افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 15 أيلول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 15 أيلول 2020

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

استعراض قواتي "شبه عسكري" من الأشرفية إلى ميرنا الشالوحي: سقوط حكومة الأمر الواقع

 

 سقطت حكومة الأمر الواقع مع تراجع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب خطوة الى الوراء وعدم تقديمه أي ‏تشكيلة وزارية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس. اشارات عديدة كانت تشي بهذا المسار، وتحذيرات ‏بحتمية الفشل في حال المضي بالتفرد بالتشكيل واستثناء قوى سياسية أساسية. وصلت الأصداء الى فرنسا سواء عبرَ ‏زيارة المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم منتصف الأسبوع الماضي أو الاتصالات التي أجراها كل من حركة أمل ‏وحزب الله مع الفرنسيين من جهة، ومع الرئيس المكلّف تأليف الحكومة و"رئيس الظل" سعد الحريري من جهة ‏أخرى، مروراً بمضمون الاتصال الذي تلقاه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الرئيس ايمانويل ماكرون به. ‏رغم ذلك، أبى مرشدو أديب أن يتلقفوا تلك الاشارات: طبخ نادي رؤساء الحكومات السابقين، سعد الحريري وفؤاد ‏السنيورة ونجيب ميقاتي، السمّ وأكلوه. هكذا وصل أديب البارحة خالي الوفاض الى بعبدا، وبدا عاجزاً عن إكمال ‏مهمته من دون مساعدة. فاستأنف عون المشاورات الحكومية بنفسه مستمهلاً يومين لمحاولة امتصاص الخلافات، ‏وليؤدي الدور الذي كان يفترض أن يقوم به أديب الأسبوع المنصرم. اللافت هنا أن أحداً من شركاء أديب في التأليف، ‏سواء رؤساء الحكومات السابقون أم تيار المستقبل، لم يُخرج اسطوانة "التعدي على الصلاحيات" من جيبه، لا بل ‏عمد "المستقبل" الى ارسال النائب سمير الجسر كممثل له الى المشاورات مع عون‎.‎


ما أوصل الأمور إلى هذه المرحلة هو تيقُّن الفرنسيين من سوء حساباتهم، ولا سيما مع صدّ حزب الله وحركة أمل ‏محاولة "الانقلاب الناعم" بالقفز فوق نتائج الانتخابات وفوق التوافق الضمني المتفق عليه قبيل أسبوعين. أبلغ ‏الثنائي من يعنيهم الأمر باستحالة تسمية أي وزير للطائفة الشيعية من دون المرور بهما، وبأن ذلك "غير خاضع ‏للنقاش". على المقلب الآخر، أوضح باسيل لماكرون خلال مكالمة النصف ساعة، أول من أمس، أن "الوصفة" ‏المعتمدة للتأليف مصيرها الفشل، وليس تجاهل طرفين أساسيين في البلد اضافة الى رئيس الجمهورية سوى مسعى ‏لإشعال الخلافات وتأجيجها. والتيار الوطني الحر، وإن كان يُعلن أنه "غير معني بخوض معارك (الرئيس نبيه) ‏بري بشأن حقيبة المالية أو غيرها"، إلا انه كان متمسكاً في الوقت عينه برفض "عزل أي مكوّن طائفي، مهما ‏كانت الذريعة، لأن في ذلك مخاطر لا تقتصر على المؤسسات الدستورية، بل تتعداها إلى تهديد السلم الأهلي‎".


المشاورات والرسائل السابقة، مجتمعة، أدت إلى تليين الموقف الفرنسي وجعله أكثر براغماتية، ليتكلل بفتح المجال ‏أمام مشاورات اضافية، قد تسهم في تحقيق خرق ما‎.
تراجع أديب لا يتعلق حصراً بالتراجع الفرنسي وتكاتف كل من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر ضد ‏ما يسميه بعض مسؤوليهم "محاولة الانقلاب الفاشل" ومسعى عزلهم لتمرير تشكيلة "من لون واحد" بغلاف ‏‏"اختصاصيين". فتراجع الحريري نفسه كان مؤثراً في هذا السياق، بعدما سمع من الإليزيه ما مفاده أن الحكومة ‏بحاجة ماسة الى تعاون مجلس النواب للقيام بمهمتها. لذلك، فإن اتخاذ قرارات تستفز بري لن يصب في مصلحة ‏مجلس الوزراء المفترض تشكيله، وسيتسبب في نسف المبادرة الفرنسية. وتشير المعلومات في هذا السياق إلى أن ‏عزم أديب بدأ يخفت، وبات بحاجة الى من يتولى رفع معنوياته، وهي المهمة التي سيتولاها ماكرون في الساعات ‏المقبلة، على أن يزور رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية برنار إيمييه بيروت قريباً. وتشير مصادر ‏معنية بالتأليف إلى أن أحد الحلول المقترحة يتمثل في تقديم بري لائحة مؤلفة من عشرة أسماء الى رئيس الحكومة ‏المكلف ليختار منها ثلاثة وزراء كحصة الطائفة الشيعية، على أن يتسلم واحد منهم حقيبة المالية. وبات واضحا أن ‏الثنائي لن يتنازل عمّا يعتبره حقاً في تسمية وزرائه وحقائبهم، ومتمسك بشكل خاص بإبقاء وزارة المالية من ‏ضمن حصته. الا أن مشكلات أديب لا تنتهي هنا. فاثنان من عرابيه، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، باتا يتهمان ‏عرّابه الثالث أي الحريري بمحاولة الاستحواذ على أديب، بواسطة مستشار الحريري المالي نديم المنلا. فالأخير، ‏وفقاً لما يروّجه الرجلان، هو الذي يتولى مهمة "التوزير" والتدقيق في لوائح المرشحين. وغالبية الأسماء تعود ‏لشخصيات تعمل في حقل المال والأعمال والشركات العالمية، وتنضوي ضمن مجموعات ناشطة سياسياً في ‏الحراك، ولا سيما "لايف" و"كلنا إرادة". هاتان المجموعتان خاضعتان للنفوذ الفرنسي، وتتبنيان أفكار ‏‏"الإليزيه" وأجندته، ومعظم أعضائهما تدرجوا في مدارس وجامعات فرنسية وباتوا أخيراً بمثابة وديعة فرنسا في ‏لبنان‎.

القوات تستعرض‎
من جهة أخرى، ردّ حزب القوات اللبنانية على وصف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل له، يوم أول من ‏أمس، بـ"الميليشيا"، بإثبات ميلشيويته. فعقب مشاركة مناصري القوات في إحياء ذكرى اغتيال بشير الجميل، ‏توجه هؤلاء الى مركز التيار في ميرنا الشالوحي مطلقين شعارات تشتم العونيين ورئيس الجمهورية ميشال عون، ‏الأمر الذي استفز مناصري التيار الذين تجمعوا في مواجهة القواتيين وسط حديث عن محاولة اقتحام المركز. ‏فحصل إطلاق نار في الهواء وتدخل الجيش للتفريق بين الطرفين. سبق ذلك انتشار مقاطع فيديو لإحياء القوات ‏ذكرى اغتيال الجميل في منطقة الجميزة، حيث عمد قواتيون الى تنظيم عرض "شبه عسكري". هذا السلوك ليس ‏مستجداً، بل تقوم به معراب منذ 17 تشرين الأول من العام الماضي، إن عبر قطع الطرقات والتعرض للمواطنين ‏أو عبر إعادة رسم خطوط التماس، وصولاً أخيراً الى تنفيذ عراضات ميليشيوية تعيد التذكير بتاريخ القوات زمن ‏الحرب الأهلية. وأتى يوم أمس ليكلل هذه السلوكيات. ووفقاً للبيان الصادر عن قيادة الجيش، فإن إشكالاً "تطوّر ‏بين مناصرين حزبيين إلى إطلاق نار في الهواء على خلفية قيام عدد من مناصري حزب القوات اللبنانية بالتجمّع ‏قرب مركز التيار الوطني الحر في منطقة ميرنا الشالوحي ورشقه بالحجارة وإطلاق الهتافات والشعارات ‏الاستفزازية‎.‎


وعلى الفور تدخّلت وحدة من الجيش وعملت على ضبط الوضع وإعادته إلى طبيعته". بدورها، أصدرت اللجنة ‏المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر بياناً قالت فيه إن القوات اللبنانية مارست "غدر سمير جعجع المعروف، ‏وتوّجه عناصر منها بمسيرة سيّارة باتجاه المقر العام للتيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي سن الفيل، وحاولوا ‏فجأةً اقتحام المقر، فأُجبروا على الانكفاء، وراحوا يعبّرون عن أخلاقياتهم وحقدهم من خلال الاستفزازات وكيل ‏الشتائم بحق فخامة الرئيس العماد ميشال عون وبحق التيار والتياريين، الى أن تجمّع في وجههم عفويّاً مناصرون ‏للتيار هبّوا لحماية مقرّهم". وأشار الى عدم الانجرار"الى محاولة التوتير التي يسعى لها جعجع"، مؤكداً أن ‏‏"زمن إخافة مجتمعنا وترهيبه من قبل قلّة مسلّحة لن يعود بوجود التيار الوطني الحر. وهو يطلب من القوى ‏العسكرية والأمنية تحمّل مسؤوليّاتها ومنع هذه الحالة الشاذة، على أن يحتكم الى القضاء". وفيما فضّ الجيش ‏التجمع، انتقل القواتيون بمسيرتهم السيارة الى قرب غاليري الاتحاد، قبل أن يطلب منهم رئيس الهيئة التنفيذية في ‏القوات مغادرة المكان. وطلب ‏من الأجهزة الأمنية تحديد هوية مطلقي النار من قبل التيار الوطني الحر ‏وإجراء ‏المقتضى القانوني. وبحسب ما نشر موقع القوات، "قام مناصرو القوات في ‏ختام الحفل بمسيرات سيارة ‏ومرّوا عبر أوتوستراد ميرنا الشالوحي الذي هو طريق عام وليس ‏مخصصاً لأحد معين.‏ وعند وصول المسيرة ‏الكبيرة إلى هناك، ‏أُطلقت النيران من مبنى ميرنا الشالوحي باتجاه المسيرة السلمية التي تعبّر عن ‏مناسبة وطنية. ‏عندما حصل إطلاق النار، ترجّل القواتيون من ‏السيارات رافضين هذا التعدي‎".‎
 

 

 

******************************************************

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

الجيش: 4 شهداء وقتل الإرهابيّ التلاوي ‏واعتقال شريكه عبد الرزاق… ‏و"القوميّ" يحيي الجيش سقوط حكومة الأمر الواقع... وعون يدير مشاورات نيابيّة ويلتقي الجسر ‏وحردان وكرامي / ماكرون دخل على خط إنقاذ مبادرته بعدما كادت تسقط... ‏بتحريرها من محاولات الاستقواء

 

 وصل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎إلى‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎في‎ ‎الحادية‎ ‎عشرة‎ ‎قبل‎ ‎ظهر‎ ‎أمس،‎ ‎ولم‎ ‎يقدّم‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون،‎ ‎وخرج‎ ‎ليعلن‎ ‎للصحافيين‎ ‎أنه‎ ‎حضر‎ ‎لمزيد‎ ‎من‎ ‎التشاور،‎ ‎خلافاً‎ ‎لكل‎ ‎التسريبات‎ ‎التي‎ ‎ملأت‎ ‎وسائل‎ ‎الإعلام‎ ‎منذ‎ ‎يومين‎ ‎عن‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سيحمل‎ ‎تشكيلته‎ ‎الجاهزة‎ ‎ويعرضها‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎عارضاً‎ ‎عليه‎ ‎قبولها‎ ‎وتوقيعها،‎ ‎أو‎ ‎قبول‎ ‎اعتذاره‎ ‎عن‎ ‎المهمة،‎ ‎فما‎ ‎عرضه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎كان‎ ‎المأزق‎ ‎الذي‎ ‎دخلته‎ ‎مهمته‎ ‎بفعل‎ ‎غياب‎ ‎التغطية‎ ‎النيابية‎ ‎والسياسية،‎ ‎وإعلان‎ ‎كتل‎ ‎كبرى‎ ‎مقاطعتها‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎بعدما‎ ‎تلقى‎ ‎أديب‎ ‎اتصالاً‎ ‎من‎ ‎السفير‎ ‎برنار‎ ‎أيميه‎ ‎مدير‎ ‎المخابرات‎ ‎الفرنسية،‎ ‎وفقاً‎ ‎لمصادر‎ ‎إعلامية‎ ‎لبنانية‎ ‎مقيمة‎ ‎في‎ ‎باريس‎ ‎وعلى‎ ‎علاقة‎ ‎مميزة‎ ‎بمواقع‎ ‎القرار‎ ‎الفرنسية،‎ ‎وقد‎ ‎تبلغ‎ ‎أديب‎ ‎من‎ ‎ايميه‎ ‎رسالة‎ ‎واضحة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎أمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎له‎ ‎الفشل‎ ‎في‎ ‎مهمته،‎ ‎وأن‎ ‎التشاؤم‎ ‎المحيط‎ ‎بفرض‎ ‎نجاح‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎التي‎ ‎سعى‎ ‎إليها‎ ‎مع‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎ولاقت‎ ‎الدعم‎ ‎الفرنسي‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎قابلاً‎ ‎للتجاهل،‎ ‎وأن‎ ‎الأمر‎ ‎يستدعي‎ ‎الانفتاح‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎لفتح‎ ‎باب‎ ‎التسويات،‎ ‎وكان‎ ‎ماكرون‎ ‎قد‎ ‎أبلغ‎ ‎في‎ ‎اتصال‎ ‎أجراه‎ ‎برئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎رغبته‎ ‎بفتح‎ ‎الطريق‎ ‎للتفاهمات‎ ‎التي‎ ‎تبدّد‎ ‎مناخ‎ ‎التشاؤم‎ ‎الذي‎ ‎خيّم‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎.‎


تلقف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎كرة‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎من‎ ‎يد‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎ومد‎ ‎له‎ ‎يد‎ ‎المساعدة‎ ‎بفتح‎ ‎قنوات‎ ‎الاتصال‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎لخلق‎ ‎مناخ‎ ‎يمهد‎ ‎الطريق‎ ‎للتداول‎ ‎بمخارج‎ ‎تعيد‎ ‎الزخم‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وتفتح‎ ‎الفرص‎ ‎لولادة‎ ‎قريبة‎ ‎للحكومة‎ ‎المنتظرة‎. ‎وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎ان‎ ‎الطريق‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎سالكة‎ ‎أمام‎ ‎استئناف‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وفقاً‎ ‎للقواعد‎ ‎التي‎ ‎انطلقت‎ ‎على‎ ‎اساسها،‎ ‎عبر‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مهمة‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎محاولات‎ ‎استغلال‎ ‎مناسبة‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎لفرض‎ ‎تعديل‎ ‎في‎ ‎بنية‎ ‎النظام‎ ‎السياسي‎ ‎عبر‎ ‎تهميش‎ ‎دور‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومات،‎ ‎ومحاولة‎ ‎فرض‎ ‎صلاحيات‎ ‎مطلقة‎ ‎لرئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎استغلال‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎والموقف‎ ‎الأميركي‎ ‎العدائي‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎للتصرف‎ ‎مع‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎بعقلية‎ ‎انتقامية،‎ ‎واعتبار‎ ‎الحكومة‎ ‎مناسبة‎ ‎لحسم‎ ‎أمر‎ ‎التوقيع‎ ‎الثالث‎ ‎الذي‎ ‎يمثله‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎تسريع‎ ‎التشكيل‎ ‎وفقاً‎ ‎لما‎ ‎جرى‎ ‎في‎ ‎حكومات‎ ‎سابقة‎ ‎وتأجيل‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎المداورة‎ ‎كخيار‎ ‎إصلاحي‎ ‎للمرحلة‎ ‎التي‎ ‎اتفق‎ ‎أنها‎ ‎تلي‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎الإصلاح‎ ‎السياسي‎ ‎سواء‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎المداورة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎النظام‎ ‎الطائفي‎ ‎وما‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تطاله،‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الذهاب‎ ‎إلى‎ ‎الدولة‎ ‎المدنية،‎ ‎كما‎ ‎يتحدث‎ ‎الجميع‎.‎


التشاور‎ ‎الذي‎ ‎بدأه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تمحور‎ ‎حول‎ ‎حجم‎ ‎الحكومة‎ ‎وتمثيلها،‎ ‎وشروط‎ ‎منحها‎ ‎الثقة،‎ ‎ونوعية‎ ‎الوزراء‎ ‎ومبدأ‎ ‎المداورة،‎ ‎وقد‎ ‎شمل‎ ‎ممثل‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎سمير‎ ‎الجسر‎ ‎وتكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎برئيسه‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎والكتلة‎ ‎القومية‎ ‎برئيسها‎ ‎اسعد‎ ‎حردان‎ ‎واللقاء‎ ‎التشاوري‎ ‎ممثلاً‎ ‎بفيصل‎ ‎كرامي‎ ‎والتكتل‎ ‎الوطني‎ ‎المستقل‎ ‎بممثله‎ ‎فريد‎ ‎الخازن‎ ‎وسيلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎ممثلي‎ ‎الكتل‎ ‎الأخرى‎ ‎وفي‎ ‎طليعتها‎ ‎كتلة‎ ‎التحرير‎ ‎والتنمية‎ ‎وكتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة،‎ ‎ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يلتقي‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎ويضعه‎ ‎في‎ ‎نتائج‎ ‎مشاوراته،‎ ‎ليستكملا‎ ‎مناقشة‎ ‎المسار‎ ‎الذي‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تسلكه‎ ‎مساعي‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎.‎


الوضع‎ ‎الأمني‎ ‎الذي‎ ‎حضر‎ ‎ليلاً‎ ‎بإشكال‎ ‎كبير‎ ‎ناتج‎ ‎عن‎ ‎مرور‎ ‎موكب‎ ‎للقوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎من‎ ‎أمام‎ ‎مقر‎ ‎مركزية‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎الدكوانة،‎ ‎وإطلاق‎ ‎الحجارة‎ ‎والشتائم‎ ‎باتجاهه،‎ ‎وتحول‎ ‎المشهد‎ ‎نحو‎ ‎مواجهة‎ ‎بالأيدي‎ ‎وتراشق‎ ‎بالحجارة‎ ‎وإطلاق‎ ‎نار‎ ‎في‎ ‎الهواء،‎ ‎وقد‎ ‎نجح‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎بعد‎ ‎ساعات‎ ‎بتفريق‎ ‎الجموع‎ ‎والسيطرة‎ ‎على‎ ‎الموقف‎.‎


الحدث‎ ‎الأمني‎ ‎الأبرز‎ ‎كان‎ ‎شمالياً،‎ ‎حيث‎ ‎فقد‎ ‎الجيش‎ ‎أربعة‎ ‎من‎ ‎عناصره‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎مع‎ ‎خلية‎ ‎لتنظيم‎ ‎داعش‎ ‎الإرهابي‎ ‎التي‎ ‎ارتكبت‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎اثناء‎ ‎مداهمات‎ ‎لمخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي،‎ ‎انتهت‎ ‎بمقتل‎ ‎الرأس‎ ‎المدبر‎ ‎للخلية‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي‎ ‎واعتقال‎ ‎شريكه‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق،‎ ‎وفيما‎ ‎شيّعت‎ ‎قرى‎ ‎وبلدات‎ ‎عكار‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش،‎ ‎وصدرت‎ ‎مواقف‎ ‎رئاسية‎ ‎وسياسية‎ ‎مساندة‎ ‎للجيش‎ ‎أصدر‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎بياناً‎ ‎حيّا‎ ‎فيه‎ ‎الجيش‎ ‎على‎ ‎تضحياته‎ ‎وإنجازاته‎ ‎مذكراً‎ ‎بشهداء‎ ‎كفتون‎ ‎الذين‎ ‎سقطوا‎ ‎على‎ ‎ايدي‎ ‎الجماعة‎ ‎الإرهابية‎ ‎التي‎ ‎تصدت‎ ‎للجيش‎ ‎وتسببت‎ ‎بسقوط‎ ‎الشهداء‎ ‎أعاد‎ ‎التذكير‎ ‎بمطالبته‎ ‎بإحالة‎ ‎الجريمة‎ ‎إلى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي‎ ‎بعدما‎ ‎صار‎ ‎ثابتاً‎ ‎كونها‎ ‎جريمة‎ ‎على‎ ‎أمن‎ ‎الدولة‎.‎


القوميّ
حيّا‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎أرواح‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎الأربعة‎ ‎الذي‎ ‎استشهدوا‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎المجموعات‎ ‎الإرهابيّة‎ ‎التي‎ ‎ارتكبت‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎بحق‎ ‎ثلاثة‎ ‎قوميين‎ ‎هم‎ ‎الرفقاء‎ ‎الشهداء‎ ‎فادي‎ ‎سركيس،‎ ‎علاء‎ ‎فارس‎ ‎وجورج‎ ‎سركيس‎.‎


ولفت‎ ‎الحزب‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الوقائع‎ ‎تثبت‎ ‎بأن‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎هي‎ ‎جريمة‎ ‎إرهابية‎ ‎بامتياز،‎ ‎وأنّ‎ ‎دماء‎ ‎شهداء‎ ‎كفتون‎ ‎القوميين‎ ‎وشهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎قد‎ ‎حمت‎ ‎لبنان‎ ‎واللبنانيين‎ ‎من‎ ‎مخطط‎ ‎إرهابي‎ ‎كبير‎ ‎وخطير،‎ ‎يستهدف‎ ‎أمن‎ ‎لبنان‎ ‎واستقراره‎.‎
وشدّد‎ ‎على‎ ‎أهمية‎ ‎ما‎ ‎تقوم‎ ‎به‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎والقضائية‎ ‎من‎ ‎تحقيقات‎ ‎حثيثة‎ ‎ومتواصلة‎ ‎لكشف‎ ‎كل‎ ‎الشبكات‎ ‎الإرهابية‎ ‎الضالعة‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎وتلك‎ ‎النائمة،‎ ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎ضرورة‎ ‎إحالة‎ ‎ملف‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎إلى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي‎ ‎بوصفها‎ ‎عملاً‎ ‎إرهابياً‎ ‎يهدد‎ ‎استقرار‎ ‎البلد‎. ‎وأكد‎ ‎أن‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي،‎ ‎الذي‎ ‎دفع‎ ‎دماً‎ ‎غالياً‎ ‎في‎ ‎كفتون‎ ‎من‎ ‎جراء‎ ‎الإرهاب‎ ‎الظلامي،‎ ‎يتوجّه‎ ‎الى‎ ‎مؤسسة‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎قائداً‎ ‎وقيادة‎ ‎وافراداً،‎ ‎وإلى‎ ‎عائلات‎ ‎واسر‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش‎ ‎بأحر‎ ‎التعازي،‎ ‎فهؤلاء‎ ‎الشهداء‎ ‎الأبطال،‎ ‎كما‎ ‎شهدائنا،‎ ‎افتدوا‎ ‎الكورة‎ ‎والشمال‎ ‎وكل‎ ‎لبنان‎.‎


وكانت‎ ‎دورية‎ ‎من‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎طاردت‎ ‎خلية‎ ‎إرهابية‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي‎ ‎في‎ ‎الشمال‎ ‎تضم‎ ‎مشتبهاً‎ ‎بهم‎ ‎في‎ ‎التورط‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون،‎ ‎ما‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎مقتل‎ ‎الارهابي‎ ‎الخطر‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي،‎ ‎واستشهاد‎ 4 ‎عسكريين‎. ‎وبعد‎ ‎مداهمات‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي،‎ ‎تمكن‎ ‎الجيش‎ ‎من‎ ‎قتل‎ ‎التلاوي،‎ ‎الرأس‎ ‎المدبّر‎ ‎للخلية‎ ‎الإرهابية‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎قد‎ ‎اعتدت‎ ‎على‎ ‎عناصر‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎جبل‎ ‎البداوي،‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎كفرحبو‎ -‎‎ ‎الضنية،‎ ‎بعد‎ ‎فراره‎ ‎مع‎ ‎ثلاثة‎ ‎عناصر‎ ‎كانوا‎ ‎معه‎ ‎في‎ ‎اتجاه‎ ‎الضنية،‎ ‎إثر‎ ‎عدم‎ ‎امتثالهم‎ ‎لأوامر‎ ‎حاجز‎ ‎الجيش‎ ‎عند‎ ‎مدخل‎ ‎بلدة‎ ‎عشاش‎ -‎‎ ‎قضاء‎ ‎زغرتا‎. ‎وعلى‎ ‎بعد‎ 400 ‎متر‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الحاجز،‎ ‎أردى‎ ‎الجيش‎ ‎التلاوي‎ ‎قتيلاً،‎ ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎هارباً‎ ‎مع‎ ‎الثلاثة‎ ‎الآخرين‎ ‎بعد‎ ‎مداهمة‎ ‎شقة‎ ‎في‎ ‎البداوي‎ ‎تعود‎ ‎إلى‎ ‎المدعو‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق،‎ ‎اختبأ‎ ‎فيها‎ ‎الإرهابيون‎.‎
وأفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎وحدة‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎حدّدت‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎مكان‎ ‎عنصرَي‎ ‎شبكة‎ ‎التلاوي‎ ‎الإرهابية‎ ‎في‎ ‎محلة‎ ‎الهوّة‎ ‎بين‎ ‎رشعين‎ ‎وكفرحبو‎ ‎وعملت‎ ‎على‎ ‎محاصرتهما‎.‎


وكان‎ ‎الإرهابي‎ ‎التلاوي‎ ‎قد‎ ‎اعتقل‎ ‎لانتمائه‎ ‎الى‎ ‎تنظيم‎ ‎داعش‎ ‎ثم‎ ‎أفرجت‎ ‎عنه‎ ‎المحكمة‎ ‎العسكرية‎ ‎في‎ ‎العام‎ 2017 ‎ما‎ ‎يطرح‎ ‎تساؤلات‎ ‎عدة‎ ‎حول‎ ‎سبب‎ ‎إقدام‎ ‎المحكمة‎ ‎العسكرية‎ ‎على‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎إرهابي‎ ‎تعرف‎ ‎خطورته‎ ‎على‎ ‎الأمن‎ ‎القومي؟‎ ‎ما‎ ‎يستدعي‎ ‎تحقيقاً‎ ‎مع‎ ‎القضاة‎ ‎العسكريين‎ ‎المسؤولين‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎الذي‎ ‎أدى‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎بعد‎ ‎الى‎ ‎ارتكاب‎ ‎التلاوي‎ ‎جريمتين‎ ‎في‎ ‎كيفون‎ ‎بحق‎ ‎ثلاثة‎ ‎شهداء‎ ‎ثم‎ 4 ‎شهداء‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎.‎


وأعلنت‎ ‎قيادة‎ ‎الجيش‎ ‎أن‎ ‎دورية‎ ‎من‎ ‎مديرية‎ ‎المخابرات‎ ‎تمكنت‎ ‎من‎ ‎توقيف‎ ‎المطلوب‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق‎ ‎ووليد‎ ‎الرز‎ ‎أحد‎ ‎اعضاء‎ ‎الخلية‎ ‎الارهابية‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎يتزعمها‎ ‎الارهابي‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎حرجية‎ ‎في‎ ‎رشعين‎.‎


واتصل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎بقائد‎ ‎الجيش‎ ‎العماد‎ ‎جوزف‎ ‎عون،‎ ‎واطلع‎ ‎منه‎ ‎على‎ ‎وقائع‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎جبل‎ ‎البداوي‎ ‎في‎ ‎المنية،‎ ‎وطلب‎ ‎منه‎ ‎نقل‎ ‎تعازيه‎ ‎الى‎ ‎ذوي‎ ‎الشهداء‎. ‎وقال‎ "‎مرة‎ ‎جديدة،‎ ‎يدفع‎ ‎أبطال‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎من‎ ‎دمائهم‎ ‎ثمنًا‎ ‎للتصدي‎ ‎للإرهاب‎ ‎وحفظ‎ ‎أمن‎ ‎المجتمع‎ ‎وسلامته‎. ‎من‎ ‎اجل‎ ‎الشهداء‎ ‎الذين‎ ‎سقطوا،‎ ‎علينا‎ ‎ان‎ ‎نترفع‎ ‎عن‎ ‎الانانيات‎ ‎ونعطي‎ ‎الفرصة‎ ‎لوطننا‎ ‎للنهوض،‎ ‎ولشعبنا‎ ‎للالتفاف‎ ‎حول‎ ‎دولته‎ ‎ومؤسساته‎".‎


استشارات‎ ‎جديدة
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎فرضت‎ ‎المواقف‎ ‎السياسية‎ ‎نفسها‎ ‎على‎ ‎مسار‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وفرملت‎ ‎اندفاعة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎نحو‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎والتي‎ ‎كان‎ ‎يعتزم‎ ‎عرضها‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎ما‎ ‎أعاد‎ ‎مفاوضات‎ ‎التشكيل‎ ‎إلى‎ ‎نقطة‎ ‎الصفر‎ ‎مع‎ ‎انطلاق‎ ‎جولة‎ ‎استشارات‎ ‎نيابية‎ ‎جديدة‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎بمبادرة‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بالاتفاق‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎.‎


وبحسب‎ ‎معلومات‎ "‎البناء‎" ‎فإن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎كان‎ ‎يحمل‎ ‎في‎ ‎جيبه‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎أولية‎ ‎خلال‎ ‎زيارته‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎اليوم‎ ‎ولقائه‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎وتتضمن‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وحجمها‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎وبعض‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎. ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎عون‎ ‎نصحه‎ ‎بالتروّي‎ ‎والتريث‎ ‎مع‎ ‎عتب‎ ‎عليه‎ ‎لعدم‎ ‎تشاوره‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎التي‎ ‎سمته‎ ‎لرئاسة‎ ‎الحكومة،‎ ‎لكن‎ ‎وبعد‎ ‎رفض‎ ‎أديب‎ ‎التواصل‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎طرح‎ ‎عون‎ ‎أن‎ ‎يتولى‎ ‎ذلك‎ ‎بنفسه‎ ‎لتسهيل‎ ‎المهمة‎. ‎وخلال‎ ‎اللقاء‎ ‎مع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎رؤساء‎ ‎الكتل‎ ‎طرح‎ ‎عون‎ ‎أسئلة‎ ‎تتعلق‎ ‎بمواضيع‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والمداورة‎ ‎في‎ ‎الحقائب‎ ‎الوزارية‎ ‎وكيفية‎ ‎وصلاحية‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎وموقفها‎ ‎من‎ ‎الثقة‎ ‎في‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎.‎


وأوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للقاء‎ ‎عون‎ -‎‎ ‎أديب‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎التطورات‎ ‎التي‎ ‎استجدت‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎القليلة‎ ‎الماضية‎ ‎خصوصاً‎ ‎مسألة‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎وزيرين‎ ‎لبنانيين‎ ‎والمواقف‎ ‎التي‎ ‎أعقبتها،‎ ‎دفعت‎ ‎بالرئيس‎ ‎عون‎ ‎الى‎ ‎تمديد‎ ‎المشاورات‎ ‎مع‎ ‎جميع‎ ‎الأطراف‎ ‎تمهيداً‎ ‎للقاء‎ ‎ثان‎ ‎بين‎ ‎عون‎ ‎وأديب‎ ‎ضمن‎ ‎مهلة‎ ‎معقولة‎ ‎للبناء‎ "‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎". ‎وأشارت‎ ‎أوساط‎ ‎بعبدا‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎سبق‎ ‎وأبدى‎ ‎رأيه‎ ‎حول‎ ‎الحكومة‎ ‎العتيدة‎ ‎وما‎ ‎يهمه‎ ‎هو‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎القيام‎ ‎بالإصلاحات‎".‎


والتقى‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎على‎ ‎التوالي‎ ‎رئيس‎ ‎الكتلة‎ ‎القومية‎ ‎النائب‎ ‎أسعد‎ ‎حردان،‎ ‎ورئيس‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎ثم‎ ‎ممثل‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النائب‎ ‎سمير‎ ‎الجسر،‎ ‎والنائب‎ ‎فيصل‎ ‎كرامي‎ ‎ممثلاً‎ ‎اللقاء‎ ‎التشاوري،‎ ‎والنائب‎ ‎فريد‎ ‎الخازن‎ ‎ممثلاً‎ ‎التكتل‎ ‎الوطني،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎ ‎وممثل‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير‎ ‎وبقية‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية،‎ ‎فيما‎ ‎أعلنت‎ ‎كتلة‎ ‎القوات‎ ‎مقاطعتها‎ ‎للاستشارات،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎موقفها‎ ‎معروف،‎ ‎كما‎ ‎أعلنت‎ ‎كتلة‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎أنها‎ ‎لن‎ ‎تشارك‎ ‎في‎ ‎استشارات‎ ‎بعبدا‎.‎


عين‎ ‎التينة
وفيما‎ ‎تمّ‎ ‎التداول‎ ‎بتسريبات‎ ‎منسوبة‎ ‎الى‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎تطلق‎ ‎فيها‎ ‎تهديدات‎ ‎عالية‎ ‎السقف‎ ‎باتجاه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎وفرنسا،‎ ‎نفى‎ ‎المكتب‎ ‎الإعلامي‎ ‎لرئاسة‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎هذه‎ ‎المعلومات‎ ‎وأكد‎ ‎فيه‎ ‎أن‎ "‎كل‎ ‎ما‎ ‎ينشر‎ ‎وينسب‎ ‎الى‎ ‎مصادر‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎عبر‎ ‎تطبيقات‎ ‎الواتس‎ ‎آب‎ ‎ووسائل‎ ‎التواصل‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎الموضوع‎ ‎الحكومي‎ ‎غير‎ ‎صحيح‎ ‎على‎ ‎الإطلاق،‎ ‎وبالأساس‎ ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎شيء‎ ‎اسمه‎ ‎مصادر‎ ‎في‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎سوى‎ ‎ما‎ ‎يصدر‎ ‎حصراً‎ ‎عن‎ ‎المكتب‎ ‎الاعلامي‎ ‎لرئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎".‎


ووضعت‎ ‎مصادر‎ ‎مراقبة‎ ‎هذه‎ ‎التسريبات‎ ‎في‎ ‎اطار‎ ‎تأزيم‎ ‎الأوضاع‎ ‎وإثارة‎ ‎العصبيات‎ ‎المذهبية‎ ‎والتشويش‎ ‎على‎ ‎المساعي‎ ‎الهادفة‎ ‎لتهدئة‎ ‎التوتر‎ ‎السياسي‎ ‎ومحاولة‎ ‎إنقاذ‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎التعقيدات‎.‎


ونُقِل‎ ‎عن‎ ‎مرجع‎ ‎سياسي‎ ‎رفيع‎ ‎اتهامه‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎بالانقلاب‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وتحريفها‎ ‎واستغلالها‎ ‎لفرض‎ ‎معادلة‎ ‎جديدة‎. ‎ولفتت‎ ‎مصادر‎ "‎البناء‎" ‎الى‎ ‎أن‎ "‎المعنيين‎ ‎بالتأليف‎ ‎لن‎ ‎يستطيعوا‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أوسع‎ ‎تفاهم‎ ‎وطني‎ ‎بين‎ ‎المكونات‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎"‎،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎عقبتين‎ ‎تعترضان‎ ‎من‎ ‎يحاول‎ ‎تمرير‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎: ‎توقيع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الذي‎ ‎لن‎ ‎يعطيه‎ ‎لحكومة‎ ‎لا‎ ‎تراعي‎ ‎مقتضيات‎ ‎الوفاق‎ ‎الوطني‎ ‎والاستقرار‎ ‎الداخلي،‎ ‎والثقة‎ ‎النيابية‎ ‎التي‎ ‎ستنزع‎ ‎الشرعية‎ ‎عن‎ ‎أي‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تحظى‎ ‎بثقة‎ ‎وتأييد‎ ‎الأغلبية‎ ‎النيابية‎ ‎في‎ ‎البرلمان‎". ‎مستعبدة‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎قبل‎ ‎يوم‎ ‎الجمعة‎ ‎المقبل‎.‎


أرسلان
وقال‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎اللبناني‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎على‎ "‎تويتر‎": ‎‎"‎إذا‎ ‎اعتمد‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎في‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎معيار‎ ‎الكفاءة‎ ‎كما‎ ‎يدّعون،‎ ‎فيصبح‎ ‎بديهياً‎ ‎إعطاء‎ ‎الدروز‎ ‎حقيبة‎ ‎سيادية‎ ‎وفقاً‎ ‎للمعايير‎ ‎المطروحة‎". ‎وتابع‎: ‎‎"‎وهنا‎ ‎على‎ ‎الأشباح‎ ‎المولجين‎ ‎بالتأليف‎ ‎استدراك‎ ‎الأمر‎. ‎وبالمناسبة‎ ‎لن‎ ‎نعترف‎ ‎بأعراف‎ ‎تبقي‎ ‎طائفة‎ ‎الموحدين‎ ‎المؤسسة‎ ‎للكيان‎ ‎خارج‎ ‎الحقائب‎ ‎السيادية‎".‎


التيار
في‎ ‎المقابل،‎ ‎أشارت‎ ‎مصادر‎ ‎قيادية‎ ‎في‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎كلام‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎الأخير‎ ‎جاء‎ ‎في‎ ‎اطار‎ ‎تسهيل‎ ‎عمل‎ ‎الحكومة‎ ‎ووضع‎ ‎زمام‎ ‎القرار‎ ‎بيد‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎وبالتالي‎ ‎عدم‎ ‎مشاركة‎ ‎التيار‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎". ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الحق‎ ‎في‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎التأليف‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تحديد‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والأسماء‎ ‎والحقائب‎ ‎ولن‎ ‎يبصم‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تراعي‎ ‎مقتضيات‎ ‎المصلحة‎ ‎الوطنية‎"‎،‎ ‎وأكدت‎ ‎بأن‎ "‎التيار‎ ‎لن‎ ‎يتدخل‎ ‎والتواصل‎ ‎مقطوع‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎".‎


المستقبل
بدورها‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎قدّم‎ ‎كل‎ ‎التسهيلات‎ ‎ولم‎ ‎يعد‎ ‎لديه‎ ‎ما‎ ‎يقدمه‎ ‎وبالتالي‎ ‎انتهى‎ ‎دوره،‎ ‎وكلامه‎ ‎الذي‎ ‎قاله‎ ‎أمام‎ ‎ماكرون‎ ‎ورؤساء‎ ‎الكتل‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎الصنوبر‎ ‎هو‎ ‎ما‎ ‎يردّده‎ ‎أمام‎ ‎زواره‎ ‎وكل‎ ‎الذين‎ ‎يراجعونه‎ ‎في‎ ‎مسألة‎ ‎التأليف،‎ ‎قيل‎ ‎بأن‎ ‎لا‎ ‎اجماع‎ ‎على‎ ‎الحريري‎ ‎ودعوه‎ ‎لتسمية‎ ‎وتزكية‎ ‎اسم‎ ‎آخر،‎ ‎فانسحب‎ ‎من‎ ‎السباق‎ ‎وسمى‎ ‎أديب‎ ‎وترك‎ ‎له‎ ‎حرية‎ ‎اختيار‎ ‎الحكومة‎ ‎التي‎ ‎يريدها‎ ‎واعلن‎ ‎عدم‎ ‎مشاركة‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎لتسهيل‎ ‎المهمة‎ ‎ـ‎ ‎فماذا‎ ‎عساه‎ ‎يفعل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ذلك؟‎". ‎وتساءلت‎: ‎لماذا‎ ‎رفض‎ ‎باسيل‎ ‎التواصل‎ ‎والاتصال‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎وحتى‎ ‎لم‎ ‎يرسل‎ ‎له‎ ‎أي‎ ‎موفد‎ ‎للتفاوض‎ ‎معه؟‎ ‎متهمة‎ ‎باسيل‎ ‎بالعرقلة‎ ‎من‎ ‎تحت‎ ‎الطاولة‎. ‎وكشفت‎ ‎أن‎ ‎أديب‎ ‎انتهى‎ ‎من‎ ‎وضع‎ ‎تشكيلته‎ ‎النهائية‎ ‎وتراعي‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎وعدم‎ ‎تكريس‎ ‎حقائب‎ ‎لطائفة‎ ‎أو‎ ‎لحزب‎ ‎وبعيدة‎ ‎عن‎ ‎الانتماءات‎ ‎الحزبية‎ ‎بناء‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎.‎


رسالة‎ ‎فرنسية
وأكّدت‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الفرنسية‎ ‎أنّ‎ ‎جميع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎بحاجة‎ ‎إلى‎ ‎الوفاء‎ ‎بتعهدها‎ ‎بتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎على‎ ‎وجه‎ ‎السرعة‎.‎


ورداً‎ ‎على‎ ‎سؤال‎ ‎حول‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎باريس‎ ‎ستقبل‎ ‎التأجيل‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎قالت‎ ‎المتحدثة‎ ‎أنييس‎ ‎فون‎ ‎دير‎ ‎مول‎ ‎إنه‎ ‎تم‎ ‎تذكير‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎مراراً‎ ‎بضرورة‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎بسرعة‎ ‎لتكون‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎تنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎الأساسية‎.‎
وأضافت‎: ‎‎"‎كل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎أيدت‎ ‎هذا‎ ‎الهدف‎. ‎والأمر‎ ‎متروك‎ ‎لها‎ ‎لترجمة‎ ‎هذا‎ ‎التعهد‎ ‎إلى‎ ‎أفعال‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تأخير‎. ‎إنها‎ ‎مسؤوليتها‎".‎


في‎ ‎المقابل‎ ‎أوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎المبادرة‎ ‎لا‎ ‎تتضمن‎ ‎حكومة‎ ‎أمر‎ ‎واقع‎"‎،‎ ‎كاشفة‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎سمع‎ ‎من‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مكوّن‎ ‎سياسي‎ ‎تأييدها‎ ‎لحكومة‎ ‎خليط‎ ‎بين‎ ‎التكنوقراط‎ ‎والسياسيين‎ ‎أو‎ ‎حكومة‎ ‎مستقلين‎ ‎مطعمة‎ ‎بسياسيين‎ ‎توافق‎ ‎عليهم‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎وتحظى‎ ‎بتوافق‎ ‎أغلبية‎ ‎المكوّنات‎ ‎السياسية‎". ‎مذكراً‎ ‎بكلام‎ ‎ماكرون‎ ‎حول‎ ‎حكومة‎ ‎الوحدة‎ ‎الوطنية‎ ‎أو‎ ‎التفاهم‎ ‎الوطني‎. ‎وأبدى‎ ‎المصدر‎ ‎استغرابه‎ ‎الشديد‎ ‎حيال‎ ‎الأسلوب‎ ‎الذي‎ ‎يتبعه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎والذي‎ ‎لن‎ ‎يقبله‎ ‎الرئيسان‎ ‎عون‎ ‎وبري‎ ‎ولا‎ ‎معظم‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎.‎


توتر‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎والقوات
الى‎ ‎ذلك،‎ ‎شهد‎ ‎محيط‎ ‎الأمانة‎ ‎العامة‎ ‎للتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎توتراً‎ ‎كبيراً‎ ‎بين‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎والقوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎وذلك‎ ‎بعد‎ ‎وصول‎ ‎موكب‎ ‎تابع‎ ‎لمناصري‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎وإطلاقه‎ ‎الشعارات‎ ‎المستفزة‎ ‎لأنصار‎ ‎التيار‎.‎


وأُطلقت‎ ‎عناصر‎ ‎الأمن‎ ‎في‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النار‎ ‎في‎ ‎الهواء،‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎تصل‎ ‎وحدات‎ ‎الجيش‎ ‎الى‎ ‎مكان‎ ‎الإشكال‎ ‎وعملت‎ ‎على‎ ‎ضبط‎ ‎الوضع‎ ‎واتخذت‎ ‎تدابير‎ ‎لمنع‎ ‎الاحتكاك‎ ‎والاستفزازات‎.‎
ونجح‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎إعادة‎ ‎الهدوء‎ ‎إلى‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎بعدما‎ ‎فصل‎ ‎الجيش‎ ‎بين‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎والقوات‎.‎


وأوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎أن‎ ‎عناصر‎ ‎القوات‎ ‎تجمّعوا‎ ‎أمام‎ ‎المقر‎ ‎العام‎ ‎للوطني‎ ‎الحر‎ ‎ووجّهوا‎ ‎الشتائم‎ ‎وتوجّهوا‎ ‎سيراً‎ ‎نحوه،‎ ‎كاشفة‎ ‎أن‎ ‎عناصر‎ ‎أمن‎ ‎حماية‎ ‎المركز‎ ‎اتخذ‎ ‎بعض‎ ‎الإجراءات‎ ‎الاحترازية‎ ‎تحسباً‎ ‎لأي‎ ‎اعتداء‎ ‎خلال‎ ‎موكب‎ ‎القوات‎. ‎مضيفة‎ ‎أن‎ ‎الهجوم‎ ‎حصل‎ ‎بقرار‎ ‎وتخطيط‎ ‎من‎ ‎قيادة‎ ‎القوات‎. ‎وأفادت‎ ‎مصادر‎ ‎اخرى‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الهجوم‎ ‎القواتي‎ ‎جاء‎ ‎كرد‎ ‎على‎ ‎تعرض‎ ‎بعض‎ ‎مناصري‎ ‎القوات‎ ‎للاعتداء‎ ‎من‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎خلال‎ ‎الاشتباك‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎والمتظاهرين‎ ‎على‎ ‎طريق‎ ‎القصر‎ ‎الجمهوري‎ ‎السبت‎ ‎الفائت‎.‎


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎استمع‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎ ‎القاضي‎ ‎فادي‎ ‎صوان‎ ‎الى‎ ‎وزيرة‎ ‎العدل‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎ماري‎ ‎كلود‎ ‎نجم‎ ‎بصفتها‎ ‎شاهدة‎. ‎ويستكمل‎ ‎صوان‎ ‎تحقيقاته‎ ‎غداً‎ ‎ويستمع‎ ‎الى‎ ‎إفادة‎ ‎وزير‎ ‎الأشغال‎ ‎العامة‎ ‎والنقل‎ ‎السابق‎ ‎يوسف‎ ‎فنيانوس‎.‎

 

**********************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

انقلاب متدحرج على أديب ومبادرة ماكرون!

كان ينقص اللبنانيين امس في يوم مشدود الى ترقب ما ستحمله الحركة السياسية من تطورات في شأن تشكيل الحكومة العتيدة، ان يصدموا باستشهاد أربعة جنود في الجيش اللبناني في واقعة جديدة من فصول مواجهة الجيش للارهاب وخلاياه في طرابلس. ولكن انفعالات الغضب والحزن التي سادت البلاد مع مراسم تشييع العسكريين الشهداء في مناطق عدة من عكار، لم تحجب أيضا ملامح المخاوف والمحاذير التي تصاعدت بقوة بعد ظهر امس في ظل انكشاف عملية بالغة الخطورة تتمثل في الالتفاف بل الانقلاب على المبادرة الفرنسية التي تشكل الفرصة الأخيرة المتاحة امام لبنان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفرملة اندفاعات الازمات المتراكمة فيه نحو الانهيار الأكبر. تبدت خطورة مجريات لعبة الالتفاف المتدحرج على مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليس فقط من خلال رفع شعار الميثاقية والتحجج بما سمي حقاً ومكتسباً في الاحتفاظ بحقيبة المال للثنائي الشيعي، وانما أيضا من خلال برنامج جاهز لجولة مشاورات جديدة أعدها قصر بعبدا على عجل كأنما الاستحقاق الحكومي عاد الى نقطة الصفر ومربع البدايات، وهي مؤشرات التقطت باريس خطورتها وأصدرت تحذيرا واضحا للقوى السياسية من التنصل من تعهداتها بتسهيل ولادة سريعة للحكومة. ومع ذلك فان الأخطر الذي لاح في مجريات هذا التطور يتمثل في السعي الى اجهاض تشكيلة حكومة الاختصاصيين المستقلين التي يتمسك بها الرئيس المكلف مصطفى أديب بحيث تطرح تساؤلات خطيرة عما يمكن ان يحدث ان مضت خطة اجهاض هذه التشكيلة وماذا يمكن ان ينشأ من تداعيات خطيرة عنها في قابل الساعات والأيام القليلة المقبلة؟ لقد جرى الترويج لموعد وهمي جديد لإمكان ولادة الحكومة، ولكن بدا واضحا ان دفتر اشتراطات جديدة بدأ عبرها ابتزاز الرئيس المكلف والقوى الداعمة له بدليل ما رشح من معلومات ليل امس عن انه في حال بقيت الشروط والشروط المضادة فان الرئيس المكلف مصطفى أديب قد يتجه الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة.

وفي ظل عدم توصل لقاء عون وأديب امس الى أي نتيجة توحي بان تشكيلة الرئيس المكلف سترى النور مع نهاية مهلة الأسبوعين التي اتفق عليها بين الرئيس الفرنسي والقوى السياسية في قصر صنوبر، رفع شعار التريث بما يوحي بان تشكيلة أديب بدأت تخضع لإعادتها الى “بيت الطاعة ” للتحالف السلطوي الحالي بين العهد والثنائي الشيعي بما يعني ضمنا الانقلاب على المبادرة الفرنسية وإسقاط تشكيلة أديب من خلال محاولة فرض شروط جديدة عليه وإخضاع تشكيلته لمشيئة هذا التحالف بما يعني اجهاض التشكيلة تماما. ولذا شكلت هذه المجريات نذير خطر كبير يترتب عليه أولا رد فعل قد يكون سلبيا للغاية من الجانب الفرنسي، وتاليا ترددات دولية بالغة السلبية أيضا، كما يتعين رصد رد الفعل الذي يمكن ان يلجأ اليه الرئيس المكلف والقوى الداخلية التي رشحته ودعمته وفي مقدمها الرئيس سعد الحريري مع رؤساء الحكومة السابقين.

 

باريس   

وإذ نقلت وسائل إعلام محلية ان الرئيس الفرنسي سيتصل بالرئيس المكلف ليطلع منه على آخر التطورات الحكومية، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا ذكرت فيه بان جميع القوى السياسية اللبنانية تحتاج الى الوفاء بتعهداتها بتشكيل حكومة على وجه السرعة. وأشارت الى انه تم تذكير هذه القوى مرارا بضرورة تشكيل حكومة بسرعة لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية والامر متروك لهذه القوى لترجمة تعهدها الى أفعال دون تأخير وهذه مسؤوليتها.

وكشفت مصادر معنية لـ”النهار” ان المتصلين بالجانب الفرنسي بعد ظهر امس لمسوا تصلبا اكثر من أي وقت سابق لدى باريس في شأن تنفيذ ما اتفق عليه بين الرئيس الفرنسي والمسؤولين والقوى السياسية في لبنان ككل متكامل لا يخضع لاشتراطات وتعديلات. وإذ تفهم الجانب الفرنسي ضروة تمديد المهلة لولادة الحكومة لفترة لا تتجاوز 48 ساعة فانه في المقابل لن يتسامح ابدا ان ثبت لديه ان ثمة اتجاهات الى الإخلال بالتعهدات التي قطعها الافرقاء اللبنانيون. وتخوف المتصلون بالجانب الفرنسي الا يكون الذين يحاولون الالتفاف على تشكيلة أديب والمبادرة الفرنسية مدركين الخطورة التي ستترتب على اجهاض هذه الفرصة واحتمالات تسليط عصا العقوبات على لبنان وعزله في حال المضي في حسابات خاطئة وقاتلة كهذه .

 

“مشاورات بعبدا “!

في غضون ذلك يستكمل رئيس الجمهورية ميشال عون مشاوراته اليوم مع رؤساء وممثلي الكتل النيابية في ما بررته أوساط القصر بانه “بهدف المساعدة على حلحلة بعض النقاط العالقة في عملية التأليف”. وهو يلتقي اليوم كلا من الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد رعد والنائب طلال ارسلان والنائب هاغوب بقرادونيان.

وأفادت معلومات بعبدا ان رئيس الجمهورية تمنى على الرئيس المكلّف اجراء مشاورات بدوره مع الكتل النيابية والقوى السياسية “اذ انه لا يمكن فرض تشكيلة حكومية لا تحظى بالتوافق الداخلي لتكون قادرة على نيل الثقة وعلى اجراء الاصلاحات المطلوبة والتي تتطلب التفافاً حولها من كل الكتل”.

وأفيد ان عون سأل من التقاهم عن وجهة نظرهم من الملف الحكومي بما يساعد على ايجاد مخرج. ومن الاسئلة التي طرحها الموقف من المداورة لاسيما في الوزارات السيادية وابرزها المال والداخلية، ومن شكل الحكومة وفِي من يسمي الوزراء.

واجرى رئيس الجمهورية اتصالاً هاتفياً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يوفد ممثلاً عن كتلته، للمشاركة في هذه المشاورات. ورجحت مصادر مواكبة للمشاورات ان يزور بري اليوم رئيس الجمهورية للتشاور في كل الملف الحكومي.

وينتظر من هذا اللقاء مع الرئيس بري ومع رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة”  ان يتبلور الموقف النهائي للثنائي الشيعي اليوم من كل التفاصيل المتعلقة بالتشكيلة الوزارية، وشروطهما للمشاركة لتبنيها او مقاطعتها.

وقد اعتذر عن المشاركة كتلة   “القوات اللبنانية” وكتلة “اللقاء الديموقراطي” باعتبار ان كلاً منهما حدد موقفه في الاستشارات السابقة.

وقال النائب هادي ابو الحسن لـ”النهار”: اكيد اننا لا نشارك لأنها مشاورات تخالف الدستور وفيها تجاوز للطائف وللصلاحيات. وتالياً عندما دعا رئيس الجمهورية الى الاستشارات وسمينا الرئيس المكلّف مصطفى اديب اعطينا رأينا كما اعطينا الرئيس المكلّف رأينا في كل التفاصيل في الاستشارات التي اجراها في عين التينة. المطلوب اليوم الخروج من تلك المناورات وان نذهب سريعاً باتجاه حكومة طوارئ تحمل برنامجاً محدداً باصلاحات منبثق من الورقة الفرنسية ضمن مهلة زمنية محددة ولا ضرورة لكل هذه الاجتهادات والتجاوزات. المطلوب تشكيل الحكومة سريعاً قبل ان ندخل في المجهول”.

واضاف ابو الحسن: “نؤكد موقفنا بأن التشكيلة يجب ان تصدر خلال 48 ساعة ولا تحتمل اي تأجيل”.

وكان رئيس الجمهورية باشر مشاوراته بعد ظهر امس مع رؤساء الكتل النيابية فالتقى النائب فريد الخازن ممثلاً ” التكتل الوطني”، النائب أسعد حردان رئيس الكتلة القومية الاجتماعية، النائب فيصل كرامي ممثلاً ” اللقاء التشاوري”، النائب جبران باسيل رئيس ” تكتل لبنان القوي”، والنائب سمير الجسر ممثلاً كتلة المستقبل النيابية.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

مشاورات “بدل عن ضائع” في بعبدا… وماكرون يحكم على “الالتزام”

8 آذار… عين على الحكومة وعين على العقوبات

 

لا يمكن النظر إلى ما عكسته مستجدات الساعات الأخيرة في مرآة الملف الحكومي إلا من زاوية محاولة قوى 8 آذار، ومعها رئيس الجمهورية ميشال عون، تحقيق أي خرق ولو شكلي في جدار التصلب الفرنسي، أقله لحفظ ماء الوجه. الجميع “كان يعلم” بمضامين المبادرة الفرنسية والتزم بها في قصر الصنوبر، لكن وأمام عصف الضغوط الهائلة التي مورست على القوى المتحكمة بمفاتيح الحل والربط بمسارات البلد وبمفاصل استحقاقاته الدستورية، وجدت السلطة نفسها فجأة معزولة مشلولة لا تملك حلاً ولا ربطاً في مسار الأحداث فانتفضت لفائض قوتها وأعادت جذب الأضواء إلى دورها على مسرح الأحداث على قاعدة “نحن هنا” فكان ما كان من حرد أبداه الثنائي الشيعي على أطلال وزارة المالية، وصولاً إلى استمهال عون استصدار مراسيم التأليف بضعة أيام لإجراء مشاورات صورية يعرف قبل غيره أنها لن تقدّم ولن تؤخر في مواقف الكتل أكثر مما تهدف إلى تجنيبه التوقيع كشاهد عيان على ولادة الحكومة.

 

“اللعبة أصبحت في خواتيمها” حسبما تجزم مصادر مواكبة لـ”نداء الوطن”، وكل ما تشهده تطبيقات المبادرة الفرنسية راهناً لا يعدو كونه مجرد “تنتيعات” ومحاولة جس نبض لإمكانية تحسين الشروط التفاوضية في الربع الساعة الأخير “على الطريقة اللبنانية”، لعل وعسى يفعل التهويل فعله في نفس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيبدي مرونة أكبر في تطبيقات مبادرته تحت وطأة الخشية من إفشالها. وتوضح المصادر أنّ دفتر “استدراج العروض” الذي تحاول قوى الثامن من آذار طرحه على الطاولة، يتراوح في أهدافه بين “حد أدنى” يتمحور حول تحقيق مكاسب شكلية ككسر الحاجز النفسي عبر تمديد المهل الزمنية، أو جوهرية كإجهاض المداورة وإبقاء “التوقيع الثالث” بيد الثنائي الشيعي، وبين “حد أقصى” يتعدى الملف الحكومي ليبلغ مستوى استشراف إمكانيات البحث في إجراء مقايضات مع باريس تتصل بموضوع العقوبات.

 

وكشفت المصادر في هذا السياق عن “مساع ووساطات يقوم بها عدد من الأطراف اللبنانية ترمي إلى البحث في إمكانية تأجيل دفعة العقوبات الأميركية التي كانت مقررة الأسبوع الجاري إلى وقت لاحق مقابل تأكيد تجاوب الأفرقاء المعنيين بهذه العقوبات مع موجبات المبادرة الفرنسية الحكومية”، لافتةً إلى أنّ “المعطيات الخارجية تفيد بأنّ حزمة العقوبات الجديدة ستطال شخصيات بارزة من عدة طوائف، لكن أكثر ما يقلق “حزب الله” هو تأثيرات العقوبات على “التيار الوطني الحر” خصوصاً في ضوء التعديلات التي طرأت أخيراً على مواقف رئيس التيار جبران باسيل في عدة ملفات، ومن هنا قد يسعى الحزب عبر الضغط في الملف الحكومي إلى محاولة تخفيف الضغط عن حليفه المسيحي وإحداث أي تعديل ممكن في جدولة العقوبات الأميركية عبر البوابة الفرنسية بما يتيح تجنيب باسيل تجرع كأس العقوبات في هذه المرحلة الحرجة التي يجد نفسه فيها محاصراً على أكثر من جبهة داخلية وخارجية ولن يكون بمقدوره الصمود والثبات طويلاً على ضفة التحالف مع “حزب الله” في حال استهدفته كماشة العقوبات”.

 

في الغضون، وبينما آثر الرئيس المكلف مصطفى أديب عدم وضع رئيس الجمهورية أمام تشكيلة أمر واقع فزاره أمس من دون أن يحمل له “مظروف” التشكيلة النهائية إنما اكتفى بوضعه في معالمها وركائزها ليفسح له مجال التبصر بها واتخاذ قراره وتحديد خياراته إزاءها، وصفت أوساط نيابية المشاورات التي دعا إليها عون ممثلي الكتل للتشاور في التشكيلة الحكومية المرتقبة بأنها مشاورات “بدل عن ضائع” تعويضاً عن دور مفقود أراد أن يلعبه في تشكيل الحكومة خلال فترة التكليف، مشددةً على أنّ “أي تغيير لن يطرأ على خارطة المواقف النيابية بدليل مقاطعة تكتل الجمهورية القوية واللقاء الديمقراطي مشاورات بعبدا وثبات مختلف الكتل الأخرى على مواقفها”.

 

أما في باريس، فكل المؤشرات تؤكد أنّ تعقيد مسألة ولادة الحكومة أو عرقلة نيلها الثقة النيابية سيكون له “تداعيات سلبية جداً” على الوضع اللبناني. ونقلت الزميلة رندة تقي الدين عن مصدر في الرئاسة الفرنسية أنّ “الرئيس ماكرون عاد وذكّر القوى اللبنانية التي التقاها في قصر الصنوبر بالتزاماتها حول عدم إعاقة تشكيل حكومة مهمتها إخراج لبنان من أزمته”، متوقعاً أنّ يجري ماكرون اتصالاً هاتفياً بالرئيس المكلف “للاطلاع منه على مسار التطورات في عملية التأليف، وسيحدد في ضوء موقفه ويحكم على مدى التزام كل من القوى اللبنانية بالتعهدات”.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

تمهيد رئاسي لولادة الحكومة.. وباريــس على خط فكفكة العقدة الشيعية

مشهدان حكما الداخل اللبناني، في المشهد الأول؛ قدّم الجيش اللبناني ثلة من الشهداء في مواجهة عصابات الارهاب، التي اعادت وضع لبنان في الاستهداف وتخريب سلمه الاهلي. والمشهد الثاني، فقد مُنِح تأليف الحكومة فرصة حتى يوم الخميس المقبل، فإما يكون خميس الصعود نحو ولادة الحكومة، واما يكون خميس الهبوط نحو تعميق الأزمة أكثر، وبالتالي فتح البلد على احتمالات وتداعيات، من شأنها أن تسدّ كلّ مخارج الأزمة. هذا في وقت بقيت باريس حاضرة على الخط اللبناني، إن عبر الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي أُفيد بأنّه اجرى اتصالاً امس بالرئيس المكلّف مصطفى اديب للاطلاع منه على آخر تطورات الملف الحكومي، وكرّر ماكرون دعوته قادة الاحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر الى الالتزام بما تعهّدوا به امامه من تسهيل لولادة الحكومة. فيما اكّدت وزارة الخارجية الفرنسية «أنّ جميع القوى السياسية اللبنانية بحاجة إلى الوفاء بتعهدها بتشكيل حكومة على وجه السرعة». ولفتت المتحدثة بإسم الخارجية أنييس فون دير مول، الى إنّه «تمّ تذكير القوى السياسية اللبنانية مراراً بضرورة تشكيل حكومة بسرعة، لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية. وكل القوى السياسية اللبنانية أيّدت هذا الهدف. والأمر متروك لها لترجمة هذا التعهّد إلى أفعال دون تأخير، إنّها مسؤوليتها».

حكومياً، أخفقت مهلة الاسبوعين التي حدّدها الرئيس ايمانويل ماكرون، في ان تفرض نفسها كفرصة ثمينة لولادة الحكومة خلالها، والصورة التي يمكن استخلاصها من مسار تأليف الحكومة الجديدة، تعكس اصطدامه بمأزق معقّد، لا تبدو معه فرصة الأيام الثلاثة الممنوحة حتى يوم الخميس المقبل كافية لفكفكة ألغامه وعبواته الناسفة التي تهدد كلّ هذا المسار، وبالتالي العودة الى نقطة الصفر. واولى الضحايا في هذه الحالة ستكون المبادرة الفرنسية التي تشكّل قوة الدّفع الوحيدة نحو حكومة بمهمات إنقاذية واصلاحية.

حضر الرئيس المكلّف مصطفى اديب الى القصر الجمهوري أمس بلا مسودة، ووضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في صورة ما بلغته تحضيراته لتأليف الحكومة والعِقَد الماثلة في طريق هذا التأليف، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بالعقدة الشيعية المتمثلة بإصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزراء الطائفة في الحكومة الجديدة، وعلى إبقاء وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية.

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ اجواء لقاء بعبدا كانت تشاورية اكثر منها استعراض لحقائب واسماء. فالرئيس المكلّف، والذي كان بصدد ان يحمل مسودة حكومة الى رئيس الجمهورية، وضع التشكيلة جانباً وقدّم عليها اهمية الدعم النيابي والسياسي لحكومته، وهو ما لم يكن في حسبانه سابقاً، ما يدل بحسب مصادر مواكبة، الى انّه تلقى اشارة ما بالفرملة من جهة ما.

وتشير المعلومات، الى انّ اديب سمع من عون كلاماً مفاده «خلينا نحكي مع العالم»، ففي نهاية المطاف الكتل النيابية هي التي تمنح الثقة، واذا ما بقيت على مواقفها فالحكومة لا ترى النور، ومن اين ستأتي بالثقة؟

واكّدت مصادر فريق التأليف لـ«الجمهورية»، أنّ «مسودة أديب جاهزة بالكامل، إلاّ أنّ تمنيات تلقّاها فريق الرئيس المكلّف، لتأجيل عرضها للبت بها. فتمرير الحكومة بسلاسة يتطلب بالدرجة الاولى تليين المواقف وفكفكة ما أُمكن من العقد، بما يؤمّن لهذه المسودة العبور بسلام، وليس على أرض خلافية، بما لها من آثار سلبية على الحكومة الجديدة، وعلى البلد بشكل عام».

وفي السياق ذاته، علمت «الجمهورية»، أنّ ايعازاً فرنسياً جاء للرئيس المكلّف بضرورة التريث، لأنّه لو قدّم تشكيلته أمس كانت الامور ستأخذ منحى شديد السلبية بعد المواقف الاخيرة، فكان القرار بإحداث «تكويعة» او «تنفيسة» في مكان ما، لمنع تدهور الامور ولتحصين المبادرة الفرنسية.

 

مشاورات عون

وبرزت في هذا السياق مبادرة رئيس الجمهورية الى اجراء مشاورات مع الكتل النيابية، حيث باشر بها بعد ظهر امس، وشملت النائب فريد الخازن ممثلاً «التكتل الوطني»، رئيس «الكتلة القومية الاجتماعية» النائب أسعد حردان، النائب فيصل كرامي ممثلاً «اللقاء التشاوري»، رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، النائب سمير الجسر ممثلاً كتلة «المستقبل».. على أن يستكمل اليوم لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية للغاية عينها.

ووصفت مصادر معنية بهذا الامر هذه المشاورات، بأنّها تعويضية عن المشاورات التي لم يجرها الرئيس المكلّف، والذي بدا في عملية تأليف حكومته، أنّه كسر القاعدة المعتمدة بالتأليف وذهب الى حكومة من دون التشاور مع القوى السياسية.

وفيما ادرجت مصادر متابعة لهذا الملف مبادرة رئيس الجمهورية الى اجراء مشاورات مع القوى النيابية والسياسية، في سياق تليين مواقف هذه القوى، اكّدت مصادر مطلعة على خلفية الموقف الرئاسي، انّ خطوة الرئيس عون هي لمساندة الرئيس المكلّف في حلحلة نقاط لها علاقة بالملف الحكومي ككل وليس بالتشكيل، لأن هناك نقاطاً عُلّقت وخصوصا التمثيل الشيعي، المداورة وآلية تسمية الوزراء.

ولفتت المصادر، الى أنّ الغاية الاساس منها هي الاستماع الى آراء تلك القوى، وفي ضوء مواقفها يبني موقفه لجهة القبول بالمسودة التي سيطرحها عليه اديب او رفضها.

وأشارت المصادر الى انّ قرار رئيس الجمهورية بإجراء المشاورات هو سابق للقائه مع الرئيس المكلّف أمس، وحتى ولو انّه قد تسلّم منه مسودة للحكومة، فسيبادر فوراً الى ان يطلب منه التريث لإجراء المشاورات على اساسها، بحيث يعرضها على الاطراف التي سيتشاور معها والوقوف على موقفها مباشرة، لجهة انّها مقبولة ويمكن لها ان تقلع، او العكس. وطالما انّ رئيس الجمهورية لم يتسلّم المسودة، فإنّ مشاوراته مع الكتل ستأتي على قاعدة انّ الرئيس المكلّف حدّد مبادئ معينة لتشكيل الحكومة؛ اي حكومة اختصاصيين يسمّي وزراءها مع إجراء مداورة في كل الحقائب. وبالتالي الاستماع الى موقف الكتل.

وبحسب المصادر، فإنّ رئيس الجمهورية، الذي يميل الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، سيبلغ قراره النهائي الى اديب في لقائهما المقبل بناء على مواقف تلك القوى.

واشارت المصادر، الى انّ رئيس الجمهورية يميل ايضاً الى ان يليّن الثنائي الشيعي موقفهما، وسألت: «لنفرض انّ الثنائي اخذ ما يريده وسقطت المبادرة الفرنسية فماذا لديهما ليقدماه كبديل؟».

وتمنّت المصادر ان يتعاطى الثنائي مع ملف التأليف بالشكل الذي تعاطى فيه الرئيس عون، «فالأساس بالنسبة الى رئيس الجمهورية هو الّا تضيع الفرصة الفرنسية، ذلك انّ سقوط المبادرة سيأخذ البلد الى تداعيات خطيرة وكبيرة جداً. ومن هنا، رئيس الجمهورية لا يتعاطى مع هذه المسألة من منطلق سياسي تقليدي وصلاحيات وما الى ذلك، بل يتعاطى معها كوضع استثنائي وحكومة استثنائية وفرصة انقاذية، على المستوى الذي أتيح عبر المبادرة الفرنسية. فالآن المرحلة هي مرحلة اقتصادية مالية ولا مرحلة اعراف ولا مرحلة دستور، فلنتجاوز كل شيء ولنعتبر الحكومة ارادياً حكومة انتقالية محدودة الوقت والمهمات».

على أنّ اهم ما تلفت اليه المصادر الانتباه في هذا المجال، هو انّ «السنوات الاربع من عمر العهد يمكن اعتبارها سنوات عجاف لم يتحقق منها شيء، ورئيس الجمهورية يريد ان يكمّل عهده بالحدّ الاعلى من الفاعلية، وهو تبعاً لذلك، في هذه المرحلة فإنّ اي اعتبار، حتى ولو كان متعلّقاً بـ»حزب الله» او غيره، لا يعلو لدى رئيس الجمهورية، على اعتبار انقاذ العهد، فهو يريد ان تنطلق حكومة فاعلة وانقاذية واصلاحية، ولا يمكن ان يقبل بشكل من الاشكال ان يكمّل عهده بحكومة تصريف اعمال، والبلد مفلس ولا يوجد معنا ليرة».

 

العقدة الشيعية

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، انّ العقدة الشيعية ما زالت مستحكمة، ولا تؤشر اجواء الثنائي حركة «امل» و«حزب الله»، الى ليونة في موقفهما، ولا سيما ما يتعلق بوزارة المالية، لجهة عدم القبول بالتنازل عنها، او ما يتعلق بما يعتبرانه حقهما في تسمية الوزراء الشيعة في الحكومة.

وفيما لا يبدي فريق التأليف اي تجاوب مع مطلب الثنائي، بل يؤكّد اصراره على تشكيل حكومة ضمن الآلية التي حدّدها، ومن دون حصر حقيبة وزارية بطائفة معينة او فريق معين، اكّدت اوساط الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية»، انّ «الكرة ليست في ملعبنا، هناك مسلّمتان ثابتتان هما وزارة المالية والحق في تسمية الوزراء الذين سيمثلون الطائفة، ودونهما فإنّ قرار عدم المشاركة في الحكومة نهائي، وليشكلّوا الحكومة من دوننا، واي حكومة تتشكّل بهذه الطريقة لا تعنينا».

ولخّصت اجواء الثنائي الموقف من مسار التأليف بقولها: «لا حكومة من دون حق الطوائف والكتل النيابية في التمثيل واختيار الأسماء. ولا حكومة من دون إسناد وزارة المال للطائفة الشيعية». مشيرة الى انّ ما كان مسموحاً به من قبل ضمن هامش التسهيل الى أقصى الحدود لم يعد مقبولاً الآن، بعدما اتضح انّ العملية اخذت مساراً مختلفاً، وبيّنت نوايا القفز فوق المسلّمات وحشر القوى السياسية، إما أن تقبلوا بما نطلبه وإما تتحمّلون مسؤولية فشل المبادرة الفرنسية امام اللبنانيين والعالم».

 

الطرفان محشوران

في هذا الوقت، اكّدت مصادر سياسية لــ«الجمهورية»، انّ استعصاء العقدة الشيعية مردّه الى انّ الطرفين، اي الثنائي الشيعي وفريق التأليف محشوران، فلا الثنائي قادر على ان يتراجع بعد رفع اعتراضه الى السقف العالي، ولا فريق التأليف قادر على ما يعتبره التنازل للثنائي والقبول بشرطهما، فهذا ينسف كل الاساس الذي وضعه لحكومة اعلن انه يريدها حكومة اختصاصيين بمنأى عن السياسيين، وبالتالي إن قبل بالشرط الشيعي فذلك سيفتح ابواب الشروط من الاطراف الاخرى.

تبعاً لذلك، تشير المصادر الى معلومات موثوقة حول حركة اتصالات مكثفة ستجري في الساعات المقبلة، يحضر فيها الجانب الفرنسي على خط الثنائي الشيعي، وتحديداً مع الرئيس نبيه بري، علماً انّ الجانب الفرنسي لا يماشي الثنائي الشيعي في ما يطرحانه، وكذلك عودة الى التواصل السياسي السنّي مع الثنائي الشيعي سعياً الى تليين الموقف، وربما الوصول الى قواسم مشتركة، من شأنها ان تزيل اي شروط او تحفظات تمنع ولادة الحكومة.

 

6 سيناريوهات

في موازاة ذلك، تؤكد المصادر انه في موازاة هذه المعركة المحتدمة بين فريق التأليف والثنائي الشيعي، هناك 6 سيناريوهات محتملة:

الأول، ان يصرّ الثنائي الشيعي وفريق التأليف على موقفهما، وهذا معناه انّ المواجهة قاسية.

الثاني، أن يتراجع الثنائي الشيعي، وهذا لا يبدو ممكناً لأنه سيدخلهما في إحراج في طائفتهما ومع جمهورهما بالدرجة الأولى الذي بات مشدود العصب مع الشروط التي وضعاها.

الثالث، ان يتراجع فريق التأليف، الّا انّ هذا التراجع مكلف جداً بالنسبة إليه، ويشكل كسرة معنوية له تفتح عليه باب التراجعات ولا تقفله.

الرابع، ان يتراجع الجميع ويتم تركيب حكومة على شاكلة حكومة حسان دياب، اي انّ كل طرف سياسي يسمّي من يمثّله في هذه الحكومة ولو تحت غطاء اختصاصيين وليس حزبيين، وبمعنى أوضح يصبح لكل طرف سياسي وزيره او وزراؤه في الحكومة يديرهم بالريموت كونترول.

الخامس، ان يصرّ فريق التأليف على موقفه، ويسلم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية مؤلفة بشروطه، فلا يقبلها رئيس الجمهورية باعتبار انها لا تتمتع بقوة التقليع. وفي هذه الحالة يعتذر الرئيس المكلف عن الاستمرار في مهمته. ومعنى ذلك فتح الباب على المجهول.

السادس، ان يقبل رئيس الجمهورية المسودّة الحكومية التي سيقدمها له الرئيس المكلف، ويحيل أمر الاشتباك معها الى مجلس النواب على ساحة الثقة، وهذا من شأنه ان يفتح الاحتمال على سقوط الحكومة بالثقة، او بالميثاقية سواء حجب النواب الشيعة الـ27 الثقة عنها، او غابوا عن الجلسة، وهذا معناه ايضاً فتح الباب على المجهول.

وتبعاً لهذه السيناريوهات، اكدت مصادر فريق التأليف لـ»الجمهورية»: انّ كل الهدف من تشكيل حكومة الاختصاصيين هو إبعاد العامل السياسي وعدم فتح الباب للتدخلات في عملها، الّا انّ الشروط التي يطرحها الثنائي الشيعي تعيد الامور بشكل او بآخر للعودة الى حكومة تشبه حكومة حسان دياب. وهو بذلك يخاطر بالمبادرة الفرنسية، حيث اذا ما استمر التعطيل والتعقيد، ففرنسا ليست تحت أمرنا إذ قد تصل الى لحظة تقرر فيها ان تنفض يدها من لبنان وتقول لنا تدبّروا أمركم. وساعتئذ هل ثمة من يقدّر ما قد يحصل بالبلد على كل المستويات، وخصوصاً على المستويين الاقتصادي والمالي؟

 

تعثر موقت

الى ذلك، اكدت اوساط فريق التأليف أنّ الحكومة أصيبت بنوع من التعثّر الموقت، الذي لن يتعدى حدود ايام قليلة جداً.

ولفتت المصادر الى انّ الحكومة التي ستتشكّل هي فرصة للبلد، وهي في الوقت ذاته مريحة للشريك الخارجي وتحديداً الفرنسي في تأليفها، بوصفها فرصة الانقاذ الفرنسية للبنان، التي راهَن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برصيده الشخصي والسياسي كـ»صولد» على الطاولة الرئاسية في قصر الصنوبر.

ولفتت المصادر الى انّ الرهان الاساس للرئيس الفرنسي يبقى قائماً على المهمّات الحساسة التي تنتظر «حكومته» في لبنان، لتثبت فيها قدرتها على ان تكون بحجم هذا الرهان، الذي ربطه ماكرون بسلّة واسعة من المهمّات التي تنتظر الحكومة على مختلف الصعد، بدءاً باحتواء آثار الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، واستكمالاً بالتصدي للأزمة الاقتصادية والمالية، بما تتطلّبه من خطوات إصلاحية سريعة، تستعيد من خلالها التوازن الداخلي، وتعيد في الوقت نفسه تسليط «البروجيكتورات» الدولية تجاه لبنان، وتفتح ابواب المساعدات التي ربطها المجتمع الدولي بإتمام الاصلاحات.

وأشارت المصادر الى انّ الرئيس ماكرون أعاد التأكيد في سلسلة الاتصالات التي أجراها في الساعات الماضية مع العديد من الشخصيات اللبنانية على أنّ باريس مصمّمة على إنجاح الحكومة في القيام بمهمّاتها بالشكل المحدّد لها وفق خريطة الطريق التي رسمها الإيليزيه، والتي يفترض ان يلمس الشعب اللبناني انعكاساتها الايجابية في القريب العاجل، وانتقالاً تدريجياً من وضعه البائس الذي هو الأصعب في تاريخه، الى الانتعاش الملموس. وتحقيقاً لهذا الهدف، فإنّ ماكرون أكد في حديثه مع العديد من المسؤولين في الساعات الأخيرة، على أنّ باريس ستكون حاضنة للحكومة وحاضرة معها لتحقيق ما يتطلّع إليه اللبنانيون.

ولفتت المصادر الى انّ باريس تعوّل على الحكومة في أن تكون مغايرة لكلّ النماذج الحكوميّة السابقة، ولا سيما من حيث أدائها ومقاربتها للأولويات وعدم استنساخ آثام الحكومات السابقة وموبقات المحاصصة والصفقات ومحميات الفساد. (مع الاشارة هنا الى انّ تشكيلها يتم بالشراكة الكاملة مع أطراف كان لها ارتباط مباشر بالعديد من الحكومات السابقة المتهمة بارتكابات).

على أنّ السؤال الكبير الذي يطرح في موازاة هذه الحكومة، هو هل ستستطيع بتركيبتها الاختصاصية وبوجوهها الحمائمية كلّها، أن تحكم وتنجز في وضع لبناني معقد سياسيّاً وغارق في الأزمات المتعددة الالوان والاشكال؟

كما انّ السؤال الأهم، الذي يواجه هذه الحكومة: هل ستتمكن من احتواء ارتدادات الطريقة التي شكلت فيها بمعزل عن القوى السياسية، وبعض هذه القوى يعتبر نفسه مستهدفاً بصورة مباشرة كالثنائي الشيعي، بخلق أعراف جديدة، وانتزاع حقيبة المالية من الحصة الشيعيّة في الحكومة؟

 

يد ممدودة

في هذا السياق، قالت مصادر مشاركة في تأليف الحكومة لـ«الجمهورية»: كما هو واضح، فإنّ الحكومة ليست سياسية، وليس فيها أيّ تمثيل سياسي أو حزبي، ما يعني انّ كلّ الأطراف السياسية خارجها، بل هي حكومة تضم مجموعة كفوءة من الاختصاصيين في شتى المجالات، وهذه هي نقطة قوتها الاساسية، وأحد أهم عناصر نجاحها في أداء ما هو مطلوب بعيداً عن اي مداخلات او معطلات كما يحصل في التجارب الحكومية السابقة، والتي يجب ان نعترف انّها كانت فاشلة، وراكمت كل عناصر وأسباب الازمة التي يعانيها لبنان.

ولفتت المصادر الى انّ الحكومة تمدّ يدها الى كل الاطراف، وبتركيبتها الإختصاصية لا تشكل استفزازاً لأحد، بل على العكس، فإنّ مهمتها ليست سياسية، ولا تنافسيّة مع اي طرف، بل انّ مهمتها محددة بهدف وحيد هو إنقاذ البلد، وبالتأكيد هذا الهدف يشكل نقطة إجماع بين جميع اللبنانيين.

وأشارت المصادر الى انّ هذه الحكومة تأسيسيّة لزمن لبناني جديد، عنوانه الإصلاح والدولة النظيفة، وهذا الهدف يتحقق بتعاون الجميع، وخصوصاً بين الحكومة ومجلس النواب، حيث انّ أمامنا عملاً مشتركاً في إنجاز مجموعة كبيرة من القوانين التي تبنى عليها الاسس المتينة للاصلاح المنشود.

 

مطاردة الارهابيين

أمنياً، وبعد ايام قليلة على توقيف إرهابي على صلة بجريمة كفتون في 21 آب الفائت، نفذت وحدات من الجيش عملية ضد الارهابيين، حيث طاردت خلية إرهابية في منطقة البداوي في الشمال وتمكنت من قتل الرأس المدبّر للخلية الارهابي خالد التلاوي، فيما استشهد 4 عسكريين.

وجرى قتل التلاوي خلال مداهمات ليلية في المنطقة، بعد اعتداءات نفذتها الخلية على عناصر مخابرات الجيش ليل الاحد الاثنين في بلدة كفرحبو – الضنية، بعد فراره مع 3 عناصر كانوا معه في اتجاه الضنية، إثر عدم امتثالهم لأوامر حاجز الجيش عند مدخل بلدة عشاش – قضاء زغرتا.

وتشير المعلومات الى انه على بعد 400 متر من هذا الحاجز، أردى الجيش التلاوي قتيلاً، حينما حاول الفرار بعد مداهمة شقة في البداوي تعود إلى المدعو عبد الرحمن الرز، واختبأ فيها الارهابيون. وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أنّه «إلحاقاً ببيانها السابق المتعلّق بعملية الدهم في منطقة جبل البداوي حيث ألقى رأس الخلية الإرهابية التي نفذت عملية كفتون، المطلوب خالد التلاوي، رمّانة يدوية وأطلق النار على عناصر الدورية ما أدى إلى استشهاد 3 عسكريين وإصابة رابع بجروح بليغة أدّت إلى استشهاده لاحقاً، فقد طاردت وحدات الجيش الخلية الإرهابية التي فرّت من المنطقة في اتجاه محلّة رشعين – طريق بنحي عند الساعة 3.30 فجراً، وعمدت إلى تطويق المحلّة المذكورة حيث اختبأ الإرهابيون. وخلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار في اتجاه أحد العسكريين الذي ردّ عليه بالمثل، ما أدى إلى مقتله على الفور، وتجري ملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية لتوقيفهم».

 

توتر بين «القوات» و»التيار»

وليلاً، وقع إشكال كبير بين أنصار «القوات اللبنانية» ومحازبين من «التيار الوطني الحر» أمام الأمانة العامة لـ»التيار الوطني الحر» في محلّة ميرنا الشالوحي، واستمر لأكثر من ساعة ونصف.

وفي التفاصيل، أنه لدى مرور موكب تابع لمناصري «القوات اللبنانية» وإطلاقه الشعارات لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل، استنفر مناصرو «التيار» وتجمعوا بالقرب من المركز، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويحاول الفصل بين الطرفين. وسمع إطلاق نار متقطع في محيط المركز، واستقدم الجيش تعزيزات إضافية وأقام حاجزاً بشرياً للفصل بين الطرفين، قبل أن يسود الهدوء الحذر.

وتعليقاً، صدر عن اللجنة المركزية للاعلام في «التيار الوطني الحر» بيان جاء فيه: «إنّ «التيار الوطني الحر» يعتبر ما حصل اعتداء مرفوضاً على حرمة مقرّه العام وعلى كرامة مناصريه، ويضع هذا المشهد بكل تفاصيله أمام الرأي العام ليحكم ويميّز بين مدرستين ونهجين. وهو في الوقت الذي لن ينجَرّ فيه الى محاولة التوتير التي يسعى إليها جعجع، يؤكّد انّ زمن إخافة مجتمعنا وترهيبه من قبل قلّة مسلّحة لن يعود بوجود «التيار الوطني الحر». وهو يطلب من القوى العسكرية والامنية تحمّل مسؤوليّاتها ومنع هذه الحالة الشاذة، على أن يحتكم الى القضاء لأنه مؤمن بدولة المؤسسات والقانون لا بمنطق الشارع والميليشيا».

 

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«لقاء تشاوري» حول الحكومة بين عون وأديب… وجهود لتذليل «العقدة الشيعية»

 

تحت عنوان «التشاور» عقد رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون من دون أن يتم طرح التشكيلة الحكومية أو البحث في الأسماء، فيما لا تزال الجهود تبذل على أكثر من خط لتذليل العقدة الأساسية التي باتت ترتكز على التمثيل الشيعي وتمسك «حزب الله» و«حركة أمل» بوزارة المال.

وأطلق رئيس الجمهورية أمس (الاثنين) مشاورات شملت الكتل النيابية الممثلة في البرلمان وبحث معها في «مخارج الأزمة القائمة»، كما أكد أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط»، أن عون لم يطرح أفكارا معينة، لكنه عرض مخاطر الوضع القائم، مبديا عزمه التشاور مع الجميع للخروج من الأزمة. وقالت مصادر شاركت في اللقاءات إن الهدف الأساسي منها عدم حشر الثنائي الشيعي بالتشاور معه من دون غيره، وبالتالي دعوتهما من ضمن الكتل النيابية الأخرى.

وبعد اللقاء قال أديب إنه التقى الرئيس عون «لمزيد من التشاور». وعن موعد تأليف الحكومة أجاب: «إن شاء الله خير».

وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية أن أديب أطلع عون على المستجدات والاتصالات التي يجريها لتشكيل الحكومة العتيدة.

ومع بدء العد العكسي للمهلة الفرنسية التي كان قد منحها الرئيس إيمانويل ماكرون للأفرقاء اللبنانيين لتشكيل الحكومة، قالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن المهلة لا تنتهي اليوم الثلاثاء إنما في 16 أو 17 الشهر الجاري مع تأكيدها على أنها ليست ملزمة ويبقى الأهم نجاح الجهود لتذليل العقد، من تمثيل الثنائي الشيعي إلى المداورة في الحقائب إضافة إلى تولي الوزير أكثر من حقيبة، مضيفة «لذا وبانتظار ما ستنتهي إليه الجهود لم يقدم أديب تشكيلته في لقائه مع عون ولم يطرح أسماء أو صيغة حكومية، بل كان هناك تشاور حول دور الحكومة وبرنامجها في هذه المرحلة»، مشيرة في الوقت عينه إلى أن رئيس الجمهورية يقوم بمشاورات مع رؤساء الكتل أو ممثليهم حول هذه النقاط العالقة.

وفي المقابل، قالت مصادر مطلعة على مساعي تأليف لحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن «أديب لا يزال مصرا على المداورة في الحقائب وعدم تخصيص وزارة معينة لطائفة أو قوة سياسية معينة».

وباشر عون مشاوراته على أن يستكملها اليوم، واستقبل لهذه الغاية، كلا من النائب فريد الخازن ممثل «التكتل الوطني»، ورئيس «الكتلة القومية الاجتماعية» النائب أسعد حردان، والنائب فيصل كرامي ممثل «اللقاء التشاوري»، ورئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، والنائب سمير الجسر ممثل كتلة «تيار المستقبل».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان عون لم يتطرق الى اسماء الوزراء، وحرص على ان لا يظهر بمظهر المتعدي على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، لكنه ركز على أمرين، الاول هو مدى القبول بتخصيص وزارة المال للطائفة الشيعية، والثاني هو مدى القبول باختيار الرئيس المكلف الوزراء من دون استشارة القوى السياسية. وقد اجابه الجسر بأن لا نص دستورياً يتيح تخصيص وزارة لطائفة، وان الأمر يحتاج تعديلًا دستورياً. وأكد الجسر حق الرئيس المكلف باختيار فريق عمل متجانس، ويعود لمجلس النواب منح الثقة أو حجبها،

وأنه منذ اتفاق الطائف حتى اليوم تسلم وزارة المال سبعة وزراء من غير الطائفة الشيعية.

وبعدما كانت المعلومات تشير إلى أن أديب كان يتجه إلى تقديم تشكيلته الحكومية أمس، ليعود بعدها ويعلن الطرفان أن اللقاء اقتصر على التشاور، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر سياسية قولها إن «أديب يحرص على تأمين أوسع احتضان لحكومته المنتظرة ولا يريدها حكومة تحدّ أو مواجهة، لا سيما أن مهمّتها الإنقاذية تحتاج أكبر إجماع وتعاون من قبل القوى السياسية كافة». ويبدو، وفق المصادر، أن هذا الإجماع مفقود، لا بل حلّ مكانه في الساعات القليلة الماضية، نوع من «الغضب» و«الحرد». فموقف الثنائي الشيعي، الذي عبّر عنه بوضوح رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أعلن فيه عدم المشاركة في الحكومة، لم يكن من باب التسهيل أو المرونة، بل حمل في تحذيرا من أن هذه الحكومة إذا تشكّلت من دون «الممثلين الحقيقيين للشيعة»، قد لا تجتاز امتحان «الثقة» في البرلمان، أو أن مشوارها لن يكون سهلا.

من هنا تشير المصادر إلى أن أديب فهم الرسالة «ولأنه لا يريد كسر أحد، قرر على ما يبدو التريث، لإجراء مزيد من المشاورات مع الكتل السياسية والوقوف على مخاطرها. فبدأ هذا المسار مساء أول من أمس، باتصال أجراه برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ويبدو أنه سيستكمل جولة اتصالاته هذه في الساعات المقبلة ورئاسة البرلمان محطة أساسية ضمنها، حيث سيسعى إلى التوصل إلى صيغة وسطية في شأن حقيبة المال التي يتمسك بها الثنائي». ووفق المصادر، فإن أديب في الفترة الزمنية الإضافية التي افتتحها اليوم، سيقف على خاطر القوى السياسية، لكن من ضمن «الأطر» التي يحددها وهي حكومة اختصاصيين مصغرة.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مشاورات عون تطيح المادة 64 وتحوّل التأليف إلى متراس بوجه الرئيس المكلف!

الأليزيه يقترب من موقف حاسم.. وحرائق على طريق المطار وتوتر بين البرتقالي و«القوات» ليلاً

 

«التريث» للتشاور، يعني لبنانياً، ان الكتل النيابية لم تنهِ خياراتها في ما خص قبول الصيغة الحكومية المقترحة وبكلمة عدم الجهوزية، اما فرنسياً فتأخير ولادة الوزارة، يعني «بداية نكث» بالوعود التي قطعت امام الرئيس ايمانويل ماكرون، بقبول ولادة حكومة، على مثال المبادرة الفرنسية وصورتها، أي مصغرة، واختصاصيين، لا مكان فيها للولاء الحزبي، أو الشخصي أو سائر الولاءات، التي شكلت في ازمنة سابقة، وحكومات سابقة احصنة طروادة، للضغط والابتزاز، والاستقالة عند الحاجة.

 

من هذه الزاوية بالذات، ذكرت مصادر الاليزيه ان الرئيس ماكرون سيتصل بالرئيس المكلف مصطفى أديب ليطلع منه مباشرة على ما آلت إليه مشاورات تأليف الحكومة.

 

ولفتت المصادر إلى ان الرئيس الفرنسي دعا قادة الأحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر إلى الالتزام بما تعهدوا به امامه من تسهيل ولادة الحكومة.

 

وفي السياق، اكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ جميع القوى السياسية اللبنانية بحاجة إلى الوفاء بتعهدها بتشكيل حكومة على وجه السرعة.

 

وردا على سؤال حول ما إذا كانت باريس ستقبل التأجيل في تشكيل الحكومة، قالت المتحدثة أنييس فون دير مول: إنه تم تذكير القوى السياسية اللبنانية مرارا بضرورة تشكيل حكومة بسرعة، لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية.

 

وأضافت: كل القوى السياسية اللبنانية أيدت هذا الهدف. والأمر متروك لها لترجمة هذا التعهد إلى أفعال دون تأخير. إنها مسؤوليتها.

 

اما لبنانياً، فأنقلب الموقف رأساً على عقب، وفوجئت الأوساط السياسية والدبلوماسية بموقف غير مسبوق، وخطوة تطرح أكثر من علامة استفهام، ليس في توقيتها وحسب، بل في نتائجها الميثاقية والدستورية والسياسية..

 

وتتمثل الخطوة بمشاورات بدأها الرئيس ميشال عون مع رؤساء الكتل النيابية، وهي تشكّل تجاوزاً جدياً لنص المادة 64 من الدستور الفقرة الثانية، التي تنص على معرض تحديد صلاحيات رئيس مجلس الوزراء على: «يجري (رئيس المجلس) الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها.. إلخ»..

 

فما المعنى من خطوة بعبدا، والمبادرة إلى المشاورات التي عزت مصادر بعبدا الاقدام عليها إلى ان «عون يقوم بالمشاورات بعدما أبلغه الرئيس المكلف ان ثمة عراقيل وعقدة تتصل بالمداورة، فكان لا بدّ من استشراف مواقف رؤساء الكتل في موضوع تأليف الحكومة لأستجماع الأراء والخلاصات والأجتماع مجددا مع رئيس الحكومة المكلف عله يأتي هذه المرة بتوليفة حكومية مع أسماء تمهيدا لأسقاط الأسماء على الحقائب وعدد الوزراء كي يصار الى الألتزام بالمبادرة الفرنسية.

 

ولفتت الى ان الرئيس عون ملتزم بالمبادرة الفرنسية كمبادرة انقاذية اصلاحية بأمتياز مشيرة الى ان الحاجة أصبحت ملحة للأصلاح ومعالجة تداعيات الأنفجار والتحقيق الشفاف والأزمة الأقتصادية والمالية البنيوية وصندوق النقد الدولي ومؤتمر سيدر والمؤتمر الذي ينوي الرئيس ماكرون عقده من اجل لبنان في ١٥ تشرين الأول المقبل والمهل ضاغطة الا انه لا يمكن القيام بأي هفوة في المبادرة الفرنسية ولا يراد ان تؤدي هذه المبادرة كما ان الرئيس الفرنسي لا يريد ان تؤدي الى اشكال داخلي كبير في ما يتعلق بالمواقع او المداورة او تكريس اعراف.

 

واوضحت ان رئيس الجمهورية يستكمل مشاوراته اليوم وهناك جلسة اخرى مع الرئيس المكلف لإطلاعه على موقف الأكثرية والعقد لأن التكليف تم بأكثرية مريحة ومن المهم ان يتم التأليف بموافقة أكثرية مريحة ايضا لأن هناك ثقة مجلس النواب مشيرة الى ان هدف هذه المشاورات الأتيان بخلاصات تبلغ من الرئيس المكلف والفرنسيين الأصدقاء الذين يبادرون في سبيل فتح برامج المساعدات للبنان اصلاحيا والمحصلة تظهر اليوم.

 

ومع التسليم بأن رئيس الجمهورية ليس فقط للتوقيع على التشكيلة، أي تشكيلة، الا انها المرة الأولى منذ الطائف التي يقدم عليها رئيس جمهورية باجراء مشاورات مباشرة مع رؤساء الكتل، يمكن ان تأتي نتائجها خلافاً لما هو مرجو منها، فتشكل عندها متراساً بوجه الرئيس المكلف، بإعلان نتائج التصويت على الثقة سلفاً، أو رفض التشكيلة إذا جاءت خلافاً للمشاورات، أو حشر الرئيس المكلف في الزاوية لا حراجة وإخراجه..

 

وكان الرئيس اديب قدم أمس الى الرئيس عون تصوره غير المكتوب للحكومة الجديدة من خلال نتائج الاتصالات التي يجريها لتشكيل الحكومة العتيدة.

 

وبعد اللقاء، اوضح الرئيس اديب للصحافيين، انه التقى الرئيس عون «لمزيد من التشاور». وردا على سؤال عن موعد تأليف الحكومة، قال: «ان شاء الله خير».

 

وذكرت مصادر مواكبة للقاء ان الرئيس المكلف لم يعرض تشكيلة نهائية للحكومة انما عرض افكارا وتصوراً عاماً مع بعض الاسماء للتوزير. وان المشاورات ستتواصل، وعند نضوج الصورة سوف يلتقي الرئيس المكلف مجدداً الرئيس عون، وسط توقع بحصول لقاء بين أديب والثنائي الشيعي في خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

لكن التطور الاخر المهم الذي حصل، ان الرئيس عون التقى بعد اجتماعه بالرئيس أديب، عدداً من النواب ممثلي الكتل، بناء لطلب منه وكبداية لمشاوراته التي قرر إجراءها مع الكتل النيابية للوقوف على رأيها في موضوع تشكيل الحكومة، بعدما تمنّع الرئيس أديب عن القيام بهذه المشاورات، وهو ما كان موضع امتعاض عون ومعظم الكتل.

 

ولهذه الغاية، استقبل الرئيس عون تباعا: النائب فريد الخازن ممثلاً «التكتل الوطني»، رئيس «الكتلة القومية الاجتماعية» النائب أسعد حردان، النائب فيصل كرامي ممثلا «اللقاء التشاوري»، رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، النائب سمير الجسر ممثلا كتلة «المستقبل». ويستكمل الرئيس عون قبل ظهر اليوم لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية للغاية عينها.

 

وعُلِم أن عون طرح على ممثلي الكتل أسئلة تتعلق بشكل الحكومة والمداورة في الحقائب الوزارية وكيفية وصلاحية تسمية الوزراء وهل يمكن للرئيس المكلف تسمية وزراء نيابة عن الاطراف السياسية ورئيس الجمهورية، وقال ان البلاد تمر بظروف واوضاع خطرة تستوجب التعاون، وان المداورة لم تعتمد في الحقائب الوازرية منذ 15 سنة، علما ان الدستور لا ينص على احتفاظ طائفة معينة بحقيبة معينة.

 

وحسب المعلومات، كان رد النواب حول موضوع المداورة بالحقائب: ماذا يقول الطائف؟ فرد عون: ان لا حقيبة مخصصة لطائفة معينة. فقال النواب: اذا نحن مع الطائف، فيما اكد كرامي انه برغم ذلك فالأولوية تبقى للاستقرار الداخلي وعدم خلق توترات كبيرة.

 

واوضح النواب ان حصر حقيبة وزارية ليس ميثاقياً، وما اتفق عليه حول الميثاقية تم دمجه في دستور الطائف، وقد طرح موضوع تخصيص المالية للشيعة في الطائف لكن تم استبعاده عن النقاش. والا لكان أدخل في الاصلاحات التي جرت لاحقاً.واذا كان لا بد من اعتماد هذا الامر فيجب تعديل الدستور لتخصيص الحقيبة لطائفة معينة.

 

وحول من يسمي الوزراء لا سيما المحسوبين على رئيس الجمهوية؟ سأل احد النواب عون: وهل وافقت على ان يسميهم الرئيس المكلف، فرد عون بالنفي قائلاً لهذا اسألكم. لكن النائب قال: ان تشكيل الحكومة يتم في الخارج، فنفى عون ذلك وقال لا، نحن نشكلها ونحن نشرف على اتصالات تشكيلها.

 

وقال نائب آخر: حسب الدستور الرئيس المكلف يشكل الحكومة بعد التشاور مع الكتل، والان الفرصة مؤاتية ولا تأتي مرتين فالمجتمع الدولي يقف معنا لكن لديه شروطه هذه المرة. ويجب علينا العمل على استعادة ثقة المجتمع الدولي وثقة الداخل اللبناني. واستعادة الثقة لا تتم بتركيبات قديمة غير دستورية وغير منتجة.

 

وجرى نقاش سياسي بين عون وكرامي، الذي اعتبر ان الخارج يضعنا امام خيارين كلاهما صعب في حال لم نلبِ شروطه، اما الانهيار المالي بوقف المساعدات واما حصول توترات داخلية، فقال عون: معك حق.

 

وعن طريقة تعامل اللقاء التشاوري مع الحكومة الجديدة؟ قال كرامي: نحن لم نسمِّ الرئيس اديب لأسباب ذكرناها في حينه، لكننا نتعامل مع المواضيع حسب طرحها، بمعنى نحدد موقفنا من كل قضية في وقتها، وهكذا بالنسبة لتشكيل الحكومة وبرنامجها ووزرائها وتوزيع الحقائب.

 

واعتذر تكتل «الجمهورية القوية» عن تلبية دعوة الرئيس عون إلى التشاور، باعتبار ان موقف الكتلة معروف..

 

كما أعلنت كتلة اللقاء الديمقراطي اعتذارها عن المشاركة في اللقاءات في القصر الجمهوري، المتعلقة بملف تأليف الحكومة، لأن ما يجري من مشاورات هو مخالف للأصول، ومحاولة للتنصل من المسؤولية ورميها على الكتل النيابية.

 

وقالت: ما يجري هو تخطي لاتفاق الطائف وتجاوز للصلاحيات المحددة بالدستور، والمطلوب الاستفادة من الفرصة الأخيرة، التي اتاحتها المبادرة الفرنسية، وتأليف حكومة إنقاذ تنفذ إصلاحات محددة وسريعة قبل الدخول في المجهول.

 

واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان فرملة في مكان ما تمت للملف الحكومي وبالتالي فأن اللائحة التي كان يفترض برئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى أديب حملها الى قصر بعبدا وتتناول تشكيلته الحكومية اخمدت في مهدها وما زيارته صباحا لرئيس الجمهورية الا للتشاور وايجاد المخارج، في الوقت نفسه كانت دوائر قصر بعبدا تعد برنامج المشاورات التي يجربها رئيس الجمهورية مع رؤساء الكتل النيابية لاسيما ان الفكرة تم تداولها في الساعات الماضية وتقضي بهذا التشاور.

 

وكشفت المصادر انه جرى بحثها بين عون واديب فذهب الرئيس المكلف الى اجراء المشاورات وباشر عون بدوره مشاورات مع الكتل التي ستمنح ثقتها للحكومة في مجلس النواب. وقالت ان الساعات الثماني والأربعين الماضية حملت مواقف وتطورات جمدت الملف الحكومي ومسار التأليف بالتالي وكان لا بد من تنفيس الجو.

 

وفهم من المصادر ان هذه المشاورات التي تستكمل اليوم بلقاء عون مع النواب نجيب ميقاتي ومحمد رعد وطلال ارسلان واغوب بقرادونيان تهدف الى حلحلة الأمور بأعتبار ان هناك نقاطا عالقة منها التمثيل الشيعي المداورة العدد وآلية تسمية الوزراء.

 

وبالتوازي مع مطلب بعبدا، وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مرسوم إعفاء مدير عام النقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي من مهامه ووضعه بتصرف رئاسة مجلس الوزراء، بعد قرار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت بتصرف رئاسة مجلس الوزراء، واستناداً إلى قرار مجلس الوزراء بتاريخ 10 آب 2020.

 

جمعية المصارف

 

وفي سياق داخلي شددت جمعية المصارف ان القطاع المصرفي غير متضخم كما يسوق فـ64 مصرفاً في لبنان هم فعلياً ضمن 38 مجموعة مصرفية في وقت ان أكبر 10 مصارف تشكّل 80٪ من حجم القطاع اما فيما خص الودائع فبين الوفد انها تتراجع بمعدل 500 مليون دولار شهرياً منذ الأزمة.

 

وأبدى الجانب اللبناني جهوزيته للمشاركة بالجهود لحل الأزمة شرط التوزيع العادل والمتوازن للجهود.

 

والاهم من إعادة تنظيم القطاع المالي يبقى بحسب جمعية المصارف إعادة تنظيم القطاع العام خصوصاً وأن المصارف ليست بحاجة لحزمة إنقاذ مالي وإنما تحتاج ان تدفع الدولة ما عليها من مستحقات للمصارف.

 

من جهتها، المطالب الفرنسية بالاصلاح والتحرك السريع كانت وبقيت واضحة.

 

1- إقرار الـCapital control.

 

2- توحيد سعر صرف الدولار.

 

3- إتمام المحادثات مع صندوق النقد الدولي.

 

4- التدقيق المالي بمصرف لبنان.

 

5- إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

 

6- الإصلاحات بقطاع الكهرباء والنقل والجمارك.

 

وفيما يبدو خطة إنقاذ بديلة بدأت تتبلور برعاية فرنسية تمهيداً لمؤتمر دولي لدعم لبنان ستنظمه فرنسا بالنصف الثاني من تشرين الأوّل 2020.

 

قنبلة موقوتة

 

وتجددت المطالبة بإيجاد حل لازمة الاكتظاظ في سجن رومية وحذّر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف من «قنبلة» داخل سجن رومية، بعد تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وأعلنت قوى الأمن الداخلي في نهاية الأسبوع تسجيل 22 إصابة داخل السجن، 13 منها في صفوف السجناء والتسعة الباقون من عناصر الأمن.

 

وقالت إنه تمّ نقل المصابين إلى مبنى للحجر تمّ تجهيزه في وقت سابق داخل السجن. وقال خلف إن «الفيروس داخل سجن رومية أشبه بقنبلة إنسانية لا أحد يستطيع أن يحملها»، في وقت يؤوي السجن نحو أربعة آلاف سجين، أي أكثر بنحو ثلاث مرات من قدرته الاستيعابية. وأظهر شريط فيديو مسرّب من السجن وتم تداوله على نطاق واسع ممراً ضيقاً ينام فيه عدد من السجناء من دون مراعاة أي تباعد اجتماعي. وفي غرفة ضيقة، ينام سبعة سجناء على الأقل على فرش على الأرض قرب بعضهم البعض. ودعا خلف الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ «تدابير فورية» على غرار «فصل السجناء الذين تظهر عليهم العوارض عن الآخرين»، لافتاً الى استعداد جمعيات عدّة لاجراء فحوص الكشف عن الفيروس ما من شأنه أن «يخفف القلق ويطمئن الناس كافة».

 

وتشكو السجون عموماً في لبنان، خصوصاً سجن رومية، من نقص في الخدمات الأساسية وشروط النظافة. وقال خلف إنّ تسجيل إصابات بكوفيد-19 يجب أن يكون «حافزاً لتحسين جودة الطعام والمياه لأننا نتحدث عن سجون غير لائقة ولا يعتد فيها بقيمة الإنسان أو كرامته».

 

وشدد خلف على أهمية تخفيف الاكتظاظ في السجن عبر خطوات عدة، «أكثرها سرعة وفعالية هو القضاء، الذي عليه بكل ما أوتي من وسائل قضائية وقانونية وحقوقية أن يسمح بتطبيق القوانين ويطبق اخلاءات السبيل، ما عدا الجرائم الشائنة الكبيرة والارهاب».

 

كما دعا وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري-كلود نجم إلى أن تحمل طلب إصدار عفو خاص في حالات محددة كالحالات المرضية مثلاً أو من انتهت محكوميتهم إلى الرئيس عون «الذي يملك صلاحية إصدار العفو الخاص» وهو ما من شأنه أن «يخفّف من حدة الاكتظاظ بشكل سريع».

 

ونفذ عشرات من أهالي سجناء رومية الإثنين اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، طالبوا خلاله بإصدار قانون العفو العام عن أبنائهم، معربين عن تخوفهم من تفشي الفيروس في السجون. وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن السبت العمل مع وزارتي الداخلية والدفاع لتأمين مستشفيين في البقاع ومستشفى في بيروت للسجناء والموقوفين.

 

وقطع محتجون ليلاً طريق المطار بالاطارات المشتعلة بالقرب من ألبان وأجبان جابر للمطالبة بالعفو العام.

 

توتر ليلاً في ميرنا الشالوحي

 

وشهدت منطقة محيط ميرنا الشالوحي، حيث وصل موكب من «القوات اللبنانية» ويرفع اعلام إلى المبنى المركزي للتيار الوطني الحر حيث ردّ الحراس بإطلاق النار في الهواء، بعد إطلاق الحجارة عليه.

 

واستقدم الجيش اللبناني إلى المحلة لتفريق الطرفين، ومنع التوتر بين الطرفين، بعد السباب الذي أطلق من قبل الطرفين واستحدث الجيش جداراً فاصلاً بين الطرفين.

 

وجرت اتصالات سياسية لوقف التوتر.

 

وجاء موكب «القوات» بعد احتفال لمناسبة استشهاد الرئيس بشير الجميل في 14 أيلول 1982 اقامته «القوات» في محلة الجميزة.

 

واتهم مصدر في التيار الوطني الحر «القوات» بافتعال مشكلة بشكل مقصود.

 

لكن وزير سابق في «القوات» اتهم التيار الوطني بإطلاق النار أولاً، على مسيرة سيّارة «للقوات».

 

واتهمت لجنة الإعلام المركزي في التيار الوطني الحر رئيس «القوات» سمير جعجع «بالغدر» داعياً الرأي العام للحكم بين نهجين وفريقين، وطالبت القوى الأمنية بتحميل مسؤولياتها، وكشفت عن اللجوء إلى القضاء ضد «القوات اللبنانية».

 

تشييع وتوقيف

 

وأمس شيع الجيش اللبناني شهداءه الأربعة من مديرية المخابرات الذين سقطوا خلال مداهمة شقة كان يتحصن فيها رأس المجموعة الإرهابية خالد التلاوي في جبل البداوي، وهو متهم بضلوعه بجريمة كفتون في الكورة.

 

وليلاً، أعلن الجيش اللبناني توقيف المطلوب عبد الرزاق وليد الرز، أحد أفراد الخلية الإرهابية.

 

24857

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، تسجيل 5 حالات وفاة و547 إصابة جديدة بفيروس كورونا مما رفع العدد التراكمي للاصابات منذ 20 شباط إلى 24857 حالة.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

«تهيب» فرنسي وراء تريث أديب… هل نجح «الثنائي» في افشال «الانقلاب»؟

ساعات حاسمة حكوميا وتراجع الرئيس المكلف عن مقاربته يسهل «الولادة»

الجيش يضرب الإرهاب وتحذير من «خلايا نائمة»… «قنبلة كورونية» في رومية

ابراهيم ناصرالدين

اعاد الجيش بشهدائه الاربعة توجيه البوصلة الداخلية الى مكامن خطر الارهاب الذي يعيد تنظيم نفسه على الساحة اللبنانية «بصمت»، بتوجيهات خارجية تريد اعادة توتير الداخل اللبناني على ايقاع التطورات المتلاحقة في المنطقة، ولولا تضحية «الشبان» الشجعان الذين سقطوا في بلدة كفتون، لكانت «المباغتة» الارهابية ستكون مدوية بعدما ترجح التقديرات ان المجموعة كانت مكلفة عملية تستهدف احداث ضربة قاسية للسلم الاهلي في البلاد، ومع الانجاز المحقق امنيا في الساعات القليلة الماضية، يمكن القول ان واحدة من الخلايا الارهابية باتت «خارج الخدمة»، ولكن ما ينتظرنا يبدو على درجة كبيرة من الخطورة وسط الانهيار الاقتصادي، والفراغ السياسي، الذي تسعى اكثر من دولة لاستغلاله داخليا…

 

في هذه الاثناء، ومع مواصلة تحليق عداد الاصابات «بكورونا»، وسط مخاوف من «قنبلة» صحية تطل برأسها من سجن رومية، لم تولد حكومة مصطفى اديب «الفرنسية»، وسط تضارب في المعلومات حول تطورات الشأن الحكومي ومصير المبادرة الفرنسية، لكن رهان البعض على «الوقت» لحشر «الثنائي الشيعي» ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر تقديم مسوّدة الحكومة العتيدة لم يحصل بالامس، في مؤشر على «تهيب» الجهات الخارجية، وفي مقدمها فرنسا، والاطراف الداخلية التي تدير التفاوض من خلف «الستار»، من الاقدام على «دعسة ناقصة» تفقد حظوظ نجاح المبادرة الفرنسية، وتدخل البلاد في «مجهول» لا احد يمكنه تحمل كلفته، خصوصا ان المواجهة مع «الثنائي الشيعي» مكلفة جداً ولا يمكن تحملها، خصوصا بعدما وصلت «الرسالة» بوضوح من قبل «الثنائي» الى كل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بأن ما لم يؤخذ في حرب تموز بالقوة العسكرية، لن يعطى بالقوة الناعمة في «زمن» العقوبات الاميركية، واذا ما اراد الفرنسيون النجاح على الساحة اللبنانية فعليهم الدخول من «الباب» وليس من «النافذة»، واذا كانت الحكومة العتيدة لتنفيذ الاصلاحات، فما معنى اذا استهداف مكون اساسي لا يزال يملك فائضا من القوة، يجعله لاعبا مقررا في لبنان والاقليم؟ وما لم تقدر عليه اسرائيل ومن ورائها اميركا لن تستطيع فرنسا تحقيقه عبر تدفيع «الثنائي» ثمنا سياسيا يتناقض مع الوقائع اللبنانية والاقليمية… فهل ستفتح هذه المعطيات «ثغرة» تسمح بولادة الحكومة العتيدة؟ هذا ما تتوقعه مصادر مطلعة فيما تبقى اخرى حذرة وتدعو الى التريث قبل الحديث عن انفراج؟

 

 سقوط الرهانات…

 

فبعد ساعات من التهويل حيال اتجاه الرئيس المكلف مصطفى اديب لتقديم مسوّدة الحكومة الى رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته امس قصر بعبدا، خرج بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة معلنا ان الجلسة كانت لمزيد من التشاور. ووفقا للمعلومات، ثمة قناعة بدأت تتولد لدى القوى الدافعة للتشكيل، بأن ولادة حكومة تحد او مواجهة، لن يكتب لها النجاح، وموقف «الثنائي الشيعي» بعدم المشاركة في الحكومة، حمل تحذيرا واضحا باحتمال عدم تجاوزها امتحان «الثقة» في البرلمان، واذا تشكلت ستكون عاجزة، والرهان على ان رئيس الجمهورية بات ملتزماً بالتوقيع على التشكيلة الحكومية التي سيقدّمها اديب، بعد التزام جبران باسيل بالمبادرة الفرنسية، آخذاً مسافة من الثنائي الشيعي، لم يعد رهاناً في مكانه، ولذلك سيسعى اديب الى التوصل الى صيغة وسطية في شأن حقيبة المال التي يتمسك بها «الثنائي»، واذا لم تنجح المحاولة فإنه سيضطر الى «الاعتكاف» وتحميل المعرقلين النتائج السلبية امام اللبنانيين والخارج.

 

 تغيير جوهري في مقاربة اديب؟

 

في المقابل، ووسط تتضارب في المعلومات حول مسار التطور الحكومي، علمت «الديار» ان تغييرا جوهريا سيطرأ على مقاربة اديب الحكومية من خلال تشغيل محركاته للتواصل مع مكونات الاغلبية النيابية، وبعد اتصاله بالنائب جبران باسيل، سيحصل التواصل مع «الثنائي الشيعي» للتعاون في ايصال الحكومة الى «بر الامان» وعلى قاعدة تثبيت وزارة المال للشيعة، على ان يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتنسيق مع حزب الله، تقديم لائحة تضم 3اسماء للحقيبة يختار منها اديب، مع الانفتاح على تقديم اسماء جديدة ما لم يتم التوافق على تلك الاسماء، ومن المتوقع ان تتبلور هذه الصيغة في الساعات القليلة المقبلة، بعدما اقتنعت باريس بصعوبة تجاوز «العقدة» الشيعية، وباتت اكثر مرونة في هامش الوقت مع تمديد مهلة التشكيل عدة ايام.

 

وقد لخصت اوساط سياسية بارزة في «الثنائي الشيعي» ما حصل خلال الساعات الماضية، بأنه فشل للانقلاب على المقاومة، وتأكيد ان التهويل والتهديد لا «ينفع»، والتعاون هو الطريق الصحيح لانقاذ البلاد من ازمتها الاقتصادية الخانقة بعيدا في الحسابات السياسية الضيقة ومحاولات استغلال الفرص لاضعاف مكون اساسي في البلد.

 

 تشدد «الثنائي» في المداورة

 

وتشير اوساط «الثنائي» الى ان حركة امل وحزب الله يعملان على انجاح المبادرة الفرنسية ومستعدان للتعاون والتسهيل، لكن ما يقوم به الاخرون هو افشال للمبادرة، واذا كانوا صادقين في دعمهم لهذه المبادرة ويريدون انجاحها، فما عليهم الا مراعاة التوازنات السياسية وعدم تجاوز مكون اساسي في البلد، واذا كان ثمة من يريد المداورة فلتكن المداورة شاملة في كل المواقع ومن دون استثناء، فلا الدستور ولا الطائف ينصّان على تحديد مواقع معينة لأي طائفة، لا على مستوى الرئاسات الثلاث، ولا على مستوى اي من وظائف الفئة الاولى الادارية والامنية والقضائية.وفي هذا الاطار، ساد الارتياح بالامس في عين التينة بعدما تجنب اديب حمل تشكيلة حكومية غير متفق عليها الى بعبدا ، ما يعني ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري فعل فعله…

 

هل يسحب «الغطاء السني»؟

 

من جهتها، ترفض مصادر «المستقبل» تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية التشدد في مواجهة «الثنائي الشيعي»، وتلفت الى ان رؤساء الحكومات السابقين تلقفوا المبادرة الفرنسية وتعاملوا بإيجابية معها، ومصطفى اديب ليس محسوباً عليهم، وهم لم يضعوا اي شرط انطلاقا من دقة المرحلة، وانطلاقا من هنا يؤيد الحريري معادلة خروج كل القوى الموجودة في السلطة من الحكم لفترة قصيرة. ووفقا لتلك الاوساط، في حال سقطت المبادرة الفرنسية، فإن الغطاء السني الذي منح للرئيس اديب لن يمنح لاي شخصية اخرى.

 

 باريس تدخل على «الخط»

 

وبانتظار الترجمة العملية لهذه الخلاصة الواقعية للتطورات، وبانتظار تجاوز «شياطين» التفاصيل، دخلت باريس علنا على خط التشكيل ودعت القوى السياسية اللبنانية التي ايدت تشكيل حكومة سريعاً الى ترجمة هذا التعهّد إلى أفعال من دون تأخير، وأشارت الخارجية الفرنسية الى ان الرئيس ماكرون دعا قادة الأحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر الى الالتزام بما تعهدوا به أمامه من تسهيل لولادة الحكومة، وقد صدر الموقف الفرنسي بعدما تراجع اديب عن حمل مسودة رسمية للحكومة الى بعبدا، اختار «التريث» بالاستناد الى المهلة «الماكرونية»، وحلّت محلها جولة مشاورات رئاسية اضافية مع رؤساء الكتل النيابية، والسؤال يبقى لماذا تولى الرئيس عون مهمة يجب ان تكون من مهام الرئيس المكلف؟ ولماذا «يكبل» اديب نفسه بقواعد غير مسبوقة تجعله اسيرا لمواقف واجراءات لن تؤدي الا لبقائه رئيسا مكلفا عاجزا عن التشكيل؟

 

 هل من «صيغة جاهزة»؟

 

وفي وقت باشر رئيس الجمهورية بعد ظهر امس مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية تنتهي اليوم حول التطورات الحكومية لتقريب وجهات النظر، تضاربت المعلومات حول قيام الرئيس المكلف بتقديم صيغة حكومية، غير رسمية، ففيما اشارت بعض المصادر انه لم يجر الحديث عن اي صيغة، اشارت مصادر سياسية مطلعة الى ان اديب اطلع عون على تصور غير رسمي لحكومة من 14 وزيرا، وابلغه ان المشكلة الرئيسية تكمن في حقيبة المال، وعندما ساله رئيس الجمهورية عن عدم قيامه بالتواصل مع «الثنائي الشيعي» لتذليل هذه العقبة، لم يقدم اديب اي جواب واضح متحدثا عن مقاربة جديدة يريد ان يكرسها في تشكيل حكومته، عندها ابلغه رئيس الجمهورية انه سيتولى بنفسه القيام بجولة استشارات نيابية، ناصحا اياه بتغيير مقاربته لانتاج حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات.

 

 عون يطرح 3 اسئلة؟

 

وفي هذا السياق، اكدت اوساط نيابية ان رئيس الجمهورية طرح 3 اسئلة على رؤساء الكتل الذين استقبلهم في بعبدا امس، وتمحورت حول رأيهم في المداورة في الحقائب، وعدد الوزراء طارحا عليهم صيغة الـ14 وزيرا، والسؤال الثالث عن موافقتهم ان يسمي رئيس الحكومة عنهم الوزراء المحسوبين عليهم سياسيا، وقد كانت حصيلة اليوم الاول من المشاورات واضحة، وعدا ممثل كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، ثمة اجماع لدى من التقاهم عون على رفض المداورة والتمسك بحقهم بتسمية الوزراء، كما فضلوا حكومة موسعة يكون فيها لكل وزير حقيبة، وذلك للحفاظ على اعلى مستوى من الانتاجية، وقد استقبل الرئيس عون النائب فريد الخازن ممثلا «التكتل الوطني»، رئيس «الكتلة القومية الاجتماعية» النائب أسعد حردان، النائب فيصل كرامي ممثلا «اللقاء التشاوري»، رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، النائب سمير الجسر ممثلا كتلة «المستقبل»، وفيما يقاطع نواب اللقاء الديموقراطي، والجمهورية القوية، الاستشارات، من المقرر ان يلتقي الرئيس عون اليوم من يمثل كتلة الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير. وفي السياق رفع رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان من سقف المطالب وغرد عبر حسابه على «تويتر»: قائلا إذا اعتمد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب إضافة إلى معيار الكفاءة كما يدّعون، فيصبح بديهياً إعطاء الدروز حقيبة سيادية وفقاً للمعايير المطروحة». وتابع: «وهنا على الأشباح المولجين بالتأليف استدراك الأمر. وبالمناسبة لن نعترف بأعراف تبقي طائفة الموحدين المؤسسة للكيان خارج الحقائب السيادية».

 

 ملاحقة الارهاب

 

في هذا الوقت، عاد الملف الامني الى الواجهة من جديد بعدما سقط 4 شهداء للجيش خلال عملية امنية في منطقة البداوي مرتبطة بجريمة بلدة كفتون التي وقعت في 21 آب الفائت، فبعد أكثر من أسبوع على توقيف إرهابي أظهرت التحقيقات أنه على صلة بالجريمة، طاردت وحدة من المخابرات خلية إرهابية في منطقة البداوي متورطة بالجريمة وخلال مداهمة ليلية لشقة المشتبه بهم، باغت الارهابيون عناصر الدورية باطلاق النار ورمي قنبلة يدوية ادت الى استشهاد 4 وقد تمكن الجيش في وقت لاحق من قتل الارهابي خالد التلاوي، الرأس المدبر للخلية التي كانت قد اعتدت على عناصر مخابرات الجيش في بلدة كفرحبو – الضنية، خلال محاولته الفرار مع ثلاثة عناصر كانوا معه في اتجاه الضنية، وإثر عدم امتثالهم لأوامر حاجز الجيش عند مدخل بلدة عشاش – قضاء زغرتا، ارداه عناصر الحاجز بعد محاولته اطلاق النار عليهم، فيما فر من كان معه في السيارة وتعمل الجهات المختصة على ملاحقتهم.

 

 «الخلايا النائمة»؟

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان عمل هذه الخلية ليس منفصلا عن معلومات لدى الاجهزة الامنية تشير الى وجود تحركات مريبة في اكثر من منطقة لخلايا «نائمة» تعمل بايعاز خارجي لضرب الاستقرار الامني في البلاد، وما حصل في البداوي لن يكون عملية «يتيمة» بل هي سلسلة من عمليات ممنهجة ستقوم بها الاجهزة الامنية المختلفة في سياق عمليات امنية استباقية لمنع هؤلاء من اعادة «عقارب الساعة الى الوراء»، ولن يكون هناك اي تهاون في هذه المعركة خصوصا ان لدى المعنيين خيوط مهمة تشير الى تورط جهات اقليمية تسعى الى تنفيذ اجنداتها على الساحة اللبنانية من خلال عمليات تخريب ممنهجة.

 

 تفجير المرفأ

 

وفي جديد تحقيقات المرفأ، استمع المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم بصفتها شاهدة، ويستكمل صوان تحقيقاته اليوم ويستمع الى إفادة وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس. وفي سياق متصل وقع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب مرسوم اعفاء عبدالحفيظ القيسي من مهامه ووضعه بتصرف رئاسة مجلس الوزراء.

 

 «قنبلة» سجن رومية

 

وفيما اعلنت وزارة الصحة تسجيل 5 حالات وفاة و547 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، حذر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف من «قنبلة» داخل سجن رومية، بعد تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا،بعدما اعلنت قوى الأمن الداخلي تسجيل 22 إصابة داخل السجن، 13 منها في صفوف السجناء والتسعة الباقون من عناصر الأمن. وقال خلف إن «الفيروس داخل سجن رومية أشبه بقنبلة إنسانية لا أحد يستطيع أن يحملها»، في وقت يأوي السجن نحو أربعة آلاف سجين، أي أكثر بنحو ثلاث مرات من قدرته الاستيعابية، ودعا خلف الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ «تدابير فورية» على غرار «فصل السجناء الذين تظهر عليهم العوارض عن الآخرين»، وشدد خلف على أهمية تخفيف الاكتظاظ في السجن عبر خطوات عدة، «أكثرها سرعة وفعالية هو القضاء، الذي عليه بكل ما أوتي من وسائل قضائية وقانونية وحقوقية أن يسمح بتطبيق القوانين ويطبق اخلاءات السبيل، ما عدا الجرائم الشائنة الكبيرة والارهاب،كما دعا خلف وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري-كلود نجم إلى أن تحمل طلب إصدار عفو خاص في حالات محددة كالحالات المرضية مثلاً أو من انتهت محكوميتهم إلى رئيس الجمهورية ميشال عون «الذي يملك صلاحية إصدار العفو الخاص» وهو ما من شأنه أن «يخفّف من حدة الاكتظاظ بشكل سريع، وقد نفذ عشرات من أهالي سجناء رومية امس اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، طالبوا خلاله بإصدار قانون العفو العام عن أبنائهم، معربين عن تخوفهم من تفشي الفيروس في السجون.

 

تجدر الاشارة الى ان دول العالم سجلت ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات بكورونا خلال الـ24 ساعة الماضية لا سيما في الدول العربية، أوروبا والولايات المتحدة الاميركية، ما ينذر بموجة انتشار ثانية على الأبواب، ورغم كل الجهود المبذولة من أجل التوصل الى لقاح آمن، نهاية الوباء «لن تأتي بسرعة»، وفق ما قال مدير الطوارىء الصحية في منظمة الصحة العالمية، مايكل راين.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

لا تشكيلة جاهزة..فرنسا تضغط…وموعد جديد الخميس  

 

تكون حقيبة المال للشيعة او لا تكون، تلك هي المسألة. وما دون هذا العنوان يبقى تفاصيل في مسار ولادة حكومة الرئيس مصطفى اديب. حتى الساعة لم تفلح الجهود في تجاوز العقبة، لا في الداخل بين القوى السياسية ولا بين بيروت وباريس. الآمال التي عُلقت على تشكيلة يفترض ان ترى النور خلال ساعات، بالاستناد الى المهلة «الماكرونية» تلاشت بعيد زيارة اديب الى القصر وحلّت محلها جولة مشاورات اضافية مع ممثلي الكتل النيابية ، فإثبات الوجود السياسي واجب في غياب الحضور الحكومي. عودة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من «الاليزيه» قد تحمل الجواب اليقين، ولقاء الرئيس المكلف مع الثنائي الشيعي، اذا صدقت التوقعات، قد يظهّر مصير التكليف ومسار التأليف، وسيف العقوبات  بلائحته الجديدة يقترب تدريجا من المقار السياسية اللبنانية، كبديل عن المبادرة الفرنسية المدعومة اميركيا، واديب جزء منها، فهل من يتحمل كلفة المواجهة؟

 

مشاورات رئاسية

 

خلافا للاجواء التي كانت سائدة نهاية الاسبوع، لم يحمل الرئيس المكلف معه الى القصر  تشكيلة حكومية. وفضّل التريث في تقديمها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمزيد من المشاورات… فما الذي جرى؟ لا اجوبة حاسمة بعد. وفي وقت باشر رئيس الجمهورية بعد ظهر امس مشاورات مع ممثلي الكتل النيابية تستمر يومين حول التطورات الحكومية لتقريب وجهات النظر، لفتت مصادر مواكبة إلى أنّ الرئيس المكلف لم يتقدم امس بأي صيغة حكومية، فلا تشكيلة مكتملة ولا حتى أسماء، مؤكدة أنّ مسألة استمرار المشاورات أمر متفق عليه بين عون وأديب. واشارت إلى أنّ الرئيس عون يستطلع آراء الاطراف السياسية لمعرفة مواقفها، وهو سبق وأبدى رأيه حول الحكومة العتيدة وما يهمه هو أن تكون قادرة على القيام بالاصلاحات.

 

تبدّلات مهمة

 

وكشفت مصادر مواكبة للقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أنّ المشاورات مستمرة بعدما طرأت بعض التطورات في الساعات الـ24 الماضية، تمهيدًا للقاء ثان يجمع الرئيسين ضمن مهلة معقولة. واشارت مصادر قصر بعبدا  الى أنّ يوم اول أمس الأحد حمل تبدّلات مهمّة استوجبت مزيداً من التشاور قبل ولادة الحكومة. ولفتت الى أنّ اجتماعاً ثانياً سيحصل بين عون وأديب عندما تنضج الأمور أكثر، وذلك ضمن مهلة معقولة. وكشفت أنّ  البحث لم يتمّ بعمليّة الأسماء، لافتةً الى أنّ عون سيحاول الاطلاع على مواقف الفرقاء الأساسيّين. وأكدت المصادر أنّ عون يريد حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات. كما اشارت mtv الى ان المهلة التي وضعت للزيارة المقبلة لاديب للقصر هي يوم الخميس. واضافت ان الرئيس عون والنائب جبران باسيل يريدان حكومة من 20 أو 24 وزيرا ولا مشكلة عندهما بالمداورة شرط حصولهما على «الداخلية» و»المالية».

 

4 شهداء وقتيل!

 

هذا التعثر السياسي كلّه يدور وسط غليان امني. فبعد أكثر من أسبوع على توقيف إرهابي أظهرت التحقيقات أنه على صلة بجريمة كفتون التي وقعت في 21 آب الفائت، سدد الجيش هدفا جديدا في مرمى الارهاب، حيث طارد خلية إرهابية في منطقة البداوي في الشمال تضم مشتبها فيهم في التورط في الجريمة عينها، ما أدى إلى مقتل الارهابي الخطر خالد التلاوي، واستشهاد 4 عسكريين.

 

عون وقائد الجيش

 

وفي موازاة استمرار عمليات جمع الأدلة من شقة المدعو عبد الرحمن الرز، اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  بقائد الجيش العماد جوزف عون، واطلع منه على وقائع ما حصل في جبل البداوي في المنية، وطلب منه نقل تعازيه الى ذوي الشهداء.  وقال «مرة جديدة، يدفع ابطال الجيش اللبناني من دمائهم ثمنًا للتصدي للارهاب وحفظ امن المجتمع وسلامته. من اجل الشهداء الذين سقطوا، علينا ان نترفع عن الانانيات ونعطي الفرصة لوطننا للنهوض، ولشعبنا للالتفاف حول دولته ومؤسساته».

 

صوان

 

على صعيد آخر، استمع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي فادي صوان الى وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم بصفتها شاهدة. ويستكمل صوان تحقيقاته غدا (اليوم) ويستمع الى إفادة وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس.

 

وزني

 

الى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لوزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، أن  شركة  Alvarez & Marsal  للتدقيق الجنائي وشركة KPMG للتدقيق المحاسبي، سلّمتا الوزير وزني قائمة أوّلية بالمعلومات المطلوبة من مصرف لبنان، على أن ترسل الى المصرف المركزي اليوم.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram