افتتاحية صحيفة الاخبار:
اجتماع بكركي: هدنة المتحاورين أم جرس إنذار؟
أفضل ما يُتوقّع أن يُخلّفه لقاء بكركي، أن يجتمع إلى طاولتها الأفرقاء الأكثر استسهالاً لتبادل التشهير والطعن والتخوين والاتهام، بعضهم حيال بعض آخر، وأن يعزموا بعد الآن، إلى بعض الوقت، على التحاور وجهاً لوجه في كل ما يتناحرون عليه
بضع خلاصات انتهى إليها الاجتماع المسيحي في بكركي الخميس:أُولاها، إعادة جمع الأحزاب والكتل إلى طاولة حوار في ما بينها برعاية البطريركية المارونية تمهّد لهدنة في حملاتها المتبادلة إحداها حيال الأخرى في كل ما تتناحر عليه. ذلك يقطع الطريق أو يُفترض أن يقطعها على المواقف المسبقة بين الأحزاب والكتل هذه بإزاء رفضها التواصل والتحاور في ما بينها. إلى الآن تقتصر المشاركة فيها على ثلاثة أحزاب هي التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية وقوتان سياسيتان ليستا حزبيتين ولا تمثلان كتلتين نيابيتين وازنتين هما النائبان ميشال معوض ونعمة أفرام على أنه تمثيل مناطقي. افتقرت للشخصيات المسيحية المستقلة عن هؤلاء جميعاً ما يحرم الاجتماع تالياً رأياً ثالثاً بين اصطفافين.
ثانيتها، مناقشة وثيقة تبدّى منذ ما قبل اجتماع الخميس، في التي سبقته بين المشاركين إياهم، أنها في حاجة إلى إعادة نظر في التوجه العام كما في القضايا المثارة. مع أنها ليست جديدة، واطّلع المجتمعون على أفكارها سلفاً، بيد أنهم الآن في طور تعديلها إن لم يكن أكثر في جوانبها الجوهرية، سواء المتصلة بعلاقة المشاركين بعضهم مع بعض أو حيال الفريق الآخر في الشراكة الوطنية. أعدّت المسوّدة قبل ثلاثة أشهر لجنة ضمّت نعوم فرح وزياد الصايغ وإيلي كيروز. إلا أن الحاضرين أضافوا إليها أفكاراً جديدة نجمت عن مقارباتهم المتناقضة لما تضمّنته.
ثالثتها، انتهى اجتماع الخميس إلى التفاهم على عنوان للوثيقة يختلف عن ذاك الموضوع لها في الأصل. من «المسيحيون إلى أين؟» إلى «لبنان إلى أين؟» بغية تعميم الهواجس والقلق وإضفاء طابع شمولي لارتباطه بالكيان والهوية والأخطار المهدّدة. مع ذلك تكمن مشكلة المشاركين ومصدر نزاعاتهم في التفاصيل لا في العناوين. ما يلتقون عليه يتجاوز بكثير ما أوردته المسوّدة على أهميته، على نحو الحياد واللامركزية الإدارية والقرارات الدولية والافتئات على الوظائف المسيحية وعدم تورّط لبنان في الخارج وانتخابات رئاسة الجمهورية. علة كلٍّ من العناوين هذه انطواؤها على كمّ من التفاصيل هي مكمن الاختلافات والتباين واحداً بعد آخر. أضف عاملاً يصعب تجاهله ــ إن لم يكن في صلب التناحر ــ هو العداء الشخصي والكراهية المتبادلة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.
رابعتها، الامتحان الفعلي لنجاح الحوار المسيحي ـــ المسيحي كما تتوخّاه بكركي توافقه على الأمر الأكثر استعصاء. الواضح من تمثيل الحاضرين في اجتماع الخميس وجود اصطفافين غير متكافئين: التيار الوطني الحر (بعد تغيّب تيارة المردة) على وفرة التناقض بينهما أيضاً قبالة الآخرين جميعاً في المسألتين الأكثر تعقيداً وهما سلاح حزب الله والقرار 1559. بينما يقول التيار الوطني الحر إن سلاح حزب الله أو المقاومة هو من أجل حماية لبنان، يقول الآخرون جميعاً إنه وسيلة ابتلاع الدولة برمّتها وتهديد مباشر للكيان والهوية. موقفان متناقضان يتعذّر الوصول إلى حل وسط بينهما. المعضلة نفسها في القرار 1559 الذي هو الوجه الآخر لتجريد حزب الله من سلاحه ويصبّ في الهدف نفسه: التخلص من فائض القوة في الحزب كي يتوازن مع الشركاء الآخرين في النظام والدولة والمجتمع. بينما يقول التيار الوطني إن المطلوب «احترام» القرار 1559 لا فرض تنفيذه، المستعصي في كل حال، يقول الطرف الآخر إن التزام تنفيذه هو المدخل إلى الحياد بعد أن يشير إلى أن التيار يتنصل مما هو وراءه وفاخر بأنه أحد صانعي القرار 1559 قبل سنتين من صدوره عام 2004 من خلال حملات الرئيس ميشال عون في الخارج، أضف تمسكه به حتى انتقاله عام 2006 إلى التحالف مع المقلب الآخر في وثيقة «مار مخايل»، وتخليه إذَّاك عما صنعه أو شارك في صنعه على الأقل.
خامستها، تقييم جدوى أي وثيقة مسيحية في مقدرتها على مخاطبة الشركاء الآخرين، لا الاكتفاء بالانغلاق على نفسها دونما التحاور مع مَن يفترض أنهم معنيون مباشرة في كل ما تثيره وخصوصاً في مسألتي سلاح حزب الله والقرار 1559 الوثيقَي الصلة بالثنائي الشيعي. في أحسن الأحوال لا تملك الوثيقة الوصول إلى أهدافها في معزل عن التواصل مع أولئك ومحاورتهم. انتهى المطاف بالتريث في المسوّدة المتداولة وإعادة صوغها، على أن يُصار إلى التوسع في مناقشة مضمونها مع الأفرقاء غير المسيحيين قبل الوصول إلى إصدارها. وحده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صاحب مبادرة الحوار المسيحي ــ المسيحي قادر على قيادة الحوار مع الطرف الآخر. فُهم أنه صاحب اقتراح إعادة الصوغ وتناولها العقبة الكأداء وهي مصير سلاح حزب الله والخيارات المتاحة لإخراجه من معادلة التوازن الداخلي.
سادستها، مع أن انتخاب رئيس للجمهورية هو الاستحقاق الراهن الأكثر تعقيداً والأكثر تهديداً للمسيحيين والموارنة خصوصاً، بحرمانهم الاحتفاظ بموقعهم في رأس هرم الدولة، لم يَبن الخلاف عليه في اجتماع بكركي. تحدّث المجتمعون فيه، التيار الوطني الحر والفريق الآخر المناوئ له، بطريقة مشتركة تقريباً في ما يريدون وما لا يريدون: تأكيد استعجال انتخاب الرئيس، رفض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الإحجام عن الخوض في الأسماء في المكان والزمان، التقاطع على المرشح الثالث الموصوف تارة بـ«الواقعي» أو «الطبيعي» أو «الوسطي». ليس انتخاب الرئيس إلا التعبير الأكثر وضوحاً، في الوقت الحاضر، عن عمق الانقسام الماروني ــ الماروني على التفاصيل الخَفية في العنوان الرئيسي: اسم الرئيس لا مواصفاته وانتخابه فحسب. ليست مصادفة أن رؤساء الأحزاب والكتل الممثّلة في اجتماع الخميس هم أول المرشحين للاستحقاق.
************************
افتتاحية صحيفة النهار
واشنطن: الدمار المحتمل للبنان قابل للتجنب
على طريقة “هبة باردة وهبة ساخنة ” لا يزال الوضع المتفجر في الجنوب يحتل صدارة الاهتمامات والأولويات ولو ان التحركات المتصلة بالملفات السياسية الداخلية تقدمت نسبيا في الآونة الأخيرة وحجبت الأضواء بعض الشيء عن تطورات الميدان الجنوبي. وفي ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في #غزة تراجعت موجة تفاؤل ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة كما في ظل سقوط المشروع الأميركي لوقف النار في #مجلس الأمن في حين رسمت الجولة السادسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية “#طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي معطيات مشدودة للغاية بدا لبنان معنيا بها ولو ان الديبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة. وتلفت أوساط ديبلوماسية معنية في هذا السياق الى انه بات من المستبعد حصول أي اختراق إيجابي في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية ال#إسرائيلية اذ ان أي تحريك للجهود الديبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الأميركي اموس #هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب، ولا تشير المعطيات الى امكان هذه العودة قريبا بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لاطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل كلا .
ومع ذلك فان واشنطن ما انفكت تشدد على موقفها المحذر من اتساع الحرب الى لبنان. وفي هذا السياق اكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية #سامويل ويربيرغ امس لـ”النهار”، ان بلاده لا تدعم الحرب في لبنان وقال “موقفنا واضح: نحن لا ندعم الحرب في لبنان ونركز على استكشاف جميع الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد”. وأضاف “مواطنو لبنان وإسرائيل يجب أن يعيشوا في سلام وأمان، وهذا يعد في أقصى الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وينبغي أن يكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان”.
وأضاف “نحن قلقون من أن التبادلات النارية على طول الخط الأزرق تزيد من خطر التصعيد. لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين. القيام بذلك يؤدي فقط إلى زيادة احتمال وقوع العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى الصراع. نحن وشركاؤنا كنا واضحين: يجب على “الح.زب ” والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال الصراع الجاري. الدمار المحتمل للبنان وشعبه قابل للتجنب”.(الحديث ص ٣) .
واما في الجانب اللبناني فجدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد “أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، مشيرا الى”أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي”.
وفي موضوع التعويضات قال: “إن العدوان الاسرائيلي واعمال تدمير المنازل والمنشآت في الجنوب مستمرة،ومن المستحيل في ظل هذه الظروف، القيام باي خطوة لاحصاء الاضرار وتحديدها او كلفتها. وكل ما يتم اشاعته في هذا الاطار غير صحيح، خصوصا وأن الجميع يعلم الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الاساسية، وتسعى جاهدة على خط مواز لتأمين الحد الادنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب”.
يشار الى انه بناء على إقتراح وزارة الاشغال العامة والنقل، وطلب مجلس الوزراء، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين امس الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي حول اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على انظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت؛ منذ بدء الحرب على غزة. وقد جاءت هذه الشكوى إستكمالا لحملة توثيق الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، وتكملة لسلسلة الشكاوى المرفوعة سابقا.
اجتماع #بكركي
اما في المشهد السياسي الداخلي وفيما تغرق البلاد ومعها سفراء المجموعة الخماسية في إجازة سياسية طويلة حتى ما بعد عطلتي عيدي الفصح والفطر ترددت أصداء الاجتماع الأخير لممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي الذي عقد الخميس وسط معلومات تؤكد ان الوثيقة التي ستصدر عن الاجتماعات صارت شبه ناجزة وان بكركي ترغب أولا في الوقوف على آراء وتوجهات سائر الجهات اللبنانية عليها قبل إقرارها . ولهذه الغاية اصدر امس المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم بيانا توضيحيا اكد ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، “على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية” . وشدد على ان “المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان”. ولفت الى “أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين”.
وعكست مواقف لممثلي الأحزاب في اجتماعات بكركي على اختلافهم هذا الاتجاه اذ أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سليم عون أنّ “الاتفاق تمّ على وثيقة بكركي خلال الاجتماع المسيحي، وستبصر النور قريبًا”وأكّد أن “ورقة بكركي هدفها الإجماع على الثوابت بين كل الأطراف، وليست للمواجهة مع الطرف المسلم”، مشيرًا إلى أنه “في الشكل فقط لا إجماع إنما في المضمون فالجميع متفق على النقاط نفسها”.
وابرز ممثل ح.زب “#القوات اللبنانية ” في الاجتماع النائب فادي كرم “إيجابية” اجتماع بكركي ، مشيرًا إلى أن “الأطراف متّجهون نحو التفاهم”، موضحا “ان البطريرك الراعي سيضع الوثيقة الوطنية بين أيادي الأطراف اللبنانية كافة، والطرف الذي يعرقلها يساهم في عرقلة مؤسسات الدولة”. ورأى أن “على المشاركين أن يكونوا مبدئيين ووطنيين لمصلحة البلد وليس على حساب التفاهمات والتسويات”.
في المقابل ، تطرق نائب الأمين العام ل”الح.زب” الشيخ نعيم قاسم امس الى الملف الرئاسي فقال ” بالنسبة إلينا كالح.زب في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس، يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأؤلئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟ أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحد. مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تتحضّر لـ”هجوم الربيع” و”الح.زب” يُعلن جهوزيته
ميقاتي يخرُج عن صمته: لا مالَ نهْديه للجنوب
بعد صمت استمر أياماً، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن تكون لدى الحكومة خطة لدفع مساعدات تعوّض الأضرار التي لحقت بالجنوبيين جراء المواجهات التي فتحها «الح.زب» ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. وأتى نفيُ ميقاتي، ولو متأخراً، ليميط اللثام عن قضية التعويضات ليس فقط بالنسبة الى الكارثة التي ورّط «الح.زب» لبنان فيها منذ أكثر من 6 أشهر، وانما أيضاً ما يتصل بانفجار بيروت في 4 آب 2020 والتي تخلّت فيها الدولة عن مئات الألوف من المتضررين مالياً وقضائياً.
وتوحي المعطيات الأولية أنّ «الح.زب» يقف وراء الكلام على مساعدات حكومية لمتضرري الجنوب، في ظل انكشاف عجز «الح.زب» ومن ورائه إيران عن الوفاء بمتطلبات التعويض عن المتضررين وإعادة إعمار ما تهدم، ما يحاكي التعويضات التي دفعت بعد حرب تموز 2006. وتلك التعويضات أتت من دول الخليج العربية ولولاها لما أعيد بناء الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وسائر المناطق المتضررة، خصوصاً الجسور على امتداد لبنان.
أما السؤال عن خروج ميقاتي عن صمته، فتجيب عنه ردود الفعل الواسعة التي صدرت بعد إعلان خطة المساعدات المزعومة. وأتت الردود على خلفية انتقاد النهج الفئوي في التعامل مع الكوراث التي حلّت بلبنان وكان آخرها كارثتيّ مرفأ بيروت وجبهة «الح.زب» الجنوبية. وما قاله ميقاتي أمس خلال وجوده في طرابلس إن «كل ما يشاع (حول المساعدات) غير صحيح». وأضاف أن «الجميع يعلمون الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الأساسية، وتسعى جاهدة على خط موازٍ لتأمين الحد الأدنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب».
وفي موازاة ذلك، ما زال «الح.زب» يعلن ما معناه أنّ «لا صوت يعلو على صوت المعركة». وآخر مواقف «الح.زب» على هذا الصعيد، ما قاله أمس نائب الأمين العام لـ»الح.زب» الشيخ نعيم قاسم: «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى «الح.زب» لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية».
وبدا قاسم كأنه يرد على مواقف إسرائيلية وردت في تحقيق أجرته وكالة «فرانس برس»، بعنوان: «توجّس في البلدات المهجورة في شمال إسرائيل من اندلاع حرب مع «الح.زب»».
وتحدث حسين إيبش من «معهد دول الخليج العربية» في واشنطن عن مؤشرات الى أنّ إسرائيل تستعد لـ»هجوم الربيع» في لبنان، أو على الأقل تعمل جاهدة على توجيه رسالة بأنها تستعد لذلك. وقال: «إنهم يريدون خلق انطباع بأنّ هذه الحرب لا مفر منها لجعل شمال إسرائيل آمناً للعيش فيه مرة أخرى».
بدوره قال نائب رئيس الأمن في كريات شمونة أرييل فريش: «نريد السلام ونستحق السلام. هذا ليس سلاماً وهذه ليست حياة».
وكان لافتاً أنّ وسائل الإعلام التي تغطي الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان صار بإمكانها أخيراً أن تبث صوراً عن الأضرار في مستوطنات شمال الدولة العبرية، وذلك بطريقة لم تكن متاحة في نصف عام من المواجهات مع «الح.زب».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: توقيف قاصرين سوريين في قضية اغتيال كادر بـ«القسّام»
حصل كل منهما على مبلغ 11 دولاراً أميركياً… ومشغلهما خادم مسجد
بيروت: بولا أسطيح
للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات بين «الح.زب» وإسرائيل في جنوب لبنان، على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، وتركيز تل أبيب على عمليات اغتيال عناصر ومسؤولين في «حركة ح» والح.زب، أعلن ما يُعرف بـ«فصائل المقاومة الفلسطينيّة والقوى الإسلاميّة في منطقة صور»، الجمعة، عن توقيف مجموعة من العملاء الضالعين بعملية اغتيال أحد أعضاء «كتائب القسّام» منتصف الشهر الحالي، وتسليمهم إلى الأجهزة اللبنانية المختصة.
وأشارت هذه الفصائل في بيان، إلى أنه «بعد عمليّة الاغتيال الجبانة لعضو كتائب القسام هادي مصطفى أبو شادي، التي قام بها العدو الصّهيوني يوم الأربعاء 13 مارس (آذار) 2024، قامت قيادة الفصائل والقوى الإسلاميّة بمتابعة ميدانيّة حثيثة وعمليّة رصد مستمرّة، تمّ خلالها إجراء تحقيق أوّلي، حيث تبيّن على أثرها ضلوع مجموعة من الدّخلاء على مخيّمنا بعمليّة الاغتيال»، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسليمهم إلى الجهات الأمنيّة المعنيّة في الدولة اللبنانية».
موقوفان في عهدة الجيش
وبحسب مصادر أمنية لبنانية، فقد بات في عهدة مخابرات الجيش قاصران من الجنسية السورية تم تسلمهما من الفصائل الفلسطينية، ويتم التحقيق معهما بالمساهمة باغتيال مصطفى. وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأنهما أقدما على زرع جهاز تعقب في سيارة عضو «الق.سّام»، ما سهّل اغتياله عبر مسيرة إسرائيلية. ونفت المصادر أن تكون تسلمت أي موقوفين آخرين طوال الفترة الماضية، مرتبطين بعمليات اغتيال أخرى لعناصر وقياديين في «الح.زب» أو «حركة ح».
كذلك أقرّ مصدر قضائي لبناني بتوقيف شخصين يشتبه بتورطهما في عملية اغتيال مصطفى. وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «مخابرات الجيش تجري تحقيقاً مع قاصريْن من التابعية السورية، بناء على معلومات عن علاقة لهما بهذا الاغتيال»، مشيراً إلى أن «التحقيق الأولي ما زال في بداياته، والأمر يستدعي إجراءات دقيقة للتثبّت من علاقتهما بهذه الجريمة».
«حركة ح»: توقيف المشغل
لكن مصدراً في «حركة ح» أكد لـ«الشرق الأوسط» توقيف شخص ثالث، هو مشغّل القاصريْن السوريين اللذين كانا يبيعان المناديل الورقية في مخيم الرشيدية. وقد تم توقيفهما بعد تحركات مشبوهة لهما. وقال المصدر إن المعلومات تفيد بتلقي كل منهما مبلغ مليون ليرة لبنانية (نحو 11 دولاراً أميركياً) مقابل زرع جهاز التعقب.
كذلك، أفادت معلومات أخرى بأن المشغل هو خادم أحد المساجد بمنطقة المعشوق، جنوب لبنان، وقد نشر ناشطون صوراً وفيديوهات له على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن مصطفى «عنصر مركزي» في «حركة ح» بلبنان، وإنه كان «يروّج لنشاطات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية حول العالم، وكان متورطاً في توجيه خلايا تخريبية ونشاطات ميدانية للاعتداء على أهداف إسرائيلية ويهودية في دول مختلفة حول العالم»، لافتاً إلى أنه كان «عنصراً رائداً في قسم البناء التابع للمنظمة، الذي كان يديره سمير فندي، وهو أحد المقربين من صالح العاروري الذي تم القضاء عليه معه».
ولم يكن اغتيال هادي مصطفى، أحد الكوادر في «كتائب القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «ح» خارج فلسطين، إلا حلقة في سلسلة طويلة من الاغتيالات التي طالت وتطال قياديين وعناصر حمساويين في لبنان، كما من «الح.زب».
سجل حافل بالاغتيالات
ولعل أبرز الاغتيالات التي قيل إن عملاء يقفون خلفها هي عملية اغتيال القيادي في «حركة ح» ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «الح.زب» اللبناني، وكذلك عملية اغتيال نجل رئيس كتلة «الح.زب» البرلمانية النائب محمّد رعد، جراء الغارة التي استهدفت منزلاً في جنوب لبنان، أثناء وجوده داخله مع عدد من عناصر الح.زب، إضافة لاغتيال وسام الطويل، القائد في «قوة الرضوان» التابعة لـ«الح.زب» في قصف استهدف سيارته بجنوب لبنان.
وبحسب الدكتور رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري والأمني» (إنيغما)، فإنه «في الحروب تحاول الجيوش دائماً تقوية قدراتها الاستخباراتية بوجه الطرف المستهدف، لذلك تلجأ إسرائيل دوماً لتقوية الاستخبارات البشرية، وتجنيد العملاء بالنسبة لها ليس بالأمر الجديد»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «النجاحات المتكررة باستهداف أشخاص من القياديين، سواءً من (الح.زب) أو (حركة ح)، ومعرفة طريقة وأوقات تنقلهم وتحديد مواقع تخزين أسلحة، تحتاج عملاً استخباراتياً متطوراً من خلال عملاء موجودين على الأرض. ويبدو أن الطرف الإسرائيلي نجح بتجنيد عدد كبير من هؤلاء، ما مكّنه من تحقيق الإصابات المنشودة».
قهوجي: الفقر أرض خصبة لتجنيد العملاء
وأوضح قهوجي أن «بيئة العملاء هي بيئة ينتشر فيها الفقر والبطالة والعوز، وحيث يوجد أشخاص يكونون خارج منظومة الحياة اليومية ويشعرون بنقص واضطهاد وتمييز، لذلك يتلقفون أي فرصة لجني الأموال، بغض النظر عن انتماءاتهم الآيديولوجية والسياسية»، مضيفاً أنه «مع الانهيار المالي ووجود عدد كبير من اللاجئين السوريين الذي يعانون من الفقر الشديد وأزمة هوية، يصبح هؤلاء بيئة سهلة للتجنيد».
وبحسب المعلومات، فإن «الح.زب»، ومنذ فترة، حاول إبعاد عدد كبير من النازحين السوريين الموجودين في مناطق حدودية، حيث يحتدم القتال، خوفاً من أن يكون بعضهم تم تجنيده من قبل إسرائيل، لتحديد مواقع وإعطاء إحداثيات للعدو.
************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : الجبهات بين التبريد والتصعيد .. «الخماسية» تطلب مواعيد .. بكركي: مشاورات شاملة
توحي حركة المساعي الجارية على خط هدنة الستة اسابيع في قطاع غزة، وكأنّها، بوتيرتها المتسارعة والمكثّفة والمدفوعة بزخم قوي وواضح من قِبل الولايات المتحدة الاميركية، قد دخلت مرحلة العّد التنازلي للإعلان عنها في غضون ايام قليلة، ربما أقل من ذلك. واللافت في هذا السياق، ما اعلنه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في ختام زيارته اسرائيل، بأنّ «الساعات المقبلة قد تشهد تقدّماً في المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وما زلنا نضغط لحصول ذلك».
على انّ هذه الهدنة الموقتة التي تتسارع الخطى لبلوغها في المدى القريب، لا تعني انّها تُنهي الحرب، وهذا ما تؤكّد عليه الأطراف المشاركة في طبخها، بل أنّها قد تؤسس لهدن أخرى من شأنها أن تطلق مسارات سريعة نحو وقف نهائي لاطلاق النار وإنهاء الحرب.
هذه الهدنة، وكما هو واضح، بمفعول مزدوج، حيث لا تقف فعاليتها ضمن حدود غزة، بل هي ممتدة وصولاً الى لبنان. واذا كانت الهدنة تشكّل حاجة اكثر من ضرورية وملحّة لجبهة غزة، فإنّها منتظرة على أحرّ من الجمر في الجانب اللبناني، كفرصة للتنفس في المنطقة الجنوبية وإخراجها من دائرة الحرب، وذلك ربطاً بما جرى التيقن منه خلال زيارات الموفدين الأجانب الى بيروت وآخرهم الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، من أنّ سريان هدنة غزة سينسحب تلقائياً وبشكل فوري على جبهة لبنان.
بضعة اسابيع
على انّ الرهان يبقى على استمرار الهدنة واستثمارها لبلوغ انفراجات لاحقة، وفق مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ «تقديرات الموفدين تحدّد بين ستة وثمانية اسابيع كفترة مرجّحة لوقف الحرب نهائياً، فرضتها عوامل اسباب كثيرة، اولها أنّ الحرب وبمعزل عن نتائجها المدمّرة، صارت عبئاً ثقيلاً، على الولايات المتحدة الاميركية تحديداً، بعدما استنفدت اهدافها، وبلغت أقصى ما يمكن لها أن تبلغه، وبعدما تأكّد لجميع الاطراف أنّ عودة الأسرى الإسرائيليين لا يمكن أن تحصل إلاّ من ضمن التفاوض وعقد صفقة مع حركة «ح».
الهدنة جنوباً
ليس في الإمكان رسم صورة لما ستكون عليه هدنة غزة، إن تمّ الوصل اليها، وللمنعطفات والمحطات والاستحقاقات التي قد تشهدها، الاّ انّ الصورة في الجانب اللبناني تبدو أقل غموضاً، حيث انّ جبهة الجنوب مرشحة لأن تُحاط بزخم ديبلوماسي اميركي لإعادة تحريك المحادثات التي بدأها هوكشتاين، لنزع فتيل التصعيد والتوتر وتثبيت الأمن والإستقرار على جانبي الحدود.
على انّ ما ينبغي لحظه في هذا السياق، هو أنّ جبهة الجنوب، تشهد في الايام الاخيرة تراجعاً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية، على نحو صارت فيه المواجهات، كناية عن مواجهة تقليدية تحت سقف مضبوط بقواعد الاشتباك التي ما زالت تحكم بقوة المواجهات بين «الح.زب» والجيش الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الاول الماضي.
لا حرب
هذا الوضع، وعلى ما قال مسؤول ح.زبي كبير، في لقاء مع مجموعة من القيادات والكوادر بأنّ «الحرب مستبعدة سواءً في جبهة لبنان، او انطلاقاً من هذه الجبهة الى ساحات اخرى. فالاسرائيلي مضغوط داخلياً، ومحشور اميركياً، ومتعب في ميدان الحرب في غزة، وصارت اولويته الخروج من الحرب، وهو ما يعمل عليه الاميركيون حالياً لتجميل هذا الخروج. في تقديرنا انّ الاسرائيلي يريد أن يدخل الى رفح تحت عنوان البحث عن الأسرى الاسرائيليين، لكي لا يخرج من الحرب من دون ان يعثر على الاسرى. ومن الأساس وعلى جبهة لبنان، وصلنا الى تقدير من البدايات بأنّ الاسرائيلي، لا يستطيع أن يقوم بحربين في وقت واحد لإدراكه صعوبتها وكلفتها الكبيرة عليه، والعدو خَبر ذلك في الميدان، فانتقل الى التهديد والتهويل كغطاء لتركيزه على ما يسمّيه الحلّ السياسي. وهذا الحل، بالصيغ المتعددة التي نقلها الموفدون الاجانب، قد سقط».
صعوبات .. ومستحيلات
الى ذلك، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ «الوصول الى «حل سياسي» في شأن المنطقة الجنوبية، دونه صعوبات كبرى، حتى لا نقول مستحيلات. فصحيح انّ الفرنسيين حضروا بثقلهم على هذا الملف وقدّموا ورقة للحل، وردّ لبنان عليها بـ«نصف ايجابية»، ولكنهم بدوا في ذلك وكأنّهم يزاحمون الأميركيّين، الذين اوكلوا لهوكشتاين مهمّة تسويق مشروع الحل الاميركي للمنطقة الجنوبية، الذي اعتبر مجتزأ، ما يعني أنّ كلا المشروعين الفرنسي والأميركي، لا يؤديان الى الحل، ولم يتمتعا بقدرة جذب الطرف اللبناني الى الموافقة عليهما.
وقال مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، إنّ الحل الاميركي المطروح لمنطقة الحدود، لم يشر الى اي اجراءات او ترتيبات او انسحابات، بل ارتكز على تطبيق مجتزأ للقرار 1701، بمعنى أن يُلتزم به من الجانب اللبناني، وبنشر الجيش، مع التزام اميركي واضح بتوفير الدعم اللازم للجيش للقيام بمهمته. الاّ انّه يعفي إسرائيل من اي التزام او القيام بأيّ إجراء، ويتيح لها في الوقت نفسه الاستمرار في خرق القرار المذكور، وعلى وجه التحديد طلعات طيرانها الحربي والتجسسي في الأجواء اللبنانية. بمعنى اوضح تطبيق القرار 1701 دون إلزام اسرائيل بعدم خرقه. فكيف يمكن لنا أن نقبل بذلك؟ّ. وعند هذه النقطة انتهت وساطة هوكشتاين، التي يًنتظر ان تتحرّك مجدداً اذا ما أُعلنت الهدنة في غزة».
ما قبل 7 تشرين
وفيما اكّد «الح.زب» في فترة سابقة انّه «لا يمكن القبول بطروحات اسرائيل التي ينقلها الموفدون، او بأن تُعطى ما لا تستطيع ان تأخذه بالسلم او بالحرب»، لا يعوّل مسؤول كبير على أي حل وفق المشاريع التي تُطرح، مرجحاً عدم حصول اي تغيير في منطقة الحدود، وقال لـ«الجمهورية»: «اعتقد أنّ أقصى ما يمكن بلوغه من هذه الحراكات العودة بالوضع الى ما كان سائداً عليه قبل 7 تشرين الاول».
الرئاسة: مراوحة طويلة
على الخط الرئاسي، يُنتظر ان تستكمل اللجنة الخماسية حراكها في وقت قريب، وعلمت «الجمهورية» انّ «الخماسية» طلبت عقد لقاءات مع جهات سياسية وعدد من الكتل النيابية، وتواصلت بشكل مباشر مع «الح.زب» حيث تقرّر أن يزور ثلاثة من سفراء اللجنة: الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، «كتلة الوفاء للمقاومة». ومن المرشح أن تشمل لقاءات سفراء اللجنة الخماسية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ مهمّة «الخماسية» محفوفة بالمصاعب والتعقيدات ذاتها، سواءً ما يتصل بالحوار السياسي الذي تدعمه توصلاً الى التوافق على رئيس للجمهورية، والذي تبرز في طريقه عثرات ومطبات واعتراضات من مستويات سياسية ومراجع دينية، او ما يتصل بالتحفظات العلنية والضمنيّة، او بمعنى أدق «الفيتوات» على بعض المرشحين، التي ما زالت موجودة لدى بعض اطراف «الخماسية»، والتي تنطلق منها للتركيز على خيار رئاسي من خارج الاسماء التقليدية.
مبادرة بكركي
في هذه الأجواء، فعّلت بكركي دورها وحضورها على الخط الرئاسي، بالتوازي مع الدعوات المتكرّرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي الى النواب لتحمّل مسؤولياتهم والتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما يوجبه الدستور.
وضمن هذا المسار، بدأت جولة مشاورات واسعة، حيث اعلن المكتب الإعلامي لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم، أنّ البطريرك الراعي كلّف المطران بو نجم بإطلاق مسار تشاوريّ لمبادرة وطنيّة جامِعة إنقاذيّة، تؤكِّدُ على الثوابِت التّي يؤمِن بها اللُّبنانيُّون، على اختِلاف مكونِّاتِهم، مع تشخيص مكامِن الخَلَل واقتِراح خارِطَة طريق للمُعالَجات. وفي هذا السِّياق الوطنيَ الجامِع وحده، إنطَلَقَ التّشاور برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية».
واوضح «أنَّ المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. وهي كانت قد بدأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخّصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان».
وأسف المكتب الاعلامي «لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها»، وأمل «من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة». وأهاب بوسائل الاعلام «مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان».
وخلص البيان الى التأكيد على «أنّ البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».
موقف الح.زب
الى ذلك، قال نائب الامين العام لـ«الح.زب» الشيخ نعيم قاسم: «إننا في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس».
اضاف في كلمة له أمس: «يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأولئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟! أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة، بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحّد، مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة، وأنصح من يغرّدون خارج السرب أن يرحموا عباد الله وأن يرحموا هذا البلد ولا تفتعلوا قضايا ليس وقتها الآن، الوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية».
وحول الجنوب قال: «استطعنا في مساندتنا، أن نحقق هدفاً وهو منع الإسرائيلي من إيذاء المدنيين على قاعدة أنَّ الرد على استهداف المدنيين هو قائمٌ دائماً».
أضاف: «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى «الح.زب» لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية وحاضرون للمزيد إذا اعتدت اسرائيل أكثر».
وتوجّه الى من سمّاهم «البعض في لبنان»، وقال: «هل أصبحت الأولوية في لبنان طعن المقاومة في ظهرها بدل أن تكون الأولوية في انتخاب الرئيس؟ هل أصبحت الأولوية تكرار الإشارات السلبية والمواقف السلبية التي تحاول أن تتماهى مع المواقف الأميركية بدل الاهتمام بما يجمع اللبنانيين ويقرّر في ما بينهم؟».
ميقاتي: إيجابيات
من جهته، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد «أنّ الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان»، مشيراً الى»أنّ نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون إغفال مسألة اساسية، وهي أنّه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي».
وقال ميقاتي أمام زواره في طرابلس: «إنّ الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكّلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط موازٍ فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسياً ودولياً، ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب الحدودية، فقصفت مدفعيته فجراً بلدة عيتا الشعب ووادي السلوقي، وشنّ قرابة الواحدة بعد الظهر غارة مستهدفاً منزلاً في بلدة عيتا الشعب بصاروخين ما ادّى الى تدميره بالكامل. كما سُجّل قصف مدفعي طال بلدات العديسة الحي الشرقي، وكفركلا والحي الجنوبي لبلدة الخيام، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في اجواء منطقة النبطية على علو منخفض.
وبعد الظهر، قصفت دبابة ميركافا من المطلة احد المنازل في مدينة الخيام بقذيفتين، مع قصف استهدف تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة وعيترون والطيبة. وسُجّل قصف مدفعي لمنطقة اللبونة – الناقورة. وقبيل السادسة مساء، شنّ الطيران الحربي المعادي غارة جوية عنيفة بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب. تلتها غارات على بلدتي الخيام والطيبة.
وفي الردّ على هذه الاعتداءات، أعلن «الح.زب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت انتشاراً لجنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بالقذائف الصاروخية، وموقع المطلة بمسيّرة انقضاضية وأصابوا دبابة بداخله، وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المدفعية، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كذلك استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا.
وافادت القناة 14 العبرية، عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان تجاه مستوطنة المطلة. هذا ودوّت صفارات الإنذار عدة مرات متتالية في مستعمرات «افن مناحم، ادميت، إيلون، زرعيت، حنيتا، يعرا، عرب العرامشة، شوميرا، شتولا، وعفدون» بالجليل الغربي، خشية تسلّل طائرة مسيّرة.
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
الح.زب ينكفئ عن التصعيد.. ومخاطر مغامرة رفح قد تقلب الحسابات
بكركي تنأى عن توريطها بالانقسامات.. وغادة عون أمام المجلس التأديبي
أطبق الجمود على الوضع الداخلي، وكادت الاتصالات تتراجع من الاطار الوطني- الى إطار «التقوقع»، والبحث عن خيارات خارج «الكل»، في وقت احبطت فيه روسيا الاتحادية والصين الشعبية ما وصفته بالنفاق الأميركي في مجلس الامن، عبر مشروع قرار، لوقف فوري ومؤقت لاطلاق النار، يؤدي حكماً لاستعادة الاسرى والمحتجزين كأولوية، من دون أن يدين اسرائيل، او يلجم سعيها الى معركة تهجير وتدمير في آخر مدن القطاع رفح..
ومع ان مهمة وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بقيت دون المرتجى منها، فإن البيت الابيض ما انفك يتحدث عن تقدم أُحرز، باتجاه هدنة ممكنة تؤدي الى التبادل، وادخال المساعدات، وسط اصرار بنيامين نتنياهو على استكمال تعطشه للدم والقتل على نطاق قد يمتد الى الاشهر القليلة المقبلة، تحت مزاعم لا معنى لها.. ولا امكانية لان تحقق على أرض الواقع..
شكوى ضد التشوُّش الإسرائيلي على الملاحة الجوية
وفي سياق السعي لكبح جماح الاعتداءات الاسرائيلية، اعلنت الخارجية ان لبنان سيقدم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي بشأن «اعتداءات اسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك منذ بدء الحرب على غزة، استناداً الى توثيق الخروقات والانتهاكات».
وتطرق الرئيس نجيب ميقاتي من طرابلس الى الوضع الجنوبي، فكشف ان الاتصالات الدبلوماسية مستمرة دولياً وعربياً لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، والنتائج ايجابية، من دون اغفال انه لا يجوز الرهان على اي «موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي».
ولفت ميقاتي أمام زواره في طرابلس امس، الى «إن الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الامكانات المتاحة. وعلى خطٍ موازٍ فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسيا ودوليا ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
وحول الوضع الجنوبي، اعتبر نائب الامين العام للح.زب الشيخ نعيم قاسم ان الاسرائيلي لا يملك ادوات الضغط على الح.زب، ولا يستطيع ان ينتظر، لاننا على جهوزية.. ولا نهدد بالمواجهة، انما قمنا بها بالحدود التي اقتنعنا بها، وحاضرون للمزيد اذا اعتدت (اي اسرائيل) اكثر، ونترك للواقع الميداني يحدد المطلوب».
ومع انصراف ممثلي الصف الثاني من التيارات والاحزاب المسيحية الى لملمة التباين او الخلاف حول ما يسمى بـ «وثيقة بكركي» التي اعدها المطران انطون ابي نجم، والتي يُنظر اليها كأنها خارطة تجمع المسيحيين أولا باتجاه الآخرين، فإن الح.زب، على لسان قاسم اعلن عن «اننا حاضرون للحوار والتشاور» وفقا لما وصفه «بالآليات الصحيحة والمناسبة للوصول الى نتيجة»، ناصحاً «بعدم افتعال قضايا ليس وقتها الآن، فالوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية».
وتحدثت مصادر سياسية عن بروز صعوبات، بعد اجتماع ممثلي الاحزاب من التيارات المسيحية في بكركي، وتخوفت من انقسامات جديدة، تؤثر سلبا على جهود التوافق الرئاسي.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تدخل بكركي في الملف الرئاسي مرة جديدة نابع من الحرص على أهمية إتمام هذا الأستحقاق من دون أي مسعى للإلتفاف على العملية الدستورية التي تعد الإجراء المناسب لهذا الاستحقاق، وأشارت إلى أن المبدأ الذي انطلق منه إيجابي ، ويخدم الهدف من دون فرض توجه معين، ولذلك فإن انتقاده من قبل بعض القوى ليس في مكانه، ولاحظت أن ما بعد هذا الاجتماع، تنصرف القوى المسيحية إلى التقييم ووضع برنامج من أجل حراكها المقبل.
ولفتت المصادر إلى أن الاستحقاق الرئاسي دخل فصلا جديدا من المراوحة وأي تطور جديد له مستبعد في القريب المنظور لاسيما أن المبادرات كلها علقت وبعضها بات في حكم المنتهي.
وخرجت بكركي عن صمتها، رافضة تورطها في الانقسامات الداخلية، وأشار المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان أبي نجم في بيان الى «ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية أبينا غبطة البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية، من هُنا يهمُّنا التأكيد على ما يلي:- إنَّ المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. -إنَّ المُبادرة المُشار إليها أعلاه بدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان. – نأسَف لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها، ونأملُ من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة. – بقدر الحرص على حريَّة الإعلام، فإنَّنا نهيبُ بكُلّ وسائِلها مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان».وختم البيان: « يهمّنا التأكيد على أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».
غادة عون تطلب رد عبود
قضائياً، مثلت القاضية غادة عون امام الهيئة العليا للتأديب في قصر العدل، بعد استئناف قرار صرفها الذي صدر عن المجلس التأديبي للقضاة.
وفاجأت عون الجلسة بتقديمها دعوى رد بحق رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي سهيل عبود، باعتباره انه ابدى رأياً مسبقاً بقضيتها، وألمح في احد تصريحات الى امكانية طردها من السلك القضائي.
وهذا الطلب تنظر به الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وعينت الهيئة العليا جلسة ثانية للنظر في الاستئناف في 4 نيسان المقبل.
وتتألّف الهيئة العليا للتأديب من أعضاء مجلس القضاء الأعلى ويترأسها القاضي عبود، إضافة إلى عضوية القضاة عفيف الحكيم وحبيب مزهر وميراي حداد وداني شبلي، والهيئة تصدر حكماً نهائيّاً بعد انتهاء جلسات الاستماع الى القاضي.
وكان المدخل الخارجي للعدلية شهد تجمّعاً لعدد من مناصريها، اضافة الى «مجموعة كاليبر القضاء الحر» و«جمعية أموالنا»، الذين اكدوا في بيان ان «محاولة جديدة لتكبيل المدعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون بعدما توصلت بتحقيقاتها مع المصارف لمعرفة الكثير من الحسابات المشبوهة، التي حولت الأموال الى خارج لبنان، وتسببت بتبخر الودائع وإفقار الناس.
الوضع الميداني
على الرغم من الإنكفاء صباحاً، بسبب الامطار والعواصف، فإن السخونة عادت الى الأجواء، مع فشل صدور قرار عن مجلس الامن يضع حداً للعدوان المتمادي على غزة.
وليلاً، شنت دولة الاحتلال غارة على بلدة الخيام، سبقتها غارة على بلدة عيتا الشعب، وكذلك على بلدة الطيبة.
كما قصف جيش الاحتلال بالمدفعية من عيار 155 بلدة عيترون (30 قذيفة) وفي الوقت نفسه، طاول القصف بلدة حولا، وألقى الجيش الاسرائيلي قنابل مضيئة في اجواء عدد من البلدات وهي: الخيام، عيترون، الوزاني، الماري، وبلدة العباسية الحدودية.
وأعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع جل العلام بالاسلحة المدفعية.
وحسب بيانات المقاومة، انقضت مسيَّرة على موقع المطلة، وأصابت دبابة ميركافا في داخله، اصابة حارقة، كما استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
روسيا والصين استعملتا الفيتو واوقفتا مشروع القرار الأميركي
ورقة بكركي في طور بدايتها والاغلبية المسيحية توافق عليها
«8 آذار» لـ «الديار»: الموضوع الرئاسي هو الحاكم على تفكير المعارضة – نور نعمة
استخدمت كل من روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع قرار اميركي في مجلس الامن بشأن حرب غزة لاعتبارهما ان هذا القرار الاميركي ملتبس وغامض فضلا انه غير عادل بما انه يعطي «اسرائيل» اليد العليا لتحقيق ما تريده في قطاع غزة ومن ضمنها شن عملية عسكرية في رفح. والقرار الاميركي بشأن حرب غزة هو مشروع محاولة التفافية على قرار الضمير الانساني بوقف العدوان على الفلسطينيين في القطاع حيث يلجأ الاميركيون الى اسلوب الخداع الامر الذي اصبحنا نألفه في منطقتنا.
هكذا احبطت موسكو وبكين قرارا اميركيا يسوده الكثير من النفاق السياسي والانحياز الاعمى للدولة العبرية واستهتار مطلق بحقوق الفلسطينيين المدنيين.
وفي السياق ذاته، يأتي الفيتو الصيني والروسي في اطار الصراع الدولي الحاصل بين الصين واميركا وبين الاخيرة وروسيا. ذلك ان الفيتو الروسي والصيني ليس فقط مرتبطا بحرب غزة فساحة الصراع بين بكين وموسكو وواشنطن واسعة فيوما تكون في اوكرانيا ،ويوما في غزة ويوما في افريقيا وتنعكس مظاهره في مجلس الامن الدولي.
وتجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة الاميركية كانت قد عطلت مشروع قرار للجزائر في مجلس الامن يهدف الى وقف اطلاق نار شامل وايصال المساعدات لغزة بينما اليوم قدمت اميركا مشروع قرار يعطي مشروعية لجرائم «اسرائيل» بحق الفلسطينيين ومن الطبيعي ان يعطل الصيني والروسي القرار الاميركي.
اما من جهة حكومة الحرب «الاسرائيلية» بقيادة بنيامين نتنياهو، فقد رأى مصدر سياسي مطلع ان الدولة العبرية خفضت عن سابق تصور وتصميم العمليات العسكرية في شهر رمضان ليس حرصا على حياة الفلسطينيين ولكن لادراكها ان العالم الاسلامي حاليا في حالة غليان وكل المشاعر تتجه نحو المسجد الاقصى والقدس ولذلك ترى ان الوقت غير مناسب للتصعيد العسكري في غزة بالرغم من التهويل الذي سبق شهر رمضان بان الجيش «الاسرائيلي» سيدخل رفح انما كان ذلك محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات في المفاوضات في القاهرة.
وتابع هذا المصدر ان اليوم كل المحاولات التي حصلت في مصر او في قطر للتوصل الى هدنة في غزة فشلت وهذا يؤكد ان الفريق الحاكم في «اسرائيل» يريد مواصلة الحرب وارتكاب الجرائم والابادة بحق الشعب الفلسطيني وبالتالي لفت الى ان جبهة الجنوب ستظل مساندة لغزة طالما ان العدوان الاسرائيلي على القطاع لم يتوقف.
اوساط فريق الممانعة للديار: الموضوع الرئاسي هو الحاكم على تفكير المسيحيين متجاهلين الاخطار المحدقة بالوطن
اعتبرت اوساط تابعة لفريق الممانعة ان الموضوع الرئاسي هو الحاكم على نمط التفكير عند المسيحيين واي مخطط اقليمي خبيث وان كان مخططا اسرائيليا هو غير حاضر بالنسبة لهم لان الاولوية لهم هي انتخاب رئيس للجمهورية. واضافت هذه الاوساط انه في هذا الوقت العصيب لا يجب ان يتحول الداخل اللبناني الى بيئة تطعن الح.زب في وقت تحتاج المقاومة الى ادراك اللبنانيين خطورة الوضع في المنطقة وما تحيكه «اسرائيل» من مخططات عدوانية تجاه لبنان وشعبه.
وفي اطار علاقة الح.زب والتيار الوطني الحر، رأت هذه الاوساط التابعة لفريق الممانعة ان لجوء النائب جبران باسيل الى التفلت من الشروط والقيود الموضوعة في اتفاق مار مخائيل ينبع من اعتقاده ان الح.زب منشغل بالجبهة الجنوبية وغير أبه للجبهة الداخلية وهذا امر غير صحيح. بيد ان المقاومة تعتبر ان انتخاب رئيس يتطلب حوارا لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء وان البلاد يجب ان يديرها رئيس يلقى قبولا عند كل الاطراف وله حيثية شعبية. لكن كل الاطراف الاخرى رفضت دعوة الرئيس نبيه بري للحوار لاعتبارات عدة.
وعن تمسك الح.زب بالمرشح سليمان فرنجية، فقد اوضحت هذه الاوساط ان المقاومة ترى في فرنجية شخصا له حيثية دولية وشعبية داخلية فضلا عن علاقاته مع الدول العربية اما المرشحون الاخرون فيتم انزالهم بالمظلة على اللبنانيين وبين ليلة وضحاها وعليه تسعى احزاب معينة الى تسويقهم على انهم المرشحون المناسبون لرئاسة الجمهورية.
ورقة بكركي: ما اهدافها ؟
على صعيد اخر، تبذل الكنيسة المارونية وبطلب من الفاتيكان كل الجهود لايجاد مساحة مشتركة بين المسيحيين اولا وبين المسيحيين والمسلمين ثانيا نظرا لتعدد الازمات اللبنانية وتكاثر الخلافات بين القيمين على البلد في حين تتقلص بوادر الحلول في بلد يعاني ازمة وجودية وكيانية واقتصادية واجتماعية.
ولذلك قررت بكركي ان تجمع نوابا وشخصيات يمثلون احزابهم المسيحية لايجاد مساحة مشتركة بينهم اولا ولتقريب وجهات النظر بين المسيحيين والمسلمين ثانيا. والحال ان بكركي لن تقف متفرجة على تدهور الامور في لبنان دون ان تقوم بأي مبادرة وطنية تخفف من وجع وألم هذا الوطن وشعبه الذي يعاني الامرين. وهذه الورقة التي ظهرت اولى عناوينها والتي تحتاج الى المزيد من العمل والتفاوض، مفادها وضع خطوات عملية من شأنها ان تسهل انتخاب رئيس للجمهورية وفي الوقت ذاته لتكون جرس انذار للجميع بضرورة احترام الدستور والشراكة الفعلية بين اركان الحكم اللبناني الى جانب التاكيد على ثوابت وطنية تكون حجر الاساس في ادارة الدولة.
وعليه، حصل اللقاء الثاني اول من امس في حضور غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة بولس مطر، بولس الصيّاح، وانطوان أبي نجم مع النائب جورج عطالله عن التيار الوطني الحر والمستشار أنطوان قسطنطين ، النائب فادي كرم عن ح.زب القوّات اللبنانية، مستشار ح.زب الكتائب ساسين ساسين المحامي حبيب شارل مالك عن مشروع وطن الإنسان (النائب نعمة افرام)، المحامي إدوار طيّون عن «حركة الاستقلال» (التي يرأسها النائب ميشال معوّض)، الأمين العام لح.زب الوطنيين الاحرار فرانسوا زعتر.
الاغلبية المسيحية متفقة على مرشح رئاسي ووثيقة بكركي وطنية سياسية
الى ذلك، قالت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان اللجنة الخماسية قامت بما قامت به واصطدمت بالاشكالية ذاتها التي واجهها تكتل الاعتدال وهي عدم انعقاد مجلس النواب لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس. وتعقيبا على ذلك، رفضت هذه الاوساط المعلومات التي تقول ان اللجنة الخماسية جمدت عملها في انتظار الموقف الذي سيتوصل اليه المسيحيون في بكركي حيث اوضحت ان الاغلبية المسيحية متفقة على المرشح جهاد ازعور وهي تريد انتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن. وهذا يؤكد ان المشكلة ليست مسيحية في حين ان وثيقة بكركي هي وثيقة وطنية سياسية لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية. واضافت الاوساط السياسية ان ما تنتظره اللجنة الخماسية وتكتل الاعتدال ان يأخذ فريق الممانعة موقفا يتسم بالليونة حول الملف الرئاسي.
القوات اللبنانية: ورقة بكركي تسعى لتثبيت احترام الدستور والشراكة الفعلية وحماية لبنان من الصراعات حوله
من جانبها، قالت مصادر في القوات اللبنانية للديار ان اجتماعات انعقدت بمبادرة من الكنيسة المارونية في محاولة لاعداد ورقة سياسية وطنية في ظل التخبط السياسي الذي يعيشه لبنان. وشددت المصادر القواتية على التمييز بين مسألتين اساسيتين وهما رفض القوات لحصول لقاء القيادات الاربع في بكركي ورفضها اللقاء لـ 64 نائبا في بكركي ايضا. في المقابل، تجاوبت القوات اللبنانية مع مبادرة روحية للنواب المسيحيين حصلت السنة الماضية في مثل هذه الايام حيث ان الجهود المبذولة من بكركي للوصول الى ورقة سياسية بطابع وطني هو امر مرغوب وفقا لمصادر القواتية . وتابعت هذه المصادر ان هذه الورقة السياسية التي ترعاها بكركي تسعى الى ان تكون ورقة مشتركة تشمل تطلعات المسيحيين والمسلمين وان كانت تخرج من منبر مسيحي.
وطبعا لبكركي ثوابت لا تفاوض عليها وهي تقوم بهذه الجهود لضرورة احترام الدستور والشراكة الفعلية الى جانب حماية لبنان من الصراعات الحاصلة في المنطقة فضلا عن حل مشكلة النازحين السوريين وهنا القوات اللبنانية حتما تؤيد مساعي بكركي في هذا المجال.
مصادر مقربة من الوطني الحر للديار: الاهم بين كل المسائل هو انهاء الشغور الرئاسي
من جهتها، رأت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان وثيقة بكركي وما تلحظه من بند ينص على حصر السلاح بيد الجيش لا يتعارض مع مضمون اتفاق مار مخائيل حول مسألة السلاح. ولفتت الى ان اتفاق مار مخائيل يتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية وتقوية الجيش اللبناني مشيرا في الوقت ذاته الى ان موضوع السلاح لا يحل بين ليلة وضحاها خلافا لما يعقتده كثيرون متساءلة اذا كان الغرب سيعطي الجيش اللبناني سلاحا نوعيا ومتطورا كالسلاح الذي بحوزة الح.زب.
وتابعت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان نائب امين عام الح.زب الشيخ نعيم قاسم قال ان اتفاق مار مخائيل معلق حاليا كما استندت على كلام رئيس الوطني الحر جبران باسيل الذي اعتبر ان اتفاق مار مخائيل هو لدعم المقاومة في دفاعها عن لبنان وليس عن غزة الى جانب انزعاجه من دعم «الح.زب» لما تقوم به حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي في ظل غياب رئيس للجمهورية.
وحول ما قاله الشيخ نعيم قاسم ان «مرشحنا قادر على ادارة البلد بشكل موحد»، اعتبرت هذه المصادر ان كل فريق يرى مرشحه هو الافضل في حين ان التيار الوطني الحر لا يرى ان رئيس تيار المردة قادر على حكم لبنان بطريقة موحدة ومشيرا الى ان مرشح الوطني الحر حتى اللحظة هو الوزير السابق جهاد ازعور.
اما الاهم بالنسبة للتيار الوطني الحر، فقدت اكدت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر هو انهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
اوساط في المعارضة لـ «الديار»: مرشحنا جهاد ازعور هو مرشح ضمن الخيار الثالث
بدورها، رات اوساط في المعارضة ان قول الشيخ نعيم قاسم ان مرشحهم الوزير السابق سليمان فرنجية قادرعلى جمع البلد بينما المرشحون للرئاسة الاخرون هم عاجزون عن تحقيق ذلك، هو كلام لا يعكس واقع الحال. ومع كامل الاحترام للوزير سليمان فرنجية لفتت اوساط العارضة الى الانقسام السياسي العميق بين خط الثنائي الشيعي وبين خط المعارضة منذ عام 2005 حتى اليوم ولذلك من الصعب ان يوفق مرشح الثنائي الشيعي بين اللبنانيين؟
وفي الاطار ذاته، قالت هذه الاوساط ان المعارضة تخلت عن مرشحها النائب ميشال معوض من اجل ان تذهب الى مرشح تقاطع وهو المرشح جهاد ازعور التي تعتبره مرشحا ضمن «الخيار الثالث».
واضافت انه طالما ان المعارضة او الممانعة غير قادرتين على ايصال مرشحهما الى قصر بعبدا،ولذلك تقول اللجنة الخماسية ومبادرة الاعتدال الرئاسية انه يجب الذهاب الى الخيار الثالث. وعليه كشفت اوساط في المعارضة انها لن تتخلى عن المرشح جهاد ازعور الا في حالة واحدة وهي اذا تخلى فريق الممانعة عن المرشح سليمان فرنجية وهنا تبدأ المشاورات حول الاسماء القادرة ضمن الخيار الثالث على ان تكون في سدة رئاسة الجمهورية.
**********************
افتتاحية صحيفة الشرق
فيتو روسي – صيني يسقط القرار الأميركي ونتانياهو يتحدّى بايدن
فشل مجلس الأمن الدولي في جلسة مفتوحة صباح الجمعة (بتوقيت نيويورك) باعتماد مشروع القرار الأميركي المتعلق بالحرب على غزة التي دخلت يومها السابع والستين بعد المئة، حيث صوتت 12 دولة لصالح القرار وثلاث دول ضد مشروع القرار هي روسيا والصين والجزائر وصوتت غوايانا بـ”امتناع”.
وقد تحدثت السفيرة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، قبل التصويت لتحض جميع أعضاء المجلس للتصويت الإيجابي على مشروع القرار لأنه، كما قالت، “متوازن وقوي ويربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن، وإزالة كل العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية للسكان على وشك المجاعة في شمال غزة”.
السفير الروسي فيتالي نيبينزيا هاجم مشروع القرار الذي أكد أنه لا يدعو مباشرة إلى وقف إطلاق النار ويتجنب كلمة “يطالب”. ولا ينتقد مشروع القرار الجرائم الإسرائيلية بل يعطي ضوءا أخضر لإسرائيل بالقيام بعملية عسكرية في رفح.
وطالب السفير ألا يعتمد مشروع القرار بالغالبية ومن يصوت لصالح مشروع القرار يرتكب عارا. هذا لن يغير شيئا على الأرض. مجلس الأمن يجب ألا يكون آلة في يد الولايات المتحدة لتمرير سياستها في الشرق الأوسط. إن اعتماد هذا المشروع سيؤدي إلى تدمير غزة”. ودعا نيبنزيا إلى عدم التصويت على مشروع القرار وقال إن هناك “مشروع قرار آخر صاغته الدول العشر غير الدائمة في مجلس الأمن وهو أفضل من هذا بكثير”.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
هجوم إرهابي يقتل العشرات في موسكو… بعد تحذير السفارة الأميركية لرعاياها
موسكو وبكين والجزائر: مشروع القرار الأميركي رخصة للقتل باسم وقف النار
بلينكن ونتنياهو يتقاسمان الأدوار حول رفح بصيغة رابح رابح… والتبييض المتبادل
هزّ العاصمة الروسية موسكو هجوم إرهابي نفذه عدد من المسلحين الملثمين في مجمع ومسرح كروكس سيتي هول. هاجم خلاله المسلحون بفتح النار عشوائياً على المشاركين في حفل موسيقي، فقتلوا العشرات واصابوا المئات. وقال الأمن الفيدرالي الروسي إن الحصيلة الأولية هي 40 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، تبين لاحقاً ان السفارة الأميركية في موسكو كانت قد حذرت رعاياها من خطر حوادث أمنية خلال أيام طالبة منهم عدم ارتياد الأماكن العامة، خصوصاً الحفلات الموسيقية، ولاحقاً أيضاً أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية، التي تربط المصادر الروسية المتابعة بينها وبين الفوز الرئاسي المميز والسلس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات وسط مشاركة شعبية احتفالية، كتعبير عن الثقة بالرئيس الذي نجح في إحباط خطة إسقاط روسيا مالياً عبر حزمة العقوبات الغربية القاتلة، ونجح باحتواء الحرب التي يشنها حلف الناتو على روسيا بالاختباء وراء أوكرانيا. وتقول المصادر إن نوعية الهجوم تضعه بين جماعات النازية الأوكرانية وجماعات التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي تتخذ من شمال غرب سورية مقار لها تحت الرعاية التركية، وقالت المصادر إن واشنطن هي من يمكن النظر إليه كمتهم أول، وإن الجهات المنفذة المحتملة سوف تلقى عقابا سريعاً مناسباً، بالتوازي مع تعزيز إجراءات الأمن الوقائي.
في تطورات حرب غزة، انتهى اجتماع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومجلس حرب الكيان، بتأكيد بلينكن على خطورة الذهاب إلى معركة رفح لما سوف تسببه من مجازر بحق المدنيين. بينما أكد نتنياهو انه يفضل الذهاب للمعركة بدعم واشنطن، لكنه إذا لم يحصل على هذا الدعم فسوف يخوضها منفرداً. وفي واشنطن دعا الناطق بلسان الأمن القومي الى عدم استباق ما سوف يحدث في الاجتماعات التي سوف تشهدها واشنطن بين الخبراء العسكريين الأميركيين والإسرائيليين لمناقشة معركة رفح والبدائل، لكن مصادر فلسطينية متابعة للشؤون الأميركية الإسرائيلية قالت إن إدارة الرئيس جو بايدن نجحت بشراء صورة المعترض على الجرائم الإسرائيلية وامتلاك حجة تقدّمها للرأي العام الأميركي الغاضب تقول إنها تضغط على حكومة نتنياهو ولا تشاركها المواقف وتحذرها من ارتكاب المزيد من الجرائم، بينما اشترى نتنياهو من الضغط الأميركي عذراً لتأجيل معركة سوف يحرجه خوضها وعدم إنهاء المقاومة بعدها، وتقديم نفسه للرأي العام في الكيان كـ «بطل وطني» يتصدى للضغوط الأميركية لكنه لا يقطع مع واشنطن كحليف ويؤجل المعركة طلباً للتفاهم، وهذه صيغة رابح رابح للطرفين وتبادل عملية تبييض كل طرف لصورة الآخر أمام جمهوره.
في نيويورك خاضت موسكو وبكين والجزائر معركة إسقاط مشروع القرار الأميركي لربط وقف النار بتبادل الأسرى، وهو ما وصفه المندوب الصيني برخصة مفتوحة للمزيد من القتل، بينما قال المندوب الروسي إن المشروع الأميركي استفاقة متأخرة دون المستوى، تريد ألف شيء إلا وقف النار، وقال المندوب الجزائري إن ربط وقف النار بملف الأسرى يعني براءة ذمة للاحتلال لعدم وقف النار لأن التعقيدات التي تحيط بملف الأسرى لم يتم حلها، وهو دعم تفاوضي للاحتلال في ملف التبادل عبر هذا الربط، وفي التصويت سقط المشروع بالفيتو الروسي الصيني.
وفيما أعطت مداولات ونتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة انطباعاً واضحاً على تعثّر التوصل الى اتفاق هدنة وبالتالي إطالة أمد الحرب الى ما بعد عيد الفطر بالحد الأدنى، وفق ما تشير مصادر متابعة لمفاوضات الدوحة، يبدو أن جبهة الجنوب على اشتعالها لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة. ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» إلى أن لبنان لن يقبل أيّ مقترح لا يراعي الحقوق اللبنانية وانسحاب «إسرائيل» من كامل الأراضي اللبنانية ولا يمكن الاتفاق على أي ترتيبات تشكل ضمانات أمنية لـ»إسرائيل» قبل ضمان المطالب اللبنانية ووقف الحرب على غزة.
وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التأكيد من طرابلس «أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً الى «أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة يقدمها العدو الإسرائيلي».
وقال رئيس الحكومة أمام زواره في طرابلس: «إن الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الإسرائيلي، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط مواز فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي ديبلوماسياً ودولياً ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
وأوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بناء على اقتراح وزارة الأشغال العامة والنقل وطلب مجلس الوزراء، إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، «تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي حول اعتداءات «إسرائيل» على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، منذ بدء الحرب على غزة».
ميدانياً، واصلت المقاومة في لبنان قصف مواقع وتجمّعات العدو في شمال فلسطين المحتلة، وأعلنت في سلسلة بيانات، استهداف انتشار لجنود العدو في محيط ثكنة «زرعيت» وفي محيط موقع «جل العلام»، ومهاجمة موقع «المطلة» بمُسيَّرة انقضاضيَّة وإصابة دبابة بداخله إصابةً مباشرة، واستهداف موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
في المقابل واصل العدو اعتداءاته على قرى الجنوب، وقصف عيتا الشعب ووادي السلوقي، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في أجواء منطقة النبطية على مستوى منخفض كما فوق حاصبيا والعرقوب. ونفذ طيران الاحتلال عدواناً جوياً، حيث شن غارة مستهدفاً منزلاً في بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو – أرض، ودمّره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية في المطلة أحد المنازل في مدينة الخيام بقذيفتين، كما تعرّضت تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة لقصف معاد.
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال خطبة صلاة الجمعة، «في قناعتنا إذا أردنا أن نجري تقييماً بعد 6 أشهر من المساندة، المساندة التي قمنا بها بمعادلة الإشغال للعدو الإسرائيلي حقَّقت كل الممكن وكل المطلوب من هذه المواجهة من جبهة الجنوب. بعض الناس يريدوننا أن نقوم بالمزيد من المواجهة، ولكن برأينا هذا القدر كافٍ ويحقق الهدف. وأيضاً بعض الناس يدعوننا أن لا نقوم بالمواجهة مطلقاً، جوابنا بأنَّ هذا لا ينسجم مع المساندة التي يجب أن تكون وهي واجبة».
واضاف قاسم: «استطعنا أن نحقق هدفاً وهو منع الإسرائيلي من إيذاء المدنيين على قاعدة أنَّ الرد على استهداف المدنيين هو قائمٌ دائماً وبشكل مباشر من قبل المقاومة الإسلامية كمعادلة استطعنا أن نرسخها، وإذا أراد العدو أن يقاتل فليقاتل المقاتلين، أمَّا الاعتداء على المدنيين فسيكون الردّ على المدنيين حتماً».
وأشار قاسم الى أنه «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى حزب الله لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية واتخذنا قرارنا ونحن مقتنعون أنه قرار سليم. نحن لا نهدد بالمواجهة إنما قمنا بها بالحدود التي اقتنعنا بها، وحاضرون للمزيد إذا اعتدت أكثر ونترك المجال للواقع الميداني ليحدد المطلوب وكيفية العمل في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي».
وسأل قاسم البعض في لبنان: «هل أصبحت الأولوية في لبنان طعن المقاومة في ظهرها بدل أن تكون الأولوية في انتخاب الرئيس؟ هل أصبحت الأولوية تكرار الإشارات السلبية والمواقف السلبية التي تحاول أن تتماهى مع المواقف الأميركية بدل الاهتمام بما يجمع اللبنانيين ويقرّر بينهم؟ نحن بالنسبة إلينا كحزب الله في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس، يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأؤلئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟! أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحد، مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة. وأنصح من يغردون خارج السرب أن يرحموا عباد الله وأن يرحموا هذا البلد ولا تفتعلوا قضايا ليس وقتها الآن، الوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية».
وغداة اجتماع القوى السياسية المسيحية في بكركي، أشار المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم في بيان الى أن «المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة، وبدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ انحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان»، وأعرب البيان عن الأسَف «لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها، ونأملُ من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للانخِراط فيها مستقبلًا، إلى الالتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة». وأوضح أن «البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، التزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».
ولفتت أوساط مسيحية لـ»البناء» الى أننا مع كل مبادرة تهدف لتوحيد الموقف المسيحي لا سيما من البطريركية المارونية الصرح المسيحي والوطني الذي يجمع تحت مظلته كل المسيحيين واللبنانيين، لكن أي مبادرة يجب ان تراعي البعد الوطني والتوافق بين اللبنانيين على الاستحقاقات الاساسية. وعلى أي جهود او مبادرة ان لا تهدف لقطع الطريق على مرشح أو تهدف لإقصاء فريق سياسي.
ولفتت مصادر نيابية لـ «البناء» أن المبادرة تهدف الى حشد توافق مسيحي لقطع الطريق على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكتب عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله على منصة «إكس»: «تصريح يتردد من أشهر عدة، وعلى لسان العديد من السياسيين وقادة الرأي! إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية! بصراحة، وبعد طول تفكير وتدقيق، ومع معرفتي بعمق أزمتنا السياسية، لم أفهم كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ وما الهدف؟ في الدستور، لبنان وطن نهائي! ولكن يبدو لهؤلاء ربما رأي آخر».
وعلى مسافة شهرين من نهاية الولاية المددة للمجالس البلدية والاختيارية، لم يحدد مصير الانتخابات حتى الساعة في ظل توجّه نحو تمديدٍ ثانٍ بسبب تعذر إجراء الانتخابات في ظل الظروف الحالية لا سيما الأمنية والإنسانية في الجنوب. لا سيما أن المهلة القانونية والدستورية بدأت تضيق مع اقتراب شهر أيار موعد نهاية الولاية المددة للمجالس البلدية والاختيارية من قبل مجلس النواب لمدة سنة. ويُفترض أن تتمّ الدعوة لاجتماع الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية والاختيارية قبل شهر من تاريخ انعقاد الهيئات الناخبة، عملًا بقانون الانتخابات الصادر في المرسوم رقم 118/77.
وعلمت «البناء» من مصادر رسمية معنية بالملف أن مصير الانتخابات ينتظر مجلس الوزراء ومجلس النواب والقوى السياسية والأمر ليس بيد وزير الداخلية والبلديات ولا يستطيع البدء بالإجراءات القانونية والإدارية واللوجستية لإجراء الانتخابات قبل البتّ بالأمر في مجلس الوزراء. ولفتت المصادر الى ان «اغلب القوى السياسية لا تريد الانتخابات ولا مصلحة بها، ولا الواقع على الأرض مناسب لذلك لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية والإنسانية على الحدود». إذ لا يمكن إجراء الإنتخابات في أغلب محافظتي الجنوب والنبطية، ما يرجح تأجيل الانتخابات لسنة إضافية.
على صعيد آخر اعتبر مفوض دعم أسلوب الحياة في الاتحاد الأوروبي مارجريتيس شيناس، أنّ التكتل يمكنه التوصل إلى اتفاق مع لبنان لوقف وصول «المهاجرين»، فيما اشتكت قبرص من تزايد أعداد الوافدين من الشرق الأوسط.
وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقات مع عدد من البلدان لمساعدتها في التعامل مع أعباء الهجرة المتزايدة ومنع انتشارها في نهاية المطاف إلى الدول الأعضاء السبع والعشرين في التكتل.
نسخ الرابط :