يعاني بعض الصيارفة من شح بالدولار منذ حوالي الأسبوع, وهو ما خلق بلبلة حول الأسباب التي تقف وراء ذلك في عز الموسم السياحي حيث تدخل الدولارات بوفرة إلى لبنان مع المغتربين ومن خلال التحويلات الخارجية.
وتؤكد مصادر الصيارفة لـ "ليبانون ديبايت", أن الشح بالدولار لدى الصرافين هو نتيجة لتراجع كمية شحن الدولار من الخارج حيث أن الصرافين يطلبون كمية معينة إلا أنهم لا يحصلون إلى النصف منها وهذا الأمر مستمر منذ أسبوع تقريباً لذلك أصبح هناك شح بالدولار لدى هؤلاء الصيارفة.
لكن المصادر تلفت إلى أن هذا الأمر حصل من قبل ويتكرّر وقد تنتهي الأزمة الحالية خلال يومين أو أكثر، لكن الشح موجود حالياً لدى الصيارفة بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة.
إلا أن موضوع الشحّ هذا استغربه الباحث الإقتصادي الدكتور محود جباعي في حديث إلى "ليبانون ديبايت", مؤكداً كل المعطيات بالأرقام والأدلة أن الدولار متوفر بوفرة في لبنان، بدليل أن التقارير الدولية تتحدّث عن حجم الأرقام التي تدخل إلى لبنان من 6،5 إلى 7 مليار دولار في العام 2024، عدا عن الأموال التي تدخل بشكل مباشر مع المغتربين الذين يزورون لبنان بشكل مستمر ولا سيّما في المواسم السياحية، حيث يقدّر حجم الأموال في الموسم الصيفي الحالي بين 3 و3,5 مليار دولار ويمكن أن يصل إلى 5 مليار دولار على مدار السنة.
ويشير أيضاً إلى "وجود كميات من الدولار لدى الجمعيات والأحزاب تساهم بدفع رواتب موظفيها بالدولار عدا عن التعاميم الصادرة عن المصرف المركزي منها 158 الذي يعطي 300 دولار فرش والتعميم 166 الذي يعطي 150 دولار فرش واللذين يدخلان أكثر من مليار دولار إلى السوق للمودعين.
ويذكر أن مصرف لبنان زادت موجوداته من الدولار حيث وصلت إلى 10 مليار و227 مليون دولار، وهي احتياطات العملة الصعبة في المصرف المركزي.
وفي شهر واحد استطاع مصرف لبنان أن يحصل من السوق على أكثر من 350 مليون دولار نظراً لحاجة المؤسسات إلى الليرة التي يستبدلونها مقابل الدولار من المصرف المركزي، إما لدفع الضرائب أو لحاجات استعمال الليرة، لذلك لا خوف من شح الدولار من الأسواق اللبنانية، بل على العكس هناك ملاءة كبيرة في الدولار عدا أن معظم اللبنانيين باتوا يتعاملون بالدولار وفق سعر صرف ثابت وتمويل ثابت من التحويلات الخارجية، ومن المواسم السياحية وتعاميم مصرف لبنان.
لذلك يؤكد جباعي أن لا خوف على الدولار في المرحلة الحالية بل على العكس هناك فائض كبير بالدولار في السوق اللبناني, مما انعكس إيجاباً بموضوع استقرار سعر صرف الدولار في السوق, وأزعج بعض الجهات التي من مصلحتها حصول تفلت جديد بسعر الصرف من اجل تحقيق مكاسب على حساب العملة الوطنية.
ويلفت جباعي في هذا الإطار أيضاً إلى أن التجار باتوا يحصلون على الدولار من الزبائن حيث لم يعد يتعامل الكثير منهم سوى بالدولار، وهم يستوردون البضائع بالدولار الذي يحصلونه من الزبائن، لذلك خف طلب التجار على الدولار من الصيارفة لأن الدولار بات متوفراً لمعظم اللبنانيين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :