افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 27 آذار 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 27 آذار 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حزب الله يتخطّى «الروتين» لمنع فرض قواعد جديدة

 

شهد يوم أمس نموذجاً عملياً لـ«معركة ضبط هوامش الجبهة» بين حزب الله وجيش الاحتلال، في وقت تجد فيه تل أبيب نفسها محاصَرة بالمراوحة الميدانية في غزة وما نتج عنها من عقم على المستوى السياسي، ومحاولة «التنفيس» على الجبهة الشمالية خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف إطلاق النار في غزة.وإذا كان بعض أركان حكومة نتنياهو يهدّدون بالتصعيد شمالاً رداً على محاولات وقف المعركة في غزة قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن حزب الله يجد نفسه في هذا التوقيت بالتحديد معنياً بالردّ الحازم والسريع على أي محاولة إسرائيلية لتجاوز «التصعيد المضبوط» نحو محاولة «السيطرة على التصعيد»، من خلال خلق وقائع ميدانية مُسَيطر عليها، تكون له فيها اليد العُليا والقرار الأخير. وشكّل دخول بعض المستوطنات للمرة الأولى ضمن دائرة النيران التي انطلقت من لبنان، على ما أفادت قناة 14 العبرية، وتخطي «الروتين العملياتي اليومي» في سلسلة الردود النوعية على الاعتداءات الإسرائيلية، إشارات كافية للعدو بأن حزب الله عازم على منعه من تحقيق «قواعد لعب» جديدة في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق في غزة قد ينسحب على لبنان.

وفي هذا الإطار، شهدت الجبهة الجنوبية أمس ارتقاءً نوعياً وكمياً في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وأظهرت هذه العمليات حرص الحزب على الردّ سريعاً على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين من جهة، ويستهدف توسعة المدى الجغرافي لاستهدافاته بما يمكّنه من صنع معادلات تصعيد جديدة، من جهة أخرى. فردّاً على ‌‏الاعتداءات على القرى الجنوبية، ‏استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو ‏الإسرائيلي في مستعمرات شوميرا وشلومي وأفيفيم.

ورداً على ‌‏اعتداء العدو على بلدة الصويري في البقاع الغربي واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، ‏استهدف ‌الحزب قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة. وفي إطار الرد نفسه، وبعد اعتداء العدو الذي طاول البقاع، استهدف الحزب ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، وهي مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا. ورداً على قصف ‏القرى الجنوبية استهدف انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا. كما نفّذ سلسلة عمليات استهدفت تجمعاً ‏لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت وآخر في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى استهداف قوات مشاة معادية في محيط شتولا وحرش حانيتا ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

وتعليقاً على هذه التطورات، لخّص يوسي يهوشع في «يديعوت أحرونوت»، المشهد قائلاً إن «الحرب في الشمال شديدة وتشتد. فقد أطلق حزب الله الصواريخ على ميرون، ورداً على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً عسكرياً في عمق لبنان تستخدمه الوحدة الجوية لحزب الله، ويضم مهبط طائرات وعدداً من المباني العسكرية للحزب، وردّ حزب الله الآن بإطلاق عشرات الصواريخ على الجولان والجليل».

وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة أفيفيم بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت إن النيران تأكل كل شيء داخله، وفرق الإطفاء غير قادرة على الوصول إلى المكان. وقالت القناة 12 العبرية إن حزب الله يخطط لضرب الكهرباء في الشمال والجولان بالكامل وتصعيد الهجمات على المحطات ومنع المستوطنين من الكهرباء. فيما أشارت «معاريف» إلى أن «سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفدت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاج إليها الإنسان».

وفي إطار الخسائر المتواصلة التي تُسجّل في الشمال، ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الأضرار اليومية جرّاء ضربات حزب الله. وقالت «معاريف» إن مصنعاً للنبيذ في كيبوتس أفيفيم أصيب جراء إطلاق حزب الله صواريخ عليه. ونقلت عن صاحب المصنع، ميئير بيطون، أن «صاروخين سقطا في قلب المصنع الذي احترق، فيما لم يتمكّن رجال الإطفاء من الوصول إليه لوقوعه على خط التماس مباشرة. للأسف كل المصنع تدمّر، وهذه المرّة الرابعة التي يصاب فيها جراء إطلاق صواريخ من لبنان».

ونعى حزب الله أمس، الشهداء حسين علي دبوق (شبريحا - الجنوب) وعلي إبراهيم ناصر الدين (الهرمل) وعلي رتيب الجوهري (الهرمل) وعلي فوزي الأخرس (كفرتبنيت - الجنوب).

«الكتائب والقوات» يصرّان على الفتنة

تصدّرت بلدة رميش المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى أمس، بعد نشر مقاطع فيديو قيل إنها لعناصر من حزب الله يحاولون نصب منصات إطلاق صواريخ بين منازل البلدة. ورغم أن المشاهد المنشورة لم تُظهر سوى سيارتين مدنيتين في بساتين زيتون في أحراج البلدة البعيدة التي تتداخل مع خراج بلدات أخرى، وليس في الأحياء السكنية داخل البلدة، تولّى حساب حزب الكتائب وبعض مناصري القوات شرح المشهد على الشكل التالي: «أهالي رميش يمنعون عناصر حزب الله من إطلاق الصواريخ من بين الأحياء السكنية في البلدة». وانتشر الخبر في الفضاء الافتراضي، وعلى وسائل الإعلام المناهضة لحزب الله في لبنان وخارجه، على أنه إشكال بين مجموعة من الحزب والأهالي الذين تداعوا على وقع قرع أجراس الكنائس لمنع عناصر من الحزب من تركيب راجمة صواريخ قرب ثانوية البلدة».

ولوحظ الأداء «التنافسي» بين القوات والكتائب لاستغلال الحادث الذي قيل إنه وقع عند التاسعة من صباح أمس، فيما بدأ الحديث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي عند الثانية تقريباً من بعد الظهر، ما بدا وكأنه حملة معدّة مسبقاً، خصوصاً لما للقوات والكتائب من سوابق في تصيّد المواقف وتضخيمها في تلك المنطقة، فضلاً عن اختلاق أحداث وفبركة مشاهد.

********************

افتتاحية صحيفة النهار


النهار: لبنان يسابق غزة… من رميش إلى الهرمل!

لعل ما اثار موجة مخاوف جديدة من التصعيد الحربي والميداني على ميدان الجبهة اللبنانية الاسرائيلية واتساعها تكرارا امس، ان هذه الجبهة بدت كأنها تسابق جبهات الحرب في غزة غداة صدور اول قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف اطلاق نار فوري في غزة منذ اندلاع الحرب هناك والتي تلاها في اليوم الثاني بعد اندلاعها تفجر الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل. واستندت هذه المخاوف الى مؤشرات استباقية حيال استبعاد “جبهة الشمال” كما يسميها الإسرائيليون من أي اثر محتمل لوقف النار في غزة على غرار ما كان هدد بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت من واشنطن ، مهولاً بان وقف النار اذا حصل في غزة قد يعجل بالمواجهة الكبيرة مع لبنان واقترن ذلك برفض إسرائيل أصلا التزام قرار وقف النار. كما ان عامل تمدد الجبهة امس مجددا في اتجاه البقاع الشمالي، بحيث طاولت موجتان من الغارات الإسرائيلية الهرمل أولا ومن ثم سهل ايعات في بعلبك لاحقا، رسم دلالات لا يمكن التقليل منها لجهة اتساع ميدان تبادل الضربات في العمق إلى أقاصي البقاع الشمالي وتحويل هذه المنطقة كالجنوب ساحة استهداف دائم للطيران الحربي الإسرائيلي. علما ان الاستهدافات تطاول مرات أهدافا تصنف بانها استراتيجية كالهدف الذي شنت الغارة الإسرائيلية مساء امس في سهل أيعات في بعلبك وتبين وفق معلومات بانه مطار ميداني لـ”الح.زب”. ومن الدلالات أيضا ان التصعيد الواسع على المشهد اللبناني امس رسم حيزا من تهاوي قرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة لجهة الارتباط التصعيدي اقله بين المشهدين. وكل هذا لم يحجب تطورا سلبيا اخترق التطورات الميدانية وتمثل في مواجهة بين أهالي رميش وعناصر من “الح.زب” على خلفية رفض الرميشيين توريطهم في استعمال ارضهم منصة اطلاق للصواريخ وترددات هذا الواقع ميدانيا وسياسيا.


 

اليوم التصعيدي

 

وفيما الأنظار مشدودة الى غزة غداة تصويت مجلس الأمن على القرار الأول بوقف نار فوري طوال ما تبقى من شهر رمضان ، التهبت المواجهات الميدانية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية واستهدفت غارة إسرائيلية بعد الظهر وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل حيث سمع دوي الانفجارات في محيط المدينة، ولوحظت سحب من الدخان. واشارت معلومات الى ان الطيران الإسرائيلي اغار على شاحنة صغيرة وقالت اخرى ان في المنطقة معسكرا لـ “الح.زب” الذي ضرب طوقاً أمنياً في المكان. وتجدر الإشارة الى ان منطقة وادي فعرا هي منطقة عسكرية تابعة للح.زب يتردد ان فيها معسكرات تدريب واسلحة للح.زب. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن “سلاح الجو هاجم بعلبك في العمق اللبناني رداً على استهداف قاعدة ميرون الجوية، وهاجم في عمق لبنان مجمعاً عسكرياً تستخدمه الوحدة الجوية التابعة للح.زب، والذي كان يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ عسكرية تابعة له”. وفي معرض ردّه على الاستهداف المذكور، قصف “الح.زب” ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل وهي “مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب” بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على سهل بلدة إيعات في بعلبك وافيد انها استهدفت مزرعة حيث اشتعلت فيها النيران وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك بسقوط ضحيتين وجريح في الغارة.


 

اما في الجنوب فاستهدف قصف إسرائيلي منزلاً في كفركلا ودمّره، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى عسكري وبنية تحتية في محيط قرية عيتا الشعب وفي محيط كفركلا، ومهاجمة موقع استطلاع تابع لـ”الح.زب” في منطقة مارون الراس. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف حديقة مارون الراس ، واتبع ذلك بغارة مستهدفا بلدة عيتا الشعب. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر هجماته مرة ثانية مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس.

 

في المقابل اعلن “الح.زب ” تنفيذ اكثر من عشر عمليات امس فاستهدف مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما الجنود الإسرائيليون كما استهدف تجمعا للجنود في محيط ثكنة برانيت . واعلن انه “ردا على ‏إعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف ‏ قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة”.‏ واستهدف “قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها ‏بين ضحية وجريح”.

 

صدام رميش


 

اما الصدام في رميش فبدأ بين مواطن من رميش ومجموعة تابعة لـ”الح.زب” كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ تحت ثانوية رميش في كرم زيتون. فحصل تلاسن بين الطرفين واطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأسه. اثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة وتجمع شباب البلدة في وقت انسحب عناصر الح.زب. وافيد انه تم قصف ثلاثة صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من صنوبر رميش قرب منتجع ليالي النجوم، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش ردع الح.زب.

 

واثار الحادث ردود فعل سياسية. وفي السياق طالب المكتب السياسي الكتائبي “من منطلق حرصه على حياة الجنوبيين الأبرياء ومصالحهم وعلى البلد، بانتهاز الفرصة لوضع حد فوري لهذه المغامرة التي يخوضها الح.زب رغمًا عن اللبنانيين وإصراره على استجرار الاعتداءات عبر زرع منصات عسكرية داخل الأحياء السكنية” ودعا إلى “نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود ومنحه القدرة والتكليف اللازمين للسهر على الاستقرار وتطبيق القرارات الدولية”. كما أعلن ح.زب الوطنيين الأحرار “كامل تضامنه مع أهالي بلدة رميش الجنوبية في حقهم المشروع في رفضهم بأن يكونوا رهينةً لمنصات صواريخ الح.زب المنتشرة بين بيوتهم وفي نطاق بلدتهم”.واعتبر أن “ما جرى في هذه البلدة الحدودية هو نموذج صارخ عن مُصادرة الح.زب لقرار المدنيين الأمنين وحريتهم وتعريض حياتهم لخطر الهجمات الاسرائيلية وتدمير قراهم وأملاكهم كرمى لعيون إيران ومصالحها ووحدة ساحاتها”.


 

ميقاتي

 

وسط هذه الأجواء تناول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة القاها في حفل إفطار مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية وضع الحكومة فقال “لن نضيّع مزيدا من الوقت بل سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون في تحمل مسؤولياتنا كاملة لما فيه خير لبنان وشعبه كله، بعيدا عن الاعتبارات الفئوية التي يستخدمها البعض لتحقيق أهداف وغايات لم تشبه يوما سلوكنا الوطني الجامع والحاضن لكل ابناء الوطن”. وقال “أولويتنا الحالية العمل على إيجاد الحلول المناسبة المقبولة للقضايا الإجتماعية المطروحة وهموم الناس آخذين في الاعتبار الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن في إيرادات الدولة ومصاريفها. لن ننجر يوما الى المهاترات، وسنظل نعمل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، أما من يعيب على الحكومة أنها ماضية في عملها، فعليه أن يبادر الى القيام بواجباته في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتلاقيها في ورشة واحدة للنهوض بالوطن. إنتخاب فخامة الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب، لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع بأنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية”.

 

على خط امني آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “لا مؤشرات لأيّ حدث أمنيّ ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا”، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي “بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها” وشدّد على “ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباراتي لتلافي أي حدث”.

***********************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“الح.زب” في مرمى الغارات الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان

رميش في حِمى الجيش بعدما رفضت زجّها في “المُشاغلة”

 

وسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل و»الح.زب»، اختار الأخير أمس بلدة رميش الجنوبية الحدودية كي يضمها الى جبهة «المُشاغلة». وكأنه لم يُكتفَ من الأضرار التي لحقت بالجنوب منذ 8 تشرين الأول، فجرى توسيع الخسائر لتشمل رميش التي لا يزال يقطنها نحو 6 آلاف من سكانها متمسكين بالبقاء فيها. غير أنّ رفض الأهالي توريط بلدتهم في أتون الخراب أدّى الى تدخل الجيش للحفاظ على أمن البلدة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ تدخل الجيش جاء بناءً على تكليف مجلس الأمن المركزي الذي كان مجتمعاً وقت الحادث برئاسة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.

 

وروى رئيس بلدية رميش ميلاد العلم وقائع ما حصل، فقال إنّ مجموعة ح.زبية وصلت في سيّارتَين الى البلدة صباح أمس، بهدف إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل من داخل حيّ سكني، فاعترضها أحد السكان.

 

وأوضح «أنّ المشكلة هي في عمليّة إطلاق الصّواريخ من داخل الأحياء السّكنيّة، بينما ليس هناك من مشكلة في حصول ذلك من «المشاعات»، مؤكّداً «أنّنا أكثر النّاس ضدّ العدو الصّهيوني».

 

وفي حين تمنّى العلم أن تكون الرّسالة قد وصلت، أشار إلى أنّه لم يتمّ التّواصل معهم إلّا من قبل الجيش اللبناني، حيث حضرت دوريّة إلى المكان بعد الإبلاغ عن الحادث.

 

ويروي أحد سكان رميش أنه قرابة التاسعة صباحاً تنبّه أهالي أحد أحياء رميش المأهول بالسكان، إلى وجود حركة غريبة لسيارتين مدنيتين زجاجهما داكن ومن دون لوحات تجولان في أحيائه، وتحديداً قرب ثانوية رميش الرسمية ومبنى «الندوة الثقافية». فاقترب من إحداهما أحد الأشخاص ( ف.م). وتبيّن له أن ثمة عناصر تعمل على وضع منصة صواريخ «كورنيت» في هذه النقطة السكنية، فحصل تلاسن مع العناصر وفضّل الإنسحاب، إلا أنه أبلغهم أنه سيتوجه إلى البلدة لإبلاغ الأهالي.

 

وفعلاً انتقل هذا المواطن على الفور الى كنيسة البلدة وباشر قرع الجرس ما أدى الى تقاطر الناس لتبيان الأمر.

 

وسارع بعض الأهالي الى إستدعاء الجيش اللبناني، فحضرت دورية لمتابعة الوضع. كما أقدم بعض الأهالي على إقفال طرق فرعية بين رميش وعيتا الشعب المجاورة، بالسواتر الترابية، في محاولة لمنع المسلحين من إستخدام أراضي البلدة منصة للقصف.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول عناصر من «الح.زب» وفصائل موالية له التسلل إلى بلدة رميش الحدودية بهدف تثبيت منصات صواريخ «الكاتيوشا» وسواها في أراضٍ زراعية وأحراج الصنوبر وتوجيهها نحو الداخل الإسرائيلي.

 

ويذكر أنّ أهالي رميش التي تقطنها حوالى 1200 عائلة، كانت تستعد لإحياء رتبة جناز المسيح في الجمعة العظيمة والإحتفال بيوم القيامة أحد الفصح. وكان أطفال رميش ودبل وعين إبل مشوا في زياح الشعانين الأحد الفائت.

 

وكتبت كتلة «تجدد» النيابية على حسابها على منصة «إكس»: تعريض المدنيين غصباً عنهم في القرى والبلدات الجنوبية لخطر الهجمات الإسرائيلية مرفوض. ندين ما حصل في رميش حيث حاول «الح.زب» إطلاق الصواريخ من جوار البلدة، ونطالب الحكومة بتكليف الجيش وقوات الطوارئ الدولية الحفاظ على أمن اللبنانيين وحياتهم، ونعيد المطالبة بتطبيق القرار 1701 تفادياً لتعريض لبنان لخطر الحرب».

 

كما كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب الياس اسطفان على منصة «إكس»: «رميش صرخت باسم لبنان السيّد الحرّ المستقل».

 

وفي التطورات الميدانية أيضاً، قُتل شخصان وأُصيب ثالث في ضربة إسرائيلية استهدفت مساء أمس منطقة بعلبك، وذلك بعدما استهدفت غارة منفصلة منطقة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

 

وقال مصدر في «الح.زب» لم يشأ كشف هويته لـ»وكالة فرانس برس» إن الضحيتين تنتميان إلى «الح.زب».

 

وفي وقت سابق، استهدفت ضربة إسرائيلية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل.

 

وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في منشور على منصة «إكس» إلى أنّ السلطات المحلية «لم تبلّغ عن وقوع إصابات جراء الغارة الإسرائيلية».

 

وأعلن «الح.زب» في وقت لاحق استهداف «ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل بأكثر من 50 صاروخ «كاتيوشا».

 

وفي سياق متصل، قتل ما لا يقّل عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران ومدني في ضربات جوية ليلية استهدفت مواقعهم في منطقة دير الزور بشرق سوريا، على ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا في منشور على منصة «إكس» مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما حمّلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية «الكيان الصهيوني» مسؤولية الهجوم الذي قضى فيه «بهروز وحيدي في دير الزور».

 

وأوضح المرصد أنّ «الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري» مساء الإثنين. وترددت معلومات أنّ الطائرة كانت تنقل ذخائر لـ»الح.زب».

 

وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس قبل اجتماعه بنظيره الأميركي لويد أوستن في البنتاغون: «نواجه تهديداً وعدواناً غير مسبوقين من»الح.زب» على الجبهة الشمالية، وسنبحث ذلك مع اوستن، فالأمر لم يعد مقبولاً». وعلّق غالانت على إقرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، قائلاً: «وقف الحرب في غزة قد يقرّب حرباً على الجبهة الشمالية مع «الح.زب».

 

وعلى صعيد آخر، يتحدث الأمين العام لـ»الح.زب»  نصرالله مساء الجمعة المقبل في إطار إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الاستحقاقات تدخل عطلة الأعياد… وميقاتي: لن نَنجرّ الى المهاترات

لم يحمل يوم أمس أي جديد على مستوى الاستحقاقات الداخلية التي يتصدّرها الاستحقاق الرئاسي ولا على مستوى الاستحقاقات الخارجية التي تتصدرها المحاولات الجارية لتنفيذ قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي الى توقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية اللبنانية. وبَدا الجميع ينظرون الى ما بعد عطلة عيدي الفصح والفطر التي ستبدأ مع مناسبة «الجمعة العظيمة» غداً، حيث ستنشط الاتصالات مجدداً في شأن الاستحقاق الرئاسي مع استئناف سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية جولتهم على المسؤولين والقيادات السياسية والكتل النيابية، خصوصا اذا تحقق في هذه الاثناء وقف إطلاق النار في غزة والجنوب.

إنكفأت السياسة مع تراجع الحركة الداخلية في الملف الرئاسي وترحيله الى ما بعد عطلة الاعياد التي أعطَت فرصة لشراء مزيد من الوقت في ظل التخبّط والارباك وغياب أفق الحلول لشدة ارتباطها بالحدث الاقليمي الام…

وقد تقدمت حادثة رميش أمس على ما عداها وحبست الانفاس بعد محاولات البعض توظيفها في الفتنة الداخلية والمواجهة بين المعارضة المسيحية و«الح.زب» على خلفية جبهة الجنوب. وقالت مصادر الح.زب لـ»الجمهورية» ان «كل ما قيل عار من الصحة، فهناك قرار اتخذ منذ مدة طويلة بتحييد القرى المسيحية في الجنوب عن اي نشاط عسكري، ومن الطبيعي ان يحصل هذا الامر. أولاً، لأن لا وجود لنا في داخلها. وثانياً، لتجنيب البلدات الحدودية وخصوصا المسيحية منها مخططات الفتنة التي يريدها العدو ولا تخدم سواه في هذه المرحلة، وما استمرار الوجود السكاني لأهلها سوى دليل الى ان لا خطر من تعريضها لغارات ردا على اطلاق الصواريخ منها». واكدت المصادر «ان محاولات المُغرضين لزرع الفتنة واخذ المعركة الى غير مكانها لن يسمح «الح.زب» بهما، والمواجهة هي فقط مع العدو والإشكال انتهى»…

وكان قد وقع إشكال بين مواطن من رميش ومجموعة تابعة لـ«الح.زب»، قيل انها كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ في كرم زيتون قرب ثانوية رميش، فحصل تلاسن بين الطرفين واطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأسه. إثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة، وتجمع شباب البلدة في وقت غادرها عناصر الح.زب. وأُفيد انه تم اطلاق ٣ صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من «صنوبر رميش» قرب منتجع «ليالي النجوم»، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش رَدع الح.زب.

مبادرة «الاعتدال»

وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي واصَل تكتل «الاعتدال الوطني» جولته على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرته الحوارية والرئاسية. وفي هذا الإطار، التقى وفد منه امس النائبَين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان. وأكد النائب سجيع عطية بعد الاجتماع أنه «بات هناك إجماع كبير على مضمون المبادرة وصلَ إلى مئة نائب». وقال: «شرحنا موقفنا ولقد قطعنا شوطا كبيرا في التواصل والحوار. هناك بعض الشكليات التي نأمل تذليلها خلال هدنة وقف النار المتوقّع تطبيقها في غزة بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار وقف اطلاق النار. كما نترافق مع عمل اللجنة الخماسية التي نتوقع استئناف نشاطها قريباً، بهدف تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية».

وزار وفد «الاعتدال» ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال النائب محمد سليمان بعد اللقاء: انّ البحث تناول «الوضع الراهن في المنطقة ولبنان»، واضاف: «كان لقاؤنا مميزا مع دولته، وان شاء الله تتجه الأمور نحو الافضل، ونأمل انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لانتظام الأمور والمؤسسات».

المهمة الاساسية

الى ذلك، قال ميقاتي خلال إفطار «مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان ـ دار الأيتام الإسلامية» ان «ما تتعرض له الحكومة من حملات ومواقف رغم دقة الظرف وحراجة الوضع، لن يدفعنا الى اليأس او الاحباط، ولا الى التسليم بما يمكن ان يؤذي وطننا ويهدد وحدتنا ويعطّل دور مؤسساتنا وفي مقدمها دور الحكومة الوطني والدستوري». واضاف: «لن نَنجرّ يوماً الى المهاترات، وسنظل نعمل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها. أما من يعيب على الحكومة أنها ماضية في عملها، فعليه أن يبادر الى القيام بواجباته في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتلاقيها في ورشة واحدة للنهوض بالوطن». واكد ان «انتخاب فخامة الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب، لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع أنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية».

ميلوني في بيروت

ويستقبل ميقاتي اليوم رئيسة الحكومة الايطالية ميلوني التي ستصل السابعة مساء اليوم في زيارة رسمية للبنان تدوم يومين. وسيكون ميقاتي في استقبالها في قاعة الزوار الكبار في مطار بيروت الدولي، ثم ينتقلان معا الى السرايا الحكومية حيث سيقام لها استقبال رسمي، ثم تعقد محادثات ثنائية.

وستلتقي ميلوني ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر معنية بالزيارة ان برنامج ميلوني يلحظ غداً زيارة قيادة قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، وتفقّد مقر الكتيبة الايطالية العاملة في نطاقها ولقاء ضباطها وجنودها، فهي إحدى ثلاثة قوى اساسية تتكوّن منها «اليونيفيل» وأكبرها عدداً الى جانب الكتيبتين الإسبانية والفرنسية.

«خطة مواجهة»

وعلى صعيد الجديد في المواقف السياسية من التطورات الجارية، لفتَ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، امام نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزيف القصيفي، الى أنّ «الوثيقة التي تحضر في بكركي مهمة ولكنها لن تكون كافية إذا لم تكن مرفقة بخطة عمل أو «خطة مواجهة» لعملية الاقصاء التي تحصل بشكل واضح ومُمنهج ومبرمج من الاشخاص انفسهم الذين يريدون وضعنا امام خيار من اثنين، امّا ان نسلّم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه او يبقى البلد بلا رئيس ويحكمون من دوننا». وشدد على أننا «نواجه أخطارا وجودية، ليس فقط بسبب الحرب في الجنوب»، وقال ان «أكبر أزمة وجودية اليوم هي قضية الشراكة والعيش معاً وحتى يبقى الناس في البلاد يجب أن يتم تأمين الاستقرار لهم وتحييد معيشتهم».

وأكد باسيل أن «التفاهم (بين التيار و«الح.زب») كان قائماً على ثوابت وعندما تغيرت اهتَزّ»، مشيرًا الى أن «مشكلات عدة واجهت هذا التفاهم، أوّلها عدم الالتزام ببناء الدولة، ثم تغطية ضرب الشراكة، وأخيرا المشكلة الاساسية التي طرأت هي تخطي حدود الدفاع عن لبنان، والانخراط في نزاع لا نملك القرار فيه». وشدد على أنّ «اللعبة التقليدية القائمة لا يمكن أن تنجح لاجتراح حل شامل، سواء أكنّا في المعارضة أو السلطة، مع إدراكنا أنه لا يمكن ان تتشكّل السلطة من دون المكوّن المسيحي». وشدد على «اننا نحتاج الى اصلاح النظام انطلاقاً من اتفاق الطائف وصولا الى الدولة المدنية». وقال: «لبنان بلد يعيش على التفاهمات ولا أحد يستطيع العيش من دون الآخر في هذا البلد، وإذا إنتفى العيش المشترك يزول لبنان، وميزة هذا البلد هي في تنوّعه»، مؤكدا أن «ما يحصل في السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان هو خير دليل على تطور كبير».

الجبهة الجنوبية

وعلى الجبهة الجنوبية، وضِمن تطور جديد وَسّعت اسرائيل اعتداءاتها على لبنان فشنّت طائراتها غارات جوية استهدفت منطقة وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومترًا من الحدود مع فلسطين المحتلة. واصابت شاحنة صغيرة في محيط سهل رأس بعلبك، وسمع دوي الانفجارات في محيط الهرمل فيما ارتفعت سحب من الدخان…

وتعد هذه الغارات أول ضربات تستهدف منطقة الهرمل في سهل البقاع وأكثرها عمقًا في الأراضي اللبنانية، منذ بدء المواجهات في جبهة الجنوب قبل نحو ستة أشهر.

 

وأعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» انّ «الجيش شَن غارات على أهداف في بعلبك ردا على استهداف وحدة مراقبة جوية في ميرون».

وقبَيل السادسة مساء، اغارت الطائرات الاسرائيلية مجددا على البقاع واستهدفت سهل بوداي ـ إيعات في محلة «تلة وردين» قرب مدينة بعلبك.

واعلن محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر انّ المعلومات الأولية لا تشير الى وقوع إصابات في الغارة الأخيرة التي طاوَلت سهل إيعات. وطلب من المواطنين توخّي الحيطة والحذر وعدم الإقتراب من المواقع المستهدفة، وعدم اعاقة عمل فرق الإسعاف. لكن بعض المعلومات غير المؤكدة اشارت الى سقوط شهيدين وجريح.

ورداً على ‌قصف الهرمل، استهدفت ‌‏»المقاومة ‏الإسلامية» عصر أمس «ثكنة يردن» في الجولان السوري المحتل، مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا.

وفي الجنوب واصلت اسرائيل اعتدءاتها بعد ظهر امس، فأغار طيرانها الحربي على منازل في بلدات حانين وبئر المصلبيات حولا وبيت ياحون المجاورة… واستهدف القصف المدفعي كفرشوبا ـ محلة العين… وأحراج بلدة القصير وأطراف بلدة القنطرة قرب وادي الحجير.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد كثّفت ليل امس الاول وفجر امس اعتداءاتها على قرى الجنوب، فشَن طيرانها الحربي غارات متتالية مُستهدفاً بعض المنازل على بلدات عيتا الشعب والناقورة وطير حرفا والجبين، ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين، نقلوا الى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل. وترافقت هذه الغارات مع قصف مدفعي من عيار ١٧٥ ملم على اطراف وادي حامول وخراج الناقورة وتلة العويضة وطير حرفا والجبين والضهيرة.

وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية»، في بيان، أنّ الاعتداء الاسرائيلي الذي طاوَلَ أطراف بلدة طيرحرفا تَسبّب بأضرار جسيمة في مقر الدفاع المدني لكشافة الرسالة الاسلامية في البلدة، بالاضافة الى اضرار في سيارات الاسعاف وآليات الاطفاء. وانّ جميع المسعفين المتطوعين بخير وإصاباتهم طفيفة (3 مسعفين).

كذلك تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لقصف مدفعي طاوَلَ منطقة فطنون الواقعة بين بلدتي يارون ورميش، واضطرت المدارس في رميش للإقفال بسبب القصف الذي طال اطراف البلدة واطراف رشاف لجهة الطيري، فيما استهدفت دبابة ميركافا المنازل في طيرحرفا بقذائف عدة تزامَنت مع قصف مدفعي على حديقة مارون الراس ومحيط مسجد البلدة واطراف طير حرفا.

واطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي رشقات نارية في اتجاه المزارعين في الماري – قضاء حاصبيا لإرهابهم ومَنعهم مِن تفقّد محاصيلهم، ما ألحق أضرارا كبيرة في قفران النحل وخزانات المياه الموجودة في محلة مرج الطبل ومزرعة المجيدية. وسجّل ظهراً تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي على مستوى متوسط في أجواء كسروان والمتن. فيما تجددت الغارات الجوية بعد الاولى والنصف بعد الظهرعلى مارون الراس وعيتا الشعب وكفركلا.

وكانت «المقاومة ‏الإسلامية» قد استهدفت فجر امس «مبنىً يستخدمه جنود العدو ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة». وفي الوقت نفسه، استهدفت مبنىً آخر «يستخدمه جنود العدو ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية».‏ واستهدفت ايضا مبنيين في مستعمرة‏ «أفيفيم» يستخدمهما الجنود الاسرائيليون.

واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة «أفيفيم» بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. ونشرت «فيديو» يظهر النار تلتهم المصنع.

فيما قصف المقاومون تجمّعاً ‏للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة برانيت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «انّ مقاتلاتنا قصفت مباني عسكرية لـ»الح.زب» في عيتا الشعب وكفركلا ومارون الراس».

ولاحقاً، اعلنت المقاومة انه «رداً على ‌اعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري (بالبقاع الغربي) واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، ‏استهدفَ ‌‏مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحققوا فيها إصابات مباشرة».‏

وفعلاً، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن «تعرّض قاعدة ميرون الجوية لهجوم صاروخي». فيما اكدت وسائل إعلام إسرائيلية «انّ صاروخاً أو طائرة مسيّرة أصابت قاعدة ميرون الجوية».

كذلك اعلنت ‌‏»المقاومة ‏الإسلامية» انّ مقاتليها هاجموا قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط مستعمرة «شتولا» وأوقعوا أفرادها ‏بين ضحية وجريح. ‏كذلك هاجموا قوة ‏مشاة إسرائيلية في حرش حانيتا. ‏

ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي «أطلق النار في اتجاه عدد من الإسرائيليين قرب «كفار يوفال» ظنًا منه أنهم أشخاص تَسللوا من الجانب اللبناني».

وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية «انّ سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفذت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاجها الإنسان».

ونعت «المقاومة الإسلامية» احد مقاتليها حسين علي دبوق من بلدة شبريحا، فيما نعت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أحمد محمد محمود، «الذي ارتقى على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى أثناء أدائه واجبه القتالي».

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

خلاف بين بلدة رميش و«الح.زب» على خلفية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان

إثر محاولة وضع منصة على مقربة من المنازل

بيروت: كارولين عاكوم

 

تظهّر الخلاف مجدداً بين أهالي بعض القرى المسيحية في جنوب لبنان و«الح.زب» على خلفية إطلاق الصواريخ من بلداتهم. وعادت هذه القضية إلى الواجهة الثلاثاء مع المعلومات التي أشارت إلى قيام عناصر في الح.زب بوضع منصة صواريخ على مقربة من المنازل؛ ما أدى إلى مشكلة بين الطرفين ورفع أهالي رميش صوتهم رافضين استخدام بلدتهم لإطلاق الصواريخ.

 

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سيارات رباعية الدفع في بلدة رميش التي يقول أهلها إنها تابعة للح.زب، ليعود بعدها الجيش الإسرائيلي ويطلق قذيفة باتجاه أطراف رميش، كما أعلن «الح.زب» لاحقاً أن مقاتليه استهدفوا قبل ظهر الثلاثاء مرتين ثكنة برانيت، التي تقع قبالة رميش وعيتا الشعب، الأولى عند الساعة 10:45 والثانية عند الساعة 10:56 صباحاً.

 

ويقول رئيس بلدية رميش ميلاد العلم لـ«الشرق الأوسط» إن شباناً من البلدة «شاهدوا عند الصباح عناصر من (الح.زب) قادمين بسياراتهم لوضع منصة للصواريخ في منطقة قريبة من المنازل. وعندما توجه أحدهم إليهم في محاولة لمنعهم أطلقوا الرصاص باتجاهه في الهواء وانتقلوا لوضع المنصة في مكان آخر وأطلقوا منها الصواريخ».

 

ويلفت العلم إلى أنه أبلغ الجيش اللبناني الذي حضر عناصره إلى المنطقة وكشفوا على المنصة، ويقول: «نحن نعلم أنه يتم وضع الصواريخ في الأحراج، لكن لا نقبل بوضعها بين المنازل»، مؤكداً: «صمودنا في قرانا هو لمواجهة الإسرائيلي ومنعه من احتلال أرضنا». ويربط العلم بين وضع منصة الصواريخ وما يقول إنها حملة أُطلقت ضد رميش على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أحد المواقع تحديداً على خلفية احتفال أبنائها بالشعانين يوم الأحد الماضي، ويقول: «شنّوا حملة علينا، لكن نحن لم نحتفل بالرقص والغناء إنما بالصلاة وبالاحتفالات الدينية ولم نكن نقصد أن نستفز أحداً ولا سيما جيراننا من الطوائف الأخرى الذين نعيش معهم بعيداً عن أي خلاف أو مشكلات»، مشيراً أيضاً إلى أن نحو 50 عائلة نزحت إلى رميش من قرى مجاورة.

 

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ إذ كان قد أعلن في بداية المواجهات العسكرية في الجنوب، عن العثور على منصة صواريخ في رميش أيضاً كانت موضوعة إلى جانب أحد الفنادق؛ وهو ما استدعى مواقف مستنكرة.

 

وهذا الأمر كان قد تطرق إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي، رافضاً وضع منصات الصواريخ بين المنازل. وقال: «نرفض امتداد هذه الحرب إلى جنوب لبنان، فيجب إيقافها وحماية اللبنانيّين وبيوتهم وأرزاقهم، فهم لم يخرجوا بعد من نتائج الحرب اللبنانيّة المشؤومة. ونطالب بإزالة أي منصّة صواريخ مزروعة بين المنازل في بلدات الجنوب التي تستوجب ردّاً إسرائيليّاً مدمّراً».

 

ولاقت الحادثة ردود فعل مستنكرة، عبّرت عنها قوّى سياسية مسيحية. وكتب رئيس ح.زب «الكتائب» النائب سامي الجميل على موقع «إكس»: «كل التضامن مع أهلنا في رميش».

 

من جهته، نشر النائب ميشال معوض على منصة «إكس» بياناً باسم كتلة «تجدد» النيابية قال إن «تعريض المدنيين غصباً عنهم في القرى والبلدات الجنوبية لخطر الهجمات الإسرائيلية مرفوض. ندين ما حصل في رميش حيث حاول (الح.زب) إطلاق الصواريخ من جوار البلدة، ونطالب الحكومة بتكليف الجيش وقوات الطوارئ الدولية الحفاظ على أمن اللبنانيين وحياتهم، ونعيد المطالبة بتطبيق القرار 1701 تفادياً لتعريض لبنان لخطر الحرب».

كذلك، كتب رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» ريشار قيوميجيان على منصة «إكس» «ينتقمون من رميش لأنها تنتمي إلى ثقافة الحياة والمحبة… وسيادة الدولة والقانون… ما يزعجهم أكثر أن كل أهل الجنوب ينتمون أيضاً في العمق إلى هذه الثقافة وهم مرغمون اليوم، عن حق أو عن باطل، للإقرار بعبثية الموت وولاية الميليشيا… وحرب ليست حربهم».

ورميش هي إحدى البلدات الجنوبية التي وإن يعيش أهلها الحرب بيومياتها وتداعياتها، لكنها بقيت بعيدة عن القصف الإسرائيلي المباشر إلى حد كبير باستثناء علما الشعب (بلدة مسيحية) التي تقع ضمن بلدات الجنوب الحدودية والتي كان لها حصة من الاستهداف، لا سيما في المرحلة الأولى؛ ما أدى إلى نزوح معظم أبنائها، على غرار بلدات الجنوب الحدودية.

 

ويلفت رئيس بلدية علما الشعب جان غفري إلى أنه لم يبق في البلدة إلا نحو 55 عائلة غير قادرة، ولا تملك الإمكانات لمغادرة البلدة، في حين نزحت نحو 360 عائلة إلى مناطق أكثر أمناً. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «علما الشعب هي البلدة الرابعة من بين البلدات الأكثر تضرراً في الجنوب، حيث احترقت تقريباً كل كروم الزيتون ومساحات شاسعة من الأراضي، إضافة إلى تدمير ثلاثة منازل وتضرر نحو 60 بيتاً. ويعزو غفري أيضاً استهداف البلدة إلى إطلاق الصواريخ من أحراجها وأطرافها، ويؤكد: «لا نريد الحرب، لكنها فُرضت علينا ونأمل أن نعود في أسرع وقت إلى منازلنا».

 

وبعد ستة أشهر من بدء الحرب التي حوّلت أبناء الجنوب عاطلين عن العمل يعتاشون على المساعدات، يشكو رئيس بلدية رميش غياب الدولة أو أي جهة أخرى عن مساعدة أبناء البلدة، في حين يلفت رئيس بلدية علما الشعب إلى أن هناك مساعدات تصل إلى البلدة التي لا تزال الطريق إليها مفتوحة. ويقول غفري: «المشكلة تكمن في أن معظم القاطنين في البلدة هم من الذين يعملون في الزراعة وتربية المواشي وغيرها، لكن أعمالهم كلّها توقفت اليوم وباتوا فقط يعتاشون من المساعدات».

 

في المقابل، يقول رئيس بلدية رميش التي لا يزال معظم أهلها يسكنون في منازلهم ويبلغ عددهم نحو 6 آلاف شخص، إن المساعدات لا تصل إليهم من أي جهة، ويقول: «نحاول بجهودنا الخاصة جمع ما يمكن منها لتقديمها للعائلات، لا سيما مع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بشكل كبير نتيجة الحرب».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

تأخير الهدنة يرجِّح ضرورات الحوار الرئاسي

ميقاتي يطالب «المعيبين على الحكومة» انتخاب الرئيس.. ورميش تقرع الأجراس

 

انشغلت الاوساط السياسية والدبلوماسية في الساعات الـ48 الماضية، على تتبع مسار ردة الفعل الاسرائيلية على قرار مجلس الامن الرقم 2728، القاضي بوقف النار في شهر رمضان، وفتح الطريق امام تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الى غزة وسكانها.

وفي الوقت الذي سارعت فيه حركة «ح» الى الموافقة على القرار، الذي تسبب بأزمة ثقة بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل على خلفية عدم استخدام واشنطن لحق النقض الفيتو بوجه القرار، فإن اسرائيل، ضربت لتاريخه عرض الحائط بالقرار الاممي وصعَّدت المواجهات في محاور القتال في غزة، امتداداً الى الجبهة اللبنانية، الامر الذي ادى بـ«الح.زب» للتصعيد، واستهداف قواعد عسكرية للاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل.

‎واستبعدت مصادر سياسية ان يؤدي توسع الغارات الجويّة الإسرائيلية الى عمق الداخل اللبناني واستهدافها مناطق بعيدة عن خط المواجهة المحتدمة بين الح.زب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، الى حرب مفتوحة بين الطرفين، بالرغم من تركيزها على نقاط، ومراكز تعتبر العمق للح.زب وقالت: ان اعتماد الح.زب على الرد على المناطق والنقاط العسكرية المواجهة لمناطق الاشتباكات التقليدية، يؤكد ان المواجهة ماتزال ضمن ما اطلق على تسميته قواعد الاشتباك القائمة بين الطرفين منذ عملية طوفان الأقصى، وابلغ اطرافا سياسيين مستفسرين، بانه ليس في وارد الرد هلى مناطق وقواعد للعدو بالعمق نفسه في الوقت الحاضر، لنزع اي ذريعة يلجأ إليها العدو لاستهداف لبنان. وكشفت المصادر أن لبنان يجري اتصالات مستمرة مع الدول الصديقة والشقيقة الفاعلة، لتفادي قيام إسرائيل بتوسعة عدوانها باتجاه لبنان، واشارت إلى حرص دولي شبه كامل لمنع توسع رقعة الاشتباكات الدائرة بين الح.زب وقوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه الداخل اللبناني، لكنها عبرت عن قلقها من تنفيذ إسرائيل تهديداتها المتواصلة، في حال لم تتوصل الديبلوماسية الاميركية وسواها من التوصل إلى تفاهم او صفقة محتملة بين الطرفين على الحدود الجنوبية اللبنانية، في غضون وقت قريب نسبيا، يمهد لاعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، ويمكِّن سكان المستوطنات الإسرائيليين من العودة الى منازلهم التي هجروا منها، مقابل انهاء كل المظاهر المسلحة والمستحدثة للح.زب على الحدود، ومن خلالها يتم البحث بالمشاكل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.

‎واضافت المصادر ان تواصل المسؤولين اللبنانيين مع المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في خصوص المستجدات الاخيرة، لم يحصل مباشرة، ولا بواسطة فريق عمله في لبنان، وكشفت ان لبنان مايزال ينتظر نتائج اللقاء الذي عقده المستشار الرئاسي الاميركي مع وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت الذي زار واشنطن مؤخرا، للإطلاع منه على ما تم التوصل اليه بخصوص وضع الحدود اللبنانية الجنوبية.

وتتخوف مصادر قريبة من الح.زب من ان تطول حرب الاسناد في الجنوب الى نهاية السنة الحالية، مع عدم ضمان عدم توسعها الى حرب شاملة، فالامور مفتوحة على مصراعيها، والعدو لن يقبل بالهدنة التي فرضها مجلس الامن الدولي، لئلا يعتبر القبول بها انتصار لحركة ح .

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع انتهاء الشهر الحالي، تبقى صورة التطورات الجنوبية على حالها من التصعيد، لا بل ما من شيء يوحي بأن الواقع الميداني مقبل على وضع مستقر نوعا ما، في حين ان المشهد الرئاسي عاد إلى نقطة الصفر حتى وإن سجلت جولات لبعض المعنيين، فهي لا تخرق هذا المشهد، مشيرة إلى أن تأجيل الإستحقاقات إلى ما بعد الأعياد لا يعني أن هناك إمكانية لإحداث تغيير في المعطيات الرئاسية على صعيد توجهات فريقي المعارضة والممانعة والموقف من التشاور أو الحوار.

‎إلى ذلك، قالت المصادر أن ما جرى في منطقة رميش يستدعي ردود فعل من المعارضة كما من فريق التيار الوطني الحر ورفض جعل أي بلدة لبنانية عرضة للمزيد من المخاطر وتحويلها إلى منصة صواريخ.

‎وفي مجال وثيقة بكركي فإن المصادر لفتت إلى أن إمكانية صدورها بنقاط وطنية تأخذ في الاعتبار كل ما بتصل على صعيد الواقع المسيحي والاستحقاقات المعلقة فضلا عن مسألة السيادة وقرار نأي لبنان عن أي حرب وتطبيق القرارات الدولية.

عند هذه الصورة، ما تزال القوى السياسية والكتل النيابية تتحرك باتجاه ايجاد حل للعقدة الرئيسية التي تؤزم الوضع اللبناني، عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإنه قبل الحوار لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وقبل الحوار لا يمكن ان تمر اية مبادرات لا خماسية ولا داخلية، داعياً الى «أن نتحاور ونتفق على رئيس».

وشرح القيادي طرحه كالتالي: ان الثنائي الوطني ابلغ كل القوى والموفدين الدوليين فوق الطاولة وتحتها تمسكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وما زال حتى اللحظة متمسكا به، ولكن لنفترض ان كل القوى وافقت على الحوار وكل ادلى بدلوه وسمى مرشحه ووصلنا الى اقتناع باستحالة فوز اي من المرشحين المطروحين، حينها كنتيجة طبيعية للحوار يمكن بل من المؤكد ان يذهب جميع الافرقاء الى البحث بخيار المرشح الثالث.

ورد الرئيس نجيب ميقاتي في كلمة على افطار غروب امس، على ما وصفه مواقف وحملات تتعرض لها الحكومة، معلناً انه لن يستسلم الى اليأس. وقال: سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون تحمل المسؤولية كاملة لما فيها خير لبنان وشعبه، رافضاً الانجرار الى المهارات.

ولفت الى ان من «يُعيب على الحكومة بأنها ماضية في عملها ان يبادر الى القيام بواجباته في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكمال عقد المؤسسات.

وتابع اعضاء كتلة الاعتدال الوطني جولتهم على الكتل النيابية، فالتقوا النائبين الارمنيين جورج بوشكيان (وزير الصناعة) والعميد جان طالوزيان في الوزارة.

وكشف النائب سجعان عطية ان مضمون المبادرة موضع اجماع كبير، بلغ المائة نائب، مشيراً الى شكليات يمكن تذليلها، متوقعاً استئناف نشاط اللجنة الخماسية لتحديد موعد لجلسة انتخاب الرئيس.

واعتبر النائب جبران باسيل امام وفد من نقابة المحررين ان الوثيقة التي تحضر في بكركي هامة، لكن غير كافية إن لم تكن مرفقة بـ«خطة مواجهة» لما اسماه عملية الاقصاء، التي وضعت المسيحيين امام خيار من اثنين: «إما ان نسلم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه أو يبقى البلد دون  رئيس ويحكمون من دوننا».

وفي ما خص الح.زب: «قال لا نربط هذا الامر بالعلاقة مع الح.زب، والعلاقة لم تعد كما كانت، اما يوم تعتدي اسرائيل علينا فسنكون الى جانب الح.زب، ويوم يعتدى علينا بالداخل سنواجه»، موضحاً «ان اكبر ازمة وجودية هي قضية الشراكة والعيش معاً».

نقابياً، دعا المجلس التنفيذي لنقابة اوجيرو، بعد اجتماعه امس، الى الاضراب التحذيري اليوم، وفي 3 و4 نيسان من الاسبوع المقبل، مع عدم الحضور الى العمل، محدداً مهلة 15 نيسان موعد الحد الاقصى للتجاوب مع مطالب العاملين في اوجيرو.

الامن الاستباقي

وعشية الاعياد في الفصح الغربي الى الفصح الشرقي، فعيد الفطر السعيد، شددت القوى الامنية على ضرورة العمل لمنع اي عمل تخريبي.

وأكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن لا مؤشرات الى أيّ حدث أمنيّ ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي «بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها». وشدّد على ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباراتي لتلافي أي حدث. وأضاف مولوي: «بحثنا في موضوع التشويش على المطار وكلّفنا جهاز أمن المطار بأن يضع التقرير اللازم عن الواقع والحلول ونحن نهتمّ بسلامة الطيران المدني».

صواريخ

ميدانياً، طاولت صواريخ الح.زب ثكنة «يردن» في الجولان السوري المحتل، كرد على العملية الاسرائيلية باتجاه الهرمل، اذ قصفها الح.زب بـ50 صاروخاً مرة واحدة.

كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة عسكرية لجنود العدو الاسرائيلي في محيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا.

كما استهدفت المقاومة الاسلامية قوة مشاة اسرائيلية في حرش حاييت بالقذائف الصاروخية.

وعصر امس، شنت الطائرات المعادية غارة على منطقة فارغة في البقاع الشمالي، واخرى على خراج قرية بوداي وسهل البقاع.

كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ على بلدة كفركلا.

وفي حادثة نادراً ما تتكرر وقع اشكال بين مجموعة من الح.زب كانت تعمل لنصب منصة صواريخ في خراج بلدة رميش واخرى من ابناء البلدة.

وطالبت كتلة تجدُّد الحكومة بنشر الجيش في الجنوب، والمطالبة بتنفيذ القرار 1701.

ونقل عن بعض اهالي رميش: لا نريد تحويل قريتنا الى منصة صواريخ بعد ان قرعت اجراس الكنائس، عندما اشتبه احد ابناء البلدة بمحاولة لاطلاق صواريخ من وراء الثانوية.

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

لا مفاعيل لبنانية لقرار مجلس الامن… «الاعتدال» تنطلق بجولتها التشاورية الثانية

 وثيقة بكركي لا تزال «قيد الاعداد»…«الثنائي الشيعي»: لم نتبلغ شيئاً ولا موقف منها بعد! – ادارة التحرير

 

بقيت الجبهة الجنوبية على حالها رغم دعوة مجلس الامن الى وقف إطلاق نار فوري في غزة امس الاول.

 

وامس بلغت «الحماوة» مستويات مرتفعة، حيث تلاشى الهدوء الذي خيّم على الساحة الجنوبية طوال الاسبوع الماضي مفسحا المجال للغارات والقصف الصهيوني، ليس حدوديا فحسب انما في العمق اللبناني، مع استهداف البقاع مجددا وصولا الى رأس بعلبك والهرمل.

 

وبعد ظهر امس استهدفت غارة معادية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وافيد لاحقاً ان الغارة استهدفت مبنى في محلة «وردين» بين سهل بلدتي إيعات وبوداي، وأسفرت عن ارتقاء شهيدين وجرح مواطن.

 

جنوباً تعرضت بلدة الخيام – منطقة وادي العصافير وتلة حمامص لسقوط عدد من القذائف المدفعية، مصدرها مواقع معادية في فلسطين المحتلة.

 

وتعرضت منذ الحادية عشرة من صباح امس اطراف بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل لاعتداءات بالقصف المدفعي ومصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة كفركلا.

رد الح.زب

 

في المقابل، اعلن الح.زب انه استهدف قبل الظهر «مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود العدو بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة». واستهدف «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة». ‏ و «رداً على ‏اعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف ‏‏الح.زب عند الساعة 11:10 من قبل الظهر قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة».‏ واستهدف «قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها ‏بين ضحية وجريح». ‏ وأعلن الح.زب، في بيان، أنه استهدف عند الساعة 12:45 من فجر الثلاثاء مبنًى يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة. كذلك، استهدف «الح.زب» في الوقت عينه، مبنًى يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية.

لا «هدنة» جنوباً

 

وفي السياق تكشف اوساط نيابية في «الثنائي الشيعي» لـ «الديار» ان لا انعكاسات للقرار الدولي على الجبهة الجنوبية في الوقت الحالي.

 

وتشير الى ان لا هدنة او وقف لإطلاق النار قبل الهدنة ووقف اطلاق النار في غزة.

 

وتلفت الى ان لبنان لم يتبلغ اي رسائل اميركية قبل القرار او بعده. كما تكشف ان لا عودة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان قبل وقف العدوان في غزة.

مبادرة «الاعتدال»

 

سياسيا، واصل أعضاء كتلة «الاعتدال الوطني» جولتهم على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرتهم الحوارية والرئاسية. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من الكتلة ضم النواب: وليد البعريني، عبد العزيز الصمد، محمد سليمان، سجيع عطية، احمد خير وأحمد رستم.

 

كما التقت الكتلة النائبين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان في مكتب بوشكيان في الوزارة.

 

وتكشف اوساط نيابية لـ «الديار» ان كتلة «الاعتدال» بدأت امس السلسلة الثانية من لقاءاتها والتي ستستكمل في الايام المقبلة. وهي تصب في إطار جوجلة الاجواء والاجوبة والتشاور قبل عرض المحصلة على رئيس مجلس النواب نبيه بري لبت مصير الدعوة الحوارية وآليتها وكيفية الدعوة اليها.

 

وتكشف الاوساط ايضاً ان كتلة الاعتدال لا تزال «تنتظر» اجوبة الكتل الثلاث على مبادرتها وهي : كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة المردة وكتلة التوافق الوطني (تحالف كرامي ومراد والمشاريع).

 

الى ذلك، علقت مصادر سياسية مراقبة على جهود كتلة الاعتدال، بالقول ان « المبادرة لم تلق رواجاً سياسياً او حتى شعبياً عند المسيحيين كذلك لدى السنة، حيث لم يظهر تجاوب كبير من القيادات السياسية المسيحية والسنية فيما لا تزال تنتظر حتى الان جواب كتلتي الوفاء للمقاومة والمردة.

وثيقة بكركي

 

ورغم الضجة الاعلامية التي احاطت بمبادرة بكركي بإعداد «وثيقة وطنية» وعرفت اعلامياً بوثيقة بكركي، وذلك عبر جمع ممثلي الاحزاب المسيحية، تؤكد اوساط كنسية لـ «الديار» ان الوثيقة لا تزال قيد الدرس والإعداد وما سرب منها ليس دقيقاً، وهو يستقي اجواءً من اللقاءات وليس من متن الوثيقة وهي شاملة ووطنية وليست فئوية او طائفية.

 

في المقابل تكشف اوساط «الثنائي الشيعي» لـ «الديار»، اننا لم نتبلغ اي شيء رسمياً من بكركي، وعادة ما يلتقي موفد من البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس مجلس النواب نبيه بري كل اسبوعين في عين التينة، ولم يصل الى بري شيء، وبالتالي لا موقف منها ولا تعليق قبل اعلانها رسميا.

**********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

قرار مجلس الأمن لا يوقف النار في غزة .. وتصعيد خطير في العمق اللبناني  

 

أثار اعتماد مجلس الأمن الدولي  الاثنين قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ردود فعل واسعة بين الترحيب والمطالبة بالتنفيذ العاجل، في حين استهجنت إسرائيل القرار، وأعلنت إلغاء زيارة وفدها إلى واشنطن بسبب امتناع المندوبة الأميركية عن استخدام حق النقض (فيتو) ضد القرار.

 

وفيما يأتي أبرز ردود الفعل على قرار مجلس الأمن:

 

ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن لبحث الهجوم المزمع على رفح جنوبي قطاع غزة، وقال مكتبه في بيان «لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض اليوم ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار من دون شرط إطلاق سراح المختطفين».

 

وأضاف البيان أن هذا «تراجع واضح عن الموقف الأميركي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب»، وهو «ما يعطي حركة ح الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطفينا».

 

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن قرار مجلس الأمن «يثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية وأمينها العام معاد للسامية ويشجع حركة ح».

 

ورأى بن غفير أن عدم استخدام الرئيس الأميركي جو بايدن للفيتو «يثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية»، داعيا إلى زيادة التصعيد ومواصلة القتال «وبأي ثمن لهزيمة حركة ح».

 

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن عدم استخدام واشنطن الفيتو يصب في مصلحة حركة ح ويضر بجهود إعادة «المختطفين»، داعيا في الوقت نفسه قادة إسرائيل إلى «التعالي على خلافاتهم».

 

وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن وقف الحرب في قطاع غزة «قد يقرب حربا على الجبهة الشمالية»، ورأى أنه «ليس هناك حق أخلاقي لأحد لوقف الحرب من دون تحرير المختطفين».

 

وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلغاء زيارة وفده إلى واشنطن، وقال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن «امتناعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثل تحولا في سياستنا».

 

وأضاف «لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحركة ح».

 

ووصفت الخارجية الأميركية قرار إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي بأنه «مستغرب ومؤسف»، وقالت إنها امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن لأنه فقط «لا يدين عملية حركة ح في السابع من أكتوبر»/تشرين الأول الماضي.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أن واشنطن منزعجة من الرد الإسرائيلي، وأن الرئيس جو بايدن لا يخطط للاتصال بنتانياهو حاليا.

 

ورحب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بقرار مجلس الأمن، مؤكدا أنه يتطلب «تنفيذا عاجلا» من قبل الجميع.

 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة، قائلا إن «الإخفاق بتنفيذه سيكون أمرا لا يغتفر».

 

ورحبت حركة المق.اومة الإسلامية (حركة ح) بقرار مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى الضغط على الاحتلال «للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا».

 

وأكدت الحركة ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب جميع قوات الاحتلال وعودة النازحين، كما أكدت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.

 

وفي وقت لاحق اكدت الحركة على شروطها لاتمام صفقة تبادل الاسرى وتحقيق الهدنة.

 

وطالب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراره بوقف إطلاق النار في غزة.

 

وقال بن جامع «أخيرا يرتقي مجلس الأمن لحجم المسؤوليات التي تقع عليه»، مشيرا إلى أن اعتماد هذا القرار «ما هو إلا بداية نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني».

 

وطالبت مصر بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن، وقالت في بيان لوزارة الخارجية إنه «رغم ما يشوب القرار من عدم توازن نتيجة إطاره الزمني المحدود والالتزامات الواردة به، إلا أنه يمثل خطوة أولى هامة وضرورية لوقف نزيف الدماء».

 

ورحبت السعودية بقرار مجلس الأمن، وأكدت في بيان لوزارة الخارجية أهمية «امتثال الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، وتوسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله».

 

ووصفت الخارجية التركية قرار مجلس الأمن بأنه «خطوة إيجابية»، وقال المتحدث باسم الوزارة «نتمنى أن تفي إسرائيل بمقتضيات هذا القرار في أسرع وقت».

 

وقالت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، إن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة «مُلزِم»، داعية المجلس إلى اتخاذ إجراءات لضمان تنفيذه «كاملا».

 

والاثنين، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار برقم 2728، أيدته 14 دولة (من أصل 15)، يطالب بوقف «فوري» لإطلاق»النار في غزة خلال شهر رمضان، تحترمه جميع الأطراف، بما يؤدي إلى وقف «دائم «مستدام» لإطلاق النار، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

 

وطالب القرار أيضا بـ»الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن»، فضلا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.

 

ضرورة التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 2728

 

سامح شكري: على الأطراف الدولية مسؤولية ضمان نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة

 

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على المسؤولية القانونية والإنسانية للأطراف الدولية لضمان الإنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات إلى قطاع غزة، لافتا إلى المخاطر الإنسانية الناجمة عن المحاولات الممنهجة لاستهداف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

 

جاء ذلك خلال استقباله وفدا من حركة فتح الفلسطينية برئاسة محمود العالول نائب رئيس الحركة،وقال بيان للخارجية المصرية، أن شكري أكد على حتمية وضع حد نهائي للكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وممارسات العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين من استهداف عشوائي وحصار وتجويع وتدمير كامل للبنية التحتية، مشدداً على ضرورة التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 2728 والبناء عليه لتحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار لما بعد شهر رمضان، والنأي عن إزهاق المزيد من أرواح الفلسطينيين الأبرياء.

 

وزاد البيان: “وأكد شكري التزام مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم للأشقاء الفلسطينيين ولحقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف، مستنكراً استمرار توسع الجانب الإسرائيلي في الممارسات الاستيطانية غير الشرعية، وآخرها التصديق على مصادرة 8 آلاف دونم في منطقة الأغوار بالضفة الغربية المحتلة”.

 

غارة إسرائيلية على الهرمل.. واستهداف شاحنة في رأس بعلبك

والمقاومة تستهدف مبانٍ يتجمّع فيها جنود العدو وقاعدة «ميرون» الجوية

 

تجددت الغارات الاسرائيلية على البقاع ووصلت امس الى البقاع الشمالي بغارة استهدفت شاحنة في راس بعلبك.  فقد استهدفت غارة اسرائيلية بعد ظهر امس وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وسمع دوي الانفجارات في محيط مدينة الهرمل ولوحظت سحب من الدخان. واشارت المعلومات الى ان الطيران الإسرائيلي اغار على سهل رأس بعلبك. وافيد ان الغارة استهدفت شاحنة صغيرة بمحيط سهل رأس بعلبك. وافيد ان القصف الإسرائيلي استهدف آلية في الهرمل والح.زب ضرب طوقاً أمنياً في المكان. واعلنت هيئة البث الإسرائيلية ان «الجيش شن غارات على أهداف في بعلبك ردا على استهداف وحدة مراقبة جوية في ميرون». من جهة اخرى، تعرضت بلدة الخيام -منطقة وادي العصافير وتلة حمامص لسقوط عدد من القذائف المدفعية، مصدرها مواقع الجيش الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، كما تعرضت  اطراف بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل لاعتداءات بالقصف المدفعي مصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، ونفذ الطيران الحربي غارة على بلدة كفركلا استهدفت منزلاً من طابقين ودمرته بالكامل. وادى اطلاق الجيش الاسرائيلي رشقات نارية على المزارعين في خراج بلدة الماري قضاء حاصبيا الى أضرار كبيرة في قفران النحل وخزانات المياه الموجودة في محلة مرج الطبل ومزرعة المجيدية. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ظهرا عدوانا جويا حيث شن غارة بصاروخين مستهدفا اطراف حديقة مارون الراس، واتبع ذلك قصف مدفعي وفوسفوري ودخاني معادٍ طاول اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الواحدة بعد الظهر عدوانا جويا حيث شن غارة بصاروخين مستهدفا بلدة عيتا الشعب، وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانه الجوي مرة ثانية مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس. وأطلق الجيش الاسرائيلي قبل الظهر، رشقات نارية باتجاه المزارعين في بلدة الماري – قضاء حاصبيا، من دون ان يبلغ عن اصابات، في حين حلقت مسيّرات عدة منذ ساعات الفجر في أجواء قرى العرقوب وحاصبيا. واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي قبل الظهر منطقة فطنون الواقعة بين بلدتي يارون ورميش من مرابض العدو في الراهب هرمون، واضطرت المدارس في رميش للإقفال بسبب القصف الذي طاول اطراف بلدة رميش.  وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجرا، على بلدة طيرحرفا مستهدفا منزلا غير مأهول، ما ادى الى وقوع ثلاث اصابات طفيفة في صفوف مسعفي الدفاع المدني عملت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية على نقلهم الى المستشفى في صور، كما لحقت بالمنازل أضرار جسيمة. وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية»، في بيان أنه «بنتيجة الاعتداء الاسرائيلي الذي طاول فجر امس أطراف بلدة طيرحرفا، تسبب هذا الاعتداء بأضرار جسيمة في مقر الدفاع المدني لكشافة الرسالة الاسلامية في البلدة، بالاضافة الى اضرار في سيارات الاسعاف وآليات الاطفاء وان جميع المسعفين المتطوعين في خير وإصاباتهم طفيفة». وتعرضت بلدة طيرحرفا منذ بدء العدوان لعشرات الغارات، ما أدى الى تدمير منازل تدميرا كليا، كما تعرضت قرى الجبين وطيرحرفا والضهيرة للقصف المدفعي الاسرائيلي، وطوال الليل وحتى صباح امس واصل الطيران الاسرائيلي الاستطلاعي تحليقه فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، كما أطلق الجيش الاسرائيلي ليلا، القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مجدل زون والناقورة. في المقابل، اعلن الح.زب انه «استهدف، انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا بقذائف المدفعية». وقبل ظهر امس استهدف «مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود العدو بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة». واستهدف «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة». ‏ و»رداً على ‏إعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف ‏‏الح.زب عند الساعة 11:10 من قبل ظهر يوم الثلاثاء 26-03-2024 قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة»، واستهدف «قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها ‏بين ضحية وجريح». واعلن ايضا «اننا استهدفنا قوة مشاة إسرائيلية في حرش حانيتا بالقذائف المدفعية واصبناها إصابة مباشرة»، وأعلن الح.زب، في بيان، أنه استهدف عند الساعة 12:45 من فجر امس، مبنىً يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة، كذلك، استهدف «الح.زب» في الوقت عينه، مبنىً يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية.

 

ونعى «الح.زب»، في بيان، «حسين علي دبوق «أبو علي» مواليد عام 1994 من بلدة شبريحا في جنوب لبنان».

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

مجلس الأمن يدعو متلعثماً لوقف النار والحرب إلى تصعيد… وعودة شارع عمان
تجاذب أميركي إسرائيلي… والخامنئي وهنية… والبحر الأحمر: استهداف مدمرات
حردان: معنيون برفع الصوت بوجه الطائفية… وبحق المقاومة في نصرة فلسطين

شكل توصل مجلس الأمن بعد ستة شهور من حرب الإبادة التي تتعرّض لها غزة، لقرار يدعو لوقف النار فوراً، بالتوازي مع دعوته للإفراج الفوري عن أسرى كيان الاحتلال، عبر امتناع واشنطن عن استخدام حق الفيتو أسوة بما فعلته مراراً لإسقاط قرارات مماثلة، تعبيراً مزدوجاً عن مأزق الحرب والقوى الداعمة لها، وفي مقدمتها واشنطن، وعن تلعثم المؤسسات الأممية وعجزها عن توفير الحماية والضمانة والحصانة للشعوب الضعيفة بوجه آلات الحرب والتوحش والهمجية.

القرار لن يبصر النور بعدما أكدت حكومة كيان الاحتلال رفضها للقرار، وبدا واضحاً أن المنطقة ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، سواء بفعل استعدادات الاحتلال لعملية عسكرية في رفح، أو بفعل إصرار قوى المقاومة على قبول تحدي مواصلة الحرب واتجاهها لفرض معادلات جديدة في قلب حرب الاستنزاف التي تسعى لعدم تحولها إلى حرب شاملة كبرى. وفي هذا السياق ظهر التصعيد في شمال غزة وجنوبها من قوى المقاومة، كما بدأت مجموعات المقاومة في الضفة الغربية تظهر قدرة أعلى على استنزاف جيش الاحتلال، فيما تقاسمت جبهات الإسناد مسؤوليات جديدة، فعلى جبهة اليمن استهداف لمدمّرات أميركية في البحر الأحمر بصواريخ نوعية جديدة، وعلى جبهة لبنان استهداف قاعدة يردن القيادية في الجولان المحتل بخمسين صاروخاً، والمقاومة العراقية تستعدّ لاستهداف منصات الغاز في البحر المتوسط كما قال قادتها، بينما استنهضت القوى الشعبية في الشارع العربي حضورها، أسوة بما يشهده الشارع العالمي. ولكن الأبرز ما تشهده العاصمة الأردنية عمان، من تظاهرات ليلية حاشدة ضمت الآلاف من المناصرين لفلسطين والمقاومة وغزة، تحاصر سفارة كيان الاحتلال وتدعو لإغلاقها وإسقاط اتفاقيات السلام والعقود التجارية والاتفاقيات الاقتصادية مع الكيان، بينما شهدت نقابة الصحافيين المصريين تظاهرات داعمة لغزة شارك فيها المئات.

سياسياً، محاولات لترتيب الأوراق، حيث اجتمع في واشنطن وزير حرب الكيان يوآف غالانت مع المسؤولين الأميركيين، وكان الأبرز لقاؤه مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في مسعى لترميم الصدوع الناتجة عن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإسقاط قرار مجلس الأمن، رغم امتناعها عن التصويت، وما ترتب على ذلك من امتناع رئيس حكومة الكيان عن إرسال وفد عسكري الى واشنطن لمناقشة خطط معركة رفح، بينما في الكيان اهتزازات كثيرة حول التفاوض لإفشاله من جهة، ومشروع قانون التجنيد من جهة موازية، وسط احتجاجات متقابلة على مشروع تجنيد 2500 سنوياً من الحريديم، وهو ما يرفضه دعاة المساواة في الخضوع للجندية، كما رفضته قيادات الحريديم.

في ترتيب الأوراق السياسية اجتماع لافت للإمام السيد علي الخامنئي بوفد قيادي من حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، اعتبره غالانت في لقائه مع بلينكن تحدياً لواشنطن وتل أبيب يستدعي تجاوز نقاط الخلاف والقتال معاً، بدل التناحر.

في لبنان، تحدّث رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أمام الحزبيين في اجتماع لكبار مسؤولي الحزب، عن المرحلة الراهنة، شارحاً التحديات السياسية وموقف الحزب منها، مؤكداً أن القوميين معنيون برفع الصوت بوجه الخطاب الطائفي، وبتأكيد حق قوى المقاومة في نصرة فلسطين.

وعقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان اجتماعاً إدارياً لهيئات المنفذيات في لبنان، في قاعة الشهيد خالد علوان ـ بيروت، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعميد الداخلية رامي قمر وعدد من المسؤولين المركزيين.

وقدّم حردان عرضاً شاملاً للأوضاع على الساحة القوميّة، ودور الحزب في هذا الخصوص، موجهاً بمضاعفة الجهود في كلّ المناطق الحزبية، في إطار الدور الذي نؤدّيه لتحصين وحدة مجتمعنا، في مواجهة كلّ أشكال الطائفية والمذهبية والخطاب التفتيتي، والتأكيد على التمسك بخيار المقاومة سبيلاً للتحرير وحماية السيادة، وبأن لا سقوف في المعركة المفتوحة مع العدو.

وأكد أنّ شعبنا يمتلك إرادة صلبة قوية للدفاع عن حقه وأرضه. وكلّ قوى المقاومة لها الحقّ في التدخل لنصرة فلسطين ومساندتها وكذلك التصدّي للحرب الاستباقية ضدنا. إنّ ألف باء وحدة المصير القومي، هي أنّ نصرة فلسطين واجب الوجوب، فكيف إذا كان العدو الصهيوني يعتدي على لبنان وينتهك سيادته ويحتلّ أجزاء من أرضه؟

كما أكد حردان أنّ المقاومة حق مشروع للشعوب التي تُحتلّ أرضها، وهذا حق ثابت تكفله الأعراف والمواثيق الدولية. لذلك، فإنّ تنفيذ القرار 1701، لا يُطلب من لبنان، بل من «إسرائيل» التي لا تزال تحتلّ أرضاً لبنانية وتواصل انتهاكها لسيادة لبنان. وقال: الذين ينادون بالسيادة والاستقلال عليهم أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، فسيادة لبنان منتهكة من العدو، وصون السيادة والاستقلال هو بتحرير ما تبقى من أرض لبنانية تحت الاحتلال.

وشدّد حردان على وحدة اللبنانيين، معتبراً أنّ الخطاب الطائفي والمذهبي يقسّم ولا يوحّد، ونحن نرفض هذا الخطاب وما ينتج عنه من تشرذم وانقسام. ولذلك نحن معنيون برفع الصوت رفضاً لانقسام اللبنانيين، ومطالبون بتحشيد القوى المؤمنة بوحدة لبنان في ميدان واحد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. كما علينا أن نؤكد دائماً أنّ التحرير في العام 2000 وانتصار تموز 2006، فرضا معادلات كبيرة ليس على صعيد لبنان وحسب بل على صعيد المنطقة كلها. وهذه وقائع ومعادلات، لم يستثمرها صانعوها لأحزابهم وقواهم، بل لكلّ لبنان واللبنانيين.

واعتبر حردان أنّ الفراغ في مؤسسات الدولة في لبنان يؤثر بشكل سلبي على مصالح الناس، ويعمّق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك نرى ضرورة إطلاق حوار واسع بدافع تحقيق المصلحة الوطنية، وانطلاقاً من ثابت الدستور اللبناني الذي يجب ان يحرص الجميع على تطبيقه وتنفيذ مندرجاته الإصلاحية.

وتابع: نحن متمسكون باتفاق الطائف ونطالب بتطبيقه. ومواقف معظم القوى اللبنانية لا بل كلها، تعلن في مواقفها أنها مع الطائف ومع تطبيقه. هذا قاسم مشترك فلنجعل منه منصة حوار جامع، للخروج من الأزمات، وانتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغات في المؤسسات والشروع في الإصلاح وفي مقدّم الإصلاحات قانون انتخاب عصري لاطائفي يكون مدخلاً لتعزيز المواطنية وبناء دولة المواطنة الحقيقية الراعية لأبنائها والفاعلة والقوية والقادرة.

وكان حردان أبرق إلى رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين معزياً بالضحايا الذين قضوا في الهجوم الإرهابي على مجمع كروكوس التجاري.

وأشار السّفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، الى أن «المشاهد المأساويّة الّتي نراها في غزة يومًا بعد آخر، ليست قصصًا تُحكى، بل هي مآسٍ وأوجاع يجب أن تُحيي الضّمائر لمن بقي له قلب. إنّنا أمام معركة الحقّ مقابل الباطل، وهو ما يتطلّب منّا جميعًا الوضوح في الخيارات، والوقوف بحزم إلى جانب أصحاب الحقوق ونصرتهم، لاستعادة أرضهم ومقدّساتهم»، مبيّنًا أنّه «كلّما طال أمد هذه المعركة، تتقلّص مساحة الوقوف في الوسط، ويصبح من المتعذّر على بعض المتردّدين اتخاذ المواقف الرّماديّة إزاء الاحتلال والظّلم».

وخلال إطلاق السفارة الإيرانية في بيروت، بالتّعاون مع «لجنة دعم المقاومة في فلسطين»، السلّة الرّمضانيّة السّنويّة الّتي توزعها على أبناء الشعب الفلسطيني في كلّ المخيمات الفلسطينية في لبنان، خلال احتفال أقامته في باحة القنصليّة الإيرانيّة – بئر حسن، أضاف أماني: «هذه المعركة الشّجاعة الّتي يخوضها الشعب الفلسطيني بوجه «إسرائيل»، هي معركة وجود ومصير، ويجب على جميع الجهات الّتي تبتغي تحرير فلسطين، سواء التّحرير الكامل أو الجزئي، أن تتّحد وتتضامن وراء هذا العنوان الجامع، وأن تحمي حركتَي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينيّة».

شدّد على أنّ «القدس وغزة تستحقّان من الأمّة جميعًا أن تقف موقفًا واحدًا موحّدًا إلى جانبها بوجه العدو الصّهيوني، سبب كلّ الويلات والمصائب الّتي تعاني منها شعوب أمّتنا»، معتبرًا أنّ «التّغييرات الّتي نراها شاخصة في فلسطين والمنطقة، ودخول الشّعوب إلى السّاحة لأداء دور أساسي على صعيد تقرير المصير وتعزيز المقاومة، يخلق بلا شكّ فرصًا واعدةً للتّحرير واستعادة الأرض، عبر التّمسّك بخيار المقاومة الّذي أثبت نجاعته في ميدان العمل».

وفيما لم يترجم قرار مجلس الأمن الدولي على أرض الواقع بوقف إطلاق النار والحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وتوسيع العدوان باتجاه بعلبك، في محاولة إسرائيلية لفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة وإظهار بأن حكومة العدو قادرة على الاستمرار في الحرب وتطمين الداخل الإسرائيلي لا سيما مستوطني الشمال، وفق ما يشير خبراء عسكريون لـ«البناء». ولفت الخبراء الى أن توسيع النطاق الجغرافي للحرب لا يعني أن الاحتلال يذهب الى الحرب الكبرى، بل إن الضربات على مدينة بعلبك لم تستهدف مراكز سكنية بل مناطق مفتوحة لم تخرج عن الحدود المعتادة منذ بداية الحرب. واستبعد الخبراء توسيع رقعة الحرب الى شاملة بين حزب الله وجيش الإحتلال. لكن الخبراء لفتوا الى أن حزب الله كرّس معادلة الجولان مقابل بعلبك، من خلال تكثيف إطلاق الصواريخ الثقيلة على مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية في الجولان.

وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه، واستهدف وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وسمع دوي الانفجارات في محيط مدينة الهرمل ولوحظت سحب من الدخان. واشارت معطيات صحافية الى ان الطيران الإسرائيلي أغار على شاحنة صغيرة بمحيط سهل رأس بعلبك. وافيد أن القصف استهدف آلية في الهرمل.

في المقابل أعلنت المقاومة استهدف ثكنة «يردن» في الجولان السوري المحتل، وهي «مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب»، بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا.

وأعلن حزب الله أنه استهدف «مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود العدو بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة». واستهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة». ‏و»رداً على ‏اعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالاً للردّ على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف ‏‏حزب الله قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة وحقق فيها إصابات مباشرة».‏ واستهدف «قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها ‏بين قتيل وجريح». ‏وأعلن حزب الله، في بيان، أنه استهدف مبنًى يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة. كذلك، استهدف «الحزب» في الوقت عينه، مبنًى يستخدمه جنود الجيش ‏الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية.

الى ذلك، وفي إطار التحرك الدبلوماسي الغربي باتجاه لبنان، علمت «البناء» أن رئيسة وزراء ايطاليا جورجا ميلوني ستقوم بزيارة رسمية الى لبنان اليوم تستمر يومين.

وتصل ميلوني الى بيروت عند الساعة السابعة مساء اليوم، حيث سيكون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في استقبالها في قاعة كبار الزوار في مطار بيروت وينتقلا معاً الى السرايا حيث سيقام لها استقبال رسمي ثم تعقد محادثات ثنائية.

على صعيد أمني آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن لا مؤشرات الى أيّ حدث أمنيّ، ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي «بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها». وشدّد على ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباري لتلافي أي حدث. وأضاف مولوي: «بحثنا في موضوع التشويش على المطار وكلّفنا جهاز أمن المطار بأن يضع التقرير اللازم عن الواقع والحلول ونحن نهتمّ بسلامة الطيران المدني».

وحضر الوضع الأمني في الشمال في السراي الحكومي في اللقاء بين كتلة «الاعتدال الوطني» والرئيس ميقاتي، ولفت النائب أحمد الخير الى أننا «تطرقنا لموضوع الأمن في الشمال وفي عكار وشددنا على ضرورة متابعة هذا الموضوع مع كل الأجهزة الأمنية لأنه أصبح يشكل عبئاً يومياً على حياة الناس، لأن الأمن هو الأساس ومن دونه لا حياة ولا اقتصاد». وأكد ميقاتي وفق الخير «متابعة هذا الموضوع بكل ما يتطلب من جدية».

سياسياً، بقي المشهد السياسي تحت تأثير الأعياد، بانتظار عودة اللجنة الخماسية لإعادة تحريك الملف الرئاسي بعد عيد الفطر. وأطلق رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل سلسلة مواقف من المستجدات، ورأى أن الوثيقة التي تحضر في بكركي هامّة، ولكنها لن تكون كافية إذا لم تكن مرفقة بخطة عمل أو «خطة مواجهة» لعملية الإقصاء التي تحصل بشكل واضح وممنهج ومبرمج من الأشخاص انفسهم الذين يريدون وضعنا امام خيار من اثنين، اما ان نسلّم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه أو يبقى البلد دون رئيس ويحكمون من دوننا». واضاف: «أنا أدعو الى إعداد خطة مواجهة لهذا الأمر، ولن اقبل المس بالحقوق»، مؤكدا أننا «لا نربط هذا الأمر بالعلاقة مع حزب الله ولكن العلاقة لم تعد كما كانت، أمّا يوم تعتدي «إسرائيل» علينا فسنكون الى جانب حزب الله ويوم يُعتدى علينا بالداخل سنواجه».

وشدّد باسيل خلاله استقباله وفداً من نقابة المحرّرين برئاسة النقيب جوزيف القصيفي، على أننا «نواجه أخطاراً وجودية، ليس فقط بسبب الحرب في الجنوب»، وتساءل: «النزوح والأزمة الاقتصادية العميقة الا يشكلان خطراً وجودياً؟»، معتبراً أن «أثر الحرب على بقاء اللبنانيين في البلاد مشابه للأزمة الاقتصادية»، ومشددًا على أن «أكبر أزمة وجودية اليوم هي قضية الشراكة والعيش معاً وحتى يبقى الناس في البلاد يجب أن يتم تأمين الاستقرار لهم وتحييد معيشتهم، من هنا علينا التفكير دائماً بتأمين حياة كريمة للناس».

وأكد باسيل أن «التفاهم كان قائماً على ثوابت وعندما تغيّرت اهتزّ»، مشيرًا الى أن «مشاكل عدة واجهت هذا التفاهم أولها عدم الالتزام ببناء الدولة ثم تغطية ضرب الشراكة وأخيراً المشكلة الأساسية التي طرأت هي تخطي حدود الدفاع عن لبنان، والانخراط في صراع لا نملك القرار فيه». مؤكداً أننا «لسنا أصحاب رهان بل أصحاب خيار، وسواء ربح «حزب الله» أم خسر فنحن مستمرون بالعيش معاً، ولكن هذا لا يعني أن نكون ملحقين بل متساوين».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram