الرئاسة اللبنانية والنزوح والأمن والاقتصاد على "طاولة واشنطن" ونوّاب المعارضة

الرئاسة اللبنانية والنزوح والأمن والاقتصاد على

Whats up

Telegram

ينبض الحضور النيابيّ اللبنانيّ في واشنطن للتداول في ملفات أساسيّة باتت تحتاج متنفّساً ينعش كاهلها بعد مرحلة من الشغور العقيم، ما سرّع توجّه نوّاب تكتلات المعارضة إلى الولايات المتحدة الأميركية للتداول في العناوين الأساسية التي تحرص فئات كثيرة من اللبنانيين على البحث عن حلول لها.

ويهدف نوّاب المعارضة إلى التأكيد للإدارة الأميركية على وجهة نظرهم من الاستحقاقات الوطنية، فإذا بهم يجتمعون ضمن وفدٍ موحّد ضمّ النائبين وضّاح الصادق ومارك ضوّ عن كتلة "تحالف التغيير"، النائب جورج عقيص عن تكتل "الجمهورية القوية"، النائب نديم الجميّل عن كتلة الكتائب، والنائب ميشال معوّض عن كتلة "تجدّد". ويتابع النواب جولتهم الدينامية التي شملت بشكل أساسيّ البيت الأبيض، أعضاء لجان في الكونغرس الأميركي ووزارة الخزانة الأميركية. ويزور الوفد النيابيّ الذي يجمع مكوّنات المعارضة اللبنانية على تنوّعها واشنطن كتطوّر مكوكيّ ترسّخت خلاله معطيات وتوصيات حول مواضيع لبنانية أساسيّة، انطلاقاً من ضرورة العمل على تطبيق مندرجات القرارات الدولية بدءاً من القرار 1701 بلورةً للسبل الممكنة للاستقرار ولحماية لبنان وتحييده عن الحرب الشاملة. وتحدّث النواب اللبنانيون خلال اللقاءات التي حصلت حتى اللحظة مع مسؤولين أميركيين، في الأسس الدستورية التي من الضروري انتهاجها إنهاءً للشغور في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية. وأكّدوا على طروحاتهم بغية انطلاق سكّة الحلّ في موضوع النزوح السوريّ مع اقتراحهم سبلاً ممكنة لإرجاع مليون ونصف مليون نازح سوريّ إلى بلدهم مع استثناء الذين ليس في استطاعتهم أن يعودوا لأسباب سياسيّة. واعتبر نواب المعارضة أن الدولة اللبنانية لا تتّخذ الإجراءات اللازمة أو تضغط في اتجاه تحقيق نتائج كافية في ملف النزوح.

واستناداً إلى معطيات "النهار"، تركّزت مشاورات الوفد النيابيّ في الاجتماع الذي انعقد في وزارة الخزانة الأميركية حول الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان، لكنّ أجواء اللقاء أكّدت على النظرة الأميركية غير الممتنّة للأداء الذي أظهرته الدولة اللبنانية في السنوات الماضية نتيجة غياب تطبيق الإصلاحات الأساسية، فيما بات لبنان ينحو باتجاه وضعه على اللائحة الرمادية ما يثير هواجس البعض من ضغط على القطاعات الإنتاجية وبخاصّة القطاع الخاصّ والانتقال إلى مستويات أكثر انزلاقاً نحو الاقتصاد النقدي. وكان لا بدّ أن تأخذ السلطة اللبنانية على عاتقها تنفيذ الإصلاحات التي لم تتبلور في مرحلة سابقة، ما يجعل الدولة اللبنانية غير متعاونة، فيما سيكون لبنان أمام إشكالية كيفية تحويل الأموال وصعوبات ستواجهها الشركات اللبنانية في حال وضعه على اللائحة الرمادية. من ناحيتهم، عبّر الوفد النيابي المعارض عن وجهة نظره لناحية الحلول الاقتصادية والمالية التي يمكن أن تساعد لبنان على الخروج من أزماته.

في الجانب السياسيّ، تأكّد لنواب المعارضة أنّ الاهتمامات الأميركية في الأوضاع اللبنانية تنطلق في المرحلة الحالية بشكلٍ خاصّ من أهمية منع تفاقم المناوشات الحربيّة الناشبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والتوصّل إلى بسط الاستقرار في الجنوب اللبناني والداخل الإسرائيلي على حدّ سواء. ويتابع الأميركيون موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية باهتمام في حين تشكّل واشنطن جزءاً من اجتماعات "اللجنة الخماسية" التي رتّبت لقاءات ومشاورت في الأيام الماضية مع القوى السياسية اللبنانية بحثاً عن تحريك استحقاق رئاسة الجمهورية. ولم يكن المسؤولون الأميركيون، وبخاصة أعضاء في الكونغرس، على بيّنة من جميع الملفات التي تحدّث فيها الوفد النيابيّ المعارض في واشنطن. وتمحور اهتمام أعضاء الكونغرس بشكل خاصّ حول ملفيّ المناوشات الحربية الناشبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية واستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية. من جهته، حرص الوفد النيابيّ اللبنانيّ المعارض إلى واشنطن على تأكيد وجهة نظر فئات أساسية من اللبنانيين الذين يرفضون انزلاق لبنان نحو الحرب وينادون في ضرورة ضبط الأذرع الإيرانية وآلة الحرب الإسرائيلية على حدّ سواء. وأوصل النواب اللبنانيون انطباعات فحواها أنّه لا يمكن تجاوز فئات أساسية من اللبنانيين أو عقد اتفاقات إقليمية من دون أخذ مواقفهم في الاعتبار. ولم يغفلوا أهمية تطبيق الدستور اللبناني وانتظام عمل مؤسسات الدولة.

وتزامنت لقاءات الوفد النيابيّ المعارض في واشنطن مع وجود عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله ووزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في واشنطن أيضاً تلبية لدعوة مكتب البنك الدولي في بيروت للمشاركة في "فعاليات المؤتمر السنوي السابع" المخصّص لمناقشة تمويل الأنظمة الصحية المختلفة. وانعقد اجتماع طويل مع فريق البنك الدولي في واشنطن تداول في سبل دعم برامج وزارة الصحة اللبنانية في ظل متطلبات المجتمع مع التشاور في اقتراح قانون التغطية الصحية الشاملة وأهمية إقراره وإنجاحه. وبحسب المعطيات المستقاة عن أهمية الاجتماع، فإنّه شمل الحديث عن برامج الأدوية والمكننة وتطوير العلاجات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، كما تداول في قانون التغطية الصحية الشاملة. وتشاور المجتمعون في إمكان حصول لبنان على مساعدة تقنية في خضمّ إعداد القانون كما إمكان الحصول على مساعدة مالية بعد بلورته. وتداولوا في وضع التغطية الصحية اللبنانية وكيفية تحسينها. وكان الاجتماع جيّداً وبمثابة خطوة في اتجاه وصول لبنان إلى مشروع البطاقة الصحية، وهو مشروع لا يزال يُعمل عليه ويلقى تجاوباً من اللجنة الفرعية في مجلس النواب اللبناني. كذلك، يتابع عضو تكتل "لبنان القويّ" النائب إبراهيم كنعان لقاءاته في واشنطن، على هامش مشاركته في "اجتماعات الربيع" حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وتباحَث في تطورات الأوضاع.

مجد بو مجاهد - النهار

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram