في تلك المعركة التي بدأت في اليوم الرابع للغزو الإسرائيلي للبنان صيف عام 1982، تمكن الجيش السوري من محاصرة أرتال من الدبابات الإسرائيلية تابعة للفرقة 90 التي توغلت في الأراضي اللبنانية بهدف السيطرة على طريق بيروت دمشق السريع قبل سريان هدنة تم الاتفاق عليها، بدأ سريانها ظهر يوم 11 يونيو.
في الكمين السوري المحكم الذي نصب بالقرب من قرية السلطان يعقوب سقط معظم أفراد الكتيبة الإسرائيلية 362 وقسم من الكتيبة 363.
الدبابات الإسرائيلية المحاصرة لم تتمكن من الخروج من الفخ لفترة طويلة، كما فشلت وحدات الاحتياط التي دُفع بها إلى أرض المعركة في اختراق الحصار من الخارج.
بنهاية المطاف تمكنت وحدات المدفعية الإسرائيلية من تأمين غطاء ناري مكن معظم الدبابات الإسرائيلية من النجاة، فيما غنم الجيش السوري ثماني دبابات سليمة من طراز "إم 48 إيه 3".
بحسب بيانات غير رسمية قتل في معركة السلطان يعقوب حوالي 35 جنديا إسرائيليا وتم تدمير عشرات الدبابات الإسرائيلية وناقلات الجنود المدرعة علاوة على دبابات تركت في أرض المعركة ولم يتكن الإسرائيليون من تدميرها. هذه الدبابات التي وقعت في قبضة السوريين كانت مزودة بمعدات سرية بما في ذلك ذخائر جديدة ووسائل حماية من القنابل اليدوية المضادة.
على الرغم من محاولة أغلب التقارير التي تحدثت عن المعركة التقليل من أهميتها، إلا أن عددا من الخبراء الإسرائيليين أقروا بالفشل في تلك المعركة وعزا بعضهم الهزيمة إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشاف الكمين السوري.
الباحث الإسرائيلي أوري ميلشتاين رأى أن معركة السلطان يعقوب تعتبر في الذاكرة الإسرائيلية الأكثر فشلا في تلك الحرب، مضيفا في مكان آخر في كتاب له تحدث فيه عن دور إيهود باراك، الذي تولى لاحقا لفترة منصبي رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، وكان حينها نائبا لقائد الفيلق 446، قوله إن معركة السلطان يعقوب سببت صدمة عميقة للجمهور الإسرائيلي.
هذا الباحث، إضافة إلى قادة ميدانيين إسرائيليين، اتهم إيهود باراك بإعطاء أمر خاطئ وتأكيده مرارا لقادة الوحدات الإسرائيلية المهاجمة "عدم وجود أي أثر للسوريين على الأقل حتى السلطان يعقوب"!
علاوة على ذلك وصف ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية يحمل لقب "عيرون" ما جرى قائلا: "لم تكن تلك معركة، بل مطحنة حيث أردنا فقط الخروج من المكان على قيد الحياة، خرجنا من نار جهنم".
الفشل الإسرائيلي الذي تمثل في سقوط مئات الدبابات في كمين سوري في معركة السلطان يعقوب كان محط عددا من التحقيقات الإسرائيلية التي يقول خبراء أنها لم تكشف حقيقة ما جرى.
أحد الضباط الإسرائيلية الميدانيين ويدعى آفي ريت، تحدث عن الأوضاع أثناء الحصار مشيرا إلى فوضى كاملة عمت صفوف الإسرائيليين وإلى أن السوريين أطلقوا النار عليهم بجميع أنواع الأسلحة، مضيفا " أدركنا أننا محاصرون بشكل أساسي من جميع الاتجاهات ولا يمكننا التحرك، لا إلى الأمام ولا إلى الخلف ولا إلى الجانب. كانت منطقة محظورة. نحن نقف مكشوفين تماما وليس لدينا مكان نختبئ فيه، وهم يستهدفوننا فقط".
الباحث الإسرائيلي رافي عزيزي يصل إلى خلاصة عن أهمية معركة السلطان يعقوب، قائلا إنها تعد في الأساس "آخر معركة تقليدية للجيش الإسرائيلي ضد جيش نظامي معادي، باستخدام أكبر تشكيل تكتيكي لجيش الدفاع الإسرائيلي على الإطلاق، الفيلق 446 تحت قيادة الجنرال أفيغدور بن غال".
المصدر: RT
نسخ الرابط :