يصادف يوم 28 تشرين الأول / أكتوبر 2023 اللقاء الرسمي رقم 255 بين الغريمين برشلونة وريال مدريد، أو المباراة التي تعرف باسم الكلاسيكو (El Clásico)، والتي، ورغم غياب ورحيل العديد من النجوم عن الناديين، ما زالت تُعتبر واحدة من أقوى وأكبر المنافسات، ليس في إسبانيا وأوروبا فقط، ولا حتّى فقط في رياضة كرة القدم، بل هي ما زالت إحدى أكبر المنافسات في جميع الرّياضات العالميّة. كما وأنّ قيمة الناديين وشعبيّتهما الّتي تتخطّى حدود بلاد المتادور والقارة العجوز تجعل لهذه المباراة نكهة لا تحظى بها سوى مباريات قليلة جدًّا في عالم كرة القدم.
وإن كان عصر المنافسة بين أبرز لاعبَين في العالم، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي قد انتهى على مستوى الكلاسيكو، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون إن كانت هذه المباراة ما زالت تحتفظ ببريقها المعتاد، فإنّ الجيل الجديد من اللاعبين في الناديين أعاد إشعال نيران الحماس لدى المتابعين، خاصّة أنّ للناديين ملايين المشجعين حول العالم، والّذين سيقفون خلف ناديهم بعيدًا عن نجم يأتي وآخر يرحل..
ولعبت التعاقدات الصّيفيّة دورًا بارزًا في إعادة كلّ من البارشا والرّيال إلى مركزهما الطبيعي، تحت الأضواء. فبالنّسبة للنّادي المدريدي سرعان ما أصبح الوافد الجديد، الإنجليزي جود بيلينجهام، والبالغ من العمر 20 عامًا فقط، الصّفقة الأكثر أهميّة للفريق منذ سنوات بعد انتقاله مقابل 103 ملايين يورو خلال الصّيف من بوروسيا دورتموند، وهو الذي لعب حتى اللّحظة تسع مباريات مع النّادي سجّل خلالها ثمانية أهداف وكان المنقذ في الكثير منها.
أمّا في برشلونة، فالحديث عن لاعب بارز هذا الموسم حتى الآن صعب جدًا، لأنّ المدرب تشافي هيرنانديز يعاني من مشكلة حقيقيّة وهي كثرة الإصابات التي يتعرّض لها لاعبو فريقه، إذ غاب ليفاندوفسكي، دي يونع، بيدري، سيرجي روبيرتو، كوندي، ورافينها، مع تخوّف أيضًا من غياب جواو فيليكس بعد إصابته يوم الأربعاء، الأمر الذي دفع بالمدرب للاستعانة بلاعبين ناشئين من أكاديميّة النّادي، والّذين كانوا على قدر المسؤوليّة، فشهدنا تألّق أمثال لامين يامال، مارك جويو وفيرمين لوبيز.
برشلونة وريال مدريد هما الغريمان التقليديّان لكرة القدم الإسبانيّة وحتّى الأوروبيّة، وقبل أن تعلن صافرة الحكم، خيسوس جيل، والذي أشاد به كارلو انشيلوتي مدرّب الريّال، انطلاق المباراة في السّاعة الخامسة والرّبع من بعد ظهر يوم السّبت بتوقيت بيروت، فلنلقِ نظرة سريعة على أرقام المواجهات بين النّاديين.
سبق وأن تواجه البارشا والريّال في 296 مباراة، منها 254 رسميّة و42 وديّة. فاز ريال مدريد في 108 مباريات منها 102 رسميّة، وفاز برشلونة في 124 مباراة منها 100 رسميّة وانتهت 64 مباراة منها 52 رسميّة بالتّعادل.
في بطولة الدّوري تواجه الفريقان في 186 مباراة، كان لريال مدريد الكلمة الأخيرة في 77 منها مقابل 74 لبرشلونة، وكان التّعادل سيّد الموقف في 35 منها.
بعد مضي عشر جولات من اللّيغا الإسبانيّة، يحتلّ الرّيال المركز الثّاني في جدول التّرتيب وبرصيده 25 نقطة من ثمانية انتصارات مقابل تعادل واحد وخسارة واحدة، ويتفوّق عليه جيرونا، مفاجأة الموسم، برصيد 28 نقطة، ولكنّه لعب 11 مباراة، في حين يحتلّ برشلونة المركز الثّالث وفي جعبته 24 نقطة من سبع انتصارات وثلاث تعادلات، هو الّذي لم يذق طعم الخسارة بعد هذا الموسم.
ريال مدريد يحتاج للفوز لتأكيد تربّعه على عرش الكلاسيكو واللّيغا، أمّا بالنسبة لبرشلونة فالفوز يعني تفوّقه على الرّيال بترتيب الدّوري، ورسالة مهمّة أنّ النّادي قادر على النّجاح هذا الموسم رغم كلّ الإصابات والمشاكل التي تعصف به، أمّا التّعادل فلا يفيد سوى جيرونا الأوّل، وأتليتيكو مدريد صاحب المركز الرّابع برصيد 22 نقطة من تسع مباريات فقط.
فمن سينتصر بالكلاسيكو اليوم؟
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي