افتتاحية صحيفة النهار
عاصفة ضد “طلائع حماس” والتمديد لعون “حسم”
التهبت الجبهة الجنوبية امس على امتداد الخط الأزرق بما ينذر بازدياد الاقتراب من محاذير واحتمالات الانزلاق الى مواجهة واسعة وشاملة لا يملك أي طرف خارجي او داخلي الضمانات الحاسمة لتجنيب #لبنان السقوط فيها. ولم تكن عاصفة ردود الفعل الرافضة والمنددة بإعلان “حركة #حماس – لبنان”، لـ”طلائع طوفان الأقصى” سوى انعكاس مثبت وواضح الى الأكثرية اللبنانية التي ترفض الانزلاق الى حرب علما ان هذا الاستفتاء البارز جاء ليسقط تماما، ومن اول الطريق، هذه المحاولة الاستفزازية وكانت السمة البارزة في الردود انها تضمنت مواقف من مختلف الاتجاهات السياسية والطائفية. كما ان الابرز رسميا وحكوميا جاء على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي، اذ قال عن اعلان “حماس” اطلاق “الطلائع”: هذا الامر مرفوض نهائيا ولن نقبل به، علما ان المعنيين عادوا واوضحوا ان المقصود ليس عملا عسكريا”.
كما ان علائم زيادة اخطار الحرب عكستها معلومات لمراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين اشارت فيها الى ان الزيارات الفرنسية الأخيرة المتعاقبة للبنان من وزير الدفاع سيباستيان لو كورنو الى المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الى رئيس الاستخبارات الفرنسي السفير برنار ايميه تندرج في اطار رسالة ملحة وضرورية للجانب اللبناني هي التحذير من خطر كبير لتصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان وانزلاق الوضع القائم في الجنوب الى تصعيد يشكل كارثة على لبنان لان الوضع في إسرائيل وفي الجنوب اللبناني ليس مثلما كان عليه في ٢٠٠٦ ولا في ٢٠١٤.
وأفادت ان تركيز الموفدين الفرنسيين الرسميين الثلاثة الى لبنان كان على ضرورة التمديد ل#قائد الجيش العماد جوزف عون ليس لان فرنسا مرتبطة بشخصه وليس لان باريس تريد جوزف عون لانه يحمي أوروبا من اللاجئين السوريين بل لان باريس تعول على التمديد له بسبب خطر الحرب في الجنوب والقلق من الهجوم على لبنان من دون ان يكون فيه قائد جيش ومن دون رئيس للجمهورية .
وتطرق الرئيس ميقاتي خلال استقباله امس اعضاء السلك القنصلي الى هذا الخطر وقال “نحن في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة، وعلى الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي. كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان ، قدر المستطاع،الدخول في آتون الحرب”. ولفت في كلام ميقاتي إشارته الى انه “خلال الاشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من اجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءا باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولا الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي. هذا الموضوع يأخذ حيزا اساسيا بهدف تجنيب لبنان اي حرب لا نعلم الى اين ستوصل، خصوصا وأن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة. نأمل ان نصل في الاشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا. ومن خلال اتصالاتي مع المعنيين في هذا الموضوع، من الجانب الاميركي او الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، هناك هدف اساسي هو تجنيب لبنان اي حرب كبيرة قد تحصل”.
ملف التمديد
ونقل وفد السلك القنصلي عن الرئيس ميقاتي رفضه تعيين قائد جديد للجيش وقوله “ان التعيين هو الاجراء الاسهل بالنسبة اليه، إلا انه ليس في وارد تحدي اي مكون لبناني وهو يحاول تمرير هذه المرحلة بما يحفظ استقرار البلد والمؤسسات”.
وقال “ان هذا الموضوع يعالج بهدوء وبعيداً عن الجدل”. وقد عرض ملف التمديد وملابساته مطولا في لقاء الرئيسين نبيه بري وميقاتي امس في عين التينة لكن علم ان جلسة ل#مجلس الوزراء التي ستعقد غدا الخميس لن تتطرق الى موضوع التمديد.
وكشف مرجع سياسي مطلع لـ”النهار” ان التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون اصبح محسوماً وقد تبلّغ ذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي عبر وفود زارته اخيراً من رئيس المجلس نبيه بري كما من “الحزب” .
وبحسب المرجع فان الرئيس بري طمأن البطريرك الراعي انه سيعقد جلسة تشريعية قبل منتصف هذا الشهر وسيكون تأجيل التسريح لقائد الجيش احد اقتراحات القوانين المطروحة في الجلسة لاسيما بعدما أكدت كتل نيابية مسيحية أساسية مشاركتها فيها من أجل هذه الغاية.
وقال المرجع السياسي ان ثمة اتفاقاً ضمنياً بين رئيسي المجلس وحكومة تصريف الأعمال على تمرير التمديد إن لم يكن في مجلس النواب ففي جلسة لمجلس الوزراء . والرئيس ميقاتي بدوره ليس في وارد معارضة رغبة بكركي في التمديد لقائد الجيش، وهو سيقدم وقبل انتهاء ولاية قائد الجيش على طرح التمديد في جلسة لمجلس الوزراء إذا لم يشرّع هذا التمديد في مجلس النواب.
ويقول المرجع المطلع على حركة الاتصالات الداخلية كما تلك الديبلوماسية التي قادتها الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني، ان “الحزب” وان لم يقل كلمته بعد ويتركها للحظات الأخيرة ، إلا انه لن يقف في وجه إرادة الأغلبية المسيحية في موضوع قيادة المؤسسة العسكرية ولن يسهم في شغور مركز مسيحي كقيادة الجيش بعد شغور المركز المسيحي الاول برئاسة الجمهورية ومن ثم حاكمية مصرف لبنان ،وموقفه هذا قد يترجم إما بتأمين النصاب المطلوب في مجلس الوزراء او في الجلسة التشريعية لمجلس النواب، في ترجمة للتقارب القائم مع بكركي في المرحلة الاخيرة.
ويشير المرجع إلى ان البطريرك الراعي لن يتساهل هذه المرة في ترك الشغور يصل إلى قيادة الجيش ، وهو سيبقى يرفع الصوت إلى حين التمديد للعماد جوزف عون ، مؤمناً الغطاء المسيحي لهذه الخطوة سواء في مجلس النواب او في مجلس الوزراء . وبحسب المرجع، فان التمديد حاصل وما زال هناك متسع من الوقت لتحقيقه، وثمة سيناريوان معدّان لذلك، فإذا لم تنجح الخطة ألف ، هناك خطة باء، والأمور مرهونة بخواتيمها.
اعتداء على الجيش
وسط هذه المناخات دفع #الجيش اللبناني مرة جديدة ضريبة الدم اذ تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة – العديسة لقصف اسرائيلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ٣ آخرين وفق ما اعلنت قيادة الجيش . واستشهد في الاعتداء العريف عبد الكريم مقداد وجرح الرقيب يوسف إبراهيم والجندي الأول احمد البظر والعريف محمد موسى .
واحتدمت الموجهات الميدانية بعنف بين “الحزب” والقوات الإسرائيلية اذ نفذ “الحزب” هجمات كثيفة استهدفت المواقع الإسرائيلية الاتية : رويسة العاصي
، مثلث الطيحات ، ثكنة زبدين ،البياض ، جل العلام ، الضهيرة، الكوبرا، خلة وردة، بركة ريشة، برانيت ، ضهر الجمل ، المطلة بواسطة مسيرة هجومية ، المنارة ، خلة وردة مجددا .
واشتد القصف الاسرائيلي على امتداد قرى وبلدات الخط الحدودي واستهدف منزلا في بلدة ميس الجبل ما أدى الى اندلاع النيران فيه ووقوع إصابة طفيفة . كما تجدد القصف المدفعي العنيف على اطراف رامية واطراف مركبا .
ومساء اعلن “الحزب” انه قصف مستوطنة المنارة ردا على استهداف موقع الجيش اللبناني في تلة العويضة واستشهاد العريف مقداد .
في المقابل، شنت مسيرة اسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب. كما تعرضت اطراف بلدة طيرحرفا والجوار والاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل لقصف مدفعي.
ومساء أعلنت “قوات الفجر” ( الجناح العسكري للجماعة الإسلامية ) انها ردت على اعتداء إسرائيل على موقع للجيش اللبناني بتوجيه رشقتين صاروخيتين الى مواقع إسرائيلية في محيط كريات شمونه .
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أول شهيد للجيش… ونبرة مارونية عالية اليوم تأييداً لـ”القائد”.. ميقاتي: مفاوضات دولية خلال 3 أشهر حول القرار 1701
تحذير فرنسي من حرب مدمّرة وحصار لبناني لـ”طلائع” الفتنة
لم يتأخر الردّ اللبناني الواسع على إعلان حركة «حماس» في لبنان إطلاق «طلائع طوفان الأقصى»، وكان هناك إجماع على إدانة هذا الإعلان الفتنوي. وفي الوقت نفسه، كانت مواجهات الجنوب تشهد أمس يوماً دراماتيكياً سقط فيها أول شهيد للجيش اللبناني في العدوان الإسرائيلي هو الرقيب عبد الكريم المقداد.
وفي موازاة هذه التطورات الميدانية، كانت التطورات السياسية والديبلوماسية متسارعة، تحاكي ايقاع الأخطار التي تهدّد لبنان جراء توريط «الحزب» له في حرب غزة. فقد علمت «نداء الوطن» أنّ مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي زار لبنان سراً في الأيام الماضية، أجرى اتصالات رفيعة المستوى، وأعقبت زيارته جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وشملت لقاءات ايمييه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود. كما شملت شخصية قيادية في «الحزب» لم يعلن اسمها. ولم تشمل قائد الجيش العماد جوزاف عون لاعتبارات تتصل بتحييد المؤسسة العسكرية عن الالتباسات المعقدة في الأوضاع الداخلية.
ماذا حمل مدير المخابرات الفرنسية الى المسؤولين؟ تجيب مصادر واسعة الاطلاع، أنّ ايمييه خاطب مضيفيه قائلاً: «لقد قال لكم مدير المخابرات الفرنسية عام 1988 (عندما كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية) إن لبنان يجب ان يسير على طريق الحل وليس الخراب. وإنني عام 2023، آتي اليكم برسالة اسرائيلية، تقول إنّ أي حرب مع لبنان ستؤدي الى تدميره».
وتشاء الصدف أن تأتي هذه المعلومات عن زيارة المسؤول الفرنسي للبنان متزامنة مع تطور بالغ الخطورة تمثل بإطلاق «حماس» ما سمّته «طلائع طوفان الأقصى». وكشفت المعلومات حول خطوة «حماس»، أنها تحضير لانتقال العمل المسلح لهذه الحركة الى لبنان من غزة في حال سقوطها في الحرب الدائرة هناك. وفي سياق الادانة الداخلية الواسعة واستنكار السلطة الفلسطينية في رام الله ما اقدمت عليه «حماس»، حذّرت المواقف من جرّ لبنان الى أتون فتنة على غرار الحريق الكبير عام 1975. كما أنّ الفتنة تهدّد أيضاً العلاقات الفلسطينية نفسها في المخيمات الـ 12 المنتشرة في لبنان. وكان تأكيد على ضرورة وأد هذه الفتنة العمياء في مهدها.
وفي الإطار نفسه، أدلى الرئيس ميقاتي أمس بمعلومات بدت رجع صدى للقاءاته على هامش قمة المناخ العالمية في دولة الامارات العربية المتحدة. وأبرز هذه اللقاءات، اجتماع ميقاتي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وما قاله ميقاتي خلال لقائه أعضاء السلك القنصلي في لبنان «إنه خلال الثلاثة الأشهر المقبلة، ستجرى مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية» مع اسرائيل.
وبعد ساعات من إعلان ميقاتي مفاوضات مرتقبة حول القرار 1701، إستشهد جندي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء قصف العدو الاسرائيلي مركزاً عسكرياً في منطقة النبي عويضة – العديسة.
ونعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، الرقيب المقداد، وهو من مواليد 1996، لاسا – قضاء جبيل. وتطوّع في الجيش عام 2018. وسينقل الجثمان صباح اليوم الى بلدته شمسطار في البقاع ليوارى في الثرى.
وفي سياق يتصل بالجيش، من المنتظر ان يصدر اليوم بيان المطارنة بكلام عالي النبرة تجاه التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. وتستمر بكركي في العمل المتواصل لتجنيب البلاد كأس فراغ قيادة الجيش. وقد أجرت البطريركية جولة اتصالات شملت عدداً كبيراً من الكتل، إضافة الى التواصل مع الرئيسين بري وميقاتي عبر قنوات خاصة.
وفي وقت دان وزير الدفاع موريس سليم الاعتداء الاسرائيلي على مركز الجيش، اعتبر انه يجب أن تبقى المؤسسة العسكرية بعيدة من الاستغلال والمزايدات والاستئثار والطموحات الشخصانية والحسابات الخاطئة، وهذا التصريح أثار استغراب الكنيسة. وتساءلت مصادر كنسية عبر «نداء الوطن» عن الجهة التي يقصدها الوزير، والتي «تستغل وتزايد»، كما قال. وهل هناك حسابات خاطئة أكثر من إفراغ قيادة الجيش والمنطقة والبلاد في حال حرب، في وقت يعرف الجميع من يريد ضرب المؤسسة العسكرية لأهداف شخصية، جازمة ان بكركي لن تسمح بإسقاط العماد عون وضرب قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، والامعان في تفريغ المواقع المارونية والوطنية لأجندات معروفة.
وليلاً، أصدر تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل بياناً جدد فيه «رفض التمديد غير القانوني لقائد الجيش».
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
باريس تحذّر لبنان من «حرب مفتوحة» مع إسرائيل
وفد أمني فرنسي في تل أبيب لمناقشة «هدنة» مع «الحزب»
يُنتظر وصول وفد أمني فرنسي إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لمناقشة التدهور الأمني على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، بعدما سبق لكبار المسؤولين الفرنسيين، ومنهم الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرا الدفاع والخارجية والممثل الشخصي لماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان، أن أوصلوا تحذيرات مباشرة إلى بيروت تنبهها من «معركة مفتوحة» مع إسرائيل.
ووفق الأوساط اللبنانية، فإن ضغوط الغربيين لا تتوقف فقط عند وضع حد لـ«المناوشات» بين إسرائيل و«الحزب»، بل تشدد على ضرورة الالتزام بالقرار الدولي رقم 1701. ويريد الغربيون وضع الفقرة الثامنة من القرار الدولي موضع التنفيذ، وتنص على سحب السلاح والمقاتلين في المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حتى مجرى نهر الليطاني.
وكان الحزب شنّ حملة، عبر وسائله الإعلامية، على فرنسا واتهمها بالدفع لتنفيذ «أجندة إسرائيلية» أحد بنودها إدخال تغييرات على القرار الدولي لجعل تنفيذه إلزامياً.
من جانبها، ذكرت مصادر في تل أبيب أن الوفد الفرنسي سيتداول مع المسؤولين الإسرائيليين في وقف التراشق الصاروخي مع «الحزب»، ومنع تدهور الوضع إلى حرب شاملة. وتضيف المصادر أن الوفد الفرنسي يصل بموافقة الطرفين ومعرفة الحكومة اللبنانية، التي ستكون الجهة الرسمية في الهدنة إذا حصلت.
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تصعيد خطير يستهدف الجيش.. واتصالات دولية لتنفيذ الـ1701
القمة الخليجية لبسط سلطة الدولة ودعم الاستقرار.. وبري ينتظر ميقاتي حول ملف عون
.. وبعد شهرين من المواجهات الضارية بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والحزب، سقط امس اول شهيد للجيش اللبناني، عبر قصف معادٍ ومباشر على «مركز عسكري لبناني» في منطقة النبي عويضة – العديسة، كما اصيب 3 جنود آخرين بجروح، في تطور بالغ الخطورة، وضع القرار 1701 في مهب الخطر المترتب على الانتهاكات الاسرائيلية لترتيبات ما بعد حرب 2006.
وجاء هذا التطور الخطير في ضوء يوم عاصف من القصف المعادي وردّ المقاومة، باستهداف مواقع متعددة للجيش الاسرائيلي عبر بيانات متتالية.
واعلن الرئيس نجيب ميقاتي امام اعضاء السلك القنصلي في السراي الكبير، امس، ان همّه في هذه المرحلة ان يجنب لبنان قدر المستطاع الدخول في آتون حرب، كاشفاً عن اتصالات ستجري لتنفيذ القرار 1701 عبر الامم المتحدة وصولاً الى الاتفاق على النقاط الخلافية مع العدو، مؤكداً انه خلال اتصالاتي مع الجانب الاميركي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لها هدف تجنيب لبنان اي حرب كبيرة.
واعلن ميقاتي ان اعلان «حماس» اطلاق «طلائع طوفان الاقصى» من لبنان «امر مرفوض نهائياً» ولن نقبل به، علماً أن المعنيين عادوا واوضحوا اليوم ان المقصود ليس عملاً عسكرياً.
وحسب مصادر مطلعة فإن مهمة مدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه في بيروت، تصب في اطار السعي لوضع صيغة تنفيذية للقرار 1701، وهو الامر الذي بحثه مع مسؤولي الاجهزة الامنية والحزب وامل ومسؤولين لبنانيين.
القمة الخليجية لبسط سلطة الدولة
والوضع في لبنان تطرقت اليه قمة مجلس التعاون الخليجي، وأكد المجلس دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية، مؤكداً أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين، أو تهريب المخدرات، أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على الأراضي اللبنانية جميعها، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واتفاق الطائف.
الخشية من عدم تمرير سيناريو ملائم لملف قيادة الجيش
وبقي ملف قيادة الجيش في واجهة الاهتمامات المحلية، حكومياً ونيابياً، واوضح ميقاتي: الجيش هو عصب البلد ونحن متمسكون بهذه المؤسسة، وكل المواضيع تعالج بهدوء، ومن دون اي جدال. وهذا الموضوع بحثه الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري صباح امس في عين التينة.
ولم تخفِ أوساط سياسية عبر «اللواء» عن خشيتها من عدم تمرير سيناريو مناسب لملف قيادة الجيش ما ينعكس سلبا على المؤسسة العسكرية وعلى البلد. وقالت هذه الأوساط أن هذه الخشية يمكن أن تتبدد في حال واحدة وهي التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي حافظ غلى تماسك المؤسسة في احلك الظروف وفي الوقت الذي تشهد مؤسسات الدولة على اختلافها اهتراء كبيرا، مشيرة إلى أن المسألة يدركها الخارج بشكل كبير ويعتبر عدد من المسؤولين أن الفضل يعود للعماد عون.
ورات أن الملف الذي بحث في لقاء الرئيسين بري وميقاتي، ينتظر بعض الاتصالات قبل أن يرسو على توجه وسط الانقسامات السياسية ومقاربة كل فريق لملف التمديد وعدم اكتراث بعض الأفرقاء لهذا الملف على الإطلاق واهتمام افرقاء آخرين بالتمديد للعماد عون.
وحول تحديد موعد الجلسة التشريعية، نقل عن الرئيس بري قوله انه ما زال بانتظار ما ستقوم به الحكومة في موضوع قيادة الجيش، وفي ضوء ذلك سيبادر الى الدعوة لجلسة في النصف الاول من الشهر الجاري لبحث جدول متكامل من مشاريع القوانين واقتراحات القوانين من ضمنها اقتراح يتعلق بالتمديد سنة لمن هم في رتبة عماد، موضحاً انه بامكانه الدعوة الى الجلسة في اليوم «13 ونص» اي قبل نهاية منتصف الشهر.
واعلن تكتل لبنان القوي رفضه المبدئي لانعقاد اي جلسة في المجلس النيابي لا تحمل صفة الضرورة القصوى والحالة الطارئة، في ظل غياب رئيس الجمهورية، كما اعلن رفضه لمشاريع القوانين المحالة من حكومة تصريف الاعمال الى اللجان النيابية بموجب مرسوم، باعتباره غير دستوري وغير قانوني.
وجدد التكتل موقفه الرافض للتمديد غير القانوني لقائد الجيش، وهذا الرفض نابع من موقفه المبدئي الذي مارسه برفضه التمديد لمجلس النواب مرتين ولقائد الجيش السابق، محذراً من اي تجاوز لصلاحية الوزراء المختصين التي تفتح الباب لضرب دستور الطائف.
وظيفياً، ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام في السراي الكبير..
وتطرق البحث الى الحوافز المالية المقترحة لموظفي الادارة العامة والمؤسسات العامة والاسلاك العسكرية، على ان تتم الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء لاقرار ما اتفق عليه..
يشار الى ان ميقاتي تطرق الى هذا الموضوع مع بري على ان تبدأ الزيادة بدءاً من الشهر الجاري.
ربط نزاع بين المصارف والدولة
وفي اول تطور مالي – قضائي، ألمح 11 مصرفاً في مذكرة رفعت الى وزارة المال انهم قد يلجأون الى القضاء الاداري لالزام الدولة بتنفيذ موجباتها القانونية تجاه مصرف لبنان، طالبوا فيها بتسديد ديونها والتزاماتها لتتمكن من اعادة الودائع الى اصحابها.
تصعيد ميداني وشهيد للجيش
شهدت المواقع الحدودية تصعيداً نوعياً وخطيراً امس، لم يسلم منه الجيش اللبناني، اذ طال القصف الصهيوني كافة البلدات الحدودية.
واستهدف العدو بالقذائف المنطقة ما بين هورة وديرميماس – منطقة الخرايب. كما شن الطيران المعادي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة زبقين، واستهدف القصف المدفعي المباشر والعنيف اطراف بلدتي يارين ومروحين بالقطاع الغربي. وتعرضت بلدة كفركلا لإطلاق رصاص كثيف من قبل قوات العدو الاسرائيلية. وطال الرصاص الاحياء والمنازل. واستهدفت غارة جوية محيط منطقة «الرندا» في بلدة عيتا الشعب.
الى ذلك، اعلن الحزب إستهدافه «تجمعاً لجنود الإحتلال الاسرائيلي في موقع رويسة العاصي بالأسلحة المناسبة وحققنا اصابات مباشرة». كما اعلن استهدافه «تجمعاً لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مثلث الطيحات بالاسلحة المناسبة وحققوا فيه اصابات مباشرة». واستهدف «موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالصواريخ وتم إصابته إصابة مباشرة». واستهدف موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وتمت إصابته إصابة مباشرة.
ونعت قيادة الجيش الرقيب عبد الكريم مقداد الذي استشهد من جراء تعرض مركز عسكري من قبل العدو الاسرائيلي وهو من مواليد لاسا – قضاء جبيل.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
إستشهاد عسكري وجرح ثلاثة بالقصف «الاسرائيلي» على مركز للجيش في العديسة
المقاومة تضرب جنوباً أبعد من كريات شمونة وتحقق اصابات مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال
لا حلول لبنانية داخلية في الافق… وموفد قطري قريباً في بيروت ينقل رسائل هامة
لا شيء يوحي بأنّ الوضع الميداني والعسكري في غزة والمناطق الجنوبية الحدودية، قابل لأي حلحلة او هدنة جديدة، وسط ما يجري من اعتداءات يومية «اسرائيلية» تستهدف البشر اكثر بكثير من الحجر، تتبعها بيانات المسؤولين «الاسرائيليين» التي تتوالى، حاملة معها التهديدات بالقتل ومحو غزة من الوجود، ومن تحويل لبنان الى غزة ثانية، فيما الردود من الجانب اللبناني تأتي على قدر التهديدات وأكثر، من خلال رد المقاومة على اي إعتداء يطال المناطق الحدودية.
وفي هذا الاطار سجّل إعتداء كبير بعد ظهر امس على مركز للجيش اللبناني في تلة العويضة في العديسة، ادى الى إستشهاد عريف وجرح ثلاثة عسكريين.
وقد اعلنت قيادة الجيش في بيان « انه بتاريخ 5/12/2023 تعرّض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة – العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين، نقلوا الى أحد المستشفيات للمعالجة».
الشهيد العريف : عبد الكريم مقداد، والجرحى: الرقيب يوسف ابراهيم، الجندي الاول احمد البظر، والعريف محمد موسى.
وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم اعتبر» بأنّ قصف العدو الاسرائيلي لـموقع للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية ، واستشهاد أحد عناصره وجرح آخرين، انتهاك فاضح لقرار مجلس الامن الرقم 1701، ما يستوجب ادانة عملية من المجتمع الدولي الذي ينادي ليل نهار بتطبيق هذا القرار، فحريٌّ بالدول التي تنشط هذه الايام للمطالبة باحترام القرار 1701، أن تُوجّه طلباتها ليس الى لبنان الذي يلتزم احترام القرار، بل إلى إسرائيل الّتي ترفض منذ العام 2006 تطبيق هذا القرار بكلّ مندرجاته وتواصل اعتداءاتها على لبنان برّاً وجواً، وتُسقط شهداء مدنيين وإعلاميين، كما تنتهك الأجواء اللبنانيّة للاعتداء على سوريا، متجاوزة مرّة جديدة الاتفاقيات والقرارات الدولية التي تحرّم انتهاك سيادة الدول براً وبحراً وجواً».
إعتداءات «اسرائيلية» على قرى الحدود
الى ذلك ادت الاعتداءات « الاسرائيلية» يوم امس، الى اندلاع حريق كبير بين بلدتي الضهيرة ويارين جرّاء القصف العنيف ، الذي طاول ايضاً أطراف الناقورة واللبونة وكفركلا بالقنابل الفوسفورية. كذلك منطقة حامول وطير حرفا والجبين واطراف بليدا وبلدة الوزاني، كما شنّ الطيران الحربي «الاسرائيلي» غارات على اطراف عيتا الشعب. واُطلق رصاص» اسرائيلي» كثيف على الأحياء والمنازل في كفركلا، مع قصف على أطراف بلدتي بيت ليف والقوزح.
ومساءً قصفت المدفعية « الاسرائيلية « أطراف بلدة ارنون مقابل دير ميماس، ومنطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل.
رد عنيف من المقاومة طال ما بعد كريات شمونة
وعلى الأثر كان رد عنيف من المقاومة، اذ اعلن الحزب في بيان : « دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على إستهداف العدو الاسرائيلي موقعا للجيش اللبناني، وإستشهاد العريف عبد الكريم مقداد، إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:40 من بعد ظهر الثلاثاء 5-12-2023، تجمعاً لجنود الإحتلال في مستوطنة المنارة بالصواريخ الموجهة، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح».
وكانت المقاومة قد نفذت سلسلة هجمات، اشارت اليها في بيانات، عن إستهدافها موقع الكوبرا (جنوب علما الشعب) بالصواريخ الموجهة وأصابته اصابة مباشرة، كما إستهدفت موقعي جل العلام والضهيرة بالأسلحة المناسبة، مع إطلاق عشرة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى. وقصفت ثكنة برانيت « الإسرائيلية « ومستوطنة المنارة على الحدود الجنوبية، بالصواريخ المضادة للدروع، وأطلقت صافرات الإنذار في كريات شمونة والمستوطنات المحيطة، ووصل القصف من جنوب لبنان الى ما بعد كريات شمونة بخمسة كيلومترات.
وسبق ذلك قصف من جنوب لبنان صباحاً لموقع رويسة العاصي- مقابل ميس الجبل، مثلث الطيحات- موقع بياض- بليدا – مزرعة زبدين ومزارع شبعا.
تجدّد التحذيرات الغربية من إتساع رقعة الحرب
وعلى خط التحذيرات الخارجية التي تتجدّد كل فترة، وتطالب المسؤولين اللبنانيين بتجنيب لبنان إتساع الحرب من حدوده الجنوبية نحو كل لبنان، وصلت دفعة من هذه التحذيرات قبل يومين وفق معلومات « الديار» عبر دبلوماسيين غربيين، وصفت التهديدات «الاسرائيلية» بالجديّة، بسبب وجود نوايا لدى « الاسرائيليين» بتوسيع دائرة الصراع، والسعي لإبعاد المقاومة الى منطقة شمال الليطاني، بهدف تأمين الاستقرار لمستوطنات الشمال كما اشارت التحذيرات الغربية.
وافيد بأنّ ما نقل الى المسؤولين اللبنانيين، حمل الكثير من الهواجس والمخاوف، لانّ ما حصل على الحدود الجنوبية بعد الهدنة الاخيرة في غزة، لا يبشّر بالخير بل بالمزيد من الاشتباكات والمعارك الضارية المرتقبة.
هل يُحل ملف التمديد قبل الرئاسة؟
سياسياً بقي ملفا الرئاسة والتمديد في طليعة الاهتمام الداخلي، لكن من دون التوصل لغاية اليوم الى حل جذري، فيما الانتظار يبقى سيّد الساحة وسط العقد الكثيرة التي تطوّق هذين الملفين، من قبل افرقاء الداخل المتناحرين، في ظل ترقب شديد من بعض الكتل النيابية على الخيارات التي ستتخذ، اذ لا يزال بعضها يعوّل على حل داخل أروقة مجلس الوزراء، الذي بدوره يعمل على إبعاد هذا الكأس عنه وتقديمه الى مجلس النواب، وفي الامس كان الملفان مدار بحث بين الرئيسين بري وميقاتي، خلال زيارة الاخير الى عين التينة، حيث وضع ميقاتي برّي في أجواء الاتصالات التي قام بها في الخارج، وفي المواضيع الداخلية وانتظام العمل في القطاع العام، والنظر في الزيادات المطلوبة، التي وعد بتمريرها كما قال.
بيان هام لمجلس المطارنة الموارنة اليوم
بالتزامن مع اول اربعاء من الشهر الذي يصادف اليوم ، ينعقد مجلس المطارنة الموارنة في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، وسوف يصدر بيان يشدّد على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وفق ما علمت « الديار» من مصادر الصرح البطريركي. وإنطلاقاً من هنا يتواصل البطريرك الماروني باستمرار، مع الرئيسين بري وميقاتي بهدف التوصل الى حل لهذه المعضلة، من خلال تأجيل تسريح العماد عون لمدة 6 أشهر بقرار يصدر عن مجلس الوزراء.
وفي السياق كشف عدد من زوّار الراعي في اليومين الأخيرين، أنه باقٍ على موقفه المؤيد للتمديد في قيادة الجيش، ويرفض الفراغ في هذا الموقع بالتزامن مع الشغور الرئاسي.
الموفد القطري قريباً في بيروت
وعلى خط المساهمة في فك عقد الاستحقاقات الهامة، يعود الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هذا الأسبوع الى بيروت، لنقل توجهات اللجنة الخماسية ضمن رسالة، تدعو بإصرار شديد الى التمديد لقائد الجيش ، او إنتخاب رئيس جديد للجمهورية توافقي ومقبول من اغلبية الافرقاء السياسيين، الامر الذي سيشكل تفاقماً في الخلافات والتناحرات لانّ الملفين غير جاهزين.
وافيد بأنّ الزيارة المرتقبة للموفد القطري، جرى بحثها سريعاً على أثر فشل مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي غادر بيروت مستاءً، بعد الاجتماع الشهير مع احد افرفاء هذا الفريق، الذي لم يدم سوى 7 دقائق ساد خلالها التوتر الشديد، فغادر الموفد الفرنسي غاضباً.
ميقاتي: نحن في عين العاصفة
في المواقف، أكد الرئيس ميقاتي خلال لقائه اعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسة جوزيف حبيس، بأنّ الهدف الاساسي من الاتصالات التي يجريها مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، تجنيب لبنان أي حرب كبيرة قد تحصل. وشدد على أنّه في خلال الاشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاَ باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولًا الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي.
ولفت الى أننا في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة وعلى الحدود الجنوبية، وقال:» كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان قدر المستطاع الدخول في آتون الحرب. وما يحصل في غزة مدان وغير مقبول بتاتاً، ونحن لا نزال نناصر الفلسطينيين وندعم قضيتهم، وتبقى المسألة الاساسية وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لإعادة الانتظام العام، وفور عقد طاولة للسلام في المنطقة، اذا لم يكن هناك رئيس الجمهورية، سنصبح خارج التاريخ والجغرافيا».
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
شهيد للجيش في الجنوب ومعارك ضارية في غزة
دفع الجيش اللبناني مرة جديدة ضريبة الدم. فقد تعرض امس «مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة – العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين، نقلوا إلى أحد المستشفيات للمعالجة»، وفق ما اعلنت قيادة الجيش.
واعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان، انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على إستهداف العدو الاسرائيلي موقعا للجيش اللبناني وإستشهاد العريف عبد الكريم مقداد، إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:40 من بعد ظهر الثلاثاء 5-12-2023، تجمعاً لجنود الإحتلال في مستوطنة المنارة بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح».
وحلّق الطيران الحربي الاسرائيلي الاستطلاعي، بكثافة امس، فوق القرى المتاخمة للخط الازرق في القطاعَين الغربي والاوسط.
وافادت قناة «الجزيرة»، عن «إطلاق 10 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى». كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية رصد نحو 15 قذيفة أطلقت من لبنان على منطقة كريات شمونة ومحيطها. أضافت القناة أن «قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات الناقورة وطير حرفا والجبين واللبونة ومناطق أخرى جنوبي لبنان».
جنوبا ايضا، استهدف العدو بالقذائف المنطقة ما بين هورة وديرميماس – منطقة الخرايب. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة زبقين، واستهدف القصف المدفعي المباشر والعنيف اطراف بلدتي يارين ومروحين بالقطاع الغربي. وتعرضت بلدة كفركلا لإطلاق رصاص كثيف من قبل القوات الاسرائيلية. وطال الرصاص الاحياء والمنازل. واستهدفت غارة جوية محيط منطقة «الرندا» في بلدة عيتا الشعب.
وشنت مسيرة اسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب. كما تعرضت اطراف بلدة طيرحرفا والجوار لقصف مدفعي. وتعرضت الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل لقصف مدفعي، وتعرض محيط شيحين والجبين في قضاء صور لقصف مدفعي اسرائيلي، كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيليّ أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب والأطراف الشرقية لبلدة الناقورة، بالاضافة الى أطراف بلدات: بيت ليف، وادي حسن، البستان وأم التوت، كما تعرض محيط بلدة مجدل زون لقصف مدفعي مباشر.
الى ذلك، تعرض محيط بلدات رامية والقوزح وعلما الشعب وعيتا الشعب وجبل بركة ريشة ومدخل بلدة البستان قصف قرابة الأولى من بعد منتصف الليل، لقصف مدفعي اسرائيلي. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي، أغار قبيل منتصف الليلة الماضية على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، واطلق رشاقات نارية من اسلحة ثقيلة باتجاه محيط مواقعه في بركة ريشة وبلدة رامية.
أعلن «الحزب»، أنّه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:45 من بعد ظهر الثلاثاء 5-12-2023 ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وتم اصابتها اصابة مباشرة».
كما أعلن «الحزب»، في بيان، أنّه «استهدف عند الساعة 3:30 من بعد ظهر الثلاثاء 5-12-2023 تجمعًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في خلة وردة بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه اصابات مباشرة».
وفي وقت سابق، اعلن الحزب إستهدافه «تجمعاً لجنود الإحتلال الاسرائيلي في موقع رويسة العاصي بالأسلحة المناسبة وحققنا اصابات مباشرة». كما اعلن استهدافه «تجمعاً لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مثلث الطيحات بالاسلحة المناسبة وحققوا فيه اصابات مباشرة». واستهدف «موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالصواريخ وتم إصابته إصابة مباشرة». واستهدف موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وتمت إصابته إصابة مباشرة. واعلن ايضا استهدافه موقعي جل العلام والضهيرة بالأسلحة المناسبة وتحقيقه فيهما اصابات مباشرة. واستهدف موقع الكوبرا – جنوب علما الشعب بالصواريخ الموجهة وتمت اصابته اصابة مباشرة.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة، ليل الاثنين الثلاثاء، بأن «صواريخ انطلقت من لبنان ضربت موقعا عسكريا إسرائيليا كان يفترض بأنه «محصن ومحمي».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية على حسابها بمنصة «إكس» أن أضرارا بالغة لحقت بالموقع العسكري.
غزة
وفي اليوم الـ60 من الحرب على غزة، واصلت قوات الاحتلال هجومها البري وقصفها الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع، في حين نصبت فصائل المقاومة الفلسطينية عدة كمائن للقوات الخاصة الإسرائيلية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، كما أعلنت تدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية بقذائف “الياسين 105”.
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي خان يونس بالنزوح الجماعي نحو مدينة رفح أو المنطقة الساحلية في الجنوب.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي امس مقتل 3 ضباط وجنديين، أحدهم نائب قائد سرية في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
كما أعلن إصابة ضابط و3 جنود آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك في غزة، وبذلك يرتفع إلى 83 عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ العملية البرية، والعدد الإجمالي منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة إلى 406 بين جندي وضابط.
من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن مقاتليها تمكنوا من قنص 6 جنود إسرائيليين ببنادق “الغول” محلية الصنع، في منطقة الزنة بمحور شرق مدينة خان يونس وأصابوهم إصابات محققة.
كما قالت إن مقاتليها تمكنوا من الإجهاز على 10 جنود للاحتلال من المسافة صفر بمحور شرق خان يونس، كما استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة مكونة من 8 جنود بقذيفة مضادة للأفراد وحققوا فيها إصابة مباشرة.
كما أعلنت كتائب القسام استهداف 3 جرافات عسكرية، ودبابة وناقلة جند إسرائيليتين في محور شمال مدينة خان يونس بقذائف “الياسين 105”.
وأضافت القسام، في بيان، أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين وناقلة جند بقذائف “الياسين 105” في محور شرق مدينة خان يونس.
فيما أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة “آر بي جي” شرق خان يونس. وسمعت أصوات اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في شمال قطاع غزة.
قصف مدن ومواقع عسكرية
من جهتها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن منظومة القبة الحديدية حاولت اعتراض صواريخ فلسطينية في سماء تل أبيب، مؤكدة أن شهودا تحدثوا عن نحو 10 انفجارات هزت المدينة.
كما أصيب 5 إسرائيليين ولحقت أضرار بمبنى سكني جراء سقوط صاروخ بمدينة عسقلان أطلق من قطاع غزة، سبقه دوي صفارات الإنذار بالمدينة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت قصف بئر السبع برشقة صاروخية ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، فضلا عن مستوطنتي نتيفوت وسديروت.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته الجوية اعترضت 7 صواريخ أطلقت على منطقة بئر السبع في صحراء النقب.
وفي السياق ذاته، قالت كتائب القسام إنها قصفت غرف قيادة العدو الإسرائيلي في المحور الجنوبي لمدينة غزة بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 مليمترا.
في سياق توغلات قوات الاحتلال في قطاع غزة أعلن الجيش أنه أنهى تطويق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة في الساعات الـ24 الأخيرة. وأن قواته وصلت إلى معاقل حركة حماس، لا سيما مبنى مقر الأمن العام التابع لحركة حماس في جباليا، وقال انه وبالتزامن نقل عن مصدر استخبار اسرائيلي إنها عثرت فيه على وسائل مراقبة وتحكم وأسلحة وخرائط، حسب البيان.
ولاحقا، قال مسؤولو الصحة في غزة استشهاد 45 فلسطينيا في غارة جوية على منازل في دير البلح وسط غزّة.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
انقسامات الكيان تكشف الاستعداد لمرحلة ما بعد الفشل في الحرب وتبادل الاتهامات
عمليّات المقاومة في غزة وجنوب لبنان تبلغ نقطة حرجة في تحمّل قوات الاحتلال
استهداف موقع الجيش اللبناني يسقط شهيداً وجرحى… والرسالة ضد الـ 1701
رغم الكلام العالي السقوف للحرب التي يشنها جيش الاحتلال على غزة، وتترجم مجازر وحشية تستهدف المساكن والبنى المدنية وتقتل المئات من الأطفال والنساء يومياً، فيما يكرّر جيش الاحتلال في جنوب غزة ما فعله في شمالها من تقدّم في المناطق المفتوحة ومراوحة في المناطق السكنية، وفشل في المواجهات أمام مجموعات المقاومة، كشف تكرار مؤشرات التنابذ السياسي بين أركان حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف غالانت، قلقاً عاماً من الفشل في الحرب ومن مرحلة ما بعد الفشل، لأن النصر الذي يتحدّثون عن تحقيقه بثقة كافٍ ليجنبهم جميعاً أي مساءلة، ولا حاجة للتحوط سلفاً لمخاطر تضحية بعضهم بالبعض الآخر، بينما في حال الخسارة فسوف يكونون جميعاً متهمين، ويتقاذفون كرة المسؤولية.
الذي جرى أمس، كان فاقعاً على هذا الصعيد، فقد وصل الأمر إلى إيعاز رئيس الحكومة لعناصر أمن مكتبه أن يقوموا بتفتيش رئيس الأركان هرتسي هليفي تحسباً لاصطحابه آلة تسجيل إلى اجتماع مجلس الحرب، بعد اجتماع عاصف جمع أركان المجلس مع عائلات الأسرى المحتجزين لدى قوى المقاومة. ونقلت وسائل إعلام الكيان ظهور خلافات حول مقاربة الملف بين عضو المجلس بيني غانتس ورئيس الحكومة ووزير الدفاع.
تفتيش رئيس الأركان طرح تساؤلات في وسائل الإعلام، منها كيف يؤتمن هذا القائد على أرواح الجنود ومستقبل الكيان في حرب وجوديّة، ويكون موضع شك رئيس الحكومة، بينما طرحت تعليقات أخرى تساؤلات من نوع، لماذا سوف يسجل هاليفي لنتنياهو كلاماً يخشى تسجيله، وما هو الكلام الذي سوف يقوله نتنياهو. والاستنتاج أن النقاش يدور حول فشل الحملة البرية والاستعداد المتبادل لمرحلة ما بعد الفشل وبدء المساءلة وحرص كل قادة الكيان على تجميع أدلة براءة كل منهم على حساب شركائهم في القيادة.
في الميدان عشرات القتلى ومئات الجرحى لجيش الاحتلال بين غزة وهجمات المقاومة عبر الحدود اللبنانية، وإشارات كثيرة على بلوغ جيش الاحتلال مرحلة حرجة في القدرة على التحمل والحفاظ على تماسك أدائه في الميدان. وعند هذه اللحظة الحرجة تبدأ الأمور بالخروج عن السيطرة ويتكرر مشهد السرية التي هربت من المعركة في شمال غزة، ويظهر الميل للهروب الى الأمام، كما قال التصعيد على جبهة الحدود اللبنانية واستهداف الجيش اللبناني، المنتشر أصلاً وفقاً للقرار 1701 كعامل استقرار وتهدئة، والتمركز في مناطق مكشوفة عمداً لتكون ظاهرة ولا يتمّ استهدافها في أي مواجهات بين الاحتلال والمقاومة. والاعتداء على الجيش الذي أسفر عن استشهاد عسكري وجرح ثلاثة، قرئ من كثير من المتابعين بصفته تمهيداً لضرب القرار 1701 وفتح باب التصعيد على الجبهة.
واستحوذت قضية تأسيس حركة حماس – لبنان، لـ»طلائع طوفان الأقصى» على اهتمام معظم القوى السياسية التي رفضت ما أعلن عنه لا سيما التيار الوطني الحر وقوى المعارضة، علماً أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أوضح أمس، رداً على سؤال عن إعلان الحركة إطلاق «الطلائع»: أن هذا الأمر مرفوض نهائياً ولن نقبل به، وأن المعنيين عادوا واوضحوا أن المقصود ليس عملاً عسكرياً.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسة جوزف حبيس « كل همي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان، قدر المستطاع، الدخول في آتون الحرب. ما يحصل في غزة مدان وغير مقبول بتاتاً، ونحن لا نزال نناصر الفلسطينيين وندعم قضيتهم. وفي خلال الأشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من اجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي. هذا الموضوع يأخذ حيزاً أساسياً بهدف تجنيب لبنان اي حرب لا نعلم الى اين ستوصل، خصوصاً أن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة. نأمل أن نصل في الاشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا. ومن خلال اتصالاتي مع المعنيين في هذا الموضوع، من الجانب الأميركي او الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، هناك هدف أساسي هو تجنيب لبنان اي حرب كبيرة قد تحصل. كفانا حروباً، فنحن طلاب سلام ونريد للاجيال المقبلة ان تعيش بسلام». أضاف: «تبقى المسألة الاساسية وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإعادة الانتظام العام. وفور عقد طاولة للسلام في المنطقة، اذا لم يكن هناك رئيس جمهورية، سنصبح خارج التاريخ والجغرافيا». ورداً على سؤال عن ملف قيادة الجيش قال «الجيش هو عصب البلد ونحن متمسّكون بهذه المؤسسة وكل المواضيع تعالج بهدوء ومن دون أي جدال».
كما استقبل الرئيس ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ومساء زار ميقاتي الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكسي وليد جنبلاط وتم البحث في آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
واستقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس ميقاتي وتابع معه الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. ووضع ميقاتي رئيس المجلس بنتائج اتصالاته ولقاءاته في الخارج حول لبنان وما يجري في المنطقة.
وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة قريبة لإقرار ملف الحوافز المالية المقترحة لتطال موظفي الإدارات العامة والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية، دعا رئيس المجلس اللجان الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل ليس على جدول أعمالها اي قوانين تتعلق بالأجهزة الأمنية والعسكرية. وبينما لم يدع بعد الى جلسة تشريعية للبحث في استحقاق التمديد لقائد الجيش، شدد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النّائب ميشال موسى ان الرئيس نبيه بري سيلجأ الى الدعوة لعقد جلسة تشريعية في الأيام المقبلة في حال تعثرت الحكومة في إيجاد مخرج للملف، وان المجلس مستعد لإعداد جلسة تشريعية في هذا الإطار. وأفادت معلومات «البناء» أن بري سيدعو الى الجلسة قبل 15 الحالي وهو على تواصل مع كتل ونواب المعارضة من أجل أن لا يكون جدول الأعمال موسعاً وأن يكون محصوراً باقتراحات قوانين طارئة ومحددة.
وأكد النائب وليد البعريني من دار الفتوى «اننا مع التمديد لكل الأجهزة الأمنية في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه الوطن، وفي طليعتهم قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان»، وندعو إلى «التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم لأهلنا الصابرين والصامدين والمحتسبين في وجه الصهاينة الذين لا يعرفون معنى الإنسانية والرحمة، ولا يقيمون وزناً لأي ميثاق دوليّ ويضربون به عرض الحائط».
وأشار سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى من دار الفتوى أيضاً، رداً على سؤال، إلى أن «الدور المصريّ في ما خصّ استقرار لبنان نحن دائماً نحرص عليه، وأنا لا أخفيكم سراً أنه سواء كان المسار الثنائي علاقتنا مع لبنان أو في إطار اللجنة الخماسيّة، نحرص على تسهيل الأمور والبحث عن حلول يرضى بها القادة والساسة في لبنان، ونحن نؤكد أن القرار في النهاية لبناني، وبالتالي دور مصر واللجنة الخماسية هو فقط المساعدة والرعاية وتسهيل الأمور».
وجدد تكتل لبنان القوي موقفه الرافض للتمديد غير القانوني لقائد الجيش. وأكد على الحلول المتوفرة في القوانين وتحت سقف الدستور، ويحذر من ان اي تجاوز لصلاحية الوزراء المختصين تفتح الباب لضرب دستور الطائف.
كما رفض التكتل كل تدخل أجنبي في شؤون لبنان الداخلية وأي انصياع للأجندات الخارجية ودعا الجميع إلى احترام سيادة لبنان واستقلاله وحرية قراره لتستقيم العلاقات بين لبنان وجميع الدول الصديقة، واستغرب التيار وتساءل عن الدوافع التي تجعل من مسألة التمديد غير الشرعي لقائد الجيش مسألة أمن قومي لبعض الدول الأوروبية.
ميدانياً، استهدف جيش العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في تلة العويضة، بعد الظهر، ما أدى الى استشهاد عسكري وجرح 3 آخرين. كما استهدف بالقذائف المنطقة ما بين هورة وديرميماس – منطقة الخرايب.
وعلمت «البناء» أن رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي تواصلا مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وجرى البحث في استهداف العدو الإسرائيلي لمركز الجيش كما جرت اتصالات مع سفراء الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على «إسرائيل» وقف قصفها.
وكان مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه زار مسؤولين أمنيين في بيروت مساء الاثنين، وبحث معهم في 1701 وضرورة الالتزام ببنوده. وأكدت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن زيارة ايمييه ليست مرتبطة بزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. فالزيارة مقرّرة مسبقاً ومحصورة بالوضع في الجنوب.
إلى ذلك، أعلن حزب الله استهدافه «تجمعاً لجنود الاحتلال الاسرائيلي في موقع رويسة العاصي ومثلث الطيحات وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع بياض بليدا والمنارة وجل العلام والضهيرة وموقع الكوبرا – جنوب علما الشعب بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابة الأهداف إصابات مباشرة. في المقابل، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب. كما تعرّضت اطراف بلدة طيرحرفا والجوار لقصف مدفعي. وتعرّضت الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل واطراف بلدة رب ثلاثين منطقة كرم الجوزة وبلدة حولا وادي البياض لقصف مدفعي.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه ممثلي دول سويسرا والدنمارك والقائم بالأعمال النروجي أن «لبنان ملتزم بالقرار 1701 وعلى «إسرائيل» وقف خروقاتها الجوية والبرية والبحرية لسيادة لبنان»، مشدداً «على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة».
*************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
فرنسا مجدّداً: وفّروا الأمان لإسرائيل!
أثناء حضوره قمة تغيّر المناخ في دبي، نهاية الشهر الماضي، تبلّغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في لقاءات جمعته مع مسؤولين أجانب وعرب، ما سمعه وزير خارجيته عبدالله بوحبيب أثناء جولته الأوروبية قبل ذلك بأيام، ومفاده أن إسرائيل تواجه معضلة في إقناع المستوطنين بالعودة إلى المستوطنات على الحدود مع لبنان ما دام حزب الله موجوداً على الحدود، وأن الترتيب الذي كان قائماً قبل السابع من تشرين الأول الماضي لم يعد صالحاً بعده، وبات مطلوباً وضع قواعد اشتباك جديدة عبر تنفيذ القرار 1701 ولو بقوة الفصل السابع أو إدخال تعديلات عليه.هذه الرسائل الإسرائيلية نفسها تولّى موفدون غربيون حملها إلى لبنان مع اقتراحات بإنشاء منطقة عازلة لإبعاد حزب الله، وتحديداً قوة النخبة فيه (قوة الرضوان) من منطقة جنوب الليطاني. وتولّت باريس الترويج لهذه الصيغة، نيابة عن الغرب وإسرائيل، عبر موفدَيها، المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي وصل إلى بيروت قبلَ يومين في زيارة لم يُعلن عنها، والتقى خلالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
مصادر مطّلعة أكّدت أن إيمييه وصل إلى بيروت «قادماً من تل أبيب»، وأنه، كلودريان، ركّز في لقاءاته على «وضع الجبهة الجنوبية وضرورة عدم التصعيد وتحييد لبنان عن الأحداث في غزة»، مكرّراً التهويل الفرنسي من مخاطر التصعيد على لبنان ومن ردة الفعل الإسرائيلية. وتزامنت زيارة إيمييه مع تسريبات في الإعلام العبري عن وصول «وفد فرنسي يضمّ دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الفرنسي إلى إسرائيل الأسبوع الجاري»، وأن «باريس تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي في ما يتعلق بالحدود الشمالية مع لبنان». وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الوفد سيلتقي مسؤولين في وزارتَي الخارجية والأمن، وأن «المسؤولين في إسرائيل أبلغوا الفرنسيين والأميركيين باستعدادهم للقيام بخطوة سياسية من شأنها تجنُّب الحاجة إلى بدء حملة في الشمال قريباً»، لكنهم نبّهوا إلى أن «فرص ذلك بدأت تنفد، وليس لدينا كل الوقت». كما تزامن مع كلام للرئيس ميقاتي خلال لقائه أعضاء السلك القنصلي في لبنان، وأشار فيه إلى أنه «في الأشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الإسرائيلي».
ولفت إلى أن «هذا الموضوع يأخذ حيزاً أساسياً بهدف تجنيب لبنان حرباً لا نعلم إلى أين ستنتهي. ونأمل أن نصل في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى مرحلة استقرار كامل على حدودنا».
وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» إن «أي تعديل للقرار 1701 يتطلّب سياقاً للوصول إليه»، إما «على الساخن عبر تصعيد يفرض مثل هذا التعديل»، من دون استبعاد أن يكون ذلك من ضمن الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل، وإما «على البارد عبر اقتراحات دبلوماسية قد تصل إلى حدّ طرح الانسحاب من مناطق لبنانية محتلة وحل مسألة النقاط الحدودية المتنازع عليها مع لبنان»، مذكّرة بالزيارة المفاجئة للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين لبيروت الشهر الماضي.
إيمييه والتمديد
ورغم أن الجبهة الجنوبية والحرب على غزة والتطورات المتصلة بها في المنطقة، أخذت الحيز الأكبر في مداولات إيمييه، إلا أن ذلك لم يحل دون تناول مدير المخابرات الفرنسية ملف التمديد لقائد الجيش عشية انتهاء ولايته. وقالت مصادر نيابية إن «القوى السياسية لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن الحل»، مع التأكيد أن بري «سيدعو قريباً إلى جلسة تشريعية، يتضمّن جدول أعمالها نحو 30 بنداً، مع ترجيحات أن يعقدها على مدى ثلاثة أيام». علماً أن «بري الذي أكّد عدم ممانعته للتمديد ولا لتعيين قائد جديد للجيش، كان يفضّل أن تأخذ الحكومة هذا الأمر على عاتقها، بينما لا يزال ميقاتي رافضاً لذلك».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :