افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 10 تموز 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 10 تموز 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

تمارين على رحلات «الهدهد»: ساعات كفيلة بشلل تام لشمال الكيان

 

ملف جهوزية المقاومة لمواجهة أي حرب واسعة مع العدو لا يتعلق فقط بما تنشره المقاومة عن بنك أهدافها في الكيان، بل بما أظهرته تجربة الأشهر التسعة الماضية من قدرات. وبينما حفلت مرحلة ما بعد عدوان عام 2006 وصولاً إلى معركة «طوفان الأقصى» بتلميحات وإنذارات وجّهتها المقاومة إلى قادة العدو وجيشه ومستوطنيه، إلا أن احتمالات التصعيد القائمة الآن تفرض نمطاً مختلفاً من الرسائل الردعية.سابقاً، وإلى جانب خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن القدرات النوعية لحزب الله، بثّت المقاومة فيديو كان نادراً في مضمونه، إثر تهديد العدو بقصف مواقع قرب مطار بيروت، تضمّن إحداثيات مواقع عسكرية ومقارَّ أمنية وأجهزة خاصة نصبها العدو قرب مراكز سكنية وتربوية ومدنية. واختتم الفيديو بعبارة للسيد نصرالله يقول فيها إنه في حال ضربتم أهدافاً بين المدنيين عندنا، سنفعل الأمر نفسه عندكم.
وخاطب السيد نصرالله جيش الاحتلال في أيلول 2018 بأن «المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانات التسليحية، ما يفرض على إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقّعهما في يوم من الأيام». ثم وفي صيف العام الماضي أعلن أن المقاومة «تحتاج فقط إلى بضعة صواريخ دقيقة لتدمير لائحة أهداف من بينها مطارات مدنية وعسكرية وقواعد لسلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء ومحطات المياه مع مجموعة من البنى التحتية ومصافي النفط وأهمها مفاعل ديمونا».
في كل حملته الردعية، كان الحزب يشهر بعض ما يعرفه العدو، نتيجة جهده الاستخباراتي الهائل، معلناً جهاراً نهاراً، عن قدرة الوصول إلى أهداف مركزية بالنسبة إلى الكيان، سواء العسكرية، أو البنى التحتية الاستراتيجية، أو مراكز الخدمات العامة. وكان الحزب يتدرّج في رفع مستوى الإنذار – التهديد، بما يتناسب مع جهد العدو ضد المقاومة وبناها البشرية واللوجستية، ولا سيما في مرحلة «المعركة بين الحروب» التي كان العدو يقوم خلالها بعمل مثلّث الأضلاع:
– السعي إلى ضرب ما يفترضه سلاحاً في طريقه إلى حزب الله من خلال غارات جوية.
– تنفيذ استخبارات العدو عمليات أمنية – عسكرية على طرق الإمداد.
– عمليات أمنية تخريبية في عمق لبنان، والأخيرة كانت الأكثر خطورة، وقد أظهرت عمليات كشف شبكات العملاء تفاصيل كثيرة عما قام به العدو أو ما كان يخطط له، خصوصاً أنه وجد نفسه في بعض الحالات «مضطراً» للقيام بأعمال استثنائية، مثل عملية المُسيّرات التي انفجرت فوق الضاحية الجنوبية في آب 2019، والتي سبقتها وتلتها محاولات فرق كوماندوس إسرائيلية الوصول إلى منشآت تخص المقاومة في أكثر من منطقة لبنانية، بهدف ضرب ما تعتبره إسرائيل مراكز تصنيع أسلحة متطورة، أو عمليات تحويل الصواريخ العمياء إلى صواريخ دقيقة، علماً أن جهد العدو الاستخباراتي في هذا المجال لم يقتصر على هذا النوع من العمليات بل قام بأمور أخرى كثيرة ربما تكشف المقاومة في وقت لاحق تفاصيلها.
وبما أننا في قلب حرب قاسية، يمعن خلالها العدو في إجرامه ضد الفلسطينيين، وتتعاظم احتمالات التصعيد على الجبهة اللبنانية، حتى مع تراجع مؤشراته الأسبوع الماضي، تقوم المقاومة فعلياً بتعزيز الجهوزية لمواجهة شاملة. وهي قرّرت رفع مستوى رسائل التهديد لإفهام جمهور العدو، وقسم غير صغير من قياداته السياسية، وغالبية المتعاطين بالشأن العام، إلى جانب المستوى العسكري والأمني، بأن الحرب متى صارت شاملة، فإن لدى المقاومة برنامجها المغاير لكل التقديرات.
وفي تمرين نظري وعملي لما يمكن أن تكون عليه الأمور، واستناداً إلى ما بثّته المقاومة من ثلاثة أفلام فقط، وهي «هدهد -1» و«هدهد –2» و«لمن يهمه الأمر»، يمكن افتراض الآتي:
عرضت المقاومة أكثر من مئة هدف حيوي، بين مواقع وثكنات عسكرية تقليدية أو مستحدثة، ومراكز عمل قوات العدو المدفعية والجوية وإدارة العمليات الحربية، ومراكز جمع المعلومات والحرب الإلكترونية، وأدوات التجسس على اختلافها، ومنظومات الرادارات والاستشعار والرصد والتعقب، إضافة إلى مراكز القيادة والإدارة، ومخازن الأسلحة والذخائر، ونقاط تموضع الدبابات والآليات الأساسية، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي التي تشتمل على الرادارات ومنظومات التحكم ومنصات الإطلاق.
كما عرضت أكثر من خمسين هدفاً تشمل البنى التحتية المركزية في كيان العدو، من المطارات والموانئ البحرية المركزية أو الفرعية، إلى محطات إنتاج وتوزيع الكهرباء وإدارة التحكم بمصادر المواد النفطية، لناحية الخزانات أو المصافي أو مصانع المنتجات البتروكيمياوية، وصولاً إلى المنشآت المدنية التي تشمل التجمعات السكنية (من كبار الموظفين ورجال الأعمال العاملين في الصناعات الخاصة في مناطق الشمال)، والتجمعات الاستيطانية (من الناس العاديين أو الحرفيين والمزارعين) التي قامت قبل قيام الكيان وبعده، وعدداً غير قليل من المراكز الخدماتية التي تخص هذه التجمعات المدنية، من مراكز تجارية ومصانع إنتاج مواد غذائية. وقامت المقاومة بمسح لمنطقة تشكل مركز شمال الكيان، تمتد من البحر غرباً حتى أقاصي شرق الجولان المحتل، وضمن مساحة تقارب 3650 كلم مربعاً، علماً أنها لم تعرض في الفيديوهات تفاصيل شديدة الحساسية تتعلق بالصناعات المتطورة التي تدرّ على كيان العدو وقطاعه الخاص مليارات الدولارات سنوياً، وهي القطاعات التي ستعرّضها الحرب الشاملة، ليس لخسائر مباشرة فقط، بل لتعطّل وعرقلة مشاريع عملاقة تعمل عليها بالتحالف والتعاون مع مؤسسات دولية في الشرق والغرب.
وإذا ما استندنا إلى ما يسرّبه العدو، وتعيد تظهيره أجهزة استخبارات عالمية ومؤسسات بحثية تعمل معها، وإذا ما أضفنا، ما كشفت عنه المقاومة من أسلحة خلال الأشهر التسعة الماضية، وما برز بين أيدي فصائل وقوى من محور المقاومة في المنطقة، من أسلحة تُستخدم في البر أو البحر أو الجو، وما يمكن افتراضه من أسلحة باتت معلنة لدى الحرس الثوري في إيران، والتي يتعامل العدو على أن نسخاً منها صارت بيد حزب الله، فهذا يكفي للقول إن التمرين النظري البسيط، يشير إلى الآتي:
أولاً، إن طبيعة الإجراءات التي اتُّخذت من قبل جميع الأطراف المعنية بالحرب الواسعة، حرمت العدو من عنصر المفاجأة، وأي عملية عسكرية مباغتة، يشنها العدو على شكل حملة جوية أو حتى عمليات إغارة برية، لن تنجح في تعطيل القدرات النوعية للمقاومة أو تشلها أو تصيبها بشكل يخرجها من الخدمة.
ثانياً، إن منظومات الدفاع الجوي لدى العدو، من القبب الحديدية إلى مقلاع داوود ومنظومات حيتس والباتريوت، والطيران الحربي والمروحي والمُسيّر الذي يمكن استخدامه لمواجهة المقذوفات في الأجواء، تملك من القدرات العملية المختبرة ما يسمح لها بمواجهة صلية أولى واسعة، مع نتائج لا تصل إلى أكثر من 50%، علماً أن قدرة العدو على إعادة تذخير منظومات الدفاع الجوي قد لا تكون ممكنة خلال ساعات قليلة، وأن استراتيجية التشتيت التي اختبرتها المقاومة في لبنان، لن تحتاج في أقسى الظروف إلى إطلاق أكثر من عشرة آلاف مقذوف متنوّع، من مُسيّرات (لا أحد يعرف أي نوع سيُستخدم في حالة الحرب الشاملة) إلى القذائف المدفعية (الشديدة الفعالية) إلى الصواريخ التقليدية وصولاً إلى الصواريخ المجنّحة أو الباليستية، أو حتى الصواريخ المجهولة النوع والمدى والسرعة والقدرة التدميرية. وهذه الكمية من المقذوفات كافية لتدمير وتعطيل كل الأهداف المشار إليها أعلاه، وستشكل عملية إغارة لم يواجهها العدو سابقاً، وتجعل المقاومة في موقع القادر على إعادة تنظيم جولات الإغارة اللاحقة، مع احتمال جدي بشن المقاومة عملية برية كبيرة في عمق الشمال المحتل. وستكون النتيجة الأولية دماراً هائلاً يصيب بنية العدو العسكرية والمدنية والاستراتيجية، مع نزوح أكثر من مليون ونصف مليون مستوطن، في ظل حالة فوضى لا تشبه أبداً حتى فوضى مستعمرات غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر.
كل ذلك، ونحن نتحدّث عن عملية لا يزال نطاقها الجغرافي في الثلث الشمالي من كيان الاحتلال. لكنّ أحداً لا يمكنه الدخول في عقل المقاومة، لحسم ما إذا كانت البداية من الشمال حصراً، أو أنها قد تنطلق من مكان آخر، حيث مركز عصب الكيان، خصوصاً أن الجميع يعرف، أقله العدو، أن للمقاومة مسحها المعلوماتي الشامل لكل كيان الاحتلال، وهو مسح يحدث بصورة دائمة، بما يحقّق نتائج كبيرة لعمليات القصف القائمة الآن بواسطة الصواريخ أو المُسيّرات التي تنتمي إلى جيل يعود إلى أكثر من عقد على الأقل.

*****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

تصعيد عسكري وسياسي يطرح أسئلة حول نضج المسار التفاوضي لإنتاج اتفاق
اجتماع رؤساء المخابرات اليوم لتقييم المخاطر على المفاوضات… وحماس تحذّر
الهدهد 2 يكشف نقاط ضعف جيش الاحتلال في جبهة الجولان والمقاومة تستهدفها

من نقاط الاشتباك البعيدة يمكن استقراء مدى نضج ظروف اتفاق في غزة يعرف الجميع ويعترفون أنه تعبير عن تسوية تعكس موازين القوى التي نتجت عن الحرب خلال تسعة شهور، وفي خلفيّتها تراكم صنعته سنوات من المواجهة بين محورين كبيرين في المنطقة والعام، محوره يضمّ كيان الاحتلال تقوده واشنطن، ومحور يضمّ إيران وسورية وقوى محور المقاومة، وأول الإشارات حملها كلام الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي على انتخاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي دعا في حملته الانتخابية الى استئناف المفاوضات المجمّدة حول الملف النووي الإيراني، حيث قال كيربي، إن الولايات المتحدة ليست مستعدّة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في ظل الرئيس الجديد.
في جبهتين مهمتين في المنطقة، لم تكن الإشارات أفضل لجهة نضج المسار التفاوضي المفترض أن ينتج تسوية، تكون لها انعكاسات على كل المنطقة حتى لو كان موضوعها وقف الحرب على غزة، حيث شكل التصعيد على المسار اليمني السعودي من بوابة فتح ملف نقل المصرف المركزي من صنعاء والردّ العنيف لزعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي إشارة الى ان الأمور لا تسير كما ينبغي لها ان تكون إذا كنا في مناخ استعداد لتسوية ونجاح المفاوضات، وبالتوازي حملت المعلومات المؤكدة حول نتائج المفاوضات العراقية الأميركية حول إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي الذي يشكل واجهة للاحتلال الأميركي، أن الأميركيين لا يخفون تمسكهم ببقاء جزء من قواتهم في العراق تحت عنوان الحاجة لتخديم استمرار احتلالهم أجزاء من سورية، ومجرد التصريح بنية البقاء في سورية، حتى لو تم الانسحاب الكامل من العراق يشير الى مناخ غير إيجابي، لا ينتج عنه سوى المزيد من التصعيد.
العودة الى ساحات التفاوض والمواجهة المباشرة حول حرب غزة، يكفي تصعيد جيش الاحتلال وارتكابه المزيد من المجازر ورد حركة حماس بالتحذير للمرة الأولى من فشل المفاوضات، لمعرفة أن المسار التفاوضي متعثر، وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد التوصل إلى اتفاق نهائي يوقف الحرب بل تريد صفقة جزئية يتمّ فيها تبادل عدد من الأسرى وتستمر عبرها الهدنة بضعة أسابيع ثم عودة الى المواجهة ولا مانع بعدها من هدنة مشابهة لا تنهي ملف الأسرى ولا تنهي الحرب، حتى تقول الانتخابات الأميركية كلمتها الفاصلة حول مدى قدرة تل أبيب الاعتماد على واشنطن في مواصلة خيار الحرب، ولأن مسار التفاوض يترنح دون أن يسقط لأن جيش الاحتلال منهك وعاجز عن خوض حرب باتت أثمانها أكبر من قدرته على الاحتمال، يلتقي اليوم رؤساء أجهزة المخابرات في أميركا وكيان الاحتلال ومصر وقطر للبحث عن تعويم المسار التفاوضي وتخفيض منسوب التصعيد.
تبقى جبهة لبنان هي البوصلة، حيث قلق الاحتلال من خطر الانفجار رغم كثرة الكلام عن نيات الحرب ولو أنها تحوّلت أخيراً إلى حديث بصوت منخفض تحول همساً بالكاد يسمع، مع ظهور قدرات المقاومة على الردع، وعدم بذلها لجهد هادف لتفادي الانزلاق إلى حرب كبرى، وقد بات معلوماً أن هذه الجبهة والضغط عبرها وحده يمكن أن يجلب الكيان الى الاتفاق بسبب ضغط ملف المهجرين الذي يكبر كل يوم، وضغط انهيار صورة قدرة الردع بصورة لا يمكن تحمّلها في الكيان مع ما تحمله من مذلة ومهانة المستويين العسكري والسياسي، ولا يُخفيها الإقدام بين فترة وفترة على عملية اغتيال لشخصيّة من المقاومة، حيث تتكفل مفاجآت المقاومة بتقديم المزيد من أدوات الردع والتفوق، وقد كان أمس، موعداً مع الكشف عن حصاد الهدهد 2 حيث المسرح هو الجولان المحتل، وقد تضمّنت تسجيلات الطائرات المسيّرة التي قامت بالمسح الجوي لمواقع قيادة واستخبارات جيش الاحتلال، وكشف التسجيل حجم التغلغل الاستخباري للمقاومة في نسيج المعلومات والجغرافيا العسكرية السرية لجيش الاحتلال، وجاءت الاستهدافات التي سبقت بث التسجيل وأعقبت بثه تؤكد أن يد المقاومة هي العليا.
وأكّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، أنّه «إذا كانت الأكثرية في العالم تسكت عن نصرة غزة وتؤيد «إسرائيل» فهذا لا يعني أنَّ ذلك حق»، موضحًا أنّه «ليس العبرة بالأكثرية، بل العبرة بالبحث عن الحق سواءٌ كانت معه الأكثرية أو الأقلية». ولفت، خلال كلمته في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع «سيّد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنّ «التعصب للأحزاب والعائلات والمناطق والطوائف بمعزل عن الحق والباطل، هو مشكلة» منتشرة في لبنان.
وأشار نصرالله إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ «الإنسان يألم على ما هو قائم وعلى ما هو موجود»، موضحًا أنّ جبهات الإسناد لغزة في لبنان واليمن والعراق والإسناد السياسي مثل سورية وإيران هي صورة إيجابية تُقابلها صورة محزنة من مواقف العالم العربي والإسلامي تجاه غزة، وقال: «أين الدول والشعوب التي تحرّك ساكنًا» لما يجري في قطاع غزة؟
ولفت إلى «ما بدأته المقاومة في لبنان في 8 تشرين الأول في معركة طوفان الأقصى، وما قدّمته حتى اليوم من الشهداء والجرحى والبيوت المهدمة والإنجازات، وكل ما تواجهه»، مؤكدًا «أننا سنمضي في هذا الطريق حتى نصل للهدف الذي نطمح إليه في لبنان وغزة، ولا يمكن لأي أخطار وتحدّيات أن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وثباتنا في هذه المعركة».
وسجلت الجبهة الجنوبية تصعيداً إضافياً بعدما نفّذ العدو الإسرائيلي غارة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة قرب حاجز عسكري على طريق دمشق – بيروت قرب حاجز الصبّورة. وزفّت المقاومة الشهيد السعيد المجاهد ياسر نمر قرنبش «أمين» مواليد عام 1970 من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس.
وردّت المقاومة على الاغتيال، باستهداف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة «نفح» وسط الجولان السوري المحتلّ بعشرات صواريخ الكاتيوشا وبدفعات متتالية.
ودوّت صافرات الإنذار في مستوطنات الجولان السوري المحتلّ ثم تساقطت الصواريخ على القاعدة ومحيطها ما أدّى إلى إصابة سيارة بشكل مباشر على الطريق «91»، حيث قُتل «إسرائيليان» بحسب ما أفاد إعلام العدو، فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن رصد إطلاق نحو 40 صاروخًا من لبنان باتجاه الجولان. بدوره، أمَرَ ما يُسمّى بـ»مجلس الجولان الإقليمي» جميع المستوطنين في شمال الجولان السوري المحتل بالبقاء بالقرب من المناطق المحمية وتجنب التجمعات حتى إشعار آخر، وفقًا لتعليمات من جيش العدو. وبالإضافة إلى القتيلين، أدّى سقوط الصواريخ في الجولان إلى اندلاع أكثر من 8 حرائق، بحسب ما كشفت قناة «كان» «الإسرائيلية».
كما استهدفت ‏المقاومة ‏موقع ‏»المرج» بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة، وسلّة ‏التجهيزات التجسسيّة المستحدثة المرفوعة على ونش في موقع حدب يارين بصاروخ موجّه أصابها ‏إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها.
وقبيل إطلالة السيد نصرالله وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله»، الحلقة الثانية من «الهدهد» وتتضمن مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات للجيش الإسرائيلي في الجولان العربي السوري المحتل.
وأفادت مصادر لـ»رويترز»، أن «حزب الله يستخدم استراتيجيات منخفضة التقنية للتهرّب من مراقبة «إسرائيل»»، كاشفة أن «حزب الله يستخدم تكنولوجيا خاصة به للتصدّي لقدرة «إسرائيل» على جمع المعلومات الاستخباراتية».
في غضون ذلك، تترقب الأوساط الدبلوماسية والسياسية نتائج المسار التفاوضي الدائر بين القاهرة والدوحة للحرب في غزة وسط غموض يلف المشهد المقبل الذي لن يتغير قبل خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام الكونغرس الأميركي نهاية الشهر الحالي وفق أوساط دبلوماسية لـ»البناء». ونقلت مصادر مطلعة على موقف عين التينة بأن «الرئيس نبيه بري ينفي كل كلام عن اتفاق جاهز مع هوكشتاين ويرى أن نتنياهو لن يقدم على أي جنون عسكري أو أي اتفاق كلامي قبل زيارته الى واشنطن». وتحدث السفير المصري علاء موسى عن «أخبار إيجابيّة بشأن الهدنة في غزّة ونأمل أن تنتهي بشيء إيجابيّ». ووفق معلومات «البناء» فإن الحراك الدبلوماسي الخارجي لن يسجل أي خرق قبل اتضاح الصورة النهائية للمشهد في غزة، لكن الاتصالات الأميركية – الأوروبية لم تنقطع على هذا الصعيد، مع احتمال أن يزور دبلوماسيون أوروبيون لبنان نهاية الشهر الحالي.
وسجّل الملف الرئاسي حراكاً لافتاً لكن من دون تحقيق أي اختراق في الجدار الرئاسي المقفل، حيث اجتمع سفراء الخماسيّة أمس، في قصر الصنوبر، بموازاة لقاء عقد جمع اللجنة المصغّرة لقوى المعارضة النيابية مع الخماسيّة حيث سلّموهم نسخة عن خريطة الطريق الرئاسيّة التي أطلقوها أمس، من مجلس النواب، على أن تلتقي اللجنة على مدى اليومين المقبلين الكتل النيابية كافّةً للبدء بمشاورات لانتخاب الرئيس.
وعقد نواب قوى المعارضة مؤتمراً صحافياً في ساحة النجمة قدّموا خلاله رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي. وتضمّنت هذه الورقة التي تلاها عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني، اقتراحين هما: الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسميّة أو مأسسة او إطار محدّد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبنانيّ. على أن لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينصّ الدستور، دون إقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب. الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
وأكدت مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» أن «مبادرة المعارضة ولدت قبل أن تولد ولم تقدّم أي جديد بل تعكس موقف القوات اللبنانية والقوى الملحقة بها باستخدام كافة الأساليب المناورة والملتوية لقطع الطريق على الحوار، انطلاقاً من تعليمات أميركية وصلت الى القوات وفريقها المعارض برفض المشاركة في الحوار لأن الظروف الحالية غير مؤاتية وناضجة لإنتاج تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية».
على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، أنّ موضوع المدرسة الحربيّة قيد البحث ولا نتيجة في هذا الموضوع. وأوضح أنّ مجلس الوزراء كلف وزيرين للقيام باتصالات مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش جوزاف عون لتقريب وجهات النظر، وإذا وصلنا إلى نتيجة تعقد جلسة لمجلس الوزراء سريعًا ويتخذ القرار الملائم. ولفت، في مؤتمر صحفي حول مقرّرات الجلسة الوزارية في السراي الحكومي، إلى أنّ موضوع الكهرباء سوف يُحلّ قبل يوم الخميس.
ونقلت مصادر إعلامية عن ميقاتي، قوله خلال الجلسة حول موضوع المدرسة الحربية: «نحن أمام خيارات صعبة، فإمّا أن نغلق المدرسة الحربية أو «نكسر» قائد الجيش جوزاف عون أو نتجاوز وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، فتطوّعوا كل منكم إلى الحل».

***********************

افتتاحية صحيفة النهار


المعارضة تفتح منفذاً رئاسياً لتشاور بلا أعراف

مع اًن مضي إسرائيل بلا هوادة في استراتيجية تكثيف عمليات اغتيال القادة الميدانيين والعسكريين البارزين في “الحزب” عاد يطغى على المشهد الميداني نظراً الى التداعيات التي ترتبها في ظل اغتيال إسرائيل أمس مرافقاً سابقاً للسيد نصرالله على طريق دمشق – بيروت، وهو الاغتيال الثالث في غضون عشرة أيام، غير أن التحرك الداخلي الجديد على خط ملف الأزمة الرئاسية استاثر بالاهتمامات السياسية.

 

وبرز في هذا السياق تطور يُستبعد أن يقابله الفريق “الممانع” باستجابة مرنة لكنه عكس واقعياً إصرار القوى المعارضة على فتح منفذ جديد للازمة الرئاسية من خلال طرح يتعامل بإيجابية مع مبدأ التشاور الاستباقي أو المواكب للجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن من دون تسجيل أعراف جديدة تُعد انتهاكاً للدستور.

 

هذا البعد برز في مضمون الاقتراحين اللذين طرحتهما القوى المعارضة أمس واللذين ستبدأ جولتها على الكتل النيابية اليوم وغداً لشرحهما ومحاولة استقطاب الكتل وإقناعها باعتماد أي منهما، ولو أن الشكوك مثلت حيال ردة فعل القوى “الممانعة” لا سيما منها الثنائي الشيعي باعتبار أن الطرحين المعارضين لا يسلّمان لرئيس المجلس بالإمساك بناصية التحكم بالتشاور وقيادته خارج الأصول الدستورية والقانونية.


 

واجتمع سفراء مجموعة الدول الخماسية بعد ظهر أمس في قصر الصنوبر مع اللجنة المصغّرة لقوى المعارضة النيابية وتسلموا منها نسخة عن “#خريطة الطريق” الرئاسية التي أطلقتها المعارضة أمس من #مجلس النواب، على أن تلتقي اللجنة على مدى اليوم وغداً جميع الكتل النيابية للبدء بمشاورات حيال الاقتراحين.

 

وكشف مصدر معني بأن سفراء الخماسية تلقوا بارتياح ملحوظ مبادرة وفد المعارضة، علماً أنهم رحبوا في كل مرة بكل تحرك داخلي يهدف إلى تحقيق اختراق في الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر السفراء أن أي جهد أو تحرك داخلي للنواب أو القوى السياسية هو موضع اهتمام وتشجيع لدى السفراء.

 

وتضمنت الورقة التي وضعتها قوى المعارضة وتلاها في مجلس النواب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني اقتراحين وفي الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مأسسة أو إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني.


 

على أن لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

 

وفي الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، من دون انقطاع أو اقفال محضر الجلسة، وذلك إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

 

“القوات” والكتائب .. وكتلة بري

تزامن ذلك مع تشديد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أن “البعض يقول إن هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يُقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري؟”.


 

وأعلن أن “ما يهمنا على مستوى “القوات اللبنانية” والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن المرحلة الأولى، بالنسبة إلينا، غير دستورية. أما في ما يتعلّق بـ”القوات اللبنانية” والمعارضة، فنحن في حوار دائم بين بعضنا البعض، وأنتج هذا الحوار الاتفاق على مرشّح أول ومرشح ثانٍ، كما أننا في حوار مفتوح مع أكثرية الكتل النيابية سعياً لانتخاب رئيس للجمهورية وفقا للنصوص الدستورية، وهذا الحوار يحصل بشكل دائم مع فارق أنه بعيد كل البعد عن الطبل والزمر والاستعراضات الخنفشارية. ولن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية”.

 

كما أن المكتب السياسي الكتائبي أكد “تبنيه الكامل لخريطة الطريق التي أعلنت عنها قوى المعارضة لمقاربة الاستحقاق الدستوري وتمسّكه بانتخاب رئيس للجمهورية مناسب للمرحلة قادر على صون الدستور والسيادة وعلى تمثيل لبنان والحفاظ على مصالحه ويلتقي عنده اللبنانيون ولا يفرض عليهم رغماً عن ارادتهم”. وأكد “رفضه لأي سوابق وأعراف من أي نوع تمارس خارج القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية كما حددها الدستور اللبناني”.

 

في المقابل، سارع عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم إلى الإعلان “أننا لم نرَ جديداً من الطروحات المعارضة بل هي أفكار يتمّ تردادها منذ فترة، ولم تبدد في حقيقة الأمر. جل ما تريده المعارضة أن تأخذ الامور الى حيث تريد، وإن كانت قبلت بمبدأ التشاور لكن وفق رؤيتها بعيداً من الأصول التي يجب أن تتّبع للوصول إلى نتيجة، وليس وفق افكار تُطرَح ولا يُعرَف إلى أين تأخذنا في النهاية”.


 

ميقاتي

اما في ما يتصل بالوضع الميداني على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية وتداعياته، فأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي في مستهل جلسة #مجلس الوزراء التي عقدت أمس في السرايا إلى أنّه “مهما ارتفع منسوب القلق على الوضع الامني في الجنوب والتهديد بشن إسرائيل حرباً على لبنان، تبقى اهتماماتنا منصبة على عدم توسعة الحرب، كما أن الدول الصديقة تعبر دائماً عن اهتمامها بلبنان ومساعدتها له كي لا تتوسع هذه الحرب. وفي هذا الاطار استقبلتُ اخيراً وزيرة خارجية المانيا وأمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وهم اعلنا مشكورين مبادرات إنقاذية تجاه لبنان. ونحن نشدد دائماً على الالتزام بتنفيذ مندرجات #القرار 1701 كاملاً وبحذافيره ونطالب بالزام العدو الإسرائيلي بتطبيقه”.

 

ولم تبت الجلسة بقرار حاسم حيال مشكلة التطويع في المدرسة الحربية بسبب الخلاف بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، علماً أن ميقاتي التقى قبل الجلسة الوزير الذي لم يحضر الجلسة، واستمع المجلس لاحقاً إلى عرض العماد جوزف عون لموقفه من المشكلة. وأرجئ بت القرار أسبوعاً.

 

اغتيال جديد


على الصعيد، الميداني تمثل التطور الأبرز بمضي إسرائيل في الاغتيالات في صفوف النخب القيادية والعسكرية لدى “الحزب”. وفي هذا السياق استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية امس سيارة قرب حاجز عسكري على طريق دمشق – بيروت قرب حاجز الصبورة. وسقط قتيل لـ”الحزب” جراء الاستهداف الإسرائيلي. وأفاد مصدر عسكري بأن السيارة التي استهدفتها المسيّرة تحمل لوحة لبنانية.

 

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية أولاً إلى أن المستهدف بالغارة هو “أبو الفضل كرنبش” المرافق السابق للسيد نصرالله، وشارك في عمليّات عسكريّة عدّة مهمّة. وفي وقت لاحق نعى “الحزب” ياسر نمر قرنبش “أمين” مواليد عام 1970 من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان.

 

 

ياسر نمر قرنبش أحد قياديي “الحزب” الذي اغتالته اسرائيل امس، وهو كان في مرحلة معيّنة أحد أهم مرافقي السّيد نصرالله.

 

واطلق “الحزب” على الأثر رشقات صاروخية في اتجاه الجليل ومن ثم في اتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية في #الجولان. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن قتيلين سقطا نتيجة سقوط صاروخ على سيارة في الجولان.


 

سبق ذلك توزيع الإعلام الحربي في “الحزب”، فيديو جديد يتضمن الحلقة الثانية من “الهدهد” وتتضمن مشاهد إستطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

فرصة أخيرة لانتخاب رئيس للبنان… وإلا سيُرحَّل حتماً

سفراء «الخماسية» يبدأون إجازة بانتظار وقف النار في غزة

بيروت: محمد شقير


 

موافقة «الحزب» على عدم ربط جبهتَي غزة وجنوب لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية لا تعني، من وجهة نظر مصادر مواكبة للجهود التي تقوم بها لجنة سفراء «الخماسية» لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم، أن الطريق سالكة سياسياً لانتخابه، بمقدار ما أنه أراد إبعاد التهمة عنه بأنه يعطل إنجازه، ليس بسبب إصراره على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية فحسب، وإنما لأنه يربط موقفه النهائي بإعادة ترتيب الوضع في منطقة الشرق الأوسط ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، وصولاً لحجز مقعد لحليفته إيران في التسوية في حال أدت الاتصالات إلى إنضاجها، خصوصاً في ضوء رغبتها في أن تطل على المجتمع الدولي بوجه إصلاحي بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية، مما يُسهم بتصويب وتصحيح علاقات إيران مع الخارج، بخلاف سلفه الراحل إبراهيم رئيسي، مما يعني أن إيصال بزشكيان إلى الرئاسة كان مدروساً بامتياز.

 

 

سفراء «الخماسية» إلى إجازة

وتلفت المصادر المواكبة لتحرُّك سفراء «الخماسية» إلى أن مهمتها بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اصطدمت بعدم استعداد معظم الكتل النيابية للتلاقي في منتصف الطريق لإحداث خرق يمكنهم التأسيس عليه لوقف التمديد للشغور الرئاسي إلى أمد طويل، لا سيما أنهم على قناعة بأن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على غيره من الخيارات، ويشكل قاعدة للتوافق على تسوية رئاسية تمنع البلد من التدحرج نحو المجهول.

 

وترى المصادر نفسها أن عدم تجاوب النواب مع مسعى «الخماسية» سيدفع معظم سفرائها للسفر إلى بلادهم لتمضية إجازاتهم الصيفية بانتظار التوصل إلى وقف للنار على جبهتي غزة والجنوب يكون حافزاً لهم لمعاودة نشاطهم في أوائل أغسطس (آب)، وتؤكد أن عضو «الخماسية»، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، يستعد لمغادرة بيروت إلى الرياض في الساعات المقبلة للتشاور مع كبار المسؤولين السعوديين المعنيين بالملف اللبناني فيما آلت إليه الاتصالات التي أجرتها «الخماسية» لإحداث خرق من شأنه أن يفتح كوّة لإخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها، نظراً لانسداد الأفق أمام انتخابه.

 

وتقول المصادر إن «الخماسية» على استعداد في أي لحظة لمعاودة تشغيل محركاتها في حال تبدّلت المعطيات الداخلية لمصلحة تسهيل انتخاب الرئيس، وترى أنها أعطت لنفسها إجازة تمتد إلى أوائل الشهر المقبل لاعتقادها أنها كافية لاختبار ما ستؤدي إليه الضغوط الأميركية على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وتلك المصرية والقطرية على قيادة حركة «ح»، للتوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية التي يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان.

 

في انتظار نتائج زيارة نتنياهو الأميركية

وتضيف المصادر المواكبة أن وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، وإن كان يشكّل أول محطة لاستقراء طبيعة المرحلة السياسية في اليوم التالي لعودة الهدوء إلى القطاع، فإن المحطة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى، وتتعلق بالمحادثات التي سيجريها نتنياهو في زيارته المرتقبة لواشنطن في 24 الحالي.

 

وتؤكد أنه لا يمكن عزل انتخاب رئيس للجمهورية عن هاتين المحطتين، لما يمكن أن يترتب عليهما من مفاعيل وتداعيات على مجمل الوضع اللبناني، وتحديداً لجهة تمدُّد وقف النار في غزة إلى جنوب لبنان، ومدى استعداد إسرائيل للدخول في مفاوضات لتهدئة الوضع على امتداد الجبهة الشمالية، بخلاف ما أخذ يعلنه عدد من أركان فريق حزب نتنياهو بأن التهدئة لن تنسحب تلقائياً على الجنوب ما لم تكن مقرونة بالتوصل إلى تسوية شرطاً لعودة المستوطنين إلى أماكن سكنهم الأصلية.

 

بكلام آخر، فإن إسرائيل، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، ليست في وارد التسليم بأن ينسحب وقف النار في غزة على جنوب لبنان بالعودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي عندما قرر «الحزب» الدخول في مواجهة بمساندته لـ«”حركة ح”» في تصدّيها للاجتياح الإسرائيلي للقطاع.

 

فرصة قد لا تتكرر

وتؤكد المصادر نفسها أن الشهر المقبل يشكل فرصة قد لا تتكرر لانتخاب رئيس للجمهورية، يسبق انصراف إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للتحضير للتجديد له لولاية رئاسية ثانية، هذا في حال أن الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه حسم أمره وقطع الطريق على من يطالب باستبدال مرشح آخر به، وترى أن الإطاحة بهذه الفرصة ستؤدي إلى ترحيل انتخاب الرئيس اللبناني إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، هذا في حال نجاح الجهود الدولية والعربية في التوصل إلى هدنة مديدة على الجبهة الغزاوية، امتداداً إلى جنوب لبنان.

 

هوكستين ينتظر بفارغ الصبر

وتلفت المصادر إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الموجود حالياً في اليونان، ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى بيروت فور التوصل لوقف النار في القطاع، لاستئناف جهوده لتثبيت التهدئة جنوباً بتهيئة الظروف السياسية والأمنية لتطبيق القرار الدولي 1701، مدعوماً بترسيم الحدود البرية بين البلدين عبر إيجاد الحلول للنقاط المتداخلة التي تحتلها إسرائيل حالياً ويصر لبنان على إعادتها كونها خاضعة لسيادته.

 

وتكشف المصادر نفسها أن لبنان، على المستويين الحكومي والنيابي، مرتاح للضغوط الدولية على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب وإبقاء المواجهة بين «الحزب» وإسرائيل تحت السيطرة، وتقول إن ألمانيا تلعب دوراً بتفويض أميركي في هذا الشأن، وإن تواصل نائب مدير المخابرات الألمانية مع نائب الأمين العام لـلحزب الشيخ نعيم قاسم ليس محصوراً بتهدئة الوضع فقط، وإنما يتخطاه للبحث في العناوين الرئيسة للتسوية التي تعيد الاستقرار بصورة نهائية على جانبي الحدود بين البلدين.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  واشنطن تربط الجنوب بهدوء غزة .. ونواب المعارضة يتحركون لمبادرتهم اليوم

 

​بعد سقوط المبادرات الرئاسية فرنسيها وخماسيها وتواصل بعض المبادرات الخجولة لبعض الكتل النيابية، بادر «نواب قوى المعارضة» إلى طرح مبادرة من اقتراحين لم يحملا جديداً وانما يعبّران عن موقف هؤلاء المعروف، وهو أن يلتقي النواب في المجلس من دون دعوة احد، ويتشاورون في الاستحقاق الرئاسي ثم يذهبون الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات اقتراعية مفتوحة تنتهي بانتخاب رئيس، واذا تعذّر ذلك يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، يتنافس فيها مرشحون، ولا تقفل الّا بانتخاب احدهم رئيساً.

 

وفيما تخوف بعض الاوساط السياسية من ان تلقى هذه المبادرة مصير سابقاتها نظراً لاستمرار التباعد بين مواقف الأفرقاء السياسيين، وفي ضوء عدم نجاح المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية وكل المبادرات الداخلية في تهيئة المناخات الوفاقية وحتى التنافسية الملائمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لتتركّز الأنظار والاهتمامات على قطاع غزة والجنوب اللبناني، في ظل ارتفاع وتيرة المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة للإتفاق على وقف للنار وتبادل الأسرى والمعتقلين بين حركة «ح» وإسرائيل، على أن ينعكس ذلك وقفاً للنار في جنوب لبنان، بدليل إعلان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية أمس، أنّ استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان سيكون من خلال التوصل إلى وقف اطلاق النار في غزة. في وقت أُعلن انّ وزير الخارجيّة السعودي الامير فيصل بن فرحان ناقش مع نظيره البريطاني التطورات في قطاع غزة ولبنان، وشدّد على أهمية خفض التصعيد في المنطقة.

كان التطور السياسي الداخلي البارز تقديم «نواب قوى المعارضة» أمس ما سمّوه «رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي»، والمتضمنة الاقتراحين الآتيين:

 

ـ الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدّد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على الّا تتعدّى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

ـ الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتمّ الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة، وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».

 

مع الخماسية

 

وقد التقى وفد من «نواب قوى المعارضة» بعد ظهرِ امس سفراء اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية في دارة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر، وعرض لهم مضمون مبادرته بكل تفاصيلها. واستفسر عدد من السفراء عن بعض المعطيات المتعلقة بهذه المبادرة وعن الجولة التي سيقوم بها الوفد لعرضها. وتردّد انّ اللجنة الخماسية تميل الى الاقتراح الثاني.

 

في السياق، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى بعد اللقاء «أنّ أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجدّ، وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة، وهم يسعون الى الحوار مع بقية الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح».

 

اول تعليق

 

وفي أول تعليق على «خريطة طريق» المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الجمهورية»، انّ ما أُعلن عنه «يشكّل حصيلة المشاورات المكثفة التي اجرتها الكتل النيابية المنضوية تحت لواء المعارضة وما تلقته من عروض مختلفة طيلة الفترة الاخيرة». ولفتت المصادر إلى أنّها لم تستخف يوماً بأي طرح لكنها في الوقت عينه تفهمت خلفيات الطروحات التي أُطلقت ودوافعها ومراميها ومن اوحى بها». وهي في النتيجة جميعها كانت مجرد بالونات حرارية لأنّ صاحب الفكرة واحد يديرها من بعيد وهو قادر على التلاعب بأعصاب اللبنانيين ولكنه لم يغيّر قيد انملة في مواقف المعارضة النيابية التي استقصت كثيراً من المعلومات التي تؤكّد انّ كل ما يجري بهدف عدم انتخاب رئيس وصولاً الى الاقتناع الذي ترسخ، ذلك أنّ هناك من لا يريد ان يزاحمه على السلطة في فترة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها مع انّه يعلم ان لا تفاهمات دولية واقليمية في غياب الرئيس، فهي من الصلاحيات اللصيقة به والتي لا يمكن تجييرها لأحد لا في السلطة التنفيذية ولا في السلطة التشريعية.

 

لقاءات اليوم

 

وقالت المصادر، انّ التحرك لن يطول وسيستغرق في حدّه الاقصى الـ 48 ساعة المقبلة لتظهر النتائج العملية وخصوصاً لجهة فهم المواقف على حقيقتها وفرز الجدّي من غير الجدّي. وهم لهذه الغاية سيبدأون التحرّك في الساعات المقبلة على مستوى «لجنة المتابعة» التي تمثل الجميع، وفق برنامج اختار أن يكون المجلس النيابي مسرحاً له هو يشمل اليوم ابتداء من التاسعة والنصف في قاعة المكتبة، اولاً كتلة «اللقاء الديموقراطي»، ثم كتلة «الاعتدال الوطني»، فكتلة «لبنان القوي» على ان يُعقد بعدها لقاء موسّع مع النواب «التغييريين والمستقلين» .

 

وعلى هذه الخلفيات استمرت الاتصالات ليلة امس وستُستكمل اليوم لتحديد المواعيد الاخرى للقاءات مع الكتل النيابية كافة بما فيها كتلتا «الوفاء للمقاومة» و»التنمية والتحرير».

 

عين التينة

 

وإلى ذلك، نقلت قناة «الجديد» عن مصادر عين التينة قولها أنّ «بري ينفي كل كلام عن اتفاق جاهز مع هوكشتاين، ويرى ان نتنياهو لن يُقدم على أي جنون عسكري أو أي اتفاق كلامي قبل زيارته الى واشنطن».

وكشفت المصادر، أنّ «الكتل النيابية لا تتحرّك بأمر من جعجع ولا تنتظر منه خريطة طريق للالتزام بها، وانّ رئيس المجلس علّق على مبادرة المعارضة بالقول «تمخّض الجبل فولد فأراً». وقالت إنّ «المعارضة تستمهل طلب موعد من بري في عين التينة الى حين انتهاء لقاءاتها مع الكتل النيابية في مجلس النواب وتقييم نتائجها».

 

المرحلة الثانية

 

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قد استتبع اقتراحي نواب المعارضة ببيان قال فيه: «يقول البعض إنّ هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يُقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري. ولكن ما يهمّنا على مستوى «القوات اللبنانية» والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ المرحلة الأولى، بالنسبة إلينا، غير دستورية». واضاف: «لن نقبل بأي حال من الحالات ان نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن في حالة حوار دائم مع بقية الكتل النيابية، ومن يريد طاولة استعراضية لحوار غير دستوري فليذهب للمشاركة فيها، ولكن يبقى الأهم دعوة الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية».

 

الجنوب

 

وعلى الجبهة الجنوبية، لم يوقف العدو الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب وبلا اسباب موجبة لعدم حصول اي هجمات جديدة للمقاومة، فتعرّضت أطراف بلدة العيشية وسهل الميدنة – كفررمان فجر امس لقصف مدفعي بـ 15 قذيفة وطاول القصف منطقة «رباع التبن» جنوب بلدة كفرشوبا، ومحيط منطقة المحمودية بقضاء جزين، واطراف الضهيرة في القطاع الغربي.

 

واغارت مسيّرات بعد الظهر على بلدتي عيتا الشعب ورب ثلاثين التي سقط فيها ثلاثة جرحى. وكذلك اغار الطيران الحربي على بلدة كفركلا. فيما سُجّل قصف مدفعي على المنطقة الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، وسقطت قذائف فوسفورية على راشيا الفخار والهبارية ادّت الى اندلاع حرائق..

 

وردّت المقاومة بعد الظهر، بقصف ‏ صاروخي لموقع ‏المرج وسلّة ‏التجهيزات التجسسيّة المُحدثة على رافعة في موقع حدب يارين (مقابل يارين والبستان والضهيرة) ومبنى يستخدمه الجنود في ‏مستعمرة المنارة. ‏

 

كذلك ردّت المقاومة على قصف بلدتي ‏برعشيت وكفرحونة بقصف مستعمرة «يسود همعليه» بصلية من ‏صواريخ الكاتيوشا.‏ كذلك قصفت «‏تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المطلة بالأسلحة المباشرة».‏ ونعت احد المقاومين علي حسين ويزاني من بلدة شقرا في جنوب لبنان، الذي سقط في يارون «شهيداً على طريق القدس».

 

الى ذلك، قالت قناة 12 العبرية: انّ ما يقرب من نصف سكان كريات شمونه يفكرون في عدم العودة إلى منازلهم، منهم 13% حسموا أمرهم بعدم العودة نهائيًا. ونقلت عن مستوطن من كيبوتس «كفار جلعادي» قوله: «أن إخلاء الشمال خلق معادلة أضرّت بقيم الصهيونية والاستيطان».

 

في سوريا وردّ عنيف

 

وفي سوريا، افادت معلومات أنّ مسيّرة اسرائيلية استهدفت ظهر امس سيّارة قرب حاجز «الصبّورة» التابع للفرقة الرابعة في الجيش السوري على طريق جديدة يابوس في اتجاه دمشق. ونتيجة الغارة سقط شهيدان لـ«الحزب».

وأفاد مصدر عسكري أنّ السيارة التي استهدفتها المسيّرة تحمل لوحة لبنانية. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى انّ المستهدف «هو عنصرفي قوة الدفاع الجوي في الحزب ». وافيد لاحقاً انّه ياسر نمر قرنبش (ابو الفضل كرنبش) الذي كان في مرحلة معيّنة أحد أهم مرافقي  السّيد  نصرالله وشارك في عمليّات عسكريّة مهمّة، وانّه يتولّى مسؤوليات وحدة نقل الأفراد والسلاح للحزب من سوريا. وقد نعته «المقاومة الإسلامية» وهو من مواليد زوطر الشرقية في جنوب لبنان. ورداً على اغتياله قصفت المقاومة مقر قيادة «فرقة الجولان 210 «‏في قاعدة «نفح» بعشرات من صواريخ الكاتيوشا.

 

واكّدت «نجمة داود الحمراء» سقوط قتيلين بإصابة مباشرة لسيارة وسط الجولان.

 

وكشفت القناة 13 الإسرائيلية،عن «اندلاع حرائق في مواقع عدّة بالجولان جراء سقوط قذائف أطلقت من لبنان». فيما ذكرت القناة 12 أنّه «تمّ رصد 30 قذيفة أطلقت من لبنان نحو الجولان».

 

«هدهد» من الجولان؟

وكان الاعلام الحربي في «المقاومة الاسلامية» بث امس الحلقة الثانية من فيديو «ما عاد به الهدهد»، ومدته 9 دقائق و52 ثانية، وظهرت فيه مشاهد صوّرتها مُسيّراته لمواقع وقواعد الجيش الاسرائيلي من الداخل المحتل، وهذه المرّة في هضبة الجولان المحتل. حيث ظهرت 6 محطات استراتيجية للإستطلاع الالكتروني على الاتجاهين الشمالي والشرقي للكيان الاسرائيلي، 5 منها في الجولان وواحدة في مزارع شبعا المحتلة. وتظهر فيها بوضوح قواعد استخبارات وتجسس وانذار مبكر، ومراكز قيادية ومعسكرات، ومحطات التلفريك، وسرايا مشاة وآليات، ونقاط عسكرية مُحدثة خارج نطاق المنطقة بعد عملية «طوفان الاقصى».

 

وقالت صحيفة «معاريف»: «بعد نحو شهر من نشر الحزب تسجيلاً طويلاً من طائرة بدون طيار يمكنك من خلاله رؤية خليج حيفا بكامله، بما في ذلك النقاط الاستراتيجية، نشر التنظيم تسجيلاً آخر مثيرًا للقلق حول المواقع في الجولان». فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «أنّ الحزب ينشر تسجيلاً جديدًا لمواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان والتي تُسمّى «عيون الدولة». واوضح مراسل الصحيفة انّ قادة الدفاع الجوي في القبة الحديدية يوضحون لمرؤوسيهم، سنكون هدفًا للهجوم، وعلينا أن نستعد وفقًا لذلك».

 

وذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «بعد أن أثار الفيديو السابق ضجة، نشر الحزب قبل قليل جزءاً جديداً تم تصويره بطائرات مسيّرة تابعة للتنظيم، ويظهر فيه مواقع حساسة في منطقة هضبة الجولان». واوضح انه «يمكنك رؤية الدبابات وخيام الجنود والمركبات العسكرية في تسجيل الحزب المنشور». ولاحظ المراسل انّه من خلال المشاهد «يمكن الملاحظة بأن الثلوج قليلة على جبال الجولان وبالتالي فإنّ هذه المشاهد تمّ إلتقاطها خلال الفترة السابقة بعد انتهاء فصل الشتاء».

وكشف مراسل الجيش الاسرائيلي ايضاً انّ عددا من القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان والتي ظهرت في التسجيل، هاجمها الحزب خلال الـ9 أشهر الماضية.

 

ورأى المراسل العسكري لصحيفة «ماكور ريشون» العبرية نوعام أمير: أن الفيديو الذي نشره الحزب يدل الى القدرات الاستخباراتية التي يمتلكها (السيد) نصرالله، ولا يقتصر الأمر على رؤية «إسرائيل» من الأعلى والتصوير والتحليل فحسب، بل هناك أيضًا معلومات استخباراتية عن المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي، وهذا ما يفسّر كيف تمكن (السيد) نصرالله من ضرب المناطق التي يتجمع فيها الجنود وإحداث إصابات». واضاف: تسعة أشهر تتسلل فيها الطائرات إلى إسرائيل، وخلال هذه الفترة كان (السيد حسن) نصرالله يجمع المعلومات الاستخبارية ببساطة، وهو الآن يستخدمها لردع صنّاع القرار».

 

وتساءلت احدى وسائل إعلام إسرائيلية: «كم عدد طائرات F-35 الإضافية التي يتعين علينا شراؤها حتى نتمكن من إيقاف طائرات الحزب؟».

ونقلت «سكاي نيوز»، عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قوله متوجّهاً للأمين العام لـ«الحزب» بعد نشر الحزب مشاهد جوية فوق الجولان: «إذا لم تتوقف عن التهديد والعنف وتنسحب إلى نهر الليطاني فستكون المسؤول عن تدمير لبنان».

مجلس وزراء

 

من جهة ثانية انصرفت جلسة مجلس الوزراء امس الى متابعة المشكلة بين وزير الدفاع وقائد الجيش حول دروة تلامذة الكلية الحربية وازمة الكهرباء بعد نفاد الفيول من بعض معامل الانتاج.

 

وفي وقت كان مقرّرا أن يحضر وزير الدفاع موريس سليم الجلسة والتي وُضع بند قبول تلامذة الكلية الحربية على جدول أعمالها، حضر الى السراي واجتمع مع ميقاتي طارحا حلا للقضية يقضي بضم 55 تلميذ ضابط جديدا إلى الدفعة السابقة ليصبح العدد 173 حسب قرار مجلس الوزراء. وقال: «موقفنا الدستوري واضح فنحن لا نشارك في جلسة لمجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية وجئت لأتحدث مع الرئيس ميقاتي ببعض الأمور. وانا طبقت مضمون القانون وقرار مجلس الوزراء».

 

وبعد ان غادر سليم السراي الحكومي انضم قائد الجيش الى الجلسة وشرح للوزراء وجهة نظره في ملف تلامذة الحربية وغادر. وقرر مجلس الوزراء إعطاء مهلة أسبوع لمتابعة الاتصالات والمشاورات في هذا الملف على أن يتخذ القرار المناسب في الجلسة المقبلة التي يفترض أن تعقد الأسبوع المقبل.

 

كذلك حضر الى السراي الحكومي وزير الطاقة وليد فياض والتقى ميقاتي للبحث في إيجاد حلّ ما لموضوع الفيول العراقي، فيما استدعى مجلس الوزراء المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك إلى الجلسة للاطلاع على رأيه في ملف الفيول العراقي وأزمة الكهرباء.

 

واعلن وزيرالاعلام زياد مكاري بعد الجلسة ان ميقاتي وعد بحل لمشكلة الكهرباء قبل الخميس المقبل. واقرت الجلسة بنود جدول اعمالها ومنها الموافقة على شمول عائلات الشهداء الصحافيين من الاعتدءات الاسرائيلية بالتعويضات.

 

رواية

 

وروت مصادر مطلعة ما جرى في جلسة مجلس الوزراء بالقول انّ الخلافات عادت تطغى على اجواء الحكومة وخصوصا في ملفات تخص وزراء التيار المقاطعين لجلسات الحكومة لكنهم غير مقاطعين للسراي الحكومي ولا لرئيس الحكومة في اداء وصفه مصدر حكومي لـ«الجمهورية» بانّه «انفصام» واضح وتخبّط في التعاطي مع الملفات بين المرجعية والعمل الحكومي.

بندان حولا مجلس الوزراء إلى حكم للفصل اولاً بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون في ملف تطويع تلامذة ضباط الحربية، وثانياً بين وزير الطاقة ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان في موضوع الفيول العراقي وشراء النفط من السوق الحرة.

 

في الملف الأول استمع ميقاتي إلى وجهة نظر سليم في أسباب رفضه توقيع دورة ضباط الحربية الـ118 ثم دخل سليم مجلس الوزراء قبل افتتاح الجلسة لمناقشة الخلاف أمام الوزراء قبل دخول قائد الجيش، فأكّد انه لم يكن على علم بحصول الدورة منذ 7 اشهر ولم يؤخذ برأيه ثم طلب اجراء دورة جديدة لرفع العدد من ١١٨ إلى ١٧٣، فيما قائد الجيش اكّد انّ سليم كان على علم وحصلت مراسلات بينهما للتنسيق في بعض الأمور منها التشاور معه حول قبول احد المتقدمين على المباراة والده شهيد لكن معدله لم يكن يسمح بالنجاح فاتفقا على قبوله لأنّه كان يحتاج إلى القليل لبلوغ المعدل وقد دعمه سليم آنذاك بهذه اللفتة. وعند مغادرة عون الجلسة قال ميقاتي للوزراء: «نحن أمام 3 خيارات اما كسر عون او تجاوز الوزير او تجميد المرسوم. وطلب من الوزير مرتضى التواصل مع الطرفين في محاولة لإيجاد مخرج وكل من يستطيع القيام بهذه المهمة».

********************

افتتاحية صحيفة اللواء

الخماسية تنصح المعارضة بجلسة يدعو إليها بري.. وبرودة في عين التينة

تدخُّل رئاسي لمعالجة الكهرباء.. و40 صاروخاً رداً على اغتيال مرافق نصر الله

 

بين الثناء على أداء بعض الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، والنأي عن الترويج لما وصفه الرئيس نجيب ميقاتي بـ«سيناريوهات لمفاوضات مفترضة لمرحلة ما بعد الحرب في الجنوب»، «لعدم دقته»، ونظراً لتشويشه على الموقف اللبناني المتمسك باستعادة الحقوق، تجاوز مجلس الوزراء جدول اعماله العادي، واعطى علماً بدراسة موضوع تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام، وانهمك بمحاولة انهاء الاشكالات التي تحول دون اصدار مرسوم قبول تلامذة ضباط في المدرسة الحربية، والعالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللذين حضرا الى السراي، وشارك كل منهما منفرداً في الجلسة لبعض الوقت، كما انشغل بأزمة الكهرباء المفتعلة، والتي كادت ان تُحدث ازمة في مطار بيروت الدولي، قبل ان تضع المراجع الرئاسية يدها على الملف، ويتحدث الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري بايجاد الحل عبر اتصالات مع الطرف العراقي.

ليعلن وزير الاعلام في الحكومة زياد مكاري ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث من داخل الجلسة مع نظيره العراقي، «لديه الثقة بأن موضوع ازمة الكهرباء سيحل قبل الخميس (يعني اليوم) مع الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض حضر الى السراي الكبير، واجتمع مع رئيس الحكومة ولم يحضر الجلسة».

 

ولئن كان الرئيس ميقاتي شدد على السعي الى عدم توسعة الحرب، استبشر وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بعد لقاء الرئيس بري «بأخبار طيبة بالنسبة للوضع في الجنوب، إن تم وقف اطلاق النار في غزة، لينسحب على جنوب لبنان».

وكان الرئيس ميقاتي اعلن من دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان حرص دار الفتوى على الوحدة الوطنية، معرباً عن اطمئنانه بأن الطائفة السنية «عصية على اي تهميش» واكبر من ان تختصر.

الخماسية تسلمت خارطة طريق المعارضة


وسط هذه الضغوطات والاهتمامات، قفز تحرك نواب المعاركة الى الواجهة..

فقد اجتمع وفد منها ضم النواب: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وميشال الدويهي والياس حنكش مع سفراء اللجنة الخماسية، التي اجتمعت في قصر الصنوبر بعد ظهر امس، وتسلم السفراء من الوفد نسخة عن خارطة الطريق الرئاسية التي اطلقوها من مجلس النواب، على ان تلتقي اللجنة خلال اليومين المقبلين الكتل النيابية للبدء بمشاورات جدية تؤدي الى انتخاب الرئيس.

 

وأكد الوفد على عدم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مجدداً.

 

وستعقد لجنة متابعة الملف الرئاسي من نواب قوى المعارضة سلسلة اجتماعات مع الكتل النيابية اليوم ابتداء من الساعة 9:30 في قاعة المكتبة بحسب الجدول مع اللقاء الديمقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، التغييريين والمستقلين.

في السياق، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عن لقاء نواب المعارضة مع سفراء الخماسية عبر mtv أن أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجد وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة وهم يسعون الى الحوار مع باقي الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح.

وشارك في اللقاء الى جانب موسى سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والاميركي ليزا جونسون.

ومبادرة المعارضة مبنية على الاقتراحين العمليين التاليين، كحل عاجل لوقف تعطيله وإنقاذ البلاد من أزمتها الدستورية:

 

الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على ان لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن طرح المبادرة من قبل المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي يتوقع له أن يتفاعل لاسيما أنه جاء واضحا ومقيدا بتوقيت معين ، ما يعني أن الجواب على هذا الطرح يجب أن يأتي سريعا.

ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن نجاح الطرح يتوقف عند بعض الأمور لعل ابرزها تجاوب فريق الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار الذي يختلف عن حوار أو تشاور المعارضة، ومن هنا تتظهر الصورة في الايام المقبلة ، داعية إلى ترقب ردة فعل الأفرقاء المسيحيين من هذا الطرح.

إلى ذلك افادت مصادر وزارية أن موضوع دورة الضباط تخضع لسلسلة اتصالات يتولاها وسطاء من أجل تقريب وجهات النظر بين وزير الدفاع وقائد الجيش على أنه ليس معلوما ما إذا كان هناك حاجة لبت الأقتراح في مجلس الوزراء.

وقلّلت مصادر التيار الوطني الحر من تحرك نواب المعارضة، في حين ان عين التينة ما تزال تتمسك بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري لإيجاد حل لمعضلة انتخابات الرئيس.

واعتبرت الاوساط ان تعدد المبادرات والاجتماعات لا يخدم الموضوع المتعلق بالعملية الانتخابية.

وقالت اذا كانت دعوة رئيس المجلس للحوار عرفاً غير مقبول، فإن الاقتراحين اللذين تقدما بهما يشكلان اعرافاً غير مسبوقة ايضاً.

تلامذة الحربية

وكسر وزير الدفاع موريس سليم مقاطعته لمجلس الوزراء، وجاء الى السراي، وحضر جانباً من الجلسة، التي حضرها قائد الجيش العماد جوزاف عون للبحث بمصير مباراة الدخول الى الكلية الحربية.

وطرح سليم ضم 55 تلميذ ضابط جديد الى الدفعة السابقة.

وتريث مجلس الوزراء في اعطاء موقف قاطع، معطياً لنفسه مهلة اسبوع للاتصالات على ان يتولى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تقريب وجهات النظر بين الاطراف.

الكهرباء

وأزمة الكهرباء، التي ينوء تحتها البلد منذ نهاية الاسبوع الماضي، جعلت اللبنانيين يتوجسون من صيف حارق، فيما الوزير فياض يتحدث عن الغباء العام بالكهرباء لجهة الجباية وغيرها من دون ان ينسى الاشارة الى بديهية قائلة ان «زيادة التغذية ضرورية».

على ندرتها اليومية، تغيب ساعات الكهرباء كلياً منذ نحو 3 أيام، بسبب تأخُّر تفريغ شحنات الغاز أويل المستَبدَل من الفيول العراقي، حسب الاتفاقية الموقَّعة بين لبنان والعراق في العام 2021. والتأخُّر يعود إلى «الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية»، وفق بيان لمؤسسة كهرباء لبنان.

وبسبب هذه الاشكالية غابت الكهرباء عن بعض المراكز الحيوية من بينها قصر العدل في بيروت، حيث افيد ان قصر عدل بيروت يعيش واقعا مأساويا وسط إنقطاع تام للكهرباء وإنعدام الإنارة والتهوية تزامناً مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في لبنان.

وكذلك في صيدا شلت عمل الادارات الرسمية  في سرايا صيدا الحكومية.

وكذلك الامر، تصاعدت الشكوى في طرابلس، واعتبر نواب المدينة ان التقنين القاسي تحول الى انقطاع للكهرباء مطالبين بتأمين التيار الكهربائي.

تحرك لاثارو

وعشية قرار مجلس الامن الدولي للتمديد ولاية جديدة لليونيفيل في الجنوب، تحرك قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللواء ارولدو لاثارو، والتقى صباحاً الرئيس ميقاتي، ثم زار عين التينة والتقى الرئيس بري، ثم زار اليرزة للبت في التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل، وما يمكن ان يقدم لتنفيذ القرار 1701.

الوضع الميداني

ميدانياً، طغت الحلقة الثانية للهدهد، بعد ان عادت الطائرة كاشفة مواقع استراتيجية عادت بها من الجولان.

واستهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق بيروت – دمشق، (جديدة يابوس) مما ادى الى استشهاد مرافق سابق للسيد نصر الله، يدعى ياسر كرنباش (من بلدة زوطر مواليد 1970) وقد نعاه الحزب.

واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف «مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح على دفعات بالكاتيوشا رداً على الاغتيال في الصورة.

ورصد جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلاق حوالى 40 صاروخاً من جنوب لبنان، نحو الشمال الاسرائيلي، ادى الى مقتل رجل وامرأة، من جراء سقوط صاروخ على سيارة كانت تسير في منطقة «مخيم نفح» وسط هضبة الجولان.

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«خماسية باريس» في ضيافة قصر الصنوبر والمعارضة تكشف خارطة طريقها

 تفاهم عين التينة ــ ميرنا الشالوحي… الحصة المسيحية في السلطة للوطني الحر

 منصوري في واشنطن: المركزي والمصارف أنجزت ما عليها… حاسبوا الحكومة – ميشال نصر

 

على وقع عالم تتغير ملامحه، من انتخابات الاتحاد الاوروبي، ومفعول الدومينو الذي خلفته، على صعيد اكثر من دولة، مرورا بالانتخابات الايرانية، التي رأت فيها واشنطن مؤشرا سلبيا لا يشجع على التفاوض، وصولا الى الانتخابات الاميركية، وما قد يتخللها من مفاجآت حتى تشرين الثاني، يعيش العالم حالة من الترقب والغليان، وسط التوقعات باستمرار نزيف الازمات المتفجرة حول العالم، وفي الشرق الاوسط، انتظارا للتسويات التي يحكى عن انها قد تتأخر حتى الربيع المقبل.

 

فمع استئناف الحركة السياسية، عادت الحرارة على خط الاتصالات الرئاسية بين الداخل والخارج، بعدما قدمت قوى المعارضة خريطة طريقها لانهاء الشغور وانتخاب رئيس للجمهورية، فسارع الفريق الآخر الى رفضها، بحجة ان لا جديد فيها، بل محاولة لاخذ الامور الى حيث تريد وتعطيل دور المجلس التشريعي.

 

وبعيد اجتماع سفراء الخماسية في قصر الصنوبر،عقد لقاء بين اللجنة المصغرة لقوى المعارضة النيابية مع اعضاء الخماسية حيث سلّموهم نسخة عن خريطة الطريق الرئاسية التي اطلقوها من مجلس النواب،على ان تلتقي اللجنة على مدى اليومين المقبلين الكتل النيابية كافّةً للبدء بمشاورات جديّة تؤدّي إلى انتخاب الرئيس.

 

مصادر المجتمعين اشارت الى انه جرى بحث مفصل لبنود «الخريطة»، حيث كان ثمة توافق في الاراء، حول اكثر من نقطة، كاشفة ان وفد المعارضة طالب بممارسة المزيد من الضغط الدولي على الاطراف المعنية في الداخل والخارج، لتسهيل انجاز الاستحقاق.

 

وكان عقد نواب قوى المعارضة مؤتمرا صحافيا في ساحة النجمة قدموا خلاله رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي . وتضمنت هذه الورقة التي تلاها عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني ، اقتراحين هما:

 

الاول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور فيما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عليها في الدستور اللبناني، على الا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

 

الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

تصعيد ميداني

 

هذا الاستعصاء السياسي الرئاسي، واكبه تصعيد ميداني عسكري عابر للحدود. ففي حين استمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في عملية الهروب الى الامام، مختلقا الحجج وواضعا الشروط، في طريق أي تسوية، لاسباب باتت معروفة داخليا وخارجيا، تشير المعطيات الى اتجاه تل ابيب نحو مزيد من التصعيد، تحت عنوان بدء تطبيق المرحلة الثالثة في قطاع غزة، والتي ترجح الاوساط الدبلوماسية، ان يتم الاعلان عنها رسميا، عشية سفر نتانياهو الى الولايات المتحدة الاميركية لالقاء كلمته امام الكونغرس.

 

في المقابل، بات واضحا ان «اسرائيل» تتجه الى الفصل بين جبهتي غزة ولبنان، وفقا لتصريحات اكثر من مسؤول فيها، بعدما باتت عاجزة عن تحمل ضغط مستوطنيها النازحين من الشمال، حيث نجح “الحزب” في فرض منطقة عازلة بعمق خمسة كيلومترات جنوب الخط الازرق على طول الحدود.

 

وبينما كانت عمليات الاستهداف الاسرائيلي لقادة ومقاتلي “الحزب” مستمرة، ومنها عمليات في الداخل السوري،وعلى وقع العمليات العسكرية جنوبا، وبعد ساعات من القصف المركز لمحطات الانذار في جبل الشيخ، نشر الاعلام الحربي جزءا جديدا من عمليات «الهدهد»، تضمنت مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات اسرائيلية في الجولان المحتل، بعدما شملت جولة الهدهد الاولى حيفا ومحيطها.

«هدهد2»

 

ووفق ما ظهر في الفيلم الذي وزعه “الحزب”، فقد تضمنت المشاهد صورا لست محطات استراتيجية للاستطلاع الالكتروني على الاتجاه الشمالي والشرقي «لاسرائيل»، يطلق عليه مسمى «عيون الدولة»، واحدة في مزارع شبعا، والخمس الباقية في الجولان، مهمتها: التنصت والاسترشاد والرصد البعيد المدى، الهجوم الالكتروني على صعيد التشويش والتضليل، فضلا عن احتوائها عقدا رئيسية للربط والاتصالات وتبادل البيانات، حيث تتموضع فيها قوات من وحدتي 8200 و9900 ووحدة الحرب الالكترونية، ووحدات لتأمين تلك القواعد وتجهيزاتها وتأمين الخط الحدودي.

 

إضافةً إلى ذلك، أظهرت المشاهد مقرات قياديةً ومعسكراتٍ تابعةً لـ»جيش» الاحتلال، هي: موقع «حبوشيت»، ثكنة «معاليه غولان»، وفيها نقاط استحدثتها القوات الإسرائيلية خلال «طوفان الأقصى»، وثكنة «يوآف»، التي تضمّ قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ تعمل على جبهتي الجليل والجولان.

 

كما ظهرت ثكنة «راوية» الجنوبية، التي تضمّ مقر قيادة كتيبة المدرّعات الـ71 في اللواء الـ188، ثكنة «راوية» الشمالية، التي تشمل مقرّ قيادة كتيبة المدرّعات الـ74 في اللواء الـ188، وثكنة «عليقة»، وفيها مقرّ قيادة اللواء المدرّع النظامي الـ188.

 

وبيّنت المشاهد الاستطلاعية ثكنة «كيرين»، التي تمثّل مكان تعسكر للوحدات البرية المتدربة في حقول الجولان المحتل، ثكنة «غملا» الجنوبية، وفيها معسكر تدريب وجهوزية للقوات البرية بحجم كتيبة ومكان تموضع لكتيبة المدرّعات الـ77، ثكنة «كيلع» الجنوبية، ثكنة «يردن»، وثكنة «كتسافيا».

 

كما ظهر كل من معسكر «كيلع»، الذي يضمّ قاعدة تدريب لقيادة المنطقة ومقراً أساسياً للقوات المتدربة في معسكر تدريب الجولان المحتل، مربض «الزاعورة»، وهو مربض ثابت لبطارية مدفعية ويتبع للواء الـ769 في «الجيش»، مربض «أودم»، وهو مربض ثابت آخر لبطارية مدفعية ويتبع للواء الـ810، وموقع «أودم» الحدودي، الذي يحتوي على رادار سطع مدفعي من نوع «راز» ورادار جوي ثلاثي الأبعاد للإدارة الجوية.

 

كذلك، أظهر الفيديو مقرّ «شاعل»، وهو المقرّ القيادي البديل للفرقة الإقليمية الـ210 في «جيش» الاحتلال، قاعدة «نفح»، وهي مقرّ قيادة الفرقة الإقليمية الـ210 وكتيبة الاتصالات الـ366 التابعة لها، قاعدة «تسنوبار»، مطار «أوفيك»، ومعسكر «أوفيك».

 

وعرض الفيديو أيضاً مشاهد عن نقاط وطرقات مستحدثة للقوات الإسرائيلية خارج المواقع المذكورة، تم استحداثها خلال «طوفان الأقصى»، إلى جانب ملاجئ محصّنة لاحتماء الجنود ومراكز طبية مستحدثة.

 

واختتم الفيديو بكلمة «يُتبع»، أعقبتها مشاهد استطلاع جوي أخرى من صفد وطبريا، ستُنشر في الحلقة المقبلة من السلسلة.

 

وأورد إعلام إسرائيلي أنّ مجمع «هكريا» يظهر في الفيديو، وهو يضمّ مقار وزارة الأمن الإسرائيلية وهيئة أركان «الجيش» والعديد من قيادات الأركان العسكرية العليا. كما ظهرت في الفيديو قاعدة أقمار صناعية عسكرية وقواعد عسكرية في منطقة «يهود»، وأخرى في النقب والجليل، يضاف إليها مرفأ «أشدود» ومطار بن غوريون ومصافي نفط في حيفا المحتلة ومرفأ حيفا، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

 

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ الجزء الثاني من سلسلة «الهدهد» يتضمن «تصويراً جوياً نوعياً لمواقع مختلفة في الشمال»، حيث صوّرت مسيرة الاستطلاع للحزب  «عشرات المناطق والمنشآت الحساسة في «إسرائيل»، وتحديداً في الشمال، في 10 دقائق».

تفاهم عين التينة

 

وفي وقت يبدو فيه ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قد استسلم للمعارضة، مقرا بان لا دعوة لحوار بمن حضر، باعتبار انهسيكون غير ذي جدوى، في ظل امساك المعارضين بورقة «الثلث المعطل النيابية»، تسلك الاتصالات بين عين التينة وميرنا الشالوحي منحاها الايجابي، محرزة تقدما سريعا، قد يدفع باتجاه تغيير في المعادلات السياسية.

 

ووفقا لاوساط مواكبة للاجواء بين الاخضر والبرتقالي، فقد تم التوصل الى سلة من التفاهمات بين الطرفين، في اطار صفقة متوازنة على قاعدة 2/2، اذ حصل رئيس التيار الوطني الحر على مكسبين: الحفاظ على حصته المسيحية الحالية في الادارة العامة، والافراج عن ملف التعيينات، مقابل، تأمين الغطاء المسيحي لمجلس الوزراء والنواب، من خلال مشاركة وزراء ونواب تكتل لبنان القوي في جلسات الحكومة وتشريع الضرورة، كذلك تغيير البياضة موقفها في ما خص الحرب على غزة، حيث نجحت عين التينة في وساطتها بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وهو ما ظهر في لهجة باسيل خلال اطلالاته الاخيرة.

 

ورأت الاوساط ان الصفقة التي انجزت، اتت نتيجة اقرار الطرفين المعنيين باستحالة انجاز الانتخابات الرئاسية حاليا، في ظل التوازنات الداخلية خصوصا في مجلس النواب، من جهة، وفي ضوء الاوضاع الدولية والاقليمية الضبابية، ما يعني ان الفراغ قد يستمر لسنتين اخريين على الاقل، ما يوجب ايجاد صيغة انتقالية لتلك الفترة، تعيد المسيحيين الى السلطة، بعدما كان بحث هذا الملف الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في بيروت اكثر من مرة، ونتيجة الحاح الفاتيكان على عدم جواز تخطي الرأي المسيحي في هذه المرحلة.

 

واعتبرت الاوساط ان نتائج زيارة امين سر دولة الفاتيكان والمباحثات التي اجراها في بيروت بدأت تظهر سريعا، في ظل البحث عن السبل الفضلى لادارة الملف اللبناني في زمن الفراغ ومحاولات حصره قدر الامكان ووقف تمدده في جسم الدولة.

منصوري في واشنطن

 

وليس بعيدا، عشية الحديث عن قرب موعد ادراج لبنان في «اللائحة الرمادية، من قبل «فايننشل تاسك فورس»، باشر حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري سلسلة اتصالات ومباحثات مع عدد من المسؤولين في العاصمة الاميركية، من وزارة الخارجية الى وزارة الخزانة، مرورا باعضاء في «شبكة انفاذ الجرائم المالية»، والتي زار اكثر من وفد منها لبنان، بعيدا عن الاعلام بهدف جمع المعلومات حول بعض الشبكات وعمليات التمويل المشبوهة.

 

مصادر مواكبة للزيارة رأت ان هدف الحاكم الاول، في حال عدم تمكنه من وقف ادراج لبنان على اللائحة، المحافظة على آلية تعاون مع المصارف المراسلة، وعدم تأثرها بما قد يطرأ، لما لذلك من آثار كارثية على المستوى الوطني وتأثير سلبي في الحياة اليومية للبنانيين، مركزا على تبرئة المصرف المركزي، والمصارف اللبنانية، التي اتخذت كل الاجراءات المطلوبة منها، شارحا الخطة التي اعتمدها في «هندسته المالية»، راميا الكرة في ملعب الدولة، مشددا على ان كل الاموال التي تدخل عبر النظام المصرفي اللبناني معروفة المصدر.

 

وختمت المصادر، بان الكرة اليوم في ملعب السلطة اللبنانية حكومة ومجلسا نيابيا، لاتخاذ الخطوات اللازمة واقرار القوانين المطلوبة، خصوصا على صعيد ملف تبييض الاموال، بمفهومه الواسع، لتدارك وضع لبنان على اللائحة السوداء، مع ما قد يستتبع ذلك من اجراءات.

 

اشارة الى ان الحاكم اجرى على هامش الزيارة مشاورات مع مسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد وفي الكونغرس، سبق والتقوا اعضاء في المجلس النيابي اللبناني في فترات سابقة.

**********************

افتتاحية صحيفة الشرق

غزة: صوت المجازر يعلو على صوت المفاوضات البطيئة  

 

في اليوم الـ277 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق في القطاع، في أعقاب معارك ضارية الاثنين بين قواته والمقاومة في تل الهوى، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع 4 أحداث أمنية صعبة يواجهها الجيش.

 

ومن جانب آخر، قال خبراء أمميون إن المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، مضيفين أن موت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف يؤكد ذلك.

 

وامس الثلاثاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صدّق سرا على انضمام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المجلس الأمني المصغر لإدارة الحرب، في حين قال بن غفير “أريد إجراء تغييرات في المجلس وإن لم أُضم إليه فسوف أعطله وأشوّش عليه”.

 

سياسيا، قالت “حركة ح” إن نتنياهو يضع عقبات إضافية أمام المفاوضات، وإن التصعيد في غزة سيعيد التفاوض إلى نقطة الصفر، في حين أكدت واشنطن أنها لم تكن لترسل فريقا إلى المنطقة لو لم تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق.

 

واعتبرت فصائل فلسطينية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يواصل إفشال المفاوضات ويراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

 

و “حذرت الفصائل الفلسطينية من فرض قوات الاحتلال التهجير القسري على سكان أحياء في مدينة غزة”.

 

وتابعت: “جيش الإبادة يراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين في مجازر مروعة تكشف سوء نوايا نتنياهو وحكومته الفاشية تجاه جهود الوسطاء في قطر ومصر للتوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية”.

 

وحذرت الفصائل من “التهاون في إدراك مدى خطورة تصعيد حكومة نتنياهو الفاشية لحرب الإبادة الجماعية خاصة في أحياء مدينة غزة كالشجاعية والتفاح والدرج والبلدة القديمة”.

 

وقالت: إن ذلك “يهدف إلى إخلاء المدينة من كافة السكان وتهجيرهم إلى الجنوب تمهيدا لطردهم خارج الوطن بقوة السلاح في حملة تطهير عرقي هي الأكبر في التاريخ”.

 

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مصدر مصري “رفيع المستوى”، لقناة القاهرة الإخبارية بـ”استمرار مفاوضات الهدنة بين إسرائيل و”حركة ح” بالقاهرة، وسط نشاط مكثف للوفد الأمني المصري لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف”، من دون تفاصيل أكثر.

 

ميدانيا استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، الثلاثاء، في سلسلة غارات إسرائيلية وسط قطاع غزة، إحداها تسببت بـ”مجزرة مروعة” راح ضحيتها 17 شخصا من عائلة. كما استهدفت إحدى المدارس.

 

و حمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسرائيل والإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين.

 

وفي وقت سابق، استشهد 8 فلسطينيين بينهم 4 أطفال وامرأة في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين في مخيم البريج وسط القطاع، وفق مصادر طبية.

 

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.

 

وكشفت معطيات نشرها الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إصابة 11 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 8 أصيبوا إثر المعارك الدائرة مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة.

 

وفي السياق، أفادت معطيات الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بأن 2105 جنديا وضابطا أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة، منذ اندلاعها في 27 أكتوبر الماضي، ارتفاعا من 2097 تم رصدهم أمس. وطبقا للمعطيات فإن 680 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 324 بالمعارك البرية في غزة.

 

وكانت وسائل إعلام اسرائيلية تحدثت عن 4 احداث صعبة تعرض لها جيش الاحتلال الاسرائيلي في منطقة تل الهوى، مشيرة الى انه تم نقل 3 جنود مصابين في معارك غزة.

 

المفاوضات تستأنف في الدوحة اليوم

 

رئيس “الشاباك” يختتم مباحثات بالقاهرة

 

وحديث عن “إحراز تقدم في قضايا مهمة”

 

وقال مسؤولون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، إنه “تم إحراز تقدم في قضايا مهمة” خلال مباحثات بالعاصمة المصرية القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

جاء ذلك في تصريحات نقلتها هيئة البث العبرية الرسمية عن المسؤولين الذين لم تسمهم، عقب اختتام رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي  “الشاباك” رونين بار زيارة إلى القاهرة في وقت سابق .

 

وأكد المسؤولون “إحراز تقدم في قضايا مهمة” خلال مباحثات بار في القاهرة، دون التطرق إلى تفاصيل بشأن هذه القضايا.

 

لكن أحد هؤلاء المسؤولين دعا إلى “عدم الإفراط في التفاؤل” رغم ذلك، متوقعا “مفاوضات معقدة (مع حركة ح) تستمر عدة أسابيع”.

 

وأضاف: “رغم وجود تفاهم بين الأطراف في العديد من بنود الصفقة إلا أن التصريحات المتفائلة سابقة لأوانها”.

 

وكان رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، اختتم الثلاثاء، مباحثات بالعاصمة المصرية القاهرة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على قطاع غزة.

 

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية إن بار عاد إلى إسرائيل بعد مباحثات عقدها بالقاهرة، دون الإدلاء بأي تفاصيل بشأن نتائج هذه المباحثات.

 

والإثنين، بدأ بار زيارة إلى القاهرة بالتزامن مع وصول رئيس المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز.

 

وادعت هيئة البث العبرية إن بار بحث خلال اجتماع ثلاثي إسرائيلي أمريكي ومصري بالقاهرة إقامة جدار متطور تحت وفوق الأرض على الحدود بين قطاع غزة ومصر، فيما لم يصدر تعليق من القاهرة بهذا الخصوص.

 

فيما أفادت القناة الـ «12» الإسرائيلية الخاصة، الثلاثاء، بأن بار سيغادر إلى العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، رفقة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” دافيد برنياع.

 

وأشارت إلى أن بار وبرنياع سيشاركان في لقاء إسرائيلي أمريكي مصري قطري ينعقد بالدوحة، الأربعاء؛ لبحث سبل دفع المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب و”حركة ح”.

 

ويشارك في اللقاء، كذلك، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

 

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات، لم تسمه: “هناك رغبة حقيقية في دفع الصفقة الى الأمام”.

 

ومن المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة أن تتجدد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و”حركة ح” بوساطة مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين.

 

يأتي ذلك على وقع اتهامات داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تخريب الجهود الحالية للتوصل إلى صفقة مع حركة “ح”، التي تتوسط فيها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة؛ خوفا من حل الحكومة اليمينية، ومحاكمته على جرائم “فساد” متهم بها بعد مغادرة السلطة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram