يواصل جيش العدو الإسرائيلي حشد قواته عند الحدود الجنوبية، بالتوازي مع المساعي الحثيثة لإرساء هدنة في غزّة تنعكس هدوءاً على المنطقة بشكل عام، وحتى الساعة، فإن فرص الهدنة أعلى رغم التصعيد الحاصل في القطاع وفي الاشتباك مع “حزب الله”.
الهدنة المتوقعة من المرتقب أن يبدأ سريانها في الأول من شهر رمضان، ومن المفترض أن تستمر لأسابيع، لكن الحديث يدور حول ما بعد الهدنة، خصوصاً لجهة لبنان.
ما يعزّز الشعور باحتمال اندلاع الحرب يكمن في أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قرر مواصلة مهمته اللبنانية – الإسرائيلية، انطلاقاً من أن إسرائيل لا تبدو في وارد التهدئة مع “حزب الله”، وهي تغتال قادته وعناصره يومياً، وتُحاول فرض شروطها على المنطقة الحدودية، والتي تتمثّل بإبعاد “حزب الله”، خوفاً من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر.
ويترافق هذا الجو، كما تلفت المصادر، مع تصريحات صحافية أميركية تصدر عن مقرّبين من البيت الأبيض، مفادها أن إسرائيل تستعد لشن عملية برّية في الجنوب اللبناني في الربيع المقبل، خصوصاً إذا ما فشلت المساعي الديبلوماسية لردع “حزب الله” وإبعاده عن الحدود وتطبيق القرار الأممي 1701، وبالتالي فإن الصيف المقبل قد يكون حاراً أكثر من العادة، وفق تعبيرها.
لكن وفي السياق نفسه، فإن الضغوط الدولية لمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان متواصلة وبزخم، خوفاً من اشتباكات مدمّرة تزيد من كلفة الأزمة الإنسانية في المنطقة، وبالتالي كلفة النزوح إلى أوروبا وإعادة الإعمار بعد فترة، إلا أن إسرائيل لا تبدو مكترثة لأي مخاوف غربية، وما فعلته في غزّة خير دليل.
تقول مصادر مراقبة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إن الولايات المتحدة هي الطرف الذي يضغط على إسرائيل بشكل فاعل لتغيير سياساتها، إلّا أن حكومة بنيامين نتنياهو أظهرت في الفترة الأخيرة تجاهلاً للنصائح الأميركية، وبدأ هذا المسار منذ رفض إسرائيل الإصلاحات القضائية التي أشعلت أزمة سياسية وشعبية في إسرائيل، واستمر مع حرب غزّة.
ووفق المصادر، فإن الإدارة الأميركية الحالية زائلة بعد أشهر قليلة، وجميع المؤشرات تشي بأن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لا يتمتع بأفضلية انتخابية تُجدّد له ولايته، وبالتالي فإن إسرائيل غير مضطرة للخضوع للإرادة الأميركية، وهذا ما حصل في غزّة مع رفض إسرائيل للنصائح الأميركية لجهة الاجتياح البرّي، عمليات رفح، إدخال المساعدات، وغيرها من المسائل.
وتخلص المصادر بالقول إن إسرائيل في حال ارتأت أن الحرب مع “حزب الله” ستصب في صالحها وتُرسي لها الواقع الذي تُريده جنوب لبنان لن تردعها أي اعتبارات أميركية، خصوصاً وأن إسرائيل أعلنت العام 2024 عام حرب، وبالتالي هي مستعدة لفعل ذلك، وقد يكون التهويل الذي يحصل مرده اعتبارات إسرائيلية شعبية داخلية، لكن في مجمل الأحوال، فإن التحضيرات العسكرية مقلقة.
إلى ذلك، فإن الأنظار تتجه في هذا الأسبوع على اللقاء الذي سيُعقد بين تكتل “الاعتدال الوطني” وكتلة “الوفاء للمقاومة”، لطرح المبادرة الحوارية الجديدة التي يسوّقها التكتّل الأول، وبشكل خاص إلى موقف الحزب، لأن جميع الأطراف تُبدي موافقة مبدئية على هذا الطرح، وفي حال نال موافقة “حزب الله” وبقيت “القوات اللبنانية” على موقفها المبدئي الإيجابي، فإن خرقاً قد يحصل على مستوى الملف الرئاسي.
إلّا أن لا تعويل حقيقياً على نتائج فعلية في المدى المنظور، لأن كل الترجيحات تُشير إلى أن انتخابات رئاسة الجمهورية وانجاز الاستحقاقات في لبنان مرتبط بالتسوية الإقليمية التي سترسو في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزّة ولبنان، لكن خطوة الحوار قد تُترجم تهدئة على صعيد التوترات الداخلية، وتكون مقدمة للنزول عن الشجرة التي صعد إليها الجميع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :