افتتاحية صحيفة البناء:
مجلس الأمن يفشل في إصدار قرار بوقف النار في غزة بسبب الفيتو الأميركي… والمذبحة مستمرة
السيد نصرالله يبحث مع قادة الجهاد وحماس ما يجب على المحور… والشهداء على طريق القدس
باسيل يختتم جولته بلقاء فرنجية… و«لبنان أهم من الرئاسة»… و«نتخطى الحواجز والتفاهم كبير»
بينما تتواصل فصول المذبحة التي ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين في غزة حاصداً مئات الشهداء كل يوم، كان آخرهم شهداء مجزرة مخيم النصيرات جنوب وادي غزة حيث تجمّع النازحون من شمال غزة ومدينة غزة وفقاً لنصائح الاحتلال بالانتقال الى جنوب وادي غزة، ومنهم كانت عائلة مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار لوقف إطلاق النار، وكان واضحاً أن واشنطن لن تسمح بوقف النار، وأنها تريد من أي قرار أن يمثل دعماً دولياً للضوء الأخضر الذي منحته واشنطن لجيش الاحتلال لمواصلة عمليات القتل.
كيف يمكن وقف المذبحة، بينما المقاومة في غزة جاهزة للمواجهة البرية التي يؤجلها جيش الاحتلال ويتهرّب من خوضها كل يوم بعذر جديد، وبعد الحديث عن طلب أميركي بتأجيل العملية البرية، نفاه الرئيس الأميركي جو بايدن، جاء الحديث عن ربط العملية البرية بإجلاء السكان وتبرير القصف التدميريّ القاتل والأسلحة الجديدة المستخدمة فيه، بقوة تدمير وقتل غير مسبوقة، كطريق لإقناع المدنيين بترك المنطقة، إذا بقوا على قيد الحياة. ووسط السؤال عن كيف يمكن إيقاف المذبحة يبدو الموقف العربي ظاهرة صوتية بلا أدوات تأثير رغم كثرتها بين أيدي العرب إذا توافرت الإرادة، وتتجمّع بين أيدي العرب ممرات التجارة العالمية وموارد الطاقة، ما يجعل العيون تشخص صوب محور المقاومة، الذي انعقد لقاء قيادي لأركانه برعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي استقبل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس صالح العاروري، حيث جرى استعراض الأحداث الأخيرة في قطاع غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى وما تلاها من تطوّرات على كل صعيد، وكذلك المواجهات القائمة عند الحدود اللبنانية، كما جاء في بيان لحزب الله عن اللقاء مرفقاً بصورة. وبحسب البيان «جرى خلال اللقاء تقييم للمواقف المتخذة دوليًا وإقليميًا وما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحسّاسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشي على شعبنا المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية، وتمّ الاتفاق على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم».
وبالتزامن نشر حزب الله صورة رسالة بخط يد السيد نصرالله تعدو لتوصيف شهداء المقاومة «شهداء على طريق القدس»، ما فتح الباب للتساؤل عن معنى التزامن بين اللقاء والرسالة، كتعبير عن استعداد السيد نصرالله للانتقال إلى مرحلة جديدة في مساندة المقاومة في غزة، لم تتبلور ملامحها، بقدر ما تمّ التوقف أمام مغزى الإشارة إلى ما يجب على محور المقاومة فعله لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشيّ، ومثلها ربط الشهداء بطريق القدس وليس بنصرة غزة.
داخلياً سجلت الحركة السياسية لقاء تاريخياً جمع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، واللقاء الذي توّج جولة شاملة على المرجعيات السياسية قام بها باسيل، وعقب اللقاء قال فرنجية إن لبنان أهم من الرئاسة، بينما قال باسيل إنه لأجل الوطن يجب تخطي كل الحواجز، وإن التفاهم كان كبيراً.
لا يزال الوضع الأمني على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة بموازاة التطورات الميدانية في غزة، يطغى على المشهد الداخلي، في ظل تكثيف المقاومة الإسلامية عملياتها النوعية على طول الشريط الحدودي وفي الخطوط الأمامية والتي حصدت المزيد من القتلى والجرحى الإسرائيليين ما دفع قيادات العدو للإقرار بأن حزب الله أنهك جيش الاحتلال في جبهة الشمال، وسط مخاوف حقيقية لدى قيادة الاحتلال من توسيع حزب الله لنطاق عملياته وتحركاته بحال دخل جيش الاحتلال بعملية برية لقطاع غزة، ما يعني الدخول إلى مرحلة أكثر حرجاً وخطورة بالنسبة لكيان الاحتلال الذي لا يستطيع القتال على جبهتين، وفق ما يؤكد مسؤولون وخبراء عسكريون أميركيون وإسرائيليون.
وتشير مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن جيش الاحتلال يعيش أسوأ مرحلة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، ويتخذ إجراءات مشددة لكنه يضطر الى التحرك والانتقال للقيام بمهمات أمنية لا سيما تسيير دوريات بعد الاشتباه بعمليات تسلل من الأراضي اللبنانية، وينتقل عبر سيارات مدنية للتمويه، لكن سرعان ما تسقط آليات العدو في الكمائن التي تنصبها المقاومة. وأكدت المصادر أن يد المقاومة لا زالت هي الطولى وستبقى ومستعدة لقتال لأشهر ولسنوات ولم تبدأ بالكشف عن المفاجآت التي ستؤلم العدو وتوجّه له ضربات قاسية.
وأعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف مجاهديها، دبابة صهيونيّة في ثكنة «أفيفيم» بالصواريخ الموجهّة وأوقعوا أفراد طاقمها بين قتيل وجريح. كما استهدفت المقاومة موقعي حانيتا والبحري بالصواريخ الموجّهة وتمّ تدمير عدد من التجهيزات الفنية والتقنية.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف موقعي جيش الإسرائيلي في خربة المنارة وثكنة برانيت عند الحدود الفلسطينية بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيهما إصابات مباشرة.
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه العشوائي على القرى والبلدات الجنوبية، وقصف على أطراف بلدة راميا مع تحليق كثيف للطيران الحربي. ونجا الزميلان في قناة «المنار» المراسل سامر الحاج علي والمصور علي داوود الزين بفضل العناية الإلهيّة بعد سقوط قذيفة مباشرة على بعد 20 متراً من مكان وجودهم على طريق بلدة طير حرفا أثناء تغطيتهم المباشرة للاحداث الأمنية عند الحدود الجنوبية، وكانت سقطت بالقرب من المكان 4 قذائف مدفعية مباشرة مصدرها دبابة متمركزة في موقع حانيتا خلف السواتر.
وزفّ حزب الله 4 من عناصره أمس الذين ارتقوا خلال أداء واجبهم الجهادي في المواجهة مع العدو الاسرائيلي.
واستقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، حيث جرى استعراض الأحداث الأخيرة في قطاع غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى وما تلاها من تطورات على كل صعيد، وكذلك المواجهات القائمة عند الحدود اللبنانية. وبحسب البيان «جرى خلال اللقاء تقييم للمواقف المتخذة دوليًا وإقليميًا وما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشي على شعبنا المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية، وتمّ الاتفاق على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم».
ولفتت أوساط سياسية وعسكرية لـ»البناء» الى أن «لعبة الوقت حاسمة في مسار الحرب في غزة، إذ أن التفويض الذي ناله جيش الاحتلال من الولايات المتحدة والقوى الغربية وتواطؤ الكثير من الدول العربية لتدمير غزة من الجو واجتياحها برياً، بدأ ينفد، وها قد دخلنا في نهاية الأسبوع الثالث للحرب ولم تبدأ العملية البرية، ما يعني وجود شرخ بين قيادة الكيان السياسية والعسكرية، وتحذيرات أميركية من عواقب العملية البرية على غزة، لأن كيان الاحتلال لم يعد يحتمل ضربة ثانية تضاف الى ضربة 7 تشرين، هذا عدا الخطر الذي يمثله دخول حزب الله الى الجليل والى المستوطنات وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية بحال استباحت «إسرائيل» والولايات المتحدة قطاع غزة، إضافة الى وجود قرار حاسم لدى قيادة محور المقاومة بتحريك الجبهات عند حلول ساعة الصفر». ولذلك ترجّح الأوساط «أن تُمنح اسرائيل مدة زمنية تتراوح بين أسبوعين الى شهر لشنّ عملية برية محدودة لمحاولة تحقيق انتصار وهمي ويجري حينها بدء مفاوضات على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والاستيطان والمسجد الأقصى». وشددت الأوساط على أن «كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أن بلاده لا تريد توسيع الحرب، يؤشر الى أن الولايات المتحدة لا مصلحة لديها ولا لحلفائها باشتعال حرب إقليمية تدمر المصالح الغربية في الشرق الأوسط وربما في الخليج. وتستبعد الأوساط أن تتوسّع الحرب في لبنان على غرار العام 2006، إلا إذا ارتكبت «إسرائيل» حماقة متجاوزة الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية. وهذا مستبعَد في الوقت الراهن لأسباب داخلية إسرائيلية وإقليمية – دولية».
على المستوى الرسمي، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع العامة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا في عين التينة.
سياسياً، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته على القيادات السياسية، وبرزت زيارته أمس الى بنشعي حيث التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أشار إلى أن «لبنان أهم من الرئاسة ونحن تحدّثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة». وأشار فرنجية إلى أننا «أكدنا حرصنا على البلد، والمقاومة أظهرت حرصاً على لبنان ولا أستطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع. ونحن لا نحرص على لبنان أكثر من حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عليه، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة بحق الإنسانية».
وفي دردشة مع الصحافيين، أكد فرنجية بأن التيار الوطني الحر ما زال على موقفه في موضوع الرئاسة واللقاء اليوم (أمس) كان من أجل تحصين الموقف الداخلي، وأبدى باسيل نية التعاون في حال وصولي الى الرئاسة.
في المقابل، أشار النائب باسيل بعد اللقاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فرنجية، إلى أن هناك تفاهماً كبيراً على مختلف الأفكار التي تمّ عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل وإعادة الانتظام الى المؤسسات. ولفت باسيل الى انه «سعيد بزيارة فرنجية وفي هذه الظروف نتخطى الحواجز، ولقيت تجاوباً مع الأفكار التي طرحتها».
وأشارت مصادر «البناء» الى أن جولة باسيل لها أهمية كبيرة في تعزيز التضامن الوطني وتحصين الساحة الداخلية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان. وعلى الرغم من أن جولة باسيل لا سيما على الرئيس بري وفرنجية لا تشير إلى تغيّر بالمواقف السياسية من الملف الرئاسي، إلا أنها يمكن التأسيس عليها لمراحل مقبلة من الحوار.
وكان باسيل زار رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي ونواب تكتل «التوافق الوطني» طه ناجي وحسن مراد ومحمد يحيى وعدنان طرابلسي، ورافق رئيس التيار أعضاء تكتل «لبنان القوي» النواب جيمي جبور وشربل مارون. كما زار باسيل تكتل الاعتدال الوطني، وقال بعد الاجتماع: «لا تنجح أي فكرة في البلد إذا تمّ تغييب أي فريق ولا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأمين مشاركة كلّ المكوّنات الوطنية وهذا أساس الزيارة». اضاف: «لا وحدة وطنية ولا يمكن الحفاظ عليها من دون المكوّن السني في البلد وسنتابع بآلية عمل كي نحقق نتائج بالتعاون على أمل أن تنعكس إيجاباً على جميع اللبنانيين».
على الصعيد الحكومي، وبعد لقاء كسر الجليد السياسي بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عقد لقاء وزاري تشاوري جامع في السراي خصّص للبحث في كل المستجدات ومنها ملف النزوح، حضره الوزراء المحسوبون على التيار الوطني الحر، إلا أن اللقاء لم يمر على خير، بل شهد توتراً بين وزراء التيار ورئيس الحكومة، ما أدّى الى خروج وزيري الدفاع والشؤون الاجتماعية من الجلسة غاضبين.
وأفادت وسائل إعلامية بأنّ وزير الدفاع موريس سليم خرج من قاعة اجتماع اللقاء التشاوري في السراي الحكومي غاضبًا، وكان يصرخ بالقول: «يا عيب الشوم». كما غادر سليم وهيكتور حجار قاعة السراي إلى سيارتيهما غاضبَين، ليعود حجار لاحقًا إلى الداخل. لينضم وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري لاحقاً إلى وزير الدفاع في سيارته لمحاولة حل إشكال ما حصل. إلا ان سليم عاد وغادر السراي.
وأوضح المكتب الإعلامي لوزير الدفاع في بيان الى أنه «قبيل مغادرة وزير الدفاع مكتبه في طريقه الى السرايا، تسلم مراسلة عاجلة من رئيس الحكومة تحت عنوان «رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش» صيغت بأسلوب غير مألوف في المخاطبة بين رئيس الحكومة والوزراء خُتمت بالطلب من وزير الدفاع «وبالسرعة القصوى رفع الاقتراحات اللازمة» بالنسبة لتفادي الشغور «بما من شأنه تأمين الاستقرار المنشود في الجيش لا سيما في مركز القيادة بعيداً عن الجدل القانوني وما يرافقه من نقاشات وأراء فقهية»، كما ورد في مراسلة رئيس الحكومة».
وأضاف مكتب سليم: «هذه المراسلة وما تضمنته من عبارات لا تتناغم مع علاقة رئيس الحكومة مع الوزراء ولا سيما وزير الدفاع الذي أبدى كل تعاون في أكثر من ملف لأنه حريص على وحدة المؤسسة العسكرية وعلى دورها الوطني لا سيما في مثل هذه الظروف الراهنة ولا يحتاج إلى دروس من احد في هذا الصدد، الا ان النقاش مع رئيس الحكومة لم يسفر عن أي نتيجة خصوصاً لجهة الاسباب التي دفعته الى توجيه هذه المراسلة المستغربة مضموناً وأسلوباً. وعليه غادر وزير الدفاع السرايا من دون ان يشارك في «اللقاء التشاوري».
وأشار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، إلى أن «من يحلّ مكان رئيس الجمهورية هم الـ24 وزيراً، وقد عالج رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام هذا الأمر على مدى سنتين ونيف، ونحن اليوم على استعداد أن تكون مشاركتنا في مقابل غياب رئيس الجمهورية بـ 24 وزيراً».
وتوقعت مصادر حكومية لـ»البناء» معركة سياسية في ملف قائد الجيش ورئيس الأركان في ظل الخلاف السياسيّ الحادّ حولهما. مستبعدة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون نظراً للرفض القاطع من باسيل.
وبعد انتهاء اجتماع السرايا، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، عن موضوع التمديد لقائد الجيش والقيادات الأمنية، أن «الكتاب الذي وجّهه الرئيس ميقاتي الى الوزراء كان بمثابة متابعة لهذا الموضوع، وأعود وأكرر بأن لا قراراً نهائياً في موضوع شغور قيادة الجيش»، لافتاً الى أن «موضوع مشاركة وزراء التيار الوطني الحر في الجلسات المقبلة كان للمرة الأولى مطروحاً بشكل جدّي، وبطبيعة الحال، لدى الوزراء مطالب وسيتابع هذا الموضوع وزير العدل مع ميقاتي».
ولفت مكاري إلى أننا «بحثنا بزيارة بو حبيب الى سورية واتصالاته هناك، إضافة الى الوضع في جنوب لبنان وفي فلسطين المحتلة». كاشفاً أن «هناك اتصالات تجري بين ميقاتي والوزراء مع مسؤولي المنظمات الدولية، ووضعنا ميقاتي في أجواء ما يحصل في موضوع النازحين، وفي النهاية إذا حصل تدهور في الجنوب سيكون هناك نازحون لبنانيون وسوريون، وهذه أمور يلزمها حل وطرحت حلول وستصدر قرارات بها غداً (اليوم)».
وفي سياق ذلك، أوضح وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بعد لقائه نائب المنسّق الخاص للأمم المتحدة عمران ريزا، اننا «لن نتفهم، بعد نهاية الشهر الحالي، التأخير الحاصل في تسليم داتا النازحين وعدم التزام الاتفاق الموقع بيننا في وقت سابق». وأضاف «أجرينا حوارًا بنّاء يتعلّق بالنازحين مع ممثلي الأمم المتحدة على هامش زيارتنا سورية، واجتماعات المتابعة مستمرة مع نظرائهم العاملين في لبنان».
********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
تنسيق تام مع حزب الله وبقية القوى السياسية: الاشتراكي «حضّر» الجبل لاستقبال النازحين
من يتتبّع حركة المناطق الواقعة تحت نفوذ الحزب التقدمي الاشتراكي في الجبل والإجراءات التي تقوم بها «وحدات» من الحزب، فضلاً عن متطوّعين ومتطوّعات، يستخلِص مخاوف من مؤشرات اندلاع حرب كبرى. ومع أنْ لا أحد قادرٌ على الجزم بمآل الوضع في الأيام والأسابيع المقبلة، إلا أن ما أُنْجِز أو لا يزال يُعمل عليه، يجري على قاعدة أن الحرب واقعة غداً. أعدّ الحزب الاشتراكي خطّة طوارئ احترازية لاستقبال النازحين من الجنوب والضاحية، بتنسيق تام مع حزب الله، وبالتعاون مع بقية القوى السياسية
في الساعات الأولى التي تلَت عملية «طوفان الأقصى»، بدا النائب السابق وليد جنبلاط عازماً على فرض إيقاعه الخاص في مقاربة الحدث، إذ تقدّم على بقية الأطراف السياسية في إعلان وقوفه «مع المقاومة والجنوبيين في حال اعتدت إسرائيل على لبنان». وانطلاقاً من قراءته للتداعيات الإستراتيجية لما يجري، سارع إلى عقد اجتماع ضمّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وكل مسؤوليه، مشدّداً على نقاط ثلاث: الأولى، دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية أياً كانت والوقوف إلى جانب الفلسطينيين، مذكّراً بمواقف كمال جنبلاط من هذه القضية. والثانية، أن الحدث قد يتطور عسكرياً ويصل إلى لبنان، وفي هذه الحال «سنقف إلى جانب أهلنا في الجنوب والمقاومة وحزب الله». والثالثة، إعلان حال استنفار وإعداد خطة لاستقبال النازحين في حال حصول مستجدّات كبيرة في الجنوب.
وعلى الفور، كلّف زعيم المختارة مفوّض الداخلية في الحزب هشام ناصر الدين بتشكيل لجنة مركزية تضم أعضاء ووكلاء في المناطق لوضع خطة عمل تشمل الشوف وعاليه والمتن الأعلى وبعبدا وراشيا وحاصبيا. ومنذ أكثر من أسبوع، بدأ الحزب تحضير خطط الطوارئ لفتح أبواب الجبل أمام عدد كبير من النازحين من المناطق الجنوبيّة في حال شهد الوضع العسكري مزيداً من التدهور، فجرى مسح للمراكز والمدارس والشقق المتوافرة للإيجار. وبدأت محاولات، بطلب من تيمور جنبلاط، لكبح جماح «مستغلّي الأزمات» بعدم المبالغة في الأسعار، رغم أنّ ضبط هذا الأمر ليس سهلاً. وشُكّلت خليّة طوارئ مؤلّفة مناطقياً من وكيل الداخلية والمؤسسات الرافدة مهمّتها الرئيسيّة استقبال النازحين وتوزيعهم على مراكز النزوح، وتوجيههم إلى الطرقات التي يُمكن سلوكها في حال تعرّضت طرق معينة للقصف، مع وضع أكثر من سيناريو في هذا الإطار. كما يهتم «الاشتراكي» بتحديد المراكز والعناصر الذين سيواكبون كلاً منها، إضافة إلى تشكيل فرق للدّعم النفسي للأطفال.
وأوضح ناصر الدين لـ «الأخبار» أن الخطة تتضمن «لجنة مركزية أساسية تنبثق منها لجان في كل المناطق، منها لوجستي لتحديد الاحتياجات، وأخرى مكلّفة بإحصاء مدارس المنطقة وتحديد القدرة الاستيعابية واللوازم المطلوبة ولا سيما في فصل الشتاء من مولّدات كهرباء ووسائل تدفئة، ولجان لإجراء مسح شامل للمستشفيات ومراكز الرعايا الصحية». وتشارك في الخطة «منظمة الشباب في الحزب، الاتحاد النسائي، جمعية الخرّيجين، الكشاف، المكتب التربوي، جمعية نضال لأجل الإنسان وجمعية فرح التي تتولّى جزءاً أساسياً من العمل لجهة تأمين لوازم للإيواء». وكل من هذه اللجان تضم مسؤولين إداريين ولوجستيين وتربويين وأمنيين (للتنسيق مع القوى الأمنية)، فضلاً عن أطباء ومسعفين، وهم مسجّلون بالأسماء على الورق وجاهزون. ويعقد هؤلاء اجتماعات يومية في ما بينهم، ومع مسؤولين في أحزاب أخرى لجمع أكبر عدد من المعطيات والاتفاق على التعاون. ويتولى أعضاء من هذه اللجان التواصل مع وزارة الصحة والمستشفيات التي طلِب منها تأمين «مخزون من اللوازم الطبية يكفي ستة أشهر على الأقل»، كما جرى التواصل مع مديري المدارس لتحديد القدرة الاستيعابية لكل مدرسة. وبحسب ناصر الدين، «وصل عدد المدارس إلى 150 تضم 3000 غرفة». وفي القطاع الصحي، هناك حوالي 13 مستشفى يجري تجهيزها من بينها مستشفيات الشحار في قبرشمون، سبلين، عين وزين، كمال جنبلاط، الجبل، واثنان في حاصبيا وراشيا. أما مراكز الرعايا الصحية فجرى تخصيص 13 منها في الشوف، و14 في عاليه، و27 في قضاء بعبدا، و8 في راشيا وحاصبيا. ويجري تحضير مراكز في مناطق أخرى قادرة على تقديم الخدمات».
وترافق ذلك مع تنسيق مع الصليب الأحمر الذي يملك «7 مراكز في الشوف وعاليه، في كل منها 3 سيارات إسعاف مجهّزة للطوارئ»، وأكّد الصليب الأحمر أنه «يستطيع تأمين بعض الاحتياجات اللازمة من حصص غذائية وصحية متى أعطت الحكومة الضوء الأخضر، وهو سيتصرف وفقاً للخطة الموضوعة مع الحزب». فيما جرت مساعٍ مع المنظمات الدولية لتكون جزءاً من هذه الخطة، إلا أن ما كانَ مفاجئاً هو «عدم إظهارها أي استعداد للتعاون وكأنّها غير معنية».
وأكّد ناصر الدين أنه «تمّت تهيئة الأرضية بشكل كامل، في حال حصول أي تطور يدفع الأهالي إلى النزوح»، مشيراً إلى أن «بعض العائلات نزحت بالفعل إلى الجبل ومنطقة الإقليم لكنّ العدد لا يزال محدوداً».
إلى ذلك، تتواصل اجتماعات أعضاء خلايا الأزمة في المناطق مع المسؤولين في الأجهزة الرسمية والبلديّات بهدف توحيد الجهود، إضافة إلى اجتماعات بين «الاشتراكي» وبقيّة الأحزاب من دون استثناء، بطلب من جنبلاط، لضمّها إلى خلايا الأزمة الموسّعة مع البلديات المعنيّة. أما التنسيق مع «حزب الله» كما شرحه ناصر الدين، فيبدو في أعلى مستوياته، مع تواصل مُكثّف واجتماعات شبه يومية بين الفريقين للبحث في كل التفاصيل. ويشمل التنسيق تبادل معلومات بشأن الأعداد المتوقّع نزوحها، ودرس حاجات النازحين في كل مركز من الغذاء والطبابة والمحروقات وغيرها والاحتياجات التي يُمكن أن يؤمّنها الطرفان، تحديداً حزب الله، بمعزل عن الدولة. كما يراقب «الاشتراكي» بشكل يومي الأسواق لجهة الحاجة إلى كميات المواد الغذائية والتأكّد من أي نقص فيها وإلى أي مدّة تكفي الكميات الموجودة.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
“يا عيب الشوم “… استعادة انقسامية حول شغور قيادة الجيش!
يمكن القول انه بعد “خمود” او “تخدير” قسري طارئ وظرفي املته التطورات المتلاحقة منذ انفجار #حرب غزة ومواجهات الحدود الجنوبية، استفاق الفولكلور السياسي الانقسامي باسوأ معالمه داخل الحكومة وخارجها حيال ملفات استعصى التوافق عليها اكثر من ملف السلم والحرب ومن يمسك بالقرارات المصيرية في وقت تهتز الأرض الجنوبية وتميد بمواجهات اسقطت واقعيا القرار 1701 بلا رفة جفن. الوجه القاتم لاستعادة الانقسامات تجسد في الخلافات الحادة بين المسؤولين الى حدود ان وزير الدفاع يغادر اجتماعا وزاريا وهو يردد غاضبا “يا عيب الشوم”، وهذا ما ينطبق على كل الطبقة “المسؤولة” هذه. ثم ان هذا الفولكلور تمثل في الازدواجية الفاقعة التي لا تفسير لها سوى في ان ما يجري امام الكاميرات في بعض التحركات السياسية والكلام عن الموجبات التوحيدية التي تفرضها خطورة الأوضاع والخشية المتعاظمة من انزلاق لبنان الى حرب مدمرة، لا تتطابق اطلاقا مع حقيقة المجريات السياسية التي لا تزال تتحكم بها لعبة تناتش النفوذ والمحاصصات وسواها وكأن شيئا لم يكن. النموذج الاحدث لانفجار هذه الازدواجية جرى تقديمه امس في انفجار الخلاف علنا خلال انعقاد اللقاء التشاوري الوزاري الذي انعقد في السرايا بين رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم حول ملف التحسب للشغور في قيادة الجيش، اذ كان يفترض بعد زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل للسرايا في مستهل الجولة التي قام بها على بعض القيادات ورؤساء الكتل ان يترجم وزراؤه “الموجب التوحيدي” بالسعي الإيجابي لايجاد حل عاجل لمنع الشغور في قيادة الجيش. لكن انفجار الخلاف داخل السرايا بدا “منسجما” أيضا مع التوافق الذي ساد لقاء بنشعي بين باسيل ورئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية حول رفض التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وهو امر لافت اجتمع عليه الخصمان اللدودان ربما على قاعدة “وحدة الخطر” الذي يشكله قائد الجيش كأبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية.
وعلمت “النهار” من مصادر وزارية أنه قبل بدء اللقاء التشاوري الموسع للحكومة، دخل وزير الدفاع موريس سليم متجهماً، واجتمع على انفراد برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحصل ما يشبه الإشكال بينهما، وعلم الوزراء بالأمر جراء الصراخ الذي وقع بين الرجلين.
وعن أسباب الإشكال، كشف المصدر أن سليم منذ دخوله كان آتياً للاعتراض على الرسالة الموجهة إليه من قبل رئيس الحكومة، وفيها الطلب بأن يقترح وزير الدفاع اسماً لقائد الجيش أو التمديد لقائد الجيش، أو تعبئة الشواغر في المجلس العسكري وذلك وفقاً للدستور وقانون المجلس الأعلى للدفاع، فاعتبرها سليم أنها تجاوز لصلاحياته، وحصل جدال قانوني مع رئيس الحكومة. وأشار المصدر الى أن وزراء “التيار الوطني الحر” هنري خوري وهيكتور حجار وبطبيعة الحال عبدالله بو حبيب، شاركوا حتى انتهاء الجلسة، أما وزير الدفاع فقد خرج متجهماً واستكمل النقاش في قضية الصلاحيات، وتم تكليف وزير العدل بمتابعة الموضوع.
وأعلن وزير الإعلام زياد المكاري عقب اللقاء الوزاري التشاوري، أن سبب غضب وزير الدفاع هو كتاب وجهه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إليه يطالبه فيه بحلّ للشغور في قيادة الجيش. وأكّد مكاري “ألا قرار نهائياً بموضوع الشغور في قيادة الجيش”.
وبادر سليم الى اصدار بيان مطول برر فيه “الملابسات التي رافقت غياب وزير الدفاع عن اللقاء التشاوري”، فاكد انه تسلم مراسلة عاجلة من رئيس الحكومة تحت عنوان: “رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش” وصفها بانها “صيغت بأسلوب غير مألوف في المخاطبة بين رئيس الحكومة والوزراء ختمت بالطلب من وزير الدفاع وبالسرعة القصوى رفع الاقتراحات اللازمة بالنسبة لتفادي الشغور،” بما من شأنه تأمين الاستقرار المنشود في الجيش، لا سيما في مركز القيادة، بعيدا من الجدل القانوني وما يرافقه من نقاشات وآراء فقهية”. كما لفت الى أن الرسالة “ذُيلت بأن نسخة منها أرسلت إلى وزير العدل بصفته وزيرا للدفاع الوطني بالوكالة، وهو امر غير مألوف وملتبس، فضلا عن انه يخالف الدستور، لا سيما أن وزير الدفاع يمارس مسؤوليته الوزارية، وليس خارج البلاد. كما ارسلت نسخة الى قيادة الجيش علما بأنها غير معنية برفع الاقتراحات المذكورة إلى مقام مجلس الوزراء”. وقال ان نقاشه في السرايا مع رئيس الحكومة “لم يسفر عن اي نتيجة خصوصا لجهة الاسباب التي دفعته الى توجيه هذه المراسلة المستغربة مضمونا واسلوبا. وعليه، غادر وزير الدفاع السرايا من دون ان يشارك في اللقاء التشاوري”.
لقاء بنشعي
وبدا لافتا ان ملف شغور منصب قائد الجيش واحتمال التمديد له صار متقدما في الأولويات بدليل انه اخذ حيزا من لقاء رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل في بنشعي عصر امس. اذ ان فرنجية قال بوضوح “نحن ضد التمديد لقائد الجيش وضد التعيين بغياب رئيس الجمهورية وننتظر أي صيغة ممكن ان تؤمن استمرارية المرفق العام العسكري على غرار ما حصل في المؤسسات الأخرى”. وقال بعد لقائه وباسيل الذي استمر ساعة “لبنان اهم من الرئاسة ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة”، وقال:”اكدنا حرصنا على البلد، والمقاومة اظهرت حرصا على لبنان ولا استطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، ونحن لا نحرص على لبنان أكثر من حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري وامين عام #حزب الله السيد حسن #نصرالله عليه، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في #فلسطين وغزة جريمة بحث الانسانية”.
من جهته اشار باسيل الى ان “هناك تفاهما كبيرا على مختلف الأفكار التي تم عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات”، وقال: “سعيد بزيارة رئيس تيار المردة، وفي هذه الظروف نتخطى الحواجز، ولقيت تجاوبا مع الأفكار التي طرحتها” . ويشار الى باسيل اختتم جولته من دون ان تشمل أيا من قادة المعارضة .
الـ 1701 والوضع الميداني
اما في المواقف السياسية التي تتصل بالوضع الميداني الذي تشهده الحدود الجنوبية فكان ابرزها امس دعوة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رئيسي المجلس والحكومة الى ترجمة موقفيهما من احترام لبنان لقرارات الشرعية الدولية . وقال جعجع “صرّح كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مرات عديدة بأنّ لبنان يحترم قرارات الشرعيّة الدوليّة، ولا سيما القرار 1701، فإذا كانا جادَّين بهذا الموقف عليهما أن يطلبا إذًا، من الجيش اللبناني الانتشار في منطقة عمل القوات الدولية، كذلك دعوة بقية المسلحين، سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين إلى الانسحاب من هذه المنطقة”..
ووسط استمرار المواجهات الميدانية ولو انها شهدت انحسارا نسبيا وزع “حزب الله” خبر استقبال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري .
واحتدمت الاشتباكات على الحدود الجنوبية بعد الظهر حيث سجل اطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية ورد الجيش الإسرائيلي بقذائف مدفعية على منطقة هورا الواقعة بين ديرميماس وكفركلا.وتسبب القصف الاسرائيلي على أطراف بلدة دير ميماس بأضرار جسيمة بالسيارات والممتلكات والمنازل. وأعلن “حزب الله” انه استهدف دبابة إسرائيليّة في ثكنة أفيفيم، بالصواريخ الموجّهة وأنّه “أوقع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح”.وافاد الجيش الإسرائيلي عن سقوط 4 قذائف أطلقت من الأراضي اللبنانية في مناطق مفتوحة بالجليل الأعلى. واشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان الجيش يهاجم الأراضي اللبنانية ردا على قصف مستوطنة كريات شمونة. كما افيد عن سقوط قذيفة دخانية اطلقها الجيش الاسرائيلي على جدار مقر قيادة اليونيفيل في رأس الناقورة، كما استهدف بالقنابل الفوسفورية منطقة المشيرفة واللبونة. وعصرا، تعرض مثلث طيرحرفا شيحن الجبين لقصف مدفعي اسرائيلي عنيف، حيث سقطت القذائف بالقرب ما احد اعمدة الارسال الهوائية.الى ذلك، استهدف “حزب الله” لليوم الثاني موقع جل العلم المواجه للناقورة. على الاثرتجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على أطراف بلدة راميا مع تحليق كثيف للطيران الحربي. كما استهدف الحزب ثكنة افيفيم بصاروخ موجه، الا ان الجيش الإسرائيلي اشار الى ان الصاروخ الذي أطلق من لبنان على دبابة في أفيفيم لم توقع إصابات وقد ردت مدفعيته على مصدر إطلاق النار.
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصر الله يُجدّد مع “حماس” و”الجهاد” الانخراط في حرب غزة
رسالة دولية إلى بري وميقاتي: إمساك الجيش بالحدود يمنع الحرب
غداة زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون القطاع الغربي من الحدود الجنوبية ومقر قيادة قوات «اليونيفيل»، تحركت الاتصالات على أعلى المستويات داخلياً وخارجياً تحضّ السلطات اللبنانية على تنفيذ تعهداتها بالتزام القرار 1701. ووفق معلومات ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنه ما دام لبنان أعلن التزامه هذا القرار، فيقتضي العمل على «تكليف الجيش وقوات «اليونيفيل» الإمساك بالحدود الجنوبية وانسحاب «حزب الله» والفلسطينيين». وكشفت أنّ رسالة دولية بهذا المضمون تبلغها رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي.
وهل هناك من سبيل آخر غير تكليف الجيش و»اليونيفيل» الإمساك بالحدود الجنوبية؟ تجيب المصادر الديبلوماسية: «ليس هناك أي خطة أخرى أو حل غير هذه الخطوة، وإلا فإنّ ما يسمى قواعد الاشتباك الجديدة، التي يمارسها «حزب الله»، تعني احتمال الانزلاق الى الحرب، في ضوء حجم الضحايا على جانبي الحدود» .
وأضافت: «لكي نلغي حجة «حزب الله» التي تربط جبهة الجنوب بالدخول الإسرائيلي البري الى غزة، وكذلك لإلغاء حجة اسرائيل لشن الحرب، سيحصل لبنان من خلال خطوة الجيش والقوات الدولية على ضمانة دولية أميركية بأن الحرب لن تقع. لكن في الوقت الراهن، لا يمكن الحصول على هذه الضمانة، ما يشرّع الأبواب أمام احتمال أن تكون اسرائيل هي من تريد الحرب، أو أنّ «حزب الله» هو من يريد الحرب بطلب من إيران». وأكدت المصادر «أنّ إسقاط حجّتَي اسرائيل و»حزب الله» سيكون من خلال إمساك الجيش و»اليونيفيل» بالحدود كي تكون هناك ضمانة دولية للسلام في لبنان فيتحمل عندئذ المجتمع الدولي المسؤولية كي يبقى لبنان في منأى عن الحرب».
وخلصت المصادر الى القول إن فرنسا لفتت الى أنّ هناك «ضربة حتمية ستوجهها اسرائيل الى لبنان ولا مجال لتفاديها إلا بتكليف الجيش والقوات الدولية الإمساك بالحدود الجنوبية، تطبيقاً للقرار 1701، لكنها لم تتلقَ بعد جواباً من السلطات اللبنانية، ما أثار امتعاض الرئاسة الفرنسية».
وفي سياق متصل، عقد الرئيس ميقاتي اجتماع عمل مع الوزراء لمتابعة نتائج زيارة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لسوريا، والوضع في الجنوب وفي غزة.
وبالتزامن مع الرسالة الدولية الى بري وميقاتي، أطل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بلقاء جمعه والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري. ووفق بيان وزعه «الحزب» مع صورة للقاء، جرى البحث في الخطوات التي يجب القيام بها لتحقيق «انتصار للمقاومة» ووقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتمّ الاتفاق «على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم». وتوقّف المراقبون عند اجتماع نصرالله بالقائدين الفلسطينيين نخال والعاروري، وإعلان هذا الاجتماع بالصورة، فرأوا فيه «إيحاءً أنّ قادة المحور يتحركون بشكل آمن وطبيعي وليسوا في وضعية قتالية وحربية كاملة، وإنما يقسّمون أوقاتهم بين الجبهات والتداول السياسي ومتابعة الملفات الأساسية».
كما توقف المراقبون عند نشر الرسالة التي وجهها نصرالله الى الوحدات والمؤسسات الإعلامية في «الحزب» طالباً منهم «اعتماد تسمية «الشهيد على طريق القدس» للشهداء الذين ارتقوا منذ 7 تشرين». فقال هؤلاء إنّ هذا الشعار يعود الى القائد في «الحزب» عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل عام 2008 في دمشق.
ووفق المعلومات فإنّ «العلاقات الإعلامية في «الحزب» عمّمت على الإعلاميين التابعين لها «بعدم الاستمرار في الحديث عن «خطوط حمر»، إذا تجاوزها الإسرائيلي في الحرب سيفتح «الحزب» والمحور باقي الجبهات».
********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مخاوف جدية من اتساع الحرب… ولا تفاهـم رئاسياً بين باسيل وفرنجية
في الأزمات الكبرى تبادر الدول إلى تحصين ذاتها وتوفير كلّ، أو ما أمكن من عناصر المناعة والحماية لشعوبها، التي تخفف عليها الصدمات، وتنأى بها قدر الإمكان عن الآثار والتداعيات والأكلاف الكبرى التي تنتج منها. على أنّ المفجع في حالة لبنان انّ تلك العناصر معدومة، منذ ما قبل حرب التدمير والإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة. وهو ما يفسّر حالة الإرباك التي تجتاح البلد على كل المستويات في هذه الفترة، والخوف العارم من أن تتدحرج هذه الحرب، ويجد فيها لبنان نفسه أمام أثمان لا يستطيع دفعها، او أمام أثمان باهظة جداً تفرض عليه ما لا يستطيع ان يتحمّله.
ميدانياً، لازم التوتر الشديد الحدود الجنوبية طيلة يوم امس، وتنقّلت العمليات العسكرية على امتداد الحدود، حيث استهدف «حزب الله» العديد من المواقع العسكرية الاسرائيلية، فيما تعرّضت خراج بلدات جنوبية لقصف اسرائيلي مدفعي وبالمسيّرات. واللافت في هذا السياق انّ هذه العمليات حافظت على الوتيرة نفسها السائدة منذ اكثر من اسبوعين، حيث تتراجع حدّتها حيناً وتعنف احياناً.
خسائر
ولوحظ في الايام الاخيرة سقوط ما يزيد عن 40 عنصراً من «حزب الله» في المواجهات الاخيرة مع العدو على الحدود، وردّت مصادر أمنية سقوط هذا العدد الى انّ عناصر الحزب ينفّذون عمليات انطلاقاً من المناطق المفتوحة التي تكشفها المسيّرات الاسرائيلية، فيما جنود العدو يتحصّنون في مواقعهم العسكرية، ومع ذلك يتمكّن الحزب من تحقيق اصابات مباشرة في صفوف جيش العدو.
فيما أبلغت مصادر قريبة من الحزب إلى «الجمهورية» قولها: «في المواجهات يسقط شهداء، ومهما سقط الشهداء فذلك لن يؤثر على معنويات مجاهدي المقاومة، التي نجحت في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف العدو، ويُعتّم عليها. فالإحصاءات الدقيقة واليقينية لدى المقاومة لخسائر العدو تؤكّد مقتل نحو 20 عسكرياً اسرائيلياً بينهم عدد من الضباط، اضافة الى ما يزيد عن 50 جريحاً، وتدمير عدد من الآليات العسكرية من بينها اكثر من 12 دبابة من نوع «ميركافا» التي توصف بـ«الكينغ»، وهو نوع من الدبابات الاكثر تطوراً من الجيل القديم من دبابات «الميركافا» التي استخدمها العدو في حرب الـ 2006، يُضاف الى ذلك ايضاً إعماء بصر العدو على الحدود من خلال تدمير أجهزة الرصد والمراقبة التي كان ينصبها على طول الحدود».
حرب بسقف منخفض
وإذا كانت الحدود تبدو مضبوطة حتى الآن بقواعد الاشتباك المعمول بها بين أسرائيل و«حزب الله» فإنّ مصدراً سياسياً مسؤولاً اكّد لـ«الجمهورية» انّه يستبعد ان تتطور الامور من الجانب اللبناني في اتجاه توسيع الحرب، الّا اذا بادرت اسرائيل الى توسيع هذه الحرب وإشعال جبهة لبنان، وهو امر لا ينبغي إخراجه من دائرة الاحتمالات. فيما قال مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية»: «انّ الوضع على الحدود اشبه ما يكون بـ«حرب منخفضة السقف»، قابلة لأن يرتفع سقفها مع اي طارئ. ولكن حتى الآن يبدو الوضع ثابتاً، فـ»حزب الله» يواظب على عمليات يومية وبوتيرة متسارعة واستهدافات دقيقة لمواقع العدو، موجّهاً بذلك رسالة واضحة يؤكّد من خلالها جهوزيته لأيّ طارئ. وفي المقابل، أفرغت اسرائيل المستوطنات الحدودية، وتدرّع جيش العدو في مواقعه العسكرية، والطرفان يتجنّبان استهداف المدنيين بالقصف، ما يعني انّ الوضع على الحدود ما زال محكوماً بعدم الرغبة في توسيع دائرة الحرب. إلاّ إذا فرضت الوقائع الميدانية تدحرجاً الى مواجهات اوسع».
تحذير
وفي موازاة هذا الوضع، علمت «الجمهورية» انّ التحذيرات الدولية ما زالت تتوالى في اتجاه لبنان، وتؤكّد على تجنّب توسيع دائرة الحرب. وآخرها رسالة من وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، وصلت في الساعات الاخيرة الى بعض المسؤولين. انطوت على مضمون يعبّر من جهة عن الحرص التقليدي على لبنان، ويحذّر من جهة ثانية بوضوح شديد من فتح جبهة الجنوب في وجه اسرائيل، واكّدت على ما مفاده انّ مصلحة لبنان تقتضي تجنيبه الانخراط في الحرب، لأنّ الردّ عليها سيكون مخيفاً، وهو امر ينبغي على كل الاطراف في لبنان ان يدركوه».
وتندرج في سياق التحذير من فتح الجبهة الجنوبية زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري للمرة الثانية في غضون ايام قليلة.
ورداً على سؤال قالت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية»، انّ «التحذيرات تصبّ كلها في هدف وحيد هو عدم إشغال اسرائيل او استنزافها في حربها على غزة. من هنا كان تأكيدنا لكل الموفدين انكم تأتون الى المكان الخطأ، لبنان ليس الطرف المعني بتقديم تطمينات، اذهبوا الى حليفتكم اسرائيل، فأنتم تعلمون مثلنا انّها هي مصدر الخطر على كل المنطقة».
بلد بلا مناعة
داخلياً، الواقع الداخلي على كل مستوياته يرصد تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تنذر بشرّ مستطير يضرب كلّ المنطقة، والمخاوف تسود كل شرائح المجتمع اللبناني من ان تتمدّد نارها الى هذا البلد، في الوقت الذي لا يتمتع فيه الشعب اللبناني بأسره بشيء من المناعة. وهو الامر الذي يبرّر ارتفاع بعض الاصوات الرافضة لانخراط او جرّ لبنان الى الحرب.
وإذا كان كل العالم مشغولاً بهذه الحرب، التي ليس معلوماً إلى أين ستتدحرج، ومتى ستنتهي، وكيف ستنتهي، وأيّ نتائج ستترتب عليها، وأي واقع سينتج منها على مستوى المنطقة، في هذه البقعة صارت الأولويات والاهتمامات ولسنوات لاحقة، فإنّ هذه الحرب، وانشغال العالم بها، عززت المخاوف من ان يُترك لبنان لمصيره ويدخل في دائرة النسيان، وهو الامر الذي دفع بعض المراجع السياسية الى رفع الصوت وحث مكونات البلد على إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان، وهذا ما يشدّد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتكراره انّ ثمة فرصة ينبغي التقاطها لإنجاز الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجهمورية.
إعادة تكوين الدولة
وفي هذا الاطار، قال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»: إنّ «حجم ازمتنا الداخلية بات اصغر من أن يُرى امام ما يجري من حولنا، ومن السذاجة الاعتقاد ولو للحظة بأنّ أحداً سيلتفت الينا، ليمدّ يد المساعدة الينا، الى إزماتنا السياسية والاقتصادية والمالية».
ولفت المرجع عينه إلى أنّ «واقعنا صعب جداً، ووضعنا بات اصعب مما كان عليه، وبتنا على تماس مع مخاطر كبيرة، وواهمٌ من يعتقد أنّ في امكاننا ان نستمر على هذا النحو. أنا على يقين من انّ في امكاننا أن ننجو ببلدنا، ونجعل من كل هذه المصاعب والمخاطر فرصة لإعادة تكوين الدولة ومؤسّساتها، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، وتشكيل حكومة جديدة تبادر فوراً الى خطوات عاجلة وإجراءات وقائية وتحصينية وتوفير مستلزمات صمود الناس أمام العاصفة الحربية التي تعصف بالمنطقة».
وهنا، يضيف المرجع المسؤول: «يجب ان ننتبه الى انّ لبنان الحلقة الأضعف في هذه المنطقة، وشعبه منذ بداية الحرب على غزة لم يشعر بلحظة أمان، وهو واقع يفترض بالحدّ الأدنى أن يستنفر مكوّنات الإنقسام الداخلي، فتضع خلافاتها على الرفّ، وتتلاقى على تحصين البيت الداخلي رئاسيّاً وحكومياً وإجرائياً، ولكن ما يدفع الى الخيبة هو انّ الملف الرئاسي ما زال يدور في الفراغ، وبدل ان نلمس اي مبادرة الى هذا التلاقي والتنازل لهذا البلد، لم يرمش لأحد جفن إزاء ما حصل، وما قد يحصل، والمتشبثون بشروطهم التعطيلية وبحساباتهم وشخصانياتهم ظلّوا متمترسين خلفها وكأنّ شيئا لم يحصل، مقدّمين بذلك نموذجاً فاضحاً من انعدام الشعور الوطني والحسّ بالمسؤولية تجاه هذا البلد».
حراك باسيل
ما عبّر عنه المرجع السياسي، تزامن مع الحراك الذي قام به رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل تحت عنوان تحصين الوحدة الداخلية، وقاده بالأمس الى بنشعي حيث التقى رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بعد فترة طويلة من الانقطاع والهجوم العنيف من قِبل باسيل وفريقه السياسي على فرنجيّة.
واشار باسيل بعد اللقاء، الى انّ هناك تفاهماً كبيراً على مختلف الأفكار التي تمّ عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل وإعادة الانتظام الى المؤسسات. وقال انّه «سعيد بزيارة فرنجية وفي هذه الظروف نتخطّى الحواجز، ولقيت تجاوباً مع الأفكار التي طرحتها».
اما فرنجية فقال: «لبنان أهم من الرئاسة، ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة». واشار الى «اننا اكّدنا حرصنا على البلد، والمقاومة اظهرت حرصاً على لبنان ولا استطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، ونحن لا نحرص على لبنان أكثر من حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري وامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله عليه، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة بحت إنسانية».
ورداً على سؤال في دردشة مع الصحافيين اشار فرنجية الى انّ «التيار الوطني الحر» ما زال على موقفه في موضوع رئاسة الجمهورية، واللقاء اليوم كان من اجل تحصين الموقف الداخلي. وقد أبدى النائب باسيل نية التعاون في حال وصولي إلى رئاسة الجمهورية».
هل اقترب الانفراج؟
المتابعون لحراك باسيل سجّلوا له مبادرته الى إعادة التواصل مع الذي سبق ان أدرجهم في خانة الخصوم، ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض انتخابه لرئاسة المجلس، ويقف تياره السياسي وحركة «أمل» على طرفي سجال شبه دائم، وكذلك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يعتبر باسيل حكومته غير شرعية، وحتى الأمس القريب حكمت العلاقة بينهما سجال ناري، وايضاً وليد جنبلاط الذي تحكمه به علاقة مترجرجة لا تخلو من سجال متقطع، وصولاً الى فرنجية الذي شيطنه باسيل سياسياً، وعلى مدى السنة الماضية بذل كل ما في استطاعته لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية، حتى انّه تقاطع مع خصومه اللدودين على جهاد ازعور لقطع الطريق على رئيس «المردة». الاّ انّ السؤال الذي رافق هذا الحراك: هل يمكن ان يؤسس لإيجابيات، وخصوصاً في ما خصّ الملف الرئاسي، الذي يشكّل بنداً رئيساً في حراك باسيل؟
إيجابيات في الشكل
في هذا السياق، قالت مصادر مواكبة لهذا الحراك لـ«الجمهورية»، انّها تنظر الى حراك باسيل من زاويتين، فمن حيث الشكل فلا خلاف على انّ هذا الحراك ايجابي، لا بل هو بالغ الايجابية خصوصاً في اتجاه رئيس تيار «المردة»، واما من حيث المضمون والأساس لا ارى موجباً للإفراط في التفاؤل، وتحديداً في ما يتعلق بالملف الرئاسي، حيث لم يعط باسيل ايّ إشارة الى تبدّل ولو طفيف في موقفه المعلن من هذا الملف.
حركة علاقات عامة
وفي موازاة تأكيد مصادر التيار لـ«الجمهورية» انّ «تحرّك باسيل يأتي ترجمة للشعور بالمسؤولية في هذا الظرف الصعب، وضرورة الشراكة في بناء جبهة داخلية صلبة لمواجهة التحدّيات التي قد تُفرض على لبنان، وكذلك التعاون مع كل الاطراف في كل ما يخدم مصلحة لبنان واستقراره»، اعرب مصدر مسؤول في «الثنائي الشيعي» عن «ارتياح ظاهر لمبادرة باسيل، وامل ان تؤسس زيارته لرئيس تيار «المردة» لما هو ابعد من كسر الجليد بينهما». فيما وصفت مصادر معارضة حراك باسيل بالاستعراضي، وأبلغت الى «الجمهورية» قولها: «لسنا ننتظر شيئاً من حركة أشبه ما تكون بجولة علاقات عامة لا اكثر ولا اقل. ولن يكون لها اي تأثير مباشر على الملفات الخلافية، وخصوصاً الملف الرئاسي».
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
حزب الله يستعد لمواجهات طويلة.. والاحتلال يتكتَّم على قتلاه
«مصالحة رئاسية» بين باسيل وفرنجية.. واشتباك بين ميقاتي وسليم حول الصلاحيات
لم يجتمعوا للسلم، بل مضت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغراق غزة ومخيمات القطاع جنوباً وشمالاً بقذائف الهاون والتدمير والخراب، حتى بدت احياء وعمارات وبنايات ومؤسسات مثالاً على همجية التدمير الإسرائيلي وإبادة البشر والحجر على حد سواء.
وفي المشهد من لبنان، شكل الإعلان عن اجتماع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، حدثاً بحد ذاته، لجهة ان قيادة المقاومة من لبنان إلى فلسطين، ما تزال ممسكة بمقدرات المواجهة واحتمالاتها الصعبة والمعقدة، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه لو طالت الحرب، كما تروج المستويات المختلفة في اسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة الاميركية والمعسكر الغربي.
وفي الوقائع، وعلى الرغم من الكلفة الباهظة للمواجهات منذ السبت في 7 ت1 الجاري التي دفعها حزب الله عبر العدد المتزايد من شهدائه، فإن الحزب يستعد لمواجهات طويلة في الجنوب، سواء بالاشتباكات المباشرة أو استهداف مواقع الاحتلال بمحاذاة الشريط الحدودي بصواريخ «الكورنيت» وغيرها من الاسلحة والمسيرات والمدفعية القادرة على إلحاق الخسائر بالاحتلال، والذي دأب على التكتم على قتلاه، لا سيما على جبهة الجنوب المشتعلة..
ولئن صوّب السيد نصر الله في رسالة إلى المعنيين في الاحداث والمؤسسات الاعلامية في حزب الله تسمية شهداء الحزب بـ «الشهداء على طريق القدس» انسجاماً مع حقيقة المعركة القائمة مع العدو الإسرائيلي منذ 7 ت1 مع «طوفان الاقصى» فإن المواجهة تتخذ أبعاداً متعددة، وانشطاراً واسعاً على جبهة العالم ككل.
لقاء تشاوري وأزمة مع سليم
وسط هذه الأجواء المشعة بالانفراج الداخلي، انعقد بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي لقاء تشاوري وزاري في السراي الكبير (كانت اللواء أشارت إليه في عددها أمس) ، بمشاركة وزراء التيار الوطني الحر، لكن إشكالاً وقع في بداية الجلسة مع وزير الدفاع موريس سليم الذي أثار الكتاب الذي وجهه إليه الرئيس ميقاتي حول التعيينات في المراكز الشاغرة في المؤسسة العسكرية.
وتبين أن سليم سلم ميقاتي كتاب اعتراض، مع كتابه في ما خص ايجاد حلول لشغور مركز قيادة الجيش، مع ان الاجتماع كان مخصصاً للتداول في زيارة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى دمشق ولقاء مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وفهم ان مسألة مشاركة وزير التيار الوطني الحر في جلسات مجلس الوزراء بات على همة الاتصال المفتوح مع وزير العدل هنري خوري، وهو وزير الدفاع بالوكالة، وأرسل كتاب تحضير الاقتراحات في ما خص ملء الفراغ في المؤسسة العسكرية إليه ايضاً، وهذا ما أغاظ وزير الدفاع.
ويذكر أن وزير الدفاع موريس سليم كان قد خرج من قاعة اجتماع اللقاء التشاوري في السراي الحكومي غاضباً، وكان يصرخ «يا عيب الشوم».
وأشارت المعلومات إلى أن “صراخ وزير الدفاع سببه إشكال حصل مع ميقاتي على خلفية التعيينات العسكرية في الجيش في المواقع الشاغرة وتعاطي ميقاتي مع الموضوع لجهة التسويق لطرح التمديد لقائد الجيش ولرئيس الأركان”.
كما اشارت الى ان ما أزعج وزير الدفاع في كتاب ميقاتي الذي طالبه فيه بالتعيينات كان تذكير ميقاتي له بالمادة 70 من الدستور التي تتحدث عن أنه يحق لمجلس النواب اتهام رئيس الحكومة والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى في حال إخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم.
وأفيد بأن وزير الدفاع ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار غادرا قاعة السراي إلى سيارتهما غاضبَين، ليعود حجار لاحقاً الى الداخل. لينضم وزير العدل هنري خوري لاحقاً إلى وزير الدفاع في سيارته لمحاولة حل إشكال ما حصل. إلا ان سليم عاد وغادر السراي.
وقالت أوساط مراقبة عبر اللواء أن ما جرى في اللقاء التشاوري في السراي بشأن اقتراح ملء الشغور في المراكز الأمنية قد يفتح النقاش بشأن مصيره لاسيما أن اللقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال والنائب جبران باسيل هدف إلى البحث في توحيد الموقف من التطورات، وسألت عن توقيت المراسلة بشأن نفس الشغور في مركز قيادة الجيش بالزيارة .
وأشارت الأوساط إلى أن بيان وزير الدفاع الذي صدر بشأن توضيح المراسلة جاء يؤشر أنه أي الوزير كان بعيدا عنه واكدت أن هناك غموضا في الملف واسئلة تطرح عما إذا كان باسيل وافق ضمنيا على التمديد وقبل ذلك المراكز الأمنية في المجلس العسكري.
إلى ذلك اعتبرت أن حراك باسيل قد لا يخرج بالنتائج التي يريدها، ولذلك لا بد من ترقب الخطوات المقبلة منه ومن افرقاء آخرين .
باسيل في بنشعي
وفي اليوم الثالث لجولته على القيادات والكتل النيابية، التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تكتل الاعتدال الوطني بالاضافة إلى الرئيس فيصل كرامي مع نواب التكتل الوطني، ثم انتقل بعد ذلك إلى بنشعي، حيث استقبله رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.
استمر الاجتماع بين باسيل وفرنجية ساعة قال بعده رئيس التيار الوطني:أنا سعيد بزيارة فرنجية وفي هذه الظروف نتخطى الحواجز ولقيت تجاوباً مع الأفكار التي طرحتها، وحصل تفاهم كبير على مختلف الأفكار حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات
وقال:«آمل أن يتم التفاهم والتقارب بين الجميع لمواجهة خطر الحرب.
بدوره، اشار فرنجية الى ان «لبنان اهم من الرئاسة ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة بنسبة 99 في المئة من المواضيع.
وقال: « اننا اكدنا حرصنا على البلد، والمقاومة اظهرت حرصا على لبنان ولا استطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة بحق الانسانية».
وقال فرنجية: التيار الوطني الحر ما زال عند موقفه في موضوع الرئاسة، مضيفاً أن باسيل أبدى نية التعاون في حال وصولي إلى الرئاسة».
وعند الخامسة من بعد ظهر اليوم، يعقد باسيل مؤتمراً صحافياً، يتحدث فيه عن جولاته، وما آلت إليه، وما يتعين فعله.
لجنة المال
نيابياً، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، ناقشت فيه الفصل الثالث من مشروع موازنة الـ 2024 المتعلق بالتعديلات الضريبية بحضور وزير المال يوسف خليل.
واقرت اللجنة المواد ٢٣ الى ٤٣ وعلقت ال٤٤ وال٤٥ من الفصل الضريبي المتعلقتين بالرسوم القضائية والسياحية، مطالبة بحضور وزارتي السياحة والعدل في جلسة مقبلة».
وطالبت لجنة المال بحضور مصرف لبنان جلسة لجنة المال للاطلاع منه على ما يتعلّق بسعر الصرف وطريقة احتسابه للرسوم والضرائب.
واشار كنعان عقب الجلسة الى ان «الوضع الاقتصادي الصعب لا يجب ان يغيب عن ذهننا عند الحديث عن رسوم وضرائب والعدالة الاجتماعية تقتضي التمييز بين المكلفين بالضرائب ومن يتوجب عليهم الرسم نسبة لمداخيلهم وحجم اعمالهم».
اضاف كنعان «لا تزال الرواتب، مقارنة مع الأوضاع المعيشية، دون المستوى المطلوب، وهو ما يجب أخذه بالاعتبار لناحية عدم وضع المزيد من الأعباء والأثقال على الأفراد الذين لا يمتلكون القدرة على تحمّلها».
سياسياً، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرئيسين نبيه بري وميقاتي بأن يحترم لبنان قرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701، فإذا كانا جادَّين بهذا الموقف عليهما أن يطلبا إذًا ، من الجيش اللبناني الانتشار في منطقة عمل القوات الدولية، كذلك دعوة بقية المسلحين، سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين إلى الانسحاب من هذه المنطقة.
الوضع الجنوبي
ميدانياً، دارت بعد ظهر أمس اشتباكات بالاسلحة الرشاشة بين الجيش الاسرائيلي وعناصر من المقاومة في موقع المالكية في الاراضي المحتلة قبالة عيترون.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعترف باصابة دبابة بصاروخ موجَّه أطلق من لبنان تجاه أفيفيم..
من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن تبادل إطلاق النار استمر على طول الخط الأزرق أمس.
وأضاف: «خلافاً لبعض التقارير، لم يتم استهداف أو إصابة أي دوريات تابعة لليونيفيل خلال هذه الاشتباكات، ولا يزال حفظة السلام التابعين لليونيفيل يتابعون مهامهم ويواصلون أنشطتهم، بما في ذلك الدوريات».
إلى ذاك شكل المؤتمر المسيحي الدائم لجنة طوارئ للمساهمة في مساعدة النازحين المسيحيين من القرى الحدودية هربا من القصف الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع المرجعيات الكنسية.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
رفع التنسيق في محور المقاومة… رسالة من الفصائل في غزة: جاهزون للمواجهة البرية
تورط اميركي مباشر في المحاولة الاسرائيلية الاستطلاعية الفاشلة على غزة وإرسال مزيد من المستشارين
مبادرة باسيل لتحصين الساحة والتعيينات العسكرية… والقوات تجهض اجتماعه مع المعارضة – محمد بلوط
لم يتغير المشهد الملتهب في ظل العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة والمواجهات المستمرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي.
وفي المستجدات في الساعات الماضية، قال مصدر مطلع لـ«الديار» ان محور المقاومة رفع من وتيرة التنسيق والتشاور في ظل تدحرج التطورات واستمرار العدو الاسرائيلي في حربه على الشعب الفلسطين قتلا وتدميرا ممنهجا بغطاء اميركي وغربي مكشوف وسافر.
وكشف عن ان المقاومة في غزة اكدت خلال المشاورات التنسيقية، انه رغم شراسة العدوان والدعم الذي يتلقاه، هي جاهزة وحاضرة بقوة في مواجهة العدو، وما زالت تمتلك القوة اللازمة لمواجهة ما يمكن ان يقدم عليه، ومنها محاولة القيام بعملية عسكرية برية ضد القطاع.
واضاف المصدر ان لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الامين العام لحركة الجهاد الاسلامية الفلسطينية زياد نخالة وعضو المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري يندرج في هذا الاطار، حيث تناول «ما يجب ان يقوم به اطراف محور المقاومة في هذه المرحلة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين، ووقف العدوان الاسرائيلي الوحشي»، كما عبر البيان عن الاجتماع.
تورط عسكري اميركي في محاولة الاستطلاع الفاشلة على حدود غزة
وفي اطار تأكيد التورط العسكري الاميركي المباشر في العدوان، كشف المستشار السابق في البنتاغون دوغلاس ماكغريغور عن تمكن حماس من تصفية مفرزة عسكرية من قوات النخبة الاسرائيلية وقوات اميركية خاصة، في المحاولة الاخيرة لهذه المفرزة، عندما حاولت القيام بمهمة استطلاعية، متجاوزة حدود غزة للاستطلاع عن مكان الرهائن وجس النبض بشأن العملية البرية.
والجدير بالذكر ان البنتاغون اعترف ايضا مؤخرا بارسال مستشارين من كبار العسكريين الاميركيين الى الكيان الاسرائيلي، بالاضافة الى مزيد من الانظمة الدفاعية.
وقالت وسائل اعلام اميركية امس انه تم الاتفاق على تأخير الهجوم البري على غزة، بانتظار استكمال ارسال انظمة الدفاع الجوي اللازمة الى «اسرائيل».
قصف حيفا وايلات
واعترف العدو الاسرائيلي امس باستمرار قوة حماس وانها «ما زالت قادرة على المهاجمة»، وجاء ذلك في اعقاب مهاجمة مجموعة من المقاومة منذ يومين عبر البحر قاعدة عسكرية على الساحل في زيكيم قرب عسقلان، ووصف مسؤول اسرائيلي بانه اكبر اختراق بحري منذ هجوم حماس.
كما اعترف العدو باستمرار قوة المقاومة في غزة الصاروخية. وقد قصفت امس بصاروخ ثقيل من طراز «عياش ٢٥٠» ثكنة عسكرية في ايلات، واعترفت مصادر العدو بسقوط الصاروخ وانفجاره قرب الثكنة.
كما قصفت منطقة حيفا بالصواريخ وسمعت صفارات الانذار في المنطقة. كما تعرض عدد من المواقع والمستوطنات الاسرائيلية في غلاف عزة لقصف صاروخي ايضا.
وواصل العدو قصفه الهمجي لغزة موقعا عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ووصل عدد الشهداء المدنيين الى ستة الاف وخمسمئة شهيد واكثر من ستة عشر الف جريح.
ويشهد الوضع الداخلي الاسرائيلي حالة من الارباك الكبير منذ عملية « طوفان الاقصى». ويواجه رئيس حكومة العدو وضعا صعبا وحرجا جدا، حيث ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت مؤخرا ان ثلاثة من وزراء حكومته هددوا بالاستقالة.
كما تعرض ايضا لموجة من الانتقادات من قبل قيادات في الجيش، وبرزت خلافات بينه وبين بعض القيادة العسكرية، ما اضطره الى اصدار بيان مشترك مع رئيس الاركان لنفي الخلاف بينهما.
مصدر للديار: المواجهة طويلة
وعلى جبهة المواجهة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، قال مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان هذه المواجهة مستمرة ولا يستبعد ان تطول.
وردا على سؤال حول توسعها الى حرب مفتوحة، قال ان احدا لا يستطيع التكهن الان في ما سيحصل، وهذا الامر مرهون بتطور الوضع في غزة والوضع في المنطقة بصورة عامة. ولفت الى ان مقاتلي حزب الله تمكنوا من تحقيق اصابات مباشرة بمواقع عسكرية على طول الجبهة في القطاعات الثلاثة الغربي والشرقي والاوسط.
واشار الى زيادة تعتيم العدو على خسائره بعد ترحيل المستوطنين عن المستوطنات الحدودية. لكن المعلومات المتوافرة تؤكد سقوط اكثر من عشرين قتيلا في صفوف جيش العدو، بالاضافة الى عشرات الجرحى وتدمير العديد من الياته ومعداته، عدا تعطيل وتدمير ما يقارب الاربعين في المئة من تجهيزاته وابراجه للاستطلاع والاستخبارات والتخابر والمراقبة.
وامس تمكن حزب الله من اصابة دبابة اسرائيلية بصاروخ موجه مباشر في موقع افيفيم، باعتراف مصادر العدو. كما تمكن من اصابة هدف عسكري كبير في محيط موقع حدب البستان.
وجرت اشتباكات ومواجهات في عدد من المواقع بين المقاومة وجيش العدو. وبلغ عدد شهداء حزب الله منذ بدء المواجهات ٤٤ شهيدا.
واستهدف المقاومون كريات شمونة باربعة صواريخ.
مبادرة باسيل
وفي الشأن السياسي القائم على وقع التطورات الميدانية، تبرز مبادرة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجولته على القيادات والاطراف السياسية، حيث اكد امس انها تهدف الى حماية لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وقال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» امس ان مبادرة باسيل «تهدف في الاطار العام، كما عبر في لقاءاته، الى تقريب وجهات النظر بين سائر الاطراف وكسر حدة الاجواء السائدة، من اجل تحسين وتحصين الموقف اللبناني لحماية لبنان في هذا الظرف الدقيق. كما انه يسعى الى الاتفاق على الملفات الاساسية المطروحة، ومنها الاستحقاق الرئاسي وموضوع قيادة الجيش، مع ملء الشواغر في باقي المراكز بقيادة المؤسسة العسكرية ومنها قيادة الاركان، عدا قضية النازحين السوريين».
واضاف المصدر «ان الايجابية في حركة باسيل انه اكد على التواصل مع الجميع من دون عقد او تعقيدات، بغض النظر عن الخلافات القائمة، لكن يبدو مع الاسف ان القوات اللبنانية تعارض هذه المبادرة». ولفت المصدر الى «ان حماية لبنان هي مسؤولية الجميع، وهذا يفترض في كل الاحوال تحصين الساحة الداخلية وتعزيز مقومات الصمود وتفعيل عمل المؤسسات والحكومة، اكان في الوضع الراهن او في حال توسع الحرب». وخلال جولته امس كرر باسيل «اننا لا نريد الحرب ولا نسعى اليها، لكن في حال تم الاعتداء علينا سنقوم بالدفاع عن انفسنا «.
واذ شدد على وحدة الصف وحماية لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية، قال «انه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون ان نتشارك في الامر جميعا «.
وكان التقى نهارا كتلة «الاعتدال الوطني» ذات الاغلبية السنية، وكتلة «التوافق الوطني» ايضا، حيث اكد النائب فيصل كرامي باسمها على اهمية الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الاسرائيلي».
اجواء بري وجنبلاط
وعلمت الديار ان باسيل ووليد جنبلاط في اللقاء بينهما اول من امس، قد اتفقا على الموقف تجاه التطورات الراهنة في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة، كما ابدى جنبلاط تأييده لما طرحه باسيل في خصوص ملء الشواغر بالمراكز القيادية في المؤسسة العسكرية، ومنها رئاسة الاركان.
وقالت المعلومات ان باسيل يؤيد فكرة التوافق على سلة واحدة في شان المراكز القيادية في الجيش، وانه لم يدخل في التفاصيل.
وقالت المعلومات ايضا للديار ان الاجواء في عين التينة كانت جيدة، وان الرئيس بري ابدى ترحيبه بكل تحرك ومسعى يهدف الى تحصين الساحة الوطنية في مواجهة التطورات والعدوان الاسرائيلي المستمر.
ونقلت مصادر مقربة من عين التينة ان الرئيس بري اكد مرارا على وجوب قيام الحكومة بمسؤولياتها وواجباتها، فكيف في الظروف الاستثنائية التي نمر بها، وشدد على وجوب تأمين متطلبات هذه المرحلة وتعزيز عمل الحكومة والوزارات والادارات المعنية في هذا الاطار.
هل يشارك التيار بجلسات الحكومة ؟
واضافت المعلومات ان باسيل لم يتطرق مباشرة الى مشاركة وزراء التيار الوطني الحر في جلسات مجلس الوزراء، لكن مصادر مطلعة لم تستبعد ان يشارك وزراؤه اذا ما تم التوافق على سلة المراكز العسكرية وملفات تتعلق باجراءات مواجهة التطورات الراهنة في اطار استثنائي.
القوات تجهض لقاء باسيل والمعارضة
من جهة اخرى، علمت «الديار» ان قيادة القوات اللبنانية لم تكتف برفض لقاء باسيل، بل مارست ضغوطا لافشال محاولة رئيس التيار لقاء نواب المعارضة امس، وابلغت انها لا ترى موجبا لمثل هذا اللقاء، مفضلة البقاء على الطريقة المتبعة واقتصار الامر على اللقاءات النيابية الجانبية في المجلس النيابي حول رئاسة الجمهورية.
وقالت مصادر سياسية ان القوات اللبنانية لا تريد اعطاء باسيل اي فرصة للقيام بدور المبادر على الساحة السياسية، وانها ايضا تعتبر ان حراكه يصب في اعطاء غطاء لحزب الله وما يفعله على الساحة وفي الجنوب. ويشار الى ان رئيس حزب القوات سمير جعجع عبر عن رفض المبادرة بقوله ان باسيل «لا يملك اي مبادرة، بل يختار اعادات لا فائدة منها «.
حاصباني للديار
وسالت «الديار» امس النائب في القوات اللبنانية غسان حاصباني عن الموقف من مبادرة باسيل والبديل لها عند القوات، فقال «ما هو طرحه بصراحة؟ نحن لم نسمع منه اي طرح واضح «.
وكشف انه «حصل تواصل مع قوى المعارضة، وقلنا اننا نكتفي بالتواصل القائم في موضوع رئيس الجمهورية. اما البديل فهو برأينا واضح جدا، عدم زج لبنان في حرب والتركيز على موضوع رئيس الجمهورية. ان جر لبنان الى الحرب ابعد ويبعد التركيز على موضوع رئيس الجمهورية والعودة الى المؤسسات الدستورية، ولا بدائل اخرى للحفاظ على لبنان».
هاشم
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ «الديار « عن مبادرة باسيل : انها خطوة ايجابية للتشاور والتواصل بين المكونات السياسية للبحث في كل القضايا التي تهم وطننا في هذه الظروف، على امل ان تؤسس لفتح باب التشاور والبحث في كل ما يمكن ان يحصن الداخل في وجه العدوان الاسرائيلي، ولا بد من ان يتوسع التشاور نحو خطوات عملية لمقاربة الملفات الاساسية، وخصوصا رئاسة الجمهورية، لتفعيل الدولة ومؤسساتها من اجل اتخاذ القرارات الوطنية ومواجهة كل الاستحقاقات».
التقدمي
وقال مصدر نيابي في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار عن مبادرة باسيل «انه تحسس عمق الازمة وضرورة ايجاد مخارج للاستحقاقات الدستورية والامنية لحفظ البلد من المخاطر المحدقة به جراء تطور الاوضاع في فلسطين وامكان توسع الجبهات الى لبنان، في اطار رص الصف الداخلي وتأمين الحد الادنى من مقومات الصمود».
لقاء باسيل وفرنجية
وعصرا زار باسيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي، وأكدا على تفاهم كبير حول الوضع الراهن.
وقال باسيل «ان هناك تفاهما كبيرا على مختلف الافكار التي تم عرضها حول كيفية مواجهة خطر الحرب والتوحد لاعادة انتظام المؤسسات».
واكد فرنجية «ان لبنان اهم من الرئاسة، وقد تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة».
خلاف حكومي حول موضوع قيادة الجيش
من جهة اخرى، كشف اللقاء التشاوري الوزاري في السراي امس عن الخلاف بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم حول الموقف من الشغور المرتقب لموقع قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون في ١٠ كانون الثاني المقبل.
ويسعى ميقاتي الى ان يقدم وزير الدفاع اقتراحا من الان لمجلس الوزراء بهذا الخصوص، لكن سليم لم يعط اي جواب، بعد ان اثار وزير البيئة هذا الموضوع في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. ولم يشارك سليم امس في اللقاء، وبرر موقفه في بيان له انه قبل مغادرته الى السراي تسلم مراسلة عاجلة من رئيس الحكومة تحت عنوان «رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش «.
واعتبر وزير الدفاع ان المراسلة صيغت باسلوب غير مألوف في المخاطبة بين رئيس الحكومة والوزراء، لافتا الى انها ختمت بالطلب منه رفع الاقتراحات بالسرعة القصوى. واشار الى توجيه المراسلة ايضا الى وزير العدل بصفته وزيرا للدفاع بالوكالة والى قيادة الجيش.
واوحى بيان سليم ان اسلوب المراسلة يندرج في اطار الضغط عليه، في هذا الموضوع.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
العدو يمارس قمة التوحش في غزة والضفة وجنوب لبنان
احتدمت حدة الاشتباكات على الحدود الجنوبية بعد ظهر امس، وسجل اطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية، فيما رد العدو بإطلاق قذائف مدفعية على منطقة هورا الواقعة بين دير ميماس وكفركلا..
وافادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن القصف الاسرائيلي على أطراف بلدة دير ميماس تسبب بأضرار جسيمة بالسيارات والممتلكات والمنازل، وقصف مثلث طيرحرفا – شيحن – الجبين، كما قصفت أطراف بلدة دير ميماس، وتسببت بأضرار جسيمة بالسيارات والممتلكات والمنازل.
وأعلن «حزب الله» في بيان، أنّه «استهدف ظهر امس، دبابة إسرائيليّة في ثكنة أفيفيم، بالصواريخ الموجّهة»، وأنّه «أوقع أفراد طاقمها بين قتيل وجريح».
فيما افاد العدو عن سقوط 4 قذائف أطلقت من الأراضي اللبنانية في مناطق مفتوحة بالجليل الأعلى.
ونشر الإعلام الحربي في «المقاومة الاسلامية» امس، مقطع فيديو يظهر لحظة إستهداف موقعي جيش العدو الإسرائيلي في خربة المنارة وثكنة برانيت عند الحدود الفلسطينية بالأسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية وحققوا فيهما إصابات مباشرة.
واشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان الجيش يهاجم الأراضي اللبنانية ردا على قصف مستوطنة كريات شمونة.
واستهدف القصف الاسرائيلي منزلا في بلدة مارون الراس يخص المواطن إ. علوية واندلعت النيران في داخله.
كما افيد عن سقوط قذيفة دخانية اطلقها العدو على جدار مقر قيادة اليونيفيل في رأس الناقورة، كما استهدف بالقنابل الفوسفورية منطقة المشيرفة واللبونة.
وكان المسرح الجنوبي قد شهد توترا منذ صباح امس، بعدما قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخين من طائرة مُسيّرة على مزرعة بسطرة سقطا امام دورية للجيش اللبناني واليونيفيل من دون وقوع اصابات.
الى ذلك، استهدف حزب الله لليوم الثاني موقع جل العلم المواجه للناقورة. على الاثر، تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على أطراف بلدة راميا مع تحليق كثيف للطيران الحربي.
واطلق حزب الله صاروخا افيد انه أصاب هدفاً عسكرياً اسرائيليا في محيط موقع «حدب البستان» في القطاع الغربي من الحدود، فاستهدف الجيش «الاسرائيلي» بالقذائف بلدات عيترون ويارون وبليدا وطاول القصف المنازل. واندلعت النيران في منزل في سهل بلدة مارون الراس فتوجهت فرق الصليب الأحمر والجيش اللبناني الى المكان لتفقده، حيث افيد عن مقتل شخص واصابة آخر.
كما تمكّن الجيش والصليب الأحمر من نقل شهيد لحزب الله وجريح من منطقة شانوح القريبة من مزرعة بسطرة في أطراف بلدة كفرشوبا وذلك بعد إطلاق صاروخين على موقع للحزب من قبل مسيّرة إسرائيلية صباحا.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّه «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد إسماعيل حسن المولى «علي» من بلدة حربتا في البقاع، والذي ارتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي على طريق القدس». ونعى ايضا عادل محمود زعيتر «أبو علي» من بلدة القصر في البقاع. ونعى ايضا الشهيد محمود أحمد درويش من مدينة بيروت.
كما صدر عن المقاومة الاسلامية» البيان الآتي: «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حيدر جواد الترشيشي «علي» من بلدة الناصرية في البقاع، والذي ارتقى على طريق القدس».
وفي بيان ثان جاء فيه «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد جعفر هاشم مفلح «محمد علي» من بلدة الخريبة في البقاع، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
وكان الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي قد حلق فوق بلدات القطاع الغربي وصولا الى صور، بعد ليل شهد جولة من القصف العنيف على محيط عدد من البلدات في القطاع أطلق العدو خلالها قنابل مضيئة في سماء المنطقة.
الرئيس الفرنسي: لست مع ازدواجية المعايير
السيسي وماكرون يؤكّدان على ضرورة التوصّل
إلى حل الدولتين وعدم توسّع رقعة الصراع
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنه اتفق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على رفض تهجير الفلسطينيين باعتباره ليس حلا للأزمة، على أهمية حل الدولتين وحصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة، وعلى محاولة احتواء الأزمة وعدم توسيع رقعة الصراع أو دخول أطراف أخرى فيه.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع ماكرون ، إنهما اتفقا على السعي لمنع الاجتياح البري للقطاع، والعمل بجد لإدخال المساعدات بالحجم الذي يتناسب مع عدد سكان القطاع الذي يشهد حصارا كاملا منذ السابع من تشرين الأول الجاري.
وتابع الرئيس المصري: ماكرون وعد بتقديم باخرة طبية لمساندة المستشفيات وتقديم الخدمة الطبية للجرحى، والعمل على إطلاق مزيد من الرهائن والأسرى الموجودين لدى حماس لتهدئة الموقف.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي في كلمته في المؤتمر الصحافي: نحن نعيش في فترة مظلمة وفي مثل هذه الفترات، علينا فعل ما في وسعنا لتفادي التصعيد.
وأضاف: لا شيء يبرر الهجمة الإرهابية التي نفذتها حماس، واعترفنا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن يتوجب أن يكون هناك تصرف سريع، وأحيي جهود مصر وقطر لتحرير الرهائن، ولدينا 9 رهائن فرنسيين أو مزدوجي الجنسية لدى حماس.
وتابع: لقد استمعت إلى رسالة السيسي وملك الأردن بخصوص سياسة الكيل بمكيالين، نحن لا نؤمن بازدواجية المعايير ونؤمن بالقانون الدولي، كل الضحايا يستحقون التعاطف والسلام الدائم، فيما يخص السلام، نريد أن نبني مبادرة سلام تجنب التصعيد وتعالج جذور الأزمة.
الاوروبيون مع هدنة إنسانية وليس مع وقف الحرب
طالبت الحكومة الألمانية بفتح “نوافذ إنسانية” تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، معتبرة أن الدعوة إلى وقف لإطلاق النار غير مناسبة في هذه المرحلة.
وأتى الموقف الألماني عشية قمة يعقدها قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بروكسل، يؤمل منها الخروج بموقف مشترك من الحرب التي أثارت تباينات بين العواصم القارية.
وقال المتحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، ستيفن هيبيستريت خلال مؤتمر صحافي “حالياً، العمل كما لو أن المطلوب هو إرساء السلام أو إبرام وقف لإطلاق النار، غير مناسب”.
وتوقع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين أن يؤيد قادة التكتل دعوة إلى هدنة لتسهيل وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك امس إلى “توقف لفترات”.
وقال ريشي سوناك أمام البرلمان خلال الجلسة الأسبوعية لطرح الأسئلة على رئيس الوزراء “لتحقيق كل هذا، يجب توفير بيئة أكثر أماناً، ما يتطلب بالطبع التوقف لفترات محددة، وهو أمر مختلف عن وقف إطلاق النار”.
وأضاف “هذا بالضبط ما تحدثنا عنه مع شركائنا الدوليين” الثلاثاء في الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم سوناك للصحافيين في وقت لاحق إن وقف إطلاق النار “لن يعود بالفائدة سوى على حماس”، بينما “التوقف الإنساني الموقت والمحدود النطاق، يمكن أن يكون أداة عملية”.
وأكد المتحدث أيضاً أن رئيس الوزراء البريطاني يختلف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال الثلاثاء إن هجمات “حماس” لم تحدث “من فراغ”، مشيراً إلى “56 عاماً من احتلال خانق” يعانيه الفلسطينيون.
أردوغان: ندعو لوقف إطلاق النار و”حماس” حركة تحرّر وليست إرهابية
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إسرائيل بشن أكثر الهجمات وحشية في التاريخ خلال حربها المستمرة منذ أكثر من أسبوعين على قطاع غزة، ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها حركة تحرر.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها في اجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، إنه ألغى زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى إسرائيل في ضوء حربها على غزة، والتي أوقعت حتى الآن أكثر من 6 آلاف شهيد وما يزيد عن 16 ألف مصاب.
ودعا الرئيس التركي إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل وفتح ممر إنساني عاجل لإدخال المساعدات لقطاع غزة من دون عوائق، وأشار إلى أن بلاده أرسلت مستشفيات ميدانية مع مولدات كهربائية إلى القطاع، مؤكدا أنه يجب عدم منع وصولها.
وندد أردوغان بالدعم الغربي للحرب الإسرائيلية، قائلا إنه لا يمكن لإسرائيل الاستمرار بهذه الطريقة حتى وإن وقفت الولايات المتحدة والغرب إلى جانبها.
وتابع “في حرب أوكرانيا هناك من أقام الدنيا واليوم يغضون الطرف عما يحدث في غزة”.
وعبّر الرئيس التركي عن أسفه لفشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في وضع حد لقتل المدنيين في غزة، قائلا إن “النظام العالمي يرفض الحديث عن مقتل الأطفال والنساء في غزة، والشعوب لن تحترم من يقف موقف العاجز”.
وقال إنه يتعين عدم تسليم أمن العالم لمصالح الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأشار إلى أن نصف عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة من الأطفال، موضحا أن “الهدف من هذا المشهد إظهار الوحشية بقصد ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
وقال أردوغان إنه لا يمكن لتركيا أن تتسامح مع قتل إسرائيل الأطفال الفلسطينيين.
كما قال إن بلاده لا تَدين لإسرائيل بأي شيء، وإن الأفعال الإسرائيلية تدل على أنها تنظيم لا دولة، مشددا على أن ما تفعله ليس دفاعا عن النفس بل وحشية ضد الإنسانية.
وبالتزامن، التقى وزير خارجية تركيا برئيس المكتب السياسي لـ”حماس” اسماعيل هنية وبحث معه تطورات الوضع في غزة.
إصابة 25 جندياً أميركياً في هجمات بالعراق وسوريا خلال أسبوع
أعلن البنتاغون الثلاثاء أن قوات للولايات المتحدة وللحلفاء في العراق وسوريا استُهدفت 13 مرة على الأقل الأسبوع الماضي بمسيرات وصواريخ.
وذكرت شبكة “أن بي سي نيوز” نقلاً عن القيادة المركزية الأميركية أن نحو 25 عسكرياً أميركياً أصيبوا الأسبوع الماضي في هجمات بطائرات مسيرة على قواعد أميركية في العراق وسوريا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قد أكدت الهجمات، لكن عدد الإصابات غير معروف. وقالت “أن بي سي نيوز” إن الإصابات طفيفة.
وهددت فصائل مسلحة عدة مقربة من إيران بمهاجمة مصالح أميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون البريغادير جنرال بات رايدر في تصريح للصحافيين إنه “بين 17 أكتوبر و24 منه، هوجمت القوات الأميركية وقوات التحالف 10 مرات منفصلة على الأقل في العراق وثلاث مرات منفصلة في سوريا”، في إشارة إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.
تل أبيب: حديث غوتيريس في مجلس الأمن وصمة عار
اشارت الخارجية الإسرائيلية، الى ان “حديث الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مجلس الأمن مثير للغضب والدهشة ووصمة عار عليه وعلى الأمم المتحدة”، معتبرة ان “كلماته تعكس موقفا متحيزا ومشوها تجاه إسرائيل وتبرر الإرهاب البشع في 7 تشرين الاول”.
ورأت ان “على غوتيريس التراجع عن كلماته والاعتذار بعدما ألحق الأذى بملايين الإسرائيليين”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :