بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حق المرضى والطاقم الطبي في مركز الجمعية الطبية الإسلامية في بلدة الهبارية في الجنوب والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين؛ ما يعد تصعيدا خطيرا يضاف الى سلسلة المجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي بحق المدنيين، منذ بداية الحرب في غزة، بالاضافة الى الدمار الكبير الحاصل في بعض قرى الجنوب فضلا عن النزوح الكثيف من سكان القرى الامامية وكثير من القرى الخلفية جراء العدوان الاسرائيلي المتدرج تصاعديا، ما يدل الى نية العدو توسيع المواجهة مع الحزب بعدما كسر قواعد الاشتباك المعمول بها سابقآ؛
عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون، القيادي البارز في التيار الوطني الحر، المعروف بلباقته وهدوئه، كما صراحته، معطوفة على علاقاته القوية مع مختلف الأفرقاء على الساحة السياسية، وهو الذي أبقي الخطوط مفتوحة مع جميع الأفرقاء السياسيين في عز الانقسام العامودي بالماضي، بين ما كان يعرف ب ٨ و ١٤ آذار، فشكل في تلك المرحلة الدقيقة من حياة وطننا، ضمانة لاعادة وصل ما انقطع بين التيار وخصومه، ليطلق عليه الحلفاء كما الخصوم لقب الدبلوماسي في التيار، او "صوت العقل" في التيار؛
أدلى النائب عون بحديث ل icon news، حاوره فيه الصحافي نسيم بو سمرا، رأى فيه انه في ظل موقف واشنطن بعدم رغبتها في توسيع الحرب، لتشمل جبهات أخرى كجنوب لبنان والجولان المحتل، لا شك ان اسرائيل خرجت منذ فترة عن قواعد الاشتباك وهي تقوم بتصعيد متواصل ضدّ لبنان خاصة بعد ان انقطع الأمل لديها في وقف الحرب في الجنوب بمعزل عن غزة، وهي من خلال هذا التصعيد نوعياً ومناطقياً تسعى إلى مضاعفة الضغوط على حزب الله كي يتراجع عن موقفه بربط الجبهات.
ورأى ان المجزرة الأخيرة التي أدّت إلى استشهاد متطوّعي الإسعاف في مركز الجمعية الطبية الإسلامية في الهبارية هي دليل على ان اسرائيل ليس لديها أي رادع يوقفها في عدوانها وهي بهذا الاستهداف الاجرامي بحق مدنيين مسعفين تتخطّى كل الضوابط والقواعد وتجازف بتصعيد كبير لإستدراج ردّة فعل قد تبرّر لها عدواناً أوسع، مع الاشارة الى ان الولايات المتحدة بذلت جهوداً كبيرة عبر الموفد الرئاسي آموس هوكشتين لمنع توسيع جبهة الجنوب لكن عدم حصول وقف إطلاق نار في غزة لم يسمح بالتقدّم في الشقّ اللبناني من الحرب وبالتالي رغم كل الضغوطات التي تقوم بها اميركا لمنع توسّع الحرب، إلا ان لا ضمانة بان تستجيب إسرائيل لها تماماً كما يحصل اليوم في غزة حيث معارضة واشنطن لاجتياح رفح لم تردع نتنياهو عن تصميمه على استكمال العمليات العسكرية فيها.
وتناول النائب عون مسألة ربط حزب الله مسار المواجهة في الجنوب، بغزة، مؤكدا ان تقييم حزب الله لجدوى الانخراط في الحرب كجزء من ردع إسرائيل عن شنّ عدوان واسع على لبنان على غرار ما تقوم به في غزة، يصطدم بمنطق معاكس يعتبر ان دخول حزب الله في الاشتباك يزيد من خطر شنّ إسرائيل عملية كبيرة ضدّ لبنان، مضيفا انه وحتى هذه اللحظة، ما زال المنطقان يتواجهان دون ان يقتنع احد برأي الآخر.
ولفت الى ان تطوّر الحرب وحصول حرب واسعة من عدمها هو ما سيحدّد صوابية أو خطأ احد المنطقين، وأضاف: لا يخفى ان حزب الله يمارس لعبة حافة الهاوية وهناك خيط رفيع جداً بين بقاء الحرب على حالها وبين توسّعها المفاجئ بشكل دراماتيكي، وليس خروج إسرائيل عن قواعد الإشتباك إلا دليل على عدم إمكانية ضمان سلوكها المستقبلي.
وحول مدى تأثير المواجهة مع العدو على الشراكة الداخلية، اعتبر آلان عون ان هذه الحرب والاختلاف العميق في مقاربتها بين حزب الله والعديد من القوى السياسية والذي أتى في لحظة تراجع في العلاقة بينه وبين التيار الوطني الحر، زادا من الشرخ الوطني وتسبّبا بتصدّعات في الوحدة الوطنية ستحتاج إلى معالجات دقيقة في المرحلة المقبلة عندما تضع الحرب أوزارها. وبقدر ما يحافظ كل فريق على قدر من الوحدة في خطابه السياسي وفي رهانه على الإلتقاء مع الآخر رغم الاختلاف الشديد القائم حالياً، بقدر ما يمكن اعادة اللحمة بين اللبنانيين بعد هذا الانقسام الحاد الذي يعيشونه.
وتطرق النائب عون الى احتمال توسع الحرب مع العدو، في ظل موقف التيار المعروف برفض وحدة الساحات، مشيرا الى انه إذا وقعت الحرب الواسعة على غرار حرب ٢٠٠٦، فنحن مرغمون بالتضامن مع بعضنا البعض كلبنانيين واضعين جانباً كل خلافاتنا السياسية وواضعين أمام نصب أعيننا التضامن الإنساني والاجتماعي الذي سنحتاجه في هكذا سيناريو، مضيفا ان أي نزوح داخلي واختلاط اللبنانيين ببعضهم البعض في كافة المناطق، يشكّل تحدّياً كبيراً لكل القوى السياسية كي تتصرّف بدرجة عالية من المسؤولية وضبط النفس لمنع الإنجرار إلى أي احتكاكات على خلفية الانقسام الكبير الذي يعيشه اللبنانيون حول الحرب ودور حزب الله فيها.
وختم النائب عون بالاشارة الى ان التيار الوطني الحر كان واضحاً ان الاختلاف حول وحدة الساحات وانخراط حزب الله في الحرب لن يمنع التضامن الكامل مع بعضنا البعض كلبنانيين في حال العدوان على لبنان.
حاوره نسيم ابو سمرا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :