سؤال فرض نفسه وسط الحرب الضروس التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي غير محدود.
أين توارت تلك الجماعات؟ وإذا لم تُسمع صوتها الآن، فمتى؟!
دكتور كمال حبيب الخبير المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يجيب لـ “رأي اليوم” بقوله: “الجماعات التكفيرية مثل داعش والنصرة وغيرها لها أجندة خاصة بها، ولها مشغلوها وموجّهوها، لا يدخل ضمن أجندتها مسألة فلسطين باعتبارها قضية مركزية، ولا القضايا التي تجمع عليها الأمة بشكل عام”.
ويضيف “حبيب”: “هؤلاء يجتهدون في مواجهة الأمة، ولا يجتهدون لها، فحيثما ولت الأمة وجهها في جهة، ولّوْا هم وجوههم جهة أخرى. ولذلك لا نسمع لهم صوتا في تلك المواجهة ولو ببيان”.
ويوضح أن تلك الجماعات مشغلة ومخترقة وفي الغالب هي صنيعة الأمريكان والمخابرات الغربية، مشيرا إلى أنهم لا يرون في المقاومة مجاهدين حقيقيين.
ويتابع قائلا: “هذه جماعات تكفيرية، وجماعات هامشية، مثل الجماعات الهامشية القديمة منذ الخوارج، التي كانت تستنزف طاقة الأمة وتجهدها، ولم تكن جزءا من دفاعها عن مقدساتها، ولا جزءا من معاركها الكبرى”.
ويقول إن السؤال عن دور هذه الجماعات مشروع، لافتا إلى أنها جماعات مشغولة بتوجيه السهام إلى أبناء الأمة.
وقال إن صمت تلك الجماعات الآن وفي تلك اللحظة الفارقة يدل على أنها جماعات مصنوعة لوقت الحاجة إليها، ولإضعاف الأمة وتشويه صورة الإسلام، في ظل تصاعد اليمين الغربي في أمريكا وفي غالبية دول أوروبا.
ويخلص “حبيب” إلى أن أحداث غزة عرّت تلك الجماعات، كما عرت جميع المتخاذلين، مؤكدا أنه في وقت الأزمات وصراعات الأمة الكبرى ينكشف المنافقون الذين يسلقون المؤمنين (أهل غزة الكرام) بألسنة حداد.
وتابع قائلا: “هذه الأيام فاضحة، كما أن سورة التوبة تسمى (الفاضحة)، والقرآن الكريم لا تنتهي عجائبه، ولا يبلى من كثرة الرد، وهو صلة بين الإنسان وبين الرحمن، وسوره لا تلقي الضوء على حدث مضى، وإنما تعطي استجابات لكل الأحداث التي تأتي بعد ذلك.
وسورة التوبة هي (الفاضحة) و(المشقشقة) و(المزلزلة) وهي التي كشفت النفاق، لكنها لم تكشف نفاق المنافقين في المدينة فقط، ولكنها قدمت نموذجا على أنه كلما كان هناك أزمة كبرى، ومواجهة كبرى بين أعداء الإسلام وبين أهله، ظهر المنافقون والمتصهينون، والأحزاب الدينية التي تدعي السلفية. نسمع خطابها فنجد النفاق والمكر بالأمة”.
واختتم مذكّرا بقول المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري رحمه الله: “سيأتي اليهودي الوظيفي، ليصلي العشاء معنا، وهذه مشكلة كبرى، لأنه سيقوم بالوظيفة التي كان يقوم بها الجنرال الإسرائيلي أو التاجر الصهيوني”.
نسخ الرابط :