افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 19 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 19 نيسان 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

انتهاء جولة «الخماسية»: تمايز سعودي ضدّ فرنجية أم واشنطن؟

 

 أنهى سفراء دول اللجنة الخماسية أمس جولتهم على القوى السياسية بلقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد (غابت عنه السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير السعودي وليد البخاري)، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في غياب جونسون وبحضور البخاري. وختمت اللجنة يومها بلقاء بين أعضائها في دارة السفير المصري علاء موسى لتقييم النتائج، على أن تلتقي لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري.المعلومات التي تسربت عن مجمل اللقاءات مع القوى السياسية تقاطعت حول نقطتين ثابتتين: عدم خوض السفراء في أسماء المرشحين وتشديدهم على أهمية الحوار وعقد جلسات انتخابية. فيما الخلاصة التي خرج بها أعضاء اللجنة هي أن الانقسامات بين القوى السياسية باقية وتتمدّد. وانسحب الانقسام أيضاً على تفسير «حركة» السفير السعودي بالانضمام إلى الوفد في لقاء باسيل، وما إذا كان يستبطن رسالة سلبية إلى رئيس تيار المردة، وخصوصاً بعد غياب البخاري عن لقاء اللجنة مع فرنجية أول من أمس، أم تعبيراً عن غياب رؤية مشتركة بين الدول الخمس، واحتجاجاً سعودياً مبطّناً على موقف واشنطن أخيراً بأنها المعنية الأولى بالملف اللبناني عبر موفدها عاموس هوكشتين لإنجاز اتفاق إطار في جنوب لبنان يكون قابلاً للترجمة عند بدء أيّ وقف لإطلاق للنار في غزة، وأن لها الكلمة الفصل في الملف الرئاسي وستتولى إدارته مع القوى السياسة متى سنحت الفرصة، بعد وضوح المشهد الأمني والعسكري.

وقد علمت «الأخبار» أن باسيل أكّد لأعضاء اللجنة «رغم أن هناك نقزة من أن يكون الحوار بديلاً من جلسات الانتخاب، إلا أننا مرنون، وما يهمّنا أن نصل إلى نتيجة مهما تكن الطريقة التي توصل إليها سواء بالحوار أو التشاور أو غيره، لكننا لن نقبل بأيّ طريقة إذا لم تكن النتيجة مضمونة لأن هذا سيكون تضييعاً للوقت. والنتيجة المطلوبة هي أن يوصل الحوار إلى أسماء جديدة لأن من الواضح أن الأسماء المطروحة لا توافق عليها». وأكد أنه «بين التوافق والتصويت، نحن مع التوافق الذي يستحق أن نبذل جهداً للوصول إليه. ولكن بين الفراغ والتصويت، فنحن حكماً مع التصويت، وعندها فليُفتح المجلس ونذهب الى الانتخاب وليفز من يفوز». وتابع باسيل: «لا نطلب من أحد أن يسحب مرشحه لأن من حق كل طرف أن يرشح من يريد. لكننا أيضاً لن نقبل بأن يفرض علينا أحد أيّ مرشح».

كذلك علمت «الأخبار» أن سفراء فرنسا وقطر ومصر سمعوا من النائب رعد أن «موقف حزب الله هو مع الحوار، شرط أن يكون بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومن دون شروط مسبقة».

إلى ذلك، زار فرنجية أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وصرّح بـ«أننا قاطعنا لجنة اجتمعت برعاية البطريرك ولم نقاطع بكركي، ونحن منفتحون على كل حوار. وإذا صدرت وثيقة عن بكركي تنسجم مع قناعاتنا فسنؤيدها». وأضاف: «لا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديموقراطية، بل يكرّسها وأنا المرشح الوحيد المعروفة خلفيتي». وعن تغيّب السفير السعودي عن اجتماع الخماسية في بنشعي أول من أمس، أجاب «عذره مرضيّ وهذا حقّه، وبيتنا مفتوح للجميع وخصوصاً للسعودية».

****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

كما قال الخامنئي: «إسرائيل» سوف تعاقب وتندم على جريمتها… الندم يعمّ الكيان تسريبات في تل أبيب عن مقايضة عدم الردّ على إيران بهجوم رفح وواشنطن تنفي الفيتو الأميركيّ على قرار «فلسطين دولة كاملة العضوية» يفضح كذبة حل الدولتين

 بدأت الأصوات ترتفع في الكيان للتشكيك بقدرة الجيش والحكومة على إدارة مرحلة بتعقيدات شروط المواجهات التي يعيشها الكيان، حيث يقول عضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست عاميت هليفي عن الوضع في غزة: إن كل كتائب حماس الـ24 نشطة بخلاف ما يقوله الجيش ونتنياهو، بينما الحديث عن جبهة لبنان يعمّ المعلقين والمحللين العسكريين لجهة القول إن المبادرة الاستراتيجية والفنون التكتيكية بيد حزب الله، وإن الحكومة والجيش لا يتقنان الا التهديد الفارغ، بينما احتلّ الحديث عن الرد الإيراني الحيّز الأوسع من التحليلات والتعليقات في الكيان، حيث بدأت تظهر التوصيفات الواقعية لحجم الزلزال الذي أحدثه الردّ، فقال رئيس شعبة الاستخبارات السابق عاموس يدلين إن «الهجوم الإيرانيّ لا مثيل له في أي حرب في القرن العشرين.. حتى الروس خلال سنتين لم ينجحوا في إطلاق صلية كهذه في أوكرانيا»، بينما أكدت «القناة 13» الإسرائيلية أنه لم يسبق أن نفذت دولة في العالم هجوماً كبيراً بهذا الحجم عبر الصواريخ البالستية كما فعلت إيران، مشيرةً إلى أنه حدث أكبر من «إسرائيل». وبحسب المعلق السياسي في القناة آري شبيط، فإنّ الخطورة تكمن في امتلاك إيران قدرات دولة عظمى. ورأى شبيط أن الفرضية السابقة حول إيران والتي تفيد باعتمادها سياسة الصبر الاستراتيجي تغيّرت، وأنه تبعاً لذلك يجب أن تكون كل خطوات «إسرائيل» محسوبة جداً، مضيفاً أنّ «إسرائيل» ملزمة ببلورة «الحلف الغربي العربي الإسرائيلي»، لأن الحدث أكبر منها ويستوجب توحيد كل القوى. وفي السياق ذاته، علقت وسائل إعلام إسرائيلية بالقول إنّ «الاستوديوهات تفجّرت من الغرور والغطرسة»، مشبّهةً «إسرائيل» بـ»لاعب شطرنج سيئ، مفعم بالثقة، يخطو عدة خطوات إلى الأمام، وكل خطوة أسوأ من سابقتها». وتأتي هذه المواقف لتعزز مساراً مستمراً منذ تنفيذ إيران ردّها على استهداف قنصليتها في دمشق، وتؤكد فقدان الثقة لدى الإعلام والجمهور الإسرائيليين بمدى قدرة حكومة الاحتلال على مواجهة الموقف وتداعياته بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وهي الخطوة التي جرى انتقادها بشكل علني بوصفها خطوة متسرعة غير مدروسة. وكانت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، قد ذكرت في تقرير، أنّ «الهجوم الليلي من إيران هو تذكير صارخ بفقدان الردع الاستراتيجي لـ»إسرائيل» والولايات المتحدة»، كما أنّه «خلق فرصةً لتغيير الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط». وأردفت الصحيفة أنّ «إيران وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع «إسرائيل»، وتصرفت بشكل واضح ضد التحذير الرئاسي الأميركي الصريح بعدم التحرك». وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أنّ ليلة الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق كانت «مهزلةً استراتيجيةً» بالنسبة لـ»إسرائيل»، متحدثةً عن «فشل استراتيجي» مُنيت به «إسرائيل».

ووصفت مصادر تتابع الشؤون الإسرائيلية ما يدور داخل الكيان بحال الندم التي بشّر بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، عندما قال إن «إسرائيل» سوف تعاقب وسوف تندم على جريمتها.

بالتوازي كان فريق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسرّب الحديث عن عدم وجود نية فعلاً لتنفيذ هجوم على إيران، خلافاً لرغبات الولايات المتحدة، لكنها كانت مناورة من نتنياهو الذي أراد الحصول على موافقة أميركية لدخول رفح، لكن وكالة «واللا» سرعان ما نقلت عن مصادر واسعة الاطلاع أن الأميركيين ينفون بشدة إعطاءهم ضوءاً أخضر لـ»إسرائيل» لمهاجمة رفح مقابل التراجع عن شن هجوم على إيران.

في نيويورك كان مجلس الأمن الدولي يناقش طلب منح دولة فلسطين صفة الدولة الكاملة العضوية، بينما أعلنت واشنطن سلفاً نيتها استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار، ما مثّل فضيحة مدوية للنفاق الأميركي حول تبني حل الدولتين من جهة، وفضيحة مماثلة للدعوات العربية والفلسطينية للرهان على دور مساعد في تظهير حل الدولتين يمكن لواشنطن القيام به. وجاء الكلام الأميركي واضحاً وقاطعاً، أن واشنطن لن تصوّت على ما تعلن «إسرائيل» القبول به سلفاً.

وفيما واصلت اللجنة الخماسية حراكها باتجاه القوى السياسية في محاولة لكسر حلقة الجمود في الأزمة الرئاسية، بقيت التطورات الدراماتيكية والساخنة على الجبهة الجنوبية في صدارة الاهتمام الرسمي الداخلي والدولي، في ظل رسائل دبلوماسية نقلت إلى الدولة اللبنانية تحمل تحذيرات بأن «إسرائيل» ستقوم بضربة عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله ولبنان، وضعتها مصادر سياسية في فريق المقاومة في إطار الحرب النفسية والمعنوية الإسرائيلية ضد لبنان. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن المقاومة مستمرة في عملياتها العسكرية في جبهة الإسناد لغزة بمعزلٍ عن التصعيد الإيراني – الإسرائيلي المستجدّ، وأن أي عدوان إسرائيلي سيكون حماقة كبيرة وتاريخية من العدو ستكلفه ثمناً باهظاً. وأكدت المصادر بأن المقاومة مستمرة بعملياتها في الجنوب مادام العدوان الإسرائيلي مستمراً على غزة، وما العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية لا سيما ضربة «عرب العرامشة» الموجعة، إلا عينة بسيطة مما ينتظر العدو إذا ارتكب أي حماقة ووسع عدوانه على لبنان.

ووفق جهات معنية، فإن «الأوراق والمقترحات الفرنسية بشأن الحدود تبدلت أكثر من مرة وتبددت كل المطالب والشروط كانسحاب حزب الله 10 كلم باتجاه شمال الليطاني، حيث جاءت العملية النوعية للمقاومة في «تل إسماعيل» كرسالة بأن الحزب لا يزال موجوداً على الحدود بعد 7 أشهر من الحرب ورغم كل حرب التدمير والحزام الأمني الذي أقامه العدو الإسرائيلي بفعل التدمير وبالتالي لا يمكن إبعاد المقاومين سنتمتراً واحداً عن الحدود». وأكدت الجهات لـ»البناء» أن «حزب الله لا يزال على موقفه برفض النقاش بأي مقترح حدودي قبل توقف العدوان على غزة».

ووفق معلومات «البناء» فإن جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة متعثرة بسبب تعنت الوفد الإسرائيلي الذي رفض مطالب حركة حماس التي تتلخّص بالإعلان عن وقف نهائيّ لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الثالثة من أي صفقة، إضافة الى التمسك بالنسبة التي حدّدتها الحركة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والاسرائيليين.

على صعيد آخر، واصل سفراء اللجنة الخماسية جولتهم على القيادات السياسية لبحث الملف الرئاسي. واستقبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في منزله في البياضة سفراء اللجنة، فيما تغيّبت السفيرة الأميركية ليزا جونسون.

وقال السفير المصري علاء موسى: «اللقاء كان طيباً وجيداً مع معالي الوزير جبران باسيل، وشاركته اللجنة الخماسية في محصلة لقاءاتها في الفترة الماضية وأيضاً استمعنا منه الى الخطوات الواجب اتخاذها في الفترة المقبلة، وتوافقنا على عناوين رئيسية مهمة جداً الا وهي انه لا بد من انتخاب رئيس سريعاً وأن المشاورات ضرورية بين الكتل السياسية».

وتابع: «نحن اليوم كخماسية سنختم الجولة الأولى من لقاءاتنا على مختلف الكتل السياسية وسيعقبه لقاء قد يكون بداية الأسبوع المقبل مع دولة الرئيس نبيه بري، وعندها يمكن أن تتضح الملامح بشكل أكبر ولكن ما استطيع ان اقوله إن الجو العام إيجابي، ولا يزال من الضرورة العمل على مسألة الثقة وزيادة مساحتها بقدر ما يسمح أن يحدث انفراجاً في الملف الرئاسي. فالأرضية المشتركة موجودة ولكن أيضاً زيادة رقعتها في غاية الأهمية، وهو ما تعمل عليه الخماسية في الفترة الحالية، وأرجو أن نصل في الفترة المقبلة إلى أشياء ملموسة تساعدنا في عملنا وفي الجهد الذي تقوم به الكتل السياسية المختلفة». ولفت الى أن «المشتركات بدأت تظهر بشكل أكبر، رغم ان ما زالت هناك اختلافات في الرؤى لكن المساحة بدأت تزيد بشكل ملموس وليس بشكل كبير، وهو ما نعمل عليه ونحاول زيادته في أسرع وقت ممكن للانتهاء من هذا الملف قريباً».

وأفادت مصادر باسيل بأن «السفراء الأربعة من اللجنة الخماسية تبلغوا من باسيل تأييده الحوار في حال وجود ضمانات بأنه سيفضي الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية لتكريس توافق مسبق أو عن طريق التصويت اذا تعذّر التوافق».

كما التقى سفراء مصر وقطر وفرنسا كتلة «الوفاء للمقاومة» في حارة حريك. وأفادت المعلومات بأن «سفراء اللجنة الخماسية سمعوا من رئيس الكتلة النائب محمد رعد الموقف نفسه أي الحوار مقبول من الكتلة بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون شروط مسبقة».

وتشير مصادر «الثنائي» لـ»البناء» إلى أنه «لا يزال يدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، لكنه منفتح على الحوار من دون شروط مسبقة، وبرئاسة الرئيس بري»، ولفتت الى «أننا لا نربط بين الاستحقاق الرئاسي والأوضاع الأمنية في الجنوب وغزة»، مشيرة الى أن «لا تواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر على الخط الرئاسيّ، لكن لا يعني أن العلاقة غير جيدة، بل التواصل لم ينقطع بملفات عدة».

ولاحقاً استضاف السفير المصري، سفراء دول السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة أعضاء اللجنة الخماسية، في لقاء تشاوري حول أهم نتائج لقاءات السفراء مع القوى السياسية اللبنانية.

في غضون ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب فريد هيكل الخازن والمونسينيور اسطفان فرنجية.

وبعد اللقاء، أكد فرنجيّة «ألا خلاف بيننا وبين بكركي والعلاقة صريحة وواضحة وقائمة على المحبة والاحترام». وأوضح «أننا قاطعنا لجنة اجتمعت برعاية البطريرك ولم نقاطع بكركي، ونحن منفتحون على كل حوار وإذا صدرت وثيقة عن بكركي تنسجم مع قناعاتنا سنؤيدها».

وأشار إلى أن «أيّ حوار تتمّ دعوتنا إليه بطريقة رسميّة نحضره، ولكن الحوارات الثنائية التي تُعقد للتطويق لا نحضرها»، مضيفًا: «تعهّدنا منذ اليوم الأول لانتخاب البطريرك الراعي بأن نخبره بكلّ شيء وبكلّ صراحة». وتابع: «لا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديمقراطية بل يكرّسها وأنا المرشح الوحيد المعروفة خلفيتي».

وعن تغيّب السفير السعودي وليد البخاري عن اجتماع «الخماسية» في بنشعي، قال فرنجية: «عذره مرضيّ وهذا حقّه وبيتنا مفتوح للجميع، وخصوصاً للسعودية و»أهلا وسهلا فيه بس يجي بيجي على بيتو».

وفيما يغادر الى واشنطن الوزير المكلف متابعة ملف لبنان جان ايف لودريان. أعلن قصر الإليزيه أن «الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموجود في فرنسا حيث يعرض معه للأوضاع الجنوبية والرئاسية ولواقع النزوح السوري».

كما غادر قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان متوجهًا إلى فرنسا، بدعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسي Thierry Burkhard، للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية بهدف تمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة».

وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي أن «حماية السوري تكون بتطبيق القانون ولبنان لا يحتمل النزوح الاقتصادي». واعتبر خلال اجتماع عقده في مكتبه في الوزارة لمناقشة مسألة النزوح السوري، أن «على البلديات تطبيق القوانين والجيش والأمن سيحرصون على حفظ الأمن والنظام». واوضح مولوي، ان «لبنان لا يقبل الأمن الذاتي وهو مرفوض وممنوع». وأشار الى ان «كل الأجهزة الأمنية لن تقبل بأي مظهر من مظاهر الأمن الذاتي». وقال: «نشدد على منع الفتنة من أي نوع».

وفي جديد المتابعة الأمنية في جريمة قتل المواطن ياسر الكوكاش في بلدة العزونية – عاليه، أوقفت وحدة من الجيش بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات السوريَّين (ع.خ.) و(ع.ا.) أثناء محاولتهما الهرب إلى سورية بطريقة غير شرعية عبر الحدود البرية في منطقة المصنع، وذلك لتورّطهما في الجريمة.

على صعيد أمني آخر، أكّد مولوي، أنّ «المعطيات الأوّليّة المتوافرة تُظهر أنّ الموساد يقف خلف مقتل الصرّاف محمد سرور». وأوضح، في مقابلة مع «أسوشيتد برس»، أنّه «تمّ العثور على مسدّسات مزوّدة بكواتم صوت وقفّازات في دلو ماء ومواد كيميائيّة في مكان الحادثة، ويبدو أنّ المقصود منها إزالة بصمات الأصابع وغيرها من الأدلّة. وقد تُركت آلاف الدّولارات نقدًا متناثرة حول جثّة سرور، كما لو كان ذلك لتبديد أيّ تكهّنات بأنّ الدّافع كان السّرقة».

**************************

افتتاحية صحيفة النهار


باريس تدفع أوروبا إلى دعم الجيش والتصدي لملف النازحين في لبنان

تتجه الانظار اليوم الى العاصمة الفرنسية التي وصلها امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، في حين يغادرها الى واشنطن الوزير المكلف متابعة ملف لبنان جان ايف لودريان. واذ لبى الاول دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سافر الثاني تلبية لدعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسي للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية بهدف تمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة”.

 

وقال مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان الرئيس ماكرون رغب في استقبال ميقاتي وعون ليبحث معهما في الامكانات الممكنة لتحقيق تهدئة في الجنوب اللبناني وتجنب توسع الحرب في لبنان.

 

ويتابع الرئيس الفرنسي عن كثب الاوضاع في لبنان، وايضا موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وهو يجري اتصالات في هذا الشأن مع شركائه العرب والادارة الاميركية. كما يسعى في اتصالاته مع الجانب الاسرائيلي الى اقناعه بعدم توسيع الحرب مع لبنان . ووفق المصدر نفسه، ان اعضاء المجلس الحربي الاسرائيلي اعربوا امام زوارهم الفرنسيين والغربيين انهم يستعدون لانهاء “الحزب” كما انهوا “حركة ح” ومستعدون لتدمير لبنان. وقد ذكرت صحيفة “لوموند” رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غير مستعد لتوسعة الحرب نتيجة الصغوط الاميركية عليه لعدم توجيه ضربة كبرى على ايران.


 

الى ذلك، اعلن الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مساء امس بعد اجتماع المجلس الاوروبي، انه “في سياق الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط يجب علينا ان نضمن استقرار لبنان، لذلك قرر المجلس الاوروبي على وجه الخصوص تقديم دعم معزز للقوات المسلحة اللبنانية، وسيتم تقديم المساعدات لتنفيذ الاستجابات الاساسية لاقتصاد لبنان. وسيتم تولي مسؤولية اللاجئين السوريين. وفي هذا السياق ساستقبل غدا (اليوم) رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون في باريس لتوضيح بنود خارطة الطريق هذه”.

 

الخماسية

 

داخليا، واصلت اللجنة “الخماسية” التي تقلصت رباعية فثلاثية امس، تحركها فالتقت رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد. وأفادت مصادر باسيل بأن “السفراء الاربعة من #اللجنة الخماسية تبلغوا من باسيل تأييده الحوار في حال وجود ضمانات بانه سيفضي الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية لتكريس توافق مسبق او عن طريق التصويت اذا تعذّر التوافق”. وقالت المصادر عن غياب السفيرة الاميركية عن اللقاء لـ”المركزية”: من يغيب هو الخاسر.


 

والتقى سفراء مصر و#قطر و#فرنسا كتلة “الوفاء للمقاومة” في حارة حريك. وأفادت المعلومات بأن “سفراء اللجنة الخماسية سمعوا من رئيس الكتلة النائب محمد رعد الموقف نفسه أي ان الحوار مقبول من الكتلة بإدارة رئيس مجلس النواب #نبيه بري ومن دون شروط مسبقة”.

 

وصرح السفير المصري: “لقد قطعنا شوطا طويلا وربما التغيرات ليست كثيرة لكن هذا الملف شائك ومعقد وبالتالي بجهود الخماسية ومختلف الاطراف تبدو التطورات بسيطة ولكن خطوة بخطوة يمكن ان تؤدي الى شيء مهم، ونريد ان ننتهز حالة الزخم الآن في الدولة اللبنانية وتفاعلها مع الملف الرئاسي للدفع اكثر لناحية احداث خرق فيه وهو ما نأمل فيه ان شاء الله في الفترة المقبلة فتفاءلوا خيرا”.

 

ولاحقاً، استضاف السفير المصري ، سفراء دول #السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة أعضاء اللجنة الخماسية، في لقاء تشاوري حول أهم نتائج لقاءات السفراء مع القوى السياسية اللبنانية. وحصل اتصال مع الرئيس نبيه بري الذي حدد لهم موعدا في الاسبوع المقبل لوضعه في الحصيلة التي جمعوها من لقاءاتهم مع رؤساء الكتل النيابية الى النواب المستقلين.


 

#فرنجية

 

من جهة ثانية، حط رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في بكركي والتقى سيدها البطريرك بشارة بطرس الراعي. وأكد فرنجيّة “ألا خلاف بيننا وبين بكركي والعلاقة صريحة وواضحة وقائمة على المحبة والاحترام”. وأوضح “أننا قاطعنا لجنة اجتمعت برعاية البطريرك ولم نقاطع بكركي، ونحن منفتحون على كل حوار واذا صدرت وثيقة عن بكركي تنسجم مع قناعاتنا سنؤيدها”. وأشار إلى أن “أيّ حوار تتمّ دعوتنا إليه بطريقة رسميّة نحضره، ولكن الحوارات الثنائية التي تُعقد للتطويق لا نحضرها”. وتابع: “لا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديموقراطية بل يكرسها وأنا المرشح الوحيد المعروفة خلفيتي”. وعن تغيّب السفير السعودي وليد البخاري عن اجتماع “الخماسية” في بنشعي، قال فرنجية: “عذره مرضيّ وهذا حقّه وبيتنا مفتوح للجميع وخصوصاً للسعودية و”أهلا وسهلا فيه بس يجي بيجي على بيتو”.

 

الوضع جنوباً


 

من جهة ثانية، وفي ضوء تعثر المفاوضات الجارية بشأن الهدنة في غزة، تصاعدت المواجهات والاعمال العسكرية،

اعلن “الحزب” انه استهدف “تحركًا لجنود العدو ال#إسرائيلي في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة”. ايضا، اعلن الحزب انه “وبعد رصد دقيق وترقب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته الى المقطع المحدد، استهدفهم بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح..

 

في المقابل، استهدفت #غارة اسرائيلية من مسيرة منزلا عند أطراف بلدة #مركبا. وشن غارة على بلدة بليدا استهدفت منزلا. كما استهدف الجيش الاسرائيلي ساحة بلدة كفركلا بصاروخين من الطيران المسير، وقذائف مدفعية وفوسفورية. على الاثر، نعى الحزب محمد جميل الشامي من بلدة كفركلا، وعلي أحمد حمادة من بلدة الدوير.

 

وطالت القذائف المدفعية ايضا خراج ديرميماس منطقة هورا ومجرى نهر الليطاني، طريق كفركلا وديرميماس، تلة العزية، تلة العويضة بين كفركلا والعديسة وسهل مرجعيون. ولم تفارق المسيّرات المعادية اجواء القطاع الشرقي. واعلن الحزب: قصفنا قاعدة بيت هيلل بصواريخ فلق ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على #جنوب لبنان.


 

ومساء اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن “انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق في الجليل الأعلى بعد سقوط صواريخ من لبنان”.

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الاستحقاق البلدي: باسيل في “خدمة” بري للتأجيل

“الخُماسية” أنهت “بَرمة العروس” بلا “زفّة”

 

عاد الاستحقاق الرئاسي الى سباته المستمر منذ نهاية تشرين الأول عام 2022. والسبب، أن الجولة التي أنهتها أمس اللجنة الخماسية على القوى السياسية والنيابية، جاءت خالية الوفاض نتيجة إصرار الثنائي الشيعي على حوار يترأسه الرئيس نبيه بري الذي هو في الوقت نفسه طرف غير محايد يتبنى خيار ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ومن المقرر أن يلتقي بري أعضاء اللجنة ليتبلّغ منهم النتائج المخيّبة للتوقعات.

 

وكانت آخر لقاءات اللجنة أمس، مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في غياب سفيري الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والسعودية وليد البخاري. فيما حضر سفراءُ مصر علاء موسى وقطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وفرنسا هيرفيه ماغرو. وسبقه لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بمشاركة أربعة سفراء، فيما غابت السفيرة الأميركية التزاماً بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على باسيل. وكان لافتاً أنّ السفير السعودي الذي شارك في اللقاء مع باسيل، غاب في اليوم السابق عن اللقاء مع فرنجية في بنشعي «بداعي المرض».

 

وفي معلومات لـ»نداء الوطن» حول اللقاءين أنّ «الأجواء كانت ايجابية مع “الحزب”». وأكد الطرفان على ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وتفعيل الحوار. لكن «الحزب» طلب حواراً بلا شروط مسبقة. وأكد تمسّكه بترشيح فرنجية. وكما في حارة حريك (خلال اللقاء مع رعد) كذلك في البياضة (مع باسيل)، لم يتم التطرق للأسماء. وقال باسيل إن لا مرشح لـ»التيار» إلا الذي يتمتع بصفة بناء الدولة»، على حدّ تعبيره.

 

ومن الاستحقاق الرئاسي الى الاستحقاق البلدي الذي سيكون على جدول الجلسة التشريعية الخميس المقبل من خلال قانون معجّل مكرّر يرمي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية. وكشف مصدر نيابي بارز لـ»نداء الوطن» أنه «عندما كان لبنان قبل أشهر أمام استحقاق التمديد للقيادات العسكرية كان المزاج المسيحي برمته مع التمديد. وكان هذا المزاج يعتبر أنه في ظل الانهيار المالي والشغور الرئاسي، والحرب القائمة، والمخاوف الكبرى على الاستقرار، أنه ليس هناك سوى الجيش اللبناني من يؤتمن على الاستقرار. وبالتالي انحاز المسيحيون الى التمديد، كما أنه لا يجوز المسّ بالمؤسسة العسكرية. وحده باسيل في ذلك الوقت، كان خارج هذا المزاج».

 

وقال المصدر: «والآن، وللمرة الثانية على التوالي، يخرج باسيل عن مزاج المسيحيين في الانتخابات البلدية. علماً أنّ المسيحيين يريدون الانتخابات البلدية ولا يريدون التمديد. وهم يعتبرون أنّ نصف المجالس البلدية أصبح منحلاً، وأن النصف الآخر بات مشلولاً. كما يعتبرون ان البلديات أساسية لضبط الأوضاع، وتوفير متطلبات الناس، وضبط أمور النازحين السوريين. أما باسيل، فيزايد في الاعلام بأنه ضد الرئيس بري، ويقول إنه هو من أفشل عهد الرئيس السابق ميشال عون. لكن باسيل عملياً، ينفّذ ما يريده بري الذي يريد التمديد في البلديات، على قاعدة أنه طالما ليست هناك انتخابات في الجنوب، فيجب ألا تكون هناك انتخابات في كل لبنان. هذا ما قاله نبيه وتجاوب معه جبران تلقائياً».

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

القلق اللبناني من توسيع إسرائيل للحرب يتصدر لقاء ماكرون وميقاتي

تحذير أوروبي من تخطي تل أبيب الضوابط في هجومها على إيران

بيروت: محمد شقير

 

يتصدر القلق اللبناني حيال قيام إسرائيل في ردّها على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، بتوسعته ليشمل جنوب لبنان، جدول أعمال اللقاء المقرر اليوم في باريس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء ارتفاع منسوب المخاوف لدى عدد من الدول الأوروبية، التي حذّرت بلسان سفرائها في لبنان من اتساع رقعة المواجهة التي تصاعدت بين “الحزب” وإسرائيل في الساعات الأخيرة، بشكل غير مسبوق، يمكن أن يصعب السيطرة عليه في حال شمول الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

 

وكشفت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب أن يوضع في الحسبان احتمال توسيع إسرائيل ردّها على إيران ليشمل جنوب لبنان، وقالت إن هذا الاحتمال لم يأتِ من فراغ، وإن مصدره أكثر من سفير أوروبي في لبنان يواكبون المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و”الحزب”، التي أخذت تتجاوز حدود إسناده لحركة «ح» في غزة إلى فتح الباب أمام التهديد بالخروج عن قواعد الاشتباك، ويمكن أن تكون عيّنة مما ستؤول إليه المواجهة امتداداً لرد تل أبيب على الهجوم الإيراني.

 

ميقاتي يسعى إلى شبكة أمان أميركية – أوروبية

ولفتت المصادر إلى أن المخاوف من اتساع الحرب جنوباً ستكون حاضرة بامتياز في لقاء ميقاتي بماكرون، في محاولة لاستقدام الضغوط الأوروبية لمنع تفلت الوضع العسكري بشكل تصعب السيطرة عليه. وقالت إن لبنان يراهن حالياً على التدخل الأميركي لدى تل أبيب لمنعها من الرد على طهران بلا ضوابط، بخلاف الهجوم الإيراني الذي بقي محدوداً ومكّن إسرائيل من استيعابه بمساعدة واشنطن وعدد من الدول الأوروبية التي أسقطت معظم المسيرات والصواريخ وهي في طريقها إلى هدفها.

 

وأكدت المصادر أن ما يتطلع إليه ميقاتي في اجتماعه بماكرون يكمن في تأمين شبكة أمان أوروبية – أميركية للبنان، تضمن له عدم تطاير شظايا الهجوم الإسرائيلي على إيران لتطال جنوب لبنان، وقالت إن لا مصلحة لـ”الحزب” بأن يُستدرج إلى توسيع الحرب، وأن هناك ضرورة إلى التجاوب مع النصائح الغربية التي أُسديت له مباشرة أو من خلال الحكومة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي جو بايدن هو من يشرف شخصياً على «هندسة» الرد الإسرائيلي ليأتي محدوداً، أسوة بالهجوم الإيراني الذي أُعلم به بواسطة سفير سويسرا لدى طهران؛ كون بلاده تتولى إدارة الشؤون والمصالح الأميركية في غياب التمثيل الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.

 

ورأت أن لا مصلحة لبايدن في لجوء إسرائيل إلى شنّ هجوم على طهران يمكن أن يؤدي إلى توسعة المواجهة العسكرية في المنطقة، وأن هناك ضرورة إلى ضبطه ليبقى محدوداً وتحت السيطرة، وأن انقطاع التواصل بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية لا يعني، مهما كانت الاعتبارات، أنهما على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية، طالما أن السفارة السويسرية هي من تتولى التواصل بينهما إلى جانب الدور الذي تتولاه سلطنة عمان.

 

طهران تحرص على استمرار التواصل مع واشنطن

وقالت المصادر نفسها إن إيران، لا تسقِط من حسابها أن يتمكن بايدن من الضغط على إسرائيل للتعامل معها بالمثل في ردّها على الهجوم الذي استهدفها، أي أن يبقى محدوداً تحت سقف التعادل في تبادلهما للهجوم. وأكدت أن إيران ليست في وارد الانقطاع عن التواصل بالواسطة مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تتعاطى في ملف العلاقات الشائكة بينهما من زاوية قراءتها للمسار العام للتحضيرات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

 

ولم تستبعد مصادر سياسية محسوبة على محور الممانعة وجود رغبة لدى بايدن في الدخول في مهادنة مع إيران، وهذا ما يفسّر، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، جنوحه نحو تدوير الزوايا ودعوته إسرائيل إلى ضرورة الاكتفاء برد محدود يمكنه توظيفه في استرداد تأييده من قبل الجاليات العربية والإسلامية في معركته الرئاسية ضد ترمب.

 

وبكلام آخر، فإن إيران، كما تقول المصادر السياسية، تواكب تصاعد المنافسة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والحالي بايدن، ولن تجد حرجاً مع تصاعد المواجهة بينهما في تفضيلها التجديد للأخير لولاية رئاسية ثانية، انطلاقاً من تقويمها بأن علاقتها معه تبقى أقل سوءاً مما هي مع ترمب.

 

سعي أميركي لتفادي مواجهة شاملة

وفي هذا السياق، تصنّف المصادر نفسها تشدُّد بايدن في الضغط على إسرائيل لمنعها من التفلُّت بلا قيود في ردّها على إيران، في خانة استمالتها لانتزاع تأييدها له ضد منافسه ترمب، لكنها لا تسقِط من حسابها إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقع لإيران و”الحزب” في سورية لاختبار رد فعلها؛ استباقاً للرد الذي تعد له في عقر دارها، على ألا تترتب عليه تداعيات تدفع باتجاه تصعيد المواجهة لتشمل المنطقة، وهذا يبقى الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في ضغطها على إسرائيل لضبط إيقاع ردها بما يضمن استيعابه.

 

وعليه، تبقى الأنظار شاخصة إلى لقاء ميقاتي – ماكرون لعله يؤدي إلى تحييد جنوب لبنان عن الرد الإسرائيلي على إيران، رغم أن تصاعد المواجهة في الساعات الأخيرة يأتي في إطار تبادل الرسائل النارية بين “الحزب” وإسرائيل، المحكومة حتى إشعار آخر بتوازن الرعب، على ألا تخرج عن السيطرة، وهذا ما يُقلق اللبنانيين الذين يواكبون الضغط الأميركي لمنع توسعة الحرب، وهذا ما تنقله المصادر السياسية عن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، التي غادرت بيروت أمس لقضاء إجازة قصيرة، على أمل تجاوب الحزب مع ضبط النفس وعدم استدراجه لتوسعة الحرب، وهي تراهن على الدور الذي يضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدى الحزب الذي كان أوكل إليه التفاوض لتطبيق القرار 1701.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الخماسية” ستلتقي بري .. وميقاتي وقائد الجيش في الإليزيه

توّج سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية نهاية جولتهم على المسؤولين ورؤساء الكتل السياسية والنيابية بلقاء تشاوري حول أهم مخرجات لقاءاتهم مع القوى السياسية اللبنانية، إستضافه سفير مصر في لبنان علاء موسى في دارته وضمّه الى سفراء المملكة العربية السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. على ان يكون للسفرار لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاثنين المقبل لإطلاعه على حصيلة جولتهم والتشاور معه في الخطوات التالية في شأن الاستحقاق الرئاسي.

إختتم سفراء المجموعة الخماسية العربية الدولية جولتهم على المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والسياسية أمس، فزار السفراء السعودي وليد البخاري والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والفرنسي هيرفيه ماغرو والمصري علاء موسى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دارته في البياضة، فيما تغيّبت السفيرة الأميركية ليزا جونسون عن هذا اللقاء.

 

ووصف السفير المصري اللقاء مع باسيل بأنه «كان طيباً وجيداً»، وقال: «توافقنا على عناوين رئيسية مهمة جداً ألا وهي انه لا بد من انتخاب رئيس سريعاً وان المشاورات ضرورية بين الكتل السياسية». واعتبر ان «ما يحدث في المنطقة يجب ان يكون حافزاً للانتهاء من ملف الرئاسة في اسرع وقت».

 

وقال انّ سفراء الخماسية سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية الاسبوع المقبل «وعندها يمكن ان تتضِح الملامح بمقدار اكبر ولكن ما أستطيع قوله هو انّ الجو العام إيجابي، ولا يزال من الضرورة العمل على مسألة الثقة وزيادة مساحتها بما يحدث انفراجاً في الملف الرئاسي (…) وهو ما تعمل عليه الخماسية في الفترة الحالية».

 

ورداً على سؤال قال موسى: «فكرة حضور السفراء بشكل خماسي او رباعي لا تنفي انّ الحديث الصادر ممّن يحضر هذه الجلسة يكون باسم الخماسية، مما يعني انّ الحديث في اي مكان واي اجتماع ومع اي طرف يكون باسم الخماسية، لأنّ موقفها واحد ونهجها واحد ورؤيتها واحدة وعدم حضور احد الاطراف لا يعني اي تغيّر في موقف الخماسية كوحدة موحدة».

 

موقف التيار

 

والى ذلك، لخّصت مصادر «التيار الوطني الحر» الموقف الذي أبلغه باسيل الى السفراء الاربعة بالآتي: «قالوا لنا اننا نعلم انكم كتيّار تنظرون الى الاستحقاق وكأنه سيادي، ونحن لا نسمح لأنفسنا بأن نتدخل في مسألة محصورة بالسيادة اللبنانية. فكان جوابنا أنها بداية جيدة وبالتالي لا كلام في الاسماء». واضافت: «شرحنا لهم كيف ان للّجنة الخماسية دوراً كبيراً في مساعدتنا، وطلبنا منهم ان يشترطوا علينا الاصلاح قبل مساعدتنا وانّ الامر لا يزعجنا في أن يقوموا بهذا الضغط على الحكومة ومجلس النواب قبل مساعدتنا. امّا بالنسبة لشروط الحوار فقد قلنا لهم اننا مع فكرة الحوار الهادف ولكن قبلاً نريد ان ينطلق مبدأ الحوار من اتفاق مكتوب على ان يكون هذا الحوار محدودا في الزمان ومحصورا برئاسة الجمهورية، واذا تم التوافق على اسم نذهب ونكرّسه في مجلس النواب. ولكن ان لم يتم التوافق على اسم نريد ضماناً في ان تعقد جلسة لمجلس النواب ونذهب الى التصويت والمنافسة المشروعة على ان يتم تأمين النصاب، وهذا هو شرطنا وما قصدناه من وجوب ان يؤدي الحوار الى جلسة انتخابية نتيجة خوفنا وغيرنا من ان تتم ادارة البلاد في المستقبل عن طريق الحوار فيصبح عرفاً وقاعدة. ساعتئذ تصبح طاولة الحوار بديلاً لدور رئيس الجمهورية وبديلاً للحكومة فنصبح عند كل مفصل او معضلة نحتكِم الى عرف الحوار». (راجع صفحة 4-5).

 

وكان اللقاء الاخير في جولة السفراء مع كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، والتي استقبلت منهم سفراء فرنسا ومصر وقطر. وعلمت «الجمهورية» ان الكتلة ابلغت الى السفراء الثلاثة ان المخرج المُتاح للاستحقاق الرئاسي هو «حوار فتوافق فانتخاب». واكدت انّ لديها مرشحاً تلتزم بدعمه ولكنها في الوقت نفسه منفتحة على حوار موضوعي ومنطقي مع الافرقاء الآخرين من دون شروط مسبقة وبرئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد سمعت الكتلة من السفراء ان المجموعة الخماسية تشدد على ضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق الرئاسي حرصا على استقرار لبنان ومصالحه.

 

تطابق

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ ما قاله السفير المصري في نهاية اللقاءات كان متطابقاً مع ما جرى فيها لجهة التوصيف الذي قدّمه. واوضحت ان اللقاء التشاوري الذي دعا إليه سفير مصر في حضور زملائه الأربعة بمَن فيهم مَن قاطع بعض لقاءات الأمس وقبله ولو لاسباب مختلفة، منها ما هو صحي ومنها ما هو ديبلوماسي وسياسي، شَكّل مناسبة لتقويم نتائج الجولة الثانية والمراحل التي قطعتها الاتصالات الجارية بحثاً عن القواسم المشتركة التي يمكن أن يوفّرها التقاطع الذي قررت اللجنة إجراءه لتكوين مادة نقاش عميقة قبل اللقاء المنتظر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مطلع الأسبوع المقبل.

 

ولفتت المصادر الى أنّ ما توصلت إليه اللجنة لم يشكل اي مفاجأة لدى اعضائها فكل ما شهدته اللقاءات كان متوقعاً، خصوصا انّ احدا لم ينتظر أي تحوّل مهم في المواقف السياسية قبل الجولة بمرحلتيها الاولى والثانية وفيها وبعدها. ولكنها رصدت تطورات محدودة جدا يمكن ان تصيب الشكل المطلوب لخطوات المعالجة ولو بنسبة إيجابية محدودة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.

 

فرنجية في بكركي

 

في غضون ذلك، وغداة استقباله وفد سفراء الخماسية الرباعي، زار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بكركي والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي استبقاه الى مائدة البطريركية.

 

واكد فرنجية انّ «الزيارة اتسمَت كعادتها بالصراحة والوضوح»، لافتاً الى «اننا منذ تولّي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية بدأنا بعلاقة اتسمَت بالصراحة المتبادلة والاحترام والمحبة»، مشيراً الى ان «رأس الكنيسة اكد له انه يحبه ويحترمه لصراحته».

 

وردا على سؤال حول مقاطعته اجتماع بكركي، قال: «نحن قاطعنا لجنة تجتمع برعاية بكركي ولم نقاطع بكركي. وكل شهر هناك لجان تجتمع ونحن زارنا المطران نجم وأبدينا ملاحظاتنا ورأى انها اساسية، الا انّ الافكار التي تمّت صياغتها في الورقة لا تمثّلنا».

 

واكد انفتاحه «على كل حوار»، لافتاً الى انّ «افكارنا السياسية تشبهنا ونحن ننتمي لهذا الصرح دينياً». وقال: «نحن نعمل من اجل امان المسيحيين وليس أمنهم، وانّ أمانهم يكون بالانفتاح وليس بالتخويف.» واوضح: «كلنا نتمنى انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد ولكن التمنيات شيء والواقع امر آخر، ولا أرى أنّ ترشيحي يضرب العملية الديموقراطية في انتخاب الرئيس، بل يكرّسها ونحن غير مستعدين لإلغاء أنفسنا. ولقد طَرَحتنا كتل نيابية لبنانية مئة بالمئة ومن كل الطوائف، فيما غيرنا طَرَحته بعض الدول ونحن مدعومون من المسيحيين اكثر بكثير من غيرنا».

 

وعن عدم مشاركة السفير السعودي في زيارة بنشعي، قال: «غياب السفير السعودي عن اجتماع الأمس كان بعذر مَرضيّ، وهذا حقه وبيتنا مفتوح وخاصة امام المملكة العربية السعودية وعندما يأتي يحلّ في بيته».

 

وعن إمكان تخَلّي الرئيس بري عن ترشيحه، لفت الى ان «هناك ثقة بينه وبين حلفائه بعكس البعض الذي يُحلل بحسب علاقته هو بحلفائه». ولفت الى انّه «ما من رئيس جمهورية يحبّذ وجود سلاحَين، ولكن على الجميع التحاور للاتفاق على استراتيجية تؤدي الى توحيد السلاح».

 

واكد قائلاً: «اقوم بما يُمليه عليّ ضميري وعروبتي ومسيحيتي ووطنيتي».

 

ميقاتي في الاليزيه

في غضون ذلك أعلن قصر الاليزيه في بيان امس أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون «على وَقع توترات داخلية وإقليمية».

وسيصل ميقاتي ظهراً إلى قصر الاليزيه بحسب المكتب الإعلامي للقصر، مضيفاً أنّ «قائد الجيش سيكون حاضراً أيضاً»، من دون مزيد من التفاصيل. مشيرا الى انّ هذا اللقاء «يأتي في وقت يواجه لبنان أزمة سياسية واقتصادية حادة، ويهدده خطر التصعيد في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وفي ظل تبادل القصف شبه اليومي بين الدولة العبرية و”الحزب” على خلفية الحرب في قطاع غزة».

 

وكان قائد الجيش قد سافر أمس الى باريس مُلبّياً دعوة تلقّاها من رئيس أركان الجيوش الفرنسية Thierry Burkhard، للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية بهدف تمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة.

 

جبهة الجنوب

جنوباً، شهدت بعض قرى الجنوب منتصف ليل امس الاول وفجر امس تصعيداً اسرائيلياً كبيراً، حيث تعرضت بلدة الخيام لغارات جوية عنيفة متتالية ترافقت مع قصف مركّز بالقذائف الفوسفورية. وافادت معلومات عن استشهاد الشاب أحمد حسن الأحمد، وقد ووري في الثرى ظهر امس في جبّانة «الشريفة» في حبوش قرب النبطية.

 

وسجل قصف مدفعي استهدف أطراف دير ميماس وكفركلا والعديسة والاطراف الشمالية لبلدة شبعا. كما استهدف الطيران المسيّر ساحة بلدة كفركلا بصاروخين، وأحد المنازل في الأطراف الشرقية لبلدة مركبا.

وأعلن الدفاع المدني استشهاد مقاومين في غارة إسرائيليّة استهدفت فجراً كفركلا، وقد نعتهما «المقاومة الاسلامية» لاحقاً وهما: محمد جميل الشامي من كفركلا، وعلي أحمد حمادة من الدوير. كذلك نعت حسين علي هزيمة من بلدة ميس الجبل.

 

وشهدت فجراً أطراف قرى الضهيرة والبستان وعيتا الشعب اطلاق نار من موقع الجيش الاسرائيلي في بركة ريشة ومن المواقع المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط.


في المقابل، أعلنت «المقاومة الإسلامية» انها استهدفت فجراً «قوة للعدو الإسرائيلي اثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها في الأمس في موقع المطلة».

واكدت وسائل إعلام إسرائيلية «سقوط 3 صواريخ في مستوطنة المطلة»، وقالت: «انّ الشمال أصبح حقل رماية لنصرالله».

 

كذلك استهدفت المقاومة «تحركًا لجنود العدو الإسرائيلي في ‏موقع المالكية المعادي بالأسلحة الصاروخية». واعلنت «بعد رصدٍ دقيق وترقّب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته الى المقطع المحدد عند الساعة 12:30 من ظهر اليوم الخميس، استهدفهم المجاهدون بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح».

 

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية انّ «استخدام “الحزب” صواريخ «بركان» أثبتَ فعاليته من حيث الأضرار المادية والتأثير النفسي، وذلك بسبب أبعاد الدمار غير العادي التي يُحدثه كل صاروخ من هذا القبيل.

الى ذلك، أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» ارتفاع عدد الإصابات في قصف “الحزب” على عرب العرامشة أمس إلى 19 عسكرياً. واكد «مركز الجليل الطبي» في مستعمرة «نهاريا»: «اننا استقبلنا 19 جريحاً من هجوم يوم أمس على عرب العرامشة، أحد الجرحى حالته حرجة جداً وغير مستقرة، وفيما يُصنف البقية بين الإصابة الخطيرة والمتوسطة والطفيفة».

 

تشريع

من جهة ثانية دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة تُعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهرالخميس المقبل لدرس اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025، المقدّم من النائب جهاد الصمد. واقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المُثبتين في الدفاع المدني، سنداً لأحكام القانون رقم 289/2014 والقانون رقم 59/2017، المقدّم من النواب: جهاد الصمد، علي حسن خليل، ابراهيم كنعان، امين شري، طوني فرنجية وحسن مراد.

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

عِقَد تواجه «اندفاعة الخماسية».. وباسيل يطالب بـضمانات خطية للمشاركة بالحوار

الوضع المالي بين ماكرون وميقاتي اليوم وحاجات الجيش مع عون.. واحتدام الضربات في الجنوب

 

في خطوة تعكس بتبدُّل في الاهتمامات الدولية تجاه لبنان، بحيث يحتل موضوع دعم الجيش اللبناني الأولوية على ما عداه، في وقت اقتربت فيه المجموعة الخماسية على مستوى السفراء العاملين في لبنان من خطوة مفصلية، في ما خصَّ الملف الرئاسي اللبناني، ستتبلور أكثر فأكثر بلقاء السفراء الرئيس نبيه بري في غضون الايام القليلة المقبلة.

و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ختام جولات اللجنة الخماسية مع الكتل النيابية أظهر من جديد صعوبة  الوصول إلى تفاهم في إتمام الانتخابات الرئاسية، ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على أسئلة تتصل بمصير هذا الاستحقاق.  وقالت إن اللجنة في الوقت نفسه لم تعلن أي توجه يقضي بانكفائها وذلك في انتظار بعض المعطيات، معلنة ان سفراء  اللجنة الخماسية أيدوا التشاور ما بين الكتل النيابية لكن من دون أن يحل مكان المسار الدستوري في عملية الانتخاب.

 

ورأت المصادر نفسها أن فكرة الخيار الثالث التي طرحت في خلال اللقاءات لم تتوسع أو تنتقل إلى خطوة جديدة، وبالتالي بقيت في سياق الاقتراح للخروج من أزمة المراوحة في هذا الملف، مشيرة إلى أن المشهد يتبلور أكثر فأكثر في القريب العاجل، ومؤكدة أن  رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية اعاد تأكيد بقائه في السباق الرئاسي وهذا ما عكسه في مواقفه، ما يؤكد المؤكد لجهة مواصلة دعم قوى الممانعة لترشيحه.

ميقاتي وعون في الأليزيه

وفي اطار مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي ترعاه فرنسا، يستقبل اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل  ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي (الأولى بتوقيت فرنسا) في الاليزيه عند الثانية عشرة ظهرا على ان يستقبل لاحقا، في اليوم نفسه قائد الجيش العماد جوزاف عون.

وتتناول محدثات ميقاتي المساعي لانتخاب الرئيس والنزوح السوري، ودور فرنسا عبر الاتحاد الاوروبي  بحل هذا الملف، فضلا عن الملفات التي تواجه لبنان اقتصادياً ومالياً.

ويلتقي العماد عون قائد الجيوش الفرنسية ويبحث معه في ملف المساعدات، بعد ان تلقى دعوة حملها اليه السفير الفرنسي في بيروت هيرفه ماغرو يوم الجمعة الماضي.

«الخماسية» عند باسيل

وفي اطار تحركها، زارت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البياضة بغياب السفيرة الاميركية ليزا جونسون، بسبب وضع باسيل على لائحة العقوبات الأميركية.

وحسب معلومات روَّج لها التيار الوطني الحر، فإن باسيل شدد على دور التوافق في التوصل الى رئيس ولا مانع من المشاركة في اي حوار يؤدي الى جلسات تسمح بانتخاب رئيس بالتوافق او بالاقتراع اذا تعذر التوافق شرط ان ينجم عنه جلسات لا تتوقف قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

 

وحسب ما كشف، فإن رئيس التيار طلب ان تتمكن اللجنة الخماسية من الحصول على تعهد خطي بأن يفضي الحوار الى انتخاب رئيس..

وحسب المعلومات فان باسيل شدّد على مواصفات الرئيس حول نيته الاصلاحية وبناء الدولة، ولا مشكلة في الاسماء، مشيراً الى ضرورة وقف الحرب في الجنوب لاجهاض المخططات الاسرائيلية من شأن ذلك الاسراع باتجاز الاستحقاق الانتخابي.

ثم زارت اللجنة، بغياب سفيري المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والولايات المتحدة الاميركية ليزا  جونسون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي اعتبر ان الاولوية لحوار يرأسه الرئيس بري.

أمَّا الخطوة التالية، فكانت، بعقد اجتمع تقييمي للجنة السفراء في منزل السفير المصري، ثم طلب موعد للاجتماع برئيس المجلس نبيه بري، ودعوته لتحديد موعد لمؤتمر حوار يسبق الدعوة الى دعوة جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية في ضوء الاصرار على ترؤسه للحوار، وابلاغ باسيل «الخماسية» استعداده للمشاركة في الحوار ضمن هذا السقف.

فرنجية في بكركي

وبرز، سياسياً، زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتحدث معه حول: حصيلة محادثاته مع وفد اللجنة الخماسية العربية- الدولية، وعدم امكانية قبوله باقدام على سحب ترشيحه للرئاسة، ليكون من الممكن اجراء تفاهمات حول مرشح رئاسي ثالث.. يجري التوافق حول اسمه..

والموضوع الثاني، يتعلق بشرح فرنجية سبب عدم مشاركته في اجتماعات بكركي على مستوى ممثلي التيارات المسيحية من زاوية السعي الى ابرام «وثيقة مسيحية» حول الخيارات الوطنية والرئاسية.

ومن بكركي أوضح رئيس تيار المردة عدم قبوله بالانسحاب، مشيرا الى أن ترشحه يكرس العملية الديمقراطية، ومشيرا الى انه طلب من الرئيس بري وضع  ورقة بيضاء في جلسة الانتخاب، فرفض بري ذلك،كاشفا ان نوبا من كتلة الاعتدال سيصوتون له.

وحول وثيقة بكركي المتوقعة، بدا فرنجية صريحا انه اذا جاءت الوثيقة حسب القناعات المتفقة مع توجهنا ايدناها، رافضا حضور حوارات الهدف منها فقط التطويق.

واشار الى ان «أفكارنا السياسية تشبهنا، ونحن ننتمي الى هذا الصرح دينيا».

مضيفاً: نعمل من اجل آمال المسيحيين، وليس أمنهم، وان امانهم يكون بالانفتاح وليس بالتخويف.

ورداً على سؤال قال فرنجية: حضور السفير الى البياضة علامة جيدة، بالامس، لم يحضر الاجتماع معنا بعذر مرضي، وهذا حقه، لكن بيتنا دائماً مفتوح، وخاصة للسعودية.

ولفت الى ان «ما من رئيس جمهورية يحبذ وجود سلاحين ولكن على الجميع التحاور للاتفاق على استراتيجية تؤدي الى توحيد السلاح».

وقال: «أقوم بما يمليه عليّ ضميري وعروبتي ومسيحيتي ووطنيتي».

التقليل من «الكاش»

اقتصادياً، اعلن مصرف لبنان عن تدابير من اجل اعادة تشجيع استعمال وسائل الدفع الالكتروني وتخفيف استعمال الدفع النقدي.

مولوي عن النزوح

وعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً لمناقشة النزوح السوري، داعياً البلديات الى تطبيق القوانين والجيش والامن لحفظ النظام، وحماية السوري تكون بتطبيق القانون، ولبنان لا يتحمل النزوح السوري.

وقال: «القادة الأمنيون أعطوا ملاحظاتهم وأكدوا استعدادهم واستعداد الدولة لحفظ الأمن والنظام على كلّ الأراضي اللبنانية، وأكدنا أمام الجميع ضرورة تطبيق القانون» واوضح مولوي، ان «لبنان لا يقبل الأمن الذاتي وهو مرفوض وممنوع». واشار الى ان «كل الأجهزة الأمنية لن تقبل بأي مظهر من مظاهر الأمن الذاتي». وقال: «نشدد على منع الفتنة من أي نوع».

الوضع الميداني

ميدانياً، تركزت صواريخ الاحتلال الاسرائيلي وقذائفه المدفعية عند القرى الحدود في مركبا والخيام وكفركلا، مما ادى الى سقوط 3 شهداء.

واستهدفت المقاومة الاسلامية موقع زبدين في مزارع شبعا بالقذائف المدفعية والصاروخية، كما قصفت حرش حانيتا وموقع المرج وقاعدة بيت هلل (قيادة الكتيبة) بصواريخ فلق.

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لا جديد عند “الحزب” رئاسياً… باسيل يطلب ضمانات خطية… وفرنجية لن ينسحب

 ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون

 مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

حالة الاستنفار المتبادل بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وايران، في ظل عدم اليقين مما ستحمله الساعات والايام المقبلة من احداث على وقع التهديدات الاسرائيلية بالرد، وتوعد المسؤولين الايرانيين بضربات اقسى، دفعت الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الى التحذير من ان الشرق الأوسط أصبح على حافة الهاوية ولا ينقصه سوى خطأ واحد لنشوب نزاع أوسع مدمر.

 

ارتفاع منسوب التوتر ليس بعيدا ايضا عن الجبهة في الجنوب بعدما ادخل “الحزب” تكتيكات جديدة الى ساحة المعركة خلال الساعات القليلة الماضية اقرت بعدها القيادة العسكرية الاسرائيلية بانها تواجه ارباكا واحيانا كثيرة فشلا في التعامل مع الطائرات المسيرة التي ستغير قواعد «اللعبة» في الحرب، حيث كانت «نقطة التحول» في «عرب العرامشة»، حين سقط 19 جريحاً، معظمهم من الجنود الاسرائيليين، بينهم إصابات ميؤوس منها.

 

قرع «طبول الحرب» في المنطقة ابقى الساحة الداخلية في دائرة المراوحة غير المنتجة والتي يملء فراغها حراك «الخماسية» على القوى السياسية في محاولة لايجاد ارضية صالحة لانتاج  تسوية على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كمقدمة لانتاج صيغة ادارة لشؤون الدولة المنهارة، لكن بعد ان تضع الحرب اوزارها، وليس قبل ذلك، وفق تاكيد احد السفراء الاعضاء في اللجنة الذي ابلغ من التقاهم بعدم وجود اي طرف «ساذج» يعتقد انه بامكان فصل الملف اللبناني عن ما يدور في المنطقة من احداث مفصلية، لكن ما يجري الان من حراك محاولة لتامين «هبوط آمن» للبنان يجنبه قد الامكان التداعيات الكارثية على ان تبصر التسوية «النور» بعد هدوء «العاصفة».

قلق فرنسي جدي

 

وفي هذا السياق، لا تعويل، بحسب مصادر سياسية بازرة على التحرك الفرنسي المستجد اليوم، لغياب ثقل الدور الفرنسي المتورط بدعمه «الاعمى» لاسرائيل وهو ما اضعف دوره في لبنان الى حد «التلاشي»، لكن هذا لا يلغي القلق الفرنسي من احتمال حصول تطورات خطيرة جنوبا، وهو ما استدعى اتصالا امس بين وزير الدفاع الفرنسي ونظيره الاسرائيلي دعاه فيه الى ضرورة خفض التصعيد مع لبنان، ووفقا لمصدر دبلوماسي فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «متوجس» من مسار الاحداث وهو سيبلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون اليوم وجود مؤشرات فرنسية مقلقة حيال نوايا اسرائيل تجاه الوضع في الجنوب، وسيحاول بحث سبل خفض التوتر.

لا حل «لمسيّرات» المقاومة

 

في البعد الميداني، وبعد ساعات على العملية النوعية في «عرب العرامشة»، اقرت القيادة العسكرية الاسرائيلية بان الجيش الإسرائيلي يواجه ارتباكاً في التعامل مع طائرات “الحزب” المسيّرة، ويحاول إيجاد طريقة للتعامل معها. وبشأن أسباب عدم اعتراض الطائرة المسيّرة وانفجارها في هدفها «القاتل»، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول انه يحقق في ذلك!. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «اسرائيل هيوم» عن مصادر امنية تاكيدها ان الأيام الماضية أثبتت الصعوبة الكبيرة التي تواجهها وحدات الدفاع الجوي في التعامل مع طائرات “الحزب” المسيّرة المتفجرة. وأوضحت أنّ الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي تكمن في اكتشاف الطائرات المسيّرة الصغيرة ذات المقطع الراداري المنخفض، وكذلك في اعتراضها.

استخلاص الدروس

 

وبراي الصحيفة، فأنّ “الحزب” يستخلص الدروس بسرعة، ويحسن الوسائل القتالية التي يستخدمها ولفتت الى إنّ عملياته تشير إلى انه درس أنظمة الجيش الإسرائيلي ويتعامل معها. ووفقا لمصادر عسكرية، فان برمجة مثل هذه الطائرة من دون طيار تتطلب قدرات تقنية ومشغلين ذوي مهارات، و”الحزب” تعلم ويستخلص العبر بسرعة ويحسّن أداء السلاح الذي يستخدمه.

اسباب الاخفاق؟

 

والدليل، وفق صحيفة «يديعوت احرنوت» هو ثلاث مُسيرات تفجرت في الجليل، اثنتان قرب «بيت هيلل» وواحدة في عرب العرامشة، التي أدت إلى نحو 20 مصاباً إسرائيلياً.لم يعطَ لسكان «بيت هيلل» إخطارا مبكرا، ولكنه أعطي لسكان عرب العرامشة. لكن لم ينجحوا في اعتراض التهديد في الحالتين. والسبب على ما يبدو أن منظومات الكشف والاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي لم تكتشف المسيرات المتفجرة في الوقت المناسب، لذا لم تتمكن من اعتراضها. ولهذا فان الأحداث الأخيرة تدل على انعطافة جوهرية في صالح “الحزب” تسمح له باختراق منظومة الإخطار والاعتراض في الشمال.

ما سر نجاح “الحزب”؟

 

المُسيرات تصل إلى أهدافها من خلال ثلاث منظومات توجيه أساسية، أحدى هذه المنظومات توجيه المُسيرة من شخص على الأرض بكاميرا مركبة على المُسيرة، وتسمح لمشغلها بتوجيهها إلى هدفها ويقرر بالضبط متى تهبط وتنتحر عليه. الطريقة الثانية أن منظومة توجيه المُسيرة يخطط لها مسبقاً، وتشق طريقها إلى الهدف في مسار سبق تحديده وفقاً لشارة راديو تلتقطها من الأقمار الصناعية – أي نوع من الجي.بي.اس. الطريق الثالثة أنه وإن قيدت المُسيرة إلى هدفها في مسار مخطط مسبقاً، لكن التوجيه من خلال منظومة قصور ذاتي تلقائي فيها. وهكذا من غير الممكن تشويشها لأنها لا تتخذ أي اتصالات مع جهة خارجية، لا مع الأقمار الصناعية ولا مع مشغلها.

الجغرافيا عامل حاسم

 

ووفقا للاعلام الاسرائيلي، فان منطقة معقدة وجبلية مثل الحدود اللبنانية تبدو مثالية لتفعيل المُسيرات الهجومية في كل واحدة من الطرائق الثلاث، وبالنسبة الى “الحزب”، هناك أفضلية بالطبع لمنظومة التوجيه بالقصور الذاتي التي لا يمكن تشويشها، بل وتبطل الحاجة لمن يقود المُسيرة المهاجمة في المرحلة الأخيرة من طيرانها كي تتحطم. التخطيط لمُسيرة كهذه يحتاج إلى قدرات تكنولوجية ومشغلين مع خيرات نعرف أنها لدى الإيرانيين، لكن يبدو أن “الحزب” يكتسبها في الزمن الأخير ونتيجة للاحتكاك مع إسرائيل.

ماذا استخدمت المقاومة؟

 

المُسيرات التي ضربت منطقة «بيت هيلل» والمُسيرة التي ضربت المركز الجماهيري في عرب العرامشة، لم تكن من طراز «شاهد 136»، التي استخدمها “الحزب” والإيرانيون في الماضي، ولا من الطراز الأحدث «شاهد 238» التي استخدمها الإيرانيون في الهجوم الكبير فجر الأحد. ويعتقد الاسرائيليون ان “الحزب” استخدم مُسيرات من طراز «مرصاد»، الذي هو تحسين لمُسيرات أقدم من إنتاج إيراني يسمى «أبابيل». وهي مسيرة كبيرة قد تحمل نحو 50 كيلوغراماً من المواد المتفجرة وربما أكثر، وعندما تتفجر في بيت بسرعة تحدث ضرراً كبيراً نسبياً. ويبدو ان اكتشافها أصعب لجملة متنوعة من الأسباب، اهمها ان  “الحزب” تعلم جيداً كيف تعمل منظومة الإخطار والاعتراض لدى إسرائيل.

 اختبار الاسلحة الهجومية

 

وفي سياق الحديث عن الصواريخ الدقيقة والجوالة، تخشى القيادة الامنية الاسرائيلية من استفادة “الحزب” من الهجوم الايراني الاخير بعدما نجحت طهران في اختبار التنسيق بالهجوم بثلاثة اسلحة هجومية في وقت واحد. وبعدما حاول الاسرائيليون الترويج بان الهجوم فاشلا. الا ان الخبراء العسكريين يشيرون إلى أن إيران أجرت على الأقل ثلاثة أنواع من الاختبارات على الأسلحة الهجومية الموجهة ضد إسرائيل. وكانت جميع الاختبارات ناجحة.

 

أولاً، اختبر الإيرانيون قدرتهم على تنسيق عمليات إطلاق واسعة النطاق للأنظمة الضاربة. ووفقًا لخبير نادي إيزبورسك، فلاديسلاف شوريغين، وصلت جميع الأسلحة تقريبًا إلى المكان المطلوب في الوقت المناسب؛ الاختبار الثاني، كان لقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وكذلك أنظمة الدول الأجنبية التي ساعدت إسرائيل.

صواريخ «فرط صوتية»

 

اما الاختبار الثالث، كان قيام الإيرانيين باختبار صواريخهم فرط الصوتية. وقد نشأت مشكلة خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة، واسرائيل، بعد ان اتضح أنهم لا يملكون وسائل إسقاط الصواريخ فرط الصوتية. في وقت لا يوجد حتى الآن مجمع واحد رخيص في العالم لتدمير الطائرات المسيرة غير المكلفة أو أي أنظمة أكثر تعقيدًا. وهنا تكمن المعضلة بالنسبة للاسرائيليين الذين باتوا يدركون ان لدى “الحزب” الكثير من المفاجآت التي لن يكون بمقدورهم التعامل معها في اي حرب شاملة خصوصا ان قدراته الاستعلاماتية باتت خطيرة للغاية.

الجبهة مشتعلة جنوبا

 

ميدانيا، واصل “الحزب” عملياته النوعية واستهدف تجمعا للجنود الاسرائيليين في محيط مستعمرة حانيتا بالأسلحة الصاروخية، كما استهدف مبنيين يستخدمهما الجيش الإسرائيلي في مستعمرة يرؤون ‏بالأسلحة المناسبة، فيما سقط شهيدان وجريحان في غارة على بلدة بليدا.والعمليات بدأ فجرا حيث استهدف الحزب  قوة للعدو الإسرائيلي اثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها امس الاول في موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، واستهدف فجرا ايضا  تحركًا لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية. ايضا، اعلن الحزب انه وبعد رصد دقيق وترقب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته الى المقطع المحدد استهدفهم بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح. في المقابل، استهدفت غارة اسرائيلية من مسيرة منزلا عند أطراف بلدة مركبا. و شن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة بليدا استهدفت منزلا. واستهدف الجيش الاسرائيلي فجرا ساحة بلدة كفركلا بصاروخين من الطيران المسير، وقذائف مدفعية وفوسفورية. ونعى “الحزب” محمد جميل الشامي «أبو زهراء» مواليد عام 1982 من بلدة كفركلا في جنوب لبنان»، ونعى ايضا  «علي أحمد حمادة «فلاح» مواليد عام 1970 من بلدة الدوير في جنوب لبنان. ومساء نعى الشهيد المجاهد حسين علي هزيمة «ساجد» مواليد عام 1996 من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.

 التحرك الفرنسي

 

في هذا الوقت، تشهد باريس اليوم لقاءات سياسية وعسكرية تعنى بلبنان في حين يغادرها الى واشنطن الوزير المكلف متابعة ملف لبنان جان ايف لودريان. وفيما يفترض ان يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الموجود في فرنسا حيث يعرض معه للاوضاع الجنوبية والرئاسية ولواقع النزوح السوري، وصل قائد الجيش العماد جوزاف عون الى العاصمة الفرنسية بدعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسية تيرري بوركارد لمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية بهدف تمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة، ويفترض ان يلتقي ايضا اليوم الرئيس الفرنسي.

فشل فرنسي محتوم؟

 

وفي هذا السياق، لا تعول اوساط سياسية بارزة كثيرا على الحراك الفرنسي بعدما اثبتت الدبلوماسية الفرنسية عقمها وضعفها ليس في لبنان بل حول العالم، وما خسره الرئيس الفرنسي في افريقيا من نفوذ لن يعوضه في الشرق الاوسط من البوابة اللبنانية. فباريس لم تعد وسيطا نزيها يمكن التعويل عليه لاحداث انفراجة داخلية سواء على مستوى الرئاسة او ملف النزوح السوري بعدما اثبتت باريس عمليا انحيازها الكامل لاسرائيل وتبعيتها العمياء للولايات المتحدة الاميركية، واذا كانت الادارة الفرنسية قد فشلت طوال الاشهر والسنوات الماضية في حجز مكان جدي وفاعل على الساحة اللبنانية، فهي تهشمت صورتها بعد استخدام شركة توتال الفرنسية في معركة محاصرة لبنان اقتصاديا بالاعلان المريب عن عدم وجود غاز تجاري في البلوك رقم9، وجاء تماهيها مع العدوان الاسرائيلي على غزة، ومساندة اسرائيل عسكريا في التصدي للمسيرات والصواريخ الايرانية ليدق المسمار الاخير في «نعش» الدور الفرنسي المفترض والذي لن يجد اي صدى لدى القوى المعنية بالحل والربط وفي مقدمتها “الحزب” الذي بات يتعامل مع اي حراك فرنسي على انه مشبوه ويتناقض مع المصالح اللبنانية.

«المكتوب يقرأ من عنوانه»

 

ولكل ما تقدم لا تعويل على حراك الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون المستجد كونه لا قيمة فعلية له على ارض الواقع. واذا كانت باريس لا تملك مقاربة جديدة في التعامل مع ملف النزوح، ولا تتعامل مع ملف الجيش الا من زاوية ضيقة ترتبط بمساعدات عنية او مالية في حدود ضيقة، ولا تملك وزنا في «الخماسية» بعد سقوط كل مناوراتها الرئاسية، فان «المكتوب» يقرا من عنوانه، ولا تعويل على اي دور فرنسي.

حراك «رباعي» وثلاثي»

 

في هذا الوقت، واصل سفراء الخماسي جولتهم على القيادات السياسية لبحث الملف الرئاسي. في السياق، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في منزله في البياضة سفراء اللجنة، فيما تغيبت السفيرة الأميركية ليزا جونسون. بعد اللقاء قال السفير المصري علاء موسى  انه لا بد من انتخاب رئيس سريعا وان المشاورات ضرورية بين الكتل السياسية، ودعا الى عدم الربط بين ما يحدث في المنطقة والاستحقاق الرئاسي في لبنان. واضاف» كخماسية سنختم الجولة الأولى من لقاءاتنا على مختلف الكتل السياسية وسيعقبه لقاء قد يكون بداية الاسبوع المقبل مع دولة الرئيس نبيه بري. واقر السفير المصري ان التغيرات ليست كثيرة لان الملف شائك ومعقد وبالتالي بجهود الخماسية ومختلف الاطراف تبدو بسيطة ولكن خطوة بخطوة يمكن ان تؤدي الى شيء مهم.

ماذا يريد باسيل؟

 

وقد وصفت مصادر «التيار الوطني الحر» اجواء الاجتماع بانها ممتازة ابلغ خلاله باسيل السفراء الاربعة ان «خياره الاول هو التوافق بين القوى السياسية على رئيس جمهورية ليتمكن من ان يحكم، واذا تعذر فبين الفراغ والتصويت نختار حكما التصويت . كما طلب باسيل ضمانة على صلة بالحوار،مفادها ان التكتل يقبل به برئاسة بري اذا كان يكرّس جلسة انتخابات رئاسية وألا يكون حوارا بديلا من الانتخابات، اي حوار ينتهي الى لا شيء. وطالب بضمانة كناية عن اتفاق مكتوب بان الحوار اذا اجريناه سيفضي حكما الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية، إما لتكريس توافق مسبق على اسم، وإلا وان تعذّر، الاتجاه الى التصويت مع ضمانة عدم تطيير النصاب. وقد ابلغ السفراء باسيل ان لا اسماء في جعبة الخماسية ولا يتدخلون مباشرة في الاستحقاق لأنه شأن سيادي لبناني، بل يحاولون بالقدر المتيّسر المساعدة في ايجاد صيغة حوار تفضي الى اتفاق على انتخاب رئيس للبلاد.

لا جديد عند “الحزب”

 

وتحولت «الخماسية» الى ثلاثية عن “الحزب” اذ  إلتقى سفراء مصر وقطر وفرنسا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في حارة حريك. ووفقا للمعلومات ابلغهم رعد ان الحوار ضروري وهو المدخل الاساسي لانتخاب رئيس بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون شروط مسبقة، طالما ان احدا من الافرقاء غير قادر على ايصال مرشحه. وبعد ظهر امس استضاف السفير المصري، سفراء دول السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة أعضاء اللجنة الخماسية، في لقاء تشاوري حول أهم نتائج لقاءات السفراء مع القوى السياسية اللبنانية.

فرنجية في بكركي: لن انسحب

 

في هذا الوقت، زار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه النائب فريد هيكل الخازن والمونسينيور اسطفان فرنجية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، حيث اكد له انه ليس في وارد الانسحاب من السباق الرئاسي كونه مرشحا طبيعيا ويبقى الاوفر حظا حتى الان. وأشار إلى أن «أيّ حوار تتمّ دعوتنا إليه بطريقة رسميّة نحضره، ولكن الحوارات الثنائية التي تُعقد للتطويق لا نحضرها»، وحول الاستحقاق الرئاسي قال «لا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديمقراطية بل يكرسها وأنا المرشح الوحيد المعروفة خلفيتي».

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

إسرائيل مصممة على اجتياح رفح

 

نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن قائد كتيبة بجيش الاحتلال أنهم سيتوجهون إلى رفح بجنوب قطاع غزة، بعد إنهاء توغلهم الأربعاء، في أطراف مخيم النصيرات وسط القطاع في تحد لتحذيرات دولية من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين.

 

ونقلت عن المقدّم دوتان (لم تذكر لقبه) قائد الكتيبة 932 التابعة لجيش الاحتلال قوله للجنود الإسرائيليين على أطراف مخيم النصيرات، مع انتهاء العملية العسكرية: «نحن ذاهبون إلى رفح».

 

يأتي ذلك، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على رفح التي لم يكن سكانها والنازحون فيها بمنأى عن تبعات الحرب رغم اعتبار المدينة آخر ملاذ «آمن» لهم في القطاع على الحدود مع مصر.

 

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اجتياح رفح رغم تحذيرات إقليمية ودولية من التداعيات المحتملة.

 

وبينما سارعت السلطة الفلسطينية الى طلب تدخل أميركا لوقف الهجوم، عقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون امس اجتماعا افتراضيا بحثوا خلاله خطط إسرائيل المتعلقة بدخول رفح بينما كانت واشنطن في بداية الامر تبحث عن بدائل اخرى للهجوم الاسرائيلي.

 

وكان متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية قد أعلنت إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو حدد موعدا لدخول رفح، وان الحكومة تقدّر أي دعم أميركي في فهم أهداف الحرب.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram