افتتاحية صحيفة الأخبار:
مُسيّرات تصوّر التفاصيل واستخبارات تكشف المستور
حزب الله: يدنا فوق حصون العدو
رسائل المقاومة تسبق نتنياهو إلى واشنطن: قواعد سلاح الجوّ تحتاج إلى من يحميها!
إذا كان نجاح حزب الله في اختراق منظومات الكشف والاعتراض فوق حيفا والجولان قد انطوى على رسائل عملياتية وردعيّة، فإنّ نجاحه مجدداً في القيام بمسح معلوماتي مفصّل لقاعدة «رامات ديفيد» التابعة لسلاح الجوّ في شمال فلسطين المحتلة، أشدّ وقعاً وأبلغ دلالة في رسائله ومفاعيله لدى مؤسسات التقدير والقرار في كيان العدوّ. فقد أظهر المسح الذي تضمّنه الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، أمس، القدرة على الاستهداف الدقيق لكل نقطة ومنشأة في قلب القاعدة، بدءاً من المدارج الى الطائرات وأماكن سكن الطيارين ومخازن الذخائر… ويحمل هذا الكشف، في المضمون والتوقيت، رسائل ستكون حاضرة لدى الجهات المهنية والسياسية، إضافة الى رسائل متصلة بالتطورات الميدانية والسياسية، وفي مقدّمها زيارة رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، والاعتداء الإسرائيلي على ميناء الحديدة وما يحمله من مؤشرات إزاء تصعيد المواجهة.
يكشف فيديو «رامات ديفيد» أن قواعد سلاح الجوّ في كيان العدوّ تحولت أيضا الى أهداف عسكرية لحزب الله، في وقت تمثّل فيه العمود الفقري لجيش العدوّ في الهجوم والدفاع. وأظهر حزب الله بذلك أن قدراته المعلوماتية والعملياتية لا تقتصر فقط على استهداف المنشآت الصناعية والمدن والقواعد العسكرية ومقارّ القيادة والسيطرة… بل – والأهمّ – أنها تشمل أيضاً قواعد سلاح الجوّ التي يُفترض أنها تؤدي دوراً رئيسياً في حماية ما تبقى من منشآت.
يُمثِّل هذا المتغيّر تطوّراً نوعيّاً غير مسبوق في قدرات الردع والردّ والدفاع والتعطيل لأهمّ سلاح في جيش العدوّ. ويأتي تتويجاً لمسارٍ من التطوّر وجهود هائلة استمرت سنوات. ففي السابق، كانت المقاومة الإسلامية تركّز على سياسة الإخفاء والتمويه والتضليل لتجنّب ضربات سلاح الجو. وارتقت الى فرض معادلات تقيّد صانع القرار السياسي والأمني في تفعيل هذه القدرات الهائلة على مستوى الدقة والتدمير. وتطوّر الأمر الى امتلاك قدرات صاروخية يتحدّث عنها العدوّ، وانكشف جزء منها في نجاح حزب الله في إسقاط أفخر مسيّراته المتطوّرة. والآن، يتضح أنّ لدى الحزب ورقة أكثر أهمية وهي استهداف قواعد سلاح الجو نفسها والقدرة على تعطيلها وتحييدها بحيث يصبح من المتعذر على الطائرات التي تشنّ اعتداءاتها على لبنان العودة الى القواعد التي تنطلق منها!
ويعني ذلك أيضاً أن حزب الله حرص على أن يثبت للعدوّ، ومن ورائه الأميركي، بالدليل الملموس، أنه قادر على إلحاق خسائر هائلة بجيش العدوّ في سياق الردّ والدفاع إزاء أيّ عدوان إسرائيلي يتجاوز القواعد المرسومة. وبالتأكيد ستحضر هذه الحقائق أمام مؤسسات القرار السياسي والأمني، وستساهم في التأثير في تقديرات العدوّ وخياراته.
زيارة نتنياهو
واختارت المقاومة الإسلامية لنشر هذا الفيديو توقيتاً سياسياً مدروساً، إذ تزامن مع زيارة نتنياهو للولايات المتحدة للقاء المسؤولين الأميركيين، على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الى الرئاسة دونالد ترامب. ويحاول نتنياهو في هذه الزيارة التسويق لخياراته المتصلة بغزة ولبنان والمنطقة، وهو يدرك أنه من دون احتضان ودعم أميركي متواصل ومتصاعد، لن يستطيع الصمود ولا المبادرة. في المقابل، الولايات المتحدة معنيّة بالجمع بين الحفاظ على مصالح إسرائيل وأمنها، وبين تعرّض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر.
في المقابل، يأتي المسح المعلوماتي التفصيلي لقاعدة «رامات ديفيد» ليؤكد أن حزب الله قادر على تعطيل هذه القاعدة الجوية وتدميرها أيضاً، وسيحول ذلك دون تمكّن سلاح الجوّ من تأدية مهامه العدوانية، دفاعاً وهجوماً. والترجمة العملية الإضافية لذلك أن حزب الله سيكون لديه هامش أوسع في استهداف بقية المنشآت التي كان يفترض أن تساهم قاعدة سلاح الجو في حمايتها. ويعني هذا السيناريو أن العدوّ، في حال المبادرة الى توسيع الحرب في مواجهة حزب الله، سيتعرض لضربات عسكرية قاصمة تضعه أمام خيارَين: إما توسيع نطاق المواجهة على المستوى الإقليمي، أو الانكفاء والتراجع. وكلاهما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر، بهدف إنقاذ كيان العدوّ، وهو ما تحاول تجنّبه، لأنه سيفرض خيارات لا تخفي مخاوفها من تداعياتها الإقليمية والدولية.
في ضوء ما تقدّم، والرسائل التي سبقت نتنياهو الى البيت الأبيض، لن يتمكن نتنياهو من أن يضمن أن لا يؤدي الاستمرار في المعركة المفتوحة ضد غزة ومعها جبهات الإسناد، الى طلب النجدة مجدداً من الولايات المتحدة، بفعل تصاعد المعارك واتساعها، أو يضمن لها بأن يكون قادراً على حماية الأصول الاستراتيجية لكيان العدوّ، وفي مقدّمها قواعد سلاح الجوّ، الأمر الذي قد يفرض على الولايات المتحدة التدخل والغرق في مستنقع سيكون أكثر كلفة من أيّ مرحلة سبقت بفعل المتغيّرات الدولية ومعادلات القوة الجديدة.
كذلك، ليس أمراً عرضياً أن يأتي هذا النشر بعد استهداف ميناء الحديدة، في رسالة تنطوي على التأكيد على التكامل والتنسيق بين الجبهات، وللقول للعدوّ إن الدفع باتجاه حرب إقليمية ستكون مفاعيلها خطيرة جداً على الكيان الإسرائيلي. في الخلاصة، مجدّداً تنكشف هشاشة العمق الاستراتيجي لكيان العدوّ أمام أسلحة حزب الله الدقيقة والمتطوّرة. ومجدداً يتحدّى حزب الله التكنولوجيا الإسرائيلية ويُظهر عقم الرهان عليها لدى أسياد العدوّ الأميركيين. إلا أن الجديد أن نتنياهو يحضر الى الولايات المتحدة وهو مسكون بحقيقة أن الكيان الذي يقوده أصبح أكثر ضعفاً وترنّحاً بنظر المؤسسات المهنية الأميركية وقادة القرار في البيت الأبيض والكونغرس. ويدرك نتنياهو أكثر من غيره التداعيات الاستراتيجية والوجودية المستقبلية لهذا المسار، بعدما تجلّت أمامه رسائل القوة والتصميم على امتداد جبهات المقاومة التي تجاوز كل تقديرات وخيالات مؤسّسي الكيان وورثتهم.
********************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو أمام الكونغرس: مقاطعة واسعة وحماسة جمهورية واحتجاجات شبابية
ساندرز: كذّاب ومجرم حرب ـ لبيد: مشين ووصمة عار ـ باراك: لا تصدقوه
هدهد 3 يتسبّب بتحقيق في فضيحة اختراق الدفاعات ويكشف تفاصيل رامات ديفيد
انتحل بنيامين نتنياهو شخصية ديفيد بن غوريون عندما وقف يسرد أمام الكونغرس قضية المحرقة وحكاية الخرافة الصهيونية عن دولة عمرها 4000 سنة، وعن المعركة الواحدة لأميركا وكيان الاحتلال دفاعاً عن التحضّر بوجه التوحّش، دون أن ينتبه أن 76 سنة مرّت على مثل هذا الكلام تلقى خلالها كيانه كل ما يلزم ليكون لديه جيش لا يُقهر وجيش الكيان قُهر في يوم الطوفان ولم يسجل بطولة واحدة، كما زعمه، وفشل بعد الطوفان في تحقيق نصر واحد وهو يزعم الحديث عن انتصارات، ويعد بمثلها، بينما يعرف سامعوه أن مثلها هو المزيد من الفشل. ومثلما نال نتنياهو فرصة إشعال الحماسة الجمهورية لخطابه وحصد تصفيق النواب الجمهوريين بحرارة، كلما زاد المنسوب العنصري في خطابه، كانت المرة الأولى التي يقاطع خطابه رموز الحزب الديمقراطي وفي المقدّمة نائبة الرئيس المرشحة الرئاسية كمالا هاريس التي كان يفترض أن تترأس الجلسة، وفعل مثلها من مجلس النواب: 112 عضواً من أصل 212 ومن مجلس الشيوخ 24 من أصل 51، أي أكثر من النصف، بينما كان شباب أميركيون ومعهم محتجون بالآلاف يطوقون مبنى الكونغرس ويهتفون باسم نتنياهو كمجرم حرب، بينما كان يصف طلاب الجامعات الأميركية الذين انتفضوا لنصرة غزة بوجه جرائم الاحتلال ومعهم إدارات جامعاتهم، بأنهم مجرد أدوات إيرانية.
النائب الديمقراطي بوبي ساندز قال إن نتنياهو كذاب ومجرم حرب، بينما قال زعيم المعارضة في الكيان إن خطاب نتنياهو مشين لأنه لم يتطرق للقضية الأهم وهي قضية الأسرى والمفاوضات، ولا قال كيف سيقوم بإعادتهم، وتحدث رئيس الحكومة السابق ايهود باراك لقناة “سي ان ان” فتوجه للأميركيين قائلا لا تصدقوه إنه يضللكم، متسائلاً عن كيف سوف يخرج نتنياهو بالكيان من النفق المظلم الذي أدخله فيه.
في الوقت ذاته الذي كان يقف فيه نتنياهو أمام الكونغرس يختبر مواهبه الخطابية، كان داخل الكيان على موعد مع تظاهرات صاخبة تطلب الإسراع بالتوصل لاتفاق ينهي قضية الأسرى ويوقف الحرب، بينما انشغل الوسط العسكريّ والأمنيّ بما نشرته المقاومة عن حصاد طائرة الهدهد 3 حول قاعدة رامات ديفيد الجوية، وقد قامت بتصوير مفصل للقاعدة واقتراب من مواقعه السرية والقبب الحديدية والرادارات، ما أثار فضيحة حول شروط الأمان في قاعدة من أهم القواعد الجوية في الكيان، وتحدّث الخبراء والضباط السابقون في جيش الاحتلال لقنوات التلفزة العبرية عن رسائل الهدهد فأجمعوا أن الرسالة الأهم هي أن الكيان بات مكشوفاً دون حماية، وان حزب الله قادر على الوصول بأسلحته وطائراته وصواريخه إلى أي نقطة في الكيان، وأنه يعلم عن داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الحساسة ما لا يعلمه كثير من المسؤولين في الكيان.
قبل ساعات قليلة من إلقاء رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته أمام الكونغرس الأميركي وإعلانه نيته «عودة مواطنيه إلى الشمال بالطرق الدبلوماسية، وأن «إسرائيل» ستفعل ما يتعين عليها فعله لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية»، نشر حزب الله فيديو يُظهر خرق «الهدهد» مجدداً للعمق الإسرائيلي يوم أول أمس، وهذه المرّة في عمق قاعدة «رامات دافيد» الجويّة الإسرائيلية، والتقاط الفيديوهات والصور للمكان. ولفت الإعلام الحربي الى ان «هذه المرة الأولى في تاريخ الكيان التي يجري فيها اختراق المجال الجوي لقاعدة جوية صهيونية، وأنه على الرغم من الاستنفار العالي داخل الكيان الصهيوني وتوقعه هجمات من اليمن تمكنت المقاومة من إرسال الطائرة».
وأكد “أن المقاومة من خلال “الهدهد 3”، تمكنت من تضليل الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والاستطلاع والعودة بالصور المطلوبة للقاعدة الجوية”.
في الميدان، تعرضت كفرشوبا، وحولا – حي المرج وبئر المصلبيات لقصف مدفعي إسرائيلي. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما أدّى إلى تدميره بشكل كامل. وأغار الطيران المسيّر على بلدتي كفركلا وحولا دون تسجيل إصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أن حزب الله يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها. وأعلن جيش العدو أن قوات لواء الاحتياط استكملت هذا الأسبوع تمريناً يحاكي سيناريوهات الحرب في لبنان. وأشار أيضاً إلى إصابة 14 عسكرياً في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، وذلك أثناء جلسة المشاورات التي تلت نشر التقرير الأخير (S/2024/548) للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
وأحاطت هينيس – بلاسخارت مجلس الأمن بأنّ لبنان والمنطقة برمّتها لا يزالان على حافة خطر محدق. ولكنّها أكدت، رغم ذلك، أن الحلّ الدبلوماسي للخروج من الأزمة لا يزال ممكناً، رافضة القبول بأن الصراع الشامل لا مفرّ منه. وأشارت إلى أن كلًّا من لبنان و”إسرائيل” يعلنان أنّهما لا يسعيان إلى الحرب، معربة عن أملها في أن يؤدي التوصل الى “اتفاق بشأن غزة” إلى العودة الفورية لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وإذ أبدت المسؤولة الأممية مخاوفها من أن يؤدي أي خطأ في التقدير من قبل أي طرف إلى اندلاع صراع أوسع يطال المنطقة بأكملها، حثّت على بذل كل جهدٍ ممكن لإبعاد الطرفين عن حافة المزيد من التصعيد. وأكدت أنّ تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الأمن المستدام.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بو حبيب السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وبحث معها في تطوّرات الوضع في الجنوب ونتائج لقاءاته التي أجراها خلال زيارته لواشنطن ونيويورك مع مسؤولين أميركيين وأمميين في شأن تجديد ولاية “اليونيفيل” والتطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ (٢٠٠٦) ودعم الجيش اللبناني.
وليس بعيداً، اشارت السفارة الكندية في لبنان في رسالة وجّهتها الى الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، إلى أن “الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرّة في “إسرائيل” والضفة الغربية وقطاع غزة”، ولفتت إلى أن “على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة”. وختم البيان: “تركيزنا ينصبّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا”.
وعقدت لجنة الشؤون الخارجية جلسة برئاسة النائب فادي علامة، مع عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنروج وبريطانيا وكندا. ثم عقدت اللجنة جلسة مع ممثلين من عدد من وكالات الأمم المتحدة عرضت خلالها الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وقال علامة: “نحن نعتبر أن هذه اللقاءات هي عامل مساعد للحكومة، وأن تستفيد وتحضر لطبيعة عملها في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار ومن الامور التي سئلنا عنها ان يكون هناك مركزية قرار في الدولة اللبنانية، اضافة ان يكون هناك تعاون بناء بين المؤسسات الحكومية وإلحاح على أن تضع الحكومة خطة وخارطة طريق في أسرع وقت وكذلك تمنٍّ أن يكون هناك تنسيق وتواصل دائم حتى يستطعيوا القيام بما هو مطلوب منهم”.
وأشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور في تصريح بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية “هذا تحدّ جديد للدولة اللبنانية ينبغي التعامل معه في علاقات لبنان العربية والدولية. فالدولة مفلسة وعاجزة عن القيام بمسؤولية أعباء كهذه، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية خلافية محلية حول جدوى الحرب أو مبرّراتها لدى بعض الأطراف”. وأضاف: “إننا نحتاج إلى خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن وتبقى مصلحة لبنان العليا في تطبيق القرار 1701 لمصلحة لبنان وليس لمصلحة أي طرف آخر بموازاة الاستمرار في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال”.
ورأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عشاء منطقة المتن أن “الاغتيال المعنوي الذي تعرضنا له بأموال وقرار من الخارج أصعب من الاغتيال الجسدي وسامحنا وصفحنا ولم نحاسب، لا أحد “ينمّر” علينا بالشهداء ونحن ننحني لجميع الشهداء، وننحي إجلالاً لشهدائنا في الجنوب ولو كنا غير موافقين على الاستراتيجية الهجومية، وخصوصاً أننا نتفق على الاستراتيجية الدفاعية وليس الهجومية، لكنهم يستشهدون ولو لم يقوموا بذلك لكانت اجتاحتنا “إسرائيل””. وأكد أن “التيار باعتراف الجميع لا ارتباطات خارجية تؤيد قراره”، لافتاً إلى أننا “دفعنا ثمن استقلاليتنا فلا مال أغرانا ولا عقوبات أرهبتنا وبقينا عاصين على كل ما يحدّ من استقلاليتنا”. أيضاً، لفت الى أن “الانفتاح نصرّ عليه وطنياً ومتنياً”، مؤكداً أننا “نتحدث مع الناس أينما كنا، ولم نرفض في أي يوم أن نتحدث مع أحد ومن يرفض التحدث يكون ضعيفا وليس لديه أي حجة”.
واستقبل باسيل في دارته في البياضة، سفير مصر في لبنان علاء موسى، بحضور النائب سليم عون. وتم البحث، في “الحرب في الجنوب وآفاقها في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وكذلك سبل حل أزمة رئاسة الجمهورية والأفكار العملية المطروحة”.
وقال السفير المصري في حديث تلفزيوني إنّ “اللجنة الخماسيّة مقتنعة بضرورة الحفاظ على زخم الملفّ الرئاسي، والحركة أفضل من السكون”، مضيفًا “الحديث مع النائب باسيل بالنسبة لي مفيد”، وشدّد على أنّ “اللحظة الرئاسيّة المناسبة لن تأتي قبل توضّح الأمر في غزة”.
استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، رئيس “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” American Task Force for Lebanon ادوارد غبريال، حيث تمّ التداول في التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، لا سيما في موضوعي تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل فريق الممانعة، والحرب الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وانعكاساتها السلبيّة على لبنان.
وفي مكتبه في اليرزة، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، ثم النائب أكرم شهيّب وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
أحدث التحذيرات الأممية: “جزع” من مواجهة مدمّرة
بدا من الواضح أمس أن مجمل المعطيات الدولية والخارجية لم تكن تبدي أي تفاؤل استباقي في تبديل مرتقب لواقع الحرب في غزة أو المواجهات المتصاعدة في جنوب لبنان، يمكن أن يظهر في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، بما يعكس استبعاد التوصل الى تسوية قريبة عبر وقف النار في غزة وانسحابه التلقائي على الجنوب في لبنان. إذ أنه إلى جانب استمرار تصعيد المواجهات المتبادلة بين إسرائيل و”الحزب”، عادت دول بارزة مثل كندا لدعوة مواطنيها لعدم التوجه إلى لبنان.
ولكن الأهم والأشد إثارة للاهتمام برز في ما يمكن اعتباره التحذير الأشدّ الحاحًا الذي اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حيال خطر اتساع حرب مدمرة على جانبي الخط الأزرق، حتى أنه عبر في هذا الإطار عن “الجزع الشديد” وحضّ الجميع على العودة إلى إلتزام القرار 1701 لتجنب المواجهة المدمرة.
واكتسبت تحذيرات غوتيريش دلالات دقيقة ومثيرة للاهتمام، إذ أنه في خلاصاته وملاحظاته حول تقريره عن تنفيذ القرار 1701 خلال الفترة من 21 شباط (فبراير) إلى 20 حزيران (يونيو) 2024 الذي يعرض تفصيلياً وقائع المواجهات الجارية في الجنوب، أعرب عن “القلق البالغ الذي يساوره إزاء الخروقات المتكررة لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر)”، ولفت إلى “أن دورة التصعيد بين “الحزب” والجماعات المسلحة الأخرى غير التابعة للدولة في لبنان من جهة وجيش الدفاع الإسرائيلي من جهة أخرى تؤثر بشدة على السكان المدنيين على جانبي الخط الأزرق وتشكل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة”.
وأضاف: “ما يثير الجزع الشديد تكثيف عمليات تبادل إطلاق النار وتوسيع نطاقها الجغرافي مصحوبة بخطابات تزداد عدائية وبتهديدات بحرب شاملة. وإني أناشد الطرفين أن يجددا بشكل عاجل الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 ويعودا فوراً إلى وقف الأعمال العدائية ويستفيدا من كل السبل الديبلوماسية بما فيها المساعي الحميدة للأمم المتحدة لتجنب مزيد من المعاناة وخطر اندلاع مواجهة مدمرة أوسع نطاقا”.
وإذ لفت إلى ما حمله تكثيف عمليات تبادل اطلاق النار من موت ودمار وخسائر فادحة من قتلى مدنيين ونزوح داخلي لعشرات آلاف المدنيين، جدّد دعوته إلى جميع الأطراف للامتثال التام لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، كما عبر عن قلقه البالغ إزاء الإصابات التي لحقت بحفظة السلام والآثار التي طاولت مواقع القوة الموقتة.
وإذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن عمليات تبادل اطلاق النار تبرهن على حيازة “الحزب” وغيره من الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة لأسلحة خارج نطاق سلطة الدولة في المنطقة الواقعة بين #نهر الليطاني والخط الأزرق في انتهاك للقرار 1701، أهاب مرة أخرى بحكومة لبنان أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة حتى لا تكون هناك أي أسلحة في لبنان غير أسلحة الدولة أو سلطة غير سلطتها بما في ذلك من خلال التنفيذ التام للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف ومن القرارين 1559 و1680 التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان. كما كرّر ادانته لكل انتهاكات السيادة اللبنانية انطلاقاً من إسرائيل، ودعا الحكومة الإسرائيلية مجدداً إلى وقف جميع عمليات التحليق فوق الأراضي اللبنانية.
واعتبر أن “من الملح أن تكون للبنان سلطة تنفيذية مخولة برعاية البلد عبر الأزمات المتعددة التي تواجهه حالياً، وحضّ القادة السياسيين في لبنان على اتخاذ خطوات حازمة نحو انتخاب رئيس لمعالجة المتطلبات السياسية والاقتصادية والأمنية الملحة التي تواجه البلد والنهوض بإحراز تقدم عاجل في الإصلاحات التي من شأنها تحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتحفيز تعافيه. ولفت إلى أن قدرة القوة الموقتة على تنفيذ أنشطتها العملياتية هي أكثر أهمية من أي وقت مضى ولا تزال القيود على حرية تنقلها تثير قلقاً بالغاً، وكرر التأكيد على ضرورة أن تتصدى حكومة لبنان لأي حوادث من هذا القبيل.
وعلى اثر تلاوة تقرير الأمين العام في جلسة مشاورات لمجلس الأمن، قدّمت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، فأوضحت هينيس-بلاسخارت “أنّ لبنان والمنطقة برمتها لا يزالان على حافة خطر محدق”، ولكنّها أكدت، رغم ذلك، “أن الحلّ الديبلوماسي للخروج من الأزمة لا يزال ممكنًا، رافضة القبول بأن الصراع الشامل لا مفر منه”، وأشارت إلى أن “كلاًّ من لبنان وإسرائيل يعلنان أنّهما لا يسعيان إلى الحرب”، معربة عن أملها في أن يؤدي التوصل إلى “اتفاق بشأن غزة” إلى العودة الفورية لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وإذ أبدت “مخاوفها من أن يؤدي أيّ خطأ في التقدير من قبل أي طرف إلى اندلاع صراع أوسع يطال المنطقة بأكملها” حضّت على “بذل كلّ جهدٍ ممكن لإبعاد الطرفين عن حافة المزيد من التصعيد، مؤكّدةً أنّ تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الأمن المستدام”. كما تناولت الأزمات الأخرى التي يعاني منها لبنان منذ ما قبل اندلاع المواجهات الحالية، موضحة أنّه “في ظلّ الجمود في ملف الفراغ الرئاسي المستمرّ أصبح تحلّل الدولة وتراجع قدرة مؤسساتها واقعاً ملموساً على الأرض. وأعربت عن أسفها لأن يضطر أبناء الشعب اللّبناني إلى الاعتماد على التحويلات المالية للعاملين بالخارج أو العمل في وظائف عدة لمواصلة حياتهم، مؤكّدةً ضرورة إحياء مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والمالية.
“الهدهد” تكراراً
أما على الصعيد الميداني وتزامناً مع زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن نشر “الحزب” أمس شريط فيديو جديداً يُظهر خرق “الهدهد” مجدداً للعمق الإسرائيلي، وهذه المرة في عمق قاعدة “رامات دافيد” الجوية الإسرائيلية، والتقاط الفيديوات والصور للمكان. وتعرّضت كفرشوبا، وحولا – حي المرج وبئر المصلبيات لقصف مدفعي إسرائيلي. كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما أدى إلى تدميره بشكل كامل. وأغار الطيران المسيّر على بلدتي كفركلا وحولا من دون تسجيل اصابات. وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن “الحزب” يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات لواء الاحتياط استكملت هذا الأسبوع تمريناً يحاكي سيناريوات الحرب في لبنان. وأشار أيضاً إلى إصابة 14 عسكرياً في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أن “الحزب” وسّع نطاق رمايته إلى أكثر من 5 كيلومترات ما يزيد احتمالات التصعيد.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يطلق «هدهد 3»… وخسائر لبنان من الحرب مليارا دولار
السفارة الكندية تدعو مواطنيها للمغادرة طالما «الرحلات التجارية متاحة»
نشر «الحزب» مقاطع مصوّرة، قال إنها لأهم قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية في الشمال، التقطتها مسيرة «هدهد 3»، في رسالة تهديد جديدة إلى تل أبيب.
وعلى وقع هذه التهديدات المتبادلة، وجّهت السفارة الكندية في لبنان رسالة إلى الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، متحدثة عن «وضع متقلب في لبنان وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة»، داعية إياهم إلى «المغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة».
خسائر حرب الجنوب تقدّر بملياري دولار حتى اللحظة
أتى ذلك، في وقت أكد فيه عضو كتلة الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وائل أبو فاعور، بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع سفراء الدول الأوروبية لعرض نتائج الاعتداءات الإسرائيلية، «أن الخسائر البشرية والصحية والعمرانية والزراعية والبيئية نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية باتت هائلة»، معلناً أن «التقديرات الأولية للمؤسسات اللبنانية المعنية تشير إلى تكلفة تقريبية تبلغ ملياري دولار أميركي حتى اللحظة، عدا الأضرار والخسائر الأخرى». وقال أبو فاعور: «هذا تحدّ جديد للدولة اللبنانية ينبغي التعامل معه في علاقات لبنان العربية والدولية، فالدولة مفلسة وعاجزة عن القيام بمسؤولية أعباء كهذه، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية خلافية محلية حول جدوى الحرب أو مبرراتها لدى بعض الأطراف». وأضاف: «نحتاج إلى خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن، وتبقى مصلحة لبنان العليا في تطبيق القرار 1701 لمصلحة لبنان، وليس لمصلحة أي طرف آخر بموازاة الاستمرار في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال».
«هدهد 3»… يصل للمرة الأولى إلى قاعدة «رامات ديفيد» الجوية
بثّ الإعلام الحربي في «الحزب»، الأربعاء، فيديو جديداً لطائرته الاستطلاعية «الهدهد 3» لبعض ما رجعت به، حيث قال إنه استطاع «إدخال المسيرة دون أن يلحظها العدو الإسرائيلي، وهو في ذروة الاستنفار بعد قصف ميناء الحديدة». وتضمن الفيديو مشاهد، قال إنها «حديثة التقطتها طائرة مسيرة لمواقع إسرائيلية يوم الثلاثاء 23 يوليو (تموز) الحالي، وقاعدة (رامات ديفيد) الجوية التي تبعد 46 كيلومتراً من الحدود اللبنانية».
وقال الإعلام الحربي إن «القاعدة الجوية المستهدفة تُعدّ من أهم القواعد الجوية في إسرائيل، وهي القاعدة العسكرية الجوية الوحيدة في الشمال، وتشمل كلّ الاختصاصات الجوية: الاعتراض، الإنزال، الهجوم»، مشيراً إلى أنه ربما هي المرة الوحيدة في تاريخ إسرائيل «التي تقوم بها طائرات معادية باختراق المجال الجوي لقاعدة جوية أساسية».
وحمل الفيديو الجديد، الذي وصلت مدته إلى 8 دقائق، عنوان «حلقة خاصة – قاعدة رامات ديفيد الجوية»، ويصور خزانات وقود للطائرات، ومقر السرب 109، ومنصة القبة الحديدية، ومستودعات الذخيرة، ومقر السرب 157، ومقر السرب 10.
ولفت الإعلام الحربي إلى أن نشر الشريط المصور مرتبط بتوقيت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وإلقائه خطاباً أمام الكونغرس، مشيراً إلى أنه «على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي في أعلى درجات الجاهزيّة والاستنفار، استطاعت محلّقة المقاومة أن تذهب وتعود بسلام…».
وأكد الإعلام الحربي أن الرسالة التي أراد «الحزب» إيصالها من خلال نشر «بعض مما التقطه الهدهد» هي «أنّ المقاومة ماضية في جمع المعلومات التي تحتاجها في مواجهة الإرهاب (الإسرائيلي)، وقد أظهرت قدرتها على الوصول إلى أيّ نقطة تريدها»، مؤكدة أن ما تصوّره قادرة على ضربه، ولافتة إلى أنها «كشفت الهوية الحقيقية لقائد قاعدة (رامات ديفيد) العقيد أساف إيشيد، وهو من الأسرار العسكرية الكبيرة في كيان العدو».
والمقطع هو الثالث في سلسلة من مقاطع الفيديو، التي نشرها «الحزب»، والتي قال إنها تهدف إلى إظهار المدى الذي وصلت إليه قدراته على مراقبة إسرائيل. وأظهر الفيديو الأول مدينة حيفا الواقعة على ساحل البحر، وأظهر الفيديو الثاني مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصة «إكس»، إن الفيديو تم تصويره من قبل طائرة مسيرة تصويرية فقط، وإن نشاط القاعدة الجوية لم يتعرض لأذى.
هذا، واستمر القصف الإسرائيلي تجاه بلدات عدة في الجنوب، حيث سجّل قصف على كفر شوبا وحولا وكفركلا وطير حرفا وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في البلدة بصاروخين، ودمرته تدميراً كلياً.
الجيش الإسرائيلي يرفع الجاهزية للقتال في لبنان
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، رفع مستوى الجاهزية للقتال في لبنان.
وكتب على منصة «إكس» أن «قوات لواء الاحتياط التابع لقيادة المنطقة الشمالية (228) استكملت هذا الأسبوع تمريناً قتالياً تدربت من خلاله على سيناريوهات القتال في لبنان، ولا سيما التنقل في منطقة وعرة، والتقدم على محاور جبلية، وتفعيل النيران. كما تدربت على سيناريوهات إخلاء مصابين من ميدان لمعركة تحت النار، بالإضافة إلى المساعي اللوجستية، وفي مجال الاتصالات بمقرات القيادة».
واشار أدرعي إلى أنه للمرة الأولى يتم استدعاء «قوات لواء الناحال الشمالي إلى العمل العسكري على الحدود الشمالية لتلعب دوراً مهماً في القتال الدفاعي والهجوم على الحدود الغربية مع لبنان».
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تأكيد أميركي على عدم توسيع الحرب.. و”الهدهد” يُقلق إسرائيل
اسبوع بالتمام والكمال، ويدخل الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية شهره الثاني والعشرين، وعلى ما يبدو انّه سيشكّل في أحسن أحواله امتداداً لأشهر العبث السابقة، المضبوطة على إيقاع تموضعات مفلسة أو بالأحرى هلوسات سياسية ميؤوس من شعبوياتها وحساباتها ورهاناتها واوهامها، ومملّة في تكرار ذاتها، تحزّم نفسها بحبل التعطيل، ولا تبدو مستعدة لمواكبة أيّ اندفاعة لإنهاء أزمة الرئاسة، سواء من الخارج عبر مبادرات ووساطات الاصدقاء، أو من الداخل عبر الباب المؤدي الى التوافق وانتخاب رئيس للجمهورية.
من السذاجة، في هذا المشهد المستمر بعرض متواصل لـ«فيلم عبثي طويل»، منذ اول تشرين الثاني من العام 2022، افتراض انّ ثمّة تغييراً سيحدث في مواقف اطراف صرّحت علناً بأنّ الانتخابات الرئاسية معركة وجودية بالنسبة اليها، بل إنّ هذا الواقع يرسّخ المقولة القائلة بأنّ التسوية الرئاسية أبعد بأميال طويلة عن بلوغها في المدى المنظور.
لا حراكات ولا مبادرات
على أرض الواقع السياسي، شلل تام يسود أروقة الحراك الجدّي حول الملف الرئاسي، ولا مؤشرات تشي بإعادة تحريك عجلته لا على شكل حراكات او مبادرات، والقناعة الراسخة لدى الكثير من أهل السياسة بأنّ الخارج قال كلمته ومشى، وطوى صفحة الرئاسة حتى إشعار آخر. وهذا هو حال اللجنة الخماسية.
ثلاثية بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري، يعتبر أنّ أساس المشكلة الرئاسية داخلي، وحلّها جاهز عبر ثلاثية «تشاور فتوافق فانتخاب»، ودون هذه الثلاثية لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية.
جنبلاط: لملاقاة مبادرته
مصادر قريبة من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّه لا يماشي افكاراً اياً كان مصدرها، أو طروحات تحت أي مسميات خرائط او غير ذلك، لا جديد فيها، ولا تمتلك قوة دفع بالملف الرئاسي إلى برّ الانتخاب، بل هو يعتبر انّ مبادرة رئيس المجلس تشكّل مخرج الطوارئ من النفق الرئاسي المسدود، ويؤكّد على ملاقاتها.
وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر «اشتراكية» لـ«الجمهورية»، انّ «ضرورات البلد باتت تستوجب إنهاء الأزمة الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وآن للجميع أن يدركوا أنّ رصيد التعطيل قد نفد».
ورداً على سؤال قالت المصادر: «إنقاذ البلد مسؤولية مشتركة، خصوصاً في هذا الظرف، حيث أنّ مخزون الأزمة بات طافحاً بالتعقيدات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المتفاقمة، والملامسة لحافة الانفجار، ناهيك عن السيناريوهات الكارثية الاخرى التي تلوح في الأفق من بوابة التطوّرات المتسارعة في المنطقة.
المعارضة: الدستور
«القوات اللبنانية» وكما يبدو جلياً، تقود حملة إطلاق السهام على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتحمّله مسؤولية إقفال المجلس وخلق عرف جديد يمأسس الحوار كمعبر الزامي للاستحقاق الرئاسي. ويشاركها في ذلك حزب «الكتائب»، وسائر حلفائهما المعارضين من اللونين التغييري والسيادي.
وقال مصدر في المعارضة لـ«الجمهورية»: «اننا لن نكون شركاء في ضرب الدستور، وماضون في مواجهة كل محاولات فريق السلاح والاستقواء على اللبنانيين لحرف الانتخابات الرئاسية عن مسارها الدستوري. ومن هنا نعتبر انّ عدم استجابة رئيس المجلس لدعوته من قبل المعارضة الى فتح مجلس النواب وعقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، يؤكّد مسؤوليته عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي وإطالة أمد الازمة. وبقدر ما ندعو الرئيس بري الى عقد الجلسة الانتخابية، ندعوه في الوقت ذاته الى التجاوب مع العريضة المقدّمة من نواب المعارضة، ودعوة مجلس النواب الى عقد جلسة خاصة لبحث الوضع في الجنوب».
وعندما يُقال للمصدر انّ الدعوة الى جلسة خاصة حول الجنوب، تبدو وكأنّها ضدّ «الحزب»، يجيب: «أليس «الحزب» من أشعل المواجهات وورّط لبنان»؟
اسمع وطنّش
اللافت للانتباه في هذا السياق، أنّ عين التينة وبحسب مطّلعين على اجوائها، «تتعاطى مع هجومات «القوات» ومن معها، على الرئيس بري على طريقة «إسمع .. وطنّش». ورئيس المجلس يدرك انّهم من خلال هذه الهجومات يتوسلون جرّه الى سجالات لن ينزل اليها».
وأدرجت مصادر «كتلة التنمية والتحرير» الحملة على رئيس المجلس، في سياق «محاولة معطّلي الاستحقاق الرئاسي لتصدير ما هم فيه لغيرهم». وقالت لـ«الجمهورية»: «الفرز يبدو جلياً امام الجميع، بين نهج عنوانه وجوهره تقديم المصالح والشهوات الذاتية على المصير الوجودي للبلد، أدخل لبنان في ما يشبه كوميديا سوداء، فرّغت السياسة من معناها، وأمّا أبطالها فأطراف أجازوا لأنفسهم «النطنطة» على المنابر، وإلقاء قنابل صوتية بشكل يومي، على مبادرات التوافق والتفاهم. وبين خط يقوده الرئيس بري، من خلال المبادرة التي اطلقها للجلوس على طاولة التشاور والتوافق يليها انتخاب رئيس للجمهورية ضمن فترة لا تتعدى العشرة ايام، بما يؤمّن عوامل تحصين لبنان امام الرياح العاتية التي تتكون في أفق المنطقة. بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية كمقدمة لإعادة انتظام مؤسساته الدستورية والسياسية والادارية».
وتسخر المصادر من اتهام بري بمخالفة الدستور وقالت: «لم يحصل لرئيس المجلس أن خالف الدستور يوماً، وموقفه المبدئي والثابت أنّه لن يسجّل عليه أنّه خالف الدستور، وثمة العديد من المحطات التي تؤكّد ذلك، ولعلّ المتباكين على هذا الدستور اليوم، يتذكّرون يوم كانوا هم أنفسهم، اول الداعين الى تجاوز الدستور بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، وانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائداً واحداً، وحتى التداعي الى عقد جلسة لمجلس النواب في احد فنادق بيروت بمعزل عن رئيس المجلس».
وتخلص مصادر «كتلة التنمية والتحرير» الى القول: «في أي حال، حبل الاتهامات والحملات والتفسيرات السياسية الفارغة للدستور قصير، ومبادرة الرئيس بري قائمة وتشكّل معبراً الحل، ولم يحصل، ولن يحصل انتخاب رئيس للجمهورية الّا بالتفاهم».
إشاعات
على صعيد داخلي آخر، حذّر مصدر مالي مسؤول عبر «الجمهورية» من غرف وصفها بـ«الخبيثة» تضخ إشاعات لا أساس لها حول الوضع المالي، تسعى الى إحداث فوضى ومضاربات في السوق المالي وضغط على الليرة عبر الترويج لشحّ في الدولار.
وطمأن المصدر، أنّ الوضع المالي بخير، ومصرف لبنان يعتمد إجراءات صارمة للحفاظ على الاستقرار النقدي وعدم تفلّته على غرار ما كان سائداً قبل تسلّم حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مهامه في الحاكمية.
واستدرك المصدر وقال: «ليس في الإمكان الآن القول انّ الوضع المالي معافى، ذلك انّ نهوضه مرتبط بالقوانين الاصلاحية التي لا بدّ من إقرارها لعودة الانتظام المالي بشكل سليم. ولكن في الوقت الراهن، الوضع تحت السيطرة، وموجودات مصرف لبنان شهدت في الاشهر الاخيرة ارتفاعاً زاد على المليار دولار، فيما حجم الكتلة النقدية من الدولار الفريش في السوق، شهد في الآونة الاخيرة ارتفاعاً ملحوظاً زاد عن الـ10%. ما يعني انّ الدولار موجود، ومضبوط، وليس ما يدعو الى القلق».
الوضع الميداني
اما على المقلب الجنوبي، فمراوحة في دائرة التوتر والتصعيد، حيث واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق والبلدات الجنوبية المحاذية لخط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ. وافيد أمس عن غارات جوية نفّذها الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي، طالت وسط طير حرفا، كفر حمام، حولا، كفر كلا. وترافق ذلك مع قصف مدفعي طال اطراف كفر شوبا، حولا، والمنطقة الواقعة بين حولا وميس الجبل وشقرا.
سباق بين الحل والتصعيد
وعلى الخط الموازي، يبدو الواقع الميداني في سباق مع الجهود الرامية الى حل سياسي. ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الوتيرة التصعيدية التي يشهدها ميدان المواجهات في الجنوب في الفترة الاخيرة، ما زالت تحت السيطرة، وفق ما تنقله القنوات الديبلوماسية، سواء الاميركية التي كرّرت رفض الولايات المتحدة لتوسّع نطاق المواجهات، وتأكيدها انّ كل الاطراف ليست راغبة في ذلك، وانّ مصلحة كل الاطراف في وقف اطلاق النار والحل السياسي.
ويبرز في هذا السياق ايضاً، مضمون تقرير أممي يفيد بأنّ الامم المتحدة تلمس إشارات جدّية من اسرائيل ومنظمة «الحزب» بأنّهما لا ينويان التصعيد وتوسيع الحرب، ويتشاركان الرغبة في بلوغ حل سياسي، كل من منظوره، حيث انّ لكل منهما وجهة نظره من هذا الحل، ما يؤشر الى انّ المفاوضات في شأن الحل السياسي لمنطقة الحدود الفاصلة بين لبنان واسرائيل لن تكون سهلة.
على انّ ما يلفت الانتباه في التقرير الأممي، هو عدم نفي احتمالات الخطر وتصاعدها اكثر، مع استمرار المواجهات، ذلك أنّ تطورها الى مستوى صعب جراء أي اجراء خاطئ من كلا الجانبين.
لا مفاوضات حالياً
إلى ذلك، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ محاولات جس النبض ما زالت مستمرّة حيال إمكانية بلورة حلّ سياسي للمنطقة الجنوبية. وتتبدّى في معلنة وغير معلنة لمستويات أممية وديبلوماسيين وأمنيين غربيين مع مسؤولين لبنانيين رسميين وسياسيين.
ولفتت المصادر الى أنّ الموفدين قاربوا الحل السياسي من زاوية ضرورته لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق المواجهات القائمة الى حرب واسعة، ومن زاوية حاجة كل الاطراف اليه كونه يشكّل مصلحة لبنان واسرائيل، ويعيد الامن والاستقرار وعودة السكان في وضع آمن على جانبي الحدود».
ولاحظت المصادر «أنّ محادثات الموفدين وتركيزهم على الحل السياسي منطلق من فرضية ان اختراقاً مهمّاً قد يطرأ في المدى القريب على صعيد المفاوضات الرامية الى بلوغ صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة «ح»، وبعض الموفدين رجحوا ان يحصل تقدّم جوهري في هذه المفاوضات خلال الشهر المقبل».
الهدهد 3
الى ذلك، وفي خطوة مرتبطة بالمواجهات على طول الحدود الجنوبية، نشر «الحزب» الحلقة الثالثة من إنجازات «هدهد الحزب»، خلال جولة تصويرية له امس الاول الثلاثاء في أجواء فلسطين المحتلة، مخترقاً منظومات الرصد والاعتراض الاسرائيلية.
قاعدة «رامات دافيد» الجوية التي تبعد 46 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، كانت عنوان الحلقة التي نشرها الاعلام الحربي، حيث أظهر شريط الفيديو (8 دقائق) صوراً جويّة واضحة للقاعدة. مقرونة بمعلومات تفصيلية قدّمها الحزب عن القاعدة، اشار فيها الى انّ «قاعدة «رامات دافيد» الجوية، أو «عيزر وايزمان» هي القاعدة الجوية الوحيدة في شمال فلسطين المحتلة، وتضمّ مجموعة من الإختصاصات الجوية تتوزع بين مقاتلات حربية، مروحيات قتالية، مروحيات النقل والإنقاذ، مروحيات استطلاع بحري، منظومات حرب الكترونية هجومية.
وفي ما خصّ التشكيلات العضوية الشاغلة فتحتوي على ثلاثة أسراب قتالية: الوادي 109 / «المعركة الأولى 101» / «العقرب 105»، وسرب الإستخبارات «صيادو الليل «160»، وسرب الإستطلاع البحري «حماة الغرب 193»، وسرب الحرب الإلكترونية 157، و4 أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة.
كما أظهرت المشاهد مبنى قيادة القاعدة، قائد القاعدة الحالي هو: العقيد أساف إيشد الذي تسلّم منصبه بتاريخ 26-07-2022، وشغل سابقاً عدة مواقع قيادية من بينها قائد السرب 101. كما اظهرت مساكن الضباط، ومبنى القيادة المحصّن، ومركز القيادة والسيطرة.
ومن بين أبرز ما كشفته مشاهد «الهدهد»، تحديد مواقع منصّات القبة الحديدية داخل القاعدة، مخازن الذخيرة، مراكز قيادة ومرآب الأسراب ومراكز تجهيزها وأقسامها التقنية، مواقع رادارات الملاحة الجوية، أقسام الصيانة وكبسولات الوقود.
إرباك اسرائيلي
ويأتي نشر الفيديو بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء الاسرائيلي في الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك مع اعلان الجيش الاسرائيل امس، إنهاء قوات لواء جنود الاحتياط في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي (لواء «ألون») تدريب يحاكي حرباً ضدّ «الحزب» في الأراضي اللبنانية.
وقد أحدث الفيديو ارباكاً في الداخل الاسرائيلي، حيث اعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، «انّ الفيديو الذي وزعه «الحزب» تمّ التقاطه بواسطة طائرة بدون طيار مخصصة للتصوير فقط، ولم يتأثر عمل القاعدة الجوية». فيما عبّرت وسائل اعلام اسرائيلية عن غضبها من بيان الجيش الاسرائيلي ووصفته بالردّ المخزي وغير المقنع. فيما سخرت منه وسائل اخرى، وقالت انّه اذا كان الأمر يتعلق فقط بالتصوير الفوتوغرافي، فلا يوجد ما يدعو الى الاثارة، من المؤكّد أنّ «الحزب» يريد الصور فقط ليحتفظ بها في البوم القواعد السرّية».
وذكرت منصة اعلامية اسرائيلية انّ «الحزب» يرسل اليوم مسيّرة تصوير، وغداً مسيّرة انتحارية تستهدف منطقة القاعدة التي صورها. وقالت صحيفة «معاريف» العبرية «اذا كانت التفاصيل الواردة في فيديو «الحزب صحيحة»، فمن الصعب أن نبقى غير مبالين». فيما قال رئيس مجلس «وادي يزرعيل» الإقليمي والذي تقع فيه قاعدة «رامات دافيد»: «الوثائق التي نشرها «الحزب» مزعجة للغاية».
ووفق ما ورد في المنصات الاعلامية الاسرائيلية فإنّ «الحزب» يهدّد سلاح الجو الاسرائيلي وينشر فيديو حول مساكن الطيارين في قاعدة «رامات دافيد». والاكثر قلقاً هو معرفة «الحزب» منظومة عمل القاعدة. والسؤال هو كيف يعرف معلومات حساسة لا يعرفها الّا قلة. وتوثيق «الحزب» مقلق جداً ليس لأنّ الطائرة افلتت من كل منظومات الدفاع الجوي بل لأنّها ليست المرّة الاولى التي يحدث فيها ذلك».
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تحذير أممي من تحلُّل الدولة.. وخطاب نتنياهو مؤشر مواجهات مفتوحة في الجنوب
تنافس بين «الثنائي» والمعارضة على كتل المجلس.. وصدمة دبلوماسية من حجم الخسائر البشرية والمادية
في الوقت الذي شكَّلت كلمة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي صدمة لمن تابع ما قاله، على مسمع اعضاء الكونغرس، الذين حضروا وصفقوا «للقاتل» وكأن دماء ألوف الفلسطينيين، ليست أمراً يستحق الادانة او الاعتراض، وكأن «حقوق الانسان» لا تطال هؤلاء الشهداء من الاطفال والرجال والنساء الذين قتلوا بدم بارد بقصف الطيران والقذائف الحارقة حول المنازل وتحتها وداخل اكوام الركام، بعدما تحولت غزة وقطاعها ومخيماتها الى ارض مدمرة ومحروقة، كان الوضع في الجنوب، يدخل دائرة الاهتمام بقوة من نافذة «هدهد» المقاومة الاسلامية، الذي حلَّق فوق قاعدة عسكرية، وعجزت اجهزة الرصد عن كشفها، في رسالة واضحة لنتنياهو قبل إلقاء خطابه امام الكونغرس.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان المسيَّرة حلقت لـ8 دقائق، وهذا حسب الوسائل يوضح «مدى ضعفنا وهذه وصمة عار» ووصفت «فيديو» الحزب بالخطير جداً.
وقال ان اسرائيل تفضل اعادة المهجرين من المستوطنات الى بيوتهم، وهل ملزمة بذلك.. وسنفعل ما علينا فعله لاعادة الامن الى المستعمرات الشمالية.
ولم يغفل نتنياهو عن تحريض الاميركيين على الحزب عندما ذكّر بقصف السفارة الاميركية في بيروت، مع الاشارة الى ان الحزب يقول ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع الولايات المتحدة.
واعتبرت مصادر سياسية ان خطاب نتنياهو امام الكونغرس هو مؤشر على حرب مفتوحة في الجنوب، نظراً لارتباط هذه الجبهة بجبهة غزة.
رئاسياً، أوضحت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان التحرك المضاد لكتلة التنمية والتحرير من أجل تأمين أكبر أصوات نيابية ممكنة لتأييد مقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الحوار من شأنه أن يتفاعل إذا اتخذ الطابع الرسمي لاسيما أن غايته دفع الكتل النيابية إلى السير بالحوار في مواجهة مقترح المعارضة تحت مسمى خارطة الطريق.
وقالت هذه الأوساط إن إصرار المعارضة على مقترحها يواجه بطرح الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب، يولد المزيد من التصادم السياسي، ما يجعل أي مسعى رئاسي خارج إطار البحث والنقاش الجدي في الوقت الراهن، في حين لا بد من ترقب ما يُقدم عليه التيار الوطني الحر والمسار الذي يسلكه بعد تأكيد رئيسه النائب جبران باسيل انفتاحه على الحوار والتشاور.
التزام أممي بلبنان
في نيويورك، قدمت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا امس احاطة الى مجلس الامن اثناء جلسة مشاورات تلت نشر التقرير الاخير (2024/548/5) للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
ورفضت بلاسخارت في مطالعتها القبول بأن الصراع الشامل لا مفر منه، وان الحل الدبلوماسي للخروج من الازمة لا يزال ممكناً، لكنها لاحظت ان لبنان والمنطقة برمتها لا يزالان على حافة خطر محدق، مشيرة الى ان لبنان واسرائيل يعلنان انهما لا يسعيان الى الحرب، معربة عن املها ان يؤدي التوصل الى «اتفاق بشأن غزة»، الى العودة الفورية لوقف الاعمال العدائية عبر الخط الازرق.
ودعت الى حث الطرفين على بذل كل جهد ممكن من التصعيد مؤكدة ان تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الامن المستدام.
وفي الشأن الداخلي، رأت بلاسخارت انه في ظل الجهود في ملف الفراغ الرئاسي المستمر اصبح تحلل الدولة وتراجع قدرة مؤسساتها واقعاً ملموساً على الارض، معربة عن اسفها لان يضطر ابناء الشعب اللبناني الى الاعتماد على التحويلات المالية للعاملين بالخارج او العمل في عدة وظائف لمواصلة حياتهم، داعية الى احياء مسيرة الاصلاحات الاقتصادية والمالية.
واعترفت المنسقة الاممية بالصعوبات الهائلة الناتجة عن الوجود الطويل الامد لعدد كبير من اللاجئين على الاراضي اللبنانية، مشددة على اهمية ايجاد حلول جماعية، مع التأكيد على ان الحلول لا تقتصر على لبنان فقط.
خسائر الاعتداءات الاسرائيلية
وحضرت خسائر الاعتداءات البشرية والصحية والعمرانية والزراعية والبيئية بسبب الاعتداءات الاسرائيلية في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع سفراء الدول الاوروبية لعرض نتائج الاعتداءات الاسرائيلية، مطالباً بـ«خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الاسرائيلية في اسرع وقت ممكن، مطالباً بتطبيق القرار 1701».
الدمار
وكشف تقرير دولي حجم الأضرار التي لحقت ببلدات جنوب لبنان وإسرائيل الحدودية بعد تسعة أشهر من القتال بين الحزب اللبناني وإسرائيل.
وتظهر صور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري أن مجتمعات بأكملها قد نزحت، وتضررت آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وتضرر المباني في جنوب لبنان كما يكشفه تحليل بي بي سي يصل الى أكثر من 60% من المجتمعات الحدودية في لبنان، حيث تعرض أكثر من 3200 مبنى لأضرار.
وتم جمع البيانات بواسطة الباحث كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك. وهذه البيانات تستند إلى مقارنات بين صورتين منفصلتين، مما يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني ويشير إلى حدوث ضرر.
وكانت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وبليدا من بين الأكثر تضررا.
وتعرضت عيتا الشعب لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ أكتوبر/ تشرين أول، وفقاً لمنظمة أكلد.
كندا مجدداً
وفي اطار دبلوماسي، وجهت السفارة الكندية في لبنان الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، الى ان «الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة»، ولفتت الى ان «على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة».
وختم البيان: «تركيزنا ينصبُّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا».
الوضع الميداني
ميدانياً، بعد طائرة «الهدهد» نهاراً، التي استطلعت قاعدة «رمات ديفيد» الموجودة في الشمال، واعتراف الجيش الاسرائيلي بالاستطلاع، وقال ان الفيديو تم التقاطه بطائرة من دون طيار،استهدف الحزب موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالاسلحة الصاروخية رداً على قصف الاحتلال بلدتي شيحين وأم التوت، كما استهدف اطراف بلدتي عيتا الشعب ودبل.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟
«هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية
هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟ – رضوان الذيب
الحديث عن عودة الاتصالات الداخلية المتعلقة بالشان الرئاسي «كلام بكلام» والحكومة تدير الملفات الحياتية على القطعة «كل يوم بيوم» حتى اشعار اخر، والقرار العربي والدولي حاسم «ممنوع الانهيار وفي نفس الوقت ممنوع الخروج من الازمة» «لا معلق ولا مطلق» وهذا يفرض استمرار الدعم المحدود عبر « ابر المور فين « بانتظار انقشاع مسار التطورات الكبرى في المنطقة التي لن تنتهي إلا «بغالب او مغلوب» بين اسرائيل ومحور المقاومة من خلال مواجهات طويلة لسنوات وسنوات، ومن يفكر عكس ذلك ساذج وبسيط، وما على المعارضة الا العمل على تحصين البلد بدلا من التحريض وإثارة الشائعات حول من فتح الحرب في الجنوب؟ واطلاق الدعوات لاعتصامات ومواقف سياسية لن تقدم او تؤخر، فيما الوعود الاخرى عن حلول رئاسية ومالية ومصرفية وعودة أموال المودعين ومحاسبة مهربي الأموال وتحقيقات المرفأ واجتثاث الفساد وعودة النازحين، كلها «احلام ليلة صيف»، لان لبنان وضع على سكة الانتظار الطويل حتى انقشاع الصورة الكبرى .
وحسب مصادر سياسية عليمة، فان لبنان ساحة وليس دولة، والمنطقة ما بعد 7تشرين الاول 2023 ليست كما قبله، ومحور المقاومة يتعامل مع الأحداث كلحظة تاريخية لفرض معادلات جديدة وليس لفرض حلول انية، لكن ذلك لا يمنع التوقيع على هدن طويلة او قصيرة، وهذا ما يؤكد على ان الحرب القادمة قادمة بعد الانتخابات الاميركية مهما كان اسم الرئيس الاميركي، ترامب او هاريس، فالدولة العميقة داخل الولايات المتحدة لن تقبل بالصعود المتزايد لمحور المقاومة في أهم المناطق الاستراتيجية في العالم ،وهذا ما قاله مسؤول فلسطيني بارز متابع لملف الاتصالات في لقاء مع عدد من الصحافيين بعد زيارته الى بيروت مؤخرا بعيداعن الاضواء.
وحسب المصادر العليمة، العالم كله يترقب الانتخابات الاميركية من روسيا الى الصين وفرنسا وايران والسعودية، فمجيء ترامب يحدد مسارات جديدة وعودة الديموقراطيين له تبعات ايضا، لذلك حرصت السفيرة الاميركية في بيروت على حض جميع الأطراف مباشرة وبالواسطة، الى ضرورة التقاط الفرصة الحالية من الانشغالات الكبرى وانتخاب رئيس للجمهورية بين15 تموز و15 ايلول وعدم انتظار الانتخابات الاميركية والا فان الرئاسة قد تطول، علما ان سقف المطالب الاميركية لتمرير الاستحقاق كان منخفضا جدا عن السقوف الفرنسية والسعودية والعربية.
وحسب المصادر المتابعة العليمة، فان زيارة نتنياهو الى واشنطن لن تقدم شيئا رغم انه تصرف كرئيس للولايات المتحدة بعد ان حدد مواعيد لقاءاته مع القادة الاميركيين كيفما يريد، وتؤكد المصادر العليمة، ان الهدف من زيارة نتنياهو التفتيش عن مخرج للمازق الذي يعانيه وليس لاخذ الضوء الاخضر من بايدن لشن الحرب الكبرى والشاملة على غزة وجنوب لبنان، ولو كان نتنياهو واثقا من الانتصار على “حركة ح” والحزب لاعلن الحرب الشاملة فورا دون انتظار الاذن من بايدن او غيره، ولذلك فان الحرب القادمة اميركية بامتياز بدعم اسرائيلي واوروبي في مواجهة روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية ومحور المقاومة، ومن يصرخ اولا سيدفع الثمن، ولذلك الامور مؤجلة الى ما بعد الانتخابات الاميركية لان نتنياهو لايستطيع بعد اليوم خوض اي حرب بمفرده، وهو يعرف جهوزية محور المقاومة في كل المنطقة وقرارهم «ممنوع هزيمة “حركة ح” وعندما تطلب “حركة ح” العون فان اسرائيل لن تعرف من أين ستنهمر عليها الصواريخ؟ وهي التي رصدت جيدا حشود الاف المقاتلين على جبهة الجولان من كل الساحات.
نشر الحزب «الهدهد 3» بعد ان صال وجال في سماء فلسطين المحتلة، وتضمن مشاهد استطلاع لقاعدة رامات دافيد الجوية لمدة 9 دقائق ونصف، وتمكنت المسيرة من العودة الى لبنان وهذا ما شكل اكبر حرب نفسية على سكان الكيان، بعد ان عطلت كل اجهزة الرصد والمراقبة في القاعدة الجوية .
وكشف الحزب، ان المشاهد تم تصويرها امس الاول في 23 / 7/ 2024، في اوج الاستنفار العسكري الاسرائيلي، مما شكل ارباكا جديدا للعدو وتفوقا استراتيجيا جديدا للحزب في المواجهة، وهذا الإنجاز شكل ضربة جديدة لقادة العدو وجنرالاته .
وبعد أن كشف فيلمي الهدهد 1ـ 2، من قدرات عالية للمقاومة على التصوير والاستطلاع، وفشل أنظمة العدو في الكشف عن الطائرات المسيرة ودقة المعلومات التي عادا بها عن المواقع الحساسة والقدرة على الهجوم على هذه المواقع، وقصور نظام القبة الحديدية ومقلاع داوود، وقدرة التكيف مع تكتيكات العدو والتأثير النفسي والاستراتيجي عليه فضلا عن الاعلان عن الجاهزية التامة للحرب والرد على التهديدات الخارجية، جاء الهدهد 3 ليكشف عن الدلالات التالية:
الوصول الى القاعدة الجوية رامات ديفيد التي تعتبر من أهم القواعد الجوية في كيان العدو، وهي القاعدة العسكرية الجوية الوحيدة في الشمال، وتشمل «رفوف» من كل الاختصاصات العسكرية، الاعتراض، الإنزال، الهجوم، وربما تكون المرة الوحيدة في تاريخ كيان العدو، تقوم طائرات باختراق المجال الجوي لقاعدة جوية اساسية .
وأهمية توقيت نشر «هدهد 3»، انه ارتبط بشكل وثيق بزيارة نتنياهو الى واشنطن وما يمكن ان يقوله عن بطولاته وأطلاق مواقف حول غزة وسائر جبهات الاسناد .
ان ظروف نشر هذا الشريط بعد قيام العدو بقصف ميناء الحديدة وفي ذروة الاستنفار الاسرائيلي مرتبط بالواقع الميداني على مستوى جبهات الاسناد كافة، لا سيما الجبهة اليمنية حيث انه في ذروة الاستنفار الاسرائيلي وتوقعه قيام اليمنيون بقصف مواقع هامة وتشغيله منصات الاعتراض واجهزة الرصد، استطاعت المقاومة إدخال الطائرة دون ان يلحظها العدو فضلا عن انه لم يتمكن من اسقاطها.
وتكمن اهمية هدهد 3، انها اذلت العدو واظهرت فشله الكبير، وعلى الرغم من انه في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار، استطاعت هدد 3 ان تذهب وتعود بسلام وهذا سيكون موضع نقاشات وتساؤلات داخل المؤسسة العسكرية وفي المجتمع الاسرائيلي .
خلاصة القول: ان الرسالة التي أرادت ان توصلها المشاهد التي تم التقاطها نهار الثلاثاء الماضي أظهرت، ان المقاومة لا تخشى العدو وهي ماضية في جمع المعلومات التي تحتاجها في مواجهته، واظهرت قدرتها على الوصول الى اي نقطة تريدها، مؤكدة ان ما تصوره قادرة على ضربه معتمدة في هذه الرسالة إذلال العدو وتمريغ أنفه في التراب في توقيت منه.
وادت العملية الجوية «هدهد 3» الى كشف الهوية الحقيقية لقائد القاعدة العقيد اسافر ايشيد، وهذا الامر يعتبر من الأسرار العسكرية الكبرى في اسرائيل .
واعترفت اسرائيل بالعملية وقيام المسيرة بتصوير القاعدة الجوية وهذا ما اثار اجواء من السخرية في صفوف الاسرائيليين.
الاوضاع الداخلية
سيبصر موضوع رئاسة الأركان النور عبر تخريجة دستورية عن مجلس الوزراء تؤدي الى قوننة التعيين وإصدار ه في الجريدة الرسمية، اذا بقي وزير الدفاع مصرا على عدم التوقيع على تعيين اللواء حسان عودة، وكان هذا الملف موضع نقاش بين الرئيسين بري وميقاتي اللذين «اتكلا على الله» في قوننة تعيين رئيس الاركان بعد انزعاج جنبلاط الشديد من تسوية طلاب الحربية وعدم شمولها رئاسة الأركان، حيث هدد عباس الحلبي بمقاطعة جلسات الحكومة وتم «النزول» عند خاطر جنبلاط، لكن الساعات الماضية حملت تطورا بارزا تمثل بعودة الاتصالات الموسعة لانجاح المقايضة الشاملة في ملف التعينات العسكرية عبر توقيع الوزير سليم على تعيين اللواء عودة وتوقيع قائد الجيش على التمديد لعضوي المجلس العسكري.
اما بشان التمديد من عدمه لقائد الجيش العماد عون في 10 كانون الثاني 2025، فتسال المصادر المتابعة عن الهدف من اثارة هذا الملف الان وقبل 6 اشهر من انتهاء ولاية القائد، وفتح السجالات والمناكفات حوله وهز صورة الجيش، رغم ان التعيين او التمديد تتحكم به ظروف داخلية وخارجية لا يمكن تجاوزها مطلقا، ويبقى السؤال، هل يفتح موضوع المقايضة في التعينات العسكرية ملف التعينات الإدارية وتقدم الحكومة على اصدار دفعة من التعينات في المراكز الشاغرة وتحديدا في الفئة الأولى والاسماء باتت جاهزة، والاعلان ينتظر موافقة بعض القوى المسيحية وتحديدا التيار الوطني، وفي المعلومات ان القوات اللبنانية رفضت البحث في الملف ولن تسمح بتمريره قبل اجراء الاستحقاق الرئاسي.
زيارة ابو حبيب الى سوريا
ذكرت معلومات مؤكدة، ان رئيس الحكومة العراقية محمد الشياع السوداني فتح ملف العلاقات اللبنانية السورية مع الرئيس نجيب ميقاتي أثناء زيارته الاخيرة الى العراق من مختلف جوانبها وضرورة تحسين العلاقات ومعالجة ملف النزوح بعيدا عن الاتهامات، وافيد ان ميقاتي ابلغ نظيره العراقي عن زيارة قريبة لوزير الخارجية عبدالله ابو حبيب الى دمشق للبحث في كافة الملفات وفي مقدمها النزوح والسجناء وغيرها من الملفات .
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق
المقاومة على بسالتها في غزة «وهدهد »3 يكشف قاعدة «رامات دافيد »
للشهر التاسع تواليا، استمر النشاط العسكري بين العدو الاسرائيلي ورجال المقاومة الاسلامية، على سخونته جنوبا ،وجديده امس نشر المقاومة الاسلامية فيديو يُظهر خرق «الهدهد» مجددا للعمق الإسرائيلي اول أمس، وهذه المرة في عمق قاعدة «رامات دافيد» الجوية الإسرائيلية شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة، والتقاط الفيديوهات والصور الدقيقة لاصغر التفاصيل العسكرية للمكان على الرغم من اتخاذ العدو اقصى درجات الاستنفار برا وبحر وجوا.
في الميدان، تعرضت كفرشوبا، وحولا – حي المرج وبئر المصلبيات لقصف مدفعي اسرائيلي. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما ادى الى تدميره بشكل كامل. واغار الطيران المسير على بلدتي كفركلا وحولا دون تسجيل اصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
في المقابل، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الحزب يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها.
الى ذلك، نشر الاعلام الحربي في «المقاومة الاسلامية» امس فيديو جديدا لـ»الهدهد 3» وبعض مما رجع به، وتضمن مشاهد حديثة لمواقع صهيونية حساسة.
وأشار الى ان الفيلم المعروض تم تصويره كليا اول أمس أي في الـ23 من تموز.
وتوقيت الفيديو مرتبط بزيارة بنيامين نتنياهو الى واشنطن، وهو رسالة واضحة الدلالات،والرسالة من «الهدهد 3» امس هي التشديد على وحدة جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني.
ولفت الاعلام الحربي الى ان «هذه المرة الأولى في تاريخ الكيان التي يجري فيها إختراق المجال الجوي لقاعدة جوية صهيونية، وانه على الرغم من الاستنفار العالي داخل الكيان الصهيوني وتوقعه هجمات من اليمن تمكنت المقاومة من إرسال الطائرة»، وأكد «ان المقاومة من خلال «الهدهد 3، تمكنت من تضليل الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والاستطلاع والعودة بالصور المطلوبة للقاعدة الجوية».
كمائن لـ”القسّام” في رفح والاحتلال يعترف بخسائر جديدة
معارك ضارية بين المقاومة والاحتلال في خان يونس
وعشرات الشهداء في مجازر عدة والاف المدنيين يواصلون النزوح
في اليوم الـ292 من العدوان على غزة، تواصلت المعارك الضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، خصوصا في خان يونس، بالتزامن مع قصف عنيف على مختلف مناطق القطاع خلّف عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين وأجبر مئات العائلات على النزوح مجددا.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في قلنديا وطوباس وطولكرم.
وبثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة ح – مشاهد لكمائن نفذتها ضد جنود الاحتلال داخل مخيم يبنا في مدينة رفح جنوبي القطاع.كذلك أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا جرافة إسرائيلية من نوع “دي 9” بقذيفة “الياسين 105” قرب مسجد الظلال شرقي مدينة خان يونس.
وقالت كتائب القسام إنها دكّت القوات الإسرائيلية المتوغلة في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.
وكشفت القسام أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بعبوة شواظ ما أدى لاشتعال النيران فيها وسط بني سهيلا شرق خان يونس.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أنها قصفت بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم تجمعات لجيش الاحتلال على خط الإمداد في محور “نتساريم” بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
في المقابل، قال جيش الاحتلال إن قواته بقيادة الفرقة 98 شنت بإسناد مدفعي وبالطائرات هجوما على منطقة خان يونس جنوبي القطاع.
وأضاف أن طائراته الحربية هاجمت أكثر من 50 هدفا قال إنها تابعة للبنية التحتية لحركة ح، وتشمل مستودعات ذخيرة ونقاط مراقبة ومباني ومسارا من الأنفاق في المنطقة.
كما أعلن جيش الاحتلال أن الفرقة 162 تواصل القتال في رفح، وقال إنها قضت على عشرات المسلحين خلال مواجهات مباشرة وعبر الضربات الجوية.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ١٦عسكريا في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
من جهة ثانية، واصل الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، عملياته في خان يونس جنوبي القطاع، وشن قصفا بالدبابات، ونسف مباني سكنية شرقي المدينة.
وفرّ سكان في الأحياء الشرقية لخان يونس من منازلهم مع توغل الدبابات الإسرائيلية في عمق المنطقة بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر للسكان بإخلاء منازلهم.
وتوغلت الدبابات في بلدة بني سهيلا بمنطقة خان يونس، كما تعرضت مناطق أخرى قريبة للقصف لليوم الثاني، مما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على البحث عن ملاذ آمن في مناطق أخرى. وقالت إسرائيل إن عمليتها تهدف إلى منع مقاتلي “حركة ح” من إعادة تجميع صفوفهم.
عشرات الشهداء والجرحى
وفي بلدة القرارة شرقي خان يونس، أفاد مراسلون بسقوط شهيدين وعدد من المصابين بنيران قوات الاحتلال داخل مدرسة عيلبون.
وشيع المواطنون في خان يونس جثامين 28 فلسطينيا استشهدوا في مناطق عدة في رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وفي وقت سابق استشهد فلسطينييان وإصيب عدد آخر بجروح في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف حي قيزان رشوان جنوبي خان يونس. وقد نقل المصابون إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.
وقالت مصادر طبية إن عدد الشهداء بلغ 54 شهيدا خلال يوم أمس الاول، كما ذكرت مصادر طبية في خان يونس أن 21 شهيدا نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي منذ صباح الثلاثاء.
وكانت وزارة الصحة بغزة أكدت استشهاد 73 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال في مجزرة ارتكبها الاحتلال في خان يونس .
أما وسط القطاع، فواصلت قوات الاحتلال قصفها للمناطق الشمالية لمخيم النصيرات و نسفت منازل في بلدة المغراقة.
وشنت قوات الاحتلال غارة شمالي مدينة رفح كما قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلا لعائلة الداية ودمرته من دون سابق إنذار. وقد أدى القصف إلى استشهاد طفلة وإصابة آخرين بالمنزل الواقع في شارع الثلاثيني في حي الصبرة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :