افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 8 كانون الاول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الجمعة 8 كانون الاول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

تقريران يثبتان جريمة إسرائيل ضد الصحافيين… والتمديد لقائد الجيش يطرح في الجلسة التشريعية

فيما تتواصل حلقات الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة ومع استمرار المواجهات الميدانية في #جنوب لبنان، أعيد امس تحريك ملف الجريمة الإسرائيلية ضد صحافيين ومراسلين لبنانيين وعرب وأجانب في بدايات المواجهات بما من شأنه تفعيل الملاحقات القانونية الدولية ضد إسرائيل. وجاء هذا التحريك بفعل التحقيقين اللذين أجرتهما وكالتا “#رويترز” و”الصحافة الفرنسية” ونشرت نتائجهما في وقت متزامن امس. وأظهر التحقيقان بالوقائع المثبتة والفيديوات والشهادات أنّ الضربة التي قتلت في 13 تشرين الأول مصورا في وكالة”رويترز” وأصابت آخرين بجروح بينهم مصوران لـ”#فرانس برس”، نجمت من قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. واستهدفت ضربتان متتاليتان مجموعة الصحافيين وتسببت باستشهاد المصوّر عصام عبدالله (37 عاماً) بينما كان مع ستة صحافيين آخرين عند أطراف بلدة علما الشعب قرب الحدود مع إسرائيل، في تغطية للتصعيد العسكري بين #الجيش الإسرائيلي و”الحزب”. وجرح في الضربة أيضا مصورا وكالة “فرانس برس” كريستينا عاصي (28 عاماً) التي بترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصورا وكالة “رويترز” ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة “الجزيرة” كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا. وخلص تحقيقان منفصلان أجرتهما كلّ من منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن “الضربة إسرائيلية”.

 

وتعليقا على التقريرين قال رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي :” إن الاجرام الاسرائيلي لا حدود له، وهذا ما نشهده في غزة وجنوب لبنان” واعلن “إن الحكومة اللبنانية ستتخذ الاجراءات كافة لضم التقريرين الى الشكوى المقدمة أمام مجلس الامن الدولي ومتابعتها.وقد تواصلت في هذا الاطار مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لاجراء المقتضى. كما تواصلت مع وزير الاعلام زياد المكاري الذي باشر الاجراءات العملانية لتقديم الشكاوى المطلوبة لدى المراجع الدولية المختصة. وهو أيضا في صدد مراسلة سفراء الدول الكبرى العاملة في لبنان للطلب اليها اتخاذ الموقف المناسب من التقريرين”.

 

في غضون ذلك لم تنحسر وتيرة العنف المتصاعد يوما بعد يوم على محاور الجبهة الجنوبية ولو كثر الكلام عن جهود ديبلوماسية فرنسية وأميركية للتوصل الى تسوية تحيي تنفيذ القرار 1701 وتجنب لبنان حربا جديدة مع إسرائيل. وفيما تترقب الأوساط الديبلوماسية ما تردد المهمة الجديدة لوفد امني فرنسي وصل امس الى إسرائيل ويصل اليوم الى بيروت في اطار المسعى الفرنسي لمنع انزلاق الوضع في جنوب لبنان الى حرب شاملة، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته امس اذ نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عنه قوله إن “الحزب سيحول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس إذا شن حربا شاملة” .

 

الموقف الأميركي

 

واكد المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية سام ويربيرغ من جانبه ان “الولايات المتحدة الاميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيدات بين لبنان واسرائيل على الخط الازرق”. وقال “نحمل الحزب مسؤولية التصعيد ولبنان كدولة ليس طرفًا في هذه الحرب ولا نريد ان نرى التصعيد من طرف الحزب او اي طرف آخر”. واضاف “صواريخ الحزب تؤدي الى تصعيد في المنطقة”. واكد أن “لا جديد في زيارة ( كبير مستشاري الإدارة الأميركية لشؤون الطاقة) اموس هوكشتاين ولا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع اسرائيل، وترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني”.

 

تزامن ذلك مع توزيع معلومات عن اجتماع عُقد الأربعاء بين هوكشتاين والنائب الياس بو صعب في دبي رشح عنه بأن مقاربة الأميركيين تختلف عن مقاربة الفرنسيين بشأن تطبيق الـ١٧٠١ حالياً وان الكلام الفرنسي عن تهديدات بحال عدم انسحاب الحزب من جنوب الليطاني لم يكن منسقاً مع الأميركيين. وأفادت هذه المعلومات ان بو صعب سأل هوكشتاين عن طرح إنشاء منطقة عازلة على الحدود مقابل انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فنفى أي طرح كهذا في المفاوضات. وقال انه غير دقيق. واشارت هذه المعلومات الى أن الأميركيين لا يريدون التصعيد بين “الحزب” واسرائيل وهم متيقنون من أن خرق الـ١٧٠١ يحصل أيضاً من الجانب الاسرائيلي وأي نقاش بهذا القرار أو بالحدود ال#برية يبدأ بعد وقف اطلاق النار.

 

بدوره التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في اطار زيارته للولايات المتحدة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في وزارة الخارجية الأميركية. واكد خلال الاجتماع “ضرورة حماية لبنان من ارتدادات الحرب الدائرة في المنطقة، مشددًا على “ضرورة تطبيق القرارات الدولية لاسيما الـ 1559 والـ 1701.” ولفت إلى “ضرورة منع أي تسوية يمكن أن تقوم بين الأطراف المتصارعة على حساب لبنان”، مشيرًا إلى “أن الحزب هو الذي يعطّل الانتخابات الرئاسية بعدما أخذ لبنان رهينة مصالحه الخاصة ومشروع راعيه إيران في المنطقة.

 

وشكر الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني “المسؤول وحده عن حماية أمن لبنان وشعبه، محذّرًا من خطورة المسّ باستقرار المؤسسة العسكرية أو السماح بإفراغ قيادتها، ومؤكدًا أن تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون هو الحل الدستوري الوحيد المتوفر حاليًا في غياب رئيس للجمهورية”.

 

وافيد ان ليف أكدت للجميّل أن الولايات المتحدة تسعى بكامل قوتها لتجنيب لبنان نيران المنطقة، كما أنها تضع قدراتها لمساعدة لبنان على تخطي الأزمات وضمان استقراره وأمنه.

 

جولة #الراعي

 

وسط هذه الاجواء، قام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس بزيارة لصور تضامنا مع أهالي الجنوب معلنا أن “الحرب المدمّرة غير محصورة في غزّة ونخاف من امتدادها وما نراه لا يخضع لأي شرعة دولية أو إنسانية ونحن نريد السلام”. وأضاف الراعي : “السلام عطية إلهية والمنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب وسنزور المراجع الإسلامية والمسيحية في المدينة كي نقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم”. واكد ان : “القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزّة وجئنا لنوجّه تحيّة إلى كلّ أبناء البلدات من دون استثناء وكنا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكنّ الأوضاع لا تسمح بذلك”.

 

وقال ” نحن معكم في حاجاتكم ومعكم من اجل الصمود، رغم كل شيء نصمد بوحدتنا ونعرف ان عدونا يطمح دائما لقضم اراض من لبنان وهذا طموحه منذ زمن. نحن معكم صامدون ومتضامنون ونحمل معكم القضية الفلسطينية، ولكن نشهد حرب ابادة، ليس فيها رحمة، هي حرب تدميرية مبرمجة . توجد اصوات في العالم ولكن لا ينتج عنها مواقف تخفف عن الشعب”.

 

واكد “حق الشعب الفلسطيني في ان يقرر مصيره”، وقال: “لا نستطيع ان نتفرج على ابادة شعب، واتينا للتكاتف ومن اجل الصمود”. وقال “كل البلدات تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، واضطر اهالي البلدات الجنوبية الى ترك منازلهم، ونوجه التحية لكل البلدات والاهالي الذين هم اخوتنا وأهلنا وندعو لحماية الوطن والاهتمام. وعلينا أن نعمل من اجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم”.

 

ملف التمديد

 

في الاستحقاق المتصل بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون برزت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الى جلسة لهيئة مكتب المجلس في الثانية من بعد ظهر الاثنين المقبل . وبدا من الواضح، بحسب المعلومات المتوافرة ان ملف التمديد للعماد عون صار شبه مبتوت، كما كانت “النهار” اشارت قبل يومين، وان تحديد جدول اعمال الجلسة التشريعية الذي سيبحث في اجتماع هيئة المكتب سيدرج ملف مشاريع التمديد المقدمة ولا سيما ان “كتلة الجمهورية القوية” تبدو متحفزة لحضور الجلسة متى ادرج مشروعها للتمديد. واستأثر هذا الملف بحيز مهم من لقاء بري امس في عين التينة مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من كتلة “اللقاء الديموقراطي” وبدا واضحا ان ثمة توافقا بين الجانبين في شأنه. وبعد اللقاء قال النائب أكرم شهيب في موضوع التمديد ” ان المنتظر من الحكومة كان أن تأخذ مثل هذا القرار لكن الرئيس بري وهو الحريص الدائم على الإستقرار وعلى المؤسسة العسكرية دعا هيئة المكتب يوم الاثنين من اجل جلسة عامة قبل 15 الشهر كما وعد في السابق، وجرت العادة في مجلس النواب أن تكون هناك مشاريع وإقتراحات قوانين والمعجل المكرر، لذلك أعتقد لم يكن يوماً دولة الرئيس إلا حريصا على الأساسيات في المجلس النيابي فهو سيدير الجلسة كما عودنا دائماً وبنجاح دائم”.

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

بري يُحضّر التمديد لـ”القائد” 6 أشهر و”الحزب” يغضّ الطرف

نتنياهو عند الحدود يتوعَّد بعدوان: لبنان وبيروت = غزة وخان يونس

 

على وقع تصعيد ميداني لا يهدأ على الحدود الجنوبية، أفادت معلومات أنّ وفداً مشتركاً من وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين سيصل اليوم الى بيروت آتياً من إسرائيل. وزيارة الوفد هي امتداد لنشاط فرنسي مميّز من أجل متابعة جبهة الجنوب الساخنة التي لا تزال تشكل امتداداً لحرب غزة التي اندلعت في 7 تشرين الأول الماضي. وسبقت زيارة الوفد الفرنسي زيارة مماثلة قبل أيام لمدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه التي أعقبت لقاءات موفد الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان.

 

وفي إطار ما تطرحه باريس من تصورات لإحتواء التوتر جنوباً، تردّد أن وفد وزارتي الدفاع والخارجية سمع من المسؤولين الإسرائيليين أنّ الدولة العبرية «مستعدة لقبول حل ديبلوماسي» تتولى فرنسا والولايات المتحدة التوصل اليه في لبنان، لكن تل ابيب «لن تنتظر الى الأبد، وقد بدأ صبرنا ينفد»، كما قال الإسرائيليون.

 

وفي سياق متصل، أفاد الإعلام الإسرائيلي أمس، أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي والجبهة مع لبنان. وأجرى تقييماً أمنياً مع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وتعهّد أنّ الجيش الإسرائيلي «سيعيد الأمن إلى الشمال»، وقال للجنود الإسرائيليين: «إذا اختار «الحزب» فتح حرب أوسع، فإنه سيحوّل بمفرده لبنان وبيروت، وليس بعيداً من هنا، إلى غزة وخان يونس».

 

وعلى الصعيد الميداني، لفّ التصعيد المناطق الحدودية الجنوبية، وأعلن «الحزب» تنفيذ هجمات أسفرت، كما ذكر الجيش الإسرائيلي، عن «مقتل مدني». فيما نعى «الحزب» ثلاثة من عناصره سقطوا في المواجهات.

 

على صعيد آخر، شهدت صور أمس زيارة تضامنية مع الجنوب، قام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبطريرك السريان اغناطيوس الثالث يونان على رأس وفد من مجلس الأساقفة الكاثوليك. وشارك في الاستقبال نواب من كتلتي الثنائي الشيعي النيابيتين. وخاطب الراعي مستقبليه، قائلاً: «نقول لكل أهلنا في الجنوب إننا إلى جانبكم ومعكم».

 

ومن شؤون الجنوب وشجونه، الى ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. ووفق معلومات «نداء الوطن»، تقود الحركة السياسية التي جرت خلال الأيام الأخيرة إلى الاستنتاج أنّ التمديد لـ»القائد» يسلك طريقه إلى الإقرار، وأغلب الظن أن مجلس النواب سيتولّى صوغ المخرج القانوني.

 

بالتفصيل، يتبيّن أنّ زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلوا عنه قوله، إنّه ليس «كثير الحماسة في تلقف كرة التمديد. وكان يفضّل أن تقوم الحكومة بواجبها في هذا الشأن، خصوصاً أنّ وضع اقتراحات المشاريع الأربعة على طاولة الهيئة العمومية للبرلمان سيفتح باب المزايدات السياسية، ولكن إذا لم تفعلها الحكومة، وهو المرجّح، سيتولى مجلس النواب هذه الخطوة، علماً أنّ «الحزب» يبدي ليونة في هذا المجال ويقف خلف رئيس المجلس».

 

ويشير الزوار إلى أنّ بري «لن يكون في موقع المعرقل لاعتبارات عديدة أبرزها: الضغط الدولي الذي يمارس على لبنان للدفع الى التمديد، وحرصه على عدم استفزاز البطريركية المارونية التي أخذت مسألة التمديد على عاتقها. وما زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لبكركي، إلا من باب تعزيز العلاقة مع سيد الصرح وتنقيتها من الشوائب».

 

ويكشف الزوار، أنّه بموازاة التمديد لقائد الجيش، سيصار إلى تعيين رئيس للأركان، والأرجح أنّه في جعبة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي توليفة قانونية تتيح للحكومة تعيين رئيس الأركان.

 

ولا يخفي المتابعون تعرّض أي قانون قد يتيح التمديد، لطعن من جانب «التيار الوطني الحر» أمام المجلس الدستوري، لكن إجراءات الطعن وبتّه، قد تتطلب أكثر من ستة أشهر، وهي المدة المتوقعة للتمديد. ومن بعدها لكل حادث حديث.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

تحقيقات دولية تثبت استهداف صحافيين في جنوب لبنان بقذيفة إسرائيلية

ميقاتي: لبنان سيضم النتائج إلى الشكوى لمجلس الأمن

 

أعلنت، الخميس، نتائج أربعة تحقيقات قامت بها كل من «وكالة الصحافة الفرنسية» ووكالة «رويترز» ومنظمة «العفو الدولية»، ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، خلصت إلى أن قذيفة دبابة إسرائيلية هي التي استهدفت الفريق الصحافي في جنوب لبنان في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، وأدت إلى مقتل المصور الصحافي اللبناني عصام عبد الله الذي كان يعمل مع وكالة «رويترز»، وإصابة صحافيين آخرين.

 

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن لبنان سيتخذ الإجراءات لضم نتائج التقارير إلى الشكوى المقدمة أمام مجلس الأمن الدولي ولدى المراجع الدولية المختصة ومتابعتها، مشيراً إلى أن وزير الإعلام زياد مكاري في صدد مراسلة السفراء الذين يمثلون الدول الكبرى في لبنان؛ للطلب من هذه الدول اتخاذ الموقف المناسب.

 

وأعلنت «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية»، الخميس، أن القصف الإسرائيلي الذي قتل صحافياً وجرح ستة آخرين في 13 (أكتوبر) في جنوب لبنان يستدعي تحقيقاً في «جريمة حرب».

 

وقدمت المنظمتان خلال مؤتمر صحافي في بيروت، نتائج تحقيقين منفصلين قامت بهما وتزامن نشرهما مع تحقيق لوكالة «الصحافة الفرنسية» ووكالة «رويترز» أظهرت أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت عصام عبد الله وأصابت ستة صحافيين آخرين، هم مصورا «وكالة الصحافة الفرنسية» كريستينا عاصي التي لا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصورا وكالة «رويترز» ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا.

 

وخلص تحقيق المنظمتين إلى أن قذيفة دبابة من عيار 120 ملم مصدرها إسرائيل تسببت بالحادث.

 

وأوضحت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «منظمة العفو» آية مجذوب، أن «المسؤولين عن موت عصام عبد الله وإصابة ستة صحافيين آخرين يجب أن يحاسبوا. لا يفترض بأي صحافي أن يُستهدف أو يقتل لمجرد أنه يقوم بعمله. يجب ألا يُسمح لإسرائيل أن تقتل أو تهاجم صحافيين من دون محاسبة».

 

وأضافت خلال المؤتمر الصحافي إن «الضربتين الإسرائيليتين (…) كانتا على ما يبدو هجمات متعمّدة على مدنيين، ما يشكّل جريمة حرب».

 

وذكّرت بأن القانون الإنساني الدولي «يفرض واجب عدم استهداف إلا مقاتلين وأهدافاً عسكرية، في كل أوقات النزاع»، و«يمنع في كل الظروف تنفيذ هجمات على مدنيين»، مشيرة إلى أنه «على حلفاء إسرائيل – الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا – أن تعلّق مساعدتها العسكرية لإسرائيل، بسبب خطر استخدام هذه الأسلحة لارتكاب انتهاكات خطيرة».

 

وقال الخبير اللبناني في «هيومن رايتس ووتش» رمزي قيس، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، إن التحقيق الذي أجرته منظمته «يشير بقوة إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تعرف، أو كان يجدر بها أن تعرف، أن المجموعة التي هاجمتها من الصحافيين».

 

وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد أجرت على مدى سبعة أسابيع، تحقيقاً عبر تحليل صور أقمار اصطناعية وست وسائل إعلام كانت موجودة في المكان في ذلك اليوم، مع شهادات صحافيين، وسكان ومصادر أمنية، وطرح أسئلة على عدد من الخبراء في الأسلحة.

 

وأظهر التحقيق الذي أجري بالتعاون مع منظمة «إيروورز» (Airwars) البريطانية غير الحكومية المتخصصة في التحقيق في هجمات تطال مدنيين في مواقع النزاع، أن قذيفة دبابة من عيار 120 ملم مزودة بزعانف ويستخدمها الجيش الإسرائيلي حصراً في المنطقة، استخدمت في الضربة القاتلة، وفصلت بين القذيفتين 37 ثانية فقط، ما يؤشر، بحسب خبراء استجوبتهم «إيروورز» و«وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى أن الضربة كانت محدّدة الأهداف، علماً بأنه كان واضحاً أن الأشخاص المتجمعين في المكان هم صحافيون.

 

من جهتها، تحدثت «رويترز» مع أكثر من 30 من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والخبراء العسكريين والمحققين في الطب الشرعي إلى جانب محامين ومسعفين وشهود؛ للتوصل إلى رواية مفصلة عن الحادث.

 

وراجعت وكالة «رويترز» لقطات فيديو من 8 وسائل إعلام كانت في المنطقة في ذلك الوقت، ومئات الصور التي التقطت قبل الهجوم وبعده، وتشمل صوراً عالية الدقة بالأقمار الاصطناعية.

 

وفي إطار تحقيقها، جمعت «رويترز» أيضا أدلة من مكان الحادث وحصلت عليها، بما في ذلك شظايا على الأرض وأخرى في سيارة للوكالة وثلاث سترات واقية من الرصاص وكاميرا وحامل ثلاثي القوائم وقطعة معدنية كبيرة.

 

وفحصت المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي إن أو)، وهي مؤسسة بحثية مستقلة تختبر وتحلل الذخائر والأسلحة لصالح عملاء مثل وزارة الدفاع الهولندية، تلك المواد لصالح «رويترز» في مختبراتها في لاهاي.

 

وكانت النتائج التي توصلت إليها المنظمة الهولندية أن القطعة المعدنية الكبيرة كانت عبارة عن جزء من ذيل قذيفة دبابة عيار 120 ملليمتراً، وأطلقها مدفع دبابة متمركزة على بعد 1.34 كيلومتر من المراسلين عبر الحدود اللبنانية.

 

وفيما قالت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على نتائج تحقيقاتها، قالت «رويترز» إنها عرضت على الجيش الإسرائيلي النتائج التي توصلت إليها، وطرحت أسئلة تفصيلية إضافية، ومنها ما إذا كانت القوات الإسرائيلية على علم بأنها تطلق النار على الصحافيين، فكان ردّ اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي: «نحن لا نستهدف الصحافيين»، ولم يقدم المزيد من التعليقات.

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية: القرار 1701 ليس على النار.. والحلول السياسية الى ما بعد غزة

ظلّ الوضع المتفجّر على الجبهة الجنوبية على وتيرته من الهجمات المتبادلة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على وَقع استمرار الحرب الاسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، ليغيب الاهتمام عن مختلف الملفات والاستحقاقات، باستثناء الاستحقاق العسكري الذي بدأ يوضَع على نار حامية لإنجازه قبل انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون في 10 كانون الثاني المقبل منعاً لحصول اي فراغ عسكري، وهو ما يتوقّع ان يكون على جدول الاعمال الحكومي والنيابي الاسبوع المقبل، حيث من المرتقَب انعقاد جلسة تشريعية سيُحضّر جدول أعمالها خلال اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة الرئيس نبيه بري الاثنين المقبل.

قفز القرار الدولي ١٧٠١ الى دائرة الاهتمام على وَقع اشتداد المواجهات على جبهة الجنوب واشتعالها بنحوٍ غير مسبوق لتشمل عمق بلدات لبنانية بعيدة نسبياً عن خط الاشتباك ومواقع جديدة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتزامَن نبش هذا القرار المنتهك اسرائيلياً منذ صدوره مع التحرك الفرنسي تجاه لبنان من خلال زيارة كل من الموفد الرئاسي جان ايف لودريان العلنية وزيارة مدير المخابرات الفرنسي برنار ايمييه السرية، ليلتقي هذا الحراك مع ارتفاع منسوب التهديد الاسرائيلي على لسان وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت أمس الأول الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امس، لكنّ المفاجأة أتت هذه المرة أميركياً حيث نقل الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين الى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي التقاه في دبي انّ القرار ١٧٠١ ليس على النار وانّ تعديله غير مطروح حالياً. وقال بوصعب لـ«الجمهورية»: إلتقيتُ هوكشتاين في اجتماع طويل والنقاش أدى إلى تفاهم من انّ اي كلام عن حلٍ مُرض يضمن الاستقرار على الحدود لا يمكن ان يبدأ قبل وقف إطلاق النار.

 

وقَلّل مصدر سياسي بارز من اهمية الحديث حول القرار 1701 في هذا التوقيت، مستغرباً «ربطه بموضوع التمديد لقائد الجيش»، وقال لـ«الجمهورية» انّ «هذا القرار اصلاً لم تحترمه اسرائيل وهو ملف مفتوح دائما ولم يتابع لأنه نَص على وقف الاعمال الحربية في المرحلة الاولى على ان يتم التوصّل الى وقفٍ دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وان عدم التزام اسرائيل به فرضَ بقاء المقاومة على أهبة الاستعداد وعدم تراجعها الى جنوب الليطاني». واشار الى انّ «الحرب الدائرة حالياً هي حرب مرسومة الحدود، وقواعد الاشتباك فيها سقطت منذ بدء القصف الاسرائيلي على الصحافيين والمدنيين، والأمر سيبقى على ما هو عليه الى ان تنتهي الحرب على غزة والمُرجّحة مبدئياً بعد نحو الشهر، وهي المدة التي اعلن الجانب الاميركي انه مَدّدها لحليفه الاسرائيلي». ورأى انّ «الاعلام حَمّل زيارة ايمييه اكثر من حقيقتها وهي الضغط على لبنان لعدم الدخول في حرب تماماً كما هو مطلب الاميركيين».

 

باريس: لتجنّب الحرب

في غضون ذلك كررت الخارجية الفرنسية التشديد على «احترام استقلال لبنان والسعي الى عدم تَوسّع النزاع في المنطقة». ودعت اسرائيل الى «احترام القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة واعتماد مبدأ التناسب في استخدام القوة». كذلك كررت الدعوة إلى «هدنة إنسانية جديدة تؤدي لاحقاً لوقفٍ دائم لإطلاق النار في غزة حفاظاً على أرواح المدنيين الأبرياء»، مُعبّرة عن «قلقها من الوضع الإنساني في غزة والمدنيون يعانون وضعاً هشاً يجعلهم عرضة للأمراض».

 

رسالة الى الحزب

وعلى صعيد آخر تبيّن أمس انّ مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه حَمّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، خلال زيارته السرية والخاطفة لبيروت، رسالة الى قيادة «الحزب» تتصل بالوضع في المنطقة والمخاطر المحيطة بلبنان إن توسّعت رقعة الحرب على الحدود الجنوبية. وهذا ما استدعى اجتماع جنبلاط ليل أمس الأول في منزله في كليمنصو مع المعاون السياسي للامين العام لـ»الحزب» الحاج حسين خليل ومسؤول الأمن والارتباط وفيق صفا.

 

وقالت مصادر اطّلعت على جوانب من اللقاء انّ رسالة ايمييه تضمنت معلومات عن احتمال ان تتصاعد حدة العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، وإن وقع ايّ خطأ قد ينفجر الوضع ويؤدي الى الاطاحة بالحد الادنى ممّا حققه لبنان من استقرار وتدمير المنشآت الحيوية.

 

وذكرت مصادر انّ البحث خلال اللقاء تناول ملف التمديد لقائد الجيش وبقي التفاهم معلّقاً بعدما تمنّى جنبلاط البَت بقرار التمديد ضماناً للاستقرار، في البلاد في انتظار ان تتكلّل المساعي المبذولة على المستويين النيابي والحكومي توصّلاً للمخرج الذي يمكن تطبيقه.

لبنان ليس طرفاً

وفي السياق، واصلت الإدارة الاميركية امس ضغوطها على «الحزب»، اذ اعتبر المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية سام ويربيرغ انّ «الولايات المتحدة الاميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيد القائم بين لبنان واسرائيل على جانبي الخط الازرق».

 

وحَمّل المسؤول الاميركي «الحزب» المسؤولية عن التصعيد، مؤكداً «أن لبنان كدولة ليس طرفًا في هذه الحرب ولا نريد ان نرى التصعيد من طرف «الحزب» او اي طرف آخر». واضاف في حديث لقناة «LBCI»: «صواريخ «الحزب» تؤدي الى تصعيد في المنطقة». وسأل وينبيرغ: «لماذا «الحزب» المدعوم والمُموَّل من ايران يحاول أن يضع الشعب اللبناني في خطر كما فعلت «حماس» بالشعب الفلسطيني؟». وأكد أن «لا جديد في زيارة الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين المرتقبة لبيروت ولا موعد محدداً لها بعد، ولا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع اسرائيل، وترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني».

 

لقاء أمل والتقدمي

وكان البارز سياسياً أمس، اللقاء الذي انعقد عند رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي جَمع قيادتي حركة «امل» والحزب التقدمي الاشتراكي ونواب كتلتي «التنمية والتحرير» و«اللقاء الديموقراطي»، حيث خُصّص لمناقشة آخر تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، إضافة الى البحث في أطر التعاون والتنسيق المشترك بين كتلتي «التنمية والتحرير» و»اللقاء الديمقراطي» والحزب التقدمي الإشتراكي وحركة «أمل» في مختلف المجالات.

 

وقال عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن لـ«الجمهورية»: «ان اللقاء لم يكن مخصّصاً فقط لموضوع الجلسة التشريعية وتأخير تسريح قائد الجيش، بل كان لقاء حزبيا نيابيا دوريا ضمن علاقات التحالف بيننا للبحث في كل القضايا المتعلقة بأوضاع البلاد. وناقشنا من ضمن جملة المواضيع التمديد لقائد الجيش من زاوية الاهتمام بعدم حصول الشغور في قيادة الجيش. وبما انّ بَتّ الموضوع في الحكومة متعذّر لأسباب كثيرة، سنناقش اقتراحات القوانين المطروحة خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين المقبل وقد يتم دمجها في اقتراح واحد وتُعرض على التصويت في الجلسة العامة».

 

اما عضو كتلة «التنمية والتحرير» فادي علامة فقال لـ«الجمهورية»: «اللقاء هو دَوريّ لتأكيد متانة العلاقة بيننا، وبحثنا في اوضاع الجنوب وما يجري في المنطقة اضافة الى الاوضاع العامة في لبنان. أمّا بالنسبة الى موضوع قيادة الجيش فإنّ الأمر متروك لهيئة مكتب المجلس، علما ان الرئيس بري اكد انه سيعقد جلسة تشريعية لمناقشة اقتراحات القوانين المعروضة ومنها اقتراح قانون كتلة «القوات اللبنانية» بتأخير تسريح قائد الجيش، لذلك يُفترض حضور اعضاء الكتلة الى الجلسة لتأمين النصاب لأنّ همّهم هو عدم حصول شغور في قيادة الجيش، حتى لو لم يشاركوا في مناقشة جدول الاعمال، لكن اقتراح الكتلة سيكون متروكاً الى نهاية الجلسة».

 

وكشف علامة «ان هناك اقتراحات قوانين اخرى للتمديد للضباط كافة سيتم البحث فيها، ومن المفروض بَت الموضوع لأنّ الوقت لم يعد متاحاً لمعالجة الشغور العسكري». وأوضح ان «هناك ثلاثة اقتراحات قوانين مهمة تبحث في اللجان المشتركة يُفترض بتّها الاثنين المقبل، واهمها اتفاق قرض مع البنك الدولي واقتراحان يتعلقان بوزارة التربية لجهة حقوق الاساتذة».

 

الوضع الميداني

تعرضت أطراف حولا ومركبا وأطراف بلدات علما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وأطراف مجدل سلم لقصف مدفعي مُعادٍ بدءاً من السابعة من صباح اليوم. كما قصفت مدفعية العدو وادي السلوقي، بعد إطلاق صفارات الإنذار في مستعمرة «مرغليوت» وثكنة «راميم» في وادي هونين في الشمال.

 

وسُجّل ظهراً قصف معادٍ لتلة حمامص في سردا، ما أدى الى إصابة ب. ن بشظايا في رجله ونقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي وحالته مستقرة. كما نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسببت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بسقوط شهيد وعدد من الجرحى، وطاولَ القصف اطراف وادي حامول وبلدات بيت ليف ورب ثلاثين وبني حيان ورامية ووادي مظلم. وسقط عدد كبير من القذائف الفوسفورية بين موقع الجدار وقوات «اليونيفيل» في رميش. كذلك استهدف القصف اطراف بلدات الضهيرة ويارين والجبين وطيرحرفا وعيتا الشعب وكفركلا وسهل مرجعيون.

 

وأطلقت طائرة مسيّرة صاروخاً على منزل شرق بلدة شيحين من دون التسبّب بوقوع إصابات. فيما أدى القصف على محيط رميش الى انقلاب سيارة «فان» تقل عمال نظافة لدى قوات «اليونيفيل»، وأصيب عدد منهم بجروح طفيفة، وذلك بعد هروب سائق الفان منه تجنّباً للقصف.

 

وفي المقابل نفذت «المقاومة الإسلامية» أمس سلسلة من العمليات العسكرية ضد 13 مواقعاً اسرائيلياً ونقطة تجمّع لجنود الاحتلال عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وحققت في صفوف العدو إصابات مباشرة.

 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل إسرائيلي في الشمال بعد إصابة مركبته بشكل مباشر بصاروخ في مستوطنة «ميتات». واعلن الجيش الاسرائيلي مقتل مدني بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان. وقال في بيان إنّ «إرهابين أطلقوا صاروخا مضادا للدروع من الأراضي اللبنانية في اتجاه تجمع متات السكاني»، مشيراً إلى إصابة شخص بجروح. قال: «تمّ رصد عمليات إطلاق نار إضافية من لبنان في اتجاه إسرائيل» موضحاً أنّ «المروحيات والدبابات والمدفعية تقصف مصادر» إطلاق النار.

وكرّر نتنياهو أمس تحذيره للحزب خلال زيارة للمنطقة الحدودية الشمالية. وقال: «إذا اختار «الحزب» بدء حرب شاملة، فإنه سيحوّل بيروت وجنوب لبنان بيديه إلى غزة وخان يونس»، في إشارة الى الدمار الذي طاوَل المدينتين.

 

الى ذلك، أعرب الجيش الإسرائيلي عن «أسفه» لمقتل جندي لبناني وإصابة ثلاثة آخرين جرّاء قصفه مراكزهم الثلاثاء الماضي. وأكّد مسؤوليته عن القصف، مشدداً على أنّ الهدف لم يكن الجيش اللبناني بل كان يقصف موقعاً لـ»الحزب» تم استهدافه «للقضاء على تهديد وشيك». وقال عبر منصّة «إكس» إنّ «القوات المسلّحة اللبنانية لم تكن هدفاً للضربة»، مُبدياً «أسفه للحادثة».

***************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

إدانة إعلامية دولية لجيش الاحتلال.. ونتنياهو يتوعد

برّي لـ«اللواء»: يا ريت يطبقوا الـ1701 { الراعي من صور: لا تخافوا.. وعتب مسيحي في القرى الحدودية

 

رفع رئيس وزراء اسرائيل من حدّة تهديداته للجنوب ولبنان، بتحويلها إلى «غزة» وخان يونس» إذا شن الحزب حرباً شاملة على وقع ضربات قاسية يتلقاها جيشه بنخبه ودباباته وجرافاته وجنوده على أيدي رجال المقاومة  من «حماس» إلى «الجهاد» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية، على الرغم من المآسي والاهوال التي يتعرض لها أهالي غزة والقطاع الصامدين فوق أكوام الدمار..

وجاءت المجاهرة بالعدوانية المبيتة تجاه لبنان وجنوبه، في الوقت الذي يواصل فيه الحزب ضرباته السديدة لأكثر من 11 موقعاً معادياً من القطاع الغربي إلى القطاع الشرقي، دعماً لغزة وانتصاراً للاقصى ورداً على القصف المتمادي لأطراف القرى الحدودية من حولا ومركبا وعلما الشعب وطير حرفا والظهيرة وأطراف مجدل سلم ورامية وبني حيان وبيت ليف ووادي مظلم، بقذائف فوسفورية طال بعضها موقع اليونيفيل في رميش.

ونعت المقاومة الاسلامية ثلاثة شهداء على طريق القدس، حسب بيانات الحزب.

وفي الوقت الذي كان فيه لبنان يستعد لتقديم شكوى دولية ضد اسرائيل لدى المراجع القضائية المختصة، في ضوء تقريرين لكل من وكالتي «رويترز» والصحافة الفرنسية (أ.ف.ب.)، أكدا على مسؤولية الاحتلال في اغتيال المصور الصحفي عصام عبدالله (رويترز)، واستهداف كريستينا عاصي (أ ف.ب) والتي بترت ساقها، فضلاً عن تنديد منظمات حقوقية وانسانية (هيومن رايتس) باستهداف الصحافيين والمدنيين عن سابق تصميم من قبل الجيش الاسرائيلي.

في هذا الوقت،شدّ لبنان من عصب وحدة موقفه التي عبرت عنها زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب، عبر مدينة صور، حيث التقى مراجعها الروحية المسيحية والاسلامية بمشاركة نواب القضاء والفعاليات المدنية والروحية.

وحظيت الزيارة بترحيب واهتمام واسعين، مع عتب سجله أهالي القرى المسيحية المارونية عند الحدود من رميش إلى دبل وعين ابل، مع أنها اتخذت من مدينة صور محطة لايصال رسالة الكنيسة ووصف الراعي الزيارة بأنها للتضامن، وهي واجب انساني أمام هول ما يحصل ومن أجل السلام.

استهل الراعي زيارته من كنيسة سيدة البحار المارونية بصلاة في الكنيسة، ورحب المطران جورج عبد الله بالبطريرك، واصفاً الزيارة بأنها من أجل «التعايش والتعاون»، ورد الراعي بالدعوة لاعطاء الشعوب المقهورة حقوقها، مشيراً إلى أن كل البلدات الجنوبية تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، ولن يرضى بأن تسقط القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة.

وكانت المحطة الثانية كنيسة مارتوما للروم الملكيين الكاثوليك، حيث رحب به المطران جورج اسكندر، ثم انتقل إلى دار الافتاء الجعفري حيث استقبله الشيخ حسن عبد الله.

وشارك في اللقاءات نواب القضاء، من أمل والحزب علي خريس، وعناية عز الدين، وحسن عز الدين وحسين الجشي والنائب ميشال موسى.

والمحطة الاخيرة كانت في دار الفتوى في صور، حيث استقبله مفتي صور الشيخ مدرار حبال بحضور عدد من الشخصيات الروحية والاهلية.

ودعا البطريرك الراعي خلال زيارته التي جرت وسط اجراءات أمنية خاصة أهل الجنوب إلى عدم الخوف، قائلاً: نحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها ونتحدى كل الظلم من أجل لبنان متقدماً من عوائل الشهداء بالتعازي القلبية واصفاً حرب غزة بـ الابادية والتدميرية».

التحرك الأميركي

بدأ الموفد الشخصي للرئيس الاميركي جو بايدن كبير مستشاري الطاقة آموس هوكشتاين محاولات التهدئة بالتنسيق مع قطر، والجانب الفرنسي.

وقال المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية سام ويربيرغ ان الولايات المتحدة لديها قلق شديد بسبب التصعيد بين لبنان واسرائيل عند الخط الازرق، وطالبت الخارجية الفرنسية بعدم توسع الصراع في المنطقة.

وكشف النقاب عن أن الرسالة التي نقلها رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه حول ما يطبخ من أجل اخراج الحزب من منطقة جنوب الليطاني وتنفيذ القرار 1701، مع رسالة تحذير واضحة بأن البديل حرب عسكرية طاحنة، أبلغها النائب السابق وليد جنبلاط إلى وفد الحزب الذي ضم معاون الامين العام للحزب الحاج حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط وفيق صفا خلال لقائهما أمس الاول.

وفي معلومات أخرى نقلاً عن ايميه حسب ما أبلغ جنبلاط الحزب: «إذا استمر المشهد في الجنوب على حاله  فلن يؤدي إلى حرب.»

وفهم بأن جنبلاط أشاد بأداء الحزب، مطالباً بدعم خطوة التمديد لقائد الجيش.

لكن الرئيس بري جزم أن لا أحداً فاتحه بمسألة تطبيق القرار 1701 بناء لرغبة اسرائيل، وقال:

«يا ريت يطبقوه، ينسحبوا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر ونقاط النّزاع الـ ١٣ والـ B1» فهذه كلّها منصوص عليها في القرار.

الجلسة النيابية

نيابياً، بات بحكم العملي، عقد جلسة نيابية تشريعية، بجدول أعمال كامل، قبل دخول البلاد عطلة عيد الميلاد، قبل 21 الجاري.

وقال مصدر نيابي أن الموعد يتقرر بعد اجتماع مكتب المجلس الإثنين يليه دعوة الرئيس بري المجلس للانعقاد، حيث تشخص الانظار إلى اقتراح القانون المتعلق بالتمديد سنة لمن هو برتبة عماد، وربما لواء لاتاحة المجال لبقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في موقعه.

وجدد الرئيس بري تأكيده، رداً على أسئلة لـ «اللواء» (راجع ص 3) بأنه لا يحق للمجلس تعيين قائد جديد للجيش فذلك من اختصاص الحكومة، وإذا لم تقم بدورها بسبب الانقسامات الّتي انعكست على وزرائها فسنقوم بتعديل الدّستور في المجلس والتّمديد للقائد جوزف عون.

وهل ستشارك القوّات؟ نسأل برّي فيجيب: هم أحرار، لديّ عدّة مشاريع قوانين وسأضعها وفق ترتيبها الزّمني من (A to Z) فأنا لا أعمل على هوى أحد.

الوضع الميداني

وبقي الوضع الجنوبي ملتهباً من الصباح إلى المساء إذ قصفت مسيَّرة اسرائيلية اطراف بلدة الخيام، ودوت صفارات الانذار في مستعمرة زرعيت.

وسجل قصف اسرائيلي لتلة حمامص في سردا  ما ادى الى سقوط جريح وقد اصيب في رجله ونقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي وحالته مستقرة. كما نفذ الطيران الحربي المعادي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسببت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بأضرار في المبنى ولا صحة لخبر استهداف مباشر للتعاونية. كما ادى  تناثر الزجاج  جراء الغارة على كونين الى جرح طلاب في معهد البلدة جروحهم طفيفة، وتركت الغارة التي اتسمت بعنف وقوة، حالة هلع لدى السكان.

وليلاً، شنت اسرائيل غارة على أطراف بلدة مجدل زون، (قضاء صور)، وتحدثت المعلومات عن شهيد و 3 جرحى.

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

  تباين اميركي ــ فرنسي حول تقدير «سطحي» لموقف  الحزب من ترتيبات الـ 1701

الجيش يرفض لعب دور «حرس الحدود»… وتحذيرات خليجية من جنون اسرائيلي

جنبلاط يرفض تحمل عبء قيادة اليرزة عبر رئاسة الاركان… والراعي في الجنوب

غياب صورة الانتصار في غزة وغرق جيش الاحتلال في وحولها، وعدم ايجاد «السلم» الذي ينزل اسرائيل عن «الشجرة»، يربك حسابات الاميركيين في المنطقة في ظل انعدام الثقة الشخصية برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يحاول اغراق الرئيس الاميركي جو بايدن في «مستنقع» لحساباته الشخصية لا لمصلحة استراتيجية بين الحلفين. هذا الارباك، ينعكس على الساحة اللبنانية حيث لا تجد الدبلوماسية الاميركية صيغة واضحة ومناسبة للتعامل مع الجبهة المشتعلة في الجنوب كونها تواجه معضلة عدم رضوخ الحزب للتهديد والوعيد، واصراره على «الصمت» في مقابل كل العروض التي قدمت له خلال الايام القليلة الماضية بصيغة «العصا والجزرة»، واختصار ردوده على جملة واحدة مفادها لا حديث عن اي مستقبل للمواجهة المفتوحة على الحدود وما يليها من ترتيبات الا بعد وقف العدوان على غزة، وهو امر يبدو ان الاميركيين قد اقتنعوا انه شرط اساسي للبحث بالوضع على الحدود الجنوبية.

 

خلاف فرنسي-اميركي

 

ومع تاكيد واشنطن عدم وجود نية لزيارة مرتقبة لآموس هوكشتاين الى بيروت، برز خلاف واضح بين التقييم الفرنسي والاميركي لزيارة مدير المخابرات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه قبل ساعات، وفيما ينتظر حضور وفد فرنسي من الخارجية والدفاع الى بيروت في الساعات المقبلة قادما من اسرائيل، رفع الفرنسيون تقريرا «ايجابيا» يفيد بانهم خرجوا بانطباعات عامة تفيد بان الحزب «مردوع» وسيقبل باي صيغة تعرض عليه حيال ترتيبات القرار 1701، في المقابل قابل الاميركيون هذا التقييم «الساذج» بالكثير من الشك واعتبروا ان التقديرات الفرنسية مبنية على حسابات غير دقيقة، ومعلومات مضللة قد يكون الحزب اوحى بها عبر «وسطاء» للمبعوث الفرنسي الذي لم يقدم اي شيء حسي يدعم استنتاجاته. وبالامس خرج «كابينيت» الحرب في كيان العدو باستنتاج حول تطور الاوضاع على الحدود الشمالية نحو الاسوأ في ضوء التقييمات الميدانية، المعطوفة على التقرير الاستخباراتي الفرنسي الخالي من اي اشارة يمكن البناء عليها حيال موقف الحزب.

 

النقاش بعد وقف النار؟

 

وفيما اكتفت باريس، علنا ببيان صادر عن الخارجية الفرنسية، شددت فيه التمسك باحترام استقلال لبنان ولاسعي لعدم توسّع الصراع في المنطقة، كشف بالامس عن اجتماع عُقد الأربعاء بين آموس هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في دبي، ووفقا للمعلومات، لمس بوصعب ان مقاربة الأميشركيين تختلف عن مقاربة الفرنسيين بشأن تطبيق الـ1701 حالياً والكلام الفرنسي عن تهديدات بحال عدم انسحاب الحزب من جنوبي الليطاني لم يكن منسقاً مع الأميركيين.وقد شدد هوكشتاين الذي لا يزمع راهنا زيارة لبنان، ان بلاده لا تريد التصعيد بين الحزب واسرائيل لافتا الى أن خرق الـ1701 يحصل أيضاً من الجانب الاسرائيلي وأي نقاش بهذا القرار أو بالحدود البرية يبدأ بعد وقف اطلاق النار.

 

نقطة تلاقي واحدة؟

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان نقطة التلاقي الوحيدة بين التقييم الفرنسي- والاميركي كانت حول دور الجيش الراهن والمستقبلي، وعلى عكس المتداول فالقناعة تامة لدى الجانبين بانعدام اي فرصة لحصول مواجهة بين المؤسسة العسكرية والحزب، لان قيادة الجيش غير معنية بالقيام بمهمة تنفيذ الـ1701 وضبط الاوضاع الامنية بمعزل عن التفاهم مع الحزب، وذلك لقناعة بان هذا الدور وصفة لحرب اهلية، وكان واضحا من خلال الاتصالات التي اجريت مؤخرا في بيروت مع القيادة في «اليرزة» بان الجيش غير مستعد للقيام باي دور خاص، وهو مستعد للعودة الى دوره السابق قبل اندلاع المواجهات في الثامن من تشرين الثاني بالتنسيق مع «اليونيفيل»، وغير ذلك من ضمانات لقوات الاحتلال ليست من مهامه، وهو لن يكون «حرس حدود» لأحد.

 

تهديدات اسرائلية عبر باريس

 

في هذا الوقت، رفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو سقف تهديداته مهددا بيروت بمصير مشابه لغزة وخان يونس اذا اختار الحزب الحرب الشاملة، وذلك في ترجمة صريحة للتهديدات الفرنسية التي حملها ايمييه الي بيروت، حين اشار الى ان الضغط الاميركي على إسرائيل لعدم توسيع حربها لتشمل لبنان قد لا يصمد، وأن عدم استجابة لبنان للمطالب بمنع وجود الحزب جنوب نهر الليطاني، سيدفع الجيش الاسرائيلي الى القيام بالمهمة بهجوم بري «ساحق». ونقل ايميه عن جهات عسكرية اسرائيلية قولها» نريد ان تتوقف حرب الاستنزاف شمالا، ونرغب في التوصل الى تسوية وحل دبلوماسي، لكن صبرنا بدأ ينفد!

 

قلق اسرائيلي ومعضلة الشمال

 

وفي هذا السياق، اكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم رغبة عشرات الآلاف من المستوطنين، الذين جرى إخلاؤهم من مستوطنات غلاف قطاع غزة ومستوطنات شمالي فلسطين، في العودة مجدداً إليها.وتحت عنوان «إلى أيّ واقعٍ سنعود؟»، قالت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان المستوطنين يشعرون بالخوف من العودة حتى مع الاعلان عن نهاية الحرب.ونقلت عن مسؤولين في مستطونات الشمال قولهم للقيادة العسكرية والسياسية « لا شكراً، لسنا عائدين، هذا ليس خيالياً ولن يحدث» «ولن نعود إلى الواقع ذاته». من جهته، قال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، أهارون زئيفي فركاش، أنّه حتى لو انتهى القتال المكثّف خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلين في غزة، لكننا لم نحل المشكلة في الشمال، وإلى أن يصبح واضحاً أننا سنعود إلى 1701، سيكون من الصعب رؤية سكان الشمال يعودون إلى بيوتهم»

 

جنبلاط والرسائل الفرنسية؟

 

وما حمله رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه نقله على شكل «رسالة» الى الحزب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي نقل تحذيرا فرنسيا شديد اللهجة حول الوضع جنوبا. ودعا جنبلاط الى ضرورة التزام القرار 1701، وابلغ المستشار السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين خليل ورئيس لجنة الارتباط وفيق صفا بان الفرنسيين يعتقدون ان شيئا لن يمنع اسرائيل من شن الحرب، ولهذا «عليكم عدم استدراجهم الى المعركة باي ذريعة». من جهته حمل وفد الحزب رسالة شكر من السيد نصرالله الى جنبلاط على مواقفه الاخيرة من الحرب على غزة ومن التطورات جنوبا وهي مواقف تحصن اللحمة الداخلية، وشدد من جهة اخرى على موقف الحزب الذي يريد تجنيب لبنان الحرب، لكنه شدد على ان الكلمة تبقى للميدان في ضوء التطورات في غزة والاعتداءات الاسرائيلية على السيادة اللبنانية. اما بشان التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فان وفد الحزب لم يمنح جنبلاط موقفا نهائيا من مسألة التمديد، على الرغم من التشديد على نقطتين، الاولى الحرص على المؤسسة العسكرية وعدم حصول اي تطور يضعفها في هذه الظروف الحساسة، والثانية،التاكيد على العلاقة الوطيدة والجيدة مع قائد الجيش.

 

«نصيحة» خليجية بالاستعداد للأسوأ!

 

وتزامنت هذه الاجواء مع رسالة دبلوماسية خليجية وصلت الى بيروت تدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى التنبه من خطر الوصول الى مرحلة «اللاعودة» في المواجهة مع اسرائيل، واقترح الدبلوماسي البدء بالإستعداد للأسوأ لمواجهة من اسماهم «بمجانين» يقودون حكومة حرب في اسرائيل وباتوا قاب قوسين او ادنى من الخروج عن «السيطرة» في ظل عقم المواجهة البرية في غزة والضغط الاميركي لتقليص المدة الزمنية ما يمكن ان يدفعهم الى الخروج من «المأزق» بتوسيع الحرب او تجاوز الحدود القائمة الآن لايصال رسائل بالنار الى واشنطن بضرورة تخفيف الضغوط وتمديد المهل في غزة؟! ووفقا لتلك الاوساط، فان ثمة قناعة تتبلور في واشنطن بأن نتنياهو يبحث عن مواجهة علنية مع الرئيس الأميركي بايدن من خلال محاولة جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران ، فالثقة بين واشنطن ونتنياهو معدومة؛ ويعتبر حليفاً لا يعتمد عليه. وهناك موقف يتبلور داخل الإدارة الأميركية يعتبر نتنياهو شخصاً واقعاً في أزمة سياسية ويبحث عن المواجهة مع بايدن كي يظهر وكأنه مُنع من تحقيق انتصار حاسم يغير الوضع. وهذا امر مقلق.

 

الوضع ساخن جنوبا

 

ميدانيا، حافظت جبهة الجنوب على سخونتها امس، واغارت طائرات العدو مساء امس على محيط بلدة الخيام، وأطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخا استهدف منزلاً شرق بلدة شيحين، كما استهدفت مسيرة أخرى طاقم إسعاف لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي في القطاع الغربي، من دون التسبب بوقوع إصابات. وأعلن الإعلام الحربي في الحزب، استهداف موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، واستهداف تجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في خلة وردة بالأسلحة ‏المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة. كما تم استهداف موقع المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)؛ ‏بالأسلحة المناسبة، واستهدف ايضا موقع معيان باروخ بالأسلحة المناسبة وتمت اصابته اصابة ‏مباشرة». واستهدف المقاومون ايضا «تجمعاً لجنود الإحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات ‏بالأسلحة المناسبة وأوقع فيه إصابات مؤكدة. كما إستهدف موقعي بياض بليدا وحدب البستان.في المقابل، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل إسرائيلي في الشمال نتيجة إطلاق نيران من لبنان على مستوطنة «ميتات».

 

واعلن الحزب عن استشهاد 3 مقاومين،الشهيد المجاهد عماد محمد الرشعيني «أبو الفضل» من مدينة الهرمل في البقاع، الشهيد المجاهد حاتم علي جعفر «كاظم» من مدينة الهرمل في البقاع، والشهيد مصطفى علي درويش من بلدة المجادل في الجنوب. وكانت أطراف عدد من البلدات تعرضت لعدد كبير من القذائف الفوسفورية.

 

الراعي يدعم الجنوبيين

 

وفي غضون ذلك، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن الحرب المدمّرة غير محصورة في غزّة ونخاف من امتدادها وما نراه لا يخضع لأي شرعة دولية أو إنسانية ونحن نريد السلام. وأضاف الراعي خلال زيارته مطرانية صور المارونية، في إطار جولة تضامنيّة الى الجنوب، ان «السلام عطية إلهية والمنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب ونقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم». وقال: القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزّة وجئنا لنوجّه تحيّة إلى كلّ أبناء البلدات من دون استثناء وكنا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكنّ الأوضاع لا تسمح بذلك». وخلص الراعي الى القول «علينا أن نعمل من اجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم، من صور نوجه التحية لاهالي غزة، وحل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام.

 

التحقيقات تدين اسرائيل

 

في هذا الوقت، اعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، امس أن الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين بجنوب لبنان مؤخرا، هما هجومان متعمدان على مدنيين، يستدعيان تحقيقاً (قضائيا) حول حدوث جريمة حرب.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع منظمة العفو الدولية للكشف عن نتائج تحقيقين منفصلين أجرتهما المنظمتان حول هجوم إسرائيلي على مجموعة صحفيين جنوب لبنان في 13 تشرين الأول الماضي، أسفر عن استشهاد الصحفي من وكالة رويترز عصام العبدالله، وإصابة ستة آخرين.وذكرت رايتس ووتش، أنّ الجيش الإسرائيلي كان يعلم أو ينبغي له أن يعلم أنه يطلق النار على مدنيين. ودعت المنظمة حلفاء إسرائيل الرئيسيين – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا – إلى تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل نظرا لخطر استخدامها في ارتكاب انتهاكات جسيمة.من جانبها، أشارت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إلى أنّ الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين في جنوب لبنان يرجح أن تكونا هجومين مباشرين على مدنيين، واشارت إلى أن القذيفة التي قتلت مصور رويترز عصام عبدالله أُطلقت من موقع إسرائيلي، وهي من صنع شركة «آي ام آي سيستمز» الإسرائيلية. وفي السياق نفسه، خلص تحقيق أجرته وكالة رويترز ونُشرت نتائجه امس، إلى أن نيران دبابة إسرائيلية قتلت أحد صحافييها وجرحت آخرين بينهم مصوران في فرانس برس في جنوب لبنان قبل زهاء شهرين.ويحدّد تحقيق أجرته ايضا وكالة فرانس برس ونُشر امس، نوع الذخيرة نفسه،كما أجرت «تي أن أو» تحليلات صوتية للضربتين اللتين استهدفتا المجموعة الصحافية، ووفقاً لتلك التحليلات، فإن الضربتين المتتاليتين أطلقتا من مسافة 1,3 كلم من الصحافيين. ويعتقد خبراء «تي أن أو» أن الضربتين أطلقتا من موقع عسكري في قرية الجرداخ الإسرائيلية.

 

التمديد الى «ساحة النجمة»

 

في هذا الوقت، تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط ملء الفراغ المرتقب في قيادة الجيش، عبر توجيه دعوة الى هيئة مكتب مجلس النواب الى اجتماع يوم الاثنين المقبل، وسط ترقب لمواقف الكتل النيابية، لا سيما المعارضة منها في شأن مشاركتها او عدمها في جلسة سيدعو اليها بري منتصف الجاري متضمنة اقتراحات التمديد للقائد جوزاف عون. وفي هذا السياق، استقبل بري في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء، ووفقا للمعلومات فان التمديد بات امرا واقعا في مجلس النواب في ضوء الاعتراض المسيحي على التعيين بخاصة من بكركي، خصوصا ان جنبلاط ابلغ بري ان الحزب الاشتراكي لا يرغب بتعيين رئيس اركان يتحمل وزر الامن في البلاد في ظل التطورات جنوبا ووجود انقسامات طائفية لا يريد جنبلاط ان يتحمل وزرها.

 

ووفقا لمصادر نيابية عارضة فان مخرج ملف التمديد لقيادة الجيش سيكون عقد جلسة تشريعية بجدول أعمال من سلة قوانين من بينها تأجيل تسريح العماد عون، بعد موافقة القوات اللبنانية على تغطية التمديد بالموافقة على التشريع في غياب الرئيس رضوخا لمطلب بري، وستكون جلسة اللجان المشتركة يوم الاثنين نوعا من اختبار لكل القوى لتحديد مصير الملف.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

  إسرائيل فشلت في الميدان ففتكت بالمدنيين

  

في اليوم الـ62 من العدوان على غزة، أعلنت كتائب القسام أنها قتلت وأصابت العديد من الجنود الإسرائيليين واستهدفت آليات خلال كمائن نصبتها لقوات الاحتلال في خان يونس ومدينة غزة وبيت لاهيا، كما أكدت تدمير نحو 80 آلية عسكرية خلال الـ72 ساعة الأخيرة، في وقت أقر جيش الاحتلال بمصرع 3 من ضباطه.

 

وبالتوازي مع الاشتباكات واصلت قوات الاحتلال قصف المناطق السكنية وارتكبت مجازر جديدة استشهد فيها العشرات في رفح وخان يونس ومدينة غزة وجباليا. وأكدت وزارة الصحة بالقطاع استشهاد 350 فلسطينيا في الساعات الـ24 الماضية، في حين تجاوزت الحصيلة الإجمالية للشهداء 17 ألفا وارتفع عدد المصابين إلى 46 ألفا.

 

أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-في بيان لها الخميس- أنها دمرت 79 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا في محاور مدينة غزة خلال الساعات الـ72 ساعة الأخيرة، وأن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية راجلة من 15 جنديا بـ3 عبوات وأوقعوهم بين قتيل وجريح شرق خان يونس.

 

وفي بيان منفصل، أكدت كتائب القسام أن مقاتليها تمكنوا من قنص جنديين إسرائيليين ببندقية “الغول” محلية الصنع في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وجنديين آخرين شمال شرق مدينة خان يونس.

 

وأضافت أن مقاتليها فخخوا فتحة نفق بمنطقة الشيخ رضوان وتم تفجيرها في قوة لجنود الاحتلال مما أدى لوقوعهم بين قتيل وجريح.

 

وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة استهدفت كتائب القسام ناقلتي جند بقذائف “الياسين 105”.

 

كما اشتبك مقاتلو القسام في محور شرق مدينة خان يونس مع قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 6 جنود موقعين إياهم بين قتيل وجريح واستولوا على روبوت كان بحوزتهم.

 

واستهدفت كتائب القسام 4 دبابات إسرائيلية وحفار عسكري في محور شرق مدينة خان يونس بقذائف «الياسين 105»، كما استهدفوا جرافة عسكرية بقذيفة “تاندوم”.

 

كما بث الإعلام العسكري لكتائب القسام صورا لدفعة صاروخية أطلقت باتجاه إسرائيل، حيث تعرضت قاعدةُ رعيم مقر فرقة غزة ومستوطنة كيسوفيم وموقع إسناد صوفا العسكري لوابل من الصواريخ.

 

وأكدت القسام أن قوات المدفعية التابعة لها دكت قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في محور شمال مدينة خان يونس بقذائف الهاون.

 

كما قالت كتائب القسام إنها استهدفت بمنظومة الصواريخ “رجوم” غرف قيادة الجيش الإسرائيلي في المحور الجنوبي لمدينة غزة.

 

خسائر إسرائيلية

 

وقد أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابطين وجندي وإصابة 7 آخرين بجروح خلال الاشتباكات مع المقاومة في شمال ووسط قطاع غزة.

 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نجل غادي أيزنكوت عضو مجلس الحرب ورئيس الأركان الأسبق، قُتل في تفجير فتحة نفق مفخخة على يد كتائب القسام.

 

جاء ذلك غداة إعلانه عن مقتل 10 من قواته في يوم واحد بينهم 7 ضباط. وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 92 جنديا وضابطا منذ بداية العملية البرية، وإلى 413 ضابطا وجنديا منذ عملية طوفان الأقصى وبداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.

 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نحو 100 جندي إسرائيلي أصيبوا إصابات بالغة الخطورة في أعينهم خلال المعارك في غزة، وإن 15% منهم أصيبوا بعمىً جزئي أو كامل، بسبب انفجارات أو تطاير شظايا وإطلاق نار.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

قائد الجيش بعد التمديد: انتهاء صيغة المرشح الثالث

 

حتى الآن، ومع الضغط المتزايد للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، أصبح الأخير في نظر رافضي التمديد مرشحاً رئاسياً طرفاً وليس مرشح الخيار الثالث، ما يعني تغيّراً في المعادلة الداخلية والخارجية

رغم أن الاتجاهات الإقليمية، منذ حرب غزة، حوّلت الوضع اللبناني إلى مكان أكثر خطورة، إلا أن الانغماس المحلي في اليوميات السياسية أعطى الأولوية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وزاد هذا الملف أهمية الانقسام الحاد بين التيار الوطني الحر والقوى المؤيّدة للتمديد، بعدما تعامل معه الطرفان على أنه حد فاصل بين مرحلتين.حتى الآن، بُنيت سردية المدافعين عن ترشيح قائد الجيش ومن يدعمون حملته الرئاسية محلياً، على أنه خيار رئاسي ثالث بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. وحين بدأت قطر تروّج لحملة الخيار الثالث، كان عون على رأس اللائحة كمرشح خارج إطار المنافسة بين فريق حزب الله والمؤيّدين له وبين معارضيه والتيار الوطني الحر. استند المدافعون عن هذا الخيار إلى أن قائد الجيش خارج الاصطفافات المحلية الحزبية، وأن عون الذي عيّنه الرئيس السابق ميشال عون، برهن أنه بعيد عن التجاذبات السياسية. ورغم ما كان متداولاً حول جواز وصوله من دون تعديل دستوري كما كانت حال قائد الجيش السابق ميشال سليمان، بقي عون مرشح الخيار الثالث، مع دعم واضح من بعض القوى السياسية له، وعداء مطلق من التيار الوطني الحر، مرشحاً وقائداً ممدّداً له. ومنذ ما قبل انتهاء عهد الرئيس عون، بقيت سهام التيار الوطني الحر تصل إلى اليرزة، التي تأرجحت في الأسابيع الأخيرة، بحسب بورصة الضغوط، بين اطمئنان إلى التمديد وتهيّب لاستحقاق قد لا يكون بالسهولة المتوقّعة.

يمكن لقائد الجيش أن يعزو الفضل في ارتفاع أسهم التمديد إلى حرب غزة، بعدما كانت احتمالات تعيين بديل عنه قد سلكت مسلكاً جدياً في واشنطن وباريس، فيما نشط مؤيّدوه في تفخيخ محاولات التعيين وتطويقها والقيام بحملة مضادّة. لكنّ حرب غزة، أعادت تشغيل محرّكات دولية، وأوروبية مع قوات اليونيفل، وعربية في اتجاهات أخرى. ولم يوفّر قائد الجيش وفريقه جهداً لخوض معركة التمديد، في العواصم الغربية والعربية ومع قوى محلية وعلى رأسها بكركي.

لكن، إذا كان مؤيدو التمديد لعون ربطوا بقاءه في اليرزة باستمرارية وجوده على لائحة المرشحين، فإن نجاح هذا الرهان ليس في هذه السهولة. فهو، في اللحظة التي يُمدد فيها له، يتحوّل حكماً من مرشح خيار ثالث إلى مرشح فريق، علماً أنه أصبح كذلك منذ أن أعطت اللجنة الخماسية الضوء الأخضر للتمديد، لتلتقي بذلك مع قوى سياسية مؤيّدة للتمديد لغايات مختلفة تماماً، مقابل رفض التيار الوطني المطلق له، والرهان على أن حزب الله لا يمكن بعد التوافق الخماسي على عون القبول به مرشحاً رئاسياً. إلا أن مؤيّدي القائد يملكون، في المقابل، حجة مناقضة: إذا نجح عون في استقطاب الكتل النيابية للتمديد له فهذا يعني أنه ليس مرشح طرف، بل مرشح أكثرية سياسية ونيابية، إذ سيمتلك أصوات ثلثي المجلس النيابي، ما يؤهّله للتعديل الدستوري والفوز برئاسة الجمهورية. والإجماع السياسي – في نظرهم – يوازي كمية الأصوات، بين الرئيس نبيه بري وكتلته والقوى المسيحية والمعارضة والتقدمي الاشتراكي وقوى سنية، ما يعني «استفتاء رئاسياً» مسبقاً.

لكن، قبل أن يصبح التمديد أمراً واقعاً، يستمر الكباش بين مؤيديه حول عملية الإخراج، فيما يدور كباش الرافضين حول اليوم التالي.

حتى الساعات الأخيرة، كان حزب الله يؤكد أنه لن يسير بأي من الخيارات المقترحة قبل الدقائق الأخيرة، لكن بدا أنه يفضّل أن يكون خيار التمديد في حال رست المعادلة عليه عبر الحكومة ولمدة محددة، بدل أن يتم بإجماع نيابي. إلا أن هذا ليس ما يشغل بال التيار في علاقته بحزب الله. فاليوم التالي، بالنسبة إلى التيار، يتعلق بالخطة باء غير الموجودة، في ظل نقاش حول الخطوات التي كان يفترض بالتيار أن يتخذها حتى لا يصل إلى طريق مسدود، ليبدو وكأن إصراره على رفض التمديد تمّ من دون احتساب خط الرجعة. وهو حتى الآن يعيش إرباك علاقته بالحزب، وأضاف إلى ذلك توتر علاقته مع بكركي، وسيضيف إليه تسجيل المعارضة والقوات اللبنانية نقطة لصالحها بإعادة عون إلى اليرزة قائداً ممدّداً له وبإبقائه مرشحاً رئاسياً. ليس من السهل ابتلاع كل ذلك، في وقت كان نواب في التيار يحثّون رئيسه النائب جبران باسيل على احتساب الخطوات بدقّة قبل بدء معركة مفتوحة مع قائد الجيش ومؤيّديه. لكن كل ذلك في كفة وعلاقته مع حزب الله في كفة أخرى. ولعل هذا هو السؤال الذي لا يزال يشكل بالنسبة إلى التيار الحد الفاصل، ويجعله مطمئناً إلى أن الحزب لن يسمح بالتمديد. وحتى الدقائق الأخيرة، لا يزال يتصرف وكأن كل ما يقال عن انتهاء صفقة التمديد لا يوازي كلمة واحدة من الحزب. وما بعد الكلمة، سلباً أو إيجاباً، يصبح اليوم التالي منعطفاً آخر في العلاقة بينهما، بين نسف جسور الثقة أو ترميمها مجدّداً.

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو يخفض سقف غالنت بحضوره: التصعيد نحو حرب شاملة بيد حزب الله لا مبادرات في لبنان وغزة والمقاومة تمسك الميدان… والراعي لا لحرب الإبادة أمنستي وهيومان رايتس ورويترز وفرانس برس: الاحتلال يستهدف الصحافيين

 

بعد شهر ونصف على استشهاد مصوّر وكالة رويترز عصام عبدالله وإصابة صحافيي قناة الجزيرة ووكالة الصحافة الفرنسيّة، انتهت تحقيقات منظمة العفو الدوليّة «أمنستي»، ومنظمة هيومان رايتس واتش، وصدرت بيانات تدين جيش الاحتلال بارتكاب جريمة حرب باستهداف الصحافيين، بالتزامن مع بيانات أصدرتها كل من وكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية قالت إن جيش الاحتلال مسؤول عن استهداف صحافييها. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن الحكومة سوف تضم التقارير إلى الشكوى التي سوف يقدمها لبنان بهذا الصدد الى مجلس الأمن الدولي، كما ستضمّ الى ملف الشكوى التي يُعدّها لبنان لتقديمها أمام المحكمة الجنائية الدولية حول الاستهداف المتعمّد للصحافيين، والتي تضم حادثة 13 تشرين الأول التي استشهد فيها المصور الصحافي عصام عبدالله، وملف حادثة استهداف صحافيي قناة الميادين التي استشهد فيها كل من فرح عمرو وربيع معماري وحسين عقيل.
في الملفات السياسيّة التي امتلأت بها الصالونات والتحليلات في الحديث عن مبادرات مرة للضغط على لبنان وتهديده بحرب إسرائيلية ما لم ينسحب حزب الله الى ما وراء الليطاني، ومرة للحديث عن صيغة لتطبيق القرار 1701 بما في ذلك حلّ قضية مزارع شبعا والنقاط الخلافيّة لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، قالت مصادر متابعة إن كل هذا الكلام نوع من الإلهاء والحرب النفسية، لأن جيش الاحتلال بدأ يشعر بالضيق من تداعيات عمليات المقاومة عبر الحدود والمستوطنون بدأوا يشكلون ضغطاً على قادة الكيان، وعمليات المقاومة تحقق أهدافها بوضع قيادة الكيان بين خياري الذهاب الى الحرب الأوسع أو التراجع نحو البحث بشراء التهدئة عبر وقف العدوان على غزة، والمقاومة جاهزة لكل من الاحتمالين.
في الشأن الداخلي كان كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته الى الجنوب لافتاً في تأكيده على الوحدة في مواجهة تحدي الاعتداءات على الجنوب، وفي رفض حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
بالتوازي تراجعت قيادة الكيان عن السقف المرتفع لكلام وزير الحرب في حكومة الكيان يوآف غالنت بالتهديد بإعادة المقاومة الى خلف نهر الليطاني بالقوة ما لم تفلح الجهود الدبلوماسيّة بذلك، فتوجّه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو برفقة وزرائه وأركان حربه ورؤساء أجهزة الأمن الى تجمع قوات جيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، وقال بحضور غالنت إن التصعيد بيد حزب الله، مضيفاً تهديدات الاحتلال التقليدية، إن ذهب حزب الله إلى الحرب الشاملة سوف تكون بيروت مثل غزة، بدلاً من كلام غالنت بأن التصعيد هو خيار إسرائيلي، لإجبار حزب الله على التراجع الى ما وراء نهر الليطاني.
وعلى وقع كثافة الرسائل الأميركية – الأوروبية العربية التي تحمل تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب ضد حزب الله ولبنان لإبعاد «قوات الرضوان» عن جنوب نهر الليطاني، شهدت الجبهة الجنوبية أمس تصعيداً إضافياً، مع تكثيف المقاومة عملياتها العسكرية كماً ونوعاً وعمقاً ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة مكبدة العدو المزيد من الخسائر البشرية والمادية والضغط على قيادة جيشه وجبهته الداخلية. في المقابل رفعت قوات الاحتلال من وتيرة عدوانها بقصف أهداف مدنية وصناعية.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان في بيانات متلاحقة أن «مجاهديها استهدفوا موقع المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)؛ ‏بالأسلحة المناسبة وحققوا فيهما إصابات مباشرة». ‏كما أعلن حزب الله أنه استهدف مواقع معيان باروخ موقع المرج (قرية هونين اللبنانية المحتلة)، وتجمّعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات ‏بالأسلحة المناسبة وأوقع فيه إصابات مؤكدة. كما استهدف ثكنة زرعيت (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة ‏المناسبة وتمت إصابتها اصابة مباشرة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه «بناءً على تقييم الجيش الإسرائيلي، تمّ نشر عدد من الحواجز على عدة طرقات في الجليل الأعلى عند الحدود مع لبنان».
في المقابل سُجّل قصف إسرائيليّ لتلة حمامص ما أدّى الى سقوط جريح وقد أصيب في رجله ونقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي وحالته مستقرة. كما نفّذ طيران العدو الإسرائيلي غارة جوية استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسبّبت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بأضرار في المبنى. كما أدى تناثر الزجاج جراء الغارة على كونين الى جرح طلاب في معهد البلدة جروحهم طفيفة. وطال القصف أيضاً أطراف بلدة بيت ليف ووادي حامول وبلدتي رب ثلاثين وبني حيان وأطراف بلدتي رامية ووادي مظلم.
وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في كشافة الرسالة الإسلامية أن «مسيّرة إسرائيلية استهدفت أحد مراكز الدفاع المدني التابع للجمعية في القطاع الغربي، ولم تسفر الغارة عن سقوط أي إصابات واقتصرت الأضرار على الماديات».
ولاحظ الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد أمين حطيط أن عمليات المقاومة في لبنان تطوّرت منذ بداية الجولة الثانية للحرب في غزة، على مستويات ثلاثة ومتزامنة: أكثر فاعلية وتأثيراً في الميدان، الاستمرار بتحييد المناطق المدنيّة عن القصف الإسرائيلي، والحدّ من خسائر المقاومين.
ولفت لـ»البناء» الى أن «المقاومة ارتقت بين المعركة ما قبل الهدنة والمعركة ما بعد الهدنة بشكل ملحوظ أدّى بشكل مؤكد إلى التقليل من الخسائر بنسبة تتراوح بين 85% و90%، وزيادة الفعالية بنسبة تتراوح بين 70% و80%، وإرباك العدو بنسبة تصل إلى 100%، حيث بات ينظر إلى المخاطر على جبهة الشمال بمقدار ما ينظر إلى المخاطر في المعركة الرئيسية. وهذا أمر فاجأ الجميع».
ورأى حطيط أنّ «العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان موضوعة على الطاولة منذ العام 2006، ولكن تنتظر ظروفها». معرباً عن اعتقاده أنّ العمليات العسكرية التي قام بها حزب الله ساهمت في تعزيز المعادلة الرادعة لأنها أشعرت الإسرائيلي بأنّ القدرات التي يملكها حزب الله في الهجوم وفي الدفاع هي أكبر بكثير مما كان يتوقّع، لذلك قول نتنياهو بشنّ عملية عسكرية بريّة هو نوع من أنواع التهويل».
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية والرسائل ترسلها عبر موفدين أوروبيين وفرنسيين تحديداً بوجود مشروع إسرائيلي – أميركي – أوروبي في مجلس الأمن الدولي لتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن جنوب الليطانيّ وتطبيقه بالقوة بحال فشل الحلول الدبلوماسية، وضعت مصادر مطلعة لـ»البناء» هذه الرسائل في «إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة لإلزام حزب الله بوقف عملياته العسكرية كجبهة إسناد لغزة وإثارة الرأي العام اللبناني وقوى سياسيّة مناوئة للمقاومة للضغط على حزب الله، وذلك لما تسبّبه الجبهة الجنوبية من ضغط كبير على جيش الاحتلال وجبهته الداخلية وحكومته السياسية»، مشيرة الى أن «الحكومة اللبنانية لن ترضخ لهذه الضغوط وترفض الطلب من مكوّن لبناني الخروج من منطقة لبنانية بخاصة في ظل الأخطار والتهديدات الاسرائيلية على لبنان والتمادي الاسرائيلي بخرق القرار 1701 بعشرات آلاف المرات، كما أن حزب الله، وفق المصادر، يرفض النقاش بملف الحدود قبل توقف الحرب في غزة، وهو مستمر بعملياته العسكرية ضد مواقع الاحتلال ولن يهاب أو يرضخ لأي ضغوط وإغراءات من هنا أو رسائل تهديد من هناك».
وواصل المسؤولون الأميركيون والفرنسيون إبراز المخاوف وإرسال التهديدات بحرب إسرائيلية على لبنان، واعتبر المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ أن «الولايات المتحدة الأميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيدات بين لبنان و»إسرائيل» على الخط الأزرق». وقال في حديث متلفز «نحمّل حزب الله مسؤولية التصعيد ولبنان كدولة ليس طرفًا في هذه الحرب ولا نريد أن نرى التصعيد من طرف حزب الله او اي طرف آخر». وأضاف: «صواريخ حزب الله تؤدي الى تصعيد في المنطقة». وسأل ويربيرغ «لماذا حزب الله المدعوم والمموّل من إيران يحاول أن يضع الشعب اللبناني في خطر كما فعلت «حماس» بالشعب الفلسطيني؟». وأكد أن «لا جديد في زيارة هوكستين ولا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع «إسرائيل»، وترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني». وقال «سنقوم بمناقشات مع كل الأطراف لتحديد الوضع في المنطقة وإطلاق الرهائن ودخول المساعدات».
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية: «نُجدّد تمسكنا باحترام استقلال لبنان ونسعى لعدم توسّع الصراع في المنطقة».
في غضون ذلك، برزت الحركة السياسية الداخلية على الخطوط كافة لا سيما عين التينة – السراي الحكومي من جهة، والضاحية الجنوبية – كليمنصو من جهة ثانية، وذلك للتشاور في مختلف الاستحقاقات الداهمة لا سيما قيادة الجيش ومواجهة الأخطار الخارجية المتأتية من التهديدات الإسرائيلية للبنان.
وفي هذا الإطار جاءت زيارة الوفد الرفيع من حزب الله إلى كليمنصو ولقاء النائب السابق وليد جنبلاط بحضور نجله النائب تيمور جنبلاط وقيادات في الحزب الاشتراكي، والذي جاء بعد المعلومات التي تحدّثت عن مشروع خطير طرحه مدير الاستخبارات الفرنسية برنار إيمييه خلال لقائه مع مسؤولين سياسيين في زيارة سرية الى لبنان منذ أيام حول تطبيق القرار 1701 بالقوة العسكريّة. ولفتت مصادر في الحزب الإشتراكي لـ»البناء» إلى أن «التواصل والتشاور قائم مع حزب الله بكل المراحل، فكيف في ظل هذه الأوضاع الدقيقة والخطيرة؟»، مشيرة الى أن «موقف الرئيس وليد جنبلاط كان منذ بداية الحرب بضرورة ألا نُستدرَج الى الحرب وكل التحذيرات الأوروبية جاءت لتؤكد رؤيتنا ومواقفنا التي نقولها لمختلف الأطراف التي نلتقيها، ومنهم حزب الله في اللقاء الذي تميّز بالنقاش الصريح لكيفية مقاربة المرحلة ومواجهة التحديات والأخطار بروح المسؤولية الوطنية».
وأوضحت المصادر أن «الحزب عبر عن موقفه بصراحة وشرح الدور الذي يقوم به في الجنوب وأهميته في درء العدوان الاسرائيلي، ولمسنا منه أنه يتعاطى بواقعية ومنطق ونتشارك معه في تقدير حجم الأخطار وطريقة المواجهة، لكن يجب العمل على إبعاد نار الحرب في غزة عن لبنان قدر الإمكان، لكن حتى الآن لا زال تبادل النار ضمن قواعد اللعبة ومضبوطاً، لكن الحزب ليس بصدد تطمين «إسرائيل»».
لكن بحال شنّت «اسرائيل» عدواناً على لبنان في ظل الحديث عن جبهة سياسية مناوئة للمقاومة ستنقلب عليها في أي عدوان إسرائيلي محتمل، تضيف المصادر: «بهذه الحالة سنكون مع حزب الله وكافة الأطراف في جبهة موحّدة ومتماسكة ولن يكون هناك انقسام سياسي وجبهات كما يُقال، ونحن كحزب اشتراكي لن ننخرط في أي جبهة سياسية ضد حزب الله ولا ضد أيّ فريق لبناني، بل نحن بجبهة مستقلة وننظر للأمور وفق المصلحة الوطنية». وكشفت المصادر أن «ملف قيادة الجيش كان محل نقاش بين وفد الحزب وبين الاشتراكي في الاجتماع، وحصل اتفاق على تجنيب قيادة الجيش كأس الفراغ المرّة على غرار ما حصل في رئاسة الجمهورية ومؤسسات أخرى كحاكمية مصرف لبنان والأمن العام، ولذلك نحن كحزب اشتراكي مع التمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس للأركان وأعضاء المجلس العسكري».
ولفت مصدر مطلع على حصيلة المشاورات حتى الآن لـ»البناء» الى أن «الأطراف التي لم تحسم موقفها أبدت مرونة حيال خيار التمديد لقائد الجيش الحالي لمدة معينة في مجلس النواب، لكن يجري البحث عن المخارج الدستورية والقانونية المناسبة للتمديد لتجنب الطعن».
وفي سياق ذلك، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة لهيئة مكتب المجلس الاثنين المقبل.
واستقبل الرئيس بري في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء. وبعد اللقاء أشار النائب أكرم شهيب الى أننا «سعينا ونسعى لأن لا تترك التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة تأثيرها على الهيكلية القيادية للمؤسسة العسكرية، فالجيش كان ولا يزال الضامن لأمن البلد ولما هو آتٍ من مخاطر نتيجة الهمجية الإسرائيلية إن في غزة أو في الضفة أو في جنوب لبنان».
ورجّح النائب أديب عبد المسيح أن «يكون مخرج ملف التمديد لقيادة الجيش عبر عقد جلسة تشريعية بجدول أعمال من سلة قوانين من بينها تأجيل تسريح العماد جوزف عون»، ولفت الى أن «المعلومات تشير الى موافقة كتلة القوات اللبنانية على مثل هذه الجلسة».
لكن مراقبين يتساءلون كيف يرفض البطريرك بشارة الراعي والقوات اللبنانية تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي، ويوافقان على جلسة لتشريع «الضرورة» بجدول أعمال فضفاض في مجلس النواب بظل الفراغ الرئاسي!؟
وأعلن البطريرك الراعي خلال زيارته مطرانية صور المارونيّة، في إطار جولة تضامنيّة مع الجنوب أن «المنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب وسنزور المراجع الإسلامية والمسيحية في المدينة كي نقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم». وتابع: «القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزّة وجئنا لنوجّه تحيّة إلى كلّ أبناء البلدات من دون استثناء وكنا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكنّ الأوضاع لا تسمح بذلك».
وأضاف: «نوجه التحية لكل البلدات والأهالي الذين هم إخوتنا وأهلنا وندعو لحماية الوطن والاهتمام. وعلينا أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم، ومن صور نوجّه التحية لاهالي غزة، وأن حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram