.. أما الانتقال الى ما يسمّى المرحلة الثالثة، فهي الترجمة التي تريدها واشنطن لمرحلة جديدة من الحرب في غزة وبقية الجبهات، ما يتيح لها إدارة المعركة السياسية الهادفة الى إضعاف جبهة المق|ومة في المنطقة. وكل ما قام به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة للمنطقة، هدف الى وضع إطار لهذه المرحلة، ويمكن اختصار عناوين الاستراتيجية الأميركية بالآتي:
أولاً، إلزام إسرائيل بنمط جديد من العمل العسكري لتحقيق إصابات قاتلة في جسم المق|ومة وليس في جسم الحاضنة البشرية لها، لمعرفة الجميع بأن صمود المق|ومة يبقى الأساس.
ثانياً، ممارسة تحولات عملانية تهدف الى تقليص دائرة النار، مقابل تشديد الحصار على أبناء القطاع، بغية تأليبهم ضد المق|ومة. وهي مهمة يحتاج العدو فيها الى حلفاء محليين.
ثالثاً، ممارسة مستوى جديد من التهويل ضد جبهات المساندة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وإير|ن، بما في ذلك إظهار القوة، من خلال التورط العسكري المباشر في اليمن.
عملياً، بعد مئة يوم على حرب الإبادة، انتقل الجميع الى مستوى جديد، وسنشهد في الفترة المقبلة تحديات من نوع جديد، عسكرياً وأمنياً وسياسياً. وفيما يسعى الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، الى فرض وتيرة معينة للأحداث، تدرس قوى محور المق|ومة، في المقابل، الخطوات الجديدة التي تنوي القيام بها لتثبيت موقفها وجهدها في إسناد غزة، ولرفع مستوى الإسناد بما يعطّل الأهداف التي يضعها الجانب الأميركي على الطاولة.
وفي هذا السياق، باتت قوى محور المق|ومة أمام جدول أعمال مختلف، يبدأ برفع مستوى الجهوزية العسكرية استعداداً لمعارك أكبر وأوسع. والدخول في مرحلة تفعيل مستوى جديد من العمليات التي تجعل العدو يدرك بأن ما واجهه في المئة يوم الأولى لم يكن إلا «تحمية»، وأن الموجة الجديدة تهدف إلى دعم غزة من جهة، وردع العدو وتحذيره من مغبة التورط في عمليات مجنونة على طول جبهات الإسناد من جهة ثانية.
تقترب المنطقة من مرحلة الاختبار الأكبر للغرب بقيادة الولايات المتحدة. فإما أن تبادر الى احتواء الجريمة وحصر الأضرار، أو أن تدفع المنطقة بأسرها إلى أن تتحوّل الى كتلة نار ستصيب إسرائيل والمصالح الأميركية قبل أيّ أحد آخر!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :