زهراء قصير
النار المشتعلة في قلوب أهالي الأسرى، تحوّلت إلى نار حقيقية اشتعلت في شوارع تل أبيب وتحديداً أمام مبنى مقر وزارة الدفاع (الكرياه)، وهدّدوا بإحراق "الدولة" إن لزم الأمر، وآلاف المتظاهرين في عدد من مدن الكيان يطالبون برحيل نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة. هذه الاضطرابات منعكسة على الأجواء السياسية، حيث تتصاعد الخلافات بين نتنياهو ووزراء حكومته، وآخرهم عضو الكابينت جدعون ساعر الذي هدد بعد لقائه نتنياهو بالانسحاب من الحكومة إذا لم ينضم لمجلس وزراء الحرب، واعتبر أن "الحرب لا تسير في الاتجاه الصحيح ودخلت مرحلة التباطؤ"، في ظل انعدام "خطة واضحة لتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية ولا سيطرة على إدخال المساعدات"، مضيفاً أن الكيان يبتعد عن "تحقيق النصر يوماً بعد آخر". النصر الذي تختلف ماهيته في الكيان بين الأوساط السياسية والعسكرية، ففي مقال لافت للمؤرخ الإسرائيلي، يوفال نوح هراري شرح فيه موقع العدو من النصر مبدياً تخوّفه على مستقبل الكيان، وقال هراري" النصر في غزة ليس لمن يقتل أكثر، أو يأخذ المزيد من الأسرى، أو يدمّر المزيد من المنازل، أو يحتل المزيد من الأراضي، بل لمن يقترب من تحقيق أهدافه السياسية.. الأهداف السياسية لحركة حماس واضحة تماماً، وقد تحقّق بعضها بالفعل، ولا يزال الوقت في صالحها لتحقيق المزيد، بينما أهداف "إسرائيل" غامضة أو غير موجودة، لافتاً إلى أن عدم تحديدها يعرّض "إسرائيل" لخسارة الحرب ولو كسبت جميع المعارك على الأرض، مؤكداً أنه حتى لو نجحت إسرائيل بنزع سلاح حماس، فهذا إنجاز عسكري وليس هدفاً سياسياً. وجزم هراري أنّ حماس حققت أكثر مما كانت تأمل، حين نجحت في إعادة تأكيد العداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبينهم وبين العرب، ودمرت أي فرصة للتطبيع في المستقبل بين الطرفين، وزرعت كراهية "إسرائيل" في أذهان مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. وسخر هراري من شعار "إعادة الأسرى" كهدفٍ معلنٍ للحرب، معتبراً أنه لم يعد يقنع أحداً حتى عائلات الأسرى. إلى ذلك فقد اتهم وزراء في الكابينت الأمني والسياسي نتنياهو بالمماطلة بشأن صفقة التبادل، وعلى الرغم من رده السلبي بشأن ما طرحته حركة حماس مؤخراً ونعته شروطها بـ "غير الواقعية"، إلا أن وفداً صهيونياً سيغادر اليوم إلى الدوحة لاستكمال المفاوضات في ظل تفاؤل أميركي حذر.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :