كتب علي يوسف
يستعد الصهيوني هوكشتاين كمبعوث اميركي لمناورة جديدة في لبنان بعد مناورته الاولى التي نجحت في موضوع ترسيم الحدود البحرية وتمثيلية السماح باستئناف توتال التنقيب عن عن النفط والغاز في البلوك رقم ٩ في مقابل الافراج عن بدء الكيان الصهيوني باستخراج الغاز من حقل كاريش …
وحينها وافق لبنان على التغاضي عن استجابة توتال للارادة الاميركية بتشويه عمليات الحفر في البلوك رقم ٤ والانسحاب وعدم الالتزام بعقدها مع لبنان ..ووافق على عودتها استجابة للارادة الاميركية لإعادة تكرار ما حصل في البلوك رقم ٤ ولكن هذه المرة في البلوك رقم ٩ لتمرير موضوع ترسيم الحدود مع العدو ومفاعيل هذا الترسيم التي اسقطتها الحرب لاحقا ولمباشرة استخراج الغاز من كاريش ..وارتضى لبنان لغايات ليس مجال ذكرها الآن تجريب المجرب بعقل مخرب حكما وحصل ما حصل من مهزلة تجنبنا حتى الآن عرض تفاصيلها بسبب العدوان الصهيوني على غزة ..
وهكذا حصل ما قلته حين تم اتفاق الترسيم بأننا نتجه الى معادلة احتفال بإنتصار وهمي لن يتحقق في مقابل استخراج الغاز من قبل العدو …!!وحينها تم تسجيل نصر للصهيوني هوكشتاين !! وبما جعله “خبيرا ” في الحصول على الانصياع اللبناني بصيغة النصر الوهمي ؟!!!
اعدت التذكير بهذا الموضوع لأننا نشهد حاليا تحضيرا لمناورة اخطر سيحاول هوكشتاين تمريرها وبدأنا نشهد التناغم الرسمي المسبق معها من قبل الاوركسترا اللبنانية للانصياع للتوجيهات الاميركية والغربية المتمثلة في رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية اضافة الى القوى السياسية التي ترفع شعا الحياد مع العدو الصهيوني والحرب على محور الممانعة …
تقوم مناورة هوكشتاين كما أُعلن عنها من معلومات ووفقا للطروحات المستجيبة لها من قبل اوركسترا الانصياع ،على مشروع من ٣ بنود :
١- انسحاب القوات الاسرائيلية من كل الاراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتأكيد وضع اتفاق شامل على كامل الحدود من البحر الى البر والموافقة على الاستجابة لكل المطالب اللبنانية حول نقاط الخلاف ..
٢- اعادة شركة توتال لاستئناف عمليات التنقيب عن النفط والغاز (وهو من اوقح العروض ) ..
٣-معالجة نهائية لسلاح حزب الله ولوجود المقاومة في لبنان بما في ذلك سلاح المخيمات .. اي ضمان الهدوء والامن النهائي في الحدود اللبنانية …
وقبل مجيء هوكشتاين والتأكد من وجود هذه المقترحات والبحث مثلا بالتفاصيل سارعت الاوركسترا اللبنانية الى بلورة هذه المناورة المؤامرة بالاستجابة لها بطرح مشروع من قبل رئيس الحكومة ووزير الخارجية يقوم على :
١-العودة الى الوضع الذي كان على الحدود قبل العام ١٩٦٧ اي اتفاقية الهدنة ( من دون الانتباه الى الشروط المذلة لاتفاقية الهدنة في ما يتعلق بشروط تحرك حتى المدنيين في المنطقة الحدودية وبشروط تواجد الجيش اللبناني على الحدود وسلاحه )..
٢-الالتزام الكامل بال ١٧٠١ والتشديد على الحل الشامل بما في ذلك دعم الجيش اللبناني ومعالجة سلاح حزب الله …!!!!
ورغم تكرار التأكيد اللبناني ان البحث في تطبيق هذه المقترحات تتم بعد وقف العدوان على غزة الا ان الخطورة في هذا المشروع المناورة تكمن في اتجاهات متعددة :
أ -ان هدف هذه المناورة وخلال العدوان على غزة ومشاركة المقاومة فيها كقوة مساندة حتى الآن هو ادخال لبنان في حوار داخلي او بالاحرى في خلاف داخلي حول عروض “مغرية “وهمية في مقابل “انهاء المقاومة ” وبحيث يتم تجييش كل القوى السياسية المعادية لمحور المقاومة تحت لواء جزرة وهمية في محاولة لإرباك المقاومة في حربها المساندة لغزة …
ب- اغراق لبنان في بحث معالجة ظرفية دون جدوى لآثار و نتائج الوجود الصهيوني والمشروع الصهيوني في المنطقة و ذلك تلبية لحاجة الكيان الملحة في التخفيف من جبهات المساندة لغزة من دون معالجة لطبيعة هذا الوجود وهذا المشروع الذي يشكل وجودهما خطرا دائما على لبنان والمنطقة و يجعل الصراع مع الكيان الصهيوني صراعا وجوديا ليس للفلسطينيين فقط وانما لكل دول الاقليم وخصوصا لبنان …
ج- محاولة هوكشتاين ابتكار تجربة جديدة تتمثل في إخراج لبنان مؤقتا من “الصراع العربي -الاسرائيلي “من دون اتفاقية سلام كما حصل مع مصر والاردن ومن دون تطبيع كما حصل مع دول الخليج .. وبحيث يتم عزل القضية الفلسطينية عن احد اهم اركان محور المقاومة و بما يسمح لاحقا باستكمال محاولة تصفية هذه القضية ومن ثم استئناف مشروع توسيع السيطرة على الاقليم اما بالحرب او بالتطبيع ….
لا ندري بعد اذا كانت الحكومة الصهيونية اعطت موافقتها على هذه المناورة المؤامرة المبتكرة من ابداع هوكشتاين ومعاونيه او مساعديه في لبنان كونها تستلزم للسير فيها وقفا لاطلاق النار ولو مؤقتا يبرر بدء البحث فيها… و وقف اطلاق النار هذا يمكن ان يستدرج مخاطر كبيرة على الكيان عبر ايقاظ كل الصراعات الداخلية التي نتجت عن مفاعيل عملية طوفان الاقصى وفشل و اخفاقات واحباطات العدوان ….
ويجب الاخذ بعين الاعتبار إمكان فشل هذه المبادرة المؤامرة قبل طرحها بفعل التطورات المتسارعة …
وإلّا ….
فنحن ذاهبون الى مرحلة من الصراعات الكلامية وتقاذف الشعارات بين جزرة وهمية وبين عصا في الميدان ……وكان قد قال سيد المقاومة أن الكلمة للميدان …..
نسخ الرابط :