افتتاحية صحيفة الأخبار:
المقاومة تدرس ردودها: حماية الردع دون الحرب الشاملة
هوكشتين يريد حلاً لفصل لبنان عن غزّة
فيما تترنّح المفاوضات حول غزة في الأمتار الأخيرة قبل الهدنة، تُحبس الأنفاس في بيروت ترقّباً لما سيحمله المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي يفترض أن يبدأ زيارته للبنان اليوم بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش جوزيف عون. فيما تردّدت معلومات عن لقاء سيجمعه بنائب رئيس المجلس الياس بو صعب.وتأتي الزيارة على وقع تكثيف الجهود للوصول إلى هدنة في غزة مع بداية شهر رمضان. ومع أن التركيز داخل لبنان ينصبّ على ما إذا كانت الهدنة ستشمل الجبهة الجنوبية في ظل مخاوف من إمكانية ذهاب العدو إلى مزيد من التصعيد، قالت مصادر بارزة إن "زيارة هوكشتين ليست مرتبطة فقط بمحاولاته خفض التصعيد وتجنّب الحرب"، بل "هي استكمال للإطار الذي يحاول صياغته للوصول إلى اتفاق على الحدود البرية".
وعلمت "الأخبار" أن هوكشتين أبلغ ميقاتي، خلال لقائهما على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن منتصف الشهر الماضي، أنه سيزور لبنان قريباً، وأنه تواصل قبلَ أيام مع المعنيين بالتفاوض، وأكّد أن بلاده تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لمنعها من شن حرب وللقبول بأن تسري أي هدنة محتملة على جبهة الجنوب. ورجّحت مصادر مطّلعة أن يحمل هوكشتين هذه المرة أفكاراً مكتوبة وهو ما اتُّفق عليه سابقاً مع بري وميقاتي، لافتة إلى أن الرجل يحمل "تصوراً عاماً يتناول أولاً وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين من الجهتين، واتخاذ إجراءات عسكرية وإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ثم بدء مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البرية ومعالجة الخلاف حول النقاط العالقة بدءاً من الـ b1، وصولاً إلى كفرشوبا". وأكّدت المصادر أن زيارة هوكشتين "لا تعني وقفاً فورياً لإطلاق النار في الجنوب، ولا تعني أن الأمور في قطاع غزة ذاهبة نحو الهدنة فعلياً"، وعلى الأرجح أن "الرجل لن يحقق نتائج سريعة"، لكنه "يحرص على استكمال المهمة التي يعتبرها مهمة له، باعتباره أنه من صاغ الاتفاق البحري، وأنه مكلّف من إدارته التي لن تسمح لأي طرف دولي آخر بأن يكون له دور في هذا الملف".
ماذا يريد حزب الله؟
في السياق نفسه، ينصبّ الاهتمام الغربي والمحلي على معرفة حقيقة توجه حزب الله ربطاً بسلوكه الميداني، ولفت مراقبون إلى أن عمل المقاومة في الميدان يحاكي موقف الحزب بعدم الانجرار إلى حرب واسعة، لكن ذلك لا يحول دون بقاء المقاومة على جهوزية سياسية وميدانية تحسباً للأسوأ. ومن خلال مراقبة الأداء العملياتي لحزب الله، واستناداً إلى قدر من المعرفة بتاريخ سلوكه وتفكيره وأولوياته، يقول المراقبون إنه "يمكن التقدير بأن موقف الحزب محكوم حتى الآن بمجموعة عوامل تحضر في حسابات كل مبادرة أو رد على الاعتداءات الإسرائيلية، ومنها:
أولاً، مواصلة الضغط الميداني على العدو بكل ما ينطوي عليه من تداعيات في الساحة الإسرائيلية إسناداً للمقاومة في قطاع غزة.
ثانياً، منع العدو من فرض وقائع في الساحة الجنوبية تؤدي إلى سلب المقاومة أحد أهم عوامل قدراتها في الدفاع والردع في المرحلة التي ستلي الحرب (هذا الخيار تبلور إسرائيلياً بعد التحولات المفاهيمية والاستراتيجية التي شهدها الكيان على وقع تداعيات طوفان الأقصى، وهو لا يزال في طور التشكّل ولم تكتمل معالمه بعد).
ثالثاً، تقليل احتمالات التدحرج نحو حرب شاملة ومفتوحة، وفي الوقت نفسه الاستعداد لخوضها في حال دفع العدو إليها.
رابعاً، منع استباحة المدنيين في جنوب لبنان وخارجه والعمل على تقليل نسبة الإصابات في صفوفهم، على أن لا يكون ذلك على حساب معادلة الردع وتخفيف الضغوط الميدانية على العدو. وهو ما يُفسر بعضاً من ردوده المحدودة حتى الآن على انتهاكات العدو، طالما أن السقف الحالي يحقّق المطلوب في أكثر من اتجاه، في حين يدرك العدو جيداً أن حزب الله قادر على مستوى ردود أعلى وأشد وأكثر كلفة للعدو ، إلا أنه سيؤدي إلى توسيع نطاق استهداف المدنيين في لبنان ويرفع احتمالات التدحرج... لذلك، لا يزال يكتفي بهذا المقدار مع جهوزية عملية للارتقاء في ردوده، وهو أمر مرهون بأداء العدو في اعتداءاته وردوده أيضاً.
الشمال ليس له أب: الضرر الاستراتيجي يتعمّق
على وقع دويّ صافرات الإنذار في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، كانت المحكمة العليا الإسرائيلية تستمع أمس إلى التماس من سكان بعض تلك المستوطنات، خصوصاً تلك التي لم يتم إخلاؤها بعد، مطالبين بإجلائهم فوراً خشية عمليات حزب الله التي باتت تشكل عبئاً كبيراً عليهم. وتحدّثت وسائل إعلام عن مسارعة الإسرائيليين إلى شراء أجهزة الطوارئ خشية استهداف حزب الله البنية التحية لشبكات الكهرباء في حال اتساع نطاق الاشتباكات إلى حرب أوسع نطاقاً. وأشارت صحيفة "معاريف" إلى طلب مرتفع بشكل خاص على أجهزة الشحن المحمولة ومحطات الطاقة المنزلية المحمولة القادرة على شحن خمسة أجهزة وتوفير الإضاءة في حالات الطوارئ. وأوضحت أن الأسبوع الماضي شهد قفزة بنسبة 500% في مبيعات محطات توليد الطاقة الكهربائية للمنازل. وقال ليرون كاتز، نائب رئيس تطوير الأعمال في إحدى شركات المنتجات الكهربائية، إنه بعد خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ أخيراً في جميع أنحاء إسرائيل، جرى تسجيل قفزة حادّة في شراء المصابيح الكهربائية والبطاريات ومحطات الطاقة والألواح الشمسية والمولّدات الكهربائية. ويأتي القلق من حرب شاملة مع حزب الله في وقت يعاني الإسرائيليون من ضغوط معيشية متزايدة، ويكافح اقتصاد الاحتلال من أجل نفض غبار الخسائر التي لحقت به بفعل المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة.
وأعلنت بلدية حيفا إنشاء 4 غرف محصّنة للمرة الأولى في حيفا وكريات حاييم لتوفير استجابة للمارة المتواجدين في مناطق مفتوحة حيث لا توجد خيارات حماية أخرى، مشيرة إلى أن هذه الغرف غير مخصّصة للمقيمين الموجودين في منازلهم.
في الأثناء، تتواصل الانتقادات لأعضاء حكومة العدو بسبب التقصير في متابعة احتياجات مستوطني الشمال. وقال الخبير العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور إنه "كان من المفترض أن يزور أحد كبار الوزراء المطلة نهاية الأسبوع الماضي. وعندما جاء اليوم الذي طال انتظاره، بدأ مساعدوه بالتلعثم. وفي النهاية أعلن الوزير أنه لن يأتي. فالرحلة إلى المطلة خطيرة بالفعل، حيث تتعرّض لتهديد الصواريخ المضادة للدبابات". وأضاف أنه "في تقاطع تل حاي، تم بالفعل وضع أسوار ضخمة في منتصف الطريق، لمنع حدوث أضرار مباشرة بالآليات". وفي تقرير بعنوان "الشمال ليس له أب"، لفت ليمور إلى أن "الشمال أُهمل مرتين: عندما تم إهمال مشاعر السكان، وعندما تم إهماله في قرارات الحكومة". ورأى أن "إسرائيل ارتكبت خطأ عندما أخلت الشمال، ما سمح لحزب الله بإطلاق النار على المستوطنات التي تم إخلاؤها. وبدلاً من أن يكون هناك حزام أمني في لبنان، بات موجوداً داخل أراضي إسرائيل في الجليل"، معتبراً أن إسرائيل "تُسلم بالضرر الاستراتيجي الذي يلحق بها، وكلما طال أمد الحرب، زاد هذا الضرر وتعمّق، والثقة التي تم كسرها مع السكان ستمر سنوات قبل استعادتها".
ميدانياً، استهدف حزب الله أمس، بعد رصدٍ دقيق، قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني وحقّق فيها إصابات مباشرة، ما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف. كما استهدف الحزب موقع جل العلام، ومنظومة المراقبة في موقع المطلة، وموقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وانتشاراً لجنود العدو في جبل نذر.
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
هوكشتاين في المحاولة الأكثر صعوبة لردع التصعيد
لم تعد زيارات الموفد الأميركي كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون امن الطاقة آموس #هوكشتاين مجال توظيف دعائي او مباهاة فارغة لاي من الافرقاء او الشخصيات السياسية في ادعاء “العنتريات” في التفاوض او التلاعب بالوقت، اذ ان زيارته هذه المرة لا تسمح اطلاقا لهواة هذا الترف باي مناورات. ومع ان أيا من هؤلاء الذين دأبوا سابقا على الزعم أنهم كانوا يدركون ماذا يحمل الموفد الأميركي المكلف راهنا، ومنذ اندلاع #حرب غزة ومعها حرب المشاغلة في #جنوب لبنان، بتبريد الجبهة اللبنانية والحؤول دون نشوء بقعة حرب متفجرة ثانية بعد غزة في لبنان، لا يملك اليوم أي معطيات حاسمة حيال عودة هوكشتاين الى بيروت وتل ابيب . ولكن المعطيات والمؤشرات المتوافرة حيال هذه العودة تثير القلق المتعاظم بدل الانطباعات المتفائلة. ذلك ان ما سبق العودة المنتظرة لهوكشتاين اليوم الى بيروت ارتسم في تصعيد ميداني بالغ الخطورة بين #إسرائيل و”الح.زب” وواكبته تسريبات إعلامية أميركية على جانب كبير من الخطورة تتحدث عن ترجيح قيام إسرائيل بعملية برية في لبنان في الربيع او الصيف المقبلين. كما ان المعطيات الظاهرة والمستترة المتصلة بالجهود المبذولة لاحلال هدنة رمضان في غزة ما انفكت تصطدم بعوائق وعراقيل وشروط تحول دون احداث انفراج في غزة من شأنه ان ينسحب تلقائيا على جنوب لبنان وجبهته المحتدمة بالمواجهات منذ خمسة اشهر. لذلك شكل نبأ عودة هوكشتاين الى بيروت وتل ابيب مؤشرا كافيا لدى الكثير من الأوساط الديبلوماسية الأجنبية والمحلية المعنية الى تصاعد الخطورة التي تحوط بالوضع عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسط تصاعد التهديدات والاستعدادات الإسرائيلية التي توصف بالجدية لتصعيد واسع للحرب على لبنان. ولذا تتجه الأنظار الى مهمة هوكشتاين هذه المرة على انها بالغة الدقة والحساسية بما يفترض انه سينقل خلالها خطة او اتجاهات او مقترحات جديدة تحمل الحد الأدنى من المقبولية من كل الطرفين الأساسيين أي إسرائيل و”الح.زب” للاتجاه نحو بداية تبريد الجبهة الجنوبية، ولعلها ستكون المحاولة المتقدمة الأكثر اثارة للاهتمام نظرا الى تصاعد مناخات الصدام الميداني الكبير الذي يخشى من انزلاق لبنان اليه.
الكنيسة تحذر
وفي الوقت الذي ستنشد الأنظار الى مهمة هوكشتاين الجديدة وسط هذه الظروف المحتقنة، لم يكن غريبا ان يستأثر “الصوتان البارزان” للكنيسة في لبنان باهتمام الأوساط الداخلية لجهة إعلاء التحذيرات من دفع لبنان إلى الانزلاق نحو حرب. ومع ان كلا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي وميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، دأبا منذ بداية المواجهات الميدانية على الحدود الجنوبية على التحذير من جر لبنان الى مواجهة مدمرة ، فان تزامن موقفيهما امس اللذين اتسما بإعلاء لافت للصوت والتحذير المتشدد اتخذ دلالات كبيرة لا يمكن تجاهل تأثيرها وابعادها.
البطريرك الراعي قال: ” يا لهول وعار ما يجري في قطاع غزّة من جرائم؟ إنّنا ندين بشدّة المجازر التي تُرتكب هناك بحقّ الشعب الفلسطينيّ على يد الإسرائيليّين الأثيمة: يقتلون عمدًا العشرات من المنتظرين المساعدات الغذائيّة، وهم يتضوّرون جوعًا. وآخرون يموتون جوعًا على الطرق تحت أنظارهم، وآخرون يُقتلون عمدًا وهم على طرق التشريد من بيوتهم المهدّمة، والهرب تحت نيران المدافع والصواريخ. فيا للإجرام الوحشيّ. ونحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. رسالة لبنان أن يكون أرض سلام، ورائد سلام بحكم تكوينه وتنوّعه الثقافيّ والدينيّ، وبحكم تاريخه ونظامه السياسيّ وميثاق عيشه المشترك”.
اما المطران عودة فقال “لا بد من الإشارة إلى خطورة اتساع الحرب على لبنان. كلنا نعرف أننا أمام عدو شرس مجرم لا يردعه ضمير ولا إنسانية، فهل نضع أنفسنا في فم التنين؟ إذا كنا نعرف أن لبناننا لا يحتمل نتائج وحشية هذا العدو، وقد شهدنا ما حل بغزة مما أدمى القلوب، أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حل هناك؟ فكروا بمصلحة لبنان وببقائه. مصلحة لبنان وأبنائه تعلو على كل المصالح. فهل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع وتتفرد باتخاذ قرارات لم يتوافق عليها جميع اللبنانيين، ولا تناسب مصلحتهم؟ وهل تقبل هذه الفئة أن تبادر فئة أخرى من الشعب إلى اتخاذ مواقف أو القيام بأعمال تزج الجميع في أتون صراعات يدفع الجميع ثمنها؟ أين الدولة من كل هذا؟”.
المواجهات الميدانية
في غضون ذلك عكس الوضع الميداني التمادي في الوتيرة التصعيدية ولا سيما بعد إمعان إسرائيل في استهداف كوادر وعناصر “الح.زب” الذي فقد السبت الماضي في اقل من أربع وعشرين ساعة سبعة كوادر وعناصر اغتالتهم إسرائيل في انحاء حدودية جنوبية بسلاح المسيرات. فصباح السبت نفذ الطيران الإسرائيلي غارة بمسيّرة استهدفت سيارة على طريق عام #الناقورة واعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف سيارة “كانت تقل عناصر مسؤولين عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. والعناصر المستهدفون يتبعون “لواء الإمام الحسين” التابع لإيران ويعملون لصالح الح.زب”. ونعى “الح.زب” على الأثر ثلاثة من عناصره هم فاروق حرب من بلدة الحلوسية، وحسين محمد بدوي من بلدة دير قانون رأس العين، وعباس أحمد خليل من بلدة السمّاعية ، وكان الح.زب قبل ذلك نعى اربعة عناصر سقطوا في الغارات على راميا الجمعة الماضي .
وامس افادت وسائل إعلام إسرائيليّة ان دوي إنفجارات كبيرة سمع داخل أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان. ولفتت التقارير إلى أنّ الإنفجارات التي حصلت ناجمة عن إستهداف صاروخ “بركان” لموقع إسرائيلي في منطقة الجليل الغربي. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن دوي صافرات الإنذار المرتبطة بإطلاق الصواريخ وذلك في مستوطني باتس وشلومي.
واعلن “الح.زب” في سلسلة بياناته انه استهدف موقع جل العلام بصاروخ بركان وأصابه إصابةً مباشرة كما استهدف قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني “وحقق فيها إصابات مباشرة مما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف”. كما استهدف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومن ثم انتشارا للجنود في جبل نذر.
وفي سياق متصل صرحت وزارة الدفاع الألمانية امس بأن “فرقة التدخل السريع الألمانية مستعدة للانسحاب من لبنان في حال توسعت الحرب في قطاع غزة لتشمل دولا أخرى في المنطقة”. وقالت في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”: فرقة التدخل السريع المتخصصة في مهام الإجلاء أعدت أخيرا للإخلاء من لبنان في حال توسعت الحرب في قطاع غزة لتشمل المنطقة بأسرها”. وأشارت إلى أن “قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط تعمل على مهام محددة، ومن أهمها تنفيذ عمليات إجلاء مواطنين من بعض المناطق”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الكنيسة: لا علاقة للّبنانيين وأهل الجنوب بالحرب
هوكشتاين يعمل على “وحدة الهُدُنات”: أعطوني ورقة “تهدئة الح.زب” أولاً
أُعلن أمس في وقت واحد في بيروت وتل ابيب أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان وإسرائيل اليوم. وبحسب الإعلام العبري، يزور هوكشتاين إسرائيل قبل الانتقال الى العاصمة اللبنانية. وأكد نبأ الزيارة مسؤول في البيت الابيض. وأبلغت أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» أنّ المبعوث الأميركي يسعى الى أن تشمل الهدنة المرتقبة في حرب غزة جبهة الجنوب. وأشارت إلى «أنّ سعي هوكشتاين في تل أبيب تركز أخيراً على ربط التهدئة في غزة بالتهدئة على الحدود مع لبنان، إلا أنه لم يحصل على ضمانات إسرائيلية في هذا الشأن، لذلك سيطرح أهمية أن تكون مبادرة التهدئة من الجانب اللبناني وعدم انتظار إعلان الاتفاق النهائي حول غزة، والذي صار في متناول اليد، وبذلك سيكون بين يديّ هوكشتاين ورقة مهمة يحملها إلى الإسرائيلي لمنع استمرار التصعيد».
ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين سيشرح ايجابيات ان تكون مبادرة التهدئة لبنانية، خصوصاً أنّ الاجماع اللبناني هو تنفيذ القرار 1701، ما سيسهل أيضاً بدء إعادة إعمار ما تهدّم في منطقة حافة الشريط الحدودي».
ويتضمّن جدول لقاءات المبعوث الأميركي في لبنان، اجتماعات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بالاضافة الى نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب.
أما في إسرائيل، فتشمل لقاءات هوكشتاين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ومدير الموساد ديدي برنياع.
وعشية وصول هوكشتاين الى المنطقة، قالت الأوساط الديبلوماسية، أنّ الزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي لإسرائيل في بداية شباط الماضي لم تعقبها زيارة مماثلة للبنان. وعزي السبب الى أنّ الأمور «لم تكن ناضجة في إسرائيل كي يتكلم في الملف اللبناني». وأضافت أنّ زيارة هوكشتاين اليوم للبنان «ترتبط بواقع الهدنة في رمضان، وهو يسعى الى أن تشمل «الح.زب» بعدما قالت إسرائيل إنّ الهدنة في غزة لا تنسحب على «الح.زب». وتابعت: «سيجرّب هوكشتاين انتزاع تسوية متكاملة بما يسمح بأن لا تتجدد الحرب مع «الح.زب» إذا ما تجدّدت في غزة. وستكون الهدنة فترة كافية كي ينفّذ «الح.زب» الالتزامات الواردة في هذه التسوية». وفي المقابل، «سيعتبر «الح.زب» أنّ استجابة إسرائيل لتصحيح الوضع في 13 نقطة متنازع عليها على الحدود الجنوبية، كافية ليقوم من جانبه بالتراجع عن الحدود». وخلصت الأوساط الى القول: «آخر مرة طلعت صواريخ «حركة ح» من الجنوب الأسبوع الماضي، حدثت بعد مرور 50 يوماً على آخر حادث مماثل، وكانت إشارة الى ضرورة تحقيق وحدة الهدنة في الجنوب وغزة. ويبدو أنّ «الح.زب» في حاجة ماسة الى الهدنة».
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ «نداء الوطن» أن زيارة هوكشتاين لبنان «تندرج في السياق ذاته من الاقتراحات غير المكتوبة التي سبق وطرحها في زيارته الأخيرة ومحورها عودة الهدوء إلى الحدود الجنوبية للانطلاق في استكمال البحث في تسوية النقاط البرية المتنازع عليها».
وقالت المصادر: «إنّ الاجتماعات التي عُقدت في مقر قيادة القوات الدولية «اليونيفيل» في الناقورة سابقاً وبرعاية أميركية ممثلة بالسفيرة السابقة دوروثي شيا بين الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، كانت توصلت إلى إنهاء النزاع حول 7 نقاط من أصل 13 نقطة سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عنها، ولم يبقَ منها سوى 6 نقاط على طول الحدود اللبنانية الممتدة من رأس الناقورة إلى مشارف مزارع شبعا المحتلة، وبالتالي هناك امكانية لإنهاء الخلاف على ما تبقى من نقاط».
وأكدت المصادر «أن تبريد الأجواء على طول الجبهة يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع على النقاط المتبقية، وإذا تمكّن هوكشتاين من التوصل إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي بقي عالقاً ولم ينفّذ، كما نص عليه القرار 1701 من شأنه أن يسهم، مع إنهاء الأعمال العسكرية، في إضفاء المناخات الأمنية والسياسية للبحث عن حل لمزارع شبعا».
وأبلغ بو صعب «رويترز» أنه يعتقد أنّ توقيت زيارة هوكشتاين يشير إلى إحراز تقدم في جهود التوصل إلى هدنة في غزة «خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة».
وقال: «إذا حدث ذلك، أعتقد أنّ زيارة هوكشتاين هذه المرة ستكون ذات أهمية كبيرة لمتابعة الهدنة على حدودنا الجنوبية ومناقشة ما هو مطلوب للاستقرار وإنهاء إمكانية توسيع الحرب مع لبنان».
ووسط هذه التطورات الديبلوماسية، أطلت الكنيسة مجدداً بموقف واضح ضد زجّ لبنان في أتون المواجهات مع إسرائيل ما يؤدي الى خطر توسع الحرب.
ففي عظة الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «نحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبناني».
بدوره تساءل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: «أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حلّ في غزة»؟
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: المبادرة الرئاسية لكتلة «الاعتدال» تواجه مشهداً سياسياً لم يتبدّل
هل من متغيرات تُعبّد الطريق أمامها لترى النور؟
بيروت: محمد شقير
المرونة التي أبدتها معظم الكتل النيابية اللبنانية في تعاطيها مع المبادرة التشاورية التي أطلقتها كتلة «الاعتدال الوطني» لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية، لا تعني أن الطريق سالكة سياسياً أمام انتخابه، ما لم تتخذ قرارها بضرورة التلاقي في منتصف الطريق بتقديمها التنازلات المطلوبة لتسهيل انتخابه، وهذا لا يزال متعذّراً، على الأقل في المدى المنظور. ولا يبدو أن المعنيين بانتخابه على استعداد لإعادة النظر في شروطهم التي يمكن أن تفتح الباب بالمفهوم السياسي للكلمة، لصالح وقف التمديد للشغور الرئاسي، وهذا ما يضع الكتلة أمام مهمة صعبة تكمن في تعطيلها المطبات والأفخاخ المنصوبة لها.
فالإيجابية التي أبدتها معظم الكتل النيابية في تعاطيها مع المبادرة لا تفي بالغرض المطلوب، خصوصاً أن من أيّدها يريد أن ينزع عنه التهمة بتعطيل انتخاب الرئيس، على الأقل أمام الرأي العام اللبناني، وصولاً إلى تبرئة ذمتهم، رغم أن الكتل تعاملت معها من موقع الاختلاف في مقاربتها الملف الرئاسي على قاعدة تمسُّك كل فريق بمرشحه بغياب التوافق على ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث باستبعاد مرشح محور الممانعة رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، ومُنافسه الوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من المعارضة التي تقاطعت مع «التيار الوطني الحر» على ترشيحه من لائحة المرشحين.
ويُفترض أن تستكمل كتلة «الاعتدال» لقاءاتها التي تتطلع من خلالها إلى تسويق مبادرتها بلقاءٍ تعقده، اليوم، مع كتلتي «الوفاء للمقاومة»، وح.زب «الطاشناق»، ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه، رغم أن «الح.زب» استبَق اللقاء بدعوته للاتفاق على اسم المرشح لرئاسة الجمهورية قبل انتخابه.
كما أن كتلة «الاعتدال» التي كانت قد التقت ثلاثة من سفراء الدول الأعضاء باللجنة «الخماسية» هم: السعودي وليد البخاري، والفرنسي هرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى، فإنها ستلتقي السفير القطري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، والمستشار السياسي في السفارة الأميركية، فإن مصادرها تُبدي ارتياحها للأجواء التي سادت اللقاء، وتقول، لـ«الشرق الأوسط»، إنها تلقّت منهم الدعم المطلوب؛ لأن «الخماسية» تشكل مجموعة دعم ومساندة لتسهيل انتخاب الرئيس، وهي تُعوّل على أي تحرك لبناني يُراد من خلاله وقف التمديد للشغور الرئاسي.
الجدول التشاوري
وتلفت المصادر نفسها إلى أن جدول أعمال المبادرة التشاوري يتألف من نقاط ثلاث: الحوار، وتأمين النصاب النيابي المطلوب، ودعوة النواب لانتخاب الرئيس، وتؤكد أنها على تفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وستحمل إليه لاحقاً الحصيلة النهائية للمشاورات؛ تمهيداً لتحديد الخطوة المقبلة.
لكن كتلة «الاعتدال» لا تجد، حتى الساعة، ما تقوله في ردّها على الأسئلة والاستيضاحات التي طُرحت عليها سوى رفض الشروط المسبقة من جهة، وسعيها للتوافق على مرشح واحد. وفي حال استعصى عليها التوفيق بين الكتل النيابية لا بد من الذهاب إلى جلسة الانتخاب، ويُترك لكل فريق التصويت لمصلحة مرشحه.
في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماع الكتلة مع كتلتي «المردة» و«التوافق الوطني» التي تضم النواب فيصل كرامي، وحسن مراد، وطه ناجي، وعدنان الطرابلسي، ومحمد يحيى، لم ينته إلى حصولها على أجوبة قاطعة، بذريعة أنهما بحاجة لدرسِ ما عُرض عليهما، تمهيداً لتحديد موقفهما بصورة نهائية، رغم أنهما أبدتا تمسكاً بتأييدهما فرنجية.
وتردَّد أن تريُّث هاتين الكتلتين يعود بشكل أساسي إلى أنهما تتشاوران مع حلفائهما في محور الممانعة، ليأتي جوابهما نُسخة طِبق الأصل من حلفائهما في الثنائي الشيعي، وهذا ما يفسر إصرار «الح.زب» على تحديد موعد للقاء كتلة «الاعتدال»، بعد أن تكون قد انتهت من جولتها على الكتل النيابية، ليكون بوسع كتلة «الوفاء للمقاومة» أن تبني موقفها بما ينسجم مع موقف حلفائها.
دعم فرنجية
واستباقاً لما سيؤول إليه الاجتماع، المقرَّر اليوم، بين كتلتي «الاعتدال» و«الوفاء للمقاومة»، فإن الثنائي الشيعي يتمسك بدعم ترشيح فرنجية للرئاسة، ويؤيد ما طرحه المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي، النائب علي حسن خليل، من ملاحظات وتساؤلات تستوجب من صاحب المبادرة الإجابة عليها، رغم أن قوى المعارضة تعاملت مع ما طرحه على أنه يؤدي إلى نسف المبادرة التشاورية.
فالنائب خليل لا يؤيد الفكرة القائلة بتداعي النواب للتشاور، ويقترح أن تأتي الدعوة من أصحاب المبادرة كي يتحمّلوا مسؤولية حيال ما يمكن أن تنتهي إليه، إضافة إلى أنه يؤيد ترك الحرية للنواب لحضور جلسة الانتخاب أو الغياب عنها؛ لأنه لا شيء في الدستور يُلزم النواب بوجوب مشاركتهم في الجلسة؛ لأن مجرد إلزامه يعني تقييداً لحرية النائب.
كما أن كتلة «الاعتدال» لا تملك أجوبة واضحة حيال جلسة انتخاب الرئيس، في ظل وجود رأيين؛ الأول تتمسك به المعارضة بدعوتها للإبقاء على الجلسة مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس، والثاني يتصدره محور الممانعة ويربط جلسة الانتخاب بدورات متتالية؛ أي أن تُختتم كل جلسة في حال تعذُّر انتخاب الرئيس، ما يسمح للبرلمان، كما تقول مصادرها، بالانعقاد في جلسات تشريعية، وبالتالي لا يؤخذ بذريعة المعارضة بتحويلها البرلمان إلى هيئة ناخبة تبقى في حال انعقاد إلى حين انتخابه؛ لأنه لا مصلحة في تعطيل مبدأ التشريع أو تعليق العمل به إلا إذا نضجت الظروف الخارجية والداخلية لإطلاق الضوء الأخضر لإنهاء الشغور الرئاسي.
الخيار الثالث
وفي المقابل، فإن المعارضة تتمسك ببقاء المجلس النيابي في حال انعقاد إلى حين انتخاب الرئيس، وذلك التزاماً بما هو وارد في الدستور اللبناني، وتطالب أيضاً بترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، مشترطة إبعاد فرنجية وأزعور عن المنافسة، وكانت قد سجّلت موقفها في هذا الخصوص، وأبلغت كتلة «الاعتدال» به دون أن تُبدي انفتاحاً على مبادرتها لئلا تعطي ذريعة لخصومها لتقف وراء تعطيل الجلسات لانتخاب الرئيس، مع أن رئيس ح.زب «الكتائب» سامي الجميل ذهب بعيداً في مقاربته للمبادرة التشاورية، من زاوية أنها لا تتمايز عن الدعوة الحوارية التي أطلقها الرئيس بري في أغسطس (آب) الماضي.
ويبقى السؤال: هل من معطيات لدى كتلة «الاعتدال» تحتفظ بها لنفسها، كانت وراء اندفاعها لطرح مبادرتها؟ أم أنها قررت ضمّها إلى ما سبقها من مبادرات بقيت تحت سقف ملء الفراغ في الوقت الضائع؟ خصوصاً أن أحداً لا يبيع موقفه مجاناً بلا أي ثمن سياسي، وهذا ما يفسر تراجع منسوب التفاؤل بأن المبادرة ستفي بالغرض المطلوب منها بإخراج لبنان من التأزم الرئاسي، في حين ينتظر الجميع بفارغ الصبر عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت لعلّه يعيد تحريك الملف الرئاسي بغطاء من «الخماسية»!
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين يعمل لحلّ متكامل.. و«الاعتدال» يَختتم اليوم جولته عند «الح.زب»
بتوقيته يَصل الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى لبنان في زيارة ليوم واحد او اكثر. وتكتسب زيارته هذه اهمية كبيرة كونها تأتي على وقع إرهاصات الهدنة التي باتت وشيكة في قطاع غزة، وبالتالي على الجبهة الجنوبية اللبنانية، ما سيتيح له العمل في اجواء هادئة على البحث في حل حدودي ـ سياسي سيفرض حتماً إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جمهورية واقامة سلطة هي صاحبة الصلاحية في تنفيذ القرار الدولي 1701 على جانبي الحدود.
قالت أوساط ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ لدى هوكشتاين تصوراً متكاملاً يعمل على إيجاد الطريق لتحقيقه، ولكن بعد تدوير عدد من الزوايا. وقد ناقش بعض مراحله مع أطراف لبنانية، ويقوم على تجزئة الحل الى ثلاث مراحل، تبدأ من تثبيت وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية فور إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
ورجّحت أوساط ديبلوماسية ان يسعى هوكشتاين مع «الح.زب»، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى تثبيت تدابير تحول دون عودة المواجهات الى جنوب لبنان في حال انتهاء هدنة غزة. على ان تكون الخطوة التالية إزالة الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، والتي كان وصَفها الأمين العام لـ»الح.زب» السيد نصرالله بـ«الفرصة التاريخية». ووفق تصوّر هوكشتاين ثمّة حاجة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة، والأرجح أن يكون ذلك بالتوازي مع الاتفاق على تثبيت الحدود البرية وقبل الشروع في المرحلة الثالثة المتعلقة بتطبيق القرار 1701. وهذا ما يفسّر التخفيف الأميركي لا النّسف لاندفاعة الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية. وقالت هذه الاوساط ان الحقيقة قد تكون في العمل على «تَبطيء» وتيرة تحرّك الخماسية لكي تتمكن من مواكبة تصور هوكشتاين، وان المرحلة الحالية هي مرحلة تثبيت وقف النار بعد غزة، على أن تأتي مرحلة إعادة تكوين السلطة في اللحظة المؤاتية ووفق «وظيفة» محددة للرئيس المقبل وهي ضمان تطبيق القرار 1701 والإشراف على كل الاتفاقات التي سيجري التفاهم حولها في الجنوب. وهو ما يعني وصول شخص الى رئاسة الجمهورية يحظى بثقة العواصم الغربية و»الح.زب» في الوقت عينه. (راجع ص 4) وعلى عكس بعض التوقعات يبدأ هوكشتاين اليوم زيارة قصيرة لبيروت تمتد ليوم واحد، وسيستهلّ لقاءاته باجتماعات متتالية مع كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، قبل ان يلتقي قائد الجيش العماد جوزف عون العائد من روما.
وعلمت «الجمهورية» انّ على جدول أعمال هوكشتاين لقاءات مختلفة ومتفرقة، منها ما يجمع فريق عمله مع مسؤولين في السفارة الاميركية واصدقاء لبنانيين كان وما زال على علاقة استشارية معهم. وقالت مصادرمطلعة لـ«الجمهورية» ان الوضع عشية زيارة هوكشتاين لم يتغير بحسب ما هو متوافر من معلومات لديها. وان لم يحمل جديدا منذ ان أنهى زيارته لتل ابيب قبل ثلاثة اسابيع وعاد الى واشنطن من دون المرور ببيروت. ذلك ان المحادثات التي أجراها في حينه في تل ابيب لم تنته الى ما يمكن ان يقدمه ويحمل جديدا كانت تنتظره بيروت. ولفتت المصادر الى انّ لدى هوكشتاين جديداً يحمله هذه المرة كونه هو مَن حدّد موعد زيارته كما ابلغ الى اكثر من مسؤول لبناني، على ان يتوجه مساء اليوم او صباح غد الى اسرائيل. ولم تشأ هذه المصادر اجراء اي ربط بين زيارة هوكشتاين وما نقل عن الرئيس الاميركي جو بايدن من أنّ اليوم الاثنين كان موعداً لوقف نار مؤقت في قطاع غزة، قبل ان يتراجع قبل أيام عن هذا التوقّع، وهو ما فتح الباب مجددا على جديد لا يمكن التثبّت منه قبل انتهاء زيارة الموفد الرئاسي الاميركي. واشارت المصادر الى انّ هوكشتاين سبق له ان ربط أيّ خطوة ميدانية ممكنة بقرار وقف النار في غزة، ولذلك فإنّ ما يمكن أن يقوم به لن يتعدى مرحلة التحضير لما بعد ساعة الصفر، وهو قد يحمل خريطة طريق ليست واضحة المعالم بعد في انتظار ما تحمله الساعات او الايام القليلة المقبلة.
وقالت مصادر أخرى انّ هوكشتاين سيُطلع بري وميقاتي على ما يحمله من افكار جديدة حول تهدئة الجبهة الجنوبية وتثبيت الحدود البرية، في ضوء ما يكون قد نتج من مفاوضات القاهرة امس حول تحقيق هدنة في قطاع غزة خلال شهر رمضان من شأنها ان تنعكس تهدئة على جبهة الجنوب في حال نجحت وتم تطبيقها ولم تَتنصّل منها اسرائيل او تخرقها، حيث افادت بعض المعلومات ان تل ابيب لن ترسل وفدها الى العاصمة المصرية قبل حصولها على لائحة كاملة بأسماء الاسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة. ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مصادر إسرائيلية قولها «إن الحكومة حصلت على رد حركة «ح»، واكدت أنها لن ترسل وفداً إلى القاهرة، وانها أبلغت الى قطر أنّ رد «حركة ح» لا يسمح بتقدّم المفاوضات للتوصل الى الهدنة». وأوضحت مصادر إسرائيلية اخرى «انّ حركة ح لم تسلّم إسرائيل لائحة بأسماء المحتجزين الأحياء لديها». لكن مصادر مطلعة على موقف «الح.زب» أوضحت لـ«الجمهورية» انّ «الح.زب سيطلع بلا شك على ما يحمله هوكشتاين عبر الرئيس بري ويقرّر موقفه، علماً ان الموقف اللبناني الرسمي والمقاوم بات معروفاً لجهة وقف الحرب في غزة وانسحاب جيش الاحتلال منها، وإلزام الكيان الاسرائيلي بتطبيق القرار 1701 كاملاً وشاملاً ووقف الخروقات والانسحاب من كل الاراضي اللبنانية المحتلة من النقطة «بي 1» بحراً حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري (شمالي بلدة الغجر)».
ورجّحت المصادر ان يلتقي هوكشتاين ايضاً نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ما لم يكن قد التقاه خارج لبنان أخيراً. وربما يلتقي ايضا قائد الجيش العماد جوزف عون، لمناقشة جهوزية الجيش للانتسار في كل منطقة جنوب الليطاني. وعشيّة وصول هوكشتاين، أعلن مسؤول في البيت الأبيض امس انّ المبعوث الرئاسي الأميركي سيزور بيروت اليوم «لمواصلة الجهود الديبلوماسية الرامية إلى وقف تصعيد النزاع عبر الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وتحقيق الاستقرار». وبحسب وكالة «رويترز»، لم يقدّم هذا المسؤول مزيدا من التفاصيل حول الزيارة. ونقلت الوكالة عن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وهو أحد المسؤولين الذين من المقرر أن يجتمعوا مع هوكشتاين، قوله انه «يعتقد أنّ توقيت زيارته يشير إلى تقدم في جهود التوصل إلى هدنة في غزة «خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة». وأوضح بوصعب «إذا حدث ذلك، أعتقد أنّ زيارة هوكشتاين هذه المرة ستكون ذات أهمية كبيرة لمتابعة الهدنة على حدودنا الجنوبية، ومناقشة ما يلزم لتحقيق الاستقرار وإنهاء احتمال توسيع الحرب مع لبنان».
مبادرة «الاعتدال» و«الح.زب» وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي تتجه الانظار اليوم الى لقاء كتلة «الاعتدال الوطني» مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محد رعد عند الثانية بعد الظهر، كمحطةٍ أخيرة في جولتها على الكتل النيابية التي تشمل ايضاً كتلة ح.زب الطاشناق الارمني، وسط ضبابية تُخيّم على نتائج مبادرتها الرئاسية لجهة الملاحظات التي أبداها بعض الكتل، ومنها ما هو تفصيلي قابِل للحل ومنها ما هو جوهري ويتعلق بمواءمة المبادرة مع بعض بنود الدستور التي ترعى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وطريقة الدعوة الى الجلسة التشاورية وشروط عقدها ومن يترأسها وما هو المُلزِم منها وما هو غير الملزِم. وهل هي بديل لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية او تتماهى معها، وقد أيّدتها غالبية الكتل النيابية بإستثناء كتل المعارضة.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر كتلة «الوفاء للمقاومة» ان «لا موقف مسبقاً لها من المبادرة، ولا يمكن ان نتخذ موقفاً بناء على ما نسمعه او نقرأه في الاعلام، بل سنستمع الى المبادرة بتفاصيلها من اصحابها وندرسها بتمعّن ثم نحدد موقفنا منها علناً». لكن مصادر نيابية اخرى توقفت عند ملاحظات المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، الذي قال: «الحوار يكون بدعوة واضحة وبمعايير معيّنة وعبر مشاركة رؤساء الكتل وعبر طاولة مستديرة في المجلس النيابي، وهي جاهزة. والحوار لا يكون مفتوحاً بل يجب أن يترأسه أحد». وتساءلت المصادر: هل يتضمن موقف «كتلة الوفاء» الموقف نفسه أم يكن لها موقف آخر؟ هذا عدا موقف ح.زب الكتائب الرافض المبادرة من اصلها، فضلاً عن ملاحظات «القوات اللبنانية» ايضاً عليها والتي تقوم على «فكرة تداعي النواب، وعدم توجيه دعوات رسمية، وعلى عدم وجود رئيس للجلسة بحيث لا تكون أقرب لجلسة حوار دعا اليها بري وترفضها «القوات».
توتر الجنوب وعلى الجبهة الجنوبية تتوصل المواجات بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وقالت «المقاومة الإسلامية» انها استهدفت موقع جلّ العلام بصاروخ «بركان» وأصابته مباشرة. فيما اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية انّ صاروخ «بركان» استهدف موقعاً للجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي، واشارت الى دوي انفجارات كبيرة داخل أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان. وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي صوراً تُوثّق أعمدة الدخان المتصاعدة من المركز الإسرائيلي المستهدف. كذلك استهدفت المقاومة منظومة المراقبة في موقع المطلة، واكدت قناة 12 العبرية إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان في اتجاه مستوطنة المطلة. فيما اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن «اطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان استهدف قوة إسرائيلية في معيان باروخ في إصبع الجليل».
وأعلنت المقاومة انها استهدفت ايضاً قوّة عسكرية اسرائيلية مقابل قرية الوزاني وحققت فيها إصابات مباشرة، «ما دفعَ قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف». كذلك اعلنت المقاومة استهداف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا. وكذلك استهدفت انتشاراً للجنود الاسرائيليين في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية «وحققت فيه «إصابة مباشرة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي انفجارات في محيط مدينة نهاريا، فيما دوت صافرات الإنذار في المستوطنات الواقعة شمال شرق صفد خشية تَسلّل طائرات مسيّرة. واعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق صاروخ اعتراضي تجاه هدف جوي مَشبوه في الجليل الأعلى. وقصفت المدفعية الاسرائيلية قبل الظهر وبعده الحَي الجنوبي لمدينة الخيام بقذائف من عيار 155 ملم. فيما أطلق الجيش الاسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة في اتجاه اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية.
فرقة ألمانية في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الألمانية، امس، أنّ «فرقة التدخل السريع الألمانية مستعدة لإجلاء مواطنيها من لبنان في حال توسعت الحرب في قطاع غزة لتشمل دولاً أخرى في المنطقة». وقالت الوزارة عبر منصة «إكس»: «فرقة التدخل السريع المتخصصة بمهمات الإجلاء أعدّت أخيراً للإخلاء من لبنان في حال توسعت الحرب في قطاع غزة لتشمل المنطقة بأسرها». وأشارت إلى أنّ «قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط تعمل على مهمات محددة، ومن أهمها تنفيذ عمليات إجلاء مواطنين من بعض المناطق».
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد قالت في وقت سابق «ان القوات المسلحة الألمانية نشرت أكثر من 1000 جندي في الشرق الأوسط، في قبرص بالمقام الأول، لتنفيذ عملية محتملة لإجلاء المواطنين الألمان من منطقة النزاع».
********************
افتتاحية صحيفة اللواء
هوكشتاين يبحث اليوم في خارطة تهدئة متصلة بـ«هدنة غزة»
اشتد الضغط الميداني من غزة الى الجنوب بالتزامن مع اطلاق جولة جديدة من المفاوضات الآيلة لاتفاق حول صفقة تبادل الأسرى، وهدنة لن تكون قصيرة، ومفتوحة على وقف النار والمساعدات التي تتعرض لأخطر عملية ابتزاز اذ كلما توجه الناس الجائعون الى حيث الغذاء والماء تصوّب «دولة الاحتلال» النار عليهم، فمرة تقتل وتجرح المئات، ومرة بالعشرات، من اجل كميات قليلة من الطحين، بعدما عز كل شيء في القطاع المنكوب.
وعلى وقع ضربات الاحتلال، وردود الح.زب عليها، عبر قصف مركّز على المواقع الحربية، يبدأ الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين محادثات تتعلق بالتهدئة، بدءاً من استهلال لقاءات مع الرئيس نبيه بري، ثم الرئيس نجيب ميقاتي، فوزير الخارجية وشخصيات اخرى، بحثا عن مقاربة تمكّن لبنان واسرائيل البدء بمفاوضات لانهاء النقاط الحدودية المختلف عليها، بدءاً من وضع القرار 1701 على طاولة التنفيذ.
وبات من المتفق عليه، ان النقاش اللبناني مع هوكشتاين ينطلق من دفع اسرائيل الى الاقتناع بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات، الامر الذي يوفر الامن للجميع.
رئاسياً، وعلى صعيد مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، تنتظر الاوساط النيابية ما سيسفر عنه اللقاء بين وفد الكتلة ووفد من كتلة الوفاء للمقاومة اليوم، وسط معلومات عن ان الح.زب سيستفسر من «الاعتدال» عن تفاصيل المبادرة، متريثاً في اعطاء اجوبة نهائية، مع الاشارة الى ان فريق «8 آذار» اعلن قبل الزيارة عن المسموح والممنوع من المبادرة، بما في ذلك سحب النائب سليمان فرنجية.
وقالت مصادر لـ«اللواء» أن مبادرة تكتل الاعتدال لم تجهض بعد ولا تزال قائمة بالنسبة إلى نواب التكتل ما لم تصدر إشارة عكس ذلك، مشيرة إلى ان نوابها لا يزالون عند قناعاتهم بأن عنوان الطرح التشاور ، وليس الحوار كما يفسر البعض.
ولفتت هذه المصادر إلى أن هناك افرقاء بدأوا باعادة التفكير بموقفهم حيال المبادرة حتى وإن كانوا وافقوا عليها مسبقا، واعلنت أن هناك من القوى السياسية أعطت الضوء الأخضر للمبادرة التي تعد الوحيدة محليا.
إلى ذلك، أكدت أن مجرد أن تسمى شخصية أو ٢ من الكتل فذاك يعني أن المبادرة جاهزة للتطبيق وليس هناك من شروط مسبقة، والمهم الوصول إلى نتيجة، ودعت إلى انتظار ما قد يخرج من لقاء التكتل مع الح.زب وهنا يشير النائب عبد العزيز الصمد لـ «اللوا» إلى أنه في خلال هذا اللقاء يعرف جواب الح.زب من المبادرة.
إلى ذلك أوضحت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن المبادرة باتت في وضع دقيق وإن محاولة تعطيلها من قبل فريق الممانعة واضح، وهذا ما قد يضعها في مهب الريح إن لم يكن في إطار نسفها وفي كل الأحوال فإن ذلك يتبلور قريبا.
وفي الاطار عينه، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السياسيين الى المصالحة مع بعضهم البعض، من خلال تنقية ذاكرتهم، وإذكاء الثقة بينهم.
واشار الى انه طالما الجمهورية اللبنانية من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكك اوصال الدولة، وتستباح القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوة.
الرواتب بدءًا من اليوم
وتوقع مصدر قريب من الموظفين ان تحوَّل الرواتب الى مصرف لبنان، بدءًا من اليوم، على ان تحوّل الى المصارف فوراً، ليصار الى قبضها في فترة زمنية لا تتجاوز الخميس او الجمعة المقبلين.. مرجحاً ان يبدأ الموظفون القبض بعد غد الاربعاء.
واعلن موظفو المالية امس العودة المؤقتة الى العمل اليوم، حرصا على مصالح الموظفين، وتماشيا مع موقف تجمع موظفي الادارة العامة، من اجل انجاز رواتب ومعاشات الموظفين والمتقاعدين.
وكان صدر عن المدراء في مديرية المالية العامة، انه بناء عما صدر عن وزير المال لجهة التنويه بجهود موظفي المالية، وانطلاقا من حسن المسؤولية مع اقتراب شهر رمضان، دعوة للعاملين الى العمل لانجاز عملية دفع الرواتب وملحقاتها، وناشد المدراء المتقاعدين عدم اقفال ابواب الوزارة التي تعمل من اجلهم.
إجتماع روما لدعم الجيش
وعلى صعيد توفير الدعم المطلوب لتمكين الجيش اللبناني من القيام بمهامه في الجنوب والداخل، شارك قائد الجيش العماد جوزاف عون في اجتماع دعم الجيش في إيطاليا، بحضور قادة جيوش إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وهُم: Admiral Giuseppe Cavo Dragone, General Thierry Burkhard, Admiral Teodoro Esteban López Calderón, General Carsten Breuer, Admiral Tony Radakin.
وعرض العماد عون وضع الجيش والتحديات التي يواجهها على مختلف الأصعدة، وجرى البحث في سبل دعمه وتعزيز قدراته.
وأثنى المشاركون على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، وأهمية دعمه ومساندته لتجاوز الصعوبات الاستثنائية في المرحلة الراهنة.
كما التقى العماد عون وزير الدفاع الإيطالي Guido Crosetto بحضور قائد الجيش الإيطالي، ثم وزير الخارجية الإيطالي Antonio Tajani، ومدير المخابرات الخارجية General Giovanni Caravelli.
والتقى العماد عون وزير الدفاع الايطالي.
وفي موقف جديد للح.زب، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان الح.زب ينتظر الاسرائيلي ان يخطئ ليضع مصير كيانه على المحك، موضحا ان الح.زب يعرف نقاط ضعف عدوه.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن الح.زب مساء امس انه استهدف انتشارا لجنود العدو في جبل نذر، بالاسلحة الصاروخية، معلنا عن وقوع اصابات مباشرة، كما اعلن عن استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا بالاسلحة المناسبة.
كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة عسكرية اسرائيلية قبالة قرية الوزاني، وكذلك استهداف منظومة المراقبة في موقع المنارة بالاسلحة المناسبة.
وقصفت طائرات العدو مساء امس بالصواريخ الثقيلة حي ابو لين في عيتا الشعب، كما نفذ غارة على وسط عيتا الشعب بصاروخ لم ينفجر، ولم يصب احد بأذى.
كما غارت الطائرات الاسرائيلية على بلدة كفركلا في القطاع الشرقي.
كما تعرضت بلدة الخيام لقصف فوسفوري اسرائيلي.
مشاورات لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية
كشفت مصادر سياسية ان البحث يدور حاليا بعيدا من الاضواء، وفي اجتماعات ضيقة، على التحضير لمشروع قانون حول تأجيل موعد اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، المقررة في شهر أيار المقبل، ووضع الصيغة المطلوبة، لكي يحظى المشروع بموافقة اكثرية الكتل النيابية، وان لا يكون تأييده ودعمه محصورا بكتل محدودة التمثيل دون الاخرى.
واضافت المصادر ان مبررات التأجيل، هي الظروف السائدة جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتهديدات بتوسعة نطاق الحرب، الى مناطق اخرى.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
أسبوع مفصلي دموي قبل هدنة رمضان في غزة… بايدن: أحضروا لي صفقة!
هوكشتاين في لبنان بمحاولة ديبلوماسيّة أخيرة قبل احتمال الحرب الموسّعة؟ – بولا مراد
أسبوع مفصلي تدخله غزة كما لبنان، مرجح ان يكون دمويا في الساحتين، في اطار محاولة العدو الاسرائيلي الاستفادة من الوقت الفاصل عن موعد الهدنة المرجح اعلانها في القطاع مطلع شهر رمضان.
ففيما افيد عن وصول ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر وحركة ح إلى القاهرة أمس الأحد، لاستئناف المباحثات بشأن «الهدنة»، يُنتظر وصول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين اليوم الاثنين الى بيروت، بما يبدو انه محاولة ديبلوماسية اميركية اخيرة لتفادي الحرب الموسعة.
ما صحّة ما يقال عن الهدنة؟
وذكر موقع «أكسيوس» أن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل دفع الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة قبل رمضان. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهما إن بايدن طلب من الزعيمين إقناع حركة ح بالموافقة على صفقة التبادل قبل شهر رمضان. وقال المسؤولون «عندما اتصل الرئيس بايدن بأمير قطر والرئيس المصري يوم الخميس، كانت رسالته مباشرة: أحضروا لي صفقة».
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قيادي في حركة ح قوله، إن «الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال 24 او 48 ساعة، في حال تجاوبت «إسرائيل» مع مطالبها». فيما نقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مصدر كبير في حركة ح قوله، إن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بشأن محادثات وقف إطلاق النار مجرد «تكهنات».
الاحتلال يُصعّد عملياته
في هذا الوقت، واصل الاحتلال الاسرائيلي تصعيده الميداني في قطاع غزة، وشن طيرانه غارات عنيفة على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، كما استهدف شاحنة مساعدات في دير البلح وسط القطاع، فيما افادت المعلومات عن ارتكابه مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين.
ورجحت مصادر واسعة الاطلاع ان يصعّد الاحتلال عملياته ويواصل مجازره في غزة، مستفيدا من الفترة الفاصلة قبل الاعلان رسميا عن الهدنة، لافتة لـ«الديار» الى ان «الامور قد تكون صعبة كثيرا على المدنيين خلال الايام القليلة المقبلة، وان كان احتمال سير اطراف الحرب بالهدنة تجاوز الـ80 %. واضافت: «تل ابيب تصور الهدنة للداخل «الاسرائيلي» على انها استراحة لجنودها يتخللها افراج عن عدد من الاسرى، لتعود وتواصل القتال لتحقيق هدفها بالقضاء على حركة ح، فيما ترفض الحركة هذا الموضوع جملة وتفصيلا، وتصر على ان تكون هذه الهدنة بوابة لوقف شامل لاطلاق النار، وهي لن تسلم ورقة الاسرى قبل التأكد من ذلك». وقد عبّر وزير الدفاع العدو الاسرائيلي يوآف غالانت عن موقف حكومة الاحتلال بقوله «لن نوقف الحرب في غزة قبل القضاء على حركة ح، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً».
محاولة اميركية اخيرة؟
لبنانيا، يعود هوكشتاين الى بيروت، في ظل تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين الح.زب والعدو الاسرائيلي، وتهديد الاخيرة بعدم تطبيق هدنة غزة على لبنان، كما بشن حرب موسعة والقيام باجتياح بري جنوب البلاد.
واشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان «زيارة موفد الرئيس الاميركي هي محاولة ديبلوماسية اخيرة قبل تصعيد «اسرائيلي» متوقع مع انطلاق هدنة غزة» ، لافتة الى ان «تطبيق الهدنة على لبنان اصبح بالامر المستبعد، وما بات مرجحا هو زيادة الضغط العسكري على الح.زب لحثه على التراجع الى جنوبي الليطاني»، مضيفة: «الح.زب كان واضحا وحاسما بموقفه الرافض التجاوب مع اي طرح اميركي او غيره للنقاش بوضع جنوب لبنان قبل وقف نهائي لاطلاق النار في غزة، وبالتالي هو ينتظر ما سينتج من مفاوضات القاهرة، وما اذا كانت ستؤدي الى ذلك».
الوضع الميداني في الجنوب
ميدانيا، استهدف مجاهدو المقاومة أمس الاحد قوة عسكرية صهيونية مقابل قرية الوزاني وحققوا فيها إصابات مباشرة، مما دفع قوات العدو الى إطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف.
كما استهدفت المقاومة موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، اضافة الى منظومة المراقبة في موقع المطلة، واصابوا موقع جل العلام بصاروخ بركان إصابةً مباشرة.
بالمقابل، كثف العدو الاسرائيلي قصفه المدفعي والفوسفوري جنوبي مدينة الخيام.
فك اضراب… واضراب
في هذا الوقت، وفيما أعلن مديرو مديرية المالية العامة العودة مؤقتاً إلى العمل اليوم الاثنين لإنجاز دفع الرواتب، وإنجاز ما يمكن إنجازه من معاملات للمواطنين، قررت اللّجنة الرّسميّة للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللّبنانيّة الإضرابَ العام بدءا من اليوم الاثنين ولمدّة أسبوع، في كلّيات الجامعة جميعها وفي فروعها. ودعت في بيان الأساتذة المتعاقدين إلى «المشاركة في الاعتصام الحاشد الذي سيقام أمام وزارة التّربية والتعليم العالي، في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء الواقع فيه 5/3/2024، لتسريع إقرار ملف التَّفرُّغ وتحصيل حقوق الأساتذة المتعاقدين المتمثّلة برفع أجر الساعة وإعطاء بدل انتاجية وبدل نقل».
الا ان ادارة الجامعة اللبنانية قررت مواصلة التدريس وقالت في بيان، انه «تعقيبًا على البيانات الصادرة عن بعض مجموعات من الأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، والداعية الى الاضراب العام من جهة، والطلب الى وزير التربية إقرار ملف التفرغ، بحيث يشمل كل اصحاب الحق من جهة اخرى، وحيث انه لم يصدر اي بيان عن «رابطة الاساتذة المتفرغين» في الجامعة اللبنانية، وحرصا على مصلحة الطلاب وعدم اشاعة ما من شأنه خلق حالة من عدم الاستقرار في كليات وفروع الجامعة، تعلن ادارة الجامعة اللبنانية ان يوم غد هو يوم تدريس طبيعي في كل كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها وفروعها».
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هدنة غزة على «كف إسرائيل ».. وهوكشتاين يعود اليوم
وصل وفد حركة المقاومة الإسلامية (حركة ح) إلى القاهرة بالتزامن مع وصول وفود الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد نقلت عن مصدر مصري رفيع المستوى -لم تسمه- تأكيده أن المفاوضات استؤنفت في القاهرة الأحد، مشيرا إلى تقدم في المحادثات الرامية لإعلان هدنة في غزة قبل حلول شهر رمضان الذي يوافق 11 آذار الجاري فلكيا.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وأوضحا أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه.
وذكر المصدران -وفقا للوكالة- أن مقتل أكثر من 100 فلسطيني بنيران إسرائيلية الخميس الماضي بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم المحرز في سير المفاوضات.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل إلى هدنة إنسانية موقتة يوم 24 تشرين الثاني الماضي واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، بينهم نحو 80 إسرائيليا.
وفي موقف لافت، قالت حركة ح ان الاتفاق على الهدنة ممكن خلال 24 ساعة أو 48 ساعة في حال وافقت إسرائيل على مطالب الحركة.
التصعيد متواصل جنوباً وهوكشتاين يعود اليوم؟
الجميّل: طرح «الاعتدال» مثل أفكار بري
على الحدود، تصفية قيادات الح.زب وعناصره، مستمرة ولا تهدأ. اما في الداخل، فتصفية المبادرات التوفيقية سياسيا ورئاسيا في شكل خاص، على يد الثنائي الشيعي، بدورها، مستمرة. قبل ان تستقبل كتلة الوفاء للمقاومة اليوم الاثنين وفد “الاعتدال الوطني”، بدا ان مبادرته تترنح، وقد وجّه نحوها مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ضربات قاسية، تكاد تكون “قاتلة”، في مواقفه الصحافية الاخيرة، والتي اعلن فيها ان “لا جلسة مفتوحة للانتخاب”، وان الحوار يجب ان يشبه الحوارات التي كان يدعو اليها رئيس المجلس في السنوات الماضية.
هل يهدأ الجنوب؟
وسط هذه الاجواء، ومع انتهاء اجتماع سفراء الخماسي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي يوم الجمعة الماضي، الى “لا جديد”، تتجه الانظار الى ما اذا كانت الجهود الديبلوماسية الدولية، وتحديدا الاميركية منها، ستنجح في اعادة التهدئة الى الجنوب اللبناني، سيما اذا ابصرت الهدنة النور في غزة، بما ان المسؤولين الاسرائيليين لا يخفون رغبتهم بمواصلة عملياتهم ضد الح.زب، حتى ولو تم التوصل الى اتفاق وقف نار في القطاع. ليس بعيدا، علم أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت يوم الاثنين المقبل في زيارة يلتقي في خلالها عددًا من المسؤولين اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى أنّ هوكشتاين سيستهلّ لقاءاته باجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
مستعدون للتفاوض
وسط هذه الاجواء، أنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إجتماعاته في منتدى انطاليا الديبلوماسي بالمشاركة في حلقة حوارية حول التأسيس لسلام دائم في الشرق الاوسط حيث اشار الى التهديدات اليومية الاسرائيلية بتدمير لبنان، في حين يسعى لبنان للاستقرار داعيا “الاسرائيليين الى تجربة خيار مختلف عن الحرب المستمرة منذ اكثر من ٧٥ عاما”. واشار الى ان انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات اليومية يحقق الامن للجميع، وبأن لبنان مستعد للتفاوض غير المباشر لان الخيار الآخر امامنا هو خطر إتساع رقعة الحرب لتصبح حربا اقليمية.
ترنّح المبادرة
وعلى الصعيد الرئاسي، بدا ان مبادرة تكتل الاعتدال الوطني بدأت تواجه عقبات. فاثر انطلاقة قوية لها، مع موافقة اكثر من فريق وازن في الداخل على افكارها، بما انها طرحت “تشاورا نيابيا” وايضا “جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس”، سُجّلت عودة لعين التينة الى مربّع التصلب، مع مواقف النائب علي حسن خليل الاخيرة. كما تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الى ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على لسان نجله النائب طوني فرنجية، أبلغ وفد الاعتدال ان والده ليس في وارد التراجع عن مرشحه، وان لا مرشّح آخر لدى فريقه السياسي اليوم. ويبدو ان هذا الموقف، منسّق مع عين التينة ومع الضاحية. على اي حال، تتابع المصادر، فإن الح.زب الاثنين، سيستفسر من “الاعتدال” عن تفاصيل مبادرته، الا انه لن يقدم اي جواب عليها، في تموضع لا يدل على انه ايجابي تجاهها.
الجميل يستغرب
كل هذه العوامل دفعت برئيس ح.زب الكتائب النائب سامي الجميل الى انتقاد الح.زب والمبادرة وحتى مَن وافقوا عليها، غامزا من قناة “القوات اللبنانية”. فقد رأى أن “لا شيء يميز المبادرات التي طُرحت عن مبادرة الرئيس برّي”، مشيرًا إلى أن “النائب علي حسن خليل وضّحها على أنها عملية حوار كما دعا إليها برّي سابقًا”. وقال في حديث تلفزيوني “أولًا لم نرَ أي التزام من قبل الفريق الآخر لعقد جلسات مفتوحة وليس فقط متتالية، وثانيًا: لم ينسحب مرشح 8 آذار سليمان فرنجية من السباق الرئاسي، وبالتالي لا نزال عند نقطة الصفر اليوم، وأستغرب كيف وافق البعض على مبادرة لم تُعالِج هذه النقاط البنيوية وبظلّ عدم قبول الح.زب المناقشة بمرشحٍ ثالث”.
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
غانتس في واشنطن للتآمر على نتنياهو… واستكشاف حدود الاستعداد الأميركيّ
مجازر المساعدات مستمرة… وسكان غزة: لا الإنزالات الجوية ولا بديل عن رفح
إشارات إيجابية من اجتماع الفصائل في موسكو… وتضارب في مؤشرات التفاوض
في ظل احتدام المشهد العسكريّ على كل الجبهات، حيث في غزة تصاعد نوعيّ في عمليّات المقاومة وارتفاع ملحوظ في الخسائر التي يعلن عنها جيش الاحتلال، وعلى جبهة لبنان مزيد من الضربات الموجعة لجيش الاحتلال باستهداف تجمّعات جنوده وتحصيناته وتجهيزاته المتطوّرة، بينما اليمن يُغرق سفينة بريطانية جديدة، والعراق يكشف مسؤولية مقاومته عن عملية حيفا ليل الجمعة بطائرة مسيّرة استهدفت المجمع الكيميائيّ، يبدو أن المشهد السياسي هو الآخر على نار حامية، حيث وصل عضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس الى واشنطن لعقد اجتماعات تشمل كلاً من نائب الرئيس كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن. والهدف من الزيارة معلن، وهو التآمر على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واستكشاف حدود استعداد واشنطن لدعم تغيير حكوميّ يُطيح بنتنياهو ويضع غانتس على طريق رئاسة الحكومة. وبالتالي ماذا يمكن لواشنطن أن تستخدم من أوراق لتسريع هذا المسار، إذا كانت قد ضاقت ذرعاً بنتنياهو وترغب برؤيته خارج السلطة لفتح الطريق أمام مسار يُنهي الحرب؟
في ملف المساعدات الإنسانيّة لغزة، مع الانتقال إلى مسلسل الإنزالات الجويّة بعد انضمام أميركا إلى مصر والأردن، عقدت لجان أهالي شمال غزة مؤتمراً صحافياً ندّدت خلاله بالإنزالات الجويّة وكشفت مخاطرها معلنة تمسكها بالاعتماد على معبر رفح لإدخال المساعدات، نظراً لحجم الحاجات التي لا تلبّيها كميات استعراضية مثل التي ترمي بالمظلات الجوية، ولما ينتج عن الإنزالات من صراعات وتسابق يتحول الى تقاتل بين السكان.
في الشق السياسي، أشادت الفصائل الفلسطينية بنتائج اجتماعات موسكو، لجهة تأكيد الوقوف وراء المقاومة في غزة والتمسك بالوحدة الوطنية وترجمتها ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية عبر التمهيد لانتخابات رئاسية وتشريعية، بينما تحدّثت مصادر متابعة للمسار التفاوضي عن تضارب المعطيات حول فرص التوصل الى اتفاق وشيك، علماً أن لا شيء إيجابياً بعد على الطاولة.
يزور المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين بيروت اليوم لمواصلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف تصعيد الصراع في جنوب لبنان وتحقيق الاستقرار، وسوف يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. ويقول مصدر مطلع لـ «البناء» أن زيارة هوكشتاين تحمل معطى مهماً لا سيما أنها تأتي لمتابعة الهدنة في الجنوب الذي يفترض أن تسري عليه هدنة غزة، والبحث مع المسؤولين في كيفية تثبيت الاستقرار وتجنّب توسّع الحرب.
ومع ذلك تبدي مصادر دبلوماسية لـ”البناء” خشيتها من مواصلة “إسرائيل” حربها ضد حزب الله في جنوب لبنان حتى لو دخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ، معتبرة أن ما يرشح عن الإسرائيلي نقلاً عن موفدين غربيين يشير إلى أنه بات يفصل بين غزة وجنوب لبنان. هنا تكمن الخشية من محاولته ضرب قواعد الاشتباك وتجاوزها، مع تأكيد المصادر أن ما يعمل عليه هوكشتاين اليوم ينصب في سياق التهدئة لعودة النازحين إلى قراهم وعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى المستوطنات. وهذا يؤكد أن البحث في القرار 1701 مؤجل إلى حين الاتفاق على حل في غزة.
في المقابل، تبدي أوساط سياسية لـ “البناء” اقتناعاً أن الورقة الفرنسية التي أرسلت الى لبنان بشأن الوضع في الجنوب قد سقطت، فلبنان لا يمكن أن يقبل بترتيبات أمنية مع العدو الإسرائيلي، علماً أن مصادر في الخارجية تشير إلى أن لبنان سوف يردّ على هذه الورقة بما يتناسب مع مصلحة لبنان وسيادته.
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “نقول للعدوّ الإسرائيلي نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضَع مصير كيانك على المحكّ… لن يُخيفنا دعم أميركا للعدوّ الإسرائيلي ونحن الذين نعرف نقاط ضعفه”.
وميدانيا، أطلق جيش العدو الإسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة في اتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن “صاروخ بركان استهدف موقعاً للجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي”. واستهدف حزب الله موقع جل العلام بصاروخ بركان كما استهدف بالأسلحة المناسبة قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني وحقق فيها إصابات مباشرة مما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف. كما استهدف حزب الله موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابه إصابةً مباشرة واستهدف جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وتمّتَ إصابته إصابةً مباشرة.
وصرّحت وزارة الدفاع الألمانية بأن “فرقة التدخّل السريع الألمانيّة مستعدّة للانسحاب من لبنان في حال توسّعت الحرب في قطاع غزة لتشمل دولاً أخرى في المنطقة”.
وقالت في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”: فرقة التدخل السريع المتخصّصة في مهام الإجلاء أعدّت أخيراً للإخلاء من لبنان في حال توسّعت الحرب في قطاع غزة لتشمل المنطقة بأسرها.
وأشارت إلى أن “قوّاتها المنتشرة في الشرق الأوسط تعمل على مهام محدّدة، ومن أهمها تنفيذ عمليات إجلاء مواطنين من بعض المناطق”.
إلى ذلك، يُنهي نواب كتلة الاعتدال مطلع هذا الأسبوع، اجتماعاتهم مع ممثلي الكتل، بلقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اليوم، على أن يلتقوا مجدداً رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الثلاثاء، للبحث بالخطوات اللاحقة لجهة الاجتماع التشاوري.
ويعود موظفو الماليّة إلى العمل ابتداءً من صباح اليوم لإنجاز عملية دفع الرواتب وملحقاتها، وإنجاز ما يمكن إنجازه من معاملات للمواطنين ولسائر الإدارات والمؤسّسات العامة.
وكان عُقِد مساء السبت اجتماعٌ بين وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ومدراء مديريات وزارة المالية، بحضور مدير المالية العام جورج معراوي خُصّص للبحث في مستجدّات إضراب القطاع العام وتداعياته.
نسخ الرابط :