افتتاحية صحيفة الأخبار:
قلق غربي من التدحرج: المقاومة تشنّ أعنف العمليات منذ بدء الحرب
مع تصاعد التطورات الميدانية على جبهة جنوب لبنان بعد اغتيال العدو القائد طالب سامي عبدالله (أبو طالب)، و«الردّ الردعي» العنيف للمقاومة بهدف إفشال محاولة العدو تكريس استراتيجية الاغتيالات، بعدما فشل في فرض خيارات سياسية وميدانية لفصل جبهة جنوب لبنان عن غزة، تكثّفت الاتصالات الدولية لمنع تدحرج الوضع إلى حرب شاملة يدعو إليها أصحاب الرؤوس الحامية في كيان العدو. وأكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة أن الاتفاق حول غزة «سيكون تأثيراً هائلاً في خفض التوتر بين إسرائيل ولبنان»، مؤكداً أنه «ليس لديّ شك بأن أفضل طريقة للتوصل إلى حل دبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، الاتفاق على عقد قمة ثلاثية فرنسية – أميركية – إسرائيلية لـ«بحث خارطة طريق لنزع فتيل التوترات بين حزب الله وإسرائيل»، بعد تأكيد الرئيسين الأميركي والفرنسي، في قمة النورماندي، على ضرورة «منع التصعيد وتطبيق القرار 1701. فيما كُشف أن مسوّدة البيان الختامي الذي سيصدر عقب قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع، ستتضمن «تعبير قادة المجموعة عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة». وفي هذا السياق، يتوجّه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن في اليومين المقبلين لعقد «لقاءات هامة» حول الوضع في لبنان وإيران.
وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع أوسع مواجهات تشهدها الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وأكثرها اختباراً للضوابط التي حكمت المواجهة منذ 8 تشرين الأول الماضي، على خلفية اغتيال الحاج «أبو طالب» في بلدة جويا الجنوبية.
ولليوم الثاني على التوالي واصل حزب الله الردّ على الاغتيال بقوة وكثافة نيران غير مسبوقة، طاولت ثكنات ومواقع وقواعد عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.
وفي إطار الرد الذي قالت التقديرات الإسرائيلية إنه «لم ينتهِ بعد»، نفّذ حزب الله هجوماً مركّباً وُصف بالأوسع والأعنف منذ بداية المعركة، استخدم فيه الصواريخ والطائرات المُسيّرة الانقضاضية. فاستهدف بصواريخ «كاتيوشا» و«فلق» 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو (الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوآف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل)، فيما استهدفت القوّة الجوية في الحزب بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية قاعدتَي دادو وميشار وثكنة كاتسافيا. وهذه المرة الأولى التي ينفذ فيها الحزب هجوماً بهذا المستوى في وقت واحد، طاول 8 قواعد عسكرية من الجولان إلى صفد، تزامناً مع سلسلة غارات جوية كانت تنفذها الطائرات الحربية المعادية على مناطق في جنوب لبنان. وفي ذلك جملة من الرسائل، أبرزها أن الاغتيال لن يُضعف الحركة الميدانية للعمليات أو الهرمية الميدانية، خصوصاً أن الرقعة الجغرافية المستهدفة بضربات رد حزب الله تركّزت في القطاع الشرقي من المالكية إلى شبعا بما فيها الجولان، وهي منطقة نطاق عمليات الشهيد أبو طالب، الذي بحسب الإعلام الحربي «قاد العمليّات العسكريّة ضد مواقع ومنشآت وتموضع العدو الإسرائيلي في الجزء الشرقي من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة وصولاً إلى الجولان السوري المُحتلّ».
كذلك نفّذ حزب الله سلسلة عمليات إسناد للمقاومة في غزة، فاستهدف مواقع الراهب والرمثا (تلال كفرشوبا) ورويسة القرن (مزارع شبعا)، وقصف نقطة تموضع لجنود العدو في وادي يرؤون بالصواريخ الموجّهة و«أوقعهم بين قتيل وجريح»، إضافة إلى استهداف انتشارات لجنود العدو في حرج دوفيف وفي محيط موقعَي الرمثا والسماقة (تلال كفرشوبا) وأحراج نطوعا وعداثر وأدميت.
ولدى وصول آلية عسكرية من نوع «هامر» إلى مثلّث قدس (يفتاح) يوشع، استهدفها حزب الله بصاروخ موجّه فأصابها إصابة مباشرة، ما أدّى إلى تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح.
ولم تخلُ عمليات الإسناد من رسائل، إذ نشر الإعلام الحربي في حزب الله، للمرة الأولى منذ فتح جبهة الإسناد، مشاهد لراجمات تخرج من منشأة تحت الأرض لترمي أهدافاً للعدو، ما أثار التساؤلات عن نوعية الصواريخ التي تطلقها، والهدف من إظهار المنشآت للمرة الأولى بعدما كانت المشاهد تقتصر على الرمايات من قواعد متحرّكة.
ورأى المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت» يوآف زيتون أن «الأشهر الأخيرة، ولا سيّما الأسبوع الأخير، لم تُظهر فقط قوة الذخائر الدقيقة التي أطلقها حزب الله منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، بل أظهرت بالدرجة الأولى سلّم أولوياته الذكي في اختيار أهداف الهجوم في إسرائيل». وأوضح أنه «ردّاً على اغتيال مسؤول رفيع، هاجم الحزب بشكل مركّز مصنع بلسان في كيبوتس سعسع. والمصنع، كما هو معروف، ينتج تحصينات لمركبات للجيش الإسرائيلي ولجيوش أجنبية أيضاً. وحزب الله يحاول من وقت لآخر استهداف مصانع أمنية مهمّة في الشمال. ويمكن الافتراض أنّه
سيوجّه ضدّ هذه المصانع السلاح الأهم الذي خزّنه في العقد الأخير، ولم يستخدمه بعد: مئات الصواريخ الدقيقة، مع رؤوس حربية قادرة على حمل ما يصل إلى طن من المواد الناسفة». وأشار إلى أن الحزب «يمتلك، بحسب تقديرات في الجيش الإسرائيلي، صواريخ جوّالة روسية من نوع ياخونت مخصّصة لمهاجمة أهداف في الساحل أو البحر، مثل منصات الغاز الإسرائيلية وقاعدة سلاح البحر في حيفا».
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن يقود الغرب لأكبر عملية قرصنة: مصادرة الأصول الروسية لحساب أوكرانيا أشد أيام المقاومة بأساً منذ بداية الحرب: 20 % من نيران 8 أشهر خلال يومين لجنة أميركية فرنسية إسرائيلية لاحتواء التصعيد… ونتنياهو يؤجل اجتماعه للأحد
بمبادرة أميركية قادها الرئيس جو بايدن قرّرت الدول السبع الكبرى وضع اليد على الأصول الروسية التي جمّدتها وفق قرار العقوبات التي أعلنت فرضها على روسيا بعد حرب أوكرانيا، وقرّرت إقراض أوكرانيا 50 مليار دولار لإعادة إعمار وتعويض ما تسببت الحرب بتدميره، وهي أول خطوة من نوعها تتخذ من خارج مجلس الأمن، علماً أن الخطوات المشابهة في حالتي العراق وليبيا تمت بقرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي ولغايات نصت عليها القرارات. ويتوقع الخبراء أن تؤدي عملية القرصنة المشهودة التي مثلها القرار إلى اضطراب الثقة بالنظام المصرفي الغربي عموماً، والأميركي خصوصاً، وإلى اهتزاز مكانة الدولار كعملة عالمية أولى، بعدما فقدت أميركا مكانتها الأولى عالمياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وبقيت أولى بنظامها المصرفي وعملتها، فتتسبب لهذه المكانة بضربة قاسية، في قطاع شديد الحساسية تحكمه الثقة.
في جبهات الحرب كان أمس، يوماً لبنانياً بامتياز، مع حفاظ جبهات غزة واليمن والعراق على الحيوية والنشاط، لكن على جبهة لبنان، سجلت الجبهة لليوم الثاني على التوالي تصعيداً غير مسبوق من جانب المقاومة، التي قالت القناة 13 العبرية إنها تسببت بإطلاق 182 مرة لصفارات الإنذار. وقالت مصادر في المقاومة لمواقع إعلامية وقنوات تلفزيونية إنه أشد الأيام حضوراً لقوتها النارية منذ بدء مشاركة جبهة الجنوب كجبهة إسناد لغزة ومقاومتها في 8 أكتوبر بعد انطلاق طوفان الأقصى بيوم واحد.
بحساب بسيط تبدو المقاومة قد أطلقت من المقذوفات النارية في يومين قرابة 400 رأس حربي متفجّر من صاروخ عادي أو ثقيل أو موجّه أو مضاد للدروع، وطائرة مسيرة، مقارنة بـ 2000 إطلاق مشابه هو مجموع ما أطلقته خلال ثمانية شهور، ما يعني أن هذين اليومين مثلا وحدهما 20% من النشاط الحربي على الجبهة.
في كيان الاحتلال حيث كانت تعلو في حالات أقل تهديداً بالخطر، صيحات الحرب والتهديد بتدمير بيروت وإحراق لبنان وإعادته الى العصر الحجري، بقي الخطاب الصادر عن قادة الكيان وخصوصاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش عند حدود نيّة الرد القوي، دون الحديث عن حرب كبرى، كان كثيرون يقولون إن ساعتها دنت مع رؤية مشهد النيران المشتعلة في شمال فلسطين المحتلة خلال هذين اليومين.
نتنياهو أرجأ اجتماع المجلس الوزاري المصغر إلى يوم الأحد، في خطوة يعتقد خبراء بالشؤون الاسرائيلية أنها رسالة تهدئة، بينما أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة الدول السبع عن تشكيل لجنة أميركية فرنسية إسرائيلية لاحتواء التصعيد على حدود لبنان الجنوبية.
وبعد تهديد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين استكمل الحزب رد فعله على اغتيال القائد الميداني «ابو طالب» وثلاثة من عناصره في جويا، فشنّ أوسع هجوم على الكيان الإسرائيلي منذ بدء الحرب معلناً «استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات أصابت الأهداف بدقة». وشدّدت مصادر ميدانية لـ»البناء» أن منذ اغتيال القائد أبو طالب تحوّل شمال فلسطين المحتلة إلى مدينة أشباح تحسباً وخوفاً من رد المقاومة، حيث رفع جيش الاحتلال درجة إجراءات الحذر في تنقلاته. وتوعّدت المصادر برد أقسى من ردود اليوم (أمس) ما سيجعل العدو يندم على اغتيال القائد أبو طالب ما سيزيد الضغط على مستوطنات الشمال وجيش الاحتلال فيها ويعمّق أزمة الكيان وحكومته وسيدفعان أثماناً عسكرية وسياسية واقتصادية.
وأعلنت المقاومة استهداف «موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية وإصابته إصابة مباشرة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن إطلاق حزب الله نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه «إسرائيل» خلال أقل من 40 دقيقة.
في المقابل شن الطيران الحربي للعدو سلسلة غارات استهدفت أطراف مرجعيون لجهة دبين وجبل الريحان. وشنّ غارة استهدفت أطراف بلدة حاريص وأخرى على حرش بركات، الأطراف الشمالية لجديدة مرجعيون. وزعم جيش الاحتلال أن مقاتلاته قصفت عدداً كبيراً من المباني التي وصفها بأنها تستخدم من قبل حزب الله في عيتا الشعب في جنوب لبنان.
وأعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أنه سيجتمع الأحد المقبل لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية ومفاوضات صفقة التبادل.
وفيما تكثفت الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد في الجنوب نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي تأكيده أنه «نسعى إلى منع تحول الوضع على الحدود اللبنانية إلى حرب شاملة»، مشيراً إلى أنه «نشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
وأشار مصدر دبلوماسي لـ «البناء» إلى أن هناك تحركاً أميركياً جدياً باتجاه وقف الحرب على غزة والقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي خطوة أساسية تصب بهذا الإطار، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل وهناك الكثير من بنود القرار والصيغ التفاوضية غامضة وغير مفهومة والخلاف على تفسيراتها ستعقد المفاوضات لبعض الوقت حتى تتقاطع مصالح الأطراف المتنازعة على وقف الحرب والتنازل عن شروطها.
وعلمت «البناء» أن حراكاً صينياً مكثفاً باتجاه الشرق الأوسط للمساعدة في وقف الصراع والحرب القائمة في المنطقة انطلاقاً من حرص الصين على إرساء الاستقرار في المنطقة. كما زار بيروت مبعوث صيني هو سفير الصين السابق في لبنان وتوجه بعدها الى سورية لإجراء محادثات، كما دخلت الصين عبر مبعوث آخر بوساطة بين حركة حماس وحركة فتح وزار المبعوث منذ أيام الضفة الغربية في سبيل تعزيز الوحدة الفلسطينية في اي مفاوضات مقبلة على مستقبل غزة والقضية الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية. كما زار موفد صيني ثالث البحرين لإجراء محادثات مع بعض المسؤولين العرب.
على صعيد الاستحقاق الرئاسي اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار أبي خليل. وتمّ عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
وكشفت مصادر إعلامية أنّ كتلة «اللقاء الديمقراطي« «تستأنف جولتها بعد عيد الأضحى، على أن تكون المحطّة الأولى بلقاءين الأوّل مع رئيس مجلس النّواب نبيه بري، والثّاني مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي«.
وأشارت إلى أنّ «لقاء الكتلة مع حزب «الكتائب اللّبنانيّة» لم يكن جيّدًا، إلّا أنّه كان أقل تشدّدًا وتعنّتًا من لقائها مع حزب «القوات اللّبنانيّة»، فالفريقان المسيحيّان يتعمّدان المزايدة في الملف الرّئاسي».
وقال باسيل في مؤتمر صحافي بعد اختتام جولته: «بعدها التقينا نوّابًا من المعارضة ونوّابًا مستقلّين وتغييريّين في بيت «الكتائب» المركزي في الصّيفي، وكان اللّقاء فيه الكثير من الصّراحة والودّ. ونحن نتفهّم الهواجس والمخاوف الموجودة لدى الجميع، وسمعنا إيجابيّات، وقلنا إنّنا لا نتنازل عن شيء ولا عن مرشّحنا الّذي أكّدنا تقاطعنا حوله»، مشدّدًا على أنّه «إذا لم يحصل التّوافق، نكمل بمرشّحنا ونحاول تأمين 65 صوتًا له. وإذا رأينا مع القوى الأخرى أنّ هناك إمكانيّةً للتّوافق على اسم آخر يؤمّن أصواتًا أكثر، فلا مشكلة في ذلك».
وأكّد أنّ «البديل عن المسار التّوافقي المطروح هو المواجهة الشاملة للتصدّي للفراغ، فنحن أمام خيارين: إمّا التّوافق أو عدم التكيّف مع الفراغ وعدم التّسليم به»، مشيرًا إلى أنّ «بعد ذلك، اجتمعنا مع كتلة «التّوافق الوطني» في دارة النّائب فيصل كرامي، وبعدها لقاء على مرحلتين مع نواب التّغيير ومستقلّين، وتوافقنا على أمور عدّة، أهمّها وجوب قطع كلّ الذّرائع أمام عدم انتخاب رئيس؛ مع فهمنا لكلّ الهواجس الّتي يبدونها على أنّ «بخلاصات اللّقاءات، تمّ تأكيد وجوب انتخاب رئيس بأسرع وقت، فصل الرّئاسة عن أيّ حدث خارجي، ألّا شروط مسبقة للتّشاور، أنّ الحوار بحدّ ذاته معناه أن «يأخد ويعطي» وإلّا لا موجب له، أنّ كلّ كلام عن إقصاء أحد لا معنى له فوجود الجميع يؤمّن التّوازن، كما أنّ الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيّام والدّورات 4 في كلّ جلسة… كما طرحنا حصر التّرشيح بشخصين إذا لم نصل بعد 12 دورة إلى نتيجة».
بدورها أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد استعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الاستحقاق، يدعو إليه ويرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
الانتقام الأكبر لـ”الحزب”… على مشارف الانفجار
بين الانتقام الأعنف والأوسع لاغتيال أحد أبرز قادته الميدانيين في هجومين ضخمين شنهما “الحزب” أمس في يوم واحد مستهدفاً مراكز ومقار عسكرية #إسرائيلية وتوعد إسرائيل بردّ قوي، وضع هذا التطور الأخطر في ال#مواجهات الدائرة منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بين إسرائيل و”الحزب” #لبنان برمته أمام احتمال الانزلاق الى مواجهة شاملة. وبدا واضحاً أن “الحزب” غداة اغتيال إسرائيل للقيادي الميداني الأبرز في صفوفه #طالب سامي عبد الله الملقب “أبو طالب”، وبعد سلسلة #اغتيالات مماثلة أدت إلى فقدانه عشرات النخب الميدانية، شاء من ضربته الانتقامية أمس التي شملت هجوماً مكثفاً غير مسبوق بالصواريخ والمسيّرات الانقضاضية على اكثر من تسعة #مراكز عسكرية، أتبعه بعد الظهر بهجوم مماثل آخر، ردع إسرائيل عن المضي في نهج الاغتيالات ومحاولة رسم خط أحمر أمامها، الامر الذي ترجم ميدانياً بتصعيد كبير أثار مخاوف متعاظمة من بلوغ الاحتدام حدود اشتعال مواجهة واسعة بدت إسرائيل كأنها تتحسب لها في وقت وشيك. حتى أن التعبير عن المخاوف طاول الولايات المتحدة الأميركية نفسها في ما قد يفسر تحذيراً متقدماً من بلوغ الاحتقان الميداني درجة الخروج عن السيطرة والاقتراب من الانفجار الذي دأبت واشنطن على التشديد على ضرورة تجنبه تحت وطأة إشعال حريق إقليمي واسع.
وقابلت إسرائيل الرد الانتقامي لـ”الحزب” باعلانها أن “الحزب” وإيران و#الحكومة اللبنانية تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن تزايد العنف عبر الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، ولمّحت إلى أن تصعيداً قد يجري التخطيط له. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن “لبنان و”الحزب”، بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في الشمال”.
وأضاف، “سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك، فإن إسرائيل ستستعيد الأمن على حدودنا الشمالية”. وقال خلال مؤتمر صحافي، “سترد إسرائيل بقوة على كل الاعتداءات التي يقوم بها الحزب”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الحرب بتشكيلته الجديدة انعقد ليلاً لبحث التصعيد على الحدود الشمالية. وذهب الوزير الإسرائيلي المستقيل حديثاً من الحكومة بني غانتس الى القول في تصريح، “على ما يبدو أننا سنجبر على الدخول في حرب مع لبنان”، بعدما كان أكد أن “الحل السياسي هو الأفضل للأزمة في الشمال”.
قلق أميركي
على وَقع التصعيد المتواصل، قال مسؤول أميركي كبير لـ”رويترز” إنّ “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من أن الأعمال القتالية على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية قد تتصاعد إلى حرب شاملة”، مضيفاً أنّ “هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة، وأنّ وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً”. وأضاف: “أجرينا محادثات باستمرار وبشكل عاجل في أوقات مختلفة مع إسرائيل ولبنان على مدى الأشهر الثمانية منذ بداية الأزمة… لمنعها من التطور إلى حرب شاملة قد يكون لها تداعيات على أماكن أخرى في المنطقة”.
وأكد المسؤول الأميركي أنّ “العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في لبنان يوم السادس من تشرين الأول (أكتوبر) ليس خياراً مقبولاً أو ممكناً”.
وتابع قائلاً: “هذا يتطلب ممارسة ضغوط شديدة على النظام. سيؤدي ذلك إلى استبعاد تبرير “الحزب” لشنّ هذه الهجمات، وأعتقد أن ذلك سيفسح المجال لحل الأمر ديبلوماسيّاً”. كما أكد أنّه “لا يكفي مجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار… يجب أن يكون هناك ترتيب يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال”.
وكان الحزب اعلن أنه “في إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا، شنت المقاومة الإسلامية هجوما مشتركا بالصواريخ والمسيرات حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية هي: مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل. وبالتزامن شن مجاهدو القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً على قاعدة داوود (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات) وثكنة كاتسافيا (مقر قيادة اللواء المدرع النظامي السابع التابع لفرقة الجولان 210)، وأصابت أهدافها بدقة”. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اطلاق “الحزب” نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة. ونقلت “رويترز” عن مصادر أمنية قولها “إن “الحزب” شنّ أكبر هجوم على إسرائيل منذ بدء الحرب”.
وأفاد مصدر في “الحزب” قناة “الجزيرة”، أنّ “الهجوم المركّب هدفه ردع إسرائيل والردّ على اغتيال القائد العسكري طالب عبد الله”. وكشف المواقع الإسرائيلية التي هاجمها، معلناً عن “مهاجمة مقرّ قيادة المنطقة الشمالية في الجولان المعروفة بـ(قاعدة داود)، ومقرّ الاستخبارات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في لبنان، ومقرّ قيادة اللواء المدرّع النظامي السابع في الجولان المحتل”. ومساء أعلن “الحزب” مجدداً عن شن هجوم جوي للمرة الثانية بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة ميشار مستهدفاً مراكز الاستخبارات المتبقية داخلها. كما شن للمرة الثانية هجوماً جوياً بسرب آخر من المسيّرات على ثكنة كاتسافيا.
باسيل وجعجع والكتائب
وسط هذه الأجواء تواصلت في الداخل التحركات المتصلة بالأزمة الرئاسية من دون أي أفق واضح لبلوغها أي نتيجة عملية ملموسة متوافق عليها. وفي هذا السياق، ختم رئيس “#التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل تحركه الأخير بزيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب #محمد رعد ثم عقد عصراً مؤتمراً صحافياً عرض فيه نتائج تحركه في الموضوع الرئاسي، وقال: “وجدنا فرصة فرضها التوافق على العنوان الرئيسي أي مبدأ التشاور للتوافق، وإلا الانتخاب” وأضاف عن لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري “أننا نبني معه علاقة إيجابية لصالح البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد”. وأشار الى أن “الضمانة تكون بأن من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة. وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفاً قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان أنه ليس كذلك، وأن هناك ظرفاً استثنائياً يقتضي انتخاب رئيس”. وقال: “نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيف مع الفراغ وعدم التسليم به”.
من جانبه، أصدر رئيس حزب “#القوات اللبنانية” #سمير جعجع، بياناً مع مرور عام كامل على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية أعاد فيه ما طرحه على موفد الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة في “ثلاث مقاربات تشاورية توفِّر متطلبات الحوار الجدي والفعلي من دون المساس بالدستور والثوابت”. وتنص المقاربة الأولى على “وضع مبادرة كتلة الاعتدال الوطني موضع التنفيذ، بمعنى أن تدعو الكتلة زميلاتها الكتل أخرى إلى التداعي وإرسال ممثلين عنها للاجتماع في مجلس النواب والتشاور ليوم كامل إذا اقتضى الأمر، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة انتخابية بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية. المقاربة الثانية، أن يأتي لودريان إلى لبنان ويطلب من رئيس المجلس النيابي الاجتماع بممثلين عن الكتل النيابية، ويقوم لودريان بطرح ملخّص عن نتائج جولاته المكثفة على المسؤولين والأحزاب والكتل النيابية كافة، وبعدها ينسحب ويكمل ممثلو الكتل مشاوراتهم ليوم كامل إذا اقتضى الأمر، ويدعو بعدها الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس للجمهورية. المقاربة الثالثة، أن يدعو الرئيس بري إلى جلسة انتخابية كما ينص الدستور، وبعد أن تُجرى الدورة الأولى، وفي حال لم تسفر عن انتخاب رئيس يعلِّق الرئيس بري جلسة الانتخاب لمدة ساعة او ساعتين ويطلب من الكتل التشاور بين بعضها قبل أن يعود ليدعو إلى دورة ثانية، وهلمّ جرّا حتى الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية”.
وبدت لافتة الزيارة التي قام بها وفد كتائبي للرئيس بري وضم النائبين سليم الصايغ ونديم الجميل، وبررها الصايغ “بأننا أردنا أن نسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية” وأكد أن “ليس هناك حتى اليوم من كفالة أو ضمانات أن العملية الانتخابية ستنتج رئيساً توافقياً، لذا لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية بدءاً بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على اسم جهاد ازعور والقوى الاخرى للخروج من المأزق”. وأضاف: “فهمنا اليوم أنه لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان ولا يمكن لفريق أن يقول: أنا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا أن هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب إلى رئيس توافقي ويبقى التفتيش عن المخارج”.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: اختُتمت المبادرات وتجدّدت الانتظارات.. وقمّة ثلاثية للجنوب
اختُتمت المبادرات الرئاسية والحراكات وتجدّدت الانتظارات ترقباً لما بعدها، على وقع الحراك الديبلوماسي الاقليمي والدولي الناشط لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، والذي يفترض ان يؤدي الى تنفيذ القرار الذي اتخذه مجلس الامن بهذا المعنى، في ظلّ التحذيرات الاميركية لاسرائيل من مغبة توسيع نطاق الحرب على ضوء ما تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية من تصعيد ارتفعت وتيرته منذ الاربعاء على إثر اغتيال اسرائيل أحد قادة «المقاومة الاسلامية» الكبار طالب سامي عبدالله (ابو طالب) مع ثلاثة من رفاقه، في القصف الجوي الذي استهدف بلدة جويا مساء الثلثاء الفائت.
في تطور مفاجئ، اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امس: «اتفقنا على عقد قمّة ثلاثية فرنسية- أميركية- إسرائيلية للبحث في خريطة طريق لنزع فتيل التوترات بين «الحزب» وإسرائيل».
وورد في مسودة بيان ختامي من المقرّر أن يصدر عن قمة «مجموعة السبع» هذا الأسبوع، أنّ «قادة المجموعة يعبّرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة».
وكانت مصادر ديبلوماسية مطلعة كشفت لـ«الجمهورية» عن تقرير ورد من واشنطن قبيل عودة السفيرة الاميركية الوشيكة في لبنان ليزا جونسون، ويتحدث عن قمة ثلاثية اميركية ـ فرنسية ـ اسرائيلية ستنعقد وشيكاً، في مسعى لوقف الحرب في المنطقة وتحديداً وقف الحرب على غزة لينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية وفق صيغة تمّ التوصل إليها في القمة الاخيرة بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون.
جونسون عادت إلى بيروت
وكشفت المصادر الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفيرة جونسون ستعود إلى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما كانت سافرت الى واشنطن عقب لقائها الاخير مع نظرائها سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية في مقر السفارة الاميركية في عوكر منتصف الشهر الماضي. وقالت هذه المصادر انّ جونسون شاركت في سلسلة من الاجتماعات في وزارة الخارجية، سبقت وتلت القمة الاميركية – الفرنسية التي عُقدت الأسبوع الماضي في باريس عقب الاحتفالات الخاصة بإعلان فوز الحلفاء على اعدائهم في الحرب العالمية الثانية. كذلك شاركت في الاجتماع الموسّع لسفراء بلادها حول العالم، وهو لقاء سنوي تقليدي يسبق العطلة الصيفية في الإدارة الأميركية.
موفد فاتيكاني
وفي غضون ذلك، يزور أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لبنان الأسبوع المقبل، في زيارة مقرّرة سلفاً للمشاركة في نشاط اجتماعي تنظّمه منظمة «فرسان مالطا» في بيروت.
وفي المعلومات، انّ لبنان ينتظر بارولين للاطلاع منه على حصيلة المساعي الديبلوماسية التي يقودها الفاتيكان وينسقها مع الادارتين الفرنسية والاميركية بعد القمّة الثنائية بينهما، وخصوصاً أنّ بارولين كان قد التقى قبل 48 ساعة على موعد القمة في باريس، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان موفداً خاصاً من الرئيس الفرنسي للبحث في تطورات بعض الملفات وفي مقدّمها الوضع في لبنان وما انتهت إليه مساعيه بالتنسيق مع الخماسية الدولية.
ولفتت المصادر، إلى أنّه سيكون لبارولين برنامج يجول خلاله على المسؤولين اللبنانيين، وأنّ السفارة الفاتيكانية باشرت اتصالاتها لترتيب مواعيد لقاءاته معهم وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى لقاءاته مع القيادات الروحية المسيحية ونشاطاته الراعوية المختلفة.
الحراك الرئاسي
وعلى صعيد الحراك الرئاسي، اختتم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل امس حراكه بلقاء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وعرض بعد الظهر في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام لـ«التيار»، في سنتر ميرنا الشالوحي، نتائج هذا الحراك في اتجاه القيادات السياسية في الموضوع الرئاسي، وقال: «وجدنا فرصة فرضها التوافق على العنوان الرئيسي أي مبدأ التشاور للتوافق، وإلّا الانتخاب. وعلى هذا الأساس، وبالتنسيق مع القائمين بتحركات أخرى كـ»اللقاء الديموقراطي» وكتلة «الاعتدال الوطني»، قمنا بهذه الخطوة من دون ان نحمل مبادرة، كما قلنا». وأضاف: «انطلقنا من بكركي، ثم التقينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبني معه علاقة إيجابية لمصلحة البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد».
واعتبر انّ «الضمان يكون بأنّ من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة. وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفاً قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان عن أنّه ليس كذلك، وأنّ هناك ظرفاً استثنائياً يقتضي انتخاب رئيس. من الطبيعي أن يترأس بري جلسات التشاور، والتشاور المطروح لن يكون عرفاً بل تفرضه الظروف». واشار الى انّ «لقاء الصيفي مع المعارضة، كان فيه الكثير من الصراحة والود، فنحن نتفهم الهواجس. لقد قلنا إننا لا نتنازل عن أي شيء ولا عن مرشحنا الذي تقاطعنا حوله. وإذا لم يحصل التوافق، نكمل بمرشحنا أو نتفق على مرشح آخر».
واوضح باسيل: «اجتمعنا مع النائب محمد رعد الذي اكّد كلام السيد نصرالله لجهة فصل الرئاسة عن أحداث غزة والجنوب، والتشديد على الاستعداد للتشاور. لكن واضحاً اننا في حاجة إلى مزيد من البحث في ما بيننا للوصول الى حل». وقال: «لا أحد سيحرق أسماء إذا لم يشعر بأنّنا دخلنا فعليّاً في جو التوافق، وسنتواصل بعد العيد مع اللجنة الخماسية. كل كلام عن إقصاء أحد لا معنى له، كما انّ الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيام والدورات 4 في كل جلسة. كما طرحنا حصر الترشيح بشخصين إذا لم نصل بعد 12 دورة الى نتيجة». ورأى «أنّ البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال: «نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيّف مع الفراغ وعدم التسليم به».
وكان باسيل اختتم جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حضور النائب سيزار ابي خليل. وتمّ «عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي»، وفق بيان لـ«التيار الحر».
ورفضت اوساط نيابية في التيار التعليق لـ«الجمهورية» على نقاط التلاقي والتعارض بين المبادرات المطروحة، واكتفت بالقول: «انّ باسيل قال كل شيء في المؤتمر الصحافي». فيما لوحظ انّه قبل ساعات على ختام حراك «التيار الوطني الحر» الرئاسي، زار عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم تلاه وفد من كتلة نواب حزب «الكتائب».
وفي غضون ذلك، اعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها الاسبوعي الذي أعقب لقاء رئيسها مع باسيل، انّها «نظرت بإيجابية إلى الحراك النيابي الناشط من أجل إيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي»، واكّدت «موقفها الذي بات معلوماً للجميع واستعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الإستحقاق، يدعو إليه ويرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري».
أكبر هجوم للمقاومة
على الجبهة الجنوبية، واصل العدو الاسرائيلي غاراته على بلدات وقرى الجنوب، فأغار طيرانه الحربي فجراً لمرات متتالية على عيتا الشعب، ومربع بنت جبيل وعيناتا وعيترون، وعلى خلة الدراس في عيناثا، وافيد عن سقوط جريح. فيما قصفت المدفعية الثقيلة اطراف بلدة شبعا.
واغار الطيران الحربي مجدداً بعد الظهر على حرج مرجعيون والقصير وحاريص ووادي الحجير والقطراني وأطراف بلدة دير سريان التي تعرّضت لقصف فوسفوري. وطاول القصف المدفعي منطقة «رباع التبن» في أطراف كفرشوبا وشبعا.
واعلنت «المقاومة الإسلامية» انهّا استهدفت صباح امس موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية واصابوه إصابة مباشرة.
وفي إطار الردّ على اغتيال أحد قادتها العسكريين طالب سامي عبدالله (ابو طالب) في بلدة جويا، اعلنت «المقاومة الإسلامية» انّها «شنّت هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات، حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا و»الفلق» 6 ثكناً ومواقع عسكرية هي: مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل. وبالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بأسراب عدة من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً على قاعدة داوود (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات) وثكنة كاتسافيا (مقر قيادة اللواء المدرع النظامي السابع التابع لفرقة الجولان 210)، وأصابت أهدافها بدقة».
وبثت قناة «المنار»، انّ هجوم المقاومة امس استهدف 8 قواعد عسكرية اسرائيلية من الجولان وصولاً الى صفد «وهذه هي المرّة الأولى التي تنفّذ فيه المقاومة هجوماً بهذا المستوى في وقت واحد».. بالتزامن مع غارات جوية للطائرات الحربية الاسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان.
واستهدفت المقاومة بعد الظهر موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية وهاجمت بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة قاعدة «ميشار» مستهدفة مراكز الإستخبارات المتبقية فيها، وبالتزامن هاجمت بسرب آخر ثكنة «كاتسافيا».
واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن «اطلاق الحزب نحو 150 صاروخاً ومسيّرة في اتجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها انّ « الحزب» شنّ أكبر هجوم على إسرائيل منذ بدء الحرب.
وتحدثت القناة 12 العبرية ووسائل إعلام إسرائيلية عن «هجوم واسع النطاق من لبنان، وإطلاق أكثر من 30 مسيّرة نحو الشمال والجولان، وانّ صفارات الإنذار لا تتوقف في الجولان وصفد في ظل سقوط صواريخ مباشرة على «كتسرين» في جنوب الجولان وسقوط إصابتين، وإطلاق صواريخ من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية، ودوي 3 انفجارات في حيفا ومحيطها. فيما بثت القناة 12 العبرية انّه «تمّ تعطيل التعليم في صفد إثر القصف الصاروخي العنيف من لبنان». واكّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار مباشرة في مبنى في «كيبوتس يرؤون» في الجليل، واندلاع حرائق عدة جراء سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان. كما تمّ رصد انفجار طائرتين مسيّرتين.. وقال المراسل العسكري للقناة 14 العبرية انّه «خلافًا لما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنّ هناك 40 صاروخًا فقط أُطلقت نحو الشمال، فقد رصدت أنظمة الكشف أكثر من 100 إطلاق».
وافادت وكالة «فرانس برس» أنّ إسرائيل توعدت بالردّ بـ«قوة على اعتداءات الحزب». واعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية انّ «لبنان و الحزب يتحمّلان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني على الحدود».
وأكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر، أنّ «إسرائيل ستردّ بقوة على جميع اعتداءات « الحزب» بعد أن أطلق وابلاً من الصواريخ باتجاه اسرائيل خلال اليومين الماضيين». واشار الى انّ «إسرائيل ستردّ بقوة على كل الاعتداءات التي يقوم بها الحزب». وأضاف «ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواءً من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك».
مجلس الحرب
وفيما أُعلن عن اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي «بتشكيلة جديدة» مساء امس، «للبحث في التصعيد على الحدود الشمالية»، وذلك تزامناً مع تكثيف « الحزب» هجماته على مواقع إسرائيلية، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أنّ «لبنان و الحزب يتحمّلان المسؤولية الكاملة عن تدهور الأمن على طول الحدود».
والى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق والوزير المستقيل من حكومة الحرب بيني غانتس، إنّ «الحل الافضل لإنهاء الحرب مع « الحزب» على الجبهة الشمالية هو الحل السياسي». واضاف: «أدرك أنّ الحرب خيار صعب لكنها ستكون ضرورية على الأرجح». وتابع: «إذا تمكنا من منع الحرب مع لبنان من خلال الضغط السياسي فسنفعل ذلك وإذا لم ننجح فسنمضي قدماً».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنّ «اتفاقية الغاز مع لبنان لا علاقة لها بأي حال بما يحدث الآن من تصعيد في الشمال الإسرائيلي مع الحزب». وكان لابيد لفت سابقاً الى أنّ «الاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ مليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية».
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تقرير ديبلوماسي عربي: “الحزب” يطرح الرئاسة للمقايضة
بري يحتفل… سنة حلوة يا تعطيل
مرّت أمس الذكرى الأولى لتعطيل مجلس النواب عن إنجاز الاستحقاق الدستوري. وبعد عام بالتمام والكمال، لم يُعر رئيس البرلمان نبيه بري أي اهتمام لهذا التعطيل الذي يتحمل هو في الدرجة الأولى المسؤولية عنه. وبحسب المشاورات التي دارت خلال الأيام الأخيرة، تبيّن أنّ بري مصمم على وضع «عربة» الحوار أمام «حصان» الدستور. وهذا ما نبّهت اليه مصادر بارزة في المعارضة، فقالت لـ»نداء الوطن»: «بعد كل حوار ذهب لبنان الى انهيار ما يعني في الإجمال حوارات الانهيارات». وأوضحت: «بعد حوار عام 2006 غرق لبنان في حرب تموز. والأمر نفسه تكرر بعد حوار 2011 حيث أطلق «الحزب» عبارة «بلّها واشرب ميتها»، أي «إعلان بعبدا»، ثم ذهب الى حرب سوريا. وأخيراً أدّى حوار الرئيس ميشال عون الاقتصادي الى انهيار مالي لا مثيل له».
وتساءلت المصادر: «بعد كل هذه الخيبات هل من داعٍ الى حوار يدعو اليه الرئيس بري اليوم؟ فيما هو يتصرف وكأنه يحتفل بتعطيل الاستحقاق الرئاسي سنة كاملة».
وفي هذا السياق، كشف مصدر قريب من قوى الممانعة لـ»نداء الوطن» أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «سمع من بري جملة وحيدة: إمشِ معنا بفرنجية وما بتكون إلا مبسوط». وقال المصدر إن «جواب باسيل كان إنّ خيار فرنجية غير ممكن، بينما نستطيع الاتفاق على مرشح ثالث من دون المعارضة ونذهب الى انتخابه بعد تأمين نصاب الثلثين. غير أنّ بري لم يقفل النقاش مع باسيل على قاعدة أنّ للبحث صلة».
ولدى سؤال المصدر عن الأسماء التي يمكن أن يقبل بها باسيل أشار الى أنه «يطمح الى رئيس جمهورية يمسك بقراره من خلف الستار، وأبرز هؤلاء أربعة، هم: اللواء الياس البيسري، السفير السابق العميد جورج خوري، وزير الاتصالات السابق جان لوي قرداحي ومدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير. وكل هذه الأسماء صديقة وقريبة من الثنائي، إلا أنّه عند الثنائي الصداقة شيء والرئاسة شيء آخر».
وعلمت «نداء الوطن» أنّ باسيل خلال لقائه النائب طوني فرنجية نجل المرشح الرئاسي، قال: «إذا فاز والدك في الانتخابات الرئاسية فسأنتقل الى المعارضة. المعارضة بالنسبة الي أفضل».
وفي سياق متصل، كشف تقرير ديبلوماسي عربي اطلعت عليه «نداء الوطن» أنّ الدول التي تتابع عن كثب الأزمة اللبنانية في إطار اللجنة الخماسية تكوّن لديها اقتناع بأنّ «الحزب» الذي ربط لبنان بالأوضاع الاقليمية، لا يلتفت الى الاستحقاق الرئاسي إلا من زاوية المقايضة بين الاستحقاق وبين حسابات «الحزب» الاقليمية.
وجاء في التقرير أنّ لبنان أمام 3 مآزق استراتيجية:
«- مأزق كياني ناجم عن تغييب الدولة بسبب سلاح «الحزب» ودوره، ما يحول دون أن يكون لبنان دولة ذات سيادة وسياسة خارجية ودفاعية تتحكم من خلالها بقرار السلم والحرب. ويرتبط هذا المأزق بظروف اقليمية تستمر في التعقيد، وآخرها حرب غزة.
– مأزق دستوري بسبب غياب رئيس الجمهورية، ما يعني غياب انتظام السلطات، وهذا لا يخدم لبنان، لكن هناك امكانية لمعالجة هذا المأزق بما يخدم حل المأزق الكياني.
– مأزق مالي بسبب السياسات المعتمدة، ويمكن معالجتها نسبياً اذا ما كانت هناك سلطة تنفيذية تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان العليا».
ودعا التقرير اللبنانيين الى «مواصلة العمل على مواجهة مأزق تغييب الدولة، إضافة الى أنّ هناك امكانية متاحة لمعالجة المأزق الدستوري وتالياً المأزق المالي، وهذا ما تنكب عليه الدول لمساعدة لبنان».
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
القلق يخيم على جبهة جنوب لبنان وحذر شديد من تصاعد المواجهة
وقف النار في غزة يحدد مصير المواجهة مع إسرائيل
بيروت: محمد شقير
تدخل المواجهة بين «الحزب» وإسرائيل بعد اغتيالها أحد أبرز قادته الميدانيين، طالب سامي العبد الله، في دائرة الاشتعال الأشد حدّة وضغطاً واتساعاً منذ إعلان الحزب في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مساندته لحركة «ح» في غزة، ما يضع جنوب لبنان على حافة الهاوية، وينذر بتدحرج الوضع العسكري نحو توسعة القتال، وهذا ما يدفع بوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، في جولته الثامنة على عدد من دول المنطقة، للتدخل بكل ما لديه من ثقل سياسي لمنع إطالة أمد الحرب على الجبهة الغزاوية، لما لها من تأثير يؤدي حكماً إلى خفض التوتر على الجبهة الجنوبية.
فاغتيال القيادي أبو طالب العبد الله شكّل ضربة معنوية لـ«الحزب»، الذي بادر إلى توسيع مروحة قصفه بأسلحة متطورة جواً وبراً للعمق الإسرائيلي، تأكيداً منه بأن المواجهة لن تكون كما كانت عليه قبل اغتياله، وهذا ما هدد به رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، متوعداً إسرائيل بمزيد من العمليات، أكثر شدة وبأساً وكمّاً ونوعاً، من دون أن يعني، على حد قول مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» في تحليله لتهديده، أن الحزب يسعى لتوسعة الحرب، وإن كان انتهى من الاستعداد لها في حال بادرت إسرائيل إلى توسعتها، مع أن الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي أبلغت تل أبيب، مراراً وتكراراً، بأنها ليست في وارد توفير الغطاء السياسي لها، وتفضّل إعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي لإعادة الهدوء إلى الجبهة مع «الحزب”».
واشنطن تنصح بضبط النفس
وكشف المصدر الدبلوماسي الغربي أن الاتصالات لم تنقطع بين واشنطن ورئيسي الحكومة نجيب ميقاتي والمجلس النيابي نبيه بري، الذي يتولى التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين بالإنابة عن «الحزب»، وقال إنها تشدد على ضبط النفس، وتنصح بعدم انجرار الحزب إلى سوء التقدير في ردّه على اغتيال القيادي الميداني أبو طالب العبد الله.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن «الحزب»، وإن كان بادر إلى توسيع رقعة استهدافه للعمق الإسرائيلي، فإنها بقيت محصورة في المنطقة الممتدة من الجليل بشقيه الأعلى والغربي إلى هضبة الجولان المحتلة، مروراً بطبريا، من دون أن يتجاوزها حتى الساعة ليطال العمق الاقتصادي الممتد من البحر إلى المدن الواقعة على تخومه أو بجواره.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية بارزة إن المواجهة بين الحزب وإسرائيل ما زالت تحت السيطرة، برغم تصاعد التهديدات التي يطلقها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وأركان حربه بتوسعة المواجهة، وأكدت أنه يتعرض إلى ضغط أميركي للتوصل إلى وقف للنار في غزة، وهو يحاول الآن شراء الوقت لعله يتمكن من فرض شروطه لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، محاولاً توظيف اغتيال القيادي في الحزب لتحسين وضعه الداخلي في مواجهة خصومه.
نتنياهو واحتمالات المغامرة
ولفتت المصادر السياسية إلى أنه لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه المواجهة جنوباً، بمعزل عن الجهود الأميركية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وسألت: هل يقدم نتنياهو على استغلال عامل الوقت لقطع الطريق على الوساطة الأميركية، بإحراج واشنطن، وقيامه بمغامرة غير محسوبة باستهداف مناطق حساسة تقع خارج الجنوب، تستدعي من «الحزب» الرد بالمثل في حال؟
فنتنياهو يمعن في ابتزازه لواشنطن، ويحاول الالتفاف على الضغوط التي تمارسها عليه لدفعه للموافقة على القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بوقف النار في غزة، مع أن الفصائل الفلسطينية في القطاع كانت اشترطت توضيح عدد من النقاط الواردة في الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، وهذا ما يفسر تريثها بتأييدها إلى حين تلقيها الإيضاحات التي تطالب بها.
لذلك، فإن الوضع في جنوب لبنان سيدخل حالياً، وإلى أن يتقرر مصير المبادرة الأميركية للتوصل إلى وقفٍ للنار في غزة، في حالة من القلق الشديد؛ نظراً لأن التهدئة جنوباً ترتبط أولاً وأخيراً بعودة الهدوء إلى غزة، وبالتالي سيبقى الحذر قائماً ومفتوحاً على كل الاحتمالات، طالما أن الهدنة في القطاع ليست في متناول اليد.
وعليه، فإن المواجهة في الجنوب يمكن أن تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة إذا ما أقدم نتنياهو على مغامرة عسكرية يتوخى منها توسعة الحرب، ما يضطر «الحزب» للرد لمنعه من توسعتها، وهو أراد باستهدافه للعمق الإسرائيلي تمرير رسالة واضحة لتل أبيب بأنه لن يقف مكتوف اليدين، خصوصاً أنه أرفقها هذه المرة باستخدامه أسلحة متطورة لم يسبق له استخدامها، وأن لديه اليد الطولى، بالمفهوم العسكري للكلمة، لاستهداف مناطق تقع ما بعد حيفا.
والسؤال المطروح هو: هل جاء رد «الحزب» على اغتيال القيادي أبو طالب العبد الله بحجم المصاب الذي لحق به؟ وكيف سيتصرف من الآن وصاعداً بما يحقق له حالة من توازن الرعب تحسب لها إسرائيل ألف حساب إذا ما أقدمت على توسعة الحرب، في ظل الضبابية التي ما زالت تحاصر الجهود للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة؟
فالوضع في الجنوب يبقى متوقفاً على مصير الهدنة في غزة، ومن شأنه أن يرفع من منسوب التصعيد، وسط تزايد المخاوف من أن يخرج عن السيطرة، برغم أن الحزب يمارس أقصى درجات ضبط النفس، محتفظاً لنفسه بحق الرد على استهداف إسرائيل مناطق في عمق البقاع.
لذلك، لم يكن في وسع مرجع سياسي سوى القول، في معرض رده على أسئلة زواره: «قولوا لي ماذا سيحصل في غزة لأقول لكم إلى أين سيذهب الجنوب، من دون إدارة ظهرنا للاتصالات الجارية بين واشنطن وطهران، التي وقفت منذ اللحظة الأولى ضد توسعة الحرب، مع أن الكلمة تبقى أولاً وأخيراً للميدان».
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
ضربات “الحزب” الأكثر إيلاماً بين «عجز الكابينت» وحسابات الدول الرادعة
«الحراك الرئاسي» يأخذ إجازة الأضحى والكتائب في عين التينة.. وضغط إداري على الحكومة
قبل 72 ساعة من حلول عيد الأضحى المبارك، وعلى وقع عجقة اللبنانيين الآتين من الخارج لقضاء فرصة العيد في ربوع بلدهم، كان عبق الحرب يملأ الأجواء من نقاط بعيدة في شمال اسرائيل الى مسافات تتعدى الـ30 كلم عن الحدود الجنوبية باتجاه المناطق البعيدة في ضوء الردّ، الذي وصف بأنه الأكثر إيلاماً ضد جنود وقواعد ومواقع الاحتلال في شمال اسرائيل منذ 8 ت1 (2023)، وذلك في معرض الرد على اغتيال القيادي الرفيع في الحزب” طالب عبد الله مع عدد من رفاقه في بلدة جويا الجنوبية (قضاء صور).
ولليوم الثاني على التوالي، بقيت جبهة الجنوب من الناقورة الى مزارع شبعا امتداداً الى الجولان السوري في أوج المواجهة عبر هجمات اعلن عنها الحزب”، بالمسيَّرات الانقضاضية والصواريخ المتطورة، والدقيقة والتي استهدفت في معرض الرد الذي ما يزال مفتوحاً على اغتيال القيادي الرفيع في الحزب في جويا، وبالقرب من منزل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الجشي.
واعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موافقة بلاده على تأليف لجنة مع كل من اسرائيل والولايات المتحدة لمتابعة الوضع في جنوب لبنان وشمال اسرائيل.
وكشف مسؤول اميركي ان بلاده معنية لمنع التصعيد في الحرب سواء في غزة او جنوب لبنان، في وقت كان فيه مجلس الحرب في اسرائيل (الكابينت) يبحث الخيارات سواء عبر ضربة واسعة او الاكتفاء بما يجري، نظراً للتصاريح التي تلقاها، من ان انفلات الحرب سيودي باسرائيل على نحو خطير.. فضلا عن التأثير سلباً على الدول الداعمة لها.
واليوم، تعقد الحكومة جلسة لها في السراي الكبير، وعلى جدول اعمالها تقرير البنك الدولي حول وضع النازحين السوريين، على وقع تهديدات بالعودة الى الاضراب من قبل موظفي الادارة.
واستكمالاً، لما تم بحثه بين الرئيس ميقاتي والرئيس الفلسطيني اوفد عباس عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد الى بيروت، فالتقى رئيس الحكومة في السراي الكبير، وتم التطرق الى مؤتمر الاغاثة في الاردن وطريقة انهاء الحرب في غزة.
على صعيد التحركات النيابية لتحريك الركود الرئاسي، اكد نائب كتلة الاعتدال الوطني سجيع عطية لـ«اللواء» أن التكتل يدعم أي مبادرة تصب في خانة تذليل المشاكل، وهناك تكامل مع المبادرات إنما المهم النيات الصافية،ويقول أن لبنان يستأهل أن تصب المواقف المنسجمة في سياق إتمام الانتخابات الرئاسية، موضحا أن من المهم وجود رئيس للبلاد كي يشارك في طاولة المفاوضات مستقبلا لاسيما بعد حرب غزة. وتوجه بالشكر إلى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعدما اكد الالتقاء على مبادرة التكتل.
وبعد زيارة الرئيس نبيه بري، اعلن النائب الكتائبي سليم الصايغ، ان ما هو مطروح فقط مبادرة الرئيس بري، وما تقوم به كتل «الاعتدال» و«اللقاء الديمقراطي» و«التيار الوطني الحر» هو شرح او تعامل مع المبادرة، كاشفا ان لا ضمانات بأن العملية الانتخابية ستُنتج رئيساً، ولا بدّ من التشاور مع قوى المعارضة من جديد.
باسيل: الضمانة من يحضر الحوار لا يقاطع جلسات الانتخاب
ورد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان «الضّمانة تكون بأن من يحضر الحوار يلتزم بعدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التّشاور محدودة، وأن تكون الجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول إلى نتيجة»، كاشفًا أنّه «بالنّسبة لتحويل الحوار عُرفًا قبل انتخاب أيّ رئيس، فهناك استعداد عند برّي والجميع بأن نعلن جميعًا أنّه ليس عرفًا بل استثناءً، تبرّره الظّروف الاستثنائيّة الّتي نمرّ بها والّتي تقتضي انتخاب رئيس».
وقال بعد الاعياد سنتواصل مع اللجنة الخماسية، واصفاً كل ضغط ايجابي او مفيد للبحث ولعدم الاستمرار في الفراغ..
ونقل عن باسيل ان التشاور للتوافق والانتخاب، والإنسحاب بجلسات متتالية على مدى ثلاثة ايام، على ان تتخلل كل جلسة اربع دورات انتخاب للتوصل الى نتيجة.
وكان باسيل اختتم جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
جعجع عند موقفه
وبقي رئيس حزب «القوات اللبنانية| سمير جعجع على موقفه بأن الموضوع ليس موضوع حوار، بل تعطيل انتخابات حتى تستجمع الممانعة كل اوراقها التي تمكّنها من انتخاب مرشحها الرئاسي.
كنعان وأموال المودعين
وعشية جلسة اللجنة المشتركة ذات الصلة باقتراحات قوانين، من بينها اقتراح قانون بضمان الحفاظ على اموال المودعين، معتبرا ان الانتظام المالي يجب ان يبنى على وقائع، داعياً لاعتبار ما يسمى بالخسائر، بالتزامات على مصرف لبنان والمصارف والدولة، وليس هناك من افلاس، حتى يجري الكلام عن توزيع الخسائر.
تهديد موظفي الادارة
وظيفياً، هدد تجمع موظفي القطاع العام بالعودة الى الاضراب وتعطيل العمل في الادارة العامة، «إذ لا يمكن ان نسمح بأن تقوم هذه الحكومة بتدمير الادارة العامة بهذا الشكل المستمر».
وطالب تجمع الادارة بادخال كافة المساعدات في صلب الراتب وتكريس مبدأ العدالة، وعدم التمييز بين ادارة واخرى، وطالب بالجهوزية للتصدي بانتظار ما سيصدر عن جلسة مجلس الوزراء.
الوضع الميداني
ميدانياً، وفي ضربات هي الاقوى والاعنف من نوعها منذ 8 ت1 الماضي، استهدف الحزب” بهجمات مركبة (صواريخ ومسيَّرات) 6 ثكنات ومواقع للجيش الاسرائيلي في شمال اسرائيل والجولان..
كما استهدف الحزب ثلاث قواعد، بينها قاعدة، قال انها تضم مقراً استخباراتياً وظيفته ادارة الاغتيالات.
كما اعلن الحزب” عن قصف انتشار لجنود العدو في تلال كفرشوبا، كما قصف انتشاراً في حرش عداثر.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي شن عصر امس عدوانا جويا بـ3 غارات مستهدفا نهر يحمر الشقيف لجهة دير سريان.
كما نفذ الطيران المعادي بعيد منتصف ليل الاربعاء -الخميس عدوانا جويا حيث شن غارتين متتاليتين مستهدفا بلدة عيتا الشعب، واتبعهما بغارة مستهدفا بلدة عيناتا، ثم بغارة على المنطقة الواقعة بين بلدة عيترون و مدينة بنت جبيل.
وتزامن ذلك مع غارة معادية نفذتها مسيَّرة بصاروخ موجَّه مستهدفة منزلا في محيط جبانة بلدة عيناتا، مما ادى الى تدميره، وافيد عن وقوع اصابة.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
40 دقيقة تحول الشمال الى «جحيم» وواشنطن ترسم «خطوطا حمراء» للتصعيد!
اعنف هجوم للمقاومة على مواقع حساسة… هل ارتكبت «اسرائيل» خطأً استراتيجيا؟ – ابراهيم ناصرالدين
لليوم الثاني على التوالي تحولت مستوطنات شمال فلسطين المحتلة الى «جحيم» بعد هجوم هو الاقسى منذ اندلاع المواجهات في الثامن من تشرين الاول الماضي حيث شن الحزب” هجوما مركبا بالمسيرات والصواريخ استمر لنحو 40 دقيقة متواصلة على 9 مراكز امنية وعسكرية في اطار الحساب المفتوح على غارة جويا، وكانت كـ «بروفة» لما يمكن ان تكون عليه الامور في حال اندلعت حرب شاملة. وانعقد مجلس الحرب الاسرائيلي على وقع انعدام الخيارات، وتكررت التهديدات بالرد «بقوة» على هجمات المقاومة. وفيما تحدث وسائل اعلام اسرائيلية عن ردود الحزب” القاسية، ولكن المنتقاة بذكاء شديد لعدم خروج الامور عن السيطرة، الا انها شككت في صحة حسابات القيادة السياسية في «اسرائيل» التي اتخذت قرار اغتيال الشهيد «ابو طالب»، مشبهة الامر بما حصل عندما اخطات في حساباتها عندما تم استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، ما قد يدفع الامور الى «الهاوية»، وهو امر يثير قلقا جديا في واشنطن التي عبرت بالامس عن قلقها من تدهور خطر لا تريده، ولهذا استنفرت مسؤوليها العسكريين والسياسيين لكبح التصعيد الاسرائيلي ومحاولة خفض التوتر الى حدود مقبولة ريثما تتبلور «الصفقة» الموعودة في غزة والتي تشهد المزيد من التعقيد. وقد كانت»اللا» الاميركية واضحة خلال الساعات القليلة الماضية بعدما طلبت واشنطن من «اسرائيل» عدم توسيع الحرب على لبنان، لانها لا تريد المغامرة بحرب اقليمية قبل الانتخابات الرئاسية، ولا تريد توسيع المواجهة ضد الدولة اللبنانية.
في هذا الوقت، يدخل الحراك السياسي «العقيم» رئاسيا، في غيبوبة عطلة عيد الاضحى بدءا من اليوم، بخلاصة غير منتجة على الصعيد العملاني. وحده رئيس مجلس النواب نبيه بري يمكنه الحديث عن تحقيق مكاسب سياسية في مصلحته، بعدما عادت «عين التينة» محجا لكافة القوى السياسية، باستثناء القوات اللبنانية التي باتت وحيدة ومعزولة تغرد خارج سرب الحوار او التشاور، بعدما التحقت «الكتائب» امس بركب التواصل مع رئيس المجلس. اما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي عرض بالامس نتائج حراكه السياسي دون ان يشرح كيفية ترجمته عمليا، فقد طغى عليه «الغزل» الواضح تجاه بري، وهو خطوة يعتبرها «التيار» صفحة جديدة في العلاقة لا بد منها لكسر الحلقة المفرغة، وتراها مصادر مطلعة انتهازية سياسية وبداية عملية «بيع وشراء» لالغاء ترشيح سليمان فرنجية، فيما تراها مصادر معارضة محاولة واضحة لعزل القوات اللبنانية، واختصرت المشهد بالقول «الله يستر»!
القلق الاميركي
وامام تدهور الاوضاع جنوبا، اكد مسؤول أميركي كبير لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على «الحدود الإسرائيلية اللبنانية». وشدّد على السعي إلى منع الوضع على الحدود اللبنانية من التحوّل إلى حرب شاملة، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال. ووفقا لمصادر دبلوماسية، تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقلق بالغ من أن العنف المتصاعد في الأيام الأخيرة سيتدهور إلى حرب شاملة. وهي تسعى جاهدة لمنع ذلك، في خضم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
«الخطوط الحمراء» الاميركية؟
ووفقا لموقع «اكسيوس»، فان حرباً شاملة مع الحزب” من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وتجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع. وبرايه بات البيت الأبيض على قناعة بان وقف إطلاق النار في غزة هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يخفف بشكل كبير من تصعيد التوترات على الحدود «الإسرائيلية ـ اللبنانية». لكن ما يخشاه الاميركيون هو ان تتفلت الاوضاع من ضوابطها وتنزلق الى الحرب الشاملة التي لن تنحصر مفاعيلها بالساحة اللبنانية فحسب، بل ستشعل المنطقة برمتها ولن تتمكن حينئذ ادارة الرئيس جو بايدن من احتواء الصراع العسكري ، لا سيما مع ايران. ولهذا اتصل وزير الدفاع لويد أوستن بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت وناقشا الوضع مع لبنان، وطلب منه بوضوح عدم توسيع الحرب راهنا، وعدم استهداف الدولة اللبنانية. وقد بات واضحا ان ادارة بايدن وضعت «خطوطا حمراء» وهي لا تريد حربا قبل الانتخابات في تشرين الثاني المقبل وتعمل جاهدة «لصفقة» في غزة توقف المواجهة على الجبهة الشمالية.
ماذا يريد الحزب”؟
وفيما اكدت القناة 12 الإسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي اوصى المستوى السياسي بإنهاء عملية رفح في أسرع وقت ممكن والتقدم بالهجوم ضد لبنان، توقعت صحيفة «هآرتس» الا يكون الهجوم امس الأخير ردا على عملية الاغتيال في جويا. ولفتت الى ان ما يحصل تجاوز لمقاربة معادلة الرد التي يتبعها السيد نصر الله منذ سنوات، لكنه حتى الآن لا يظهر انه يريد تحطيم مطلق لقواعد الاشتباك، لكن الخشية في اسرائيل هي اصرار الحزب” على محاولة المس بشخصية إسرائيلية رفيعة المستوى في عملية ثأر ردا على اغتيال «ابو طالب».
هل اخطات «اسرائيل» استراتيجيا؟
ولفتت الصحيفة الى ان استراتيجية «إسرائيل» أمام الحزب” عالقة منذ فترة طويلة، حيث الإنجازات التكتيكية الكثيرة لن تصل إلى موقف تفوق حقيقي في القتال. واشارت الى ان اغتيال «ابو طالب» يعكس نموذج عمل معروف: خلق فرصة عملياتية واستخبارية، ويتم اتخاذ قرار التصفية، لكن لا يتم بالضرورة فحص كل الجوانب الاستراتيجية. ولفتت الصحيفة الى انه في بداية نيسان الماضي، كان اغتيال الجنرال الإيراني حسن مهداوي في دمشق قد جر «إسرائيل» إلى مواجهة غير مسبوقة مع إيران، التي أطلقت فيها الأخيرة على «إسرائيل» حوالى 330 صاروخاً ومسيرة. في هذه المرة، إيران ليست في الصورة، وانما الحزب” الذي رفع نسق المواجهة ولهذا من المهم معرفة إذا ما تم اتخاذ الابعاد الاستراتيجية قبل الموافقة على عملية الاغتيال، والا سنكون امام حالة «ذيل كلب» مهتز مرة أخرى.
الجيش الاسرائيلي «محبط»
ولفتت «هآرتس» الى ان الجيش الاسرائيلي محبط ويتعرض للانتقاد، وبعد ذلك يقوم بعملية – ناجحة بحد ذاتها من ناحية عملية، لكنها قد تقربه من شفا الحرب، دون أن يناقش المستوى السياسي نتائجها بجدية خصوصا ان الاوضاع الميدانية قد تدفع الطرفين نحو حرب شاملة.
اختيار اماكن استراتيجية
بدورها أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنّ ما يفعله الحزب” لا يظهر فقط قوة الأسلحة الدقيقة التي كدّسها منذ حرب عام 2006، بل أظهر أيضاً ترتيب أولوياته المدروس في اختيار الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحزب” يهاجم من وقت إلى آخر مصانع أمنية مهمة في الشمال، مثل معهد «ديفيد» في «هكريوت» التابع لرفاييل، والمنشآت التي تنتج الأسلحة في جميع أنحاء الجليل. ولفتت الصحيفة إلى أن مصانع ومجمعات إنتاجية وتطويرية كبيرة جداَ تنتشر في جميع أنحاء الشمال، كجزء من الصناعات الأمنية الإسرائيلية، وبالتوازي مع أهميتها وضرورة استمرارها في العمل أثناء الحرب، فإنّ إن بيانات مواقعها وحجمها، بما في ذلك الاستراتيجية منها مثل «إلبيت» و «رفائيل»، معروفة ومنشورة على الإنترنت، وبالتالي فهي في هذه النواحي أهداف سهلة للضرب.
الصواريخ الذكية
وأكدت الصحيفة أنّ إنتاج وتطوير الصواريخ بجميع أنواعها لسلاح الجو والقوات البرية، والقنابل الذكية، والطائرات المسيّرة التجسسية والهجومية، وأنظمة الدفاع النشطة، تنتشر في جميع أنحاء الشمال. وتوقعت «يديعوت أحرونوت» أن يوجه الحزب” السلاح الأكثر أهمية الذي خزنه في العقد الماضي، والذي لم يستخدمه بعد، ضد هذه المصانع، وهو مئات الصواريخ الدقيقة، ذات الرؤوس الحربية التي يمكن أن تحمل ما يصل إلى طن من المتفجرات.
صواريخ «ياخونت»؟
ووفقاً لتقديرات جيش الاحتلال، يمتلك الحزب” أيضاً صواريخ «ياخونت» الروسية، المخصصة أكثر لمهاجمة أهداف على الساحل أو في البحر، مثل منصات الغاز الإسرائيلية والقاعدة البحرية في حيفا، وهي فعّالة على مدى مئات الكيلومترات، لذا فإن نطاق هجومها يمكن أن يصل أيضًا إلى ميناء «أشدود» والقاعدة البحرية القريبة.
خطر «المسيرات»
وأكدت الصحيفة ايضا أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لمواجهة تهديدات الصواريخ الدقيقة والثقيلة، وأسراب الطائرات المسيّرة الانتحارية، التي يحتوي كل سرب منها على عشرات الطائرات المسيّرة، وهي أيضاً خطوة لم يستخدمها الحزب” بعد، وذكّرت الصحيفة بفعالية هذا النوع من الأسلحة في هجوم «حرفيش» الذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
الهجوم الاوسع
ميدانيا، اعلن الحزب” امس أنه شنّ هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات على تسعة مواقع عسكرية على الأقل في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، في عملية متزامنة جاءت رداً على اغتيال الشهيد طالب عبدالله. كما اعلن الحزب انه شن هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات حيث استهدف بصواريخ الكاتيوشا والفلق ست ثكنات ومواقع عسكرية.وأضاف انه بالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً على ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة تضم مقراً استخباراتياً مسؤولاً عن الاغتيالات. اهم المواقع المستهدفة «مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل، قاعدة دادو (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات) وثكنة كاتسافيا (مقر قيادة اللواء المدرع النظامي السابع التابع لفرقة الجولان 210).
اضرار في المستوطنات
وافادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن هجوماً مشتركاً تضمن 150 صاروخاً وطائرة مسيّرة وصواريخ مضادة للدروع، استمر لمدة نصف ساعة من جنوب لبنان باتجاه شمالي فلسطين المحتلة. واقرت بوقوع أضرار مباشرة في أحد المباني في كيبوتس «يرؤون» في الشمال، بالإضافة إلى اندلاع 15 حريقاً في الجولان والجليل في أعقاب صليات الصواريخ. واشارت ايضا الى سقوط صواريخ في مستوطنات «روش بينا»، و «شمير»، وتسجيل إصابة مباشرة في صفد، حيث تلقت المدارس توجيهات بإنهاء العام الدراسي. كما أشارت إلى تقارير حول وجود عدة إصابات في مستوطنة «كتسرين» في الجولان..
واعلن الحزب” انه استهدف موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية واصابه إصابة مباشرة. في المقابل، شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات استهدفت اطراف مرجعيون لجهة دبين وجبل الريحان، والمحمودية في اطراف العيشية. وشن الطيران المعادي غارة استهدفت ايضا اطراف بلدة حاريص واخرى على حرش بركات، واطرف جديدة مرجعيون الشمالي، وكذلك عيتا الشعب .
قتلى وجرحى اسرائيليون
واعلنت المقاومة ايضا استهداف آلية «همر» عند مثلث «قدس يفتاح يوشع» بصاروخ موجه واكد إيقاع من فيها بين قتيل وجريح، واكدت المعلومات الاسرائيلية سقوط 4 إصابات جراء استهداف المركبة بصاروخ موجه اثنان في حالة خطرة.
مراوحة رئاسية
داخليا، مراوحة رئاسية على الرغم من كثرة المبادرات، ووفقا لمصادر مطلعة لا تزال المقاربات مختلفة بين القوى المؤثرة، والجميع يحاول تلميع مواقفه للايحاء بانه منفتح على الحلول، فيما لا تزال الامور عند المربع الاول في غياب النيات الحقيقية لانتخاب رئيس في وقت تشهد المنطقة اعادة ترتيب لموازين القوى في ظل حرب مفتوحة في غزة والمنطقة. اما ما يمكن ان تحمله فترة ما بعد العيد فمحاولات لتوحيد المبادرات لمحاولة احداث الخرق، و «جسر الهوة» بين معارضي الحوار والمروجين له، فيما اهم نقطة عالقة حتى الان هي البحث عن التزام كامل الكتل عدم خروج 86 نائبا من جلسات الانتخاب المتكرر بعد الحوار.
المزيد من العمل!
في هذا الوقت، اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي، ووفقا لمصادر مطلعة، كرر رعد مواقف السيد نصرالله بعدم ربط انتخاب الرئيس بحرب غزة ونتائج المواجهة في الجنوب، اما باقي الملفات بين التيار والحزب” فتحتاج الى الكثير من العمل لاعادة وصل ما انقطع.
نتائج جولة باسيل؟
من جهته، عرض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في مؤتمر صحافي نتائج تحركه باتجاه القيادات السياسية في الموضوع الرئاسي»، وقال ان الضمانة تكون بأن من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة». واشار باسيل الى انه من الطبيعي أن يترأس بري جلسات التشاور الذي لن يكون عرفاً بل تفرضه الظروف. وقال «ان الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيام والدورات 4 في كل جلسة كما طرحنا حصر الترشيح بشخصين اذا لم نصل بعد 12 دورة الى نتيجة. ورأى أن «البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيف مع الفراغ وعدم التسليم به.
الكتائب عند بري
وفي زيارة لافتة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من حزب الكتائب اللبنانية ضم نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ والنائب نديم الجميل في عين التينة. واعلن الصايغ انه اراد ان يسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية. واضاف: فهمنا اليوم ان لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان ولا يمكن لفريق ان يقول انا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا ان هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب الى رئيس توافقي يبقى التفتيش عن المخارج.
مقاربة جعجع
من جهته، أصدر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيانا ذكّر من خلاله بمبادرة عرضها على موفد الرئاسة الفرنسية السيد جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة للبنان تحمل ثلاث مقاربات تشاورية وما زالت حتى اللحظة بانتظار الأجوبة عليها. وهي مقاربات توفِّر متطلبات الحوار الجدي والفعلي من دون المساس بالدستور والثوابت.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
أعنف هجوم صاروخي «للحزب » وإسرائيل تحمّل لبنان وإيران المسؤولية
الشرق – لا صوت يعلو فوق اصوات المدافع وهدير الطائرات الحربية وصواريخ المسيرات الدقيقة. كل شيء يوحي بأن الحرب قاب قوسين أو أدنى والجبهة الجنوبية الملتهبة لن تبقى وحدها ساحة معركة بين اسرائيل والحزب”.
امس، واعتبارا من ساعات الظهر الاولى، استكمل الحزب رد فعله على اغتيال قائده الميداني الابرز «ابو طالب» وثلاثة من عناصره في جويا، فشن اوسع هجوم على الداخل الاسرائيلي منذ بدء الحرب معلنا «استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات اصابت الاهداف بدقة».
ومقابل تصعيد الميدان، جمود سياسي لم تفلح كل المبادرات والجولات النيابية في كسره، فبقي القديم على قدمه والتعقيد على عقدته عشية الذكرى السنوية الاولى على آخر جلسة رئاسية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 حزيران 2023.
قلق اميركي
وقال مسؤول أميركي كبير لـ»رويترز» إن الولايات المتحدة تشعر «بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية».
وشدّد على السعي إلى «منع الوضع على الحدود اللبنانية من التحوّل إلى حرب شاملة»، لافتاً إلى أن «وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال».
باسيل
في الداخل، خفتت التحركات على الضفة الرئاسية. وقبيل مؤتمر عقده عند الخامسة لشرح نتائج جولته على القوى السياسية، اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
وفي مؤتمره الصحافي قال: «انطلقنا من بكركي، ثم التقينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبني معه علاقة إيجابية لصالح البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد». وتابع: «الضمانة تكون بأن من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة».
وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفا قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان أنه ليس كذلك، وأن هناك ظرفا استثنائيا يقتضي انتخاب رئيس». وأضاف: «لقاء الصيفي كان فيه الكثير من الصراحة والود، فنحن نتفهم الهواجس. لقد قلنا إننا لا نتنازل عن أي شيء ولا عن مرشحنا الذي تقاطعنا حوله.
وإذا لم يحصل التوافق، نكمل بمرشحنا أو نتفق على مرشح آخر». ورأى أن «البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال: «نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيف مع الفراغ وعدم التسليم به».
الكتائب عند بري
الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من حزب الكتائب اللبنانية ضم نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ والنائب نديم الجميل في عين التينة.
واعلن الصايغ على الاثر، «أردنا ان نسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية… ونرى ان ليس هناك حتى اليوم من كفالة او ضمانات ان العملية الانتخابية ستنتج رئيسا توافقيا»، لذا لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية بدءًا بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على الوزير جهاد ازعور والقوى الاخرى للخروج من المأزق». واضاف: فهمنا اليوم انه لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان ولا يمكن لفريق ان يقول انا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا ان هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب الى رئيس توافقي ويبقى التفتيش عن المخارج.
عبد المسيح ينسحب
على صعيد آخر، أعلن النائب أديب عبد المسيح خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله «انسحابه بشكل كلي من كتلة «تجدد» التي تضم النواب ميشال معوض، فؤاد مخزومي وأشرف ريفي مع تأكيد بقاءه في صفوف المعارضة».
وقال «لم ألبس عباءة التبعيّة ولن ألبسها أبداً وقرّرنا أن نمدّ الجسور مع جميع القوى السياسية بهدف لمّ الشمل وتغليب لغة الحوار على لغة المقاطعة». أضاف: «تمكّنت ومخزومي من جمع جميع القوى خارج المعارضة كالتيار والحزب الإشتراكي إلا أنّه بعد سنتين من العمل الدؤوب السياسي هناك أبواق من طابور خامس أجهل نيّاتها همست في آذان الحلفاء، ما أدّى إلى إطلاقها تكهّنات من دون أن تسألني بشأنها».
واستكمل: «أعلن انسحابي اليوم من كتلة تجدد النيابية وأثمن جهود كلّ أعضائها وأعلن عن تأسيس مكتب سياسي يُطلَق قريباً ويضمّ شخصيّات كورانيّة على أن يتوسّع وهو ليس سيّاسيًّا إنّما مستقل وقراراته استراتيجيّة وسياسيّة».
وختم عبد المسيح «المعركة الأساسية كانت وستبقى مشروع بناء دولة وأنا جزء من هذا المشروع».
«إسرائيل» تهدّد الحزب” وتحمّل إيران ولبنان المسؤولية
حمّلت إسرائيل، امس، «الحزب”» وإيران ولبنان، «المسؤولية الكاملة» عن تزايد العنف على الحدود، وتعهدت بالرد على هجمات صاروخية كثيفة شنتها الميليشيا خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر خلال مؤتمر صحافي: «سترد إسرائيل بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها الحزب”». وأضاف: «ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك»، بحسب «فرانس برس». وأضاف مينسر: «لبنان والحزب”، بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في الشمال».
وتابع: «سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك، فإن إسرائيل ستستعيد الأمن على حدودها الشمالية».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :