من 800 طائرة من احدث الطائرات، قادر على القيام بمهمات جوية، سواء فوق ايران وقصف اهداف هنالك ام فوق لبنان بسهولة وضرب مراكز استراتيجية على كل الاصعدة.
هذه الحرب الاقليمية التي يمكن ان تحصل، هل ستستطيع الولايات المتحدة وقفها قبل اندلاعها، وهل ستستطيع القارة العجوز اي اوروبا التدخل بكل طاقتها لمنع حصول هذه الحرب الاقليمية الكبرى الممتدة من اسيا على حدود ايران الاسيوية الى حدود سيناء التي تصل استراتيجيا الى حدود افريقيا والى لبنان على شاطىء البحر الابيض المتوسط حيث شاطىء لبنان يمتد الى مسافة 220 كيلومترا طولا؟
المعلومات التي توافرت لدى الديار ان الادارة الاميركية ابلغت اطرافا لبنانيين من المغتربين النافذين الموجودين في الولايات المتحدة، ان واشنطن ستمنع «اسرائيل» من ضرب البنى التحتية التي تخص الدولة اللبنانية، لكنها لن تتدخل في قيام «اسرائيل» باستعمال كامل قوتها العسكرية لضرب مقاومة الحزب، وخصوصا السعي لتهجير جمهور الحزب من الجنوب الى بيروت.
اما بالنسبة لايران، فان الولايات المتحدة تريد تجميد الطاقة العسكرية التي لدى ايران، لان الجيش الاميركي يعتبر ان ايران اجتازت الخط الاحمر بتحالفها الاستراتيجي مع روسيا الاتحادية، وبالتحديد مع نظام الرئيس بوتين، وارسالها مسيرات متطورة الى الجيش الروسي لاستعمالها ضد حرب اوكرانيا. كما ان روسيا مقابل هذه المسيرات وضمن الاتفاق الاستراتيجي، ستقوم بتقديم تقنيات لصنع صواريخ بعيدة المدى تجتاز قارات، وهذا ما يقلق الجيش الاميركي الى حد كبير. كما ان علاقة ايران مع الصين تقلق الولايات المتحدة التي تريد، اذا اشتركت ايران في اطلاق النار بكثافة على الكيان الصهيوني، ان تستطيع الطائرات الاسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة بتزويدها بالوقود الانتقال الى الاجواء الايرانية وقصف مراكز استراتيجية في الاراضي الايرانية.
ايران قدمت شكوى الى مجلس الامن، فهل يجتمع مجلس الامن وينزع فتيل الانفجار الكبير؟ والجواب ان الولايات المتحدة لن تسمح هي وبريطانيا بصدور قرار يدين ايران من مجلس الامن الدولي. ولذلك لا نريد ان نستمر في الغرق بالتشاؤم، لكننا لا نرى مخرجا من ارتكاب «اسرائيل» جريمتين كبيرتين، وهما اغتيال رئيس المتكب السياسي ل”حركة ح” الذي كان يفاوض بكل صدق من اجل صفقة اخراج الرهائن والمحتجزين في قطاع غزة مقابل الافراج عن اسرائيليين وفلسطينيين، والوصول الى وقف اطلاق النار، فاذا بنتنياهو ومخابراته واجهزته الامنية يعطون امرا باغتيال اسماعيل هنية.
واذا كان الحزب يقوم بعملية دعم واسناد لقطاع غزة ويعلن صراحة انه فور وقف اطلاق النار في قطاع غزة سيوقف اطلاق النار من الحدود الجنوبية اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة ضمن اشتباك لا تزيد عن خمسة الى 10 كيلومتر كحد اقصى، الا بعض الاستثناءات من الطرفين، لكن العدو الاسرائيلي هو الذي كان يقوم بغارات على مسافة ثمانين كيلومترا من الحدود اللبنانية الاسرائيلية، كمثل الغارات التي نفذها في منطقة البقاع قرب بعلبك وغيرها وغيرها من الغارات.
ستدفن “حركة ح” رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية وهي حزينة وتبكيه، لكنها مرفوعة الرأس بالجهاد الذي قام به على مدى عشرات السنوات وذهب ضحية الغدر والاجرام الصهيوني.
والحزب سيأسف جدا لخسارته المجاهد محسن، وهو فؤاد شكر الذي له تاريخ طويل في المقاومة منذ 1982 وربما ابعد، لكنه سينتقم لدمه مهما كانت المحاولات ديبلومسية للسكوت عن هذه الجريمة.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الإجرام الإسرائيلي يطيح بكل الخطوط الحمر في المنطقة
لم تكن حارة حريك لملمت اشلاء شهدائها، حينما اغتالت تل ابيب رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” إسماعيل هنية إثر غارة اسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران. تطوران بالغا الخطورة خلال اقل من اثنتي عشرة ساعة، عززا المخاوف حيال ما ينتظر لبنان الذي يقبع اصلاً على فوهة بركان حرب غزة وحممه المتطايرة جنوبا، في جبهة اسناد تستعر مُنذرة بانفجار واسع وحرب متمددة الى دول المنطقة.
اهداف اسرائيل التي تمددت الى دول المحور الثلاث، وفي شكل خاص طهران، برمزية المكان، جعلت الرصد على أشدِّه لمآلاتِ الرد من جانب الجمهورية الاسلامية والحزب وحركة ح وطبيعة تلقفه من جانب تل ابيب المحشورة في زاوية خيارات قسرية تراوح بين الحرب الشاملة التي لا قدرة لها على خوضها في مواجهة دول المنطقة في ظل جيش منهك بحرب غزة ورئيس حكومة غارق في مستنقعها، وشعب ناقم على قيادته وخلافات داخلية تنذر بالانفجار. رد اكيد آت، يبقى ترقب شكله، وما اذا كان سيشبه صواريخ ايران على تل ابيب ليل 13- 14 نيسان الماضي، ام يكون أشرس وعلى مستوى الاغتيال “النخبوي”.
وسط التراجيديا هذه، يبدو مضحكا مبكياً، ما يصدر عن الدولتين اللبنانية والاسرائيلية لجهة رؤيتهما لكيفية وقف الحرب اذ يطرحان المطلب نفسه، تنفيذ القرار 1701 بكامله. كلام صدر عن حكومتي البلدين في آن. الرئيس نجيب ميقاتي قال في جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية “اننا نطالب فورا بتنفيذ القرار 1701 كاملا وبحذافيره”، ووزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس شدد على ان إسرائيل ليست مهتمة بحرب شاملة لكن الطريقة الوحيدة لمنعها هي انسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701. فأين اسرئيل التي تخرق القرار بوتيرة يومية من تنفيذه واين دولة لبنان من قدرتها على اجبار الحزب على التراجع ليحل الاستقرار مكان القتل والدمار وتقفل جبهة الجنوب ليبدأ “اليوم التالي” وتنطلق رحلة ترسيم الحدود البحرية؟
اغتيال هنية
اغتيال تل ابيب لهنية قفز الى واجهة الحدث المحلي والاقليمي والدولي، بعيد استهداف شكر… ففي تطور امني – سياسي وازن، اغتالت اسرائيل هنية في ايران. وبينما تناقضت المعلومات الايرانية والاسرائيلية حول اسلوب اغتياله في غرفته اثناء نومه وقد اكدت اوساط اسرائيلية انه قتل بصاروخ من غواصة وقالت اخرى انه قتل من الداخل الايراني لا من خارجه كما قال الاعلام الايراني، توعّدت ايران التي اعلنت الحداد ومعها كل اذرع الممانعة بالثأر والرد القاسي، في حين نفت الولايات المتحدة علمها بعملية الاغتيال.
جلسة الحكومة
في المتابعة الرسمية، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي صباحا، غاب عنها وزراء التيار الوطني الحر. وقال ميقاتي في مستهل الجلسة: ندعو العالم، الشاهد على جرائم اسرائيل، الى اجبارها على وقف اطلاق النار والالتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ القرار 1701 وكفى ان يكون العالم شاهدا على اجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الالاف.
الحزب يزف القائد الجهادي الكبير “السيد محسن” شهيداً على طريق القدس
زف الحزب القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) شهيداً كبيراً على طريق القدس. وقالت العلاقات الاعلامية في الحزب في بيان “تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنواناً لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزاً من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير.”
وقال بيان العلاقات الإعلامية إن مسيرة الشهيد كانت حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، مَنَّ الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذِنَ له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره”.
وأضاف البيان “وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعاً قوياً لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدماً بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير”.
“هذا بيان تعزيتنا وتبريكنا وأما موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه السيد نصر الله “حفظه الله” غداً في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ إن شاء الله.”
هنية يشيع في طهران اليوم ويدفن في قطر
إجماع فلسطيني على إدانة جريمة اغتياله ترافق مع حداد وطني ومسيرات شعبية واضراب عام
أعلنت “حركة ح” – الأربعاء- أن مراسم تشييع رسمية وشعبية ستقام لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الخميس، قبل نقل جثمانه إلى العاصمة القطرية الدوحة لإقامة صلاة الجنازة ودفنه فيها الجمعة
وكشفت مصادر سياسية في العاصمة القطرية الدوحة أن جثمان إسماعيل هنية، سينقل إلى الدوحة بعد استكمال الإجراءات الخاصة بتحليل ظروف وملابسات اغتياله من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت المصادر أن فقيد “حركة ح” سينقل مباشرة بعد وصوله مطار حمد الدولي عبر رحلة خاصة، إلى مسجد محمد عبد الوهاب وهو مسجد الدولة في قطر، لصلاة الجنازة والتي ستقام بعد صلاة الجمعة مباشرة، والتي يتوقع أن يشارك فيها مسؤولون دوليون ورؤساء دول وحكومات وشخصيات من المقاومة الفلسطينية وفعاليات مختلفة.
وبعد الصلاة على رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح”، سينقل جثمانه لمقبرة أبو هامور في الدوحة بحضور جماهيري واسع وأقارب “أبو العبد” وأفراد أسرته وأعداد غفيرة من المواطنين والمقيمين.
وسيدفن إلى جانب إسماعيل هنية مرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان الذي استهدف معه في تفجير مقر إقامتهما في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، الأربعاء، إن وفدا منها سيشارك في تشييع جثمان رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” إسماعيل هنية، المقرر الجمعة، في قطر.
وأشارت الحركة في بيان، إلى أن الوفد يضمّ كلا من نائب رئيس الحركة محمود العالول، وأمين سر لجنتها المركزية جبريل الرجوب.
وكانت “فتح” قد أدانت اغتيال هنية، ووصفته في بيان بأنه “عمل جبان”.
كما أدان زعيم الحركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بشدة اغتيال رئيس “حركة ح” القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا”.
وقالت حركة “حركة ح” الأربعاء إن قائدها إسماعيل هنية استشهد في “غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”.
وعلق عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق على اغتيال هنية بالقول إن “اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى”.
وقال المسؤول في “حركة ح” سامي أبو زهري إن اغتيال هنية “تصعيد خطير لن يحقق أهدافه”.
من جهته، قال عبد السلام هنية نجل رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” إن والده “نال ما تمنى”.
وأضاف هنية في تصريح لإذاعة الأقصى التابعة ل”حركة ح” “نحن في ثورة ونضال مستمر ضد الاحتلال، المقاومة لن تنتهي باغتيال القيادة و”حركة ح” ستظل تقاوم حتى التحرير”.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن الحرس الثوري الإيراني القول في بيان إن هنية وأحد حراسه الشخصيين اغتيلا بقصف اسرائيلي تعرضت له طهران من دولة اخرى.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن إسماعيل هنية اغتيل في حوالي الساعة الثانية صباح الأربعاء. بـ”مقذوف جوي” استهدف مقر اقامته في طهران المخصص لقدامى المحاربين.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء.
وسبق ذلك عقده مساء الثلاثاء، مباحثات مع بزشكيان حول التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق بيان للحركة.
ونعى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح”.
من جانبها، أدانت الحكومة الفلسطينية، في بيان، عملية الاغتيال، ووصفتها بـ“الغادرة بحق الأخ القائد الوطني إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق”.
ودعت الحكومة “الفصائل والقوى والشعب الفلسطيني جميعا لمزيد من الوحدة الوطنية والصمود في وجه الاحتلال وجرائمه”.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عملية الاغتيال، وأكدت “تلاحمها” مع “حركة ح”.
في غضون ذلك، دعت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إضراب عام ومظاهرات حاشدة احتجاجا على اغتيال هنية.
وشهدت عدة مناطق بالضفة الغربية مسيرات، الأربعاء، تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” إسماعيل هنية، في أعلنت قوى وفصائل فلسطينية الإضراب الشامل.
وانطلقت مسيرة وسط مدينة رام الله، وجابت عدة شوارع رفع خلالها الأعلام الفلسطينية، ورايات “حركة ح”.
وانطلقت مسيرات مماثلة في مدينتي بيت لحم والخليل (جنوب) ومسيرات في مدن نابلس وطولكرم وسلفيت وجنين وطوباس وقلقيلية (شمال)، وعدد من المخيمات والبلدات التابعة لها.
وردد المشاركون في التظاهرة في رام الله هتافات تعبّر عن غضبهم من اغتيال هنية، بينها “لا إله إلا الله.. هنية حبيب الله، الانتقام، واصمد اصمد يا سنوار.. وراح نأخذ بالثأر”.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن الحداد العام وتنكيس الأعلام ليوم واحد حدادا على اغتيال هنية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :