افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 5 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الثلاثاء 5 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

“سرايا حماس”… استفزاز صارخ جديد لـ “الدولة”!

لا تقل الخطوة الاستنفزازية السافرة التي أعلنتها حركة “حماس” – لبنان لإنشاء ما سمته “طلائع طوفان الأقصى” في لبنان عن التماهي مع ما يسمى”سرايا المقاومة” التي انشأها “الحزب” كميليشيا شعبية تضم أنصارا الى جانب التنظيم القتالي. ذلك ان انخراط “حماس” الميداني في المواجهات مع إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول الماضي الى جانب “الحزب” شكل انزلاقا شديد الخطورة في إشراك تنظيم #فلسطيني في القتال الى جانب التنظيم اللبناني الذي يغطيه تشريع “المقاومة” لا ينسحب على تنظيم فلسطيني أساسا. ومع ذلك صممت الدولة اللبنانية وابتلعت لسانها وتعاملت مع التطور الخطير الذي تمثل في عودة شبح استباحة الجنوب والتفلت المتعدد السلاح والانتماء تعامل الزوج المخدوع ، كما صمت الكثير من الافرقاء السياسيين تحت وطأة الترهيب او المسايرة اوالتعامي لئلا يتعرضون لحملات التخوين وكأن المواجهة مع إسرائيل يجب ان تقترن بضرب بقايا الشرعية والا ..

تبعا لهذا الصمت المتخاذل رسميا وسياسيا جاء التحدي الصارخ للشرعية اللبنانية امس على لسان “حركة حماس” – لبنان اشبه باستفزاز متعمد من خلال الدعوة الى تعبئة او استنفار للمناصرين الفلسطينيين، وربما لاحقا غيرهم، للانضمام الى هيكل ميليشيوي جديد مرتبط بـ”حماس” معيدا بقوة الى الذاكرة اللبنانية هواجس التجارب القاتلة التي استباحت لبنان عشية تفجيره في حرب 13 نيسان 1975 . ولعل الأخطر في هذا الانزلاق انه سيضع حليف “حماس” اللبناني وشريكها أي “الحزب” امام الأسئلة الساخنة المصيرية ليس من خصومه، بل من حلفائه وبيئته أولا عما اذا كان قابلا او موافقا او مرغما على قبول هذه الخطوة وتداعياتها المنذرة بكل التحدي للدولة والجيش والأمن والشرعية قاطبة. وهل طريق مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة مجازر إسرائيل في غزة تمر حكما بهذه الاستباحة الوقحة للدولة اللبنانية والمشاعر اللبنانية المتضامنة الى حدود قياسية غير مسبوقة مع الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة ؟

 

والحال ان الاستفزاز الجديد تمثل في بيان صدر عن حركة “حماس” – لبنان جاء فيه “تأكيداً لدور الشّعب الفلسطينيّ في أماكن تواجده كافة، في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة. واستكمالاً لما حققته عمليّة “طوفان الأقصى”، وانتصارًا لصمود شعبنا الفلسطيني الصابر ومقاومتنا الباسـلة… تعلن حركة المقاومة الإسلاميّة – حماس في لبنان، تأسيس وإطلاق “طلائع طوفان الأقصى”. فيا أبناء شعبنا، أيّها الشباب والرّجال الأبطال، انضمّوا إلى طلائع المقاومين، وشاركوا في صناعة مستقبل شعبكم، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

 

مواقف

 

في غضون ذلك ذكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بأن الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله قال ان ثمّة جبهة في لبنان مُساندة لحماس، وأضاف جنبلاط : “أنا أقول يجب ألا نُستدرج إلى الحرب بمواجهة إسرائيل وحتى هذه اللحظة ثمّة احترام لقواعد اللعبة”. وتابع: “ثمّة وقف إطلاق النار جرى في العام 2006 وصدر حينها القرار 1701 وعلينا جميعاً احترام هذا القرار لأن الإخلال به يعني انسحاب القوات الدولية ونُصبح أمام حالة حرب كاملة وهذا ليس لصالح لبنان أو القيّمين في لبنان والمنطقة”.

 

واثارت خطوة “حماس” ردود فعل غاضبة ومنددة فاعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل: “طلائع الأقصى” في فلسطين وليس في لبنان ولا من لبنان.”

 

وقال رئيس “#التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل : “نرفض بالمطلق اعلان حركة حماس كما نعتبر ان اي عمل مسلح انطلاقاً من الاراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية. نذكّر بما اتفق عليه اللبنانيون منذ الـ٩٠ في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها وبما اجمعوا عليه من الغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ ١٩٦٩ العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان. لبنان صاحب حق يقوى “بمقاومته الوطنية” لاسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة حماس لاند في الجنوب من جديد للهجوم على اسرائيل من اراضيه. يجب ان يكون التاريخ قد علّمنا كيف لا نتحوّل لورقة مساومة في زمن الحروب عندما نستطيع ان نفرض شروطنا على الطاولة في زمن المفاوضات”.

 

واكد النائب مارك ضو ان “لبنان دولة وليس ساحة ولا يحق لحماس استباحة لبنان، نتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته ولكن لن نرضى ان تستعمل القضية كحجة لإستباحة لبنان وتنظيم قوى مسلحة من غير اللبنانيين. على قيادات حماس التراجع عن تلك الخطوة مباشرة او نعتبر ذلك عملا عدائيا ضد اللبنانيين وإخلالا بأمنهم “.

 

ووصف “لقاء سيدة الجبل” اعلان “حماس” تطويع عناصر مسلحة في لبنان بانه ” خطوة استفزازية لعموم اللبنانيين المؤمنين بلبنان وسيادة دولته ودستوره وقوانينه ” وحمل “ايران وواجهتها الحزب تبعات محاولة الاستفادة من فراغ الحكم لتمرير مقولة ان لبنان ارض جهاد ومنطلق لتحرير فلسطين ” وتوجه “بأقسى تعابير اللوم على التقصير الى جميع المسؤولين في الحكومة والجيش” ودعا الى “اعتصام سياسي وشعبي داخل البرلمان وخارجه اعتراضا على بيان حماس باعتباره انقلاباً وتمردا”.

 

اما على الصعيد الميداني فسجلت امس أيضا ، اسوة باليوم الذي سبق ، حماوة كبيرة على الحدود الجنوبية التي كانت مسرحا لسلسلة هجمات لـ”الحزب” وقصف مدفعي وجوي مركز للقوات الإسرائيلية. فقد اعلن الحزب في سلسلة بيانات عن هجمات استهدفت تجمعاً للجنود الإسرائيليين في حرج شتولا وموقع الراهب وموقع البغدادي وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا وتجمعاً للجنود الإسرائيليين شرق مسكاف عام ‏وقوة مشاة إسرائيلية في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت ‏وموقع ‏الراهب وقوة مشاة إسرائيلية في حرج شتولا.

 

وفي المقابل نفذت مسيرة اسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلا خاليا قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل ، وافيد عن اصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعية طاول منزلا قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقا ايضا. وطاول القصف الاسرائيلي العديسة كما سقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وسقطت قذيقة مدفعية عند اطراف اللبونة. وتعرضت المنطقة بين كفركلا و العديسة لقصف بالقنابل الفوسفورية. وطال القصف المدفعي ايضا منطقة حامول اطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين واطراف بليدا وبلدة الوزاني. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على اطراف عيتا الشعب ومزرعة سلامية خراج كفرشوبا واطراف رامية والقوزح. واعلن الجيش الإسرائيلي انه قصف مخزنا للسلاح لـ”الحزب” .

 

ملف التمديد

 

وسط هذه الاجواء، بقي ملف التمديد لقائد الجيش #العماد جوزف عون في صدارة الاهتمام المحلي. ولم يحدد رئيس مجلس النواب #نبيه بري بعد موعدا لانعقاد هيئة مكتب المجلس وسط حالة ترقب من “القوات اللبنانية” وكتل اخرى للبناء على الخيارات التي ستتخذ . ولا يزال رئيس المجلس يعول على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتوصل الى مخرج عن طريق الحكومة وسيلتقي بري وميقاتي اليوم وسيناقشان باسهاب هذا الموضوع.

 

ونقل زوار ميقاتي عنه بانه سيعالج الموضوع بعناية شديدة مع ابداء كامل حرصه على المؤسسة العسكرية وعدم تعريضها لخضات.

 

وقبل ان يحدد بري موعدا لعقد هيئة مكتب المجلس كرر ان على الحكومة ان تقوم بواجبها في هذا الخصوص وان لا تتلكأ في هذه المهمة رغم الصعوبات التي تعترضها. وان الوقت لا يزال يسمح لها بحسم هذا الموضوع الذي يشكل مادة انقسامية بين الافرقاء حيث لكل واحد حساباته الخاصة وغير المحصورة بمن يكون على رأس قيادة الجيش بل تتعلق ايضا بكيفية التعاطي مع انتخابات الرئاسة.

 

وعندما يدعو بري مكتب المجلس الى الالتئام مع ترجيح الا يكون هذا الاسبوع فهذا يعني انه قد توجه بالفعل الى تحديد موعد للجلسة التشريعية التي تحتاج الى حضور 65 نائبا.

في السياق، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “نحن اليوم في 4 كانون الأول. ولا زلنا في انتظار الرئيس نبيه بري ليدعوَ إلى جلسة لمجلس النواب كما وعد بغية تجنيب المؤسسة العسكرية أي هزة أو فراغ أو فوضى لا سمح الله”.

 

وهاجم “التيار الوطني الحر” امس “القوات اللبنانية ” معتبرا أن”‏لا داعٍ لتوتر “القوات” أو تبرير سعيها للتمديد يكفي أنّها انقلبت على موقفها من وجوب عدم حضور اي جلسة تشريعية الى قيامها بتقديم اقتراح قانون التمديد والاعلان عن حضورها جلسة من عشرات البنود غير الضرورية، ليتيقن الرأي العام الى أي مدى هي “غب الطلب” للقوى الخارجية وتستجيب لطلباتها، سواء كانت سفيراً اميركياً او موفداً فرنسياً، لا فرق. المهم أن احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لديها مجرد شعار ووجهة نظر!”

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

عين التينة تُنكر الضغوط وجنبلاط يتمسّك بالقرار 1701

“حماس” تتغطّى بـ”الحزب”: “طلائع” تُمسِك المخيّمات وتستبيح السيادة

 

أعلنت حركة «حماس» في لبنان أمس عزمها على تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وبحسب ما قاله مسؤول في الحركة لـ»نداء الوطن»، إن هذا التشكيل الجديد، من أجل «أن يعتمد الشعب الفلسطيني على نفسه في الدفاع عن قضيته وتحرير الأرض والعودة». وجاءت هذه الخطوة، في توقيت يتصل بتطورات حرب غزة والجنوب، وبعد سلسلة مواقف وممارسات لـ»الحزب» سمحت بانفلاش السلاح الفلسطيني غير المسبوق منذ عقود. وأثارت خطوة «حماس» الجديدة في لبنان، ردود فعل قوية، واستنكرت غالبية الردود السلوك الذي يستبيح السيادة اللبنانية وينذر بنشوء بؤر مسلحة متفلتة في المخيمات الفلسطينية على كامل الأراضي اللبنانية.

 

واستعاد المراقبون ما جرى بعد اندلاع حرب غزة وتداعياتها على جنوب لبنان، فقد تبنّت «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة فلسطينياً في 6 تشرين الثاني الماضي إطلاق 16 صاروخاً من جنوب لبنان في اتجاه شمال إسرائيل وجنوب مدينة حيفا. وبعد الاحتجاج الداخلي الواسع على استخدام «حماس» أراضي لبنان عسكرياً، جرت اتصالات بين قيادة الجيش و»الحزب» كي يضع حداً للدخول الفلسطيني المسلح على خط الأحداث في الجنوب.

 

وأشارت المعطيات في ذلك الوقت الى أنّ «الحزب» استجاب للضغط، على أساس أنه وحده فقط يمارس العمل المسلح جنوباً. غير أنّ إعلان «حماس» أمس رسمياً انطلاق «طلائعها» من لبنان، قلب المعطيات رأسا على عقب.

 

وفسَّر المسؤول الإعلامي لـ»حماس» في لبنان وليد كيلاني لـ»نداء الوطن» أمس قرار حركته فقال: «إن استيعاب الناس لا يعني انخراطهم جميعاً في العمل العسكري أو المقاوم، بل كلّ في مكانه». وأوضح: «اختيار التوقيت جاء بعد نحو شهرين من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة». وسبق للقيادي في حركة «حماس» علي بركة أن دعا قبل اسابيع «الفصائل الفلسطينية في لبنان، إلى تشكيل أجنحة عسكرية في المخيّمات تحضيراً لمعركة التحرير والعودة».

 

وفي تعليق للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي على إعلان «حماس»، سأل عبر منصة «اكس»، «تويتر» سابقاً: «أي دولة يفضّلها اللبنانيون إمارة «حماس لاند» التي هي جزء من «إيران لاند»، أو الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة؟ أيها اللبنانيون، أتذكرون شعار طريق القدس تمر في جونية؟ و»فتح لاند» التي تسببت بمآسي اللبنانيين وغرق لبنان في طوفان من الدماء في حرب أهلية قضت على الأخضر واليابس، وعاثت في البلاد قتلًا ونهباً ودماراً؟» ورأى أنّ فكرة «حماس» قد «حصلت على «رعاية ومباركة من «الحزب»، ما يعني أن لبنان يسير نحو المجهول القاتم، خصوصاً في ظل فلتان سلاح المخيمات الفلسطينية اللبنانية في الجنوب التي من شأنها تمزيق ونهش ما تبقى من السيادة اللبنانية».

 

وفي سياق متصل، أثار تصريح ادلى به النائب قاسم هاشم عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها الرئيس نبيه بري الاستغراب، فقد تولى هاشم تكذيب موقف أدلى به وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب لـ»نداء الوطن» في عددها أمس، حيث قال: «إن اسرائيل بعثت برسائل عدة تتعلق بالجنوب تطالب بتطبيق القرار الدولي 1701، وأن يكون وجود «الحزب» شمال نهر الليطاني وليس جنوبه». فرد هاشم عبر قناة «الحرّة»، نافياً ما صرّح به بو حبيب، وقال: «لا أبداً، لم يُطرح هذا الموضوع بهذا الشكل». وعارض هاشم «إبعاد «الحزب» عن الجنوب».

 

في المقابل، صرّح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في لقاء عبر تطبيق «زووم» مع «الشبيبة الاشتراكية الدولية»، فقال: «ثمّة وقف إطلاق نار جرى عام 2006 وصدر حينها القرار 1701، وعلينا جميعاً احترام هذا القرار لأنّ الإخلال به يعني انسحاب القوات الدولية، ونُصبح أمام حالة حرب كاملة، وهذا ليس لصالح لبنان أو القيّمين في لبنان والمنطقة».

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية  : اسرائيل تتوعّد.. و”الحزب” يصعّد.. الداخل: نكايات.. التمديد لقائد الجيش: تعقيد

حتى الآن ليس في الأفق ما يؤشّر الى إمكان إخماد نار الحرب الممتدة من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، فإسرائيل كما يبدو جلياً، مُنحت فرصة جديدة من داعميها الدوليين لإكمال حربها التدميرية للقطاع بشقيه الشمالي والجنوبي، وتحقيق هدفها بالقضاء على حركة «حماس».

 

وإذا كانت الحكومة الاسرائيلية قد عادت لتتوعّد بحسم الحرب والانتصار على «حماس» وتفكيك بنيتها، الّا انّ ذلك لا يزال موضع شك، ليس لدى اعداء اسرائيل فقط، بل في الداخل الاسرائيلي، وعلى لسان العديد من المعلّقين والمحلّلين الاسرائيليين السياسيين والعسكريين، حيث انّ بعضهم ركّز على فشلها في تحقيق ذلك، واعتبر انّ اقصى ما تسعى اليه بعد شهرين من الجولة الثانية من الحرب القاسية، هو التخفيف من وهج انتصار «حماس» التي مازالت تتحكّم بزمام الامور في غزة، ولم تستطع اسرائيل تجاوزها في مراحل تبادل الأسرى.

 

واللافت في هذا السياق، ما اوردته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، حول أنّ حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يُحاكم من جديد بتهم فساد، أدارت ظهرها للأسرى، واعتبرت «انّ استئناف إسرائيل للحرب هو أكبر خطأ ارتكبته منذ هجوم 7 تشرين الأول الماضي، فالحرب أصبحت ثقيلة أكثر في مدتها وفي ما يُسفك فيها من دماء، مع أنّ أهدافها تتراجع وجرائمها تتراكم، حيث بدا اليومان الأولان من المرحلة المتجددة مروّعين، وبمثابة العودة إلى فقدان الإنسانية».

 

ولفتت الصحيفة إلى «أنّ العالم عاد مرّة أخرى إلى المشاهد المروعة، حيث يموت الأطفال وهم يصرخون من الألم، ويُنقل المصابون وقد غطّى غبار المباني المنهارة أجسادهم الدامية، إلى عيادات لا تستطيع تقديم المساعدة لهم. ولم تعد غزة قادرة على التحمّل بعد الآن، ولم يعد هناك معنى لطلب النزوح من الشمال مرة أخرى، فالحال أنّ جنوب قطاع غزة يتعرّض للقصف العشوائي نفسه، وخريطة طريق الهروب التفاعلية التي تمثل مجد تكنولوجيا الجيش الإسرائيلي وأخلاقياته لا يمكن أن تنقذ ولا روحاً واحدة».

 

توتر متصاعد

في موازاة استهداف اسرائيل للمدنيين في قطاع غزة بالتزامن مع عملية برية للجيش الاسرائيلي في جنوب غزة، تتصاعد وتيرة التوتر على جبهة لبنان الجنوبيّة، مع اشتداد وتيرة القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي بالقذائف الفوسفورية الحارقة في اتجاه البلدات الجنوبية. حيث شمل القصف في الساعات الماضية تلة الحمامص، وخراج بلدة سردا، اطراف بنت جبيل، وحديقة مارون الراس، المجيدية، اطراف الخيام، سهل الخيام، القوزح، مروحين، عيترون، كفر كلا، دير ميماس، بليدا، ام التوت، اطراف الضهيرة، طير حرفا، الجبين، علما الشعب، احراج عيتا الشعب، حرج يارون، محيبيب وميس الجبل، ورميش.

 

 

وتزامن ذلك مع تزايد ملحوظ في العمليات العسكرية التي ينفّذها «الحزب» ضدّ مواقع جيش العدو القريبة من الحدود الدولية، حيث أعلن عن استهداف «المقاومة الاسلامية» موقع البغدادي، موقع جل العلام، وتجمّعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا وموقع ‏الراهب، موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا اللّبنانيّة المحتلّة، تجمعاً لجنود العدو شرق مسكافعام، قوة مشاة في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت، قوة مشاة في حرج حانيتا وموقع بركة ريشا. وأُفيد عن اطلاق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الاعلى بين مستوطنتي شوميرا ومتات.

 

واعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن رصد اطلاق قذائف هاون من لبنان نحو موقع للجيش الاسرائيلي في بلدة التفاح، وردّ الجيش على مصادر النيران، واستهدف الطيران الاسرائيلي بنى تحتية لـ«الحزب»، حيث استهدف مخزناً للأسلحة تابعاً للحزب. واشار الى انّ القصف على موقع عسكري في بلدة شتولا ادّى الى اصابة ثلاثة جنود اسرائيليين بجروح طفيفة.

 

تحذير من تصعيد واسع

وسط هذه الأجواء، تواصلت تهديدات المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية برفع وتيرة التصعيد ضدّ لبنان، بالتزامن مع معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» عن تحذيرات متجدّدة للمسؤولين في لبنان عبر القنوات الديبلوماسية الغربية من «نوايا اسرائيلية جدّية بتوسيع دائرة الصراع في اتجاه لبنان، وإبعاد «الحزب» الى منطقة شمالي الليطاني، وذلك لتوفير الأمان لمستوطنات الشمال وتبديد قلق المستوطنين الذين لا يستطيعون ان يتعايشوا مع «قوة الرضوان» المنتشرة في محاذاة الحدود». ويبرز في هذا الاطار، ما اعلنه وزير الخارجية الاسرائيلية ايلي كوهين، من أنّ اسرائيل قد تلجأ الى الحل العسكري في حال عدم تنفيذ «الحزب» القرار 1701. وقال: «في موضوع لبنان هناك خياران، الحل العسكري والحل السياسي، ولقد خاطبت رئيس مجلس الامن الدولي ووزير الخارجية الفرنسي وبحثت معهما القرار 1701، وذلك لمنع «الحزب» من مواصلة العمل في الأراضي اللبنانية. ولكن أريد ان اقدّم اقتراحاً لـ(امين عام «الحزب» السيد حسن) نصرالله؛ دعه يفتح التفاز ويرَ كيف يتمّ تدمير قطاع غزة. واذا كان لا يريد أن يحدث هذا في بيروت اقترح عليه أن يأتي وينفّذ القرار 1701».

 

مداخلات

وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ مداخلات اميركية مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي تجدّدت بالتزامن مع الجولة الثانية للحرب الاسرائيلية على غزة، لمنع توسيع دائرة الحرب. فيما ارسلت باريس اشارات عن قلق متزايد لديها بعد استئناف إسرائيل لحربها في غزة، من انحدار الأمور نحو انفجار مأساوي كبير على جبهة الجنوب اللبناني».

 

محاولات بائسة

وأكّد مصدر سياسي مسؤول لـ«الجمهورية»، أنّ «هدف دول الغرب من دون استثناء، هو تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، ويسعى في كل حراكه الى أن يوفّر لها الأمان والاطمئنان بإبعاد «الحزب» عن الحدود، متجاهلاً أنّ من حق كل لبناني أن يتواجد في اي بقعة من لبنان. فالغرب لطالما نظر الينا بعين واحدة، حيث انّه من جهة يسعى الى الزام لبنان – الملتزم اصلاً- بالقرار 1701، ومن جهة ثانية يغضّ الطرف عن آلاف الخروقات لهذا القرار التي ارتكبتها اسرائيل، بل ويماشيها في اعتداءاتها وجرائمها».

 

وفيما لم يقلّل المصدر المسؤول من احتمالات الحرب انطلاقاً من الجبهة الجنوبية، وخصوصاً انّ مؤشرات كثيرة تؤكّد أنّ اسرائيل تحضّر لحرب ضد لبنان، ابلغت مصادر مطلعة على موقف «الحزب» الى «الجمهورية» قولها، انّ الحزب معني بمواجهة العدو، واولويته حالياً نصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وإشغال العدو على هذه الجبهة. وبالتالي فإنّ الحزب ليس معنياً في أن يبدّد مخاوف العدو، ولا مخاوف القلقين عليه، والتهويل الاسرائيلي بشن حرب، هو تهويل اليائس، وخصوصاً أنّ الاسرائيلي يعرف قبل غيره اكلافها عليه، واي محاولات لمنحه مكاسب على جرائمه في غزة وقتله لأطفالها، هي محاولات بائسة ايضاً، كما أنّ أيّ محاولة لفرض معادلات جديدة على حساب السيادة اللبنانية، يعرف العدو قبل غيره، انّه لو اجتمع كل العالم معه، لن يقدر على تحقيقها».

استباحة لبنان

وفي تطور لافت، اعلنت حركة «حماس» في لبنان عن ولادة تنظيم عسكري مُسَلَّح تحت اسم «طلائع طوفان الأقصى»، ودعت الفلسطينيين الى الانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل شعبهم، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك».

 

وبمعزل عن مبررات هذه الخطوة، فإنّ علامات استفهام تُثار حول مغزاها ومراميها، وخصوصاً انّها تشكّل استباحة موصوفة للسيادة اللبنانية، وتتعامل مع لبنان ككيان غير موجود، ارضه سائبة، لا سلطة فيها ولا دولة ولا شعب. وهو أمر يستدعي استنفاراً لكل الحريصين على لبنان لمنع تحويله منطلق لكل ما من شأنه أن يرتد بالضرر عليه، وخصوصاً انّ ثمة تجارب سابقة مع التنظيمات الفلسطينية ايام ما كان يُعرف بـ»فتح لاند» وما قبل العام 1982، وذاق مراراتها أبناء الجنوب وكل لبنان.

 

تعقيدات الداخل

داخلياً، حال من الارتجاج الكامل تسود المشهد الداخلي العام، ويؤرجح البلد وسط ما يبدو انّه مثلث التصعيد الجنوبي والتعطيل الرئاسي والتعقيد في ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

 

فعلى المستوى الجنوبي، فمآل هذه الجبهة المفتوحة، تقرّره التطورات العسكرية التي دخلت في الآونة الاخيرة مرحلة تصعيد أكبر. واما على خط ملف رئاسة الجمهورية فتحريكه في الاتجاه الذي يفضي الى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، دونه تعقيدات الداخل والاصطفافات المانعة له، وكذلك اولويات الخارج المحصورة فقط بتطورات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.

 

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، انّه على الرغم من الحراك الفرنسي الاخير عبر حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لتحريك الملف الرئاسي، وقبله الحراك القطري واللقاءات المكثفة التي اجراها الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني في بيروت، فإنّ التحريك الجدّي لهذا الملف ينتظر قوة الدفع الاميركية له، وهو ما لم تبادر اليه واشنطن حتى الآن.

 

الموقف الاميركي

وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ عائدين من واشنطن كشفوا انّ التركيز الاميركي منصب على غزة، كما على إعادة الامساك بجبهة اوكرانيا، ولم يلمسوا لدى مسؤولين في الادارة الاميركية اي توجّه حالياً لمقاربة فاعلة ومباشرة من قبل واشنطن للملف الرئاسي في لبنان، بل يكتفون بتكرار انّ انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يحدث، يليه تكليف رئيس للحكومة فتشكيل حكومة نظيفة وقادرة على استعادة الثقة المحلية والخارجية. ويجب أن يعمل الرئيس والحكومة وفق نهج إصلاحي ودعم المسار نحو خطة تعافٍ اجتماعي واقتصادي فعّالة وتنفيذ برنامج إصلاح شامل، وفق ما جرى الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي. الّا انّ أقصى اهتمام الاميركيين في لبنان في هذه المرحلة، هما امران، الاول، عدم تصعيد الوضع في جنوب لبنان، ومنع «الحزب» من جرّ لبنان الى حرب مع اسرائيل، والثاني هو انّ الاميركيين مهتمون بشكل ملحوظ بموضوع قيادة الجيش اللبناني وضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

التمديد داخلياً

وفيما تردّد انّ ملف التمديد لقائد الجيش، كان حاضراً في لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالسفيرة الاميركية دوروثي شيا، علمت «الجمهورية» انّ حركة اتصالات سياسية وحكومية تكثفت في الساعات الاخيرة لإيجاد حلول ومخارج لهذا الملف الذي ما زال يراوح في دائرة التعطيل.

 

وبحسب المعلومات، فإنّ هذه الاتصالات تركّزت على اولوية ان تتلقف الحكومة هذا الملف وتحسمه في جلسة مجلس الوزراء، أكان لناحية التمديد لقائد الجيش او تعيين قائد جديد. ورئيس مجلس النواب نبيه بري يشدّد على هذا الأمر، ويعتبر انّ الفرصة ما زالت متاحة أمام الحكومة لكي تتخذ قراراً في هذا الشأن، كون لا شيء يمنعها من أن تعيّن او أن تمدّد، وبالتالي لا يجوز لها ان تتخلّى عن صلاحياتها.

 

وقالت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»: «انّ الاسبوع الجاري يشكّل حتى نهايته مهلة حاسمة للحكومة لكي تبت بملف قيادة الجيش، والاّ فإنّ عدم الحسم في هذا الملف حكومياً، سيتسبّب بمشكلة»، وهو ما اكّده مسؤول كبير، من دون أن يحدّد ماهية هذه المشكلة او اطرافها.

 

معارضون ومؤيّدون

الى ذلك، اكّدت مصادر معارضة للتمديد لـ«الجمهورية»، انّ من غير الجائز ربط المؤسسة العسكرية بشخص، ففيها من الضباط الكبارمن هو مؤهل لقيادتها بكلّ مسؤولية وكفاءة، المستغرب هو افتعال مشكلة وهمية وتكبيرها، فقائد الجيش تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني، والطبيعي جداً ان يُعيّن خلف له، والحل بسيط جداً إن كانوا يريدون الحل فعلاً، وهو ان تبادر الحكومة الى تعيين القائد الجديد، او بالتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية من الآن وحتى ما قبل نهاية الشهر الجاري، وتشكيل حكومة جديدة يكون تعيين قائد جديد للجيش ورئيس اركان ومجلس عسكري، اول قراراتها.

 

في المقابل، حذّرت مصادر سياسية مؤيّدة للتمديد لقائد الجيش مما سمّتها «محاولات متعمّدة لتمييع ملف قيادة الجيش»، وقالت لـ«الجمهورية» انّ هذا الامر يلقي بمخاطر كبرى على المؤسسة العسكرية، وسنواجه اي محاولة يُراد منها شلّ المؤسسة العسكرية». وكان لافتاً في هذا السياق ما قاله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع امس: «اننا في 4 كانون الاول، وما زلنا في انتظار رئيس مجلس النواب نبيه بري ليدعو الى جلسة لمجلس النواب كما وعد، بغية تجنيب المؤسسة العسكرية اي هزة او فراغ او فوضى لا سمح الله».

وحول الموضوع نفسه اعلن «التيار الوطني الحر» على حسابه على منّصة «اكس» أن «‏لا داعي لتوتر «القوات» أو تبرير سعيها للتمديد… يكفي أنّها انقلبت على موقفها من وجوب عدم حضور اي جلسة تشريعية، الى قيامها بتقديم اقتراح قانون التمديد والاعلان عن حضورها جلسة من عشرات البنود غير الضرورية، ليتيقن الرأي العام الى أي مدى هي «غبّ الطلب» للقوى الخارجية وتستجيب لطلباتها، سواءً كانت سفيراً اميركياً او موفداً فرنسياً، لا فرق… المهمّ أن احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لديها مجرد شعار ووجهة نظر!».

**************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تضخم في الاشتباك الداخلي من التمديد لعون إلى «حماس – لاند»

رفض مسيحي للإعلان الفلسطيني من بيروت.. و«القوات» تلحُّ على موعد الجلسة النيابية


يُنهي العدوان الاسرائيلي على غزة اليوم شهره الثاني، وكذا الحال على جبهة الجنوب التي دخلت كجهة مساندة للفلسطينيين واهالي غزة وانتصاراً لنصرة الاقصى، وسط حراك بالغ الخطورة والقسوة، تختلط فيه المفاوضات، وصياغة التفاهمات، واستعادة الاسرى والمحتجزين وجثث الشهداء، واولئك الذين ماتوا بالقصف المعادي من الطرف الآخر..

وفي خضم الانخراط الواسع للحزب، في معركة اسناد غزة، اذ هاجمت «المقاومة الاسلامية» ما لا يقل عن 11 موقعاً للاحتلال على امتداد القطاعات الغربي والاوسط والشرقي، شكل اعلان حركة «حماس – لبنان» عن تأسيس واطلاق «طلائع طوفان الاقصى» داعية الشباب والرجال للانضمام الى طلائع المقاومة والمشاركة في صناعة المستقبل وتحرير القدس والمسجد الاقصى، اول محطة لانقسام لبناني حول الوضع المستجد.

ولم يتأخر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن رفضه لاعلان حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الاقصى، مضيفاً: كما اننا نعتبر اي عمل مسلح انطلاقاً من لبنان هو اعتداء على السيادة الوطنية، مذكراً اتفاق الطائف لجهة سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها.

واشار باسيل: لبنان صاحب حق يقوى بمقاومته الوطنية لاسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف باقامة «حماس لاند» في الجنوب من جديد للهجوم على اسرائيل من اراضيه.

وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل: «طلائع الاقصى» في فلسطين وليس في لبنان، ولا من لبنان، ولن نعود الى زمن ولّى.

وبدا، مع هذا الموقف، ان مادة تجاذب جديدة، طرأت على المشهد، وسيكون لها ارتدادات مقبلة، مما يزيد من تضخم الاشتباك الداخلي، سواء في ما خص التمديد من عدمه لقائد الجيش العماد جوزاف عون الى الجلسة النيابية، فضلاً عن الموازنة، وما يمكن ان يدرج على جدول اعمال الجلسة النيابية، عندما يدعو اليها الرئيس نبيه بري بدءاً من اول الاسبوع المقبل.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي دعوة لجلسة تشريعية مناطة برئيس مجلس النواب، وأن موعد هذه الدعوة مرهون بجملة معطيات أبرزها المؤشرات التي تعطيها الكتل من أجل تأمين النصاب، ومن الواضح أن كتلا نيابية سبق وايدت التمديد لقائد الجيش وهي تشارك في الجلسة ومن المعلوم أن هذه الكتل تضغط في سياق السير بالتمدبد، اما الخشية من فقدان النصاب فقائمة خصوصا إذا توسعت دائرة الاعتراض النيابي، وهذا يتبلور قبل الجلسة لأن هناك مواقف غير واضحة بعد وهناك ممن قدم رؤية بشأن عدم التشريع لغرض واحد.

‎وأوضحت هذه المصادر أن قرار التمديد في حال صدر بغياب كتلة لبنان القوي فيسلك طريقه بشكل عادي، كما كانت عليه حال قرارات تمديد بغياب هذه الكتلة أو تلك، مشيرة إلى أن هناك ظروفا ما قد تساعد في التوجه الذي يعتمد.

وكانت قضية التمديد لقائد الجيش الحالي العماد عون بقيت في الواجهة.. فطلب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الرئيس نبيه بري تحديد موعد لجلسة نيابية، يصار فيها الى تمديد العمل بقانون تقاعد العسكريين من رتبة عماد سنة واحدة، ليتاح لعون ان يبقى في منصبه كقائد للجيش اللبناني.

لكن رئيس التيار الوطني الحر غرَّد قائلاً، في معرض الردّ على جعجع: المهم ان احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لدى القوات هو مجرد شعار ووجهة نظر..

وسط ذلك، اجتمع الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، مع السفيرة الاميركية دورثي شيا، وبحث معها الوضع في الجنوب وتطورات المواجهة في غزة.

وفي الحركة الدبلوماسية، زار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري الرئيس تمام سلام في داره في منطقة المصيطبة في بيروت. وكان اللقاء مناسبة تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين ومجمل التطورات الراهنة التي يعيشها لبنان سياسيًا وإقتصاديا وخاصة الملف الرئاسي والتطورات التي تعيشها الاراضي المحتلة والاعتداءات التي يتعرض لها قطاع غزة ومانتج عنها من قتل الاف الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

الموازنة: تعديل رسوم الاستهلاك

مالياً، انهت لجنة المال والموازنة امس دراسة مواد مشروع قانون موازنة العام 2024، وتدرس بدءاً من يوم غد الاربعاء الاعتمادات بدءاً من رئاسة الجمهورية والحكومة والمؤسسات التابعة لها..

وكشف رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان الاعتراضات جمعت اطراف الانتاج، لان زيادات الضرائب والرسوم لم تستثنِ حتى المستوفين، وربطنا الزيادات المفترضة على رسوم الاستهلاك بمؤشرات غلاء المعيشة.

المطار: الاستعانة بضباط الجيش

بعد اتفاقية المسح الشامل للاملاك البحرية الموقعة بين وزارة الاشغال وقيادة الجيش اللبناني، وقعت امس في مطار رفيق الحريري الدولي اتفاقية تعاون بين المديرية العامة للطيران المدني، وقعها وزير الاشغال العامة علي حمية وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وتقضي استعانة مصلحة الملاحة الجوية في المديرية العامة للطيران المدني بـ15 ضابطاً للقيام بمهام مراقبين جويين لتأمين استمرارية العمل في المصلحة.

الوقفة الشهرية

وفي موضوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب قبل ثلاث سنوات، نفذ اهالي ضحايا هذا الانفجار وقفة شهرية امام تمثال المغترب قبالة المرفأ رافعين صور الضحايا ولافتات تندد بالسلطة وتطالب بجلاء الحقيقة.

وطالب «القاضي حبيب رزق الله بأن يباشر في التحقيق من دون تلكؤ لأن العطلة القضائية انتهت منذ أشهر، وباتت العطلة القضائية المقبلة قريبة»، مطالبا أيضا «مجلس القضاء الأعلى بتشكيل الهيئة الاتهامية من قضاة شرفاء لا يسمعون سوى صوت ضميرهم»، وقال: «رغم كل شيء، نحن على ثقة بأنه لا يزال هناك قضاة شرفاء في لبنان».

الوضع الميداني

ميدانياً، سدد الحزب، حسب بياناته، ضربات طاولت تجمعات لجيش الاحتلال في براينت وشتولا ومسكاف عام، وتلال كفرشوبا وشبعا المحتلتين، وشملت 11 موقعاً، واعترف الجيش الاسرائيلي باصابة ثلاثة جنود.

وذكر الجيش الاسرائيلية بأنه قصف مخزن اسلحة للحزب.

ونفذت طائرة مسيرة اسرائيلية معادية غارة جوية استهدفت منزلا خال بصاروخين قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، وافيد عن اصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة.

وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعية طاول منزلا قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقا ايضا.

***************************

افتتاحية صحيفة الديار

  هاجس «اليوم التالي» للحرب يتصدّرالاهتمام الأميركي… طرح جديد لتطبيق «1701 لايت»؟

واشنطن تستخدم مأزق نتانياهو للتهويل… و«لاءات» الحزب تجهض فكرة المنطقة العازلة

تحرّك مُرتقب للموفد القطري… «وعض أصابع» بين بري و«القوات» حول الجلسة التشريعية

“اليوم التالي” كلمة باتت العنوان الرئيسي، الذي يشغل بال كل اللاعبين الرئيسيين في الحرب الدائرة على جبهات المنطقة. ثمة قناعة في كيان العدو ولدى مختلف القوى الاقليمية والدولية بان العد التنازلي للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قد بدأ، مع اختلاف واضح في المدة الزمنية الممنوحة اميركيا لـ “حكومة الحرب الاسرائيلية” لتحقيق انجاز يسمح لها بالتواضع في اهدافها المعلنة، والتي لن تتحقق باعتراف معظم الكتاب والمحللين “الاسرائيليين”، الذين بدؤوا بالكشف عن وجود مأزق حقيقي لدى رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يواجه حملة داخلية ممنهجة بدعم اميركي من “خلف الستار”، بهدف اقصائه عن المشهد السياسي.

في وقت تشمل ترتيبات ما بعد توقف الحرب الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث يتواصل السعي الغربي لايجاد صيغة “مقبولة”، حتى لو كانت شكلية لاقناع سكان الجليل بالعودة الى مستوطناتهم. وقد وصل وفد من كبار مسؤولي البيت الأبيض أمس الى “تل ابيب” لمناقشة قضية “اليوم التالي” للحرب في غزة، وسط خلافات مع “الحكومة الاسرائيلية”. وعلم من مصادر ديبلوماسية ان “الكابينيت” بات مهجوسا ايضا بالتوصل الى تفاهم حول الحدود الشمالية، وكيفية التعامل مع وجود “قوات الرضوان”على حافة الحدود، وهو ما يؤكد ان الاميركيين يعملون على ترتيبه من خلال اتصالات مكوكية مع اكثر من طرف، ومن خلال اكثر من جهة تحت عنوان “1701 لايت”.

وفي هذا السياق، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا في السراي، وبحث معها التطورات الراهنة والوضع في جنوب لبنان وغزة. ووفقا للمعلومات، احتل القرار 1701 وكيفية تطبيقه “بحلة” جديدة صدارة المحادثات، وذلك بعد ساعات على مغادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، حاملا “رسالة” واضحة من الحزب الى كل من يعنيهم الامر، بان المقاومة لن تناقش في اي ملف قبل توقف العدوان على غزة، لكنها وعلى نحو قاطع ايضا، لن تمنح “اسرائيل” اي مكسب سياسي او ميداني على حساب السيادة اللبنانية، بمعنى آخر “لا” مدوية لاي اقتراح بمنطقة “عازلة” على الحدود.

وتأتي هذه التطورات فيما وضع قيادة الجيش اللبناني “هبة باردة واخرى ساخنة”، ولم يُحسَم بعد تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون أو عدمه، وسط توقعات بعودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هذا الأسبوع الى بيروت، لنقل توجهات اللجنة الخماسية التي تفيد أن أمام لبنان خياراً من اثنين: إما الذهاب فوراً الى لتمديد لقائد الجيش، وهو امر يثير “نقزة” لدى الحزب، وإما انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟!

 

استدراج عروض حول الـ1701

وفي جديد “العروض الاسرائيلية” التي تقدمت عبر الاميركيين، وبعد سقوط “نظرية” ادخال تعديلات تتيح لقوات “اليونيفيل” تطبيق القرار بالقوة، تزامنا مع تعزيز وجود الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية، تحدثت صحيفة “يديعوت احرنوت” عن احتمال حصول اتفاق على الجبهة الشمالية بوساطة الأميركيين والفرنسيين، ووفقا لمصادر مطلعة، ستتم “رشوة” حكومة تصريف الاعمال بمال دولي، على ان يوافق الحزب في المقابل على ما يسميه وزراء في “إسرائيل” “قرار 1701 لايت”، وهو عبارة عن صيغة مقلصة لقرار مجلس الأمن ، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، ومن خلالها يوافق الحزب ظاهراً على سحب “قوة الرضوان” إلى ما وراء الليطاني، ويوافق ايضا على عدم بناء أبراج الرصد والاستحكامات التي دمرها “الجيش الإسرائيلي” على الحدود، مقابل تخفيف طلعات سلاح الجو في سماء لبنان.

واذا كان الحزب يرفض نقاش اي مسألة تتعلق باليوم التالي لوقف القتال، فان “يديعوت احرنوت” تشير الى ان التجربة تشير بوضوح ان التسوية ستخترق بعد أشهر أو سنوات، لكنها ستتيح للسكان العودة إلى بيوتهم. وكانت وسائل اعلام “اسرائيلية” قد تحدثت عن استغلال “اسرائيل” لزيارة لودريان للتحرك ضد الحزب لتعديل القرار 1701 في مجلس الأمن وفرض تطبيقه. ولفتت الى ان وزير الخارجية “الاسرائيلية” يوسي كوهين ونظيرته الفرنسية كاثرين كولونا اتفقا على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك للبلدين، سيعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 أو أي شيء آخر من شأنه أن يُبقي الحزب بعيداً عن الحدود.

ووفقا للمعلومات، فان فشل المبعوث الفرنسي ومعه الضغط الاميركي في تحقيق اي تقدم، قد يدفع “اسرائيل” الى الضغط في مجلس الأمن للمطالبة بمناقشة القرار 1701، وسبل تعديله او تطبيقه على نحو صارم!

 

“تهويل اميركي” على لبنان

في هذا الوقت، لفتت مصادر وزارية الى ان واشنطن التي جددت خلال الساعات الماضية عبر سفيرتها في بيروت التأكيد على موقفها الرافض لتوسع العمليات العسكرية تجاه لبنان، تحاول “التهويل” على الحكومة من خلال معطيين:

– الاول: خروج الامور عن السيطرة نتيجة حصول خطأ ميداني غير مقصود يؤدي الى تصعيد خطر قد يصعب السيطرة عليه.

– الثاني: الضغوط الداخلية المتصاعدة على رئيس “الحكومة الاسرائيلية” بنيامين نتانياهو، والتي قد تدفعه الى تعمد توسيع رقعة الحرب لتوريط اطراف اخرى “للهروب الى الامام”، وتحت عنوان “ساعدونا كيلا يدفع لبنان ثمنا لا نرغب به”، تحاول واشنطن الحصول على تطمينات حيال الوضع على الحدود، وضبط “قواعد الاشتباك” بما يتيح “للاسرائيليين المأزومين” تقديم انجاز، ما يبرر العودة الى الهدوء لاحقا، وفقا للوضع الذي كان سائدا قبل السابع من تشرين الاول.

ووفقا للمعلومات، فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كان واضحا في لقائه مع السفيرة الاميركية بالامس، لجهة التأكيد على ان المشكلة الاساسية تبقى في الحرب المستمرة على غزة ، والتي تهدد الامن في المنطقة برمتها وليس لبنان فقط، وما يجري على الحدود نتيجة حتمية لعدم تطبيق “اسرائيل” مندرجات القرار 1701 منذ اليوم الاول لصدوره، بينما لم يخل لبنان بالتزاماته منذ 2006، وما يحصل اليوم يتجاوز مسألة تطبيق القرار أو عدمه، فالامور خرجت عن السيطرة بعد “طوفان الاقصى” والهجوم الدموي على غزة، واي تعديلات على القرار لا يمكن ان تطبق على الارض، اذا كانت لا تراعي مواقف كافة الاطراف لان فرضها سيؤدي الى نتائج سيئة جدا.

 

مأزق نتانياهو

وفي هذا السياق، يتعاظم مأزق رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، فزعيم المعارضة يائير لابيد اتهمه بأنه فقد ثقة الشعب وجهاز الأمن و “عليه الرحيل”، واعتبر لابيد أن “من يفشل بهذه الطريقة لا يمكنه الاستمرار”، قائلًا: “تم تسجيل اسم نتنياهو على هذه الكارثة، وفقد ثقة الجهاز الأمني وثقة الناس، فليفعل الشيء الوحيد اللائق الممكن وليرحل”.

بدوره دعا رئيس “جهاز الأمن العام الإسرائيلي” الأسبق يوفال ديسكن نتانياهو”ان يعود الى منزله الآن”، وقال “لا فائدة من بقاء مثل هذا الجحيم (نتنياهو) على كرسيه، فنحن بحاجة إلى تنفس الأوكسجين، لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح في كل الجوانب…

إلى ذلك، نشرت “القناة 13 الإسرائيلية” استطلاعا للرأي كشف أن 76% من الذين شاركوا أكدوا أنه يجب على رئيس الوزراء “الإسرائيلي” أن يستقيل فورا أو في نهاية الحرب من منصبه. وتأتي هذه الدعوات بعد استئناف المحكمة المركزية في “اسرائيل”، بعد توقف استمر شهرين لمحاكمة نتنياهو بتهم الفساد.

 

“الساعة” الاميركية تدق

في هذا الوقت، يتصاعد الحديث في “إسرائيل” عن عدم قدرة حكومة نتنياهو على تحقيق الاهداف العالية السقف للحرب، وسط شبه اجماع على ان حركة حماس بعيدة عن الانكسار، فيما الوقت الاميركي المحدد للعملية العسكرية يضيق. وقد لفت ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت احرنوت” الى ان “الجيش الإسرائيلي” بدأ عملية عسكرية في خان يونس دون خطة لليوم التالي. وقال “هذا جيد لعملية ثأر، وليس لخطوة تستهدف خدمة استراتيجية. اما اهم الدروس المستخلصة من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال، فهي أنه ليس سهلاً تطهير مناطق غزة من حماس. 57 يوماً مرت ولا تزال “الشجاعية” تقاتل، وجيوب المقاومة موجودة في أحياء أخرى. الساعة تدق، وذلك بسبب الضغط الأميركي، وبسبب وضع السكان أيضاً”.

ولفت الكاتب انه مشكوك جدا في أن يكون “لإسرائيل” أكثر من أسبوعين، و “ثمة شك كبير في أن الأسبوعين يمكن فيهما تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها القيادة السياسية بداية الحرب. ولهذا لن يتحقق أي نصر ومن الأفضل تخفيض مستوى التوقعات، والتوجه بأسرع ما يمكن إلى مسيرة الإشفاء والترميم، وقبل كل شيء إعادة المخطوفين”.

 

نهاية الحرب قريبة؟

بدورها اكدت صحيفة “اسرائيل هيوم” ان التصريحات العالية من جهة، والواقع على الأرض من جهة أخرى. وقالت “ثمة شك يتسلل إلى القلب، وفي واقع الأمر ليس هذا مجرد شك، بل انطباع آخذ بالتعاظم في أن جولة المواجهة الحالية بين “إسرائيل” وحماس، تقترب من نهايتها، ورغم استئناف النار في نهاية الهدنة، يدور الحديث عن لحظة نهاية رمزية ومحدودة، وليس خطوة تستهدف الوصول إلى الحسم.

وحول الموقف الاميركي، قالت الصحيفة “بينما تعانقنا الولايات المتحدة عناقاً حاراً ومحباً، تلعب وتقيدنا أيضاً، والرسائل الآتية من الولايات المتحدة تقع على آذان مصغية عندنا، خصوصاً لدى أولئك الذين يعتقدون أن من الأفضل التوقف قبل الغرق في الوحل الغزي، مع حلول الأمطار وفي ضوء قتال متوقع في الأزقة وفي مخيمات اللاجئين، وفضلاً عن ذلك ان الحرب موضوع باهظ الثمن، ويتعين تحرير رجال الاحتياط وإعادة المرافق الاجتماعية والاقتصاد إلى مسارها. وثمة من يمهد التربة الآن من خلال “روايات” عن الضربة التي وجهناها لحماس، وحتى عن الزعم بتوجيه ضربة للحزب، كفيلة بحمل “المنظمة” على إبداء مرونة والموافقة على تغيير في الواقع الأمني على طول الحدود الشمالية في اليوم التالي”.

 

اسناد غزة من الجنوب يتواصل

ميدانيا، واصل الحزب اسناد المقاومة الفلسطينية في غزة عبر اشغال قوات العدو على طول الحدود الجنوبية، واعلن استهداف تجمع لجنود الاحتلال في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة. كما أعلن استهداف مواقع البغدادي ورويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا وإصابتها إصابة مباشرة. كما اطلقت المقاومة صواريخ موجهة نحو تجمع للجنود شرق مسكاف عام، كذلك استهدف “قوة مشاة إسرائيلية” في كل من كرم التفاح شرق ثكنة برانيت وحرج حانيتا، اضافة إلى مهاجمة ‏مواقع ‏الراهب وجل العلام وبركة ريشا.

في المقابل، واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها على القرى والبلدات الحدودية، فنفّذت مسيّرة غارة جوية على منزل خال بصاروخين قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، وافيد عن اصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعية أصاب منزلاً قرب حديقة مارون الراس سبق أن استهدف سابقاً. وشمل قصف العدو الاسرائيلي المنطقة الواقعة بين بلدتي العديسة وكفركلا، وسقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وقذيقة عند اطراف اللبونة. كذلك، فإن منطقة حامول عند اطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين واطراف بليدا استهدفها القصف “الاسرائيلي”.

وفي مرجعيون أصيب مواطن سوري بجروح نتيجة قصف أطراف بلدة الوزاني، بالتزامن مع اطلاق رشقات نارية من موقع الحماري على المنازل في البلدة المذكورة. وأخمدت عناصر الدفاع المدني حريقاً كبيرا في مكان لتجمع السيارات في بلدة الصوانة قضاء مرجعيون بمساندة مركز تبنين وقبريخا. وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين على اطراف عيتا الشعب، كما شن غارة على مزرعة سلامية خراج كفرشوبا، اضافة إلى اطراف رامية والقوزح. وحلقت طائرات الاستطلاع في اجواء القطاعين الغربي والأوسط وعلى مستوى منخفض لا سيما فوق الناقورة وعلما الشعب ومروحين والضهيرة وصولاً حتى عيتا الشعب ورميش ويارون عند الحدود الجنوبية.

كما زعم جيش الاحتلال ان سلاح الجو هاجم بنية تحتية عسكرية للحزب في عدد من المواقع التابعة له، واقر باصابة ثلاثة جنود اثر إطلاق قذائف هاون عديدة نحو موقع عسكري في شتولا، مشيراً إلى “أن طائرة حربية أسقطت يوم أمس مسيّرة أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل”.

 

“طلائع طوفان الاقصى”؟

وفي تطور لافت، أعلنت حركة حماس- لبنان عن تأسيس “طلائع طوفان الاقصى”، ودعت إلى الانضمام إليها للمشاركة في تحرير القدس والمسجد الاقصى، ولفتت في بيان الى “انه في اطار دور الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، واستكمالاً لما حققته عملية “طوفان الأقصى”، تعلن حركة المقاومة الإسلامية – حماس في لبنان، تأسيس وإطلاق “طلائع طوفان الأقصى”، ودعت الشباب والرجال الأبطال، للانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب الفلسطيني، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

وردا على بعض الحملات “المغرضة”، لفتت مصادر مطلعة الى ان هذا البيان” تعبوي” لمواكبة التطورات في غزة، في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية، ولا يرتبط باي حراك عسكري مباشر على الارض، لان حماس- لبنان لديها في الاصل وجودها، وتعمل وفق مقتضيات المصلحة الفلسطينية واللبنانية.

 

التمديد لقائد الجيش!

على صعيد آخر، وفيما يرجح عودة المبعوث القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى بيروت خلال الساعات المقبلة، لمحاولة ايجاد مخرج للمأزق الرئاسي، وايصال قيادة الجيش الى بر الامان، يبدو ان التمديد للعماد جوزاف عون قد دخل مرحلة “عض الاصابع” قبل 39 يوما من موعد تسريحه، بين “عين التينة” “ومعراب”، في ظل تعقيدات عادت الى الواجهة مع “النقزة” التي سببها الضغط الخارجي، لفرض التمديد لدى “الثنائي الشيعي”، وخصوصا الحزب الذي لا تشوب علاقته بقائد الجيش اي شائبة، لكن ما بات يحيط بظروف التمديد، عاد ليشكل اكثر من علامة استفهام وتساؤلات تحتاج الى اجوبة.

وبما أن التمديد من داخل الحكومة طريقه “صعب” ، عاد الحديث عن اللجوء إلى مجلس النواب، وتتجه الأنظار إلى رئيس المجلس نبيه بري، وما إذا كان سيدعو إلى جلسة تشريعية بجدول أعمال كامل في النصف الأول من شهر كانون الأول، على أن يكون اقتراح القانون بالتمديد لقائد الجيش مطروحاً من ضمنها.

وفي هذا السياق، لا يزال تبادل “الرسائل” مستمرا بين “معراب” “وعين التينة”، وفي السياق، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “نحن اليوم في 4 كانون الأول. وما زلنا في انتظار الرئيس نبيه بري ليدعوَ إلى جلسة لمجلس النواب كما وعد، بغية تجنيب المؤسسة العسكرية أي هزة أو فراغ أو فوضى لا سمح الله”.

ويبدو ان نواب تكتل “الجمهورية القوية” قد ابلغوا بري انهم مستعدون للقبول بإدراج بعض البنود الأخرى التي يعتبرها مهمّة على جدول الأعمال، على ان يكون بينها بند التمديد لقائد الجيش ،على الا تكون جلسة فضفاضة، بل تنحصر بمواضيع طارئة جدا.

ووفقا لمصادر مطلعة، فان “القطبة المخفية” تكمن في تعريف كلمة “فضفاضة”، حيث تخشى “القوات اللبنانية” من توسيع بري لجدول الاعمال، وهو امر قد لا تستطيع “هضمه”، ولهذا ثمة ترقب لهذه النقطة الحساسة جدا، والتي سيبنى عليها الكثير. علما ان “معراب” تتحصن بموقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي يتحرك عمليا عبر رسائل مباشرة الى من يعينهم الامر، برفضه تفريغ المواقع المسيحية الثلاثة الاعلى في الدولة، رئاسة الجمهورية، حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش.

ووفقا لمصادر نيابية اذا دعي لجلسة تشريعية، فان التمديد سيكون محسوما لان التمديد عبر اقتراح قانون ليس تعديلاً دستورياً ولا انتخابات، وبالتالي يتم التعامل معه كأي قانون يحتاج إلى حضور 65 نائباً، ولكي يصبح نافذاً يحتاج إلى 33 صوتاً، وهو امر لن يكون صعباً تحقيقه.

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 المجازر مستمرّة بوتيرة عالية والجنوب يلاقي غزة

واصل العدو الاسرائيلي امس قصفه العنيف بالمدفعية والطيران الحربي والمسير على المناطق الحدودية ملحقا اضرارا كبيرة في الممتلكات الخاصة والاراضي الزراعية.

في المقابل سلسلة عمليات للحزب على الحدود الجنوبية، تم تسجيلها امس، فقد اعلنت المقاومة الإسلامية في بيان ان “مجاهديها استهدفوا عند الساعة الواحدة من فجر يوم الاثنين 4-12-2023 تجمعاً لجنود الإحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة”. كما استهدفوا “موقع البغدادي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة”. واستهدفوا ايضا “موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة”. واعلن الحزب انه استهدف “تجمعاً لجنود الإحتلال الإسرائيلي شرق مسكاف عام ‏بالصواريخ الموجّهة وتمّت إصابته إصابة مباشرة”. واعلن استهدافه “قوة مشاة إسرائيلية في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت ‏وموقع ‏الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة”. واستهدف الحزب مرة ثانية “قوة مشاة إسرائيلية في حرج شتولا بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة”. واستهدف “قوة مشاة إسرائيلية في حرج حانيتا بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة”. واستهدف “موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وتم إصابته إصابة مباشرة”.

ولاحقا اعلن “الحزب” استهدافه “عند الساعة 15:30 من بعد الظهر ‌موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وتم إصابته إصابة ‏مباشرة”.

ونفذت طائرة مسيرة اسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلا خاليا بصاروخين قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، وافيد عن اصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعية طاول منزلا قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقا ايضا، وأخمدت فرق الإطفاء في فوج إطفاء اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، حريقًا شب في المنزل في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، اثر استهدافه بغارة جوية.

وطال القصف الاسرائيلي بلدة العديسة. كما سقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وسقطت قذيقة مدفعية عند اطراف اللبونة. وتعرضت المنطقة بين كفركلا والعديسة لقصف بالقنابل الفوسفورية.  وطال القصف المدفعي ايضا منطقة حامول اطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين واطراف بليدا وايضا جبل وردة بين بلدتي مركبا ورب ثلاثين- قضاء مرجعيون.. كما افيد في مرجعيون، عن اصابة سوري بجروح نتيجة قصف اسرائيلي لاطراف بلدة الوزاني، وتم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة.

وقصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الوزاني. كما اطلقت القوات الاسرائيلية رشقات نارية من موقع الحماري على المنازل في البلدة المذكورة.

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين على اطراف عيتا الشعب كما شن غارة على مزرعة سلامية في خراج كفرشوبا. وشن غارات على اطراف رامية والقوزح. وأخمدت عناصر الدفاع المدني حريقا هائلا في “بورة” لتجميع السيارات في بلدة الصوانة قضاء مرجعيون بمساندة مركز تبنين وقبريخا.

وحلقت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية في اجواء القطاعين الغربي والأوسط وعلى علو منخفض لا سيما فوق الناقورة وعلما الشعب ومروحين والضهيرة، وصولاً لأجواء عيتا الشعب ورميش ويارون عند الحدود الجنوبية.

وتعرضت اطراف بلدات طيرحرفا والجبين وعيتا الشعب لقصف مدفعي معاد.

كما استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي بغارة جوية منزلا خاليا من السكان في بلدة ام التوت في القطاع الغربي.

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي انّه “تمّ أيضًا رصد إطلاق قذائف هاون عدّة من لبنان نحو موقع للجيش في منطقة بلدة يفتاح، حيث ردّت قوّات الجيش باستهداف مصادر النّيران”.

وكان سيطر صباحا حذر شديد على طول الحدود الجنوبيّة، بالتزامن مع تحليق كثيف وعلى علو منخفض لطائرة استطلاع إسرائيليّة فوق منطقة راشيا والسفوح الغربية لجبل الشيخ، وصولاً إلى دير العشائر على الحدود اللبنانية – السورية.

وخلال ساعات ليل الأحد الاثنين، تواصل القصف الإسرائيلي على العديد من البلدات الجنوبيّة، حيث استهدفت المدفعيّة الإسرائيليّة بُعيد منتصف الليل حرج “الراهب” غرب بلدة عيتا الشعب بالقذائف الحارقة.

كذلك استُهدف سهل مرجعيون وتلة الحمامص وتلة عويضة بين كفركلا وعديسة بالقصف المدفعي المركّز والقنابل المضيئة، ممّا تسبّب باندلاع حريق في العويضة، لكنّه لم يؤدّ إلى وقوع إصابات بشرية.

 

غزة

وفي اليوم الـ59 من الحرب على غزة، وسّعت قوات الاحتلال هجومها البري وقصفت جميع أنحاء القطاع، كما جددت مطالبتها أهالي خان يونس بالنزوح الجماعي نحو رفح أو المنطقة الساحلية بالجنوب.

وشنت إسرائيل خلال الساعات الماضية غارات وقصفا عنيفا على أحياء عدة مكتظة بالسكان، كما قصفت بوابة مستشفى كمال عدوان مخلّفة عشرات الشهداء والمصابين. ومن جانبها ردت كتائب عز الدين القسام بقصف حشود للاحتلال كما نفذت عدة كمائن للقوات الإسرائيلية الخاصة في أماكن عدة في شمال قطاع غزة وعلى رأسها الفالوجا، وتمكنت من تدمير 28 آلية كما اعلن الناطق باسم “حماس” ابو عبيدة.

واستهدفت فصائل المقاومة الفلسطينية،  الاثنين، آليات إسرائيلية بعدة محاور في قطاع غزة، كما أعلنت قتلها عددا من جنود الاحتلال من المسافة صفر شمال القطاع، وقصف تل أبيب برشقات صاروخية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يهزم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كليا بالشمال.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان، استهدافها 10 آليات تابعة للاحتلال شرق غزة، بقذائف الياسين، 5 ناقلات للجند، والأخرى دبابات.

وقالت كتائب القسام، في بيان آخر، إنها استهدفت دبابة إسرائيلية بعبوة شواظ في بيت حانون شمال قطاع غزة، ودبابة أخرى حوّلها جنود إسرائيليون بمنطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال القطاع بقذيفة الياسين 105، وقتلت وأصابت عددا منهم.

وأضافت أنها استهدفت دبابة إسرائيلية وآلية هندسية متوغلة شرق بيت لاهيا بقذائف الياسين 105.

من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إنها استهدفت عددا من آليات الاحتلال العسكرية بقذائف التاندوم، واشتبكت من المسافة صفر مع جنود الاحتلال في محور التوغل بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وذكرت أنها فجّرت آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة “ثاقب”، واستهدفت آليتين أخريين بقذائف التاندوم بمحور التقدم شرق مدينة غزة.

واستهدفت المقاومة الفلسطينية حشود الجيش الإسرائيلي بعدة محاور في القطاع، وأعلنت كتائب القسام عن اشتباكها مع قوة راجلة للاحتلال، وقتلها وإصابتها عددا منهم في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة.

وأضافت أنها استهدفت الجنود بعبوة أفراد وأجهزت على من تبقى منهم من مسافة صفر، وتابعت أنها قتلت جنودا إسرائيليين من مسافة صفر أيضا بمنطقة الشيخ رضوان.

وقصفت كتائب القسام قوة إسرائيلية خاصة متحصنة داخل مبنى شرق بيت لاهيا بقذيفة “تي بي جي”.

كما قالت سرايا القدس إنها قصفت حشودا عسكرية إسرائيلية في محاور التقدم بمنطقة جحر الديك بعدد من قذائف الهاون.

في المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 3 جنود وإصابة رابع بجروح خطيرة في معارك شمال ووسط قطاع غزة.

كما أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، وأفادت بأنها قصفت مستوطنتي نتيفوت وسديروت، فضلا عن بئر السبع المحتلة، برشقات صاروخية.

وذكرت القسام أنها استهدفت موقع العين الثالثة على الحدود مع غزة وكيبوتس نيريم بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 مليمترا، وقصفت حشودا للاحتلال شرق مستوطنة ماجين برشقة صاروخية.

وقالت سرايا القدس إنها قصفت مستوطنات نيريم ونير إسحاق ونير عوز برشقات صاروخية.

وأفيد بوقوع اعتراضات صاروخية في سماء مستوطنة نتيفوت بالنقب الغربي إثر رشقة صاروخية أطلقت من غزة،

فيما أعلنت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي أن 11 ألف صاروخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب على القطاع في 7

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي قوله إن الجيش يقترب من إنجاز مهمته في شمال قطاع غزة، وإن الأهداف هناك تم تحقيقها تقريبا وبدأ الجيش بالتحرك في أجزاء أخرى.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس -لشبكة سي إن إن الأميركية- إنه مع استمرار تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو جنوب قطاع غزة، تستمر حملة الجيش لتدمير معقل حركة حماس في شمال القطاع، حسب تعبيره.

وأضاف كونريكوس أن القوات الإسرائيلية لم تهزم حركة حماس عسكريا كليا في الشمال، ولكنها أحرزت تقدما جيدا، وتابع بأن العملية العسكرية صعبة لأنها تحدث في تضاريس قتالية شديدة.

كما قال الجيش الإسرائيلي إنه يتصرف “بقوة” ضد حركة حماس في خان يونس جنوب القطاع.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” أن محور شارع صلاح الدين بالمدينة تحول إلى ساحة قتال، مشيرا إلى إتاحة الجيش تنقل المدنيين “الإنساني” عبر المحور الالتفافي الواقع غربي خان يونس، على حد تعبيره.

ومن جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفا و899 شهيدا، وعدد المصابين إلى 42 ألفا جروحهم متفاوتة. وكانت قوات الاحتلال قتلت 50 فلسطينيا امس في قصف على مدرستين تؤويان نازحين في حي الدرج شمال غزة.​

***************************


افتتاحية صحيفة البناء:

الاحتلال يستنسخ حرب شمال غزة في جنوبها: مجازر وتقدّم في المناطق المفتوحة
واشنطن تشيد بـ «جهود تل أبيب لتجنّب المدنيين»… والبحر الأحمر مسؤولية دولية
المقاومة تمسك بزمام الحرب على جبهة الجنوب: مزيد من الهجمات وخسائر أقل

 

ظهرت صورة الخطة التي ينفّذها جيش الاحتلال في الجولة الثانية من الحرب على غزة، مجرد نسخة منقحة جغرافياً بخصوصيّات جنوب غزة مأخوذة عن خطة الجولة الأولى في الحرب على شمال غزة، وجوهرها القصف التدميريّ وارتكاب المجازر في المناطق ذات الكثافة السكانيّة، والتقدّم في المناطق المفتوحة والمناطق الزراعية ذات الكثافة السكانية المحدودة، ومن دون أن يطمئن إلى أن خلفيّته في الشمال باتت خالية من المقاومة اندفع الاحتلال نحو جبهات الجنوب من بوابة خان يونس، وكما في معركة غزة، التحرك نحو طريق صلاح الدين في الوسط وطريق الرشيد في الغرب، وتفادي المربّعات السكنية، ومحاولة السيطرة على الشوارع الكبرى والساحات العامة، وحيث تخرج له المقاومة للمواجهة ينكفئ ويتراجع. وكما في شمال غزة الذي استمرّ القتال فيه ضارياً وشرساً باعتراف جيش الاحتلال بمعارك في الشجاعية وحي الشيخ رضوان وفي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، كذلك في الجنوب عمليات وقذائف هاون على تجمّعات جيش الاحتلال وقذائف صاروخيّة على دباباته، وقد اعترف الاحتلال بمقتل أربعة من جنوده في هذه المواجهات، بينما تؤكد مصادر المقاومة أن قتلاه بالعشرات وجرحاه أضعاف القتلى، وكان واضحاً أنه في الأيام الثلاثة الأولى من الجولة الثانية من الحرب، كان الجو ساحة فعل الاحتلال والبر ساحة فعل المقاومة.
في واشنطن تغطية لجرائم الاحتلال، إضافة لتقديم الذخائر التدميرية العالية القدرة من زنة ألفي رطل، حيث قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي «إن البيت الأبيض يعتقد أن «إسرائيل» “تبذل جهوداً” لتقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين في غزة»، و»إن «إسرائيل» استجابت للنداءات الأميركية لحماية المدنيين»، مضيفاً “نعتقد أنهم تقبلوا رسائلنا هنا المتمثلة في محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى”، بما في ذلك عن طريق نشر خريطة على الإنترنت للأماكن التي يمكن لسكان غزة الذهاب إليها بحثاً عن الأمان حيث لا توجد الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكنها أن تفعل ذلك… لتوضيح خطواتها التالية بهذه الطريقة. لذا فهم يبذلون جهداً”.
بينما تحدث مستشار الأمن القومي جايك سوليفان عن الموضوع ذاته بقوله: ليس لدينا ما يدل على انتهاكات إسرائيلية لقوانين الحرب، متناولاً عمليات حركة أنصار الله اليمنية في البحر الأحمر بالقول أمن الملاحة في البحر الأحمر ليس مسؤولية أميركا وحدها بل هو مسؤولية دولية، متجاهلاً معادلات الردع والتهديدات التي سبق وتحدّثت عنها واشنطن، مع بداية الحرب على غزة. وتهرّب سوليفان من الجواب على المراسلين الذين ذكّروه بحديثه السابق وحديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن العواقب الوخيمة.
على الجبهة اللبنانية تواصلت عمليات المقاومة، وفق تصاعد واضح، واستهداف مدروس لإيقاع أكبر خسائر بشرية في جيش الاحتلال عبر التركيز على تجمّعات الجنود والقواعد العسكرية، ووفقاً لتقديرات مصادر عسكرية بعد اعتراف جيش الاحتلال يوم أول أمس بأحد عشر جريحاً، فإن اليومين الأخيرين سجّلا سقوط العشرات من جيش الاحتلال بين قتيل وجريح، بينما نجحت المقاومة لليوم الثاني من تنفيذ هجماتها دون أن تنعى شهداء جدداً، ما يعني أنها طوّرت أساليب عملها مستفيدة من دراستها للمواجهات السابقة.

ولا تزال الجبهة الجنوبيّة في واجهة المشهد الداخلي في ظل غياب أي جديد على صعيد الملفات السياسية الداخلية لا سيما رئاسة الجمهورية وملف قيادة الجيش، وسط ترقب لتطورات الميدان وما إذا كان تبادل القصف والنار بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيليّ سيخرق قواعد الاشتباك الحاكمة منذ 8 تشرين الأول الماضي ويتوسّع إلى حرب أوسع في ظل الحديث عن رسائل بالجملة وصلت الى بيروت عبر موفدين ودبلوماسيين أميركيين وأوروبيين وعرب تحمل تحذيرات من اتساع رقعة الحرب وتهديدات من نيّة حكومة الاحتلال من شنّ عدوان عسكري واسع على لبنان لتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله من منطقة جنوب الليطاني.
وواصلت المقاومة الإسلامية عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وأعلنت في سلسلة بيانات متلاحقة عن استهداف مجموعة من مواقع وثكنات وتجمّعات الاحتلال، فقد استهدفت تجمّعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة، كما استهدفت موقع البغدادي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا اللبنانية المحتلة. وأعلن الحزب أنه استهدف “تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي شرق مسكاف عام ‏بالصواريخ الموجّهة وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وقوة مشاة إسرائيلية في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت ‏وموقع ‏الراهب بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابات مباشرة، كما استهدف قوة مشاة إسرائيلية في حرج شتولا بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة.
وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “عمليات حزب الله تطوّرت كماً ونوعاً نتيجة قرار من محور المقاومة برفع وتيرة العمليات بعد بدء الجولة الثانية من الحرب الإسرائيلية على غزة، ولذلك يكثف الحزب العمليات ضد مواقع الاحتلال لتخفيف الضغط عن جبهة غزة ولإبقاء الحكومة العسكرية تحت النار والضغط والتهديد بتطور الجبهة الجنوبية الى حرب أوسع بحال استمرّت الحرب على غزة”. ولا يستبعد الخبراء توسّع الحرب على الجبهة الجنوبيّة وتطوّرها إلى حرب أشدّ عنفاً وتوسّع قواعد الإشتباك الى أهداف مدنية ومرافق حيوية بحال طالت الحرب على غزة. وهذا قد يأخذ المنطقة برمّتها الى حرب إقليمية قد تدخل فيها إيران وقوى أخرى، وفق ما يتوقع الخبراء، ولذلك لا يمكن ضبط الوضع في المنطقة إذا لم تقم الولايات المتحدة بلجم الاندفاعة الاسرائيلية في إطلاق الجولة الثانية من الحرب التي يبدو أنها بوتيرة أعنف لجهة كثافة الغارات والمجازر من الجولة الأولى. وشدّد الخبراء على أن “الجولة الثانية أخطر من الأولى لجهة أن الحكومة الإسرائيلية ستكثف عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة في الوقت الممنوح لها أميركياً وغربياً لتحقيق إنجازات ميدانية لإنقاذ حكومة الاحتلال من السقوط والكيان من الزلزال الكبير الذي ينتظره بحال فشلت الحرب بتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية”.
ولفتت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ”البناء” الى أن “المقاومة في لبنان مستمرّة بعملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال بوتيرة مرتفعة تدريجياً ربطاً بمجريات الميدان في غزة”، مشيرة الى أن “لدى المقاومة خططاً لمواجهة أي عدوان إسرائيلي”، ملاحظة “اختباء قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المواقع والثكنات وتتخفى في سيارات مدنية، عندما تتحرك، في ظل غياب شبه تام للمستوطنين وللحركة التجارية والاقتصادية اليومية في معظم مستوطنات الشمال، ما يعكس حجم الرعب الذي يعيشه جيش الاحتلال وجبهته الداخلية”.
واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الى أن “الحقيقة المموّهة التي أشاعها العدو الإسرائيلي ربّما سرت في كثير من أوساط الشعوب في العالم”، لافتاً الى أن “هذا الكيان فضح نفسه وهو ساقط في نفوس الناس”، مشيراً في حديث تلفزيوني الى أنني “أعتزّ بهذه المسيرة التي ترعرعنا فيها وكبرنا عليها وكبُر أولادنا عليها أيضاً، وشهداء غزة حجّة على البشرية وعلى كل العالم السياسيّ وعلى كل السلطات والحكومات الظالمة والباغية”.
في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى والبلدات الحدودية، حيث نفذت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلاً خالياً بصاروخين قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، وأفيد عن إصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعيّة طاول منزلاً قرب حديقة مارون الراس.
وطال العدوان الإسرائيلي بلدة العديسة. كما سقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وسقطت قذيفة مدفعيّة عند أطراف اللبونة. وتعرّضت المنطقة بين كفركلا والعديسة لقصف بالقنابل الفوسفورية. وطال القصف المدفعي أيضاً منطقة حامول أطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين وأطراف بليدا.
وأفيد في مرجعيون عن إصابة نازح بجروح نتيجة قصف إسرائيلي لأطراف بلدة الوزاني، وتم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة. وشن الطيران الإسرائيلي المعادي غارتين على اطراف عيتا الشعب كما شنّ غارة على مزرعة سلامية خراج كفرشوبا.
وأعلن جيش الاحتلال إطلاق صواريخ من لبنان نحو متات في الجليل الغربيّ سقطت في مناطق مفتوحة. وزعم أن “سلاح الجو هاجم بنية تحتية عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان”. وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أنّه “تمّ أيضًا رصد إطلاق قذائف هاون عدّة من لبنان نحو موقع للجيش في منطقة بلدة يفتاح، حيث ردّت قوّات الجيش باستهداف مصادر النّيران”.
في المواقف أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال ثمّة جبهة في لبنان مُساندة لحماس “لكن يجب ألا نُستدرج إلى الحرب بمواجهة “إسرائيل” وحتى هذه اللحظة ثمّة احترام لقواعد اللعبة”.
وتابع: “ثمّة وقف إطلاق النار جرى في العام 2006 وصدر حينها القرار 1701 وعلينا جميعاً احترام هذا القرار لأن الإخلال به يعني انسحاب القوات الدولية ونُصبح أمام حالة حرب كاملة؛ وهذا ليس لصالح لبنان أو القيّمين في لبنان والمنطقة”.
في غضون ذلك، بقي ملف التمديد لقائد الجيش في صدارة الاهتمام المحلي، في ظل انسداد الأبواب القانونية والدستورية للتمديد لقائد الجيش الحالي. في ظل تأرجح الخيارات بين التمديد وتعيين رئيس للأركان يتولى مهام قائد الجيش ريثما يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين قائد جديد للجيش.
وإذ علمت “البناء” أن الضغوط الدبلوماسية الأميركية والقطرية والسعودية والأوروبية للتمديد لقائد الجيش لم تتوقف، لكن من دون أن تقدم أي من الجهات السياسية وعوداً بالتمديد لغياب التوافق السياسي ووجود مطبات قانونية ودستورية. وبرزت في هذا السياق زيارة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا الى السراي الحكومي ولقاؤها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبحث معها التطورات الراهنة والوضع في جنوب لبنان وغزة.
وأكدت مصادر نيابية لـ”البناء” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو إلى جلسة تشريعية قبل منتصف الشهر الحالي بجدول أعمال متنوّع، لكن الكرة في ملعب الكتل النيابية لجهة الحضور ومناقشة جميع بنود جدول الأعمال والتصويت عليها بما فيها رفع سن التقاعد لرتب معيّنة من الضباط وفق اقتراحات القوانين المقدّمة من القوات اللبنانية وتكتل الاعتدال الوطني.
وكتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: نحن اليوم في 4 كانون الأول. ولا زلنا في انتظار الرئيس نبيه بري ليدعوَ إلى جلسة لمجلس النواب، كما وعد بغية تجنيب المؤسسة العسكرية أي هزة أو فراغ أو فوضى لا سمح الله”.
في المقابل، أكد التيار الوطني الحر عبر حسابه على منصة “إكس” أن “‏لا داعٍ لتوتر “القوات” أو تبرير سعيها للتمديد…” يكفي أنّها انقلبت على موقفها من وجوب عدم حضور اي جلسة تشريعية الى قيامها بتقديم اقتراح قانون التمديد والاعلان عن حضورها جلسة من عشرات البنود غير الضرورية، ليتيقن الرأي العام الى أي مدى هي “غب الطلب” للقوى الخارجية وتستجيب لطلباتها، سواء كانت سفيراً اميركياً او موفداً فرنسياً، لا فرق، المهم أن احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لديها مجرد شعار ووجهة نظر!”.
وإزاء الانقسام داخل الساحة المسيحية، لم يحسم حزب الله موقفه من ملف قيادة الجيش وفق معلومات “البناء” بانتظار تحديد موعد الجلسة والمشاورات السياسية المستمرّة على هذا الصعيد. وشددت المصادر على أن حزب الله لن يستفز التيار الوطني الحر بملف قيادة الجيش ما قد ينعس على العلاقة بينهما.

***************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

باريس تقدّم خدماتها لضمان أمن إسرائيل: مدير المخابرات الفرنسية في بيروت

 

 بفارق أيامٍ قليلة، غادر مسؤول فرنسي بيروت ليصل مسؤول آخر، وكأنّ لدى باريس مهمة مُلحّة في لبنان. عندما وصل جان إيف لودريان الأسبوع الماضي، لم يربط أحد الزيارة بالملف الرئاسي، لعدم وجود مؤشّرات إلى حلول سريعة. كانت القناعة المشتركة بين الجميع أن ما يحمله الموفد الفرنسي مرتبط بالحرب على غزة والتطورات على الجبهة الجنوبية إلى جانب تكرار رسائل النصح. وقد تبيّن أن لودريان جاء ممثّلاً لـ"الخماسية + 1" (أميركا وفرنسا ومصر وقطر والسعودية ومعها إسرائيل)، حاملاً مطالب بتنفيذ القرار 1701 وإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان (بين خط الليطاني والخط الأزرق) لتطمين سكان المستوطنات الشمالية في فلسطين المحتلة ممن يخشون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود.

بين إدراك العدو الصهيوني لكلفة الحرب على حياة جنوده وأمن مدنه ومستوطناته، وتعطّشه إلى نصر حقيقي وملموس، يواصل إرسال تهديداته عبر القنوات الدبلوماسية للضغط من أجل خلق واقع ميداني جديد يفرض على المقاومة ما لم يتحقق بعد عدوان تموز 2006. ويبدو أن باريس هي من تتصدّر نقل رسائل التهديد. فقد كشفت مصادر بارزة أن مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه ومعه خمسة مسؤولين موجودون في بيروت في زيارة سرية، وسيغادرونها اليوم من دون أن يُعرف لماذا أتوا وهل التقوا جهازاً أمنياً أو دبلوماسياً أو جهات سياسية، مع ترجيح أن مهمة إيمييه هي استكمال لجولة لودريان.

ورغم التكتّم على الزيارة، قدّرت المصادر أن الرجل جاء حاملاً الرسالة نفسها، خصوصاً أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت قبلَ أيام أن "تل أبيب سخّرت باريس للعمل ضد حزب الله". وأعادت المصادر التذكير بكلام لودريان في بيروت وتأكيده أمام من التقاهم أن "على السلطات اللبنانية تطبيق القرار 1701"، مهدّداً بـ "تطبيقه بالقوة من خلال تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه وإنشاء المنطقة العازلة بعمق 30 كيلومتراً". وكشفت المصادر أن الفرنسيين تحدّثوا بالتفاصيل، لكنهم "لم يعرضوا خطة واضحة تتعلّق بنوع أو حجم انتشار حزب الله جنوب الليطاني، إنما عرضوا بعض الأفكار"، معتبرة أن "فرنسا تتولّى الجهد الدبلوماسي في ما خصّ تطبيق القرار باعتبار أنها أحد الأطراف التي صاغته عام 2006". ومن ضمن الأفكار التي جرى التداول بها في الأوساط الدبلوماسية وتولّى بعض المبعوثين الأوروبيين نقلها إلى لبنان، الحديث عن "فصل" قوات "الرضوان"، أي قوات النخبة في حزب الله عن أي قوات أخرى تابعة للمقاومة، مع طرح سحب هذه القوات بعيداً عن الحدود الجنوبية، من دون الاعتراض على وجود قوات أخرى ذات طابع دفاعي في الجنوب. وبحسب مصادر اطّلعت على هذه المداولات فإن المبعوثين الغربيين سمعوا إجابات واضحة في بيروت بأن "كل الحزب رضوان".

سمعت باريس والغربيون بوضوح أن "كلّ الحزب قوات رضوان"
ووضعت المصادر زيارة إيمييه في إطار "تعاظم الضغوط على لبنان والمقاومة لإعادة ترتيب وضع المنطقة الحدودية التي يصعب أن تعود إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول الماضي"، لافتة إلى أن "العدو الصهيوني يرمي بالونات اختبار عبر الفرنسيين، ليراقب رد فعل المقاومة عليها ومدى تجاوب السلطات اللبنانية مع هذا المطلب، وما إذا كانت هناك أرضية سياسية تسمح بالضغط على الحزب من خلال استخدام خصومه الداخليين الذين بدأوا فعلاً حملة مواكبة للهجمة الخارجية من خلال المطالبة أيضاً بتنفيذ القرار 1701، وفي مقدّمهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وجعل المنطقة الواقعة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحين، فضلاً عن نشاط تقوم به قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) يصبّ في الهدف ذاته". وباعتبار أن إيمييه كانَ أحد أعضاء خلية "الإليزيه" التي أُوكلت إليها مهمة حل الأزمة اللبنانية وكان الخلاف بين أعضائها أحد أسباب فشلها، توقّعت المصادر أن يتطرّق الرجل خلال اللقاءات التي سيعقدها إلى مناقشة الملفات السياسية، من بينها رئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، تماماً كما فعل لودريان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram