لأنها تريد الكونفدرالية وتعمل في مطبخ الخيانة
القوات اللبنانية تمارس سياسة " عنزة ولو طارت
قالت القوات اللبنانية بمناسبة مقتل باسكال سليمان ما تقوله دائما في بياناتها وعلى ألسنة نوابها ولكن بفارق بسيط هو أنها وجدت المناسبة التي تساعدها على إظهار حقيقة ما تريده بأصوات عالية وثقة كبيرة ، وظهرت كأنها مُد من حان موعد خروجه الى الخمّارة فراح يتحدث عن فضائل السَكَر .
ليس خافيا على أحد أن القوات اللبنانية منحازة الى العدو منذ نشأتها ، ووقفت الى جانبه في أكثر من مرة ، وأعلنت في أكثر من مناسبة أنها مستعدة لإعادة تجربة الحرب اللبنانية واستحضار موقفها من عملية اجتياح العدو للبنان في عام 1982 .
لا تقرأ الحدث بحقيقته بل تقرأه كوظيفة لخدمة غايتها ، لذلك تمارس سياسة "عنزة ولو طارت".
أكدت منذ اللحظة الأولى على أن الجريمة سياسية ، وقبل أن تظهر أي ملامح تشير الى سبب الجريمة، لأنها تريد اكتساب فرصة للتوظيف قبل أن تظهر خلفيات الجريمة . ولكن لم يخب أملها ، فعندها مطبخ يُجيد صناعة المواقف وتحوير عناصر الحدث ليصبح مطاوعا لغايتها .
لا شك ان في سياسة القوات اللبنانية من التيسنة ما يُصعّب مهمة خطاب العقل ، ولكن علينا أن نعترف أنه حتى اللحظة لم تحضر الخطة العملية لمواجهتها ، والصراع بينها وبين القوى القومية والوطنية يقوم على النقطة ، وليس على المواجهة الدائمة ، لذلك تمددت براحة في البيئة التي تريدها ،حتى أنها لم تعد تجد خصما لها إلا في من هم على شكلها .
عندما انقلب سمير جعجع على إيلي حبيقة أعلن تبنيه مشروع الكونفدرالية وأطلق شعار أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار ، وهو حتى هذه اللحظة ما زال وفيا للمشروع والشعار ، لذلك رأيناه عندما خاب أمله في اتهام المقاومة بمقتل باسكال سليمان صوّب على الدولة اللبنانية بمسألتين :
الأولى :فشلها في ضبط الأمن في مناطقهم
الثانية : فشلها في ضبط ممرات التهريب بين لبنان والشام وغضّ الطرف من قبلها عن عمليات التهريب .
لن يكون المخرج من الأزمة اللبنانية بقتلناها قتلناها ، لأن المطلوب ليس قتال الحية بمن يساعدها على لملمة أجزائها وهي تريده عدوا لها ، المطلوب إنهاء دور الحية بالضرب على رأسها بمشروع النهضة القومية الاجتماعية ، والرأس هو المشروع المحمول في أحزاب ومؤسسات لبنانية وشخصيات لبنانية ثقافية وسياسية .
تقول الذاكرة أن ملامح الحرب الأهلية في لبنان بدأت بتعديات الكتائب اللبنانية على الحزب السوري القومي الاجتماعي ، فهل من هندسها يهندس حربا جديدة تشبه حرب السنتين ،لذلك بدأ بالتعدي على القوميين .
يجلس لبنان على مرجوحة تأخذه شرقا وغربا ومهددة بالسقوط بفعل عاصفة قوية ، فهل يدرك اللبنانيون أن سقوط المرجوحة هذه المرة سيُسقط البلد من عالم الوجود .
بالأمس كانت الراهبة زيادة وقبلها تصريح شارل جبور المشهور ، واليوم باسكال سليمان وغدا قد يكون شمدص جهجاه بالإذن من سعيد تقي الدين ، فهل يستيقظ اللبنانيون من غيبوبتهم التي أصبحت في العقد العاشر من العمر قبل أن يُغرقهم هيجان القوات في بحيرة المياه الآسنة .
سامي سماحة
نسخ الرابط :