افتتاحية صحيفة الأخبار:
ماذا أراد فرنجية بدعوته جعجع الى الترشح ومنافسته؟ برّي: الحوار وحده يأتي بـ86 نائباً لانتخاب الرئيس
يطارد الحظ العاثر مبادرات الكتل النيابية لايجاد مخرج لمأزق الاستحقاق الرئاسي. إما تقف في أول الطريق او في منتصفها. لكن ليس ابعد من ذلك. غالباً ما يصطدم بعضها ببعض فتُعطب تباعاً. لم يعد استمرار الشغور لغزاً بل معلوماً: الافرقاء المعنيون إما لا يريدون او عاجزون
انضم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اخيراً الى حَمَلَة المبادرات بعد كتلة الاعتدال الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي. ليس آخرهم ما ان تقدّم رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، الاحد، بمبادرته الاكثر جرأة غير المتوقعة: ان يضع نفسه وغريمه، في الشمال وفي الخيار وفي الماضي والحاضر والحسابات الشخصية كما في التحالفات، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وجهاً لوجه، بأن يدعوه الى الترشح – والواقع انه يُرشّح الخيار لا الشخص فحسب – ويذهبان والآخرون الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية: الاقل تمثيلاً للمسيحيين قبالة الاكثر تمثيلاً لهم.قبل طرح فرنجية اقتراحه، دارت المبادرات من حول المرشح المقبول وغير المقبول والواقعي والنموذجي والمفقود، ومن حول سبل التوافق على الوصول الى جلسة الانتخاب، بحوار او تشاور او من دونهما. قفزت مبادرة رئيس تيار المردة من فوق الجميع كي تعيد الاستحقاق الرئاسي الى نطاقه الدستوري الحق، وهو قاعة البرلمان بمرشحيْ الخياريْن العدويْن.
قبل هؤلاء جميعاً، كان رئيس المجلس نبيه برّي اول المبادرين عندما طرح منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون توافقاً على انتخاب الرئيس الخلف من خلال حوار وطني. منذ صيف 2022 لا تزال مبادرة برّي – وإن لم تشق طريقها الى التنفيذ – أمتن المبادرات التي تلتها: بين يديه صلاحية الدعوة وتحديد موعد الجلسات وتوالي الدورات، وبين يديه تحالفه مع حزب الله بوضع النواب الشيعة الـ27 عندهما. من دونهم لا جلسة انتخاب.
كلما طُرحت مبادرة من فريق قيست للتو بمبادرة برّي للحوار: مدى قربها منها او ابتعادها عنها. كلما ظهرت مبادرة جديدة اول ابوابها عين التينة دائماً. حيالها ليس لرئيس المجلس الا تأكيد تمسكه بمبادرته هو على انها الطريق الوحيدة الى انتخاب الرئيس.
سئل برّي في الساعات المنصرمة عن موقفه من المبادرات المتلاحقة حتى آخرها، فعقب: «الحوار الذي ادعو اليه هو الذي يأتي بالرئيس الجديد. من دون الحوار وان سمّوه تشاوراً لن يتوافر ثلثا المجلس لحضور الجلسة اياً تكن الدورات. الثلثان ملزمان لانعقاد الجلسة واقتراع الدورة الاولى كما لالتئام الدورات التالية وان فاز الرئيس بالاكثرية المطلقة. لن يُنتخب رئيس للجمهورية من دون 86 نائباً على الاقل حاضراً. اتفقت في ما مضى مع البطريرك (الراحل مار نصرالله بطرس) صفير على ان انتخاب الرئيس بثلثي الحضور بغية عدم التفريط بميثاقيته، ولئلا تستأثر طائفة دون اخرى او على حسابها بانتخابه. لم يحصل مرة في تاريخ انتخابات الرئاسة اللبنانية ان التأمت جلسة ليس فيها ثلثا النواب، سواء انتخب الرئيس في الدورة الاولى او الثانية او التي تليها».
يضيف برّي: «ضمانان اثنان اتوقع انبثاقهما من الحوار الذي ادعو اليه لسبعة ايام – وقد ينتهي في يومين -توخياً للتوافق العام، هما حضور 86 نائباً على الاقل وتبعاً لذلك مشاركة كتل المجلس وتعهدها عدم مغادرة القاعة، والاتفاق على الذهاب الى جلسة الانتخاب بمرشح واحد او لائحة بمرشحيْن او ثلاثة او اربعة ونهنىء الفائز بعدذاك. الحوار هو الغطاء السياسي للنصاب الدستوري للجلسة. سوى ذلك، من دون حوار مسبق، فان جلسة الانتخاب لن تكون الا على صورة تلك التي اجريناها 12 مرة. دورة اولى ثم يُفقد النصاب. عندما تتوافر ارادة الانتخاب بعد التوافق لن نعوز اكثر من الدورة الثالثة او الرابعة حداً اقصى لانتخاب الرئيس».
يفصل برّي بين الجلسات بدورات متتالية والجلسة الواحدة بدورات متتالية: «كل جلسة لا تنتهي بانتخاب الرئيس سأقفل محضرها وأدعو في موعد تالٍ الى جلسة اخرى اياً تكن دورات الاقتراع التي تتطلبها. لن اوافق الا على اربع دورات اقتراع حداً اقصى. ما حصل في الجلسات الماضية سيتكرر الآن وفي ما بعد الى ان نتوافق. إقفال المحضر حتمي وضروري لحفظ حق المجلس في ان يلتئم ويُشرّع ويحول دون تعطيله بسبب تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية».
ما لا يجد رئيس البرلمان تبريراً له، الموقف السلبي للكتل المعارضة سواء من دعوته الى الحوار او انكارهم عليه وعلى حليفه حزب الله ترشيح فرنجيه للرئاسة: «لدينا مرشحنا وهو ماروني ولا حاجة الى التعريف به، ويمكن ان يكون لديهم مرشح او اكثر ونذهب اذذاك الى جلسة الانتخاب. عوض مطالبتهم بسحب ترشيح فرنجية – ما لا يملكون حق المطالبة به – حريٌ بهم الذهاب الى الجلسة بمرشح او اكثر. الوصول الى اللائحة التي تُدرَج فيها اسماء المرشحين جميعاً وبموافقة الافرقاء جميعاً، لن تبصر النور بلا حوار».
مع ذلك جرّ فرنجية الاستحقاق الرئاسي الى موقع غير محسوب. لا صلة له بالحوار الذي يدعو اليه رئيس المجلس، ولا بأي من المخارج التي تنادي بها المبادرات المتداولة. ابسط ما يقال في ما طرحه في ذكرى مجزرة اهدن انه انزال طرفيْ النزاع الى المنازلة المباشرة:
1 – للمرة الاولى على نحو غير مرتجل، يُبرز عزمه على خوض حملة ترشيحه، غير مكتفِ بما يفعله حليفاه برّي وحزب الله اللذان خاضا ولا يزالان منذ آذار 2023 معركة ايصاله الى رئاسة الجمهورية. هذه المرة يخوض حملته بعدّته بواجهة مسيحية مارونية لا بلافتة شيعية يتكل عليها. يذهب الى خصومه ومنافسيه الموارنة مباشرة من غير ان يُدخل الثنائي الشيعي في نزاع ماروني – ماروني على السلطة.
2 – ليس اطراؤه جعجع، مناوراً او جاداً، وترشيحه لمنافسته في الاستحقاق الا تعمّد استفزاز باسيل وتأكيد خصومتهما واللعب على وتر عداء باسيل – جعجع. ان يقول ان الثاني لا الاول هو خصمه الحقيقي المعتدّ به، المستحق المواجهة، الاكثر تمثيلاً للمسيحيين وإن هو عدو ماضيه وحاضره. يأخذ فرنجية في الحسبان تناقص كتلة التيار الوطني الحر بخروج ثلاثة نواب منها حتى الآن هم السنّي محمد يحيى والارمني جورج بوشكيان الذي سينضم خلال ايام الى كتلة النائب طوني فرنجية والارثوذكسي الياس بو صعب، ما يجعل كتلة جعجع تتقدم عليها في عدد اعضائها، اضف تقدّمها السابق في الاصوات التفضيلية المسيحية في انتخابات 2022.
3 – ما لم يفعله جعجع في الاستحقاق الحالي، مع انه فعله في جلسة 23 نيسان 2014 باعلان ترشحه معطوفاً على برنامج، وفّره عليه فرنجية بما هو اشقّ على جعجع من ترشيحه: تحديه له ان يترشح في مرحلة يقدّم رئيس حزب القوات اللبنانية نفسه على انه زعيم المعارضة المسيحية والعدو الاول لحزب الله والمناكف الاعلى نبرة لرئيس البرلمان، كي يستنتج فرنجية انه الأحق في منافسته. ـما التحدي المضمر، فإظهار فرنجية جعجع انه اضعف المرشحين المفترضين لافتقاره الحتمي الى مَن اعتادهم حلفاءه بين عامي 2005 و2016: سنّة الرئيس سعد الحريري يأخذون عليه طعنه اياه، ودروز وليد جنبلاط حذرون منه. اضف صعوبة ان يعثر على تقاطع يشبه الذي اعطي لترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.
4 – لأن جعجع يصفه انه مرشح حزب الله، يرشّح فرنجيه عدو الحزب، ويقول له في ذكرى مقتل عائلته في 13 حزيران المتهم منافسه بالجريمة، انهما وحدهما قادران على ضمان التئام الثلثين في الجلسة للذهاب من ثم الى الانتخاب. اما ما لم يقله هذا الترشيح فالغاء الاسماء الاخرى المحتملة واولها قائد الجيش العماد جوزف عون.
***********************
افتتاحية صحيفة البناء:
مجلس الأمن يصوّت لصالح قرار وقف دائم لإطلاق النار في غزة.. وحماس ترحّب
واشنطن عدّلت نص مشروعها 3 مرات لتجنب الفيتو… وروسيا تمتنع و14 أيّدوا
تل أبيب تواجه مخاطر التفكك السياسي… ومصير حكومة نتنياهو على المحك
بعد أسبوع من محاولة تمرير مشروع قرار يؤيّد مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن حول غزة، نجحت واشنطن بالحصول على تصويت 14 دولة من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن الدولي، وامتناع روسيا عن التصويت دون استخدام الفيتو، وذلك بعدما اضطرت واشنطن لإدخال تعديلات جوهرية على نص مشروع القرار لتفادي الفيتو الذي لوّحت به روسيا والصين، وتضمّن النص المعدل الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي دعوة واضحة لإنهاء الحرب وليس فقط وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات على التهدئة المستدامة، ودعوة لانسحاب شامل لقوات الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة، وليس الانسحاب من المناطق المأهولة فقط، وبدلاً من دعوة حماس للقبول ودعوة الدول إلى الضغط عليها للقبول، توجّه القرار لكل من كيان الاحتلال وحماس لتنفيذ بنود القرار، وفيما علّق المندوب الروسي على القرار بالتشكيك في الكلام الأميركي بالموافقة الإسرائيلية مستعيداً كلام نتنياهو عن مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، مفسراً سبب امتناع موسكو عن التصويت، وبعد صدور القرار بدقائق أصدرت حركة حماس بياناً رحّبت فيه بالقرار، وأعلنت استعدادها لمواصلة البحث مع الوسطاء سعياً لتفاوض يؤدي الى تنفيذ بنود القرار، بينما خيّم الصمت على موقف حكومة كيان الاحتلال، بعدما تحدّث الأميركيون على مستوى الرئيس ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي قرابة مئة مرة عن المقترح كمقترح إسرائيلي. وقالت مصادر إعلامية في الكيان إن نتنياهو بادر للقول لأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركية خلال لقائهما أمس، إن حكومته ترفض نص مشروع القرار.
بانتظار ما سوف تقوله حكومة نتنياهو وقد صارت الكرة في ملعبها، يبدو حال هذه الحكومة من سيئ الى أسوأ، وبعد انسحاب عضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة، يبدو وضع الحكومة حرجاً في التصويت على مشروع قانون الجندية، الذي يواجه رفض جماعات الحريديم الانخراط في الجيش، ومعارضة وزير الحرب في حكومة نتنياهو يوآف غالانت لمقترح تقدّم به نتنياهو يعفي فيه الحريديم من الخدمة في الجيش.
توزع الاهتمام أمس، بين حراكَي اللقاء الديموقراطي والتيار الوطني الحر. لكن المعطيات تشير الى أن الحركة الرئاسية هي حركة الوقت الضائع بانتظار ان تنضج تسوية ما.
ومن عين التينة اكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنه لا يطلق مبادرة جديدة، بل يدعو الى استغلال الفرصة الجدية السانحة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي رد غير مباشر على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تحدّث أمس عن تسوية خارجية، رأى باسيل أن الكلام عن انتظار تسويات خارجية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي هو أمر غير عقلاني.
وأفادت معلومات أن «بري يُصرّ على أن يسبق أي انتخاب لرئيس الجمهورية حوار يترأسه بنفسه». وتابعت مصادر عين التينة: «قول البعض إنه لن يشارك في حوار يترأسه برّي «كلام معيب». وأعلن رئيس مجلس النواب أن باسيل «حكى بالتوافق وأيد الحوار بآليتي وبرئاستي ومن هالناحية جبران أفضل من غيره».
وأشار بري إلى أن «باسيل لم يذكر أي أسماء مرشحين» وعن فرنجية قال لي «ما رح نمشي فيه».
ورداً على سؤال حول حوار من غير «القوات» قال بري إن «الحوار يلي دعيت اليه الكل بيعرف قواعده ولنوصل ليها منصلي عليها».
وليس بعيداً، أكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، فصل العمليات العسكرية عن الاستحقاق الرئاسي، والاستعداد لعملية الانتخاب فور حصول التفاهم اللبناني، مجدداً اعتبار فرنجية خياراً أول. أما عن الخيار الثالث، فقال: قبل الحديث عن ذلك، فليتفقوا على إجراء الحوار.
في المقابل، ترفض القوات اللبنانية الحوار بالصيغة التي يطرحها رئيس مجلس النواب، وتؤكد مصادرها عدم جواز اعتماد الأعراف والتسليم بعرف اجراء الحوار كمدخل لانتخاب رئيس، فهناك قواعد دستورية يفترض الالتزام بها.
وواصل «الاشتراكي» جولته على القوى السياسية. في الإطار نفسه، زار رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، الذي استقبل أيضاً نواب من المعارضة، وفداً من التيارالوطني الحر برئاسة باسيل الذي قال نحن امام حلّين إمّا الذهاب إلى التشاور سويًّا وانتزاع ضمانة من برّي بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس أو الاتفاق على المواجهة بمختلف السبل المتاحة، أمّا رفض الحلّين فهو تثبيت للوضع الذي يفرضه الثنائي الشيعي.
هذا ويزور «الاشتراكي» اليوم نواب تحالف التغيير ورئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي الذي يستقبل أيضاً باسيل على رأس وفد من التيار الوطني الحر.
واستقبل رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في دارته في بنشعي السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، وكان عرضٌ شامل لكل المستجدات السياسية والتطورات الميدانية في لبنان والمنطقة.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّه «لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. وذكر ان المادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سورية»، متسائلاً: «ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟».
وأمس، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المملكة الاردنية الهاشمية للمشاركة في أعمال مؤتمر «الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة» الذي بدأ أمس ويستمر حتى اليوم، بدعوة مشتركة من الملك الاردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
ميدانياً، ومع تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، كثّف حزب الله من عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، إما بصليات صاروخية أو بالإكثار من استخدام الطائرات المسيّرة المفخخة، ونجح في تجاوز القبة الحديدية. اذ أعلن حزب الله عن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة، وأصابهما إصابة مباشرة. ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة، وأصابه إصابة مباشرة وأوقع مَن بداخله بين قتيل وجريح، وموقع بياض بليدا بمسيّرة انقضاضية أصابت هدفها بدقة.
كما أعلن الحزب أنه «شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر القيادة المستحدث التابع للفرقة 146 شرق نهاريا (الذي انتقل من منطقة جعتون بعد قصفه سابقاً)، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده، وأصابها إصابة مباشرة، مما أدّى لتدميرها واشتعال النيران فيها وإيقاع أفراد العدو بين قتيل وجريح».
هذا وأعلن جيش العدو الإسرائيلي سقوط مسيّرتين مفخّختين تسللتا من لبنان في منطقة الكابري، ما أدّى إلى حريق وأضرار في المكان، فيما قال إنه اعترض مسيّرتين أخريين قبالة شواطئ نهاريا. وذكر أنه رصد إطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو «منارا» و»يرؤون» و»أفيفيم» و»مرغليوت» و»يفتاح»، مشيراً إلى أنّه رصد إصابة مبانٍ واندلاع حرائق. وقال إنه قصف بواسطة المدفعية بلدات عيتا الشعب وحانين وصالحاني.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحرب ليست حتميّة مع لبنان، وأن «إسرائيل» أبدت انفتاحها على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن، وقال المسؤول: «تصريحات قادتنا كانت واضحة بأن التصعيد قد يكون وشيكاً في لبنان».
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
تشابك الوساطات يعيد معادلات الأزمة الى الصفر
مع أن آمالا جدية وحقيقية لم تعلق أساساً على ظاهرة تكاثف الوساطات والتحركات وتشابكها لا سيما منها الداخلية المتصلة بأزمة الفراغ الرئاسي، فإن ذلك لم يحجب واقعياً السرعة اللافتة في اتضاح عقم هذه التحركات بل سرعتها في تظهير عمق التباينات والتعقيدات التي لا تزال تتحكم بهذه الأزمة بعد سنة وثمانية اشهر منذ نشوئها. بل إن ما أمكن استخلاصه من معطيات التحركات الأخيرة ووقائعها خصوصاً بعد “انضمام” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل في اليومين الفائتين الى هذه التحركات يمكن إجماله بأبرز النقاط الاتية:
أولاً: عادت بقوة معادلة التشدد في “الكباش” الحاد بين قوى المعارضة و”الثنائي الشيعي” حول موضوع “التشاور أو الحوار”، اذ شكل تشبّث رئيس مجلس النواب نبيه بري بشرطه ترؤس أي جلسة تشاور علناً وإعلامياً رسالة تصعيدية سرعان ما أدت إلى نتيجة سلبية لم تقتصر على “القوات اللبنانية” التي تشكل رأس الحربة المعارضة لأي تشاور أو تحاور برئاسة بري يكتسب اطار إقامة عرف مخالف للدستور، بل بدا أن قوى المعارضة مجتمعة أبلغت مساء أمس إلى جبران باسيل أنها لا تقبل بتشاور أو حوار برئاسة بري لأنه يضفي طابع التسليم بشرط غير دستوري. ويشكل ذلك تطوراً جديداً لجهة سقوط محاولات “تلاعب” القوى “الممانعة” على التمايز في سقف الموقف بين “القوات اللبنانية” وقوى المعارضة الأخرى، الأمر الذي يعيد هذه المسالة إلى النقطة الصفر.
ثانياً: أحيت السجالات التي نشأت بين كل من زعيم “#تيار المردة” #سليمان فرنجية والنائب باسيل الانطباعات السائدة بقوة حيال شبه استحالة أي توافق حول آلية توافقية يسعى باسيل نفسه، كما أصحاب الوساطات الأخرى مثل الحزب التقدمي الاشتراكي إليها، إذ سرعان ما تحوّل هذا السجال الى حملة نارية شنّها باسيل رداً على خصميه اللدودين، فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع معاً، ووصفهما بأنهما يتساويان بسوء الحسابات.
ثالثاً: ترسم التحركات الداخلية هذه جملة تساؤلات عما إذا كان دافعها ملء الوقت الضائع في انتظار معرفة مصير الوساطة الفرنسية كما الوساطة القطرية، فيما سيبرز تركيز الأنظار قريباً على زيارة سيقوم بها أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين للبنان وتبدأ في 23 من الشهر الحالي وما يمكن أن تحمله، علماً أن بارولين التقى قبل أيام في الفاتيكان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خصيصاً لهذه الغاية عشية زيارته للبنان.
جولات ومواقف
وفي أبرز وقائع هذه التحركات استكمل باسيل تحركه الذي بدأه الأحد الماضي في بكركي، بلقاء الرئيس بري في #عين التينة وأعلن أنه “تم التطرّق إلى التشريعات الضرورية وأهمية المناقشة بها وأكدنا عدم ربط الملف الرئاسي بما يحدث في الجنوب والمنطقة”. وأكد أنه “لا يمكن النجاح بانتخاب رئيس إلا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور أو الحوار للوصول إلى رئيس توافقي”.
أضاف: “أنا لا أحمل مبادرة وهذا ليس عملي بل مسؤوليتنا السعي مع الجميع عندما نرى فرصة مهما كان حجمها لتأمين الاستحقاق الدستوري”. ورد باسيل على فرنجية، قائلًا: “من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو رئيس حزب القوات سمير جعجع بدكم يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول … كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين”.
ومساء زار وفد من نواب “تكتل لبنان القوي” برئاسة باسيل، بيت الكتائب المركزي في الصيفي والتقى رئيس الحزب النائب #سامي الجميل مع وفد من نواب المعارضة الذي انضم إليه النائب غسان حاصباني. وأفاد مصدر أن “المعارضة ستُبلغ باسيل بأنّها لن تقبل بأيّ حوار يترأسه برّي والموقف سيكون ثابتاً حول رفض هذا الأمر”. وبعد اللقاء اكتفى باسيل رداً على سؤال عما إذا كان اقنع المعارضة أم نوابها أقنعوه بالقول “منشوف”.
وأفادت معلومات ان باسيل اقترح على نواب المعارضة اتجاهين: اما الذهاب الى التشاور معا وانتزاع ضمانات من بري بعقد جلسات متتالية ، او الاتفاق على المواجهة بمختلف الوسائل السياسية والإعلامية والتعبيرية معتبرا ان رفض الاتجاهين يعني بقاء الوضع على حاله كما يفرضه الثنائي الشيعي.
وأصدرت لجنة تنسيق نواب المعارضة مساء بيانا أكدت فيه ان “نواب قوى المعارضة يكررون تأكيدهم مجددا على انفتاحهم، السابق واللاحق، على المشاورات محدودة زمنيا كما تحصل حاليا، بعيدا عن اي تكريس لاعراف جديدة تخالف الاصول الدستورية، وغير مشروطة باي شكل من الاشكال، خصوصا لجهة فرض اسم مرشح بعينه، بحيث يقتنع الفريق الاخر بفتح ابواب المجلس النيابي امام جلسة انتخاب مفتوحة لرئيس للجمهورية وبالتزام الحضور من كافة الكتل، تطبيقا للمادة 74 من الدستور، التي تؤكد اجتماع المجلس النيابي بحكم القانون لهذه الغاية”.
وفي السياق، أفادت معلومات أن بري يصر على أن يسبق أي انتخاب لرئيس الجمهورية حوار يترأسه بنفسه، ونقل عن مصادر عين التينة “قول البعض إنه لن يشارك في حوار يترأسه برّي كلام معيب”. وفي المقابل، قالت مصادر “القوات اللبنانية” إنه “إذا أصر برّي فليدعُ الى حوار بمن حضر ومن يُريد المشاركة فليفعل ولكنّنا لن نسجّل ذلك على أنفسنا ولا نقبل بضمانات تُكرّس أعرافاً مخالفة للدستور والضمانة الوحيدة الالتزام بالدستور”.
وردت “القوات اللبنانية” على إعلان بري أن “التشاور هو الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإنه لا بد منه أولاً وثانياً وثالثاً”، فشددت على أن “التشاور الذي يقصده الرئيس بري بطاولة حوار برئاسته ليس إلزامياً، إذ لا يوجد أي نص دستوري يجعل من التشاور الممر الإلزامي”. وأكدت ان “التشاور في الاستحقاق الرئاسي يتم على قدم وساق منذ ما قبل الشغور الرئاسي، ولكن هذا التشاور اصطدم ويصطدم بحائط تعطيل الجلسات الانتخابية من جهة، والإصرار على مرشح أوحد من جهة ثانية على رغم عدم القدرة على انتخابه”، وقالت إن “السبيل لإخراج انتخاب الرئيس من الدوران في حلقة مفرغة سهل جداً وهو أن يدعو الرئيس بري لجلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، وأن يلتزم نواب الرئيس بري ونواب الممانعة بالمشاركة في الدورات كلها والإقلاع عن النهج التعطيلي”.
ومن جانبه واصل الحزب التقدمي الاشتراكي جولته على القوى السياسية، والتقى وفد من اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط رئيس الكتائب النائب سامي الجميل الذي اكد جاهزيته “لتخطي الشكليات شرط الا تخالف الدستور”. وسأل: هل هناك ضمانة في المضمون تؤكد انسحاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه والبحث بأسماء أخرى وأنه إذا فشل التوافق سنذهب إلى جلسة انتخابية ونحتكم للدستور؟”. وشدد على “أننا لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجيه قبل البدء في الحديث بالرئيس المقبل وإذا كان المطلوب فرض فرنجيه، فلسنا في وارد السير في هذا الاتجاه”، لافتاً إلى “أننا لسنا مستعدين للاستسلام”. ورداً على فرنجية اقترح الجميل “انسحاب الأقطاب الأربعة من المعركة بدل الترشح”، موضحاً “أننا نحن الأربعة طرف ولن نقدر أن ننتخب رئيس جمهورية يكون طرفا”.
في الجنوب
وسط هذه الأجواء، تواصلت التطورات التصعيدية في الجنوب حيث دخلت طهران مجدداً على الخط، فأكّدت عبر الخارجية الإيرانية أنّ “قوى المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدمت إسرائيل على أي مغامرة في لبنان”. وفي المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لـ”رويترز”: الحرب في لبنان ليست حتمية وأبدينا انفتاحنا على الجهود الدبلوماسية لباريس وواشنطن.
وتواصلت المواجهات، إذ اعلن “الحزب” أسقاط مسيرة اسرائيلية فوق اقليم التفاح بصاروخ ارض جو. وفيما أكد الجيش الإسرائيلي “إسقاط مسيّرة تابعة لسلاح الجو في سماء لبنان وهي الخامسة منذ بدء الحرب”، أعلن “الحزب” أنه “أثناء المراقبة والمتابعة الدائمة لحركة العدو في الأجواء اللبنانية، كمنَ مجاهدو المقاومة الإسلامية لمسيّرة من نوع هرمز 900 مسلحة بصواريخ لتنفذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها إلى دائرة النار استهدفها المجاهدون بأسلحة الدفاع الجوي قبل تنفيذ اعتدائها وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها”. وأفيد لاحقاً أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة مستهدفاً مكان وقوع المسيّرة في مرتفعات جبل الريحان. كما شنّ غارة أخرى مستهدفاً بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وأفيد عصراً عن غارتين جويتين على دفعتين على بلدة عيتا الشعب.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أمين سر الفاتيكان إلى لبنان في 23 الجاري بعد زيارة لودريان روما
المعارضة تُجهض مناورات باسيل: سابقة حوار بري “ما بتقطع”
ارتفعت أمس وتيرة المبادرات الداخلية لملاقاة الاهتمام الدولي والاقليمي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي. وتحرّك في وقت واحد «التيار الوطني الحر» و»اللقاء الديموقراطي» استكمالاً لما بدأه قبل أسابيع تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي. وكان لافتاً الاجتماع الذي عقدته المعارضة مساء أمس في بيت الكتائب المركزي مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل الذي استبق اللقاء بتأييد ما يطرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة ربط الاستحقاق الرئاسي بـ»حوار» يترأسه متخطياً الدستور الذي لم ينص إطلاقاً على هذا الربط. ويذكر أنّ باسيل صرّح بعد لقائه بري صباحاً: «لن ننجح في انتخاب رئيس دون نسج تفاهم، والتفاهم يكون على رئيس توافقي، ومن هنا كانت فكرة التشاور أو الحوار».
وردّ بري على «تحية» باسيل «بأحسن منها»، فصرّح أنّه «حكي بالتوافق وأيّد الحوار بآليتي وبرئاستي، ومن هالناحية جبران أفضل من غيره»، وأضاف: «باسيل لم يذكر أي أسماء مرشحين. وعن فرنجية قال لي ما رح نمشي فيه».
ورداً على سؤال عن حوار من دون «القوات اللبنانية «، قال بري: «الحوار يلي دعيت اليه الكل بيعرف قواعده ولنوصل ليها منصلي عليها».
وبعد الاجتماع المسائي أصدرت «لجنة تنسيق نواب قوى المعارضة» البيان الآتي: «اعتمد نواب قوى المعارضة، ومنذ اللحظة الأولى للاستحقاق الرئاسي، على الآليات الدستورية لإنجازه، فحضروا كافة الجلسات الانتخابية، وصوتوا خلالها لمرشح بعينه، ورحبوا بمساعي الدول الصديقة للبنان ولجنتها الخماسية، خصوصاً لجهة تماهي بيانها الأول في الدوحة مع مواصفات المعارضة للرئيس العتيد، أو لجهة تأكيد بيانها الأخير على صيغة التشاور للوصول الى تفاهم في مهلة زمنية محددة وواضحة.
لقد أبدى نواب قوى المعارضة تجاوبهم مراراً مع كل المبادرات، وانفتاحهم اليوم على التشاور مع «اللقاء الديموقراطي»، وأيضاً «التيار الوطني الحر»، الذي انتج في السابق تقاطعاً على مرشح وسطي. هذه المشاورات، كما يراها نواب المعارضة، تشكّل بحد ذاتها نموذجاً للتشاور المطلوب الذي يقرّب وجهات النظر بين الأفرقاء، ولكنهم حريصون على ألا تتحول الى عمليات تجميل لتغطية مخالفات دستورية، بصرف النظر عما إذا أصبحت أعرافاً، أم حصلت لمرة واحدة بتسليم من الجميع، وألّا تكون التفافاً على مبادرات اللجنة الخماسية، وعودة الى ما طرحه رئيس المجلس بشكل مبطّن وتخدم مقاربته، ومقاربة فريقه المنافية لقواعد الدستور، والتي تكرّر فرضها في العديد من الاستحقاقات السابقة، وأدت نتائجها الى الانهيار الذي نعيشه اليوم.
لقد سعى نواب قوى المعارضة الى التوافق على مرشح غير مرشحهم الأساسي، من خلال التقاطع مع أحد أطراف الفريق الآخر على مرشح وسطي، الذي نال ما يقارب 60 صوتاً في آخر جلسة انتخاب منذ عام تماماً، وما زال هذا التقاطع قائماً، وقد تكرر تأكيد ذلك من قبل كل المتقاطعين مراراً.
كل ذلك في سبيل إتمام الاستحقاق، وانتخاب رئيس للجمهورية، سيادي اصلاحي، يعيد انتاج السلطة بشكل شرعي وفعال ومنسجم، تمثل طموحات اللبنانيين باستعادة الدولة واصلاحها على كل الصعد.
بناءً عليه، يكرّر نواب قوى المعارضة تأكيدهم مجدداً على انفتاحهم، السابق واللاحق، على مشاورات محدودة زمنياً، كما تحصل حالياً، بعيداً عن أي تكريس لأعراف جديدة تخالف الأصول الدستورية، وغير مشروطة بأي شكل من الأشكال، خصوصاً لجهة فرض اسم مرشح بعينه، بحيث يقتنع الفريق الآخر بفتح أبواب المجلس النيابي أمام جلسة انتخاب مفتوحة لرئيس الجمهورية وبالتزام الحضور من الكتل كافة، تطبيقاً للمادة 74 من الدستور، التي تؤكد اجتماع المجلس النيابي بحكم القانون لهذه الغاية».
وفي رأي أوساط المعارضة، أنّ باسيل حاول إظهار دور «التيار» على مسرح المبادرات بهدف لفت نظر الولايات المتحدة التي تحض على انتخاب رئيس للجمهورية، لكن باسيل، بحسب هذه الأوساط يسعى في الوقت نفسه انطلاقاً من التصاقه بثنائي بري-»الحزب» الى تسويق مرشح يختاره الثنائي غير رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية كي يبرر تقاطعه مع عين التينة وحارة حريك. ما يبرّر لاحقاً ابتعاد «التيار» كلياً عن المعارضة.
في موازاة ذلك، وغداة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان حاضرة الفاتيكان، يقوم أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين، بزيارة لبنان في 23 حزيران الجاري للمشاركة في قداس احتفالي لمنظمة فرسان مالطا».
وأوضح مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ بارولين سيكرّر التأكيد على «أنّ لبنان يمثل الكثير بالنسبة للكرسي الرسولي، ويجب الحفاظ عليه».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: مبادرات ترفع أسهم الحوار الرئاسي
باسيل أعلن تأييده… والجميل يشترط عدم مخالفته الدستور
بيروت: كارولين عاكوم
أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل تقاربه مع طرح رئيس البرلمان نبيه بري المتسمك بالحوار في شأن انتخاب رئيس للجمهورية… وأكد بعد لقائه الاثنين على رأس وفد من نواب «التيار»، بري، ثم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل ونواباً في المعارضة في مقر الحزب، تأييده للحوار، وذلك في سياق الحراك الذي بدأه الأحد بالاجتماع مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقال باسيل بعد لقائه بري: «سنتواصل مع الجميع لطرح ورقة بأفكار محددة، إذا التزمنا بها فستكون لدينا فرصة جدية لجلسات انتخاب فعلية».
وأضاف: «أكدنا عدم ربط الملف الرئاسي بما يحدث في الجنوب والمنطقة، كما أنه لا يمكن النجاح بانتخاب رئيس إلا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور أو الحوار للوصول إلى رئيس توافقي».
وأوضح: «توافقنا على فكرة أساسية بأن التفاهم أفضل من الانتخاب»، عاداً أن عدم التوافق يعرض العهد للفشل، واقترح التشاور «من يوم إلى سبعة أيام لضمان الانتخاب بالتصويت لأنه أفضل من الفراغ، لكن الخيار الأساسي هو السعي من أجل التفاهم…».
وتحدثت مصادر نيابية في كتلة بري لـ«الشرق الأوسط» عن ارتياح الأخير لـ«زحمة المبادرات» التي أظهرت أن «معظم الكتل النيابية باتت أقرب إلى الاقتناع بالتشاور كممر إلزامي لانتخاب الرئيس تمهيداً للاتفاق على صيغة نهائية له»، مؤكدة في المقابل أن رئيس البرلمان «لن يتخلى عن صلاحياته». وفيما تشير إلى أن حزب «القوات اللبنانية» لا يزال الرافض الأساسي للحوار، تتحدث عن «ليونة» ما في موقف «الكتائب».
وتجدد المصادر التأكيد أن بري لم يقل يوماً «تعالوا لننتخب (النائب سليمان) فرنجية (رئيس تيار المردة مرشح الثنائي الشيعي)، والهدف ليس إقناع الطرف الآخر بمرشحه، بل دعا إلى الحوار للتوافق وانتخاب رئيس».
وفي موقف لافت له، أعلن رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل عن استعداده «لتخطي الشكليات شرط أن لا تخالف الدستور»، وذلك إثر لقائه وفد «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط.
وقال: «(الكتائب) لا تنتظر نتائج حرب، ولا تراهن على أي شيء من الخارج، إنما يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت»، معبراً عن استعداده «لتخطي الشكليات شرط ألا تخالف الدستور». وسأل: هل هناك ضمانة تؤكد انسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية والبحث بأسماء أخرى؟ وبأنه إذا فشل التوافق سنذهب إلى جلسة انتخابية ونحتكم للدستور؟ وشدد على «أننا لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجية قبل البدء في الحديث عن الرئيس المقبل، وإذا كان المطلوب فرض فرنجية، فلسنا في وارد السير في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى «أننا لسنا مستعدين للاستسلام».
من جهته، تحدث عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، قائلاً: «الظروف اليوم أصعب من الماضي، لكن النيات التي تبادلناها مع (الكتائب) تلتقي حول مستقبل لبنان ونظرتنا للخروج من الفراغ ومحاولة إيجاد الطريق للتشاور وانتخاب رئيس تسوية، والأمر يحتاج إلى مزيد من اللقاءات»، مؤكداً التعويل على النائب الجميل «لتسهيل الأمور لدى المعارضة».
ولاقت مواقف فرنجية الذي قال الأحد: «إذا أردنا الاستمرار بنظرية (التيار الوطني الحر)، بأن الرئيس يجب أن يكون له أكبر تمثيل شعبي، فيجب أن يكون رئيس (القوات) المرشح الطبيعي للتيار للرئاسة» ردوداً من الكتل المسيحية.
ورد باسيل إثر لقائه بري قائلاً: «من يريد أن يطرح نفسه أو جعجع رئيساً، عليه أن يعرف العدّ بشكل صحيح» (في إشارة إلى عدد النواب في الكتل النيابية)… كذلك، ردّ النائب الجميل على فرنجية، مقترحاً «انسحاب الأقطاب الأربعة من المعركة بدل الترشح»، قائلاً: «نحن الأربعة طرف ولن نقدر أن ننتخب رئيساً للجمهورية يكون طرفاً…».
وفي الإطار نفسه، ردت مصادر في «القوات» على فرنجية مثنية على «قوله الحقائق» وداعية إياه لإقناع فريقه للإقلاع عن سياسة التعطيل.
وقالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتبن فرنجية الترشيح إنما يقول إن التيار الذي أدخل البلاد في الشغور الرئاسي قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، تحت عنوان أن الاكثر تمثيلاً يجب أن يكون رئيساً عليه الالتزام بما قاله»، شاكرةً فرنجية «الذي يتحدث عن الحقائق»، ومطالبة إياه بأن يقنع حلفاءه «بالإقلاع عن سياسة التعطيل التي يقوم بها فريق الممانعة».
إلى ذلك، ردّ حزب «القوات» على ما قاله رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» في تصريحه الذي نشر الاثنين، أن «التشاور هو الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإنه لا بد منه أولاً وثانياً وثالثاً، (…)»، وأكدت في بيان لها: «أن التشاور الذي يقصده بري بطاولة حوار برئاسته ليس إلزامياً ولا يوجد أي نص دستوري بشأنه».
وشددت على أن «التشاور في الاستحقاق الرئاسي يتم منذ ما قبل الشغور الرئاسي، ولكنه يصطدم بحائط تعطيل الجلسات الانتخابية والإصرار على مرشح أوحد على رغم عدم القدرة على انتخابه»، مجدداً تأكيده ضرورة «أن يدعو بري لجلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، والإقلاع عن النهج التعطيلي».
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الرئاسة: حراكات واعتراضات ولا تفاهمات… بري: لغطاءٍ سياسي للنصاب والانتخاب
مسلسل طويل من مبادرات ووساطات خارجية، وحراكات داخلية توالت حول الملف الرئاسي، أمّا النتيجة فكانت أن تعثرت جميعها وتخبّطَت بفشلها. امّا هذا الفشل، وعلى ما يؤكد مسؤول كبير لـ»الجمهورية»، فمردّه إلى انّ تلك المبادرات والحراكات ارتدت في ظاهرها ثوب الدعوة العامة الى التوافق على رئيس للجمهورية، فيما هي في غالبيتها، إن لم تكن جميعها، تقاطعت في جوهرها على هدف وحيد، وهو الدفع نحو ما سُمّي «الخيار الرئاسي الثالث». ما يعني إخراج مرشّحين أساسيين من نادي المرشحين، لهم مكانتهم ورمزيتهم وحقهم قبل كل شيء في الترشح لرئاسة الجمهورية، لا سيما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. الذي من الطبيعي أن يقابل هذا المنحى بإصراره على مضِيّه في المعركة الرئاسية، وكذلك تأكيد ثنائي حركة «امل» و»الحزب» وحلفائهما على تمسّكهم بدعم ترشيحه، من دون ان يعني ذلك اعتراضهم على وجود مرشحين آخرين في المعركة، ذلك أن الحسم في نهاية الأمر تحدده اللعبة الديموقراطية والتصويت في مجلس النواب».
المسلسل مستمر
وتتوالى حلقات المسلسل، حيث سجّل الفرنسيون رقما قياسيا في المبادرات والحراكات. ومع ذلك، لم يستطيعوا، لا عبر الرئيس ايمانويل ماكرون ولا عبر صولات جان ايف لودريان وجولاته واستطلاعاته، أن يسوّقوا لخيار رئاسي، او أن يجذبوا مكوّنات التعطيل الداخلي إلى طاولة التوافق. وكذلك كان حال حراك اللجنة الخماسية التي يبدو انها قالت آخر ما لديها في البيان الذي تَبعَ اجتماع سفراء دولها في السفارة الاميركية الشهر الماضي. وقبلها الحراك القطري السرّي والعلني الذي تَسارَع ثم تباطَأ ثم انكفأ وجُمّد، ليعود في هذه الفترة الى تزخيم حضوره من جديد على الخط الرئاسي. وأيضاً حال الحراكات الداخلية التي جرّبت حظها في الميدان، وكانت النتيجة أن صاحَبَها الفشل، حتى قبل أن تتحرّك، خصوصاً أنّ تعامُل المكونات السياسية معها لم يكن سوى من باب رفع العتب، حيث انها لم تؤخذ أصلاً على محمل الجد.
حراك التيار
وفيما تابع اللقاء الديموقراطي لقاءاته في سياق مبادرته لبلورة نوع من التوافق، انطلق التيار الوطني الحر في حراك رئاسي، وحطّ رئيس التيار النائب جبران باسبل في عين التينة ووضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في صورة هذا الحراك الذي يرمي في جوهره الى انتخاب رئيس توافقي يطمئن كل الاطراف، وقادر على بناء الدولة وحماية لبنان، وتلحظ موافقة التيار على حوار او تشاور برئاسة بري كسبيل للاتفاق.
وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ جو اللقاء بين بري وباسيل كان جيدا، بَدا فيه رئيس التيار الوطني الحر مندفعاً الى الحسم السريع للاستحقاق الرئاسي، مع التأكيد على انه بقدر ما انّ الاتفاق على اسم هو ضروري، فإنّ الاتفاق على برنامج إنقاذي يوازيه من حيث الضرورة القصوى. وعكست المحادثات تجاوب باسيل مع التوجّه الى الحوار او التشاور بما يفضي الى تفاهم بين القوى السياسية.
واشارت المعلومات الى أنّ رئيس المجلس ظَلّ على تأكيده من أن الحوار او التشاور بين المكونات السياسية يشكّل الباب الاساسي لإتمام الانتخابات الرئاسية بالتوافق بين الاطراف، وهو في الوقت ذاته مع كل مبادرات او حراكات او جهود تساعد على تحقيق هذه الهدف، اي التوافق الذي من دونه لا مجال لحسم الانتخابات الرئاسية.
بري
واكد بري لـ»الجمهورية» انه «لا يرى ايّ مبرر لرفض البعض الحوار او التشاور، خصوصاً انّ هذا الرفض يُطيل من عمر الازمة الرئاسية». وقال إنّ «التوافق هو المطلوب اولاً واخيراً، والمبادرة التي أطلقتُها الى التشاور فيما بين المكونات السياسية، حَدّدتُ سقفها أسبوعاً، ولكن يمكن ان نتّفق في يوم واحد، سواء على رئيس للجمهورية إن أمكَن ذلك، وإن تعذّر ذلك نتّفق على اسمين او ثلاثة، وننزل الى مجلس النواب بجلسات متتالية، ودورات متتالية، يعني دورة اولى وثانية وثالثة ورابعة، وهكذا تستمر الجلسات على هذا المنوال حتى نتمكن من انتخاب رئيس الجمهورية».
واذا كان بري يعتبر انّ الاتفاق على مرشح أو اكثر هو امر مطلوب ومُلحّ، الّا انه في الوقت ذاته يؤكد انّ ما هو مُلحّ ومطلوب قبل ذلك، هو التوافق السياسي على تأمين نصاب الانعقاد والانتخاب في الجلسة الانتخابية اي نصاب الثلثين، وهنا يكمن الهدف الرئيسي من التشاور هو توفير غطاء سياسي للنصاب والتزام كل الاطراف بذلك، اي الالتزام بأن يبقى في القاعة العامة في جلسة الانتخاب 86 نائباً ولا يغادرونها.
ورداً على سؤال، قال: قد نتفق في التشاور على مرشح او اثنين او اكثر، وبمجرّد بلورة اتفاق سياسي على النصاب، والالتزام الحقيقي والأكيد بالنصاب، ننزل الى مجلس النواب، وننتخب رئيساً للجمهورية من بين هؤلاء المرشحين. ولستُ أستبعد أبداً انّ في امكاننا أن «نخلّص» في جلسة واحدة، شرط ان يبقى نصاب الثلثين متوفراً في الجلسة.
باسيل
وكان باسيل قد قال بعد اللقاء مع بري أمس: «أنا لا أحمل مبادرة وهذا ليس عملي، ولكن مسؤوليتي وتكتل «لبنان القوي» أن نسعى للعمل مع الجميع عندما نرى أنّ هناك فرصة مهما كان حجمها لإتمام الاستحقاق الدستوري».
ورأى انّ «التسوية الحقيقية هي التفاهم بين اللبنانيين»، مشيراً الى أننا «لن ننجح في انتخاب رئيس من دون نسج تفاهم. والتفاهم يكون على رئيسٍ توافقي. ومن هنا كانت فكرة التشاور أو الحوار. والتفاهم هو لنؤمّن أصوات 86 نائباً يؤمّنون هم بدورهم نصاب الجلسة».
وقال: «توافقنا مع الرئيس بري على فكرة اساسية أن التفاهم أفضل من الانتخاب، لأنّه إذا رَبح مرشح فريق على آخر فإنّ ذلك لا يؤمّن نجاح عهده. نحن نريد تأمين نجاح الانتخاب ونجاح العهد، ولهذا التفاهم أولوية. واكدنا انه إذا لم يحصل التفاهم عندها نكون قد ضَمِنّا الانتخاب بالتصويت لأنه يكون أفضل من الفراغ ولكن الخيار الأساسي هو للتفاهم».
ورَد باسيل على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قائلًا: «من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «بَدكُن يعرف يحسب صَحّ ويعرف مين الأول. كنّا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين»؟.
وبعد الظهر زار باسيل، على رأس وفد من التيار، بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء نواب المعارضة، التي روّجت أوساطها قبل اللقاء بأنّ باسيل يسعى من خلال حراكه الى ان يكون «بيضة القبّان» في اللعبة السياسية، وانها ستبلغ رئيس التيار بأنها لن تقبل بحوار يرأسه بري.
رفض قواتي
في هذا الوقت، نُقل عن مصادر في «القوات اللبنانية» قولها: اذا أصَرّ بري على الحوار، فليدعُ الى حوارٍ بمَن حضر ومن يُريد المشاركة فليفعل، ولكنّنا لن نسجّل ذلك على أنفسنا ولا نقبل بضمانات تُكرّس أعرافاً مخالفة للدستور، والضمانة الوحيدة هي الالتزام بالدستور.
مواجهات وإسقاط مسيّرة
على المقلب الجنوبي، بقيَ الوضع على حاله من المواجهات العنيفة بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، تخللتها غارات اسرائيلية بالطيران الحربي والمسيّر بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على بعض المناطق والبلدات الجنوبية، قابَلتها سلسلة عمليات قام بها «الحزب» ضد مواقع الجيش الاسرائيلي وقواعده العسكرية والمستوطنات، وكان البارز يوم امس تَمَكّن «الحزب» من إسقاط مسيرة جديدة اعترف الجيش الاسرائيلي بإصابتها وسقوطها في الاراضي اللبنانية، وهي من نوع «كوخاف» (هيرميز 900). فيما ذكر الاعلام الاسرائيلي انها المسيّرة الخامسة التي يتم اسقاطها منذ بداية الحرب.
وحول إسقاطها، أعلن الحزب في بيان انه «أثناء المراقبة والمتابعة الدائمة لحركة العدو في الاجواء اللبنانية، كَمنَ مجاهدو المقاومة الاسلامية لمسيّرة من نوع هيرميز 900 مسلحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها الى دائرة النار استهدفها المجاهدون بأسلحة الدفاع الجوي قبل تنفيذ اعتدائها، وأصابوها اصابة مباشرة وتم إسقاطها».
كما اعلن الحزب انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع بياض بليدا وموقع الرادار في مزارع شبعا، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم، والتجهيزات التجسسية في ثكنة راميم، ومبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة، وشنّت هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادي تابع لفرقة الجولان 210 شاعل، استهدف اماكن تموضع ضباط العدو وجنوده، واوقع فيهم اصابات مؤكدة كما تم تدمير جزء من المقر. كما شنت هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادي مستحدث شرق نهاريا.
حراك الهدنة وتراجع الحرب
وفي وقت تنشط فيه الحركة الاميركية لاحتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية ومنع تدحرجها الى حرب واسعة، ومحاولة فرض هدنة في قطاع غزة، التي يتولاها وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، الذي وصل الى اسرائيل أمس، للدفع بمبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، برزَ استبعاد اسرائيلي للحرب، حيث نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين اسرائيليين قولهم: «انّ الحرب في لبنان ليست حتمية، وقد أبدينا انفتاحنا على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن». فيما برز على الخط الموازي تأكيد من قبل «الحزب» مفاده «اننا لا نريد الحرب، ولكن إن وقعت فإننا سنخوضها»، وكذلك اعلان من قبل وزارة الخارجية الايرانية عن «ان المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي اذا أقدمت اسرائيل على مغامرة في لبنان».
الهدنة تقترب
الى ذلك، كشفت مصادر رسمية لـ»الجمهورية» عما سَمّتها معلومات ديبلوماسية غربية مؤكدة، ترجّح بلوغ هدنة في قطاع غزة في وقت قريب، خصوصاً انّ الدفع الاميركي «كبير جداً» في هذا الاتجاه».
وفي رأي المصادر ان المعلومات الديبلوماسية مستندة الى خفايا الموقف الاميركي الذي باتَ يدرك انّ اداء حكومة بنيامين نتنياهو بات يشكل اضراراً بمصلحة اسرائيل، وانّ بلوغ هذه الهدنة وشمولها جبهة لبنان يؤمّن هذه المصلحة، ومن هنا تمارس واشنطن ضغوطاً جدية على اسرائيل، ليست معزولة عنها استقالات بيني غانتس وغادي ايزنكوت وآخرين، والتي تتقاطع مع تقديرات المحللين والمعلّقين بأنّ هذه الاستقالات ستكون لها تداعيات على المستويين السياسي والعسكري، خصوصاً انّ جميع دول الغرب الداعمة لإسرائيل باتت تدرك انّ الاستمرار بالدعم أصبح أصعب بعد استقالة غانتس وايزنكوت.
يُشار في هذا السياق الى ان الاعلام الاسرائيلي بمجمله بات يركز على اهمية بلوغ هدنة توفّر صفقة تبادل للاسرى، وأورد انه بالرغم من تَمكّن الجيش الاسرائيلي من استعادة 4 من الاسرى، الا انّ هناك توافقاً في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية على أنّ السبيل لإعادة الأسرى هو من خلال صفقة. وهو الامر الذي ركّزت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية التي نقلت عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين قولهم انه لن تتم اعادة غالبية الاسرى الاسرائيليين المُتبَقّين في قطاع غزة الّا من خلال الوسائل الديبلوماسية.
وأعلنت هيئة البث الاسرائيلية، نقلاً عن مسؤؤولين سياسيين، قولهم «اننا لن نتمكن من الوصول الى تسوية في الشمال من دون التوصل إلى اتفاق في غزة».
الى ذلك، اعتبرت صحيفة «The Telegraph» البريطانية أنّ «الصراع الطاحن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أصبح موضع تركيز حاد في الأيام الأخيرة بعد أن وصلت الضربات عبر الحدود إلى مستوى جديد من الشدة باستخدام أسلحة أكبر وأكثر تطوراً، ممّا عَمّق المخاوف من صراع شامل بين «الحزب» وإسرائيل أو حتى حرب إقليمية.
واشارت في تقرير الى انه «رغم أن المواجهة على الحدود الشمالية أصبحت غير محتملة، فإنّ قليلين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية، باستثناء عناصرها الأكثر تطرفاً، تريد فتح جبهة ثانية». وبحسب التقرير فإن مشكلة الحرب المنخفضة الحدة هي أنها عرضة لسوء التقدير والتصعيد، وفي الأيام القليلة الماضية وصلت إلى مستوى خطير حقاً. انها لحظة حساسة للغاية بين الطرفين. ومن الناحية المنطقية، لا يرغب أيّ من الطرفين في مواجهة بعضهما البعض في حرب شاملة، لكن السؤال هو عند أي مرحلة سيعبران نقطة اللاعودة».
كما اشار التقرير الى ان اسرائيل لم تتمكن من فصل الوضع في الشمال عن الجنوب، مما تركها في «حلقة مفرغة» كما قالت سيما شاين، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية. وأضافت: «لم يتم اتخاذ قرار بعد، لكن يمكنني أن أقول لكم إن هناك ضغطًا متزايدًا في المؤسسة الأمنية للتوجّه نحو شيء أوسع».
ولفت التقرير الى انّ «العملية البرية خطيرة واكثر صعوبة من غزة، ورجّحت تقديرات المحللين انّ الضرر في اسرائيل سيكون شديداً وفي لبنان كارثياً. وخَلُصت الى أن السيناريو المخيف المتمثّل في الدمار الواسع النطاق في لبنان وإسرائيل، من خلال الصراع المتصاعد الذي يمكن أن يجذب المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن إلى القتال، دفعَ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحذير إسرائيل من فكرة الحرب المحدودة» في لبنان».
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
تصاعد «حرب المسيَّرات» جنوباً بانتظار تسوية لم تنضج بعد
مبادرات الكتل من عين التينة إلى الصيفي: باسيل مع تفاهم على غير فرنجية
عند حرب غزة، تقاطعت الجهود الدبلوماسية، والأميركية على وجه الخصوص، امتداداً الى مجلس الأمن الدولي، مع بروز تطور، يعد نعياً، اذ جاء وزير الخارجية انطوني بلينكي بفكرة مفاوضات برعاية قطرية وعربية مع “حركة ح” لإفراج منفصل عن 6 اميركيين محتجزين لدى الفصائل في غزة.
وفي رواق عين التينة تقاطعت ملتقيات المبادرات النيابية من التقدمي الى مبادرة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي حطّ في مقر الرئاسة الثانية، قبل ان ينتقل الى مقر حزب الكتائب في الصيفي، ويعقد اجتماعاً نيابياً موسعاً بحثاً عن مخارج، وربما لانهاء المقاطعة للرئيس بري، وقبول عقد جلسة للتشاور برئاسته، ضمن مسار يتفق عليه، وينتهي بعقد جلسة للانتخاب سواء بالتوافق او بالاقتراع السري..
والملاحظ ان الموقف الذي ادلى به المرشح الرئاسي سليمان فرنجية لمناسبة احياء ذكرى استشهاد والده ووالدته وشقيقته بالعملية الشهيرة ضد عائلته قبل 46 عاماً، ودعوته للتنافس مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كمرشحين لخطين متعارضين، اثار موجة ردود واسعة لدى الشارع المسيحي، فطالبه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بالانسحاب الى جانب الجميل وباسيل وجعجع بدل التنافس، في حين شكل كلامه صدمة لدى النائب باسيل، الذي اتهمه بالقصور عند العدّ، وكذلك الامر بالنسبة لجعجع «فكنا بواحد صرنا بأثنين» على حدّ قوله.
ومجمل الحركة الدائرة محلياً، لم تُحدث اي تغيير في موقف الثنائي (أمل – الحزب)، فأعاد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم التأكيد ان خيار الحزب الرئاسي الاول هو سليمان فرنجية.
وطالب الذين يطالبون بالخيار الثالث ان يأتوا الى الحوار أولاً، مشيراً الى ان ثمة من يرفض ويجاهر بالحوار، فعن أي خيار يتحدثون، وعن التسوية في المنطقة، استبعد قاسم حصولها حالياً، لان الاميركيين لا يعرفون ما سيكون عليه اليوم التالي، والذي بعده، حسب كلام الشيخ قاسم.
وحسب ما نُقل عن الرئيس نبيه بري فإن جبران افضل من غيره، اضاف: باسيل تقدم في موقفه من خلال التنازل عن بعض شروطه، اذ لم يتحدث عن البرنامج، ولا المواصفات، بل فقط عن بناء الدولة وحماية لبنان، لذا هو متقدم وطري في موقفه.
ونقل «الجديد» عن بري قوله: «باسيل حكي بالتوافق، وأيد الحوار بآليتي وبرئاستي ومن هالناحية جبران افضل من غيره»، مشيراً الى ان رئيس التيار العوني لم يذكر اي اسماء مرشحين، وعن فرنجية قال لي «ما رح نمشي فيه».
ورداً على سؤال حول حوار من غير القوات قال بري: «الحوار يلي دعيت اليه الكل بيعرف قواعده ولنوصل ليها منصلي عليها».
وليلاً، علق جعجع على ما قاله بري بالقول: «جبران افضل من غيره»، الله يبارك للرئيس بري بباسيل، بكل الاحوال إن الطيور على اشكالها تقع.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن بيان المعارضة لم يخالف التوقعات بشأن الموقف من التشاور الذي يطرحه باسيل، ورأت أن مبدأ التشاور غير مرفوض من قبل هذه القوى لكن تكريسه كحل لن يتم السير به، موضحة أن هذا يعني بقاء أي حراك من دون نتيجة.
وأشارت المصادر إلى أن جميع المبادرات تصب في سياق الحوار أو التشاور والذي تتحفظ عليه قوى المعارضة مما يعني أن ما من تقدم مرتقب في الملف الرئاسي.
وأكدت المصادر أنه في ظل تخوف المعارضة من فرض رئيس من قبل قوى الممانعة وتأييد هذه القوى من ناحيتها التشاور، فإن الملف الرئاسي سيظل في نقطة المراوحة، اما التيار الوطني الحر والذي يلعب وفق المثل القائل: «ضربة على الحافر وضربة على المسمار»، فلن يقبل بأي مرشح لا ينسجم مع برنامجه.
جولة باسيل
استهل النائب باسيل تحركه فزار عين التينة، برفقة النائب غسان عطا لله، والتقى الرئيس بري، ثم اشار: أنا لا احمل مبادرة، وهذا ليس عملي، ولكن مسؤوليتي مع التكتل ان نسعى للعمل مع الجميع عندما نرى هناك فرصة مهما كان حجمها لإتمام الاستحقاق الدستوري.
وقال باسيل: «توافقنا مع بري على فكرة أساسية أنه في هذا البلد التفاهم أفضل من الانتخاب لأن ربح مرشح فريق على آخر لا يؤمن نجاح عهده، وأكدنا أنه إذا لم يحصل التفاهم عندها نكون نضمن الانتخاب بالتصويت لأنه يكون أفضل من الفراغ ولكن الخيار الأساسي هو للتفاهم».
وردا على رئيس «تيار المردة سليمان فرنجية، قال: «من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو رئيس حزب القوات سمير جعجع «بدكن يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين».
وعن السير بمبدأ الاقوى مسيحيا سأل باسيل: «طرحنا هذا الامر مسبقا على فرنجية من بكركي، لكنه رفض، فلماذا يوافق اليوم ما سبق ورفضه.
لقاء المعارضة في الصيفي
وقرابة السادسة مساء، توجه نواب من تكتل لبنان القوي برئاسة باسيل إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء نواب المعارضة..
وحضر اللقاء الى رئيس «حزب الكتائب» النائب الجميل، عددٌ من نواب المعارضة يمثلون كتل «الكتائب» و«القوات» و«تجدد» وهم: الياس حنكش، ميشال الدويهي، غسان حاصباني، فؤاد مخزومي، ميشال معوض، بلال الحشيمي وسليم الصايغ.
واكتفى باسيل رداً على سؤال إذا أقنع المعارضة أم نواب المعارضة أقنعوه بالقول: «منشوف».
بدوره قال النائب الجميل عن استمرار رفض المعارضة ترؤس بري للحوار: «عم ندرس الموضوع».
موقف نواب المعارضة
وفي خطوة تعكس تقدماً باتجاه تلبية دعوة للمشاورات، تسبق الجلسة النيابية، اكد نواب قوى المعارضة على «انفتاحهم على المشاورات المحدودة زمنياً، بعيداً عن اي تكريس لأعراف جديدة تخالف الاصول الدستورية، وغير مشروطة بأي شكل من الاشكال، خصوصاً لجهة فرض مرشح بعينه، بحيث يقتنع الفريق الآخر بفتح ابواب المجلس النيابي امام جلسة انتخاب مفتوحة لرئيس الجمهورية وبالتزام الحضور من كافة الكتل، تطبيقاً للمادة 74 من الدستور التي تؤكد اجماع المجلس النيابي بحكم القانون لهذه الغاية.
وكان الجميل التقى وفد اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط حيث عقدت خلوة بين رئيسي الكتائب والاشتراكي.
واعرب الجميل عن عدم «استعداد الحزب لدفع ثمن انسحاب سليمان فرنجية من السباق الرئاسي»، معرباً عن «عن جاهزيته «لتخطي الشكليات شرط الا تخالف الدستور»، بدوره اكد النائب مروان حمادة «اننا نلتقي مع الكتائب للتشاور ومحاولة ايجاد تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية».
ميقاتي في الأردن
والى الاردن، وصل الرئيس نجيب ميقاتي للمشاركة في اعمال مؤتمر «الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة» والذي يعقد ليومين بدعوة من الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.
ويضم الوفد اللبناني الى ميقاتي الوزيرين عبد الله بو حبيب وناصر ياسين.
منصوري: ملاحقة مسددي القروض بغير قيمتها
وفي لقاء مع جمعية «صرخة المودعين» اكد حاكم مصرف لبنان بالانابة ان لا خطط اقتصادية للمصرف، فالخطط تقع على عاتق الحكومة ومجلس النواب، والمصرف يلتزم بالقوانين الصادرة والمعمول بها، وهو «جهة تنفيذية تتبع السياسات الاقتصادية والمالية التي تضعها الحكومة، ويقرها البرلمان، مع التركيز على التزام القوانين والتشريعات لتحقيق الاهداف الاقتصادية المرجوة.
واكد منصوري على ضرورة ملاحقة كل من سدّد القروض بغير قيمتها الحقيقية سواء أكان ذلك على سعر 1500 ل.ل. للدولار ام عبر الشبكات المصرفية، وهذا برأي جمعية المودعين يعكس التزام الحاكم مكافحة التجاوزات المالية وضمان العدالة في التعاملات المصرفية.
تضامن مع عون
وفي قصر العدل، تضامن عدد من محامي ومناصري التيار الوطني الحر مع القاضية غادة عون، التي قالت امامهم: اننا نريد إما دولة قانون أو مزرعة.
ولم تنعقد الهيئة العليا للتأديب وذلك لاستكمال النظر بطلبها رد الرئيس الاول القاضي سهيل عبود.
قضائياً ايضاً، لفت مصدر قضائي ان «الضابطة العدلية» في جبل لبنان باتت في موقع لا تخابر فيه القاضية عون عند حصول اي قضية او ملف، بل يجري «التخابر» مع النائب العام المناوب، بدلاً من النائب العام الاساسي (اي عون) وحسب المصدر ينحصر دور عون بالادعاء، بعد اكتمال ورود الملف اليها من دون ان يكون لها سلطة بالتوقيع.
الوضع الميداني
ومساءً استهدفت غارة اسرائيلية اطراف بلدة بيت ياحون ولم تسجل اصابات.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفت منذ ساعات الصباح الاولى منطقة المربعة في بلدة حانين، كما طاول القصف بلدة ميس الجبل.
ولاحقاً اعلنت المقاومة الاسلامية عن اسقاط مسيرة بين حومين وحميلا في جبل الريحان.
كما استهدفت المقاومة بالمسيرات موقع عسكري قرب نهاريا وموقع بياض بليدا.
كما استهدفت المقاومة مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شتولا بالاسلحة المناسبة واصابت من كان بداخله وفق البيان الصادر عنها.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
باسيل يضع المعارضة أمام خيارين… ويُبلّغ بري: «لن أمشي بفرنجية» ؟!
مُسيّرات الحزب «تصول وتجول»… والعين على ما بعد إسقاط «هرمز900» فوق أجواء إقليم التفاح
«إسرائيل» لا ترى الحرب حتميّة… وطهران تهدّد: المحور لن يقف مكتوف الأيدي – ابراهيم ناصرالدين
في وقت باتت فيه الاجواء في شمال فلسطين المحتلة مفتوحة امام مُسيّرات المقاومة، بعد اعلان العدو فشله مجددا بالامس، بمنع مُسيّرات الحزب من ضرب مواقع عسكرية في الجولان المحتل، فان الترجمة العملية لما يصطلح على تسميته في العلم العسكري بمصيدة «المغفلين»، ينطبق على الكمائن الجوية الناجحة التي ينصبها الحزب لسلاح الجو «الاسرائيلي»، الذي خسر حتى الآن خمس طائرات مسيّرة، كان آخرها بالامس «هيرمز 900»، التي استدرجت كسابقاتها الى العمق والارتفاع المناسبين ، وتم اسقاطها بالاسلحة المناسبة التي لا تزال لغزا للعدو، الذي يخشى جديا من مفاجآت وحدة الدفاع الجوي التابعة للمقاومة، والتي بدأت تحضر مسرح العمليات لما بعد بعد «هرمز» عبراستهدافها الطائرات الحربية، لاجبارها حتى الآن على الابتعاد عن الاجواء اللبنانية، حتى يحين وقت اسقاطها في الزمان المناسب.
هذا العجز الميداني انعكس تخبطا سياسيا في «اسرائيل». وبعد ايام من التهديدات باشعال حرب شاملة، قال مسؤول «إسرائيلي» لوكالة «رويترز» ان الحرب في لبنان ليست حتمية، مبديا الانفتاح على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن.
في المقابل خرجت طهران بتصريحات تحمل دلالات مهمة في توقيتها، حيث اعلنت الخارجية الإيرانية أنّ «قوى المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، إذا أقدمت «إسرائيل» على أي مغامرة في لبنان.
باسيل «والسلة» «وشيطان» التفاصيل؟
داخليا، سيل من المبادرات والمواقف الرئاسية امس، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي اطلق امس الاول من بكركي حراكا رئاسيا، رفض تسميته من «عين التينة» بانه مبادرة.
فتزامنا مع جولات وفد «اللقاء الديموقراطي»، الذي لم يتبلغ جديدا من القوى التي زارها حول المخارج الرئاسية، تحرك باسيل بحثا عن «سلة» متكاملة تتجاوز الاستحقاق الرئاسي الى ما بعده من تركيبة الحكم المفترضة، وسط انهيار واضح في الثقة بين «التيار» وقوى المعارضة، وهو ما يفسر تقربه اكثر من عين التينة، حيث عبّر بري عن ذلك بالقول ان «جبران افضل من غيره»، وذلك في تعبيرعن انه قابل ان «يأخذ ويعطي».
وافادت معلومات عين التينة ان باسيل لم يتحدث عن بعض شروطه السابقة، وتحدث فقط عن ضرورة التفاهم على حماية لبنان وبناء الدولة، وهو امر وصفته مصادر سياسية بارزة انها عناوين عامة لا يمكن البناء عليها، لان «الشيطان» يبقى في التفاصيل والتي تبدأ من اسم الرئيس.
باسيل لبري: لن «امشي» بفرنجية
ووفقا لمصادر عين التينة، فان بري يرى ان كثرة المبادرات يمكن ان تبرد الاجواء في البلاد، وهو يدعمها ويأمل نجاحها، وكشف ان باسيل ايّد الحوار «برئاستي ووافق على الآلية المقترحة، وهو تنازل عن بعض شروطه، وهو متقدم اكثر بمواقفه، ولم يطرح اي اسم من المرشحين. لكن عندما قال له بري «لو بتمشي بسليمان كنا خلصنا»، رد باسيل قائلا «لن امشي بفرنجية».
ووفقا لرئيس المجلس فان «الكل يعرف قواعد الحوار الذي طرحته، وانا استطيع ان افتح 4 دورات او اكثر، وافتح المحضر بالجلسة نفسها للانتخاب؟!. ووفقا للمعلومات، فان «بري يصر على أن يسبق أي انتخاب لرئيس الجمهورية حوار يترأسه بنفسه». اما قول البعض إنه لن يشارك في حوار يترأسه برّي فهو «كلام معيب».
لا مبادرة رئاسية؟!
وبعد اللقاء، قال باسيل انه «تم التطرّق إلى التشريعات الضرورية وأهمية المناقشة بها، وأكدنا عدم ربط الملف الرئاسي بما يحدث في الجنوب والمنطقة». وأكد أنه «لا يمكن النجاح بإنتخاب رئيس الا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور او الحوار للوصول الى رئيس توافقي». أضاف: «أنا لا احمل مبادرة وهذا ليس عملي، بل مسؤوليتنا السعي مع الجميع عندما نرى فرصة مهما كان حجمها لتأمين الاستحقاق الدستوري». ورد باسيل على فرنجية، قائلًا: «من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو جعجع «بدكن يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول، كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين».
لا ثقة بين «التيار» و»القوات»!
في المقابل، لفتت مصادر مطلعة الى ان «القوات اللبنانية» ابلغت باسيل بأنّها لن تقبل باي حوار يترأسه برّي، ولفتت الى ان موقفها ثابت حول رفض هذا الأمر، وهي ترى ان باسيل يُحاول أن يكون «بيضة القبان» في اللعبة السياسية اليوم، وهو دور يحمل الكثير من «الانتهازية»، ولهذا الثقة معدومة. وقد التقى نواب من تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل نواب من المعارضة في «بيت الكتائب المركزي» في الصيفي، بحضور رئيس الحزب سامي الجميل.
ماذا قال باسيل للمعارضة؟
ووفقا للمعلومات، قال باسيل لنواب المعارضة إنّ هناك حلّين إمّا الذهاب إلى التشاور سويًّا، وانتزاع ضمانة من برّي بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس، أو الاتفاق على المواجهة بمختلف السبل المتاحة، أمّا رفض الحلّين فهو تثبيت للوضع الذي يفرضه «الثنائي الشيعي». وفيما قال الجميل انه يدرس موضوع ترؤس بري للحوار، ابلغ النائب غسان حاصباني المجتمعين بان «القوات» لن تسمح بعرف جديد يكون فيه رئيس مجلس النواب «مرشدا اعلى» للجمهورية، واي حوار وتشاور يمكن ان يكون ثنائيا او اكثر، لكن لا طاولة للحوار برئاسة بري!. اما إذا أصر برّي على الحوار فليدعُ الى حوار بمن حضر، ومن يُريد المشاركة فليفعل، ولكنّنا لن نسجّل ذلك على أنفسنا ، ولا نقبل بضمانات تُكرّس أعرافاً مخالفة للدستور والضمانة الوحيدة الالتزام بالدستور.
الجميل: لا استسلام!
في هذا الوقت، واصل وفد «اللقاء الديموقراطي» جولته على القوى السياسية، والتقى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، الذي قال بعد اللقاء «أن الكتائب لا تنتظر نتائج حرب ولا تراهن على أي شيء من الخارج، انما يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت». وعبر عن جاهزيته « لتخطي الشكليات شرط الا تخالف الدستور». وسأل: «هل هناك ضمانة في المضمون تؤكد انسحاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيه والبحث بأسماء أخرى»؟ وقال «لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجيه قبل البدء في الحديث بالرئيس المقبل، واذا كان المطلوب فرض فرنجيه فلسنا في وارد السير في هذا الاتجاه». وردا على كلام فرنجية ، اقترح الجميل» انسحاب الأقطاب الأربعة من المعركة بدل الترشح». هذا ويزور «الاشتراكي» اليوم نواب «تحالف التغيير».
ميدانيا، اسقطت المقاومة الاسلامية طائرة مسيرة «اسرائيلية هرمز 900» ، وهي الثالثة من نوعها فوق اجواء اقليم التفاح، وقد تم رصدها من قبل المقاومين وأسقطوها بصاروخ ارض جو. في المقابل اكد إعلام العدو إشتعال النيران في قاعدة عسكرية «إسرائيلية» مستحدثة قرب نهاريا بعد إنفجار طائرة بدون طيار، واكد مركز «زيف» الطبي في صفد عن إصابة 5 «إسرائيليين» نتيجة الهجوم، حيث اندلع حريق في المكان. فيما افيد عن اندلاع حريق داخل سفينة في ميناء حيفا، وبحسب الاعلام العبري، يجري التحقيق في الحادث.
وفي التفاصيل ، تمكنت الدفاعات الجوية للمقاومة من اسقاط مسيرة «اسرائيلية» قرابة الرابعة والثلث من عصر امس، وشاهدها ابناء منطقتي اقليم التفاح وجبل الريحان بالعين المجردة وهي تهوي في احراج منطقة الريحان والدخان ينبعث خلفها. واعلنت المقاومة الإسلامية انها كمنت لمسيرة من نوع «هرمز 900 « مسلحة كانت مجهزة بصواريخ لتنفذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها إلى دائرة النار استهدفها المجاهدون بأسلحة الدفاع الجوي قبل تنفيذ اعتدائها، وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها. كما نفذ الطيران الحربي «الاسرائيلي» عدوانا جويا مستهدفا مكان وقوع المسيرة المعادية في مرتفعات جبل الريحان.
مسيرات المقاومة «تصول وتجول»
في المقابل، نجحت هجمات الحزب بالمسيّرات في اصابة اهدافها امس، واستهدفت المقاومة موقع بياض بليدا بمسيّرة إنقضاضية أصابت أهدافها بدقة. كما شنت هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر القيادة المستحدث التابع للفرقة 146 شرق نهاريا (الذي انتقل من منطقة جعتون بعد قصفه سابقاً)، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده، وأصابها إصابة مباشرة، مما أدى لتدميرها واشتعال النيران فيها وإيقاع أفراد العدو بين قتيل وجريح».
واعلن الحزب ايضا انه شن هجوما جويا بسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادي تابع لفرقة الجولان 210 شاعل، استهدف أماكن تموضع ضباط العدو وجنوده، وأوقع فيهم إصابات مؤكدة، كما تم تدمير جزء من المقر واشتعال النيران فيه.
فشل «القبة الحديدية»
اعلن جيش العدو الإسرائيلي «فشل محاولة اعتراض طائرتين مسيّرتين في شمال الجولان، ما أدى لانفجارهما واندلاع حريق في المكان. واشارت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» الى «إشتعال النيران في قاعدة عسكرية «إسرائيلية» مستحدثة قرب نهاريا، بعد إنفجار طائرة بدون طيار. وتحدث عن «حرائق وأضرار إثر إطلاق 6 صواريخ مضادة للدبابات من لبنان باتجاه بلدات الجليل الأعلى.
وأعلنت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن الحزب أطلق ليل امس الاول مسيّرة، ونجح في بث القلق لدى ما يزيد على 200 ألف مواطن في عكا وهكريوت.
غارات جوية
وشن الطيران المعادي غارة مستهدفا بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وكذلك شن غارتين جويتين على دفعتين على بلدة عيتا الشعب. ونفّذ الطيران الحربي غارة على مشارف وادي هونين بين بلدتي حولا ومركبا، كما تعرضت منطقة المربعة في بلدة حانين – قضاء بنت جبيل لقصف مدفعي «اسرائيلي» متقطع، وطال القصف المدفعي ايضا بلدة ميس الجبل.
في المقابل، استهدف الحزب مبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة، وأوقع الجنود بين قتيل وجريح. واستهدف ايضا موقع الرادار في مزارع شبعا، كما استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة، وأصابه إصابة مباشرة وأوقع من بداخله بين قتيل وجريح.
الاعلام «الاسرائيلي مُحبط»!
وفي تعبير عن العجز «الاسرائيلي» في مواجهة الحزب، اشارت صحيفة «اسرائيل هايوم» الى ان النار في الشمال مستمرة وشديدة وفتاكة أكثر من أي وقت مضى، وقيادتنا السياسية والعسكرية تكتفي بتصريحات متبجحة وتهديدات عابثة، لم يعد أحد يتعاطى معها بجدية، لا عندنا ولا في لبنان أيضاً. فبعد كل شيء، كم مرة يمكن الإعلان أن صبرنا نفد، وأننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري؟!
تصريحات «فارغة»
واكدت الصحيفة، ان «إسرائيل» تواصل التصريحات الفارغة من مضمونها، وباتت أعمالها محدودة وحذرة، وتأتي كرد على هجمات العدو، وما يزال الحزب بقوته. فبعد سبعة أشهر من القتال فقد فيها القتلى والجرحى، لكنه عثر على نقطة ضعف في منظومة الدفاع العسكرية «الإسرائيلية»، وهي صعوبة مواجهة المُسيرات. وبهذه الحلقة الضعيفة، يضرب بكل قوته ويهاجم أهدافاً في «الأراضي الإسرائيلية».
الحزب حقق ما يُريده
وبرأي «اسرائيل هايوم» فان الضعف الذي تبثه القيادة «الإسرائيلية»، يشجع الحزب على مواصلة عمله، مع ذلك تقول قيادات الحزب انها غير معنية بحرب شاملة، وكأن ما يحصل على الحدود الشمالية ليس حرباً؟… فبعد كل شيء، حقق الحزب ما يريد، ولا يحتاج إلى تصعيد ينزع إنجازاته. وهو يسوق نفسه كدرع غزة بنجاحه في طرد عشرات آلاف «الإسرائيليين» من بيوتهم، وأخيراً كمن يهاجم أهدافاً «إسرائيلية» على طول خط الحدود.
خوف القيادة «الاسرائيلية»
وخلصت الصحيفة الى القول» يتملك القيادة «الإسرائيلية» خوف من الحزب، وينتقل هذا الخوف إلى الجمهور بكامله. هذا خوف يشل القدرة على التفكير بمنطق وتفكر، أو من خارج الصندوق في كل ما يتعلق بكيفية التصدي للحزب ، وإنهاء الحرب التي يخوضها ضدنا في حدود الشمال. الردع «الإسرائيلي» يتآكل في ضوء عجز تبديه حكومة «إسرائيل» في حدود الشمال، مثلما في غزة أيضاً، لكن ما كان ممكناً ومرغوباً فيه في بداية الحرب، يصبح بالتدريج لا يطاق. هذا الواقع من حرب الاستنزاف في الشمال يجبي منا أثماناً متزايدة، ويقضم ما تبقى من قدرة ردع لدينا.
ازمة مالية تمنع الحرب؟
من جهتها، لفتت صحيفة «هآرتس» الى ان ازمة «اسرائيل» الاقتصاية تمنعها ايضا من شن حملة عسكرية على لبنان، وقالت انه بحسب التقديرات الحالية، كلفت الحرب في غزة الاقتصاد 250 مليار شيكل تقريباً حتى الآن، وهذا المبلغ يخلق فجوة كبيرة في ميزانية الدولة، وعجزاً بلغ في أيار 7.2 في المئة من الناتج المحلي، وقد يصل إلى 8 في المئة في هذه السنة. وسخرت الصحيفة من دعوات بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، لشن حرب وعملية برية واسعة ضد الحزب في الشمال. وقالت « ثمة ادعاءات عسكرية واستراتيجية مع وضد خطوة كهذه، لكن قبل ذلك يطرح سؤال: كم ستكلف هذه العملية، ومن أين ستأتي الحكومة بالأموال؟ الجواب المؤسف هو أن لا أحد يعرف. لأن الحكومة لم تعد خطة اقتصادية كهذه.
من اين تاتي الاموال؟
واضافت» قد تخطط «إسرائيل» لحرب جديدة، لكن ليس كيف، بل كم ستستغرق، هل ستكلف 100 مليار شيكل؟ 200؟ أكثر؟ حسب المعلومات المتوفرة عن قدرات الحزب مقارنة مع قدرات “حركة ح”، وعن شبكة الأنفاق في لبنان، سيكون الثمن العسكري والاقتصادي أيضاً مرتفعاً، والعملية في لبنان ستكلف مليارات الشواكل، إلى جانب النفقات العسكرية المباشرة.
والجهة الوحيدة التي نشرت تقديراً اقتصادياً لهذا السيناريو هو معهد «اهارون للسياسة الاقتصادية» في كلية الاقتصاد في جامعة «رايخمان»، وبحسب تقدير المعهد، الحرب لبضعة أشهر في لبنان ستقود الدولة إلى نمو سلبي 2 في المئة في العام 2024. وبالتالي، خسارة بعشرات مليارات الشواكل في مداخيل الضرائب بسبب فقدان النشاطات الاقتصادية. والأمر الوحيد المؤكد أن خزينة الدولة سيكون فيها نقص لاحتياجات عملية برية في لبنان، يقدر بعشرات أو مئات مليارات الشواكل الأخرى. من أين ستأتي وزارة المالية بهذه الأموال؟
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
الاحتلال يرتكب 5 مجازر جديدة ويقصف نازحين في مواصي رفح
استشهد نحو 20 فلسطينيا -منذ فجر الاثنين- بالقصف الإسرائيلي المتواصل على مختلف مناطق قطاع غزة، والذي تركز على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، بينما تراجع جيش الاحتلال من شرقي دير البلح وبدأ -إثر ذلك- انتشال جثث الشهداء، وسط تحذيرات من تأثير انقطاع الأدوية والوقود على حياة المصابين.
وفي الساعات الـ24 الماضية، ارتكب الاحتلال 5 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات جثث 40 شهيدا، و218 مصابا، وفق وزارة الصحة بغزة. وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر إلى 37 ألفا و124 شهيدا، و84 ألفا و712 مصابا، بحسب المصدر السابق.
وأكدت مصادر طبية وصول جثث 5 شهداء، وأكثر من 30 مصابا، من رفح إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس .
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأردفت أن زوارق الاحتلال الحربية أطلقت عشرات القذائف صوب شاطئ مدينة غزة، بينما فتحت مدفعيتها النار باتجاه المنازل في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة، وحي الزيتون، جنوب شرق المدينة.
كما شن الطيران الإسرائيلي أيضا سلسلة غارات شرق مخيم البريج، إحداها بصاروخ ارتجاجي نتجت عنه هزة أرضية شعر بها سكان المحافظة الوسطى.
وفي دير البلح وسط القطاع، تراجعت قوات الاحتلال بآلياتها من المناطق الشرقية للمدينة بعد توغل محدود دام 5 أيام، مستهدفة الفلسطينيين الذين حاولوا الوصول إلى منازلهم.
وقد نجحت طواقم الإسعاف بالوصول إلى المناطق التي تراجع منها الجيش الإسرائيلي، وانتشلت جثث شهداء قتلهم الجيش في الأيام الماضية، خلال توغله بالمنطقة.
ميدانيا، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري ل”حركة ح”، الاثنين، مقتل وإصابة جنود إسرائيليين، جراء تفجير مقاتليها منزلا مفخخا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضافت: “وفور وصول قوة الإنقاذ، دك مقاتلونا محيط المنزل الذي تم تفجيره بقذائف الهاون”.
السيسي يطالب بإزالة العراقيل ومنع توسع الحرب
بلينكن للضغط على “حركة ح” للقبول بوقف النار
و”الحركة” تتمسك بشروطها وتتهمه بالانحياز لإسرائيل
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع، ومنع توسع الصراع، والمضي قدما في إنفاذ حل الدولتين.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، شهد اللقاء استعراض آخر تطورات الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، حيث تم الاتفاق على تكثيف هذه الجهود خلال المرحلة الحالية، كما شهد اللقاء مناقشة الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.
وأضاف البيان، أن بلينكن أعرب عن تقدير الإدارة الأميركية للجهود المصرية المستمرة على المسارين السياسي والإنساني، وحرصها على الاستمرار في العمل والتنسيق المشترك بين الدولتين لاستعادة الأمن والسلم بالإقليم.
وقال بلينكن بعد لقائه السيسي إن “حركة ح” هي الطرف الوحيد الذي لم يوافق حتى الآن على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار، والذي تقول واشنطن إن إسرائيل قبلته بالفعل.
وراى سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحركة ح في الخارج إن تصريحات بلينكن بشأن وقف إطلاق النار في غزة منحازة لإسرائيل وإن موقفه يمثل عقبة حقيقية أمام التوصل إلى اتفاق.
وأضاف “خطاب بلينكن خلال زيارته للقاهرة هو مثال للانحياز لإسرائيل ويوفر الغطاء الأميركي للمحرقة التي يمارسها الاحتلال في غزة. وهذه المواقف هي المعيق الحقيقي أمام التوصل لأي اتفاق”.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (“حركة ح”) وحركة الجهاد الإسلامي تمسكهما بشروطهما لقبول أي مقترح لوقف إطلاق النار في غزة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :