بخلاف ما أثاره أنصار حزب القوات اللبنانية أمس على مواقع التواصل الاجتماعي حول الراهبة مايا زيادة التي وُزّع فيديو لها الأسبوع الماضي، تطلب فيه من تلاميذ مدرسة الصلاة لأهل الجنوب ورجال المقاومة، علمت «الأخبار» أن لا صحة أبداً لما روّجه القواتيون عن اتخاذ إجراءات إدارية بحق الراهبة وطردها ومنعها من مزاولة التعليم.وبحسب المعلومات فإن زيادة تنتمي إلى رهبنة إيطالية تملك وتدير مدرسة «الحبل بلا دنس» في بلدة غبالة في فتوح كسروان. وتتبع الرهبنة للفاتيكان مباشرة، ولا سلطة مادية للبطريركية المارونية عليها. أضف إلى ذلك أن أي إجراء في حقها لا يؤخذ كيفما اتُّفق ووفق رغبات سياسية، إذ إن تبعية الرهبنة للفاتيكان تعني أن أي تدبير يستلزم إجراءات وتحقيقات يتدخّل فيها الفاتيكان نفسه، ولا يصدر قرار فيها قبل أقل من شهرين، فضلاً عن أن أجواء الفاتيكان أساساً، وفق مصادر متابعة، «ليست بعيدة عما دعت إليه الراهبة زيادة». كما أنه لم تُسجّل تداعيات سلبية لكلام زيادة في البلدة أو المدرسة أو بين أهالي التلاميذ الذين يعكسون التنوع الكسرواني، «ولا يمكن لفريق سياسي أن يدّعي الكلام باسمهم»، كما فعلت القوات اللبنانية التي تمارس تكفير كل من يخالفها الرأي حتى لو كانوا رهباناً وراهبات.
وتؤكد معلومات «الأخبار» أن الراهبة التي لقيت حملة تضامن وتأييد واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في وجه الهجمة القواتية ضدها، لا تتحمل أيّ مسؤوليات تعليمية أو وظيفية في المدرسة، حيث تمضي بعض الوقت في الصلاة والتأمل مع التلامذة. مع العلم أن غالبية راهبات الدير في غبالة إيطاليات، فيما زيادة من بلدة شحتول المجاورة لغبالة، ومن عائلة أقرب سياسياً إلى القوات اللبنانية منها إلى التيار الوطني الحر، مع تأكيد أقرباء لها تحدّثت إليهم «الأخبار» أن ما دعت إليه كان من خلفية إنسانية محض وشعور بالتضامن الوطني مع لبنانيين يتعرّضون لعدوان. وقال هؤلاء إن العائلة فوجئت بحملة التجني والكراهية التي شنّها أنصار القوات التي تثبت مجدداً عجزها عن القطع مع ماضيها.
يُذكر أن المدرسة شبه المجانية تستقبل تلاميذ حتى الصف السادس فقط. وقد طلبت من إدارة الدير التي صُدمت من ردة الفعل، من الراهبة إطفاء هاتفها الخلوي «حتى لا تشارك في السجالات المؤسفة الحاصلة أو تطّلع على كل الكلام المسيء إليها». فيما وصلت حملة التضامن العارمة معها إلى القدس حيث أعلن رئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذوكس في القدس المطران عطالله حنا أن الإساءة إلى الراهبة معيبة، و«هناك أطراف مشبوهة تستهدف التحريض على شخصيات مسيحية تدافع عن فلسطين».
نسخ الرابط :