افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 5 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 5 نيسان 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

اللجنة الخماسية تستأنف حراكها بعد الأعياد: تقارب فرنسي - أميركي و«شبهات» حول البخاري

 لا تتيح التطورات المتسارعة في المنطقة مجالاً لأي كلام حول احتمال حصول خرق في الأزمة الداخلية. وتأكّد أخيراً، من جملة معطيات، تسليم القوى السياسية بواقع القحط السياسي، خصوصاً بعدَ العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، التطور الذي اعتبرت قوى سياسية أنه يساهم في ترسيخ الستاتيكو القائم، في ظل ترقّب الردّ الإيراني وما قد ينتج عنه. وعليه، تراجع إلى حدّ كبير التعويل على عمل سفراء «اللجنة الخماسية» الذين سيستكملون جولتهم على رؤساء الكتل النيابية بعد انتهاء عطلة العيد.ويشمل برنامج اللجنة المؤلّفة من السعودي وليد البخاري والأميركية ليزا جونسون والفرنسي هيرفيه ماغرو والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، لقاءات مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب طوني فرنجية عن تيار «المردة»، إضافة إلى كتلة «الاعتدال الوطني»، على أن تغيب جونسون والبخاري عن اللقاءين مع رعد وباسيل.

المفارقة تراجع التوقعات لما قد يسفر عنه الحراك، وشبه الإجماع على عدم قدرته على إحداث أي فارق. ويعزو مطّلعون ذلك ليس إلى الانقسام الداخلي فحسب، بل إلى أن المشكلة من اللجنة وفيها. ففي اللقاءات الأخيرة مع عدد من القوى السياسية، برزت مؤشرات كثيرة على وجود تنافر بين السفيرين الأميركي والسعودي بدءاً من اللقاء الأول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. في تلكَ الجلسة، قال بري إنه لا يمانع عقد حوار من دون رئاسته على أن يتولى ذلك نائب رئيس المجلس، ما دفع جونسون إلى وصف اللقاء بـ«الممتاز». لكن بري أشار، في الجلسة نفسها، إلى ممانعة بعض القوى السياسية مبدأ الحوار من أصله، سائلاً عمّا إذا كان بإمكان «جهات صديقة» التدخل لديهم، ففهمت السفيرة الأميركية من ذلك إشارة إلى دور سلبي سعودي يستند إليه بعض من في الداخل لرفض الحوار. وتأكّد ذلك أثناء زيارة اللجنة لمعراب. فرغمَ اتفاق أعضاء الخماسية على الحضور في الموعد نفسه، وصل البخاري إلى معراب قبلَ ساعة من موعد اللقاء، الأمر الذي استفزّ السفيرة الأميركية التي لمست وجود نشاط مستقل للبخاري عن عمل اللجنة، ودفعها خلال الجلسة إلى سؤال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع عن سبب موقفه الرافض للحوار بشكل فُهِم منه أنها تتقصّد إيصال رسالة معينة للسفير السعودي.

وفي هذا الإطار، تقول مصادر مطّلعة على عمل اللجنة إن أعضاءها «منقسمون حول رؤيتهم للحل في لبنان. ففي مقابل تفاهم براغماتي إماراتي – قطري على مقاربة الملف اللبناني، يتعاطى الفرنسيون والسعوديون مع القوى السياسية بمنطق ردّ الفعل. فباريس تعتبر أن المسؤولين اللبنانيين أجهضوا مبادرتها وساهموا في تهميش دورها وقطع الطريق أمامها لحجز موقع في لبنان، فيما لا تزال الرياض عند رأيها بأن استثمارها في الداخل اللبناني لم يجدِ نفعاً ولم يحقّق لها أي مصلحة. فيما يظهر الجانب المصري حياداً سلبياً يبدو معه بلا دور بارز».

غير أن التطور الوحيد في الأيام الأخيرة، وفق المصادر، تمثّل في بداية تقارب أميركي – فرنسي بعد محادثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في باريس وتلاقيه مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه على ضرورة تفادي توسّع الصراع في لبنان وإيجاد حل دبلوماسي، والتأكيد على التنسيق مع فرنسا في هذا السياق. وقالت أوساط متابعة إن اللقاء كان يستهدف الوصول إلى اتفاق على دمج «الورقة الفرنسية» التي قدّمها سيجورنيه لوقف إطلاق النار في الجنوب مع ما يُعرف بالاتفاق المتدرّج لتطبيق القرار 1701 الذي قدّمه الموفد الأميركي عاموس هوكشتين. غير أن المصادر نفسها لفتت إلى أن كل الحراكات التي تشهدها بيروت لن تصل إلى مكان، ما دام الراعي الأقوى لأي اتفاق، أي الأميركي، لا يتعامل حتى الآن بجدية مع ملف الانتخابات الرئاسية وينصبّ اهتمامه على الوضع الأمني جنوباً.

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

حوار ساخن بين بايدن ونتنياهو على خلفية أكلاف التوحش الإسرائيلي على أميركا
الكيان يدخل هلع الحرب مع حتمية الرد الإيراني: فتح الملاجئ واستدعاء الاحتياط
الناطق العسكري يدعو لشد الأعصاب والتقنين في سحب الأموال وتخزين التموين

 في بيان رسمي تلاه جون كيربي الناطق بلسان البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأميركي، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، وأعاد التأكيد بلسان وزير خارجيته أنتوني بلينكن، أن واشنطن لم تعد قادرة على تحمل أكلاف التوحش الإسرائيلي، وأنها سوف تضطر لتغيير سياساتها ما لم تغير «إسرائيل» سلوكها، بما يأخذ بالاعتبار حجم الحرج الذي تسببه السلوكيات الإسرائيلية وما تلقاه من تنديد عالميّ يضع إدارة الرئيس الأميركي في مواجهة حلفاء من جهة، ويتسبّب لها بخسارة جمهور وناخبين من جهة أخرى، كما لخّصت مصادر متابعة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية الخلفيّة التي تسببت بكلام توبيخيّ نسبته وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية للرئيس بايدن في مخاطبته لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال محادثة هاتفية بينهما ليل أمس.
وبالاستناد الى المصادر، فإن الموقف الأميركي يتلخص بأربع نقاط: لا نقاش في معركة رفح، وغضب من جريمة اغتيال فريق المطبخ العالميّ، وإصرار على فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتفويض مفتوح لرئيس الموساد ورئيس الشاباك للتوصل الى حل تفاوضيّ حول وقف النار وتبادل الأسرى.
تأتي هذه المحادثة في لحظة حرجة تسببت بها الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، وما فتحته من أبواب للتصعيد الذي لا تريده واشنطن، وهي لا تستطيع أن تخاطب طهران طلباً لتخفيض التصعيد بينما لم تستطع منع الغارة الإسرائيلية التي جلبت التصعيد، فكيف تطلب من الخصم ما عجزت عن ضمانه من الحليف. ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نتنياهو وعد بايدن بالتلبية السريعة لطلباته، وتحمل رغم عنجهيّته لغة التوبيخ، وكان مهتماً بأن يسمع من بايدن ما يؤكد أن واشنطن لن تتخلى عن «إسرائيل» في هذه اللحظات العصيبة التي تنتظر خلالها ضربة إيرانية.
داخل الكيان لم يحظ الكلام الأميركي بما كان سيحظى به لولا الانشغال بالاستعداد للضربة الإيرانية، حيث الحكومة والجيش في حال استنفار، دعوات للاحتياط ووقف إجازات في الجيش ونقل بطاريات دفاع جوي إلى الشمال والشرق، وإخلاء ملاجئ في تل أبيب وغوش دان، وسائر المدن الكبرى، بينما تسبّب تهافت المستوطنين على سحب الأموال النقديّة من الصرافات الآلية الى نفاد السيولة، وفرغت رفوف السوبرماركات من المواد التموينيّة بسبب التسابق على تخزين هذه المواد، ومولدات الكهرباء نفدت من الأسواق، ما استدعى من الناطق بلسان الجيش أن يخرج في إطلالة استثنائية مخصّصة للدعوة إلى تقنين سحب الأموال وتخزين المواد التموينية، وشدّ الأعصاب وتجاوز حال الهلع.

ويطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له خلال إحياء يوم القدس العالمي، ومن المتوقع وفق ما علمت «البناء» أن يتطرّق السيد نصرالله الى أهمية المناسبة بعد عملية طوفان الأقصى والحرب الدائرة ضد العدو المطوَّق بجبهات عدة، كما سيحدّد السيد نصرالله باسم محور المقاومة مسار المواجهة في المرحلة الجديدة في الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على القنصليّة الايرانيّة في دمشق، وأن يفصح عن معادلات جديدة تتلاقى مع ما أعلنه الإمام السيد علي الخامنئي في خطابه الذي هدّد فيه كيان الاحتلال الصهيونيّ بأنه سيدفع الثمن. كما سيتلاقى مع ما سيعلنه قادة محور المقاومة في العراق واليمن وفلسطين. وسيردّ السيد نصرالله على التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضد لبنان ويعيد صياغة قواعد وخطوط الاشتباك على الجبهة الجنوبية وأهميتها في شلّ منطقة شمال فلسطين المحتلة والضغط على حكومة الاحتلال وتخفيف الضغط عن غزة، واستعداد المقاومة في لبنان لأي سيناريو كتوسّع الحرب على لبنان أو في المنطقة. كما سيؤكد السيد نصرالله بأن العدوان الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق هو تطوّر خطير ولن يمرّ من دون عقاب. كما سيلقي الضوء على أهمية الضباط الإيرانيين الشهداء في دعم حركات المقاومة في المنطقة لا سيما في فلسطين، خصوصاً العميد الشهيد محمد رضا زاهدي.
وفي سياق ذلك، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «إسرائيل» هي التي تجرّ المنطقة إلى الحروب وإلى المشاكل، مؤكدًا استعداد المقاومة بشكل كامل لأيِّ تطوّرات يمكن أن تحصل.
وقال الشيخ قاسم خلال كلمة في الاحتفال التأبيني للشهيد على طريق القدس أحمد جواد شحيمي (أبي حسين) في بيروت: «نحن لا نجرّ لبنان إلى الحرب، بالعكس «إسرائيل» هي التي تجرّ المنطقة إلى الحروب وإلى المشاكل، أميركا هي التي تجرّ المنطقة إلى الحروب والمشاكل، نحن في موقع الدفاع وفي موقع المواجهة وفي موقع منع هذا الاستكبار وهذا الاحتلال من أن يحققا أهدافهما».
وتابع قاسم: «كلنا سمعنا أنَّه بعد 4 أيام من أحداث 7 تشرين، كان لدى نتنياهو والحكومة تصميم على الهجوم على لبنان، يومها كما تذكر الروايات التي أصبحت معلنة أنَّ بايدن هو الذي طلب منهم أن لا يدخلوا في هذه المعركة الآن، إذًا كانت لديهم نية للمبادرة بالحرب، ولكنهم عندما رأوا هذا التصميم وهذه المواجهة كَفُّوا لأنَّهم يعلمون الثمن الذين سيدفعونه».
وأضاف الشيخ قاسم: «صحيح أنَّ هذه التضحيات كبيرة، لكن لا بُدَّ أن ألفت نظركم إلى أنَّ «إسرائيل» تُعتّم تمامًا على خسائرها العسكرية والبشرية من أجل أن تكمل بطريقة معيَّنة ومن أجل أن تثبِّط عزائم الطرف الآخر، ولكن خسائر العدوّ كبيرة جدًا، إخواننا صوَّروا الكثير من الأفلام التي بيّنت حجم الخسائر عندهم ولكنهم لا يعلنون عنها، وهذا لا يهمّنا أصلًا». وأشار قاسم إلى أن هناك سقفاً «للمواجهة مع العدوّ الإسرائيلي رسمناه بإرادتنا وقناعتنا، وهو سقف يتناسب مع متطلبات المواجهة والمعركة في هذه المرحلة، وهذا السقف مرتبط بمدى العدوان».
وحذّر قاسم من «أنْ توسَّع العدوّ توسّعنا وإن لم يتوسّع بقي هذا السقف على وضعه، ولا تراجع بالنسبة لنا عن هذه المواجهة إلى أن يتم الحل بإيقاف العدوان على غزَّة. وهذه القاعدة قاعدة حاكمة وقائمة في الوقت الذي نكون فيه مستعدّين بشكل كامل لأيِّ تطوّرات يمكن أن تحصل حتّى لا يباغتنا العدوّ، لكن لا تراجع عن هذا السقف».
وأشار السفير الإيراني مجتبى أماني خلال حفل إفطار أقامته السفارة الإيرانية بمناسبة «يوم القدس العالمي» في مقرّ السفارة في بئر حسن الى أن «تخبّط هذا الكيان الغاصب أمام فشله في تحقيق أي إنجازات ميدانية والقضاء على جذوة المقاومة، يدفعه إلى ارتكاب الحماقات التي لن تجلب له سوى المزيد من الوهن والخراب. من جملة هذه الإفلاسات اعتداءاته السافرة قبل أيام على مقرّ دبلوماسي للقنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق الأمر الذي أسفر عن استشهاد كوكبة وضاءة من قياديي ومستشاري حرس الثورة الإسلامية. هذه الأعمال المتهوّرة لن تبقى بالتأكيد دون رد، وكما وعد قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله فإن الصهاينة سيندمون على جريمتهم وسيعاقب هذا الكيان الخبيث على يد رجالنا الشجعان وسيندم على هذه الجريمة وأمثالها من الجرائم».
ولفت الى أن «فلسطين والقدس ستكون محور الوحدة وتمييز الحق عن الباطل. كما نشاهد في الميدان التضامن مع هذه القضية من كل لبنان والعراق واليمن والمقاومة البطوليّة في داخل الأراضي المحتلة من حماس والجهاد وباقي الفصائل التي تؤمن بالمقاومة. مضيفاً أن فلسطين لن تعود إلا بالجهاد والمقاومة، وأي طريق آخر لن يُعيد أي أرض محتلة. فالمفاوضات والقرارات الدوليّة منذ احتلال فلسطين لم تكن إلا تسويفًا وخداعًا وسرابًا.
الى ذلك، نفذت المقاومة الإسلامية، سلسلة عمليات نوعيّة دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‏والشريفة، حيث استهدف مجاهدو المقاومة مقر كتيبة ليمان المستحدث وتموضعًا لجنود العدو خلف موقع جل العلام في القطاع الغربي. واستهدفت المقاومة أيضًا فريقًا ‏فنيًا «إسرائيليًا» أثناء قيامه بصيانة التجهيزات الفنيّة والتجسسيّة في موقع بياض بليدا بالأسلحة ‏المناسبة، كما استهدفت موقعَي رويسات العلم ورويسة القرن.
وحذرت أوساط دبلوماسية أوروبية من تزايد خطر انزلاق الوضع في الجنوب الى حرب شاملة بعد ارتفاع حدة العمليات العسكرية من الطرفين، مشيرة لـ»البناء» الى أن استهداف «إسرائيل» لمركز دبلوماسي ايراني في دمشق عمل خطير يتجاوز الخطوط الحمر وسيتسبب بتصعيد متبادل على مستوى المنطقة.
وحذر الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في لبنان أندريا تينينتي من أن «الوضع في جنوب لبنان بات مقلقاً وخطيراً للغاية»، وأضاف أن تبادل إطلاق النار الذي بدأ قبل أشهر كان ضمن حدود خمسة إلى ستة كيلومترات قرب الخط الأزرق، لكنه توسع إلى مناطق في العمق اللبناني ووصل بعض الاستهدافات إلى بعلبك والهرمل شمال شرقي البلاد بمسافة تبعد 130 كيلومتراً من الخط الأزرق. وعن تطور الأمور واحتمال ذهابها إلى ما هو أخطر، يشدد تيننتي في حديث صحافي على أن لا أحد يستطيع التنبؤ بأخطار تلك الاستهدافات ومستقبل تلك الجبهة، إذ إن أي خطأ في الحساب يمكن أن يشعل نزاعاً أوسع، وقال «نعمل مع الأطراف لمحاولة تهدئة الوضع منذ عدة أشهر والأهم منع انزلاق الجبهة نحو حرب خطيرة».
على الصعيد السياسي، انعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، وقال ميقاتي في مستهل الجلسة: «أجرينا نقاشاً مستفيضاً حيال ما يحصل في الجنوب وطلبنا المساعدة السريعة، خصوصاً أن هناك حوالى 100 الف نازح من قرى الجنوب و331 شهيداً وحوالى 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي… وأنا أرى وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعياً، خصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة. الأمر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل».
وأكد ميقاتي أن «السلام الحقيقي الذي ننشده هو (سلام العدالة الإنسانية) ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة. وأحب أن أؤكد من خلال مجلس الوزراء ان للبنان أصدقاء في كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان. كما نثمن الاتصالات والزيارات التي تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبة للبنان، سعياً للإسهام بايجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية، ونؤكد ان انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع، وهو في أولويات خياراتنا التي تعزز الثقة بلبنان كدولة ووطن. مسؤوليتنا جميعاً ان نهتم بأحوالنا، بمقدار اهتمام الدول بنا. إن التلاقي والتحاور هما أقصر طريق لإنقاذ وطننا من خطر الفراغ والأزمات المفتوحة على أخطار كثيرة».
وقال ميقاتي: «فوجئنا صباح اليوم بملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان على خلفية ملف النازحين الذين يصلون الى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية. لقد أجريت الاتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية وأكدت الحرص على افضل العلاقات مع قبرص ولا نقبل أن نصدر أزمة النازحين اليها. وشددت خلال الاتصالات على أننا، في ملف النازحين، أمام واقع يجب على العالم تفهمه. النازحون يدخلون الى لبنان خلسة ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فإذا قررنا ترحيل السوري الى بلاده نواجه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا».
وأعلن وزير العمل مصطفى بيرم بعد الجلسة، رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى 18 مليون ليرة لبنانية، لافتًا إلى انه تمّ إقرار مرسوم زيادة المنح المدرسيّة. أيضاً، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي أن مجلس الوزراء وافق على مرسوم الاستعاضة عن الشهادة المتوسطة بامتحان وطني موحّد تجريه المدارس الرسمية والخاصة، مشيرًا إلى أحكام خاصة لتلامذة الجنوب.

******************************

افتتاحية صحيفة النهار


 

توطين مقنّع للسوريين وإضاءة أولى على خسائر الحرب

أسوأ من الخسائر الانية للحرب الدائرة جنوباً، والتي لا يقوى لبنان على التعويض عنها من دون احتضان دولي غير متوافر حتى تاريخه، فان التداعيات المستقبلية لمعضلة #النزوح السوري الى لبنان، تتجاوز الخسائر البشرية المادية في الجنوب، لانها تتعلق بمستقبل البلد والمحافظة على هويته وناسه، اذ كشف وزير الشؤون الاجتماعيّة هيكتور الحجّار، أن ما يجري في لبنان أكثر من توطين، معتبراً الأمر عملية استبدال للمواطنين اللبنانيين بمواطنين سوريين بغطاء دولي، وشدّد على أن هذا الخطر المحدق بكلّ اللبنانيين يحتّم على ميقاتي اتخاذ موقف تاريخي يكتبه على ورقة يذهب بها إلى بروكسل في 27 أيار المقبل كي ينصفه التاريخ، لا الاكتفاء بالتحاور فيما هو مستمرّ بالإصغاء للمجتمع الدولي. وقال في هذا الإطار: “إن الأوروبيين أبلغوه خلال جولته الأوروبيّة الأخيرة بتخفيض سقف المساعدات الماليّة للنازحين السوريين المقيمين في لبنان، وإنّ مسؤولاً فرنسياً في الاتحاد الأوروبي كاشفه بأنّ مصير السوريين في لبنان سيكون مماثلاً لمصير اللاجئين الفلسطينيين، وعلينا كلبنانيين أن ننسى الحدود التي رسمتها فرنسا وانجلترا، واعتبر حجّار أنّ #سايكس ـ بيكو يُعاد رسمه في المنطقة مع تغيير ديموغرافي في لبنان”.

 

ودعا الحجّار ضمن برنامج “مع وليد عبود” على شاشة تلفزيون لبنان، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى “أن يتّخذ موقفاً في ملفّ النزوح السوري لا أن يكتفي بالإصغاء كي لا يتشرّد اللبنانيون على أرصفة العالم”، مشيراً إلى أنّ “الفرصة لا تزال متاحة لفكفكة قنبلة النزوح، شرط أن يتصرّف لبنان كدولة ذات سيادة بمقدورها أن تقول لأوروبا نساعدك في حماية البحر إذا ساعدتنا في حماية البرّ”.


 

في مجال اخر، بدت لافتة كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في مستهل جلسة #مجلس الوزراء امس لجهة تعدد الملفات التي تناولها. فمن مسألة تجديد تأكيده على مخاطر الوضع الامني في الجنوب، وموقف لبنان المندد بالاعتداءات الاسرائيلية، فضلاً عن اهمية انتخاب رئيس للجمهورية، توقّف ميقاتي أمام حجم الخسائر التي مُني بها الجنوب بفعل تلك الاعتداءات، داعياً للمرة الاولى ربما إلى إعلانه منطقة منكوبة زراعياً وتعليمياً.

 

قد يكون كلام ميقاتي عن وضع الجنوب الاول من نوعه لجهة الإضاءة على حجم الخسائر في ظل التعتيم الكامل حول حجم الأضرار، وغياب أيّ زيارات أو جولات لوزراء أو مسؤولين حكوميين إلى البلدات والقرى التي تتعرض يومياً للاستهداف. وقد جاء عقب اجتماع عقده مع 14 سفيرا لدول عربية وغربية وممثلي المنظمات الدولية في حضور وزراء، لتقييم الوضع الإنساني والميداني جنوباً، حيث يجري العمل على تأمين مساعدات دولية  تصل إلى 70 مليون دولار كشف عنها المنسق المقيم للأمم المتحدة عمران ريزا خلال الاجتماع.

 

في جانب آخر، تلقّف ميقاتي أي تفاعلات لما وصفه بملامح ازمة ديبلوماسية مع #قبرص على خلفية ملف #الهجرة غير الشرعية، على ضوء الحملات التي برزت في الصحف القبرصية ضد لبنان، فوضع الوزراء في نتيجة اتصاله بالرئيس القبرصي، فضلاً عن نتائج المحادثات التي جرت في اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة ملف النازحين.


 

لم يغفل ميقاتي الرد على الانتقادات التي طاولت حكومته ايضاً في موضوع اعادة هيكلة المصارف، على خلفية طيّ مشروع القانون الذي طُرح على طاولة مجلس الوزراء قبل اسابيع ثم سُحب من التداول تحت ذريعة انتظار ملاحظات الوزراء. والواقع بحسب المعلومات المتوافرة، ان الملف وُضع فعلاً على الرفّ، بعدما فوجئت الحكومة باقتراح قانون تقدم به نواب في كتلة “التنمية والتحرير” تحت عنوان “حماية الودائع المصرفية المشروعة وإعادتها إلى اصحابها”. وقد جاء تقديم النواب لهذا الاقتراح في وقت تدرس الحكومة مشروع قانون في الاطار عينه، ما عكس تناقضاً وغياب التنسيق في موضوع دقيق وحساس يمسّ اموال المودعين وهيكلة القطاع المصرفي، على نحو عكس عدم جدية على كِلا الضفتين في التعامل معه.

 

وكان الكلام عن هيكلة المصارف مناسبة لاستعراض العلاقة مع صندوق النقد الدولي في ضوء ما نشرته “النهار” امس عن اجواء الصندوق والمخاوف من امكان انهاء الاتفاق الاوّلي الموقّع مع لبنان. وكان توضيح لنائب رئيس الحكومة سعادة الشامي بصفته رئيس الوفد المفاوض مع الصندوق بأن التواصل لا يزال قائماً مع المؤسسة الدولية، وكاشفاً ان الصندوق ليس الجهة المخولة فسخ أيّ اتفاق لأن الاتفاق الذي يمهد للدخول في برنامج مع لبنان يدخل في صلب المهمات التي أُسِّس الصندوق من اجلها لمساعدة الدول التي تحتاج إلى مساعدة.

وفي حين انجز مجلس الوزراء إقرار رفع الحد الادنى للأجور إلى 18 مليون ليرة كما أقرته لجنة المؤشر، فاته من ضمن رزمة المواضيع التي تناولها في سياق تنشيط عمل الحكومة، التوقف عند ملف الانتخابات البلدية والاختيارية التي يُفترض ان تشكل أولوية مع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية المجالس الممددة في نهاية أيار المقبل.


 

وحول الانتخابات البلدية، قال وزير الداخلية بسام مولوي الذي زار بكركي مساء امس مولوي: “موضوع تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية لم يُحسم بعد والتأجيل لا يمكن أن يحصل إلا بقانون والوزارة ملزمة بإجراء الانتخابات وتطبيق القانون الحالي”. وأضاف “الوزارة ستبدأ من الغد في أول مرحلة من دعوة الهيئات الناخبة وأول محافظة ستكون #جبل لبنان”.

 

داخليا، نشطت حركة قضائية مطلبية، اذ نظّم “اتحاد المودعين في #مصارف لبنان” اعتصاما، أمام مصرف لبنان، تنفيذاً لمقررات “ملتقى المودعين والمحامين” الذي انعقد بتاريخ ٢١ آذار الفائت. شارك في الاعتصام، اضافة الى المودعين والمحامين والناشطين، النائب شربل مسعد، وقد رفعوا الاعلام اللبنانية ولافتات دعت الى “إيفاء الودائع ضمن مهلة زمنية قصيرة مع تعويض الخسائر وخاصة لمودعي الليرة”.

 

بدورهم اهالي ضحايا انفجار المرفأ نفذوا اعتصامهم الشهري، امام تمثال المغترب، واعترضوا على اعادة بناء مرفا بيروت قبل الشروع في اعادة تحريك الملف القضائي.


 

وقضائيا، ثلاث محطات، اولها قبول الطعن بموازنة 2024 وابطال 8 مواد منها، وثانيها، وقف مجلس شورى الدولة تنفيذ قرار الحكومة باعادة ثلاثة قوانين الى مجلس النواب،

وثالثها الادعاء على المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا في ملف فرار الموقوف #داني الرشيد.

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحاج حسن: 3 مليارات دولار خسارة الزراعة في الجنوب

التوتر الإيراني-الإسرائيلي إلى الذروة والأمم المتحدة: الوضع خطر جداً

 

في انتظار كلمة  السيد نصرالله اليوم في مناسبة «يوم القدس»، صار واضحاً أنّ لبنان يقع في قلب تداعيات الغارة الإسرائيلية الاثنين الماضي على القنصلية الإيرانية في دمشق. واختارت طهران تشييع جثامين العسكريين الإيرانيين السبعة في الحرس الثوري الذين قتلوا في الغارة تزامناً مع «يوم القدس» كي تعطي المناسبة بعداً إضافياً ضد اسرائيل.

 

وفي المقابل، أفاد بيان أميركي أنّ المكالمة الهاتفية التي جرت أمس بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نوقشت فيها «التهديدات الإيرانية العلنية ضد إسرائيل والشعب الإسرائيلي». وأوضح بايدن «أنّ الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة في مواجهة تلك التهديدات».

 

وقال نتنياهو بعد المكالمة مع بايدن في مستهل اجتماع للحكومة الأمنية: «منذ سنوات تعمل إيران ضدنا بشكل مباشر ومن خلال وكلائها، وبالتالي فإنّ إسرائيل تعمل ضد إيران ووكلائها دفاعاً وهجوماً».

 

وأضاف: «سنعرف كيف ندافع عن أنفسنا وسنتصرف وفقاً للمبدأ البسيط المتمثل في أنّ من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا سنؤذيه».

 

وترافقت هذه المواقف مع إعلان الجيش الإسرائيلي «حظر تجول خروج الوحدات القتالية وتعبئة احتياطي لنظام الدفاع الجوي»، وفق ما ذكرت القناة 13 العبرية. وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون هاليفا: «مقبلون على أيام معقدة. قلت مراراً غير مؤكد أنّ الأسوأ أصبح وراءنا». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل دانيال هاغاري: «نحن نأخذ على محمل الجد كل بيان، وكل عدو. طائراتنا مستعدة لمجموعة متنوعة من السيناريوات، ويجب ألا نكون راضين عن أنفسنا. لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية في هذا الوقت، ولكن علينا رفع مستوى تحضير الجمهور. قمنا بتنشيط التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في أجزاء كبيرة من البلاد، فهو يساعد في تحييد التهديدات، وهذا جزء ضروري من دفاعنا».

 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ إسرائيل «رفعت حالة التأهب في السفارات والبعثات الإسرائيلية ونقلت الديبلوماسيين إلى أماكن بديلة».

 

أما في بيروت، فدعا القيادي في حركة « ح» أسامة حمدان الى تصعيد التحرك اليوم «أمام سفارات الاحتلال والإدارة الأميركية في العالم، وتكثيف الضغوط على الكيان الصهيوني وداعميه، نصرة لشعبنا العظيم وإسناداً لمقاومته الباسلة».

 

وسط هذاه التطورات المشحونة، صرح الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في لبنان أندريا تينينتي أنّ «الوضع في جنوب لبنان بات مقلقاً وخطيراً للغاية». وحذّر من « أنّ أي خطأ في الحساب يمكن أن يشعل نزاعاً أوسع». وقال: «نعمل مع الأطراف على محاولة تهدئة الوضع منذ عدة أشهر، والأهم منع انزلاق الجبهة نحو حرب خطرة».

 

وفي سياق متصل، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس «وجوب إعلان الجنوب منطقة منكوبة زراعياً»، نظراً للأضرار الكبيرة في القطاع الزراعي، حيث «هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية نفقت وحوالى 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. لذا ترى الحكومة وجوب إعلان منطقة الجنوب منكوبة زراعياً، خصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة».

 

تقاطع هذا الكلام مع ما كشفه وزير الزراعة عباس الحاج حسن في حديث الى صحيفة «نداء الوطن»، حول «إستهداف اسرائيل للأمن الغذائي ونهضة الاقتصاد الوطني»، وأكّد أنّ «الخسائر الحقيقيّة لإستخدام العدوّ قذائف تحتوي على الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، لا تقلّ عن 3 مليارات دولار».

 

كما لفت الحاج حسن إلى أنّ «السلة الجنوبية من حجم التصدير تترواح عادةً ما بين 25 و30% من الناتج القومي الزراعي، ما يُفسّر إرتفاع الأسعار وتدني عملية الإنتاج في الجنوب لتُلامس الصفر».

 

وصرّح الوزير بعد إنتهاء الجلسة، لافتاً إلى إستهداف كفرشوبا (على سبيل المثال) 48 مرة حيث أحرقت الأراضي الزراعية بالكامل، وهناك 2000 دونم أحرقت كلياً و 6000 دونم أحرقت جزئياً».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

عدد قتلى «الحزب» في جنوب لبنان يتخطى مثيله المعلن في حرب 2006

رغم اقتصار المعركة على ميدان جغرافي محصور بالمنطقة الحدودية

بيروت: نذير رضا

 

تخطّى عدد المقاتلين الذين قضوا في الحرب الدائرة في جنوب لبنان، عدد مقاتلي «الحزب» الذين قتلوا في حرب يوليو (تموز) 2006، رغم الفارق الكبير بين طبيعة المعركتين، حيث وصف «الحزب» المعركة الأخيرة بأنها «جبهة مساندة ودعم» لقطاع غزة، بينما كانت حرب عام 2006 «حرباً مفتوحة»، وامتدّت على سائر الأراضي اللبنانية.

 

ويخوض «الحزب» معركة ضد الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على إيقاع حرب غزة، وبقيت العمليات محصورة في إطار جغرافي لا يتخطى السبعة كيلومترات على ضفتي الحدود، مع استثناءات، حيث غالباً ما تنفذ إسرائيل ضربات في مناطق أبعد عبر سلاح الجو الذي نفذ استهدافات مباشرة لسيارات ومبانٍ في البقاع (شرق لبنان) وساحل الشوف والضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وارتفع عدد المقاتلين الذي قتلوا في الجبهة اللبنانية، إلى 279 مقاتلاً قضوا في جنوب لبنان وشرقه جراء ضربات إسرائيلية واستهدافات مباشرة وغير مباشرة. وقال الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء ينقسمون إلى 260 مقاتلاً نعاهم «الحزب»، و14 مقاتلاً نعتهم «حركة أمل»، و3 مقاتلين نعتهم «الجماعة الإسلامية»، ومقاتل نعاه «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، فضلاً عن عسكري في الجيش اللبناني نعاه الجيش.

قتلى حرب تموز

 

وتخطى عدد القتلى المعلن منذ 8 أكتوبر، الأرقام المعلنة لعدد المقاتلين الذين قضوا في حرب تموز 2006. وتشير التقديرات لدى مطلعين على أجواء «الحزب» إلى أن عدد المقاتلين الذين قتلوا في حرب تموز يقارب الـ250 مقاتلاً، ولم يتخطَّ هذا العدد، بينما ناهز عدد المدنيين اللبنانيين القتلى، الـ1200 مدني.

 

ويوضح شمس الدين أن «الحزب» في الحرب الأخيرة، يعلن عن سائر المقاتلين وينعاهم «شهداء على طريق القدس» ويتضمن بيان النعي الاسم، واللقب العسكري، والعمر، والصورة، والبلدة التي يتحدر منها… أما في حرب تموز، فلم يشمل هذا الإجراء سائر المقاتلين، حيث لم يُعلن رسمياً في ذلك الوقت إلا عن 65 مقاتلاً تم الإعلان عن تاريخ ميلادهم وتفاصيل أخرى. ويؤكد شمس الدين أن العدد اليوم، يتخطى عدد القتلى المعلن عنهم في حرب تموز والتقديرات المتصلة بها. ويشدّد في الوقت نفسه على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن حرب تموز «دامت 33 يوماً»، بينما هذه الحرب تمتد منذ نحو 6 أشهر، وهو أمر يساهم حكماً في رفع عدد القتلى.

 

وتستخدم إسرائيل في هذه الحرب معظم الأسلحة التي سبق واستخدمتها في حرب تموز، مثل الغارات الجوية والقصف المدفعي، والتي أدت إلى تدمير كبير في المنطقة الحدودية، وزادت عليها الترسانة المتطورة من الصواريخ الدقيقة والقنابل الموجهة والذخائر التي تطلقها مسيرات متطورة جداً تلاحق المقاتلين في الميدان. لكن إسرائيل لم تقم بتوغّل بريّ، كما حدث في حرب تموز، ولم تستخدم القصف من البحر، مثل عام 2006.

66 مدنياً

 

وإضافة إلى 279 مقاتلاً، ثمة مقاتلون فلسطينيون آخرون قضوا في المعركة نعتهم «حركة ح» و«الجهاد الإسلامي»، كما سجل مقتل 66 مدنياً لبنانياً حتى الآن. وينقسم هؤلاء إلى 23 امرأة، و15 رجلاً، و8 أطفال، و3 صحافيين و18 مسعفاً، وفقاً لأرقام «الدولية للمعلومات»، وهي مؤسسة دراسات وإحصاءات لبنانية.

 

وينقسم المسعفون إلى 9 مسعفين من «الهيئة الصحية الإسلامية» (التابعة للحزب)، واثنين من «جمعية الرسالة للإسعاف الصحي» (تابعة لحركة أمل)، و7 من «الجمعية الطبية الإسلامية» (مقربة من الجماعة الإسلامية) والذين قضوا بضربة الهبارية في الأسبوع الماضي.

 

100 ألف نازح وإغلاق 75 مدرسة

 

وإلى جانب الخسائر بالأرواح، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس إن بلاده طلبت مساعدة عاجلة من منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة والمعنية لمواجهة تداعيات الدمار الهائل الناجم عن هجمات إسرائيل على جنوب لبنان.

 

وأوضح ميقاتي خلال جلسة للحكومة أن الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان أودت بحياة 313 فردا، بينما أصيب نحو ألف شخص ونزح نحو 100 ألف من ديارهم. وأشار إلى أن القطاع الزراعي يشهد «كارثة كبرى» مع تضرر 800 هكتار بشكل كامل جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان، لافتا إلى أن نحو 75 في المائة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم. وأضاف: «أرى وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعيا خصوصا أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة».

 

وفيما يتعلق بالتعليم، قال ميقاتي إن نحو 75 مدرسة أغلقت بشكل نهائي، بخلاف المصاعب التي ستواجهها بلاده فيما يتعلق بإعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل.

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الجمود يتأجّج والاحداث تتدحرج… والفراغ الداخليّ يستفحل

 

في ظل القلق والترقّب الإسرائيليين لردٍ إيراني غير معروف الحجم والنوع على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، لا تزال كل الاوساط المعنية في الداخل والخارج تتوقع حصول وقف للنار في غزة في قابل الأيام من شأنه اذا حصل أن يفتح الباب أمام حلول لأزمات وملفات أخرى في المنطقة، ومنها لبنان الذي ينتظر حراك سياسيا داخليا بعد عيد الفطر مشفوعا باستئناف اللجنة الخماسية العربية والدولية لقاءاتها اللبنانية دفعاً في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو أمر يمكن أن يتعزز في حال انعكست هدنة غزة المرتقبة وقفاً لإطلاق النار على الجبهة الجنوبية، ومن شأنه أن يعيد الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان لاستئناف مهمته الهادفة إلى إنتاج حل متكامل يُوائم بين تنفيذ القرار الدولي 1701 على الحدود الجنوبية وبين إقامة سلطة لبنانية جديدة منطلقها انتخاب رئيس جمهورية جديد.

لا يختلف اثنان على انّ لبنان في وضعه الحالي مُعلّق على حرب غزة ومُطلّق من عرّابي الحلول والتسويات، إذ تجزم مصادر سياسية لصيقة بمطبخ الاتصالات لـ«الجمهورية» في ان لا حركة سياسية سترصد قبل ١٠ ايام، وان الزيارات أو الاجتماعات المتفرقة التي تحصل حالياً لا تصرف في أي مسار لا رئاسي ولا أمني يتعلق بالجنوب. وفي هذا الإطار أكدت المصادر «انّ الوضع على الحدود الجنوبة اصبح اكثر تعقيداً، وانّ الأحداث تتدحرج بنحوٍ متفاقم مقابل جمود في الحلول يتأجّج ويستفحل وشلل في اتخاذ خطوات مستقلة عن الإقليم… وزاد هذا الشلل تَرقّب الرد الإيراني على عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

 

وعن المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية ومبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» الرئاسية، أكدت المصادر نفسها «أنها مكانَك راوح. يجب أن ننتظر ونرى بعد الأعياد كيف ستتحرك الأمور وعلى أي مستوى. ووصفت زيارة رئيس تيار» المردة» سليمان فرنجية إلى باريس، التي بدأت أمس، بأنها «حركة مهمة له كمرشح رئاسي لكن لا بد من انتظار النتائج».

 

أولويّتنا انتخاب الرئيس

 

في غضون ذلك، ثَمّن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال جلسة مجلس الوزراء امس، «الاتصالات والزيارات التي تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبّة للبنان، سعياً للمساهمة في ايجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية»، وأكد انّ «انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع، وهو في أولويات خياراتنا التي تعزز الثقة بلبنان كدولة ووطن. مسؤوليتنا جميعاً ان نهتم بأوضاعنا، بمقدار اهتمام الدول بنا. وان التلاقي والتحاور هما اقصر طريق لإنقاذ وطننا من خطر الفراغ والأزمات المفتوحة على اخطار كثيرة».

 

واضاف «انّ السلام الحقيقي الذي نُنشده هو (سلام العدالة الإنسانية) ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي مُنددين بالاعتداءات، ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب واحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة». وقال: «انّ للبنان اصدقاء في كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الاسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان».

 

ودعا ميقاتي الى اعلان «منطقة الجنوب منكوبة زراعيّاً، خصوصاً أنّ هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة». وقال ان «الامر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك نحو 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك عن ملف اعادة اعمار ما تهدّم وأولوية البحث عن مصادر التمويل».

 

الواقع الانساني

 

وكان ميقاتي قد عقد اجتماعاً مع السفراء المعتمدين في لبنان والمنظمات الدولية بهدف شرح الواقع الإنساني والوضع الحالي في الجنوب، وشارك فيه سفراء: الولايات المتحدة الأميركية، أستراليا، الصين، تركيا، النمسا، الأردن، سلطنة عمان، هولندا، التشيك، المانيا، بولندا، كندا، سويسرا وقبرص، المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وهيئات ووكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان.

 

وقال ريزا خلال الاجتماع: «إنّ مخاطر التصعيد تزداد في الجنوب اللبناني، حيث الوضع هَش في الأصل، فهناك نحو 91 ألف نازح، وهذا يتطلب مزيداً من الجهود الإنسانية». واعتبر أنّ «المدنيين والبنى التحتية المدنية ليسوا أهدافاً، ويجب حمايتهم». واكد أن «المجتمع الدولي يعمل على تقديم المساعدة وتحويل الأولويات ومصادر التمويل للأشهر الثلاثة المقبلة»، وقال: «نسعى للحصول على نحو 70 مليون دولار أميركي».

 

وتحدث وزير البيئة ناصر ياسين خلال الاجتماع عن «خطة الاستجابة التي وضعت، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة وقادة الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات». وقال: «هناك نحو 91 ألف نازح من المناطق الحدودية في الجنوب، غالبيتهم يعيشون لدى أسَرهم، ومن الضروري دعمهم على المستوى الطويل الأمد». وأشار إلى «استشهاد نحو 316 شخصاً وجرح نحو 909 أشخاص، إضافة إلى استشهاد أفراد من الطواقم الطبية والاستشفائية وحرق أكثر من 700 ألف هكتار من الأراضي، ونُفوق عدد كبير من المواشي، وإصابة نحو 9 مراكز لتكرير المياه، إضافة إلى عدد من المراكز الصحية أيضاً». وقال: «خَصّصنا نحو 4 ملايين دولار لأعمال الاستجابة عام 2023 وسنخصص نحو 30 مليون دولار هذه السنة أيضاً».

 

كرة الأونروا تتدحرج

 

من جهة ثانية، وفي موازاة الترددات التي تركتها القرارات المتسارعة التي طاوَلت مسألة تمويل «الاونروا» بدأت كرة الثلج تتدحرج في الجهة المعاكسة لقرارات قطع او تجميد تمويلها لهذا العام. وبعد مجموعة المواقف الايجابية التي أحيَت برامج تمويلها لدى دول اوروبية عدة وكندا ومن قارات مختلفة، تلقّى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاً من وزيرة خارجية اليابان كاميكاوا يوكو التي أبلغت اليه أن اليابان قررت معاودة تسديد مساهماتها لوكالة «الأونروا»، وعبرت عن تقدير بلادها لما يتكبّده لبنان نتيجة النزوح السوري، وشكرته على «استضافته للنازحين والأعباء التي يتحملها».

 

ورد بوحبيب التحية بالمِثل «على هذا القرار». وشدد على «أهمية تمويل الأونروا كمصلحة مشتركة ولضمان فرصة لمستقبل أفضل، وإبقاء أمل بحلّ عادل للقضية الفلسطينية». وفي نهاية الأتصال توافقا على «أهمية وضرورة وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، وتطبيق حل الدولتين، وخطورة الهجوم على رفح وما قد ينتج عنه من تَبعات وكارثة إنسانية».

 

وعند ملامسة الاتصال الوضع في لبنان وتداعيات ما يجري في قطاع غزة على الجبهة اللبنانية، شدد بوحبيب «على أهمية الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان من خلال التطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يُبعد شبح الحرب والإنفجار، لأنّ لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها».

 

حضور الماني متقدّم

 

على صعيد آخر، وفي خطوة وصفت بأنها لتعزيز الحضور الالماني الانمائي على الساحة اللبنانية، وقّع بوحبيب أمس مع وفد من السفارة الألمانية برئاسة السفير الألماني ورت جورج شتوكل ـ شتيلفريد «بروتوكولاً يقضي بإنشاء مكتب محلي «للوكالة الألمانية للتعاون الدولي» (GIZ) ومكتب محلي «لبنك إعادة الإعمار الألماني» (KfW) في لبنان. على أن يعلن لاحقاً عن كل ما يتصل بمهمة هاتين المؤسستين الانمائية وما يمكن ان يقدمانه للبنان.

الحملة الديبلوماسية

 

وفي إطار الحملة الديبلوماسية التي تقودها وزارة الخارجية مواكبة للمساعي المبذولة لتصحيح الموقف الدولي والأممي في شأن الوضع اللبناني، يستقبل بوحبيب اليوم كلّاً من سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال ثم نائبة المفوض العام للاونروا ناتالي بوكلي، قبل ان يلتقي سفيرة سويسرا ماريون وشلت لاستكمال البحث في مجموعة افكار تجري مناقشتها مع دول الاتحاد الأوروبي.

 

وفي إطار آخر يلتقي بوحبيب سفيرة إيطاليا نيكوليتا بومبارديي في زيارة وداعية قبل ان تغادر لبنان لانتهاء مهمتها الديبلوماسية فيه.

 

وضع الجنوب

 

وعلى الجبهة الجنوبية، لم تتوقف المواجهات بين المقاومة واسرائيل، فشَنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية متتالية فجر امس على الخيام كفركلا. واستهدفت دبابة «ميركافا» متمركزة في مستعمرة المطلة أحد المنازل في كفركلا بقذيفة مباشرة. وعاوَد الطيران الاغارة على الخيام ظهراً، وترافقَ ذلك مع قصف مدفعي لجنوبها واطراف الوزاني، ثم أغار مجدداً على كفركلا ويارون، واطراف بلدة عيناتا ومارون الراس. فيما قصفت المدفعية الاسرائيلية قرابة السادسة مساء أطراف الخيام وتلة الحمامص في محيطها. وقد نجا فريق الإطفاء في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية الذي كان يعمل على اخماد حريق في احد المنازل في كفركلا، عندما أغارت الطائرات الحربية على احد المنازل القريبة منهم.

واعلنت «‏المقاومة الإسلامية» انها استهدفت مقر ‏قيادة ‏»كتيبة ليمان» المُحدَث بقذائف المدفعية.‏ كذلك استهدفت «‏تموضعات لجنود العدو خلف موقع «جل العلام» بالأسلحة الصاروخية».‏ ثم استهدفت ايضاً بعد ظهر امس «فريقاً ‌‏فنياً اسرائيلياً أثناء قيامه بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع «بياض بليدا» بالأسلحة ‏المناسبة».‏

 

وقصفت بالمدفعية والصواريخ موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة.

 

واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى «سقوط صاروخ في بلدة شلومي في الجليل الأعلى ووقوع أضرار في المكان».

 

وكانت المقاومة قد استهدفت ليل امس الأول مبنىً يتموضع فيه جنود ‏إسرائيليون في مستعمرة المطلة وأوقعَت مَن فيه بين قتيل وجريح. فيما تحدثت‏ القناة 12 العبرية عن «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه منزل في المطلة». وبثّت صوراً له وقد اشتعلت فيه النار.

وكتب المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي على منصة «اكس»: انّ «طائرات حربية أغارت «على بنى تحتية في مناطق يارون، وعيناتا، ومارون الراس في جنوب لبنان». أضاف: «وكان قد رُصد في وقت سابق من اليوم (أمس) إطلاق قذائف صاروخية عدة خرقت الحدود من الأراضي اللبنانية في اتجاه منطقتَي بيتسِت وشلومي، حيث هاجم جيش الدفاع مصادر النيران».

 

أميركا وإسرائيل تريدان الحرب

 

وفي جديد مواقف «الحزب»، قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني للشهيد أحمد جواد شحيمي في بيروت «نحن لا نجرّ لبنان إلى الحرب، بالعكس اميركا إسرائيل هما اللتان تجرّان المنطقة إلى الحروب والمشكلات، نحن في موقع الدفاع والمواجهة ومنع هذا الاستكبار وهذا الاحتلال أن يحقق أهدافه، وكلنا سمعنا بأنّه بعد 4 أيام من أحداث 7 تشرين، كان يوجد تصميم عند نتنياهو والحكومة على أن يبادروا للهجوم على لبنان، يومها كما تذكر الروايات التي أصبحت معلنة أنَّ بايدن هو الذي طلبَ منهم أن لا يدخلوا في هذه المعركة الآن، إذاً كانت لديهم نية بمبادرة الحرب، ولكنهم عندما رأوا هذا التصميم وهذه المواجهة كَفّوا لأنَّهم يعلمون الثمن الذين سيدفعونه».

واضاف: «يوجد سقف للمواجهة مع العدو الإسرائيلي رَسمناه بإرادتنا واقتناعنا أنّه سَقف يتناسب مع متطلبات المواجهة والمعركة في هذه المرحلة، وهذا السقف مرتبط بمدى العدوان. إنْ توسَّع العدو توسّعنا وإن لم يتوسع بقي هذا السقف على وَضعه ولا تراجع بالنسبة الينا عن هذه المواجهة إلى أن يتم الحل بإيقاف العدوان على غزّة، وهذه القاعدة قاعدة حاكمة وقائمة في الوقت الذي نكون فيه مستعدين كلياً لأيّ تطورات يمكن أن تحصل حتى لا يباغتنا العدو لكن لا تراجع عن هذا السقف».

****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

نحو معادلات جديدة للاشتباك بعد العيد

ميقاتي: تطويق أزمة مع قبرص.. والمجلس الدستوري يُصدر قراره حول الموازنة

 

تداعيات أحداث ما بعد 7 ت1 (أكتوبر) 2023 آخذة في التبلور، والاستقطاب، لا سيما لجهة ما يحصل على جبهة الخلافات الاميركية – الاسرائيلية على خلفية ما يحدث في غزة من استهداف لكل ما هو صحي او تعليمي او مدني، في إيطار حرب الابادة الجماعية، او انعكاساتها اللبنانية، فهي وان ارتبطت بالتداعيات الكبرى، إلاَّ انها محكومة بالخصوصية اللبنانية بين جمود سياسي ورسمي، يقتصر على تصريف الاعمال في حكومة مستهدفة من قبل فريق مسيحي، وسط اعباء كبرى، وحملات، كان آخرها دعوى قضائية على الرئيس نجيب ميقاتي في فرنسا بتهمة جمع «ثروات بطريقة غير شرعية» من قبل جمعيتين تعملان في فرنسا، ومن دون التقدم خطوة واحدة باتجاه حسم الخلافات حول الملف الرئاسي،

فيما تتحول اي مشكلة أو ازمة الى محور خلافات تبدأ ولا تنتهي..

وعلى هذا الصعيد، كشف الرئيس نجيب ميقاتي أمام مجلس الوزراء عن بروز ملامح ازمة دبلوماسية مع قبرص، حيث اتهمت الصحف القبرصية لبنان، على خلفية ملف النازحين السوريين، الذين يصلون الى الجزيرة بطريقة غير شرعية..

وقال ميقاتي: لقد تواصلت مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وتمنيت عليه ان يطرح في اجتماع الدول الاوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الاوروبي لمساعدتنا في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان.

كذلك عقدنا هذا الاسبوع اجتماعا لملف النازحين حيث قدم وزير الشؤون الاجتماعية ورقة حددت بوضوح مطالب لبنان واهمها مطالبة مفوضية الامم المتحدة للاجئين بتزويدنا بالداتا الكاملة عن اوضاع النازحين، لكون الدتا التي وصلتنا لا تحدد تاريخ دخول النازحين الى لبنان».

و أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن عرض الخسائر التي تسببت بها الحرب في الجنوب في السراي الحكومي أمام مسؤولين دوليين هدف إلى تبيان حقائقها بالأرقام وعلى مرأى من ممثلي الدول، في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس ميقاتي منطقة الجنوب منكوبة زراعيا،  مشيرة إلى أن هذه الحقيقة من شأنها أن تدفع إلى بذل المزيد من الجهود الديبلوماسية بهدف التهدئة.

من جهتها رأت أوساط مراقبة أن أي قرار لاعادة أعمار قرى الجنوب من قبل اي جهة مانحة دولية أو غير دولية لا يزال غير واضح طالما أن الحرب ما تزال مستمرة، إلا أن إظهار هذه الوقائع الآن قد تتيح في المجال أمام أي جهد مستقبلي،  مع العلم أن مسؤولين دوليين يعتبرون أن لبنان تم ضمه إلى الحرب وتحديدا على صعيد جبهة الجنوب.

قرار المجلس الدستوري حول طعون الموازنة

واصدر المجلس الدستوري قراره بشأن الطعون المتعلقة بمواد موازنة  2014.

ورد المجلس اسباب الطعن بالنسبة لمخالفة المواد 74 و36 و87 من الدستور.

وجاء في الحيثيات التي لم تقر بالاجماع، ان المجلس قرر:

1 – رد اسباب الطعن بالنسبة لمخالفة المواد و36 و87 من الدستور وبالنسبة لاقرار المادتين 2 و3 خلافا للمادتين 18 و51 من الدستور وبالنسبة لمخالفة مبدأ  وضوح المناقشات وعدم شفافية اعمال التشريع.

2 – رد طلب ابطال المواد و36 و87 الفترة الاخيرة من المادة 46 – 51 – 66 – 72 – 91 و95.

3 – ابطال كامل المواد: 40 – 41  – 56- 83- 87 (عديمة الوجود) 92- 94 و59.

ألف – المادة 7: بحذف عبارة «باستثناء البلديات واتحادات البلديات من مطلعها».

باء – المادة 10: بإبطال الفقرة 2 منها:

جيم – المادة 69: بشطب عبارة «التي يتم استيرادها خلال خمس سنوات من تاريخ نفاذ هذا القانون» من الفقرة الاولي وعبارة «التي يتم استيرادها منذ 1/1/2022 والتي سيتم استيرادها خلال خمس سنوات اعتبارا من تاريخ نفاذ هذا القانون وعبارة «Mild- Hybrid».

دال- المادة 86: بحذف عبارة تنتهي في 31/12/2026.

هاء – المادة 93: بحذف عبارة «وتعتبر هذه الضريبة من الاعباء القابلة للتنزيل بالنسبة للمكلفين على» اساس الربح الحقيقي».

المادة 81 : تفرض الضرائب العمومية ولا يجوز احداث ضريبة ما وجبايتها في الجمهورية اللبنانية إلا بموجب قانون شامل تطبق احكامه على جميع الاراضي اللبنانية دون استثناء.

المادة 82: لا يجوز تعديل ضريبة او الغاؤها إلا بقانون.

وحيث ان استيفاء الدولة لحقوقها او احتسابها للضرائب والرسوم او فرها الغرامات بالعملة اللبنانية على اساس سعر الصرف الفعلي الذي يحدده مصرف لبنان لا يمكن ان يفهم على انه منح صلاحيات مطلقة له لتحديد قيمة سعر الصرف بصورة كيفية لان ذلك يشكل مخالفة للمادتين  81 و82 من الدستور يجعل المصرف المذكور يحدد الضرائب والرسوم، بطريقة غير مباشرة.

وحيث يقتضي بالتالي تحصين عبارة «تحديد سعر الصرف الفعلي من قبل مصرف لبنان» الواردة في النصوص الثلاثة اعلاه بالتحفظات التفسيرية الالزامية، فتفسر على انها تشكل تكليفا لمصرف لبنان بإفادة الادارة الضريبية بعكس الصرف الوسطي الفعلي المتداول به في السوق الحرة، فيتم الاستناد اليه من اجل احتساب الضريبة او الرسم بالليرة اللبنانية، وفقا للاصول القانونية، لا سيما تلك المنصوص عليها في قانون النقد والتسليف.

لذلك،

يقرر:

اولاً: في الشكل قبول المراجعتين 2 و3/2024 بالاجماع وقبول المراجعات 4 و5 و6 بالأكثرية.

ثانيا: في الاساس:

يقرر بالأكثرية:

5 – تحصين عبارة تحديد سعر الصرف الفعلي من قبل مصرف لبنان «الواردة في المواد 15 و18 و45 بالتحفظ التفسيري وتفسيرها على انها تشكل تكليفا لمصرف لبنان بافادة الادارة الضريبية بسعر الصرف الوسطي الفعلي المتداول به في السوق الحرة فيتم الاستناد اليه من اجل احتساب الضريبة او الرسم.

ثالثاً: ابلاغ القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية.

قراراً صدر في 4/4/2024

حياتياً، كشف وزير العمل بعد جلسة مجلس الوزراء ان المجلس «وافق على رفع الحد الادنى في القطاع الخاص الى 18 مليون ليرة لبنانية، نحن نقدم خطوات الى الامام مع 9 مليون ليرة لبنانية كبدل للنقل كانت اقرت سابقا بحيث لن يتقاضى احد في القطاع الخاص اقل من 300 دولار. ولا تزال الاجتماعات مفتوحة في لجنة المؤشر. كما تم إقرار مرسوم زيادة المنح المدرسية للقطاع الخاص» (راجع ص 2).

التداعيات الإقليمية

وفي مواجهة الاهتمام الضاغط، كيف سيكون رد محور الممانعة على استهداف القنصلية الايرانية في سوريا.

المصادر القريبة من “الحزب” تتحدث ان يوم القدس سيكون يوما فاصلا في مجريات الحرب في غزة، على كل جبهات المساندة، لا سيما الجبهة اللبنانية.

ومع ان لا احد يرغب بتوسعة الحرب، الا ان مجريات ما بعد يوم القدس ستؤسس لمعادلات من نوع مختلف حتى، ولو «راحت الامور الى حد المعركة الشاملة».

جردة الخسائر

وقدم وزير البيئة ناصر ياسين باسم الحكومة اللبنانية للسفراء العاملين في لبنان جردة بالخسائر البشرية وغيرها لما يحصل في الجنوب، فاستشهد 316 شخصا، وجرح نحو 909،  الى استشهاد طواقم طبية واستشفائية وصحفية، واكثر من 90 الف نازح لبناني، فضلا عن ان حاجات الاغاثة بلغت 72،4 مليون دولار.

وفي التحركات المتعلقة بالاستقرار والاستحقاقات، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وجرى عرض التطورات والمستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية. كما التقى مدير المخابرات العميد انطوان قهوجي يرافقه رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد طوني معوض في زيارة للتهنئة بالفصح وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الامنية السائدة في البلد.

وفي وسط بيروت، تصدى ناشطون للمديرة العامة للاونروا دورثي كلاوس، ومنعوها من دخول مكتبها الرئاسي في بيروت.

وفي التحركات، نفذ المودعون اعتصاما امام مصرف لبنان قبل ظهر امس، طالبوا فيه بالافراج عن ودائهم، وتعهدوا بملاحقة اصحاب المصارف بعد العيد.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن “الحزب” انه «استهدف ‌‌‌‌بقذائف المدفعية مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث في الجليل الغربي».

واعلن ايضا «اننا استهدفنا تموضعات لجنود العدو خلف موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية».

واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى «سقوط صاروخ في بلدة شلومي في الجليل الأعلى ووقوع أضرار في المكان».

واعلن جيش العدو الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه منطقتي بيتزيت وشلومي في الجليل الأعلى.

وحلق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.

كما اطلق القنابل المضيئة ليلا وحتى صباح امس، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

تأهب واستنفار في «اسرائيل»… والرد الايراني لا يعني الحرب الشاملة؟

بعثات ديبلوماسية تحذر رعاياها… ولا وعود دولية للبنان بتغطية تكلفة العدوان

 الهجرة غير الشرعية الى قبرص مشكلة اوروبية… – ابراهيم ناصرالدين

 

عشية كلمة مرتقبة للسيد نصرالله خلال احياء يوم القدس العالمي اليوم، تقف المنطقة على «رجل واحدة» ترقبا لرد الفعل الايراني على الاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق. وفيما رجحت مصادر ديبلوماسية حصول رد ايراني متوازن لا يؤدي الى حرب شاملة في المنطقة، وقللت من شأن التهويل الاسرائيلي، سارعت سفارات دول كبرى في بيروت الى رفع منسوب التحذير لرعاياها ودعتهم الى الاستعداد للأسوأ والحذر في تحركاتهم خلال الساعات والايام المقبلة مُصحبة تحذيرها بتعليمات لوجستية تتعلق بكيفية التصرف بحال حصول حرب شاملة. في المقابل ساد «الهلع» على نحو واسع في «اسرائيل» على خلفية تسريب تحذير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «لاسرائيل»، بان الرد الايراني هذه المرة مرجح داخل «الاراضي الاسرائيلية»، لكن هذا لم يمنع من الاعلان مساء امس عن رفع حالة التأهب في السفارات والبعثات الإسرائيلية وتم نقل الدبلوماسيين إلى أماكن بديلة.

جردة حساب وتشويش

 

في هذا الوقت، قدمت الدولة اللبنانية جردة حساب للخسائر التي تسبب بها العداون الاسرائيلي امام مجموعة من السفراء المعتمدين والتي تتعدى 72 مليون دولار، لكنها لم تحصل على اي وعد بتقديم المساعدات، فيما لوحظ امس ازدياد عمليات التشويش التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على نظام GPS والتي يشكو منها مطار بيروت، ولاحظ العديد من اللبنانيين بطئاً في عملية الانترنت وتشويشاً على عدد من التطبيقات الإلكترونية والبث التلفزيوني.

استنفار في «اسرائيل»!

 

وبحسب موقع واللا الإسرائيلي قامت إسرائيل بزيادة مخزونها الطارئ من المواد الأولية الأساسية إلى حدٍّ غير مسبوق خشية هجوم إيراني محتمل، واستعدادًا لحرب شاملة مع “الحزب”، فيما تهافت الإسرائيليّون إلى المتاجر لشراء مواد تموينية تحسّبًا للرد الإيراني، وحذر البنك المركزي في «إسرائيل» البنوك من ارتفاع حدة سحب الأموال النقدية، بعدما هرع الاسرائيليون الى سحب الاموال النقدية.

لا داعي للهلع؟!

 

وفي مقابل هذا «الهلع»، تستبعد مصادر ديبلوماسية في بيروت خروج الموقف عن السيطرة حتى لو حصل رد ايراني، يبدو انه حتمي، لكنها تتحدث في المقابل عن اتصالات رفيعة المستوى تجري على اكثر من صعيد لاحتواء الموقف وعدم الذهاب في التصعيد الى مواجهة واسعة النطاق لن تكون مفيدة لاي طرف، ولفتت الى انه لا داعي للهلع اقله في هذه المرحلة!

«القصة» اكبر من لبنان!

 

من جهتها، تشير اوساط سياسية لبنانية بارزة الى انها للمرة الاولى لم تسمع تحذيرات مباشرة من دبلوماسيين غربيين بشان التطورات على الحدود الجنوبية، بعدما اقر عدد من السفراء ان الامور باتت تتجاوز حدود الجبهة اللبنانية وتطوراتها، حيث ارتفع نسق التواصل الدبلوماسي وبات مهمة وزراء الخارجية الذين يحاولون احتواء الموقف على صعيد المنطقة بعدما باتت جبهة الجنوب جزءا من الكل، وليست قائمة بحد ذاتها، في ظل استبعاد تلك الدول ان يكون ل”الحزب” دور مباشر في الرد على ضرب القنصلية الايرانية، باعتبار ان طهران معنية هذه المرة بالرد على ما اعتبرته المؤسسة الدينية، والسياسية، والعسكرية اعتداءً على السيادة الايرانية ويستوجب الرد المباشر لاسباب كثيرة واهمها الحفاظ على ثقة الشعب الايراني بالقيادة.

تحذيرات «السي اي ايه»

 

في هذا الوقت، تعيش «إسرائيل»، حالة ترقّب في ظل اجماع امني وسياسي بان الرد الايراني واقع لا محالة، مع اختلافات في تقدير شكله ومداه، وما سيؤدّي إليه، وكشفت مصادر إسرائيليّة رفيعة المُستوى امس عن تحذير وجهته وكالة المخابرات المركزية الأميركيّة «لاسرائيل»، جاء فيه أنّ إيران ستردّ على اغتيال هجوم دمشق بشكلٍ مباشرٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ تقدير المخابرات الأميركيّة والإسرائيليّة أيضًا تُشير إلى أنّ الردّ الإيرانيّ سيشمل قصفًا لأماكن استراتيجيّةٍ حساسّةٍ في الكيان بواسطة صواريخ إيرانيّةٍ مجنحةٍ وبعيدة المدى.

   تناقضات اسرائيلية؟

 

وفي السياق نفسه، اوقف الجيش الإسرائيلي منح الإجازات لجميع الوحدات القتالية امس، وذكر في بيان انه وفقا لتقييم الوضع، تقرر إيقاف الإجازات مؤقتا لجميع الوحدات القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، وأضاف أنه في حالة حرب وأن نشر القوات يخضع لتقييم مستمر وفقا للاحتياجات. وفي محاولة لتهدئة روع المستوطنين، اعلن الجيش الإسرائيلي امس إنه لم يطرأ أي تغييرعلى التوجيهات المتعلقة باستعداد الجبهة الداخلية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في منشور على منصة «إكس» ليست هناك حاجة لشراء مولدات كهربائية وجمع الطعام وسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي، وأضاف كما فعلنا حتى اليوم، سنقوم على الفور بتحديث أي تغيير، في حالة حدوثه، بطريقة رسمية ومنظمة.

ازدياد عمليات التشويش

 

وفي محاولة منها للتاثير في الصواريخ الدقيقة، والمسيرات، كثفت «إسرائيل» عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي»جي بي اس»، وامتد من الشمال ليشمل تل ابيب والقدس المحتلة. ووفقا لصحيفة «هارتس» كانت اضطرابات نظام تحديد المواقع محسوسة بشكل رئيسي شمال البلاد، من منطقة حيفا إلى الحدود اللبنانية، وأظهرت خدمات خرائط نظام تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في بيروت، كما ظهرت ظاهرة مماثلة جنوب البلاد، حيث أظهرت أجهزة تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في القاهرة.

  الرد الايراني حتمي

 

وبحسب الخبير العسكري ألون بن دافيد، من القناة الـ 13 بالتلفزيون الاسرائيلي، فان الإيرانيين أكثر إصرارًا هذه المرّة ممّا كانوا عليه في المرات السابقة على الردّ بشكل كبير على عملية الاغتيال في دمشق.  ونقل عن محافل أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، تأكيدها انها لا تستبعد تعرض «اسرائيل» لهجوم صاروخي من الاراضي الايرانية، ولهذا رفعت حالة التاهب في سلاح الجو وتقرّر استدعاء جنود الاحتياط . من جهته قال موقع «والاه» أنّ السلطات المحلّية في غوش دان (الوسط) تدرس فتح الملاجئ العامة. وفي السياق عينه، نقلت قناة (كان) الاسرائيلية عن مصادر سياسية، قولها إنّ الأيّام المقبلة ستكون متوتّرة جدا، مع اقتراب نهاية شهر رمضان وعملية الاغتيال في دمشق المنسوبة إلى «إسرائيل»، مضيفة أنّ هنالك استعدادات عالية في «إسرائيل» والعالم لاحتمالية قيام إيران بشنّ ردٍّ انتقامي…

قلق من “الحزب”؟

 

من جهتها، نقلت صحيفة «هارتس» عن مسؤول اسرائيلي تاكيده ان حالةً من الاستعداد واليقظة والتأهب من الخطر المحدق وبمستوى خطرٍ تسود المنظومة الأمنيّة، وذلك على خلفية التقديرات التي تُشير لإمكانية عمليّةٍ إيرانيّةٍ انتقاميّةٍ، تشمل الهجوم الإيرانيّ المباشِر ضدّ «إسرائيل»، أيْ قصف قواعد استراتيجيّة من إيران نفسها، أوْ قصف مكثّف من لبنان وسورية عن طريق حلفاء ايران وفي مقدمتهم “الحزب”.

الرد  الايراني المدروس

 

من جهته، رجح معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن تبحث ايران عن ردّ ثأري مدروس لا يضطر «إسرائيل»، ومعها الولايات المتحدة، الى ردّ واسع، وأنها غير معنية بحرب شاملة، وتستبعد قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية من أراضيها على «إسرائيل»، لكنها لا تستبعد أن يأتي الرد من “الحزب” على شكل صواريخ تصل الى العمق الإسرائيلي، وتصيب أهدافاً رمزية تؤدي الى عدد من الضحايا.

  الوضع الميداني

 

ميدانيا، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ايضا غارة مستهدفا المنطقة الواقعة بين بلدتي عيترون وعيناتا في قضاء بنت جبيل وملقيا صاروخي جو – ارض على المنطقة المستهدفة.  وشن غارة على بلدة مارون الراس حيث القى صاروخي جو- ارض. في المقابل، في المقابل، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنتي «بتست» و «شلومي» في الجليل الغربي تزامناً مع سماع دوي انفجارات. واستهدف “الحزب”  ايضا ‌‏فريقا فنيا اسرائيليا أثناء قيامة بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع بياض بليدا. واعلن “الحزب” انه استهدف ‌‌‌‌بقذائف المدفعية مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث في الجليل الغربي». واعلن ايضا استهداف تموضعات لجنود العدو خلف موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية. واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى سقوط صاروخ في بلدة شلومي في الجليل الأعلى ووقوع أضرار في المكان. ولفتت الى إطلاق صاروخين على الأقل من لبنان في اتجاه إصبع الجليل.

  جردة لبنانية بالاضرار ولا وعود دولية

 

داخليا، خرقت جلسة مجلس الوزراء، بمقرراتها الحياتية والاجتماع مع السفراء المعتمدين لتقييم الاضرار الناتجة من الاعتداءات الاسرائيلية، وازمة النزوح مع قبرص، رتابة وجمود الحركة الداخلية. وحضر الوضع الجنوبي على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي استهلها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي باطلاع الوزارء على الاجتماع مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، وقال انه تم اجراء نقاش مستفيض حيال ما يحصل في الجنوب وطلب لبنان المساعدة السريعة وخصوصاً أن هناك حوالى 100 ألف نازح من قرى الجنوب و313 شهيداً وحوالى 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتار تضرروا بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدوا وحوالى 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. واقترح ميقاتي وجوب اعلان منطقة الجنوب منكوبة زراعياً وخصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة. الأمر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك بملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل.

الارقام لا تشمل اعادة الاعمار

 

وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا مع السفراء المعتمدين في لبنان والمنظمات الدولية بهدف شرح الواقع الإنساني والوضع الحالي في الجنوب، في السراي، وقال وزير البيئة ناصر ياسين بعد الاجتماع ان التقديرات المطلوبة من الان حتى نهاية حزيران تقدر بنحو 72.4 مليون دولار لإكمال الامور الاغاثية الأساسية فقط، وقال «لا نتكلم عن اليوم التالي في ما  يتعلق بإعادة الأعمار او اعادة أحياء المناطق التي تتعرض للعدوان، فنحن نتكلم فقط عن تأمين الامور الاغاثية والإنسانية للأشهر المقبلة. حصل  نقاش بشأن  بعض الأولويات في ما  يتعلق بالغذاء والأمور الصحية والأساسية وسنستكملها في اجتماعات ثنائية مع السفراء لتحفيز دولهم لتقديم دعم إنساني اكبر».

  رفع الحد الادنى للاجور

 

وبعد جلسة الحكومة، أعلن وزير العمل مصطفى بيرم رفع الحد الادنى للأجور في القطاع الخاص إلى 18 مليون ليرة لبنانية، لافتًا إلى انه تمّ إقرار مرسوم زيادة المنح المدرسيّة. ايضا، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي أن مجلس الوزراء وافق على مرسوم الاستعاضة عن الشهادة المتوسطة بامتحان وطني موّحد تجريه المدارس الرسمية والخاصة، مشيرًا إلى أحكام خاصة لتلامذة الجنوب.

ما اسباب الازمة مع قبرص؟

 

وتعليقاً على احتجاج قبرص على وصول مهاجرين غير شرعيين إلى أراضيها من لبنان، قال رئيس الحكومة «فوجئنا بملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان صباح على خلفية ملف النازحين الذين يصلون إلى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية». واكد ميقاتي انه تمنى على الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان.

ما هو الحل؟

 

ووفقا للمعلومات وصل الى قبرص بحرا من لبنان نحو 730 مهاجرا غير شرعي خلال الساعات القليلة الماضية يضافون الى نحو 2500 آخرين وصلوا الى الجزيرة قبل فترة، ووفقا لمصادر رسمية لا حل لدى لبنان، والحل هو عند الاتحاد الاوروبي، والمجتمع الدولي المطالبين بتغيير استراتيجيتهما، والتعاون لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم.

  شكوى ضد ميقاتي!

 

على صعيد آخر، قدمت مجموعتان تعملان في مكافحة الفساد شكوى في فرنسا ضد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وأقاربه، سعيا لإجراء تحقيق في شبهات جرائم مالية منها غسل الأموال. وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه إنه لم يتم إبلاغه رسميا بالشكوى، وإن ثروة عائلته تم اكتسابها بشفافية ووفق القانون. ولفت الى أن الاتهامات جزء من حملة إعلامية تهدف إلى «الإساءة إلى اليه وأفراد العائلة». وقُدمت الشكوى بتاريخ الثاني من نيسان إلى مكتب المدعي العام المالي في فرنسا من مجموعتي مكافحة الفساد، منظمة (شيربا) غير الحكومية لمكافحة الجريمة المالية وتجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والإجرامية في لبنان.

ما هي الاتهامات؟

 

وذكر مكتب المدعي العام المالي في فرنسا أنه ليس في وسعه تأكيد استلام الشكوى في الوقت الحالي، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وتتناول الشكوى مجموعة من الشركات والعقارات التي يملكها ميقاتي وأقاربه في فرنسا، أو المسجلة في دول أخرى، قائلة إنها تتطلب المزيد من التحقيق في أعمال مزعومة تتعلق بغسل الأموال وتلقي بضائع مسروقة. وقال ويليام بوردو محامي شيربا لوكالة رويترز امس «هذا هو نوع العواقب الحتمية لكونك سياسيا مليارديرا، فأنت تعتبر منصبك كحماية من الملاحقة القضائية». وجاء في بيان صحفي صادر عن شيربا امس أن الشكوى تلفت انتباه السلطات إلى تحويلات مالية بين رئيس الوزراء السابق وأقاربه ومصرف لبنان؟

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

تأهب اسرائيلي واسع واستدعاء لقوات الاحتياط الجوية لمواجهة إيران

غالانت: إسرائيل غير معنية بحرب في لبنان لكن بحال نشبت ستكون تحدياً قاسياً لنا ول”الحزب”

 

تُواصل إسرائيل رفع منسوب الحيطة والتأهّب ترقّباً لعملية ثأر إيرانية إثر اغتيال الجنرال زاهدي باستهداف مبنى القنصلية داخل دمشق، في عملية تمّت قبل ثلاثة أيام، وفيها شيء من الإهانة، خصوصا أن مشاهد الدمار أظهرت العلم الإيراني ممزقاً بين الركام، وكذلك صورة الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتيل هو الآخر بهجمة أميركية، وربما بمساعدة إسرائيلية، قبل نحو العامين.

 

وضمن حال التأهب لرد إيراني محتمل على اغتيال زاهدي، الذي سبقته عمليات اغتيال مسؤولين إيرانيين آخرين، في السنوات الأخيرة، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي هذه المرة باستدعاء قواته في الاحتياط. كما تم تعليق منح الاجازات بجميع الوحدات القتالية، وقال الجيش الاسرائيلي ان الكيان في حال حرب وان نشر القوات يخضع لتقييم دوري.

 

وفي المقابل؛ قال وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، من حيفا، خلال تفقّده جاهزية الجبهة الداخلية، إنه “ينبغي علينا أن نكون مستعدين لكل سيناريو ونحن نضرب أعداءنا في كل الشرق الأوسط، ونعرف كيف نردّ على أعدائنا القريبين والبعيدين”.

 

غالانت، الذي حاول بهذه التصريحات ردع وترهيب إيران من خلال الزعم بما معناه “أننا سنردّ الصاع صاعين”، كرّر تهديداته بالقول إن إسرائيل غير معنية في حرب في لبنان، لكن بحال نشبت ستكون تحدياً قاسياً لنا، وستكون كارثة على لبنان و”الحزب”، في الجنوب وفي بيروت”.

 

جاءت تصريحات غالانت ردّاً على تهديدات قادة إيرانيين، بأن هجمات قاتلة أكثر ستتم ضد إسرائيل قريباً”.

 

وفي طهران تمّ تعليق لافتات تحمل صورة غالانت وقادة الجيش الإسرائيلي وهم داخل دائرة الاستهداف وكتب في أسفلها بالعبرية: “نحن سننتقم”.

 

وبخلاف مرات سابقة كانت فيها إيران تصمت، أو تكتفي بتهديدات عامة على شاكلة أن “طهران ستختار المكان والزمان المناسبين للرد”، تبدو تهديدات طهران هذه المرة مغايرة بالكم، والحدة، والمباشرة، وبالجهة المهددة.

 

وقد هدّدَ المرشد الإيراني الروحي الأعلى علي خامنئي بالقول، في منشور بالعبرية في تطبيق “إكس”: “بإذن الله ستتلقى إسرائيل عقابها بواسطة رجالنا، وستندم على جريمتها في القنصلية في دمشق”.

 

وانضم رئيس إيران إبراهيم رئيسي للتهديد بقوله إن الجريمة لن تمرّ بلا ردّ”.

 

أما الناطق بلسان الحرس الجمهوري رمضان شريف فقد أطلق هو الآخر تهديداً مباشراً: “قريباً سنشهد هجمات أكثر فتكاً ضد إسرائيل، وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”. وتأخذ إسرائيل هذه التهديدات على محمل الجدّ،

 

وحسب “يديعوت أحرونوت”، تخشى إسرائيل قيام إيران بعمليات داخلها، أو ضد ممثليّاتها الديبلوماسية في العالم مباشرة، أو من خلال حليفاتها في المنطقة، ولذا أعلن عن رفع التأهب لأعلى درجة في السفارات الإسرائيلية في العالم.

 

ويدعو المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع لعدم الاستخفاف بتهديدات إيران، وينقل عن مصادر أمنية خوفها من محاولة استهداف إيرانية لبنى تحتية حساسة في إسرائيل، أو استهداف سفارات في الخارج.

 

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram