افتتاحية صحيفة البناء:
أدعياء السيادة يحوّلون حادثة الكحالة إلى منصة للتحريض على المقاومة واستنفار العصبيات
المقاومة تنعى شهيداً… والجيش ينتشر في المنطقة وينقل الحمولة… والتصعيد مستمرّ
سعر الصرف يحافظ على الاستقرار… وحوار التيار وحزب الله يتقدّم رغم التعقيدات
تفتح حالة التربّص التي تسعى لتحويل الحبة الى قبة، الباب أمام مخاطر أمنية خطيرة، من الاستثمار على أحداث مخيم عين الحلوة لفتح ملف السلاح الفلسطيني والسعي لتوريط الجيش اللبناني بحرب مع المخيمات، أو السعي تحت الطاولة لمقايضة حق التملك والعمل بالسلاح. وفجأة ظهرت التقارير عن أن وفاة أحد مسؤولي القوات اللبنانية في عين ابل الجنوبية باعتبارها حادثة قتل عمد وتوجيه الاتهامات لحزب الله في بيانات لقوى سياسية وشخصيات تقدمتها القوات اللبنانية وحزب الكتائب. ومساء أمس، شهدت منطقة الكحالة حادث انقلاب شاحنة تابعة للمقاومة، في طريقها من البقاع الى بيروت، فثارت ثائرة القوى ذاتها لتحويل الحادثة الى منصة تحريض والزج بأهالي الكحالة في معركة مفتعلة مع الجيش اللبناني، الذي تسلّم الوضع مع قرار حزب الله بوضع الأمر في عهدته وتفادي أي تصعيد رغم سقوط شهيد من طاقم الشاحنة، برصاص قالت الدائرة الإعلامية في حزب الله إنه عائد لمجموعات ميليشياوية دخلت على الخط للاستغلال والتصعيد.
مع منتصف الليل كان الجيش قد سيطر على الموقف لجهة الفصل بين الأهالي الذين تمّ حشدهم في الطريق، وبين مكان الشاحنة، بعدما قام الجيش بنقل الحمولة من الشاحنة بواسطة شاحنات الجيش إلى مكان آخر يعتقد أنه ثكنات الجيش القريبة، وقام بالانتشار في المنطقة بعدما أعلن عن وفاة أحد أبناء الكحالة الذين أصيبوا خلال تبادل إطلاق النار مع سائق الشاحنة ومرافقه، من قبل العناصر الحزبية التي قامت بإطلاق النار، بانتظار تبريد الموقف وسحب الشاحنة وفتح الطريق.
التلاحق في مناخات التصعيد والسعي لتحويل أي حادث عرضي إلى منصة للتصعيد والتحريض، أثارت القلق من وجود خطة للتخريب تتربّص بانتظار مناسبة، خصوصاً أن البلد ليس في وضع يحتمل فتح الملفات الكبرى ووضعها على الطاولة، حيث لا وجود لرئيس جمهورية والحكومة حكومة تصريف أعمال، بما يعني أن فتح الملفات الكبرى لا يهدف الى البحث عن حلول بل عن التمهيد لأخذ البلد الى الصدام.
في مقابل هذا المناخ المقلق، كانت مؤشرات إيجابية تظهر، سواء مع ثبات سعر الصرف رغم عبور لبنان بمطبات مقلقة، من رحيل حاكم المصرف السابق، إلى أحداث مخيم عين الحلوة، وصولاً إلى بيانات سفارات دول الخليج التحذيرية، ومثله ما يتمّ تداوله عن تقدم الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر باتجاه إنتاج تفاهم يتيح الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية بضمان الأغلبية اللازمة، وصعوبة تعطيل النصاب.
لم تكد تنتهي الاشتباكات الدامية في مخيم عين الحلوة حتى نقل المشغل الأميركي التوترات الى مناطق أخرى تقع على فالق طائفي، بعدما فشل في تحقيق أهدافه من معركة عين الحلوة ونقلها الى خارج المخيم والى مخيمات فلسطينية أخرى.
ومساء أمس، وبعد انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله على طريق الكحالة تعرّضت الشاحنة لكمين محكم من عناصر حزبية مسلحة، ووقع اشتباك بين المجموعة المسلحة والعناصر المولجة حماية الشاحنة، ما أدى الى استشهاد أحد عناصر الحزب ومقتل وجرح آخرين من المسلحين.
وفي اللحظات الأولى لانقلاب الشاحنة وقبل وصول الأجهزة المعنية والجيش اللبناني وقبل إجراء تحقيق أولي لمعرفة ملابسات الحادثة، انطلقت حملة إعلامية مشبوهة في التوقيت والمضمون ضد حزب الله، فيما سارعت بعض وسائل الإعلام المعروفة الى النقل المباشر للحدث وبث أخبار كاذبة للنفخ في الفتنة وتحريض أهالي الكحالة ضد حزب الله بمساعدة بعض الجهات الحزبية في المنطقة، وفق ما علمت «البناء».
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أنّه «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة أولاً ثم بإطلاق النار مما أسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتمّ نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقاً».
ولفتت العلاقات الإعلامية في الحزب إلى أنّه «قد حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الأثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الاشكال القائم».
وقبل منتصف ليل أمس، تمكّن الجيش اللبناني من احتواء الموقف ورفع الشاحنة وقام بتفريغ حمولتها ونقلها إلى شاحنته، ليعيد الهدوء في مكان انقلاب الشاحنة في الكحالة، وسط انتشار الجيش الذي قطع الطريق.
وعلى إثر الحادثة نفذ الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً في عين الرمانة – الشياح إثر تجمّع لشبان من المنطقتين.
وقبل حادثة الكحالة بساعات، افتتح الصباح على الكشف عن مقتل عضو المجلس المركزي في القوات اللبنانية الياس الحصروني في عين إبل، وأفيد أن تقرير الطبيب الشرعي أظهر أن الحصروني قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري، ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة ثم تمّ رمي الجثة قرب موقع السيارة.
وإذ سارع رئيس حزب القوات سمير جعجع كعادته الى استغلال الحادثة وتوظيفها سياسياً ضد حزب الله، نقلت قناة «الجديد» عن شقيق الراحل الياس الحصروني مارون الحصروني تأكيده أن العائلة لا تتهم أي جهة، على أمل أن يظهر التحقيق من هو الفاعل، موضحاً أنه «لا أعتقد أن لما حصل طابعا سياسيا»، لافتاً إلى أن «هناك من يريد أن يصطاد بالماء العكر».
وربطت مصادر سياسية وأمنية بين الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال الأسبوعين الماضيين حتى الآن، من الاشتباكات في عين الحلوة الى حادثة الكحالة ومقتل الحصروني، كاشفة لـ«البناء» عن غرفة عمليات واحدة تدبّر وتدير كل هذه الأحداث وتوعز لجهات سياسية وإعلامية للتوظيف السياسي ضد حزب الله والنفخ بالفتنة لاستخدام سلاح الأمن في الصراع السياسي والضغط في الاستحقاقات لا سيما رئاسة الجمهورية. وحذرت من تكرار الأحداث الأمنية في أكثر من منطقة لخلق أجواء تصعيد لتعكير صفو الاستقرار الأمني والضغط على حزب الله ولدفعه للتنازل في الاستحقاق الرئاسي لمصلحة المرشح المدعوم من الأميركيين والقطريين.
الى ذلك، لا يزال كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن اتفاق أولي مع حزب الله على اتفاق على مسار اسم توافقي وتسهيل الاسم مقابل مطالب وطنية، محل متابعة من الأطراف السياسية الداخلية ورصد من سفارات الدول الخارجية في لبنان، للتحقق من صحة كلام باسيل وجدية الاتفاق، وما إذا كان سيؤدي الى نهاية إيجابية أم سيتعثر في منتصف الطريق.
مصادر متابعة للحوار تشير لـ«البناء» الى أن «الحوار بين الحزب والتيار يتم بجدية كاملة وحقق عدة أهداف أبرزها احتواء الاحتقان بين جمهوري الطرفين وثانياً استعادة الثقة والاتفاق على استمرار الحوار حتى لو اعترضته خلافات حول مسائل عدة، وثالثاً وضع أسس صلبة للتفاهم في الملف الرئاسي تبدأ من الاتفاق على وجود خلاف وتضييق مساحته ثم بناء قواسم مشتركة». ولفتت المصادر الى أن نتائج الحوار مرهونة بقدرة الطرفين على تنظيم الخلاف وقدرة حزب الله على تقديم ضمانات للتيار لجهة المطالب التي طرحها باسيل لا سيما الصندوق الائتماني واللامركزية المالية الموسعة.
وإذ يعقد الفريق الداعم لرئيس المردة سليمان فرنجية الرهان على هذا الحوار لإحداث اختراق في جدار الملف الرئاسي وتأمين أكثرية نيابية لانتخاب فرنجية، تستبعد أوساط نيابية توصل الحوار الى نتيجة جدية في ظل مساحة الخلاف الكبيرة حول الملف الرئاسي، موضحة لـ«البناء» أن موضوع اللامركزية الادارية سيكون العقدة الأساس لأي اتفاق على رئاسة الجمهورية لكون الكثير من الأطراف ترفض السير به لا سيما ثنائي حركة أمل وحزب الله. ودعت الأوساط الى انتظار الكتاب الخطي الذي سيسلمه باسيل الى حزب الله وحركة أمل يشرح فيه تفاصيل المطلبين لكي يتم درسه ويبنى على الشيء مقتضاه، علماً أن مصدراً نيابياً في كتلة التنمية والتحرير يؤكد لـ«البناء» بأن اللامركزية المالية الموسّعة غير مقبولة عند «الثنائي» والكثير من الكتل.
وأوضح مستشار باسيل أنطوان قسطنطين أنّ «الاتفاق الأولي مع حزب الله ليس عبارةً عن مقايضة القانونَين الإصلاحيَين برئاسة الجمهورية، لكنّه يشمل أيضاً مساراً للتفاهم على اسم الرئيس، وقد يكون هذا المسار عبارةً عن تسهيلنا لاختيار الاسم، لكن الموضوع ليس مقايضة القانونَين بدعمنا لفرنجية».
وسجل يوم أمس موقفين لافتين إزاء الأزمة اللبنانية والملف الرئاسي تحديداً، الأول من الرئيس السوري بشار الأسد، والثاني من وزارة الخارجية الروسية، يؤكدان عدم التدخل في الشأن اللبناني وأن رئاسة الجمهورية استحقاق داخلي يعني اللبنانيين فقط، ما يعكس رسائل روسية – سورية واضحة للأميركيين برفض أي مقايضة أو مساومة على الملف اللبناني في ظل الضغط الأميركي المتصاعد في لبنان والمنطقة لفرض تسوية في أكثر من ملف، وفق ما تشير أوساط سياسية لـ«البناء».
وأكد الرئيس الأسد في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، أننا «لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان ولا ندعم أي مرشح»، موضحًا أنه «لا يمكن لأي طرف خارجي المساعدة بحل الأزمة في لبنان إن لم يكن هناك إرادة للبنانيين بحل الأزمة، ولا بد من دفع اللبنانيين للمزيد من التوافق»، مؤكدًا «أننا نحاول بناء علاقات طيبة مع لبنان دون التدخل بهذه التفاصيل».
بدوره، أكد نائب مدير قسم المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية أليكسي زايتسيف، أن روسيا لن تتدخل أبداً في شؤون لبنان الداخلية، وأن الشغور الرئاسي شأن داخلي، وما يرضي اللبنانيين يرضي روسيا.
وأشار إلى أننا «ننطلق من حقيقة أن الانتخابات المبكرة لرئيس الجمهورية هي قضية أساسية للبنان حالياً، ونتمنى أن يتمكن اللبنانيون من تجاوز كل التناقضات التي تعرقل حل هذه المهمة السياسية الداخلية المهمة، على أساس من الإجماع الوطني وتوازن مصالح التيارات السياسية الرائدة والأطياف اللبنانية»، موضحاً أننا «لا نفضل شخصيات على أخرى، ولا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وفي حين لفت إلى أن اللبنانيين وحدهم من يقررون من سيتولى الرئاسة، شدد على أن «هذا قرار اللبنانيين أنفسهم، وما هو جيد للشعب اللبناني جيد لنا، وسنحترم اختياره».
وفي السياق نفسه اعتبرت السفارة الروسية لدى لبنان، أنّ اللبنانيين أصبحوا لسوء الحظ، رهائن لعبة جيوسياسية تخدم مصالح الغرب الذاتية.
وفي بيان لها نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسيّة، أوضحت ذلك بالقول: «خوفًا من المنافسة يحاول الغرب كبح جماح تطور الدول الأخرى، لذلك يسعى إلى افتعال مشاكل مختلفة، وخلق بؤرِ توتر في العالم، وأن الغرب تحت ذرائع مختلفة يمنع إعادة إعمار سورية محاولاً إبقاءها في حال نزيف دائم وكفاح طويل ضد الإرهاب الدولي».
وأشارت السفارة إلى أنّ «اللبنانيين الذين كانوا دائمًا على استعداد للمساعدة في الأوقات الصعبة، بفضل تقاليد حسن الجوار، أصبحوا لسوء الحظ، رهائن في هذه اللعبة الجيوسياسية، التي تخدم مصالح الغرب الذاتية».
ولفتت إلى أنّ النظام الذي تنتهجه النخب الحاكمة في الغرب لا يسمح لهم بالتخلي عن الفكرة الخاطئة المتمثلة في تفوّقهم على باقي الشعوب، ووفقاً للأنماط الغربية فإن العالم الحديث هو نظام استعماري جديد أو نظام رقيق جديد، مؤكدة أنّ «التوسع العدواني لحلف شمال الأطلسي والحرب الهجينة لـ الغرب الجماعي» ضد روسيا، مع اتهامات لا أساس لها بخلق أزمة غذاء عالمية، هي أيضًا من إحدى المظاهر القبيحة لألعاب الاستعمار الجديد».
على صعيد آخر، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على 23 شخصاً بينهم 13 موقوفا في حادثة القرنة السوداء، التي وقعت في الأول من تموز الماضي وأسفرت عن مقتل شخصين من آل طوق.
وأسند إلى هؤلاء إقدامهم على تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، وعلى القتل وإطلاق النار من أسلحة حربية غير مرخصة، وذلك سنداً إلى مواد تصل عقوبتها إلى الاشغال الشاقة المؤبدة.
وأحال عقيقي ادعاءه على قاضي التحقيق العسكري الاول فادي صوان الذي باشر باستجواب الموقوفين، وأصدر بحق 11 منهم مذكرات توقيف وجاهية، على أن يتابع تحقيقاته يوم الاثنين المقبل.
في شأن قضائي آخر، لم يمثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أمام الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي لعدم تبلّغه أصولاً موعد الجلسة، وقد أرجئت الجلسة إلى الثلاثاء في 29 آب الحالي، وإعادة تبليغه الموعد الجديد.
وقرّر القاضي صدقي إعادة الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، الذي سيعقد جلسة اليوم، مخصصة لاستجواب رجا سلامة شقيق رياض سلامة ومساعدة الأخير مريان الحويك، في ادعاء النيابة العامة عليهم بجرائم «الاختلاس والتزوير وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع».
مالياً، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير المالية يوسف الخليل والنائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري. وأعلن الوزير الخليل بعد الاجتماع «بحثنا في الشؤون المالية والنقدية، ويجب أن نكون على تواصل دائم حيال هذه الأمور ولنوقع على بعض القضايا». ورداً على سؤال عما يُقال عن دفع الرواتب للقطاع العام هذا الشهر بالليرة اللبنانية قال: «سنقوم بجهدنا ليتقاضى الموظفون رواتبهم كالمعتاد مثل السابق».
على مقلب آخر، أصدر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى قرارًا في ما يتعلق بموضوع فيلم «باربي»، حيث قرر توجيه كتابٍ الى الأمن العام اللبناني، بواسطة وزير الداخلية والبلديات، لاتّخاذ كلّ الإجراءات اللّازمة لمنع عرض فيلم «باربي» في لبنان.
كما تقرر بلاغ نسخة عن هذا القرار من جانب النائب العام لدى محكمة التمييز لـ«التفضّل بالاطّلاع وإجراء المقتضى، ونشر نسخة عن هذا القرار وإبلاغه ممن يلزم».
***************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
فنون الفتنة من عين إبل إلى الكحّالة
خصوم المقاومة لا يتعبون... ولا ينتظرون تحقيقات: الفتنة تتجوّل من عين إبل إلى الكحالة
التوتر السياسي الكبير المتفاقم، معطوفاً على أزمة اقتصادية - اجتماعية، لا يتركان مكاناً لأي مقاربة باردة تجاه أي حدث أمني، سياسياً كان أو جنائياً. فيما تصرّ القوى المنبثقة من فريق 14 آذار، والتي تقود معركة مفتوحة ضد حزب الله، على استغلال كل حادث، واستباق أيّ تحقيقات، لتوجيه الاتهامات السياسية، بمواكبة إعلامية لبنانية وعربية، ليس صعباً التيقّن من أنها تخضع لسلطة السعودية المالية والمعنوية.
في السياسة، كان التقدير لدى الجميع بأن البلاد مقبلة على توترات لأسباب لا تتعلق فقط بانسداد الأفق الرئاسي، بل بتعقيدات تواجه المشروع السعودي في المنطقة، ولبنان من ضمنه، وهي تعقيدات تتجاوز عدم قدرة الرياض على تحقيق مكاسب بعد كل حروبها الفاشلة، بل عدم قدرتها على المضي في مصالحات قالت إنها تريدها مع كل خصومها في المنطقة.
وفي كل مرة، ينعكس توتر الجانبين السعودي والأميركي ارتفاعاً في سقف تصريحات القوى الحليفة لهما في لبنان، خصوصاً القوات اللبنانية. وهو ما حصل أمس، فور الإعلان عن تطور قضائي في حادثة وفاة أحد عناصر القوات في بلدة عين إبل الحدودية، ومع الإشكال الدموي في منطقة الكحالة، بين شباب من البلدة وفريق حماية تابع للمقاومة كان يتابع معالجة مشكلة واجهت شاحنة تابعة للمقاومة أثناء انتقالها من البقاع إلى بيروت.
خلال ساعات النهار، شنّ هذا الفريق حملة عشوائية ضد حزب الله، مستبقاً التحقيقات التي لم تكن قد بدأت في حادثة عين إبل، واتهمت حزب الله بالوقوف خلف وراء مقتل الياس الحصروني في عين إبل قبل أسبوع. ومع حلول ساعات المساء، بدا واضحاً أن الجهوزية كانت قائمة لدى الفريق نفسه لاستغلال أيّ حادثة تقع مثلها يومياً، كانقلاب شاحنة في منطقة الكحالة، ليُطلق عنان حملة عشوائية تجاوزت الحادث إلى رفع سقف التوتير والتحريض ضد حزب الله، وذهب بعيداً في الخطاب الانفصالي. علماً أن القوات والكتائب اللذين تصدّرا الحملة لا يمثلان القوى الأهلية والسياسية المعنية في المنطقة، وأن عائلة القتيل فادي البجاني تربطها علاقات قوية بالتيار الوطني الحر.
وكما في كل مرة، لا يمكن كبح جماح هذه القوى إلا من خلال تحقيقات ميدانية سريعة ودقيقة، تخلص إلى نتائج يتم إطلاع الجمهور عليها، لوأد أي فتنة يعمل عليها البعض في لبنان وخارجه.
ماذا حدث في الكحالة؟
بعيداً عن صراخ قنوات «أم تي في» و«أل بي سي» و«الحدث» السعودية، تعرّضت شاحنة تابعة لحزب الله لحادث سير عند «كوع الكحالة» ما أدّى إلى انقلابها، وهو حدث يكاد يكون شبه يومي على هذا المنعطف الخطر. وفيما كان عناصر المواكبة التابعون لحزب الله، والذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، يحاولون معالجة الأمر، بدأت «عواجل» على قناة «أم تي في» تتحدث عن انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله في المنطقة، فتجمّع عشرات من شبان البلدة حول الشاحنة وبدأوا برمي عناصر المواكبة بالحجارة، وحاولوا الاستيلاء على الشاحنة ومنع رافعة استُقدمت إلى المكان من رفعها، قبل أن يتعرض عناصر المواكبة لإطلاق نار أدّى إلى مقتل أحمد قصاص، فردّ رفاقه على مطلق النار، ما أدّى إلى مقتل فادي بجاني، وهذا موثّق في مقاطع فيديو انتشرت أمس.
وأصدر حزب الله ليلاً بياناً اتّهم فيه «مسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة» بالمبادرة لإطلاق النار على عناصر الحزب المكلّفين بحماية الشاحنة التي انقلبت، ما أسفر عن استشهاد أحدهم. وجاء في البيان أنه «أثناء قدوم شاحنة تابعة لحزب الله من البقاع إلى بيروت، انقلبت في منطقة الكحالة. وفيما كان الإخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمّع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها». واتّهم الحزب المسلحين بـ«رمي الحجارة أولاً، ثم بإطلاق النار، ما أسفر عن إصابة أحد الإخوة المولجين بحماية الشاحنة، وتمّ نقله بحال الخطر إلى المستشفى، حيث استشهد لاحقاً». وأوضح أنه «حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الأثناء تدخّلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها»، مشيراً إلى أنه مستمرٌّ باتصالاته حتى الآن لـ«معالجة الإشكال القائم». وأقفل أهالي الكحالة ليلاً الطريق الدولي في الاتجاهين، بتحريض من حزبَي القوات والكتائب، فيما انتشرت قوات كبيرة من الجيش في المنطقة. وأفادت قناة «إل بي سي» ليلاً بأنّ «الجيش اللبناني رفع الشاحنة وأفرغ حمولتها في شاحنة تابعة له».
... وفي عين ابل؟
جنوباً، عثر مختار بلدة حانين (قضاء بنت جبيل) ليل الأربعاء الماضي، الثاني من آب الجاري، على القيادي السابق في القوات اللبنانية الياس حصروني (76 عاماً)، من بلدة عين إبل والملقّب بـ«الحنتوش»، ميتاً داخل سيارته التي انفجرت الوسائد الهوائية (airbag)، في ما بدا أنه حادث اصطدام على طريق عين إبل - حانين. وأفاد الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة بأنّ الوفاة ناجمة عن اختناق جراء إصابة قوية تلقّاها أدّت إلى كسر ضلوعه وإصابة رئتيه، ما تسبّب بوفاته. الأحد الماضي دُفن «الحنتوش» الذي خدم سابقاً في جيش العميل أنطوان لحد مسؤولاً عن التموين اللوجيستي في مركز الـ 17، وسُجن ستة أشهر بعد التحرير في عام 2000.
الإثنين الماضي، تقدّم نجل الحصروني بشكوى إلى فصيلة بنت جبيل اتّهم فيها مجهولين بقتل والده، وسلّم الفصيلة مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة في منزل مجاور قريب. وتظهر في الفيديو غير الواضح صورة سيارة من نوع هوندا CRV تعترض سيارة حصروني. وبناءً على الفيديو وادّعاء العائلة، أُعيد فتح التحقيق بإشارة المحامي العام الاستئنافي المناوب في النبطية القاضي عباس جحا الذي أعطى إشارته باستخراج الجثة لتشريحها من قبل لجنة أطباء شرعيين. وأشار إلى تكليف فرع المعلومات بإجراء التحقيقات اللازمة بعدما كانت الفصيلة قد فتحت تحقيقاً واستمعت إلى إفادة شاهدة ادّعت أنّها رأت السيارات المشتبه فيها. كما استُمع إلى إفادة صاحب المنزل الذي صوّرت كاميرات المراقبة فيه الحركة المشبوهة للسيارات. وبحسب برقية الفصيلة، يذكر القائم بالتحقيق أنّ كاميرات المراقبة المثبتة في أحد المنازل الكائنة على طريق عام عين إبل - حانين، التقطت ليل الثاني من آب في تمام التاسعة والربع اعتراض سيارة رباعية الدفع، تلحقها سيارة من نوع هوندا CRV، طريق سيارة حصروني بشكل أعاق سيره وقطع الطريق عليه ليترجّل منها أشخاص صعدوا مع الضحية في سيارته قبل أن تغادر السيارات الثلاث باتجاه مكان حصول الحادث في بلدة حانين. أما الشاهدة التي أفادت المحقّقين بأنّه صودف مرورها أثناء إيصالها صديقتها، فذكرت أنّها رأت السيارة ودوّنت رقم لوحتها من دون الرمز، مدّعية أنّها شاهدت في داخلها شخصين ملتحيين يرتديان قبعتين. وذكرت أنّ السيارة أقلعت لدى مرورها، ما أثار ريبتها ودفعها لتسجيل رقم لوحة التسجيل.
وطلب جحا إيداع فرع المعلومات نسخة عن التحقيق وهاتف الضحية لدى الفرع الفني في «المعلومات». ويُركز التحقيق على البحث عن مسار السيارات المشتبه فيها، ولا سيما أنّ المعلومات الأمنية تُشير إلى وجود أربع سيارات، وليس اثنتين، أرقام لوحاتها لا قيود لها. وقالت مصادر متابعة للتحقيقات إنّ المحققين أمام عدة فرضيات إذا ثبت حصول عملية القتل على اعتبار أنّ الدلائل الأولى كانت تُرجّح فرضية الوفاة جراء الحادث. ويُطرح من بين هذه الفرضيات أن تكون هناك دوافع مادية أو خلافات مالية باعتبار أنّ حنتوش يدير كازينو في المنطقة. ولا يستبعد المحققون فرضية حصول الجريمة بدافع الانتقام كونه كان عميلاً سابقاً لصالح العدو الإسرائيلي.
ترافق ذلك مع حملة ممنهجة من ماكينة إعلامية سارعت إلى توجيه اتهام إلى حزب الله بالجريمة، فيما نفى شقيق حصروني في مقابلة تلفزيونية أن تكون لمقتل شقيقه خلفيات سياسية لكونه على علاقة جيدة مع الجميع، واضعاً ما يجري في سياق «الاصطياد في الماء العكر».
**************************************
افتتاحية صحيفة النهار
مسلسل ترهيبي يتجول بالسلاح السافر: اغتيال في عين ابل وفتنة في الكحالة!
ان تتحول “وفاة” غير مشكوك فيها خلال ساعات الى جريمة منظمة ومن ثم الى شبهة اغتيال “مكتوم”، فهذا التطور الاجرامي فرض نفسه حدثا تقدم واجهة مشهد داخلي مثقل باثقال مخيفة متراكمة وسط انعدام الأفق في أي اختراق قريب لازماته والكوارث التي تتساقط على ال#لبنانيين. وقبل ان يستوعب اللبنانيون وقائع هذا التطور، كادت بلدة #الكحالة تشتعل بفتنة خطيرة جراء انقلاب شاحنة ل”#حزب الله” محملة أسلحة وذخائر على كوع الكحالة الشهير واطلاق مسلحين مواكبين للشاحنة النار في اتجاه الأهالي مما أدى الى إصابة شاب بجروح خطيرة. معالم خطيرة لمسلسل ترهيبي يتجول بال#سلاح السافر و”على عينك يا دولة” تنزلق اليه البلاد بسرعة خطيرة.
فوسط الاختناقات السياسية الاخذة بالضغط على مجمل الواقع الداخلي سقطت الوقائع المفاجئة والمباغتة المتصلة بمقتل الياس الحصروني المعروف ب”#الحنتوش”عضو المجلس المركزي في “#القوات اللبنانية” ومنسق منطقة بنت جبيل في “القوات” سابقا في بلدته عين ابل الحدودية الجنوبية سقوطا صادما وسرعان ما اثارت الجريمة المكتشفة وقائعها الجنائية بعد أيام من دفن الضحية الشكوك والريبة والمخاوف من اهداف مدبرة محتملة وراءها وسط ترقب ما سيصدر عن الجهات القضائية والأمنية المولجة بالتحقيقات الجارية في الجريمة. وسواء ثبت الطابع الجنائي للاغتيال بخلفية سياسية نظرا الى الموقع الحزبي الرفيع ومكانة الضحية في مجتمعه الحدودي وتاثير قتله وما قد يكون من اهداف وراءه ، ام لم يثبت وذهبت التحقيقات في اتجاهات أخرى محتملة أيضا، فانه يصعب تجاهل الصدمة التي أحدثها اكتشاف مقتل الحصروني بأدلة مرئية جسدتها اشرطة فيديو تظهر خاطفيه وقتلته المفترضين لدى خطفه أيا تكن الدوافع المفترضة للجريمة. ولم يكن غريبا والحال هذه ان يستعيد بعضهم جريمة اغتيال لقمان سليم في الجنوب على وقع صدمة اكتشاف مقتل الحصروني ولو اختلفت الوقائع في تنفيذ كل من الجريمتين. ولكن توافر الأدلة الأساسية التي تكشف بالفيديوهات والكاميرات وقائع خطف الحصروني، تركت الاحتمالات واسعة في امكان توصل مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الى نتائج سريعة من شانها ان تميط اللثام عن بعض الخفايا التي تكمن وراء هذه الجريمة وتحول دون اتساع حالة الريبة والشبهات التي تثير المخاوف. ولم يكن ادل على الدقة والحساسية اللتين احاطتا بهذا التطور من التزام “القوات اللبنانية” بتوجيهات صارمة من قيادتها بالتريث في اطلاق أي اتهامات ومواقف فورية قبل اتضاح الخيوط الأساسية في الجريمة ، وهو ما ترجمه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع في بيانه الأول عن الجريمة.
ادلة الخطف
اذن بعد 4 ايام على وفاته التي ذكر أولا انها كانت نتيجة “حادث سير”، كشفت التحقيقات الأولية في وفاة الياس الحصروني انه تعرض لعملية قتل. واذ اظهرت كاميرات مراقبة في المنطقة انه تعرّض لكمين وخطف، واصلت الجهات الأمنية المعنية العمل لكشف ملابسات ما حصل. وافيد ان تقرير الطبيب الشرعي أظهر ان حصروني قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري، ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة ثم تم رمي الجثة قرب موقع السيارة.
وأشار رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس إلى أن “ما حصل تبين أنه حادث مفتعل ومُدبر، وسلّمنا الأدلة التي لدينا للجهات المعنية”، مشددا على ضرورة معرفة الفاعل”. وأضاف “لا أريد أن أوجه الاتهام لأي جهة وأرقام السيارات وأنواعها معروفة، والمجموعة التي استهدفت الياس الحصروني مُدرّبة”.
وسبق لرئيس بلدية عين إبل، ان كشف لـ”النهار”، أن الواضح من الفيديوهات والكاميرات أن هناك عملية خطف منظّمة، ونحن بانتظار التحقيقات التي تقوم بها شعبة المعلومات”. وأضاف: “الخاطفون يظهرون بشكل شبه واضح في الفيديوهات حتى السيّارات وألوانها، ويُمكن إذا كانت شعبة المعلومات تملك تقنيات حديثة أن تتعرّف أرقام السيّارات ووجوه الخاطفين بسرعة؛ لذلك نراهن على شفافية التحقيق، وقدرة شعبة المعلومات على كشف الحقيقة”.
وشرح للوس تفاصيل ما ظهر في الفيديوهات، فقال: “ما حصل عملية خطف وقتل، والفرق بين خطفه والعثور على جثته هو نحو 20 دقيقة، ممّا يعني أن الجريمة نُفّذت فوراً. تمّ خطفه على طريق العين، بين عين إبل وحنين، ووجدت الجثة على بعد نحو كيلومتر على الطريق بين عين إبل وحنين ونحو دبل، وهي طريق سالكة عادة من المواطنين. فأثناء مرور مختار بلدة حنين، رأى سيارته “الجيب” صدفة على جانب الطريق، فاستدعى شرطة البلدية، ثمّ الإسعاف التابع لكشافة الرّسالة، وتمّ نقله إلى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل”.
وصدر عن اهالي عين ابل بيان جاء فيه: “نعم، مَن اغتال كل قادة ١٤ آذار وصولاً الى المفكّر لقمان سليم، وليس انتهاءً بالبطل الياس الحصروني، ليس العدو الإسرائيلي ولا الجيش الأحمر الياباني، إنما أعداء الداخل، الذين لا يفقهون إلا لغة القتل والصواريخ والمئة ألف مقاتل . تعددت الأساليب لديهم، إلا أن القاسم المشترك يبقى القتل والغدر والتصفية، وكلها من شيم الأتباع الذين يُطلقون على أنفسهم ألقاباً أقلها أنهم أشرف الناس، فيما هم أحقر الناس وأكثرهم دموية وإجراماً”.
واتسم البيان الذي صدر عن جعجع بالحذر والتريث والتحذير في ان واحد، اذ أشار الى “أنّ وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين ابل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة. إذ تبيّن ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره خُطف من قبل أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة وتسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه. إنّ هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية وخاصة مديرية المخابرات في #الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لذلك، المطلوب كشف هويّة الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين ابل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب عن هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين”.
من جانبه، علق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على الجريمة معتبرا ان الحصروني” قضى غدرا في عملية ميليشياوية ،لن نستنكر ولن نطالب بمعرفة الحقيقة، فهي واضحة وضوح الشمس في منطقة أمنية معروفة الهوى. بالأمس في المجدل واليوم في عين ابل وغدا في أي منطقة من لبنان ، الوطن مخطوف واللبنانيون رهينة ونحن في حالة صمود ومقاومة ولن ينالوا من عزيمتنا”.
عند كوع الكحالة
اما مواجهة الكحالة فحصلت عقب انقلاب شاحنة تنقل عتادًا عسكريًا ل”حزب الله” قادمة من البقاع على كوع الكحالة الامر الذي اعقبه إطلاق رصاص في مكان الحادث على يد مسلحين كانوا يواكبون الشاحنة الامر الذي أدى الى إصابة ابن الكحالة فادي بجاني. واشتعل غضب الأهالي الذين تجمعوا حول الشاحنة وقطعوا الطريق تعبيرا عن غضبهم فيما سجل انتشار كثيف للجيش اللبناني والياته التي انتشرت في المحلة، وسط توتر كبير على الأرض. كما افيد عن مواجهات بين الجيش والأهالي في الكحالة الذين عبروا عن سخطهم لتأخر وصول الجيش وتدخله.
على الإثر، قُرعت اجراس الكحالة ومنع الأهالي رفع الشاحنة. وحمل رئيس بلدية الكحالة حزب الله المسؤولية الكاملة عن اطلاق الرصاص مباشرة في اتجاه فادي بجاني بواسطة سبعة مسلحين . وأفاد رئيس قسم الكحالة في “الكتائب” غابي بجّاني بأن 3 سيارات رباعية الدفع تابعة لـ”حزب الله” حضرت إلى المكان، وانتشر عناصر الحزب وأطلقوا النار ما أدّى إلى إصابة شاب من المنطقة.
وحضر الجيش بكثافة إلى المكان، وحاول الفصل بين الأهالي وعناصر الحزب المسلحين المتواجدين في محيط الشاحنة، الذين انسحبوا لاحقا من دون ان يفهم كيف سمح لهم بذلك وبدأ الجيش رفع صناديق كبيرة تحمل ذخائر من حمولة الشاحنة ونقلها الى شاحنة عسكرية للجيش.
واصدر أهالي الكحالة ليلا بيانا اكدوا فيه ان مسلحين كانوا يواكبون الشاحنة المحملة بالأسلحة اطلقوا النار مباشرة على أبناء الكحالة وتسببوا بقتل الشاب فادي بجاني واعلنوا انهم اتخذوا قرارا بإبقاء قطع الطريق في الاتجاهين ورفض فتحها.
وحصلت احتكاكات لاحقا بين عدد من أهالي الكحالة وعناصر من الجيش . كما اشارت معلومات الى وحدات من الجيش انتشرت لاحقا بين عين الرمانة والشياح.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه تابع مع قائد الجيش ملابسات الحادث الذي حصل في منطقة الكحالة وطلب الإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع . ودعا ميقاتي الجميع الى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية.
واعترف “حزب الله” ليلا بالحادث معلنا مقتل احد عناصره اذ أصدرت العلاقات الإعلامية في الحزب البيان الاتي: “أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقبلت في منطقة الكحالة وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولا ثم باطلاق النار مما اسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقا. وقد حصل تبادل لاطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الاشكال القائم”.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أنباء عن تقاطع “الحزب” و”التيار” رئاسياً وناجي البستاني بدلاً من فرنجية
الأمن الفالت… إغتيال جنوباً وحادث خطير على كوع الكحّالة
من أقصى الجنوب الى وسط الجبل علق لبنان أمس على كوع فلتان أمني على غاربه. فبعد ساعات على كشف المعلومات عن جريمة قتل عضو المجلس المركزي في «القوات اللبنانية» الياس الحصروني في عين ابل قضاء بنت جبيل، انقلبت شاحنة «حزب الله» المحملة أسلحة آتية من البقاع والمتوجهة الى الضاحية عند كوع الكحالة في قضاء عاليه. وإذا كانت جريمة الجنوب ذهب ضحيتها الحصروني، فإن تداعيات شاحنة «الحزب» أسفرت عن سقوط قتيلين ومواجهات بين أهالي البلدة وعناصر أمنية تابعة لـ»الحزب» ظهرت بالصورة والصوت تطلق نيران أسلحتها الرشاشة في اتجاه الأهالي.
البداية من كوع الكحالة الذي ارتبط اسمه بمراحل سابقة من الحرب اللبنانية في سبعينات القرن الماضي. وبحسب مصدرين أمنيين أبلغا «رويترز»، أنّ اشتباكات وقعت عصر أمس بين عناصر من «حزب الله» وأهالي منطقة الكحالة إثر انقلاب شاحنة، وذلك بعدما طوّقت مجموعة من أهالي البلدة شاحنة منقلبة تحمل أسلحة لـ»الحزب»، وأطلق عناصر المواكبة النار في اتجاه المواطنين. وأفادت لاحقاً معلومات أمنية أنّ الحصيلة « هي قتيلان: الأول من الكحالة يدعى فادي بجاني، والثاني من الطرف الآخر، بالإضافة إلى إصابة ثالثة». وبحسب مصادر إعلامية، فقد أصيب أحد عناصر «حزب الله «بجروح خطرة في حادثة الشاحنة. وبعدما تفاقم الموقف ووصول تعزيزات الجيش في موكب ضم 12 شاحنة انسحبت عناصر «الحزب» الأمنية وأقلت معها في سيارات رباعية الدفع سائق الشاحنة نحو بيروت.
في هذه الاثناء، قرعت الكنائس في الكحالة أجراسها فيما احتشد الأهالي لمنع رفع الشاحنة قبل معرفة نوعيّة حمولتها.
من ناحيته أرسل الجيش تعزيزات أمنية الى مكان انقلاب الشاحنة التي تحمل لوحة عمومية ومغطاة بشادر، للعمل أولاً على فتح الطريق التي تشكل الشريان الرئيسي بين بيروت والبقاع، لكن تجمهر الأهالي ورد فعل العناصر الامنية الحزبية عقّدا الموقف، خصوصاً بعد سقوط ضحايا. وطوال ساعات عمل الجيش على إفراغ حمولة شاحنة الاسلحة ونقلها الى شاحنات تابعة له.
على الصعيد الرسمي، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ملابسات شاحنة منطقة الكحالة.
وصدر عن منطقة عاليه في «القوات اللبنانية» بيان جاء فيه:»مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الأمني وانتشار السلاح غير الشرعي، وهذه المرة كانت الكحالة الأبيّة مسرحاً لاستعراض فائض القوة وإطلاق النار المباشر في اتجاه المدنيين».
في المقابل، أصدرت العلاقات الإعلامية في «الحزب» بياناً جاء فيه: «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة وفيما كان الإخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة ما أسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين حماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقاً».
ومن كوع الكحالة الى عين ابل. فقد كشفت تسجيلات كاميرات المراقبة في البلدة الجنوبية الحدودية، أنّ موت الحصروني لم يكن نتيجة حادث سير، كما قيل سابقاً، بل بفعل جريمة موصوفة. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» فإن «الوقائع المتصلة بالجريمة تشير الى عملية انتقامية تضمّنت كميناً وخطفاً وقتلاً، ثم محاولة إخفاء الجريمة بما يوحي أنها حادث سير عادي، لكن الكاميرات كشفت الوقائع الكاملة. وهناك مجموعة نفذت الجريمة وهي فعلت ذلك انطلاقاً من تمتعها بحرية الحركة في المنطقة وهي منظمة تنتمي الى جهة قادرة على القيام بهكذا عمل». ودعت المصادر الى «انتظار الساعات الـ48 المقبلة لكي تبيّن التحقيقات الملابسات وهوية منفذي الجريمة».
ومن الفلتان الامني، الى فلتان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير، وفيه أنّ «التيار»، يحضّر مع «حزب الله» لتقاطع رئاسي جديد «يتطلب وقتاً»، كما أفادت مصادر «الحزب» الاعلامية.
بحسب معلومات «نداء الوطن»، فإن الوزير السابق ناجي البستاني الذي جرى تداول اسمه سابقاً كمرشح لفريق الممانعة لرئاسة الجمهورية، عاد اسمه الى بساط البحث بين «التيار» و»الحزب» بدلاً من مرشح الممانعة الحالي سليمان فرنجية. ومن المعروف أنّ المحامي البستاني من المؤيدين لفريق الممانعة، وهو توكل سابقاً عن العميد ريمون عازار أحد الضباط الأربعة الذين أوقفهم التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
شاحنة أسلحة لـ«حزب الله» تهز أمن لبنان
قتيلان في اشتباك تلا انقلابها في قرية مسيحية شرق بيروت
أشعلت شاحنة يُشتبه بأنها تنقل أسلحة لـ«حزب الله» انقلبت في منطقة الكحالة في جبل لبنان، اليوم (الأربعاء)، توتراً أسفر عن مقتل شخصين في تبادل لاطلاق النار، أحدهما من المنطقة حاول وأصدقاء له اعتراض الشاحنة والكشف عن محتوياتها، والثاني من «حزب الله»، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويفرض طوقاً أمنياً في المنطقة.
وانقلبت الشاحنة على كوع الكحالة، وهي منطقة جبلية تبعد عن بيروت نحو 10 كيلومترات إلى الشرق، أثناء نزولها من طريق البقاع. وقال شهود عيان إن أهالي المنطقة اشتبهوا بالشاحنة المغطاة بشادر، وتحمل صناديق خشبية مقفلة. ولفتوا إلى أن عناصر أمنية حزبية كانت على مقربة من الشاحنة تمنع الاقتراب منها.
وأشار شهور العيان إلى أنه عندما اقترب أهالي المنطقة، تدخل شبان آخرون كانوا يواكبون الشاحنة، وأطلقوا النيران باتجاه الشبان لمنعهم من التقدم باتجاهها، مما أنتج توتراً سرعان ما انزلق إلى اطلاق نار بين الطرفين. وقال مصدران أمنيان لوكالة «رويترز» إن شخصين قتلا اليوم في اشتباكات بين عناصر من «حزب الله» وسكان بلدة الكحالة التي تسكنها أغلبية مسيحية، اندلعت بعد أن حاصر سكان شاحنة انقلبت. وأضاف المصدران أن الاشتباكات وقعت بالقرب من بلدة الكحالة الجبلية.
وقال مصدر إن الجيش اللبناني طوق الشاحنة التي لم يُعرف محتواها. وتدخل الجيش اللبناني على الفور، ومنع السكان من الاقتراب من الشاحنة، فيما تحدثت معلومات عن إنسحاب عناصر «حزب الله» من المحلة. ووسط توتر وغضب الاهالي الذي قتل منهم شخص، دقت أجراس الكنائس، وتداعى السكان إلى المنطقة لمنع الرافعة من انتشال الشاحنة قبل التعرف إلى محتوياتها.
ولاحقاً، رفع الجيش اللبناني الشاحنة بآلية تابعة له، فيما رفض الأهالي فتح الطريق في الكحالة وسط توتر في المنطقة. وقال الاهالي في بيان: «مسلّحون أطلقوا النار على أهالي الكحالة ما أدى إلى مقتل شاب»، وأضافوا أنه على ضوء ذلك «اتخذنا قراراً بإبقاء قطع الطريق بالاتجاهين». وطالبوا الدولة اللبنانية «بالقيام بواجباتها وهم شبه مؤكدين بأن الشاحنة تابعة لحزب الله».
وقال «حزب الله» في بيان صادر عن العلاقات الاعلامية فيه أنه «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع إلى بيروت انقبلت في منطقة الكحالة وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولا ثم باطلاق النار مما اسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر إلى المستشفى حيث استشهد لاحقاً». وأضاف البيان: «حصل تبادل لاطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الاشكال القائم».
رسمياً، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ملابسات الحادثة التي حصلت مساء اليوم في منطقة الكحالة.وطلب رئيس الحكومة الاسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.ودعا رئيس الحكومة الجميع إلى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية.
وأكد ان الجيش مستمر في جهوده لاعادة ضبط الوضع ومنع تطور الامور بشكل سلبي.واثارت الحادثة ردود فعل مستنكرة. وقال النائب غياث يزبك: «اذا كانت جريمة اغتيال الياس الحصروني تحتاج إلى تحقيق لكشف المجرمين، فمن اطلقوا النار بدم بارد على ابن الكحالة وروّعوا اهلها لا يحتاجون إلى تحقيق لكشف انتمائهم .. المعادلة الآن، ان لم تَسقط الدويلة سقط لبنان».
وقال النائب مارك ضو في تغريدة: «نتوقع فورا تحرك من الأجهزة الأمنية باعتقال كل من أطلق رصاص ضد الأهالي في الكحالة وليس حماية سلاح غير شرعي». وأضاف: «على القضاء فتح تحقيق ونشر كل من له علاقة بشاحنة السلاح وتوقيفهم فورا. حياة الناس وقراهم ليست مستباحة للميليشيات وتجار السلاح».
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
السياسة عاطلة عن العمل… حوار أيلول: الخرق مستحيل… موسكو: اللبنانيون رهائن
لبنان دولة معطّلة بكلّ ما فيها، السياسة فيه عاطلة عن العمل الجدي، جوهرها الحقيقي تضييع الوقت وتفويت فرص انعاش البلد، واللاعبون على حلبتها، ثَبتَ للقاصي والداني انهم قد حسموا خيارهم في تمديد عمر الأزمة بكلّ متفرعاتها الرئاسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، والدوران في الحلقة المفرغة إلى ما شاء الله، وملء فراغ السياسة باجترار المواقف والنقاط الخلافية المزمنة وإبقائها على النار، وافتعال جولات اشتباكية وسجاليّة من حين الى آخر، على الثانويات قبل الأساسيات، لا يتأتّى منها سوى مُراكمة عناصر التوتر، والمزيد من التعبئة والشحن الطائفي والمذهبي وحتى المناطقي.
وما يزيد من عطب السياسة في هذا البلد، هو انّ مكوناتها، وكما لمسَ كل اللبنانيين، لا تجمع في ما بينها سوى الهوية اللبنانية، لكل منها مرجعه ومحرّكه، وتدرجت في علاقاتها من الخصومة الى العداوة فما فوق، وحددت اقامتها النهائية على الخطّ النقيض لمصلحة هذا البلد، وباتت متعايشة بالكامل مع ما تسببت به من وضع شّاذ صَدّع أركان الدولة وتتدرج تداعياته السلبيّة على كل الصعد والمستويات، وتقدم كلّ يوم دليلاً اضافيا على رفضها الالتقاء على مساحات مشتركة للتوافق على البديهيات والاساسيات والضرورات الوطنية، أو تغيير سلوكها التخريبي وانتهاج مسار انعاش البلد بمسؤولية وجدية متجردة من المصالح الذاتية والحسابات الحزبية القاطعة لكل سبل الانفراج وقيامة لبنان من جديد.
أسطوانة قديمة – جديدة
المسلّم به انّ الفرج اللبناني مَدخله انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الفرج، في ظل هذه السياسة وما حَفرته من انقسام عميق في البلد، يبدو حتى الآن اقرب الى حلم مستحيل تحقيقه، ما يعني ان عامل الانفراج الداخلي مفقود، وفي الوقت نفسه، ثبت حتى الآن ان العامل الخارجي، سواء من الشقيق او الصديق، ليس قادرا على فرض حل رئاسي من الخارج، وبَدا جلياً انّ أقصى ما في حوزته هو تكرار الاسطوانة القديمة الجديدة بما فيها من ترغيب بمساعدات وترهيبب بعقوبات، وأنه على المكونات السياسية في لبنان أن تتوافق فيما بينها على رئيس للجمهورية، علما ان الخارج القريب والبعيد على إدراكٍ تام بأنّ توافق اللبنانيين ميؤوس منه، ولا يمكن ان يحصل اصلا، بين خطوط سياسية متوازية لا تلتقي.
في ظل هذه الصورة، بات محسوما انّ شهر آب الجاري، وعلى حد ما يقول مرجع سياسي لـ»الجمهورية»ظن هو شهر ميت سياسيا ورئاسيا، حيث انه اضيف سلفاً الى اشهر التعطيل الرئاسي، كون مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد رحّلت الملف الرئاسي الى ايلول المقبل، وربطته بحوار سيطلقه بين المكونات السياسية. الا ان الامر نفسه، اي الاضافة الى اشهر التعطيل، سينسحسب حتما على شهر ايلول المقبل وما بعده، الا اذا حصلت معجزة مَكّنت لودريان من احداث خرق في الجدار الرئاسي».
هل سينجح لودريان؟
على انّ السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق: هل سيتمكن لودريان من تحقيق هذا الخرق؟
بحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ الموفد الفرنسي، في لقاءاته مع القوى السياسية المعنية بالملف الرئاسي، لاحَظَ، ما وصَفته مصادر المعلومات، التعاطي الداخلي الحذر، او بمعنى أدق الفاتر من قبل بعض المكونات اللبنانية، مع مهمّته التي يعتبرها الفرنسيون تحديدا قوة دفع قوية للملف الرئاسي في لبنان نحو الحسم الايجابي.
وتشير المعلومات الى انّ لودريان عكسَ في مباحثاته موقف اللجنة الخماسية، الرامي على توافق اللبنانيين على خيار رئاسي جديد، بما يتجاوز كلّ ما طرح من مبادرات سابقة، لا سيما منها المبادرة الفرنسية القائمة على معادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة، وخصوصا ان جلسة الانتخاب الاخيرة افرزت نتائج لم ولا تُمَكّن أياً من المرشحين المتنافسين في تلك الجلسة، من الوصول الى رئاسة الجمهورية. مع الاشارة هنا الى ان الجانب الفرنسي عارضَ الرأي الذي أُبدي في خلال مداولات الخماسية السابقة لزيارة لودريان الى بيروت، ويقول بإخراج رئيس تيار المردة من دائرة المرشحين ربطاً بنتائج جلسة الانتخاب الاخيرة. وأكّد الجانب الفرنسي بقاء فرنجية في دائرة المرشحين، ولكن مع الانفتاح على اسماء اخرى، وهذا بالتأكيد رهن بما يتوافق عليه اللبنانيون.
وتبعاً لذلك، تضيف المعلومات، فإن لودريان، الذي تجنب الحديث عن المبادرة الفرنسية ومعادلتها، اكد على الاولوية التي اكدت عليها اللجنة الخماسية اي اولوية اجراء الانتخابات الرئاسية، وطرح امام من التقاهم سؤالين مفادهما: الأول: ما هي الاولويات التي ينبغي على رئيس الجمهورية ان يلتزم بها؟ والثاني، ما هي المواصفات التي يجب ان يتحلّى بها رئيس الجمهورية، التي تُمكّنه من الالتزام بتلك الاولويات؟
وتشير المعلومات الى أن سلة الاجوبة لم تكتمل بعد، فثمة وقت من الآن حتى آخر آب، الا ان الاجوبة الأوّلية التي تلقاها لودريان، جاءت متناقضة، ولم تقرّبه من حافة التفاؤل في امكان نجاح مسعاه الحواري حول رئيس الجمهورية في ايلول، خصوصاً أنّ هذه الاجوبة عَبّرت بوضوح عن جوّ الإنقسام المعروف بين هذه المكونات، سواء على رئيس الجمهورية او الاولويات.
واكدت مصادر المعلومات، انّ لودريان سيدرس هذه الاجوبة بعد اكتمالها، وعلى اساس ما فيها من قواسم مشتركة او تمايزات، سيعود في بداية ايلول المقبل بطرح جديد لبلورة توافق على رئيس للجمهورية من خلاله.
وتلفت مصادر المعلومات الانتباه الى انّ لودريان في معرض مداولاته من المكونات السياسيّة، اكد ان امام اللبنانيين خيار اساسي هو ان يتوافقوا على رئيس للجمهورية، سواء عبر الحوار، او التوافق على اي من المرشحين الموجودين، على ان يمارس مجلس النواب دوره في هذا المجال في انتخاب الرئيس. مُستبعداً ان يحصل اي خرق ايجابي من دون هذا التوافق. وقد كان صريحا في قوله ما مفاده انكم في لبنان ان لم تتوافقوا على رئيس للجمهورية، فالمجتمع الدولي قد يسحب يده من اي مسعى ولن يلتفت الى لبنان، وسيترك اللبنانيين لمصيرهم.
العامل الاقليمي
على انّ المقاربات المتشائمة للحوار الرئاسي المنتظر في ايلول المقبل، تضيف الى العامل الداخلي المهدّد لهذا الحوار، العامل الخارجي ببُعديه الدولي والاقليمي، غير المساعد على دفع اللبنانيين الى التوافق على رئيس.
وفي هذا السياق، ابلغت مصادر سياسيّة مسؤولة الى «الجمهورية» قولها: انّ الجوّ الداخلي ينسف مسبقاً احتمالات الخرق الرئاسي في ايلول، وهذا ما نلمسه بشكل جَلي من المواقف التي يبديها الاطراف التي تصنّف نفسها سيادية، والعامل الخارجي ليس حياديا على الاطلاق، بل هو في قلب الملف الرئاسي، وفي معظمه مُتناغم او مُحَرّك لتوجهات تلك الاطراف المتموضعة على الخط النقيض للتوافق، ما يعني ان الرهان على خرق رئاسي في حوار لودريان، هو في احسن الاحوال رهان على سراب، نتيجته الاكيدة مراوحة في الفراغ الرئاسي لفترة طويلة جداً.
وردا على سؤال اذا كان منسوب التشاؤم العالي مَردّه الى تعثر التفاهمات الاقليمية، سواء ما يتعلق بالاتفاق السعودي الايراني او بالانفتاح السعودي والعربي على سوريا؟ قالت المصادر: ثمة كلام كثير عن تراجعٍ ما شابَ جو التقارب والانفتاح في المنطقة، ولكن في ما يعنينا بلبنان، فمن البداية كانت هناك مبالغات لبنانية في الرهان على تلك التفاهمات، علّقت امالا كبارا في غير مكانها، وافترضت ان لبنان في قلب تلك التفاهمات، وسيأكل منها العسل سريعا، ولكن الأمر في حقيقته اكبر من لبنان. وقد قيل بشكل واضح من الاطراف المعنية ان هذه التفاهمات مسارها طويل، وجوهرها تبادل مصالح، وحين اكتمالها سيكون لها مردود ايجابي على كل دول المنطقة بما فيها لبنان. وحتى الآن الدول المعنية بالتفاهمات لم تحصد سوى ايجابيات محدودة، ولكن على الرغم من هذه المحدودية يبدو انها تعثرت، حتى لا نقول تفَرمَلت. ومن الاساس طرحنا على انفسنا سؤالا: هل سيسمح الاميركيون باكتمال هذه التفاهمات؟ خصوصا ان الاتفاق السعودي الايراني تم برعاية صينية، والصين تقع على خط المواجهة المباشرة على صعد مختلفة مع الولايات المتحدة الاميركية؟
فتح السفارة
يُشار في هذا السياق الى انه بعد فترة طويلة من الاتفاق بين السعودية وايران، جرى الاعلان امس، عبر مصدر مطلع لوكالة الانباء الايرانية (ارنا)، انّ السفارة السعودية لدى طهران بدأت نشاطها رسمياً منذ 3 أيام. فيما كانت السفارة الايرانية والقنصلية العامة الايرانية قد بدأتا نشاطهما رسميا في السادس من حزيران الماضي. ويأتي ذلك بعد المباحثات التي جرت في شهر شباط 2023 بحضور رئيس الجمهورية الاسلامية اية الله ابراهيم رئيسي باستضافة الصين، والبيان الثلاثي (بين طهران وبكين والرياض) الذي أعقبها في 10 اذار 2023 بشأن استئناف العلاقات بين ايران والسعودية.
الأسد: لا ندعم مرشحاً
وفي سياق عربي متصل، اكد الرئيس السوري، في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، «اننا لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان ولا ندعم أي مرشح».
وردا على سؤال قال «إن الحوار مع واشنطن بدأ منذ سنوات ويجري بشكل متقطع ولم يؤد لأي نتيجة»، واشار الى «الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي»، مشيرا الى ان «الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات».
موسكو: اللبنانيون رهائن
في موقف روسي لافت، اكدت موسكو في بيان وزّعته السفارة الروسية في بيروت امس، انّ «على الغرب كبح جماح تطور الدول الأخرى التي تسعى الى افتعال مشاكل مختلفة وخلْقِ بؤرِ توتّر في العالم. وإحدى هذه المشاكل هي وضع اللاجئين السوريين. حيث أن الغرب، وتحت ذرائع مختلفة، يمنع إعادة إعمار سوريا، محاولاً إبقاءها في حال نزيف دائم وكفاح طويل ضد الإرهاب الدولي. لذلك يتم عَمداً احتجاز الملايين من السوريين الذين أُجبروا على ترك ديارهم، في دول أخرى».
ولفت البيان الى أن «اللبنانيين، الذين كانوا دائمًا على استعداد للمساعدة في الأوقات الصعبة، بفضل تقاليد حسن الجوار، أصبحوا لسوء الحظ، رهائن في هذه اللعبة الجيوسياسية، التي تخدم مصالح الغرب الذاتية».
وفاة الحصروني
على الصعيد الأمني، طَفت على سطح المشهد الداخلي وفاة عضو المجلس المركزي في «القوات اللبنانية» ومنسق منطقة بنت جبيل في القوات سابقاً، الياس الحصروني، الذي قيل انه توفي في حادث سير قبل ايام، وذلك بعدما افادت التحقيقات الاولية انه تعرّض لعملية قتل.
وفيما تتابع الاجهزة الامنية التحقيق لكشف ملابسات ما حصل، أُفيد أنّ كاميرات مراقبة اظهرت انّ الحصروني تعرّض لكمين وخُطِف، كما افيد ان تقرير الطبيب الشرعي أظهر انه قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري، ما أدى الى كسر ضلوعه وخَرقها للرئة، ثم تَمّ رمي الجثة قرب موقع السيارة.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تصريح: تبيّن في اليومين الماضيين أنّ وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين ابل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة. إذ تبيّن، ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً مُحكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره خُطف من قبل أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة أشخاص وتسعة، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه. إنّ هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية وخاصة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لذلك، المطلوب كشف هويّة الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين إبل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب عن هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين».
وقال رئيس بلدية عين إبل عماد اللوس: «بلدية واهالي عين ابل يستنكرون الاعتداء الاثيم على الياس الحصروني الذي قضى بحادثٍ مُدبّر، إذ تمّ اختطافه واقتياده بسيارته الى طريق مقفر حيث وجد في جلّ تحت الطريق بجانب سيارته». وأضاف: «نطلب من القوى الامنية، التي أصبح بحوزتها الدليل القاطع على عملية الاختطاف، ان تقوم وبأسرع ما يمكن بالكشف عن قتلة الحصروني وانزال اشد العقوبات بهم حفاظاً على امن المنطقة».
وصدر بيان عن أهالي عين ابل، جاء فيه: نعم، مَن اغتال كل قادة ١٤ آذار وصولاً الى المفكّر لقمان سليم، وليس انتهاءً بالبطل الياس الحصروني، ليس العدو الإسرائيلي ولا الجيش الأحمر الياباني، إنما أعداء الداخل، الذين لا يفقهون إلا لغة القتل والصواريخ والمئة ألف مقاتل… تعددت الأساليب لديهم، إلا أنّ القاسم المشترك يبقى القتل والغدر والتصفية، وكلها من شِيَم الأتباع الذين يُطلقون على أنفسهم ألقاباً أقلها أنهم أشرف الناس، فيما هم أحقر الناس وأكثرهم دموية وإجراماً».
حادث الكحالة
على صعيد أمني آخر، حصل تطور أمني لافت مساء، تمثل بانقلاب شاحنة تحمل ذخيرة على طريق الكحالة أعقبه تجمّع لبعض الشبان، ما لبث أن تطور الى إطلاق نار أدى الى مقتل شخصين. وتبع ذلك اقفال الطريق الدولية، وتدخّل الجيش واتخذ إجراءات أمنية محاولاً الفصل بين أهالي المنطقة وعناصر الحزب المتواجدين في محيط الشاحنة.
وقال مختار الكحّالة عبّود أبي خليل إنّ الاشتباكات اندلعت بعد أن انقلبت شاحنة تابعة للحزب في الكحالة. وصرّحَ لوكالة فرانس برس انّ «أشخاصاً يرتدون ملابس مدنية ضربوا على الفور طوقاً أمنياً حول الشاحنة» وأنّ عدداً منهم تجَمّعوا حول الشاحنة، فعمدَ المسلّحون الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية ويحاولون منعهم من الاقتراب، إلى إطلاق النار الذي أسفرَ عن إصابة أحد سكّان البلدة بجروح.
وما لبث المصاب، ويدعى فادي بجاني، أن توفّي متأثراً بجروحه.
«حزب الله»
وأصدرت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» البيان الآتي: «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة، وفي ما كان الأخوة المعنيّون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمّع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولاً ثم بإطلاق النار ما أسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة، وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقاً. وقد حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المعتدين. في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها.
ميقاتي
من جهته، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.
***********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إنقلاب شاحنة لحزب الله في الكحالة يؤجج التوتر مع الضاحية
الجيش ينجح بـ«ضبط الوضع» بعد سقوط قتيلين من الحزب والأهالي وشعارات ضد إيران
فرض حادث الكحالة، المتمثل بتبادل اطلاق النار بين شبان مسلحين من البلدة، وعناصر حزبية، على خلفية الشاحنة التي انقلبت على الطريق باتجاه بيروت، قبل ان يتدخل الجيش اللبناني للحفاظ على التهدئة في المنطقة، نفسه بنداً على جدول المتابعة بين القيادات الحزبية والسياسية والامنية والعسكرية لتطويق الحادث، نظراً لحساسية المنطقة، بالتزامن مع حوادث متفرقة في غير منطقة، بدءاً من الالتباسات التي اثيرت حول المسؤول القواتي في عين ابل عند الحدود الجنوبية، الياس الحصروني، بعد تداعيات الوضع الامني المتوتر، على خلفية اشتباكات مخيم عين الحلوة.
ووسط خواء داخلي، وانقطاع التواصل بين الرئاستين الثانية والثالثة، وترسخ الشغور في الرئاسة الاولي، ارتفعت نسبة المخاوف من دخول البلد موسم التوترات التي جرى الترويج لها، مع بدء مغادرة مئات ألوف السياح من لبنانيين واجانب البلد في الاسبوع الاخير من آب الجاري.
وليلاً، علمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي غادر بيروت امس، من دون ان توضح الجهات المقربة من السراي الوجهة التي قصدها، لكن يرجح ان تكون لندن، وربما يعرّج على روما وباريس في طريق العودة.
ومع ذلك، بقي الرئيس ميقاتي على اتصال مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، وتم الاتفاق على الاسراع بالتحقيقات وكشف الملابسات مع خطوات لضبط الوضع، داعياً للابتعاد عن الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية.
الحزب يتبنَّى و«القوات» ترد
وقرابة العاشرة ليلاً، اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله بياناً، قالت فيه ان شاحنة الكحالة هي لحزب الله، وآتية من البقاع الى بيروت، وقد انقلبت في الكحالة.
واشار البيان الى ان عددا من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، قاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، «وقاموا برمي الحجارة ثم اطلاق النار في محاولة للسيطرة عليها».
واشار البيان الى سقوط «شهيد كان مولجا بحماية الشاحنة، وان وحدة من الجيش اللبناني، منعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة او السيطرة عليها».
وأصدر اهالي الكحالة بياناً، قدم رواية اخرى، اذ تحدث عن ان مسلحين اطلقوا النار على اهالي الكحالة، مما ادى الى مقتل شاب، واتخذنا قراراً بإبقاء قطع الطريق بالاتجاهين.
ورأت منطقة عالية في «القوات اللبنانية» ان مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الامني وانتشار السلاح غير الشرعي، مطالبة الجيش اللبناني بتوقيف مطلقي النار واحتجاز الشاحنة واجراء التحقيقات، ومنع اي مظهر من مظاهر التفلت الميليشياوي.
وتجمهر اهالي الكحالة رافضين رفع الشاحنة من الارض، لكن الجيش تمكن من البدء باخراج الصناديق الخشبية، ونقلها من المكان بشاحنات تابعة له. ثم رفع الشاحنة، وبدأ بتفريغ حمولتها، في حين طالب نواب وقياديون حزبيون بابقاء الطريق الدولية بين البقاع وبيروت مقطوعة.
وسقط نتيجة الحادث عنصر لحزب الله هو احمد علي قصاص، في حين ان الشاب الذي قتل في الكحالة هو فادي يوسف بجاني من مناصري «التيار الوطني الحر».
وبقي الاهالي في الشارع الى ساعات الصباح، على وقع قرع اجراس الكنائس، وتوجيه الحملات باتجاه حزب الله والجيش اللبناني، والمطالبة بتحقيق شفاف لجلاء ما حصل، واتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية، في وقت لم ترفع الشاحنة من مكان سقوطها.
واستقدم الجيش جرافة لسحب شاحنة حزب الله، لكن الاهالي حاولوا منعه من اخراجها، مما أدى الى اشتباك بالايدي معه.
وقبيل منتصف الليل، تجمع مواطنون امام الكنيسة، ورفعوا يافطات تحمل عنوان: المقاومة ضد الاحتلال الايراني، فيما كشف النائب نزيه متى (من القوات اللبنانية) عن ان سحب الشاحنة وتفريغ الحمولة لفتح تحقيق في ما حدث.
وعلى الارض، ارتفعت المخاوف من انفجار الوضع بين مناطق في الجبل والضاحية الجنوبية، على خلفية ما حدث في الكحالة.
أزمة الرواتب
على صعيد حياتي، وقبل سفره، انشغل الرئيس ميقاتي بموضوع تأمين الرواتب لموظفي القطاع العام. فعقد اجتماعاً مع وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل، حضره حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري.
وردا على سؤال عما يقال عن دفع الرواتب للقطاع العام هذا الشهر بالليرة اللبنانية قال: سنقوم بجهدنا ليتقاضى الموظفون رواتبهم كالمعتاد مثل السابق».
وذكرت معلومات خاصة بـ «اللواء» ان الاجتماع كان ايجابيا ومنتجاً لجهة التوافق على التواصل الدائم والتعاون المشترك، وان تكون مصلحة الدولة هي الاساس. وجرى البحث بدقة في موضوع سبل تفعيل الجباية من قبل الدولة بما يكفل استقرار النقد وعدم المس بالاحتياطي الإلزامي وفقاً للقواعد والشروط التي سبقوحددها منصوري في مؤتمره الصحافي. وعلى هذا ستعقد لقاءات اخرى بعد عودة الرئيس ميقاتي من السفرحيث عُلِم انه غادر بيروت امس.
وفي السياق، أعلن الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف أن «المساس بتوظيفات المصارف لدى مصرف لبنان لم ولن يكون الحل، لا بل سيفاقم الأزمة عوض حلِّها. وقال: على الجميع الاقتناع بأن سعر الصرف لا يمكن إلا أن يعكس واقع الاقتصاد، وكلّ التعويل اليوم على الحاكم الجديد الدكتور وسيم منصوري، آملين أن ينجح في إخراجنا من النفق المظلم.
كلام خلف جاء في افتتاحية التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان حول التطورات النقدية والمصرفية والمالية والاقتصادية في آب 2023، بعنوان «وعد الحاكم دين، الاحتياطي لن يُمَسّْ».
وفي الحراك السياسي والرئاسي، إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو، النائب فيصل كرامي، على رأس وفد ضم: علاء جليلاتي، زياد شهاب الدين، حمدي درنيقة وعثمان مجذوب، بحضور النائب فيصل الصايغ، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.
وخلال اللقاء، تم عرض «الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، لا سيما الاستحقاق الرئاسي، والأهمية القصوى لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، مع التمسك بتطبيق اتفاق الطائف ومندرجاته».
وعلمت «اللواء» ان زيارة كرامي كانت لتهنئة جنبلاط بإنتخابه رئيسا للحزب، وانه جرى التركيز خلال اللقاء على اهمية الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد للخروج من الازمات القائمة، وعلى ضرورة التفاهم والحوار والتوافق على هذا الموضوع بين كل القوى السياسية. كما تطرق البحث الى اوضاع البلد عامة وبخاصة لجهة اهمية اعادة تسييرمرافق الدولة لتتمكن من مواكبة متطلبات المؤسسات الرسمية والناس.
ثم استقبل النائب جنبلاط وفدا من لقاء «التوازن الوطني»، ضم: صلاح سلام، المهندس الدكتور مازن شربجي، عبدالله عبدالله، الدكتور أيمن مجذوب، المهندس جهاد الشعار، المهندس رامز بيضون، المهندس أحمد الشعار، المحامي أحمد الجمل، والمحامي صائب مطرجي، بحضور النائب الصايغ، ناصر وحرب، وكان بحث في مختلف التطورات السياسية.
أبي المنى في الديمان
وفي الديمان، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى على رأس وفد من المجلس المذهبي ومشيخة العقل، حيث تم «عرض سبل معالجة الأوضاع الروحية والوطنية المشتركة، ومساهمة الأوقاف المارونية والدرزية وغيرها في بلورة قوة اقتصادية لتثبيت ابناء الجبل في قراهم وطمأنة الشباب الى مستقبلهم. كما تم عرض التحضيرات لزيارة البطريرك الراعي إلى الجبل والمقررة في الثامن من أيلول المقبل بمناسبة الذكرى ٢٢ للمصالحة المارونية والدرزية في الجبل، وتم تبادل مجموعة من الكتب المتعلقة بالطائفتين المارونية والدرزية».
جريمة عين إبل
الى ذلك، انشغل لبنان امس بمقتل عضو المجلس المركزي في القوات اللبنانية ومنسق منطقة بنت جبيل في القوات سابقا الياس الحصروني (70 سنة الملقب بالحنتوش) قبل نحو اسبوع، حيث تبين بعد دفنه الاحد الماضي ونتيجة انتشار فيلم فيديو عن كيفية حصول الجريمة مساء يوم حصولها، انه تعرض للخطف من قبل اشخاص على متن سيارتين وتم قتله والقاء جثته في احد الاحراج قرب الطريق ليظهر الموت على انه نتيجة حادث سير ادى الى انقلاب سيارته ووفاته. وافيد ان تقرير الطبيب الشرعي أظهر ان حصروني قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة ثم تم رمي الجثة قرب موقع السيارة.
وقد لاقت الجريمة اصداء واسعة سياسية وشعبية، وانهالت الاتهامات المبطنة والتحليلات حول خلفياتها قبل ظهور نتائج التحقيق. لكن قال شقيق الضحية مارون الحصروني: لا نتّهم اي جهة على أمل أن يظهر التحقيق من هو الفاعل.واضاف في حديث لقناة «الجديد»: أنّه «لا يعتقد ان لما حصل طابع سياسي وهناك من يريد أن يصطاد بالماء العكر».
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
الملف الرئاسي استردته واشنطن ولودريان «خفت همته» والرياض غير مهتمة
حزب الله ينتظر مقترحات باسيل خطيا… «طابور خامس» وراء التهويل
عرض اميركي للرياض: التطبيع مع «اسرائيل» مقابل مكتسبات للفلسطينيين في «الضفة» – رضوان الذيب
من يقف وراء عمليات التهويل على الشعب اللبناني ومن يدير «الطابور الخامس» وبث الشائعات عن فوضى منظمة وغيوم سوداء تتجمع في سماء البلد وانهيارات مالية واقتصادية وعدم القدرة على دفع الرواتب لموظفي القطاع العام والمتقاعدين آخر الشهر؟ كلها أسئلة برسم المسؤولين يجب الإجابة عليها وتوضيحها، لان الوقائع على الأرض حسب المتابعين الامنيين لمسار الأحداث، مغايرة للاجواء السوداوية المعممة والمبالغ فيها والتي رفعت من وتيرتها البيانات التحذيرية لبعض الدول الخليجية. وحسب المتابعين الامنيين فان التقارير الأمنية للأجهزة اللبنانية لم تسجل اية أحداث بارزة او نشاطات إرهابية في الشمال والبقاع وبيروت للخلايا النائمة او تزايدا لحركة بيع الأسلحة او محاولات تسلل لجماعات إرهابية من الحدود مع سوريا او نشاطات غير مألوفة في المخيمات السورية للنازحين، حتى التقارير الأمنية الأجنبية لم تبلغ عن مخاطر أمنية، بل على العكس فان لبنان شهد حركة سياحية غير مسبوقة مع وصول اعداد المغتربين اللبنانيين والسواح العرب والأجانب الذين امضوا فصل الصيف في لبنان إلى اكثر من مليونين ونصف، فاق ما ضخوه من أموال في الأسواق اللبنانية كل التوقعات وادخلوا إلى البلد اموالا توازي أضعاف ما تطلبه الحكومة من ديون من صندق النقد الدولي، كما عمت المهرجانات كل المدن والقرى اللبنانية وسقطت كل الحواجز بين المناطق ولم تسجل التقارير اية اشكالات بارزة، او مغادرة اي مغترب او سائح عربي واوروبي، ولم تلغ اية حجوزات، والسؤال، لماذا التعتيم على الأجواء السياحية التي ذكرت اللبنانيين بالمرحلة الي سادت قبل 2005، والتركيز على الانهيارات مع كل استحقاق مالي او إداري او وظيفي او اقتصادي أظهرت الأحداث انها غير صحيحة، فتسلم العميد الياس البيسري الأمن العام بكل هدوء وكذلك نواب الحاكم المركزي وحافظت الليرة على استقرارها وسيتم دفع الرواتب للقطاع العام بتسوية على الطريقة اللبنانية وسيتسلم اكبر الأعضاء سنا في المجلس العسكري مهام قائد الجيش مطلع الـ 2024 وكذلك في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
وحسب المتابعين الامنيين، الأحداث في المخيمات الفلسطينية ليست جديدة على اللبنانيين، والتخوف يبقى من عمليات الاغتيال المتبادلة داخل المخيمات بعد مقتل عبد السلام فرهود والعميد العمروشي، لكنها تبقى محصورة في نطاق الحادث، ولاقدرة للارهابيين هيثم الشعبي وبلال بدر من هز الأمن اللبناني، وهما محاصران في حي الطوارئ، لكن المشكلة التي ظهرت كانت في «ترهل» حركة فتح في عين الحلوة المعقل الأساسي»لقوات العاصفة»، وحسب المتابعين الامنيين، لاعلاقة لزيارة مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني ماجد فرج بالأحداث في عين الحلوة، وزار لبنان بناء على دعوة مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي لمناقشة بعض الملفات وغادر بعدها إلى تركيا، وكل ما نشر من تحليلات عن الزيارة لاعلاقة له بالواقع وان كان الامنيون لاينفون ربط ما حصل بملفات المنطقة مع وصول راتب المقاتل في جند الشام إلى 1000 دولار في الشهر مقابل 200 دولار للمقاتل في فتح، ويبقى السؤال ايضا، كيف عادت مجموعات من الإرهابيين إلى عين الحلوة من شمال سوريا وكيف يدخل السلاح الثقيل؟
والسؤال، هل هناك من علاقة بين إشاعة أجواء تهويلية وبث الأجواء المسمومة مع قرب بدء عمليات التنقيب عن النفط وعرقلة هذا الملف لصالح من؟ رغم ان المتابعين يعزون سبب المواقف الخليجية إلى «القرف « من ممارسات الطبقة السياسية وفسادها وثرواتها التي تفوق ثروات الأمراء الخليجيين، وهناك قرار خليجي بعدم تقديم اية مساعدات للبنان في الظروف الراهنة.
رئاسة الجمهورية والحوار بين الحزب والتيار
لا جديد في الملف الرئاسي وكل التصريحات «كلام بكلام»، والحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر لازال في بداياته ويسير على السكة الصحيحة من دون شروط مسبقة من الطرفين وتحديدا على الصعيد الرئاسي، فلا حزب الله تخلى عن فرنجية ولا باسيل أعطى الموافقة على الاسم وان كان أبدى ليونة في النقاش حوله، وفي المعلومات ان الاجتماع الأخير بين باسيل ووفيق صفا كان طويلا وتم الاتفاق على ان يقدم باسيل للحزب تصوراته ومقترحاته مكتوبة عن اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة ومفهومه لبناء الدولة والصندوق الائتماني وهو غير الصندوق السيادي، وعلم ان باسيل بدا إعداد الورقة على ان يرد حزب الله خطيا ايضا، لأن المواضيع التي آثارها باسيل لايمكن لحزب الله وحده البت بها واقرارها كونها تحتاج لنقاشات بين كل الاطراف السياسية وتوافقات الى تحويلها إلى المجلس النيابي عبر مشروع قانون لاقرارها، ولا يمكن الحديث عن نجاح الحوار وفشله حاليا، والصورة قد تتبلور قبل عودة لودريان منتصف أيلول الذي»خفت همته» بعد المعلومات عن سحب اميركا الملف الرئاسي من ايدي الفرنسيين والسعوديين والخماسية واستخدامه ورقة في صراعها ضد محور الممانعة بانتظار التوافقات الكبرى، فيما القوى الداخلية أعلنت استسلامها وعجزها «والتمترس» وراء مواقفها ونصب الكمائن المتبادلة فقط دون القيام باية مبادرات.
وفي المواقف، أعلن الرئيس بشار الأسد، ان سوريا لم تتدخل لحل الازمة في لبنان وسوريا لاتدعم اي مرشح، اما وزارة الخارجية الروسية فاعلنت ان الشغور الرئاسي شان داخلي لبناني واللبنانيون وحدهم من يقررون رئيسهم من دون تدخلات خارجية.
الفراغ طويل والورقة الرئاسية محكومة بصراعات المنطقة
لذلك، فان الملف الرئاسي اللبناني سيبقى في»ثلاجة الانتظار الطويل»، واللبنانيون حسب مصادر مواكبة اضاعوا فرصة لن تتكرر في المدى المنظور
لانتخاب رئيس للجمهورية جراء عدم استغلالهم للاجواء الوفاقية الإيرانية السعودية السورية والانسحاب الأميركي المؤقت من ملفات المنطقة خلال الأشهر الماضية، كون الصورة بدأت تميل الآن نحو انتهاء عهد المساكنة وبدء مرحلة جديدة من التوترات كشف عنها الكاتب توماس فريدمان وما نقله عن الرئيس بايدن» من قال ان واشنطن انسحبت من الشرق الأوسط.
وفي معلومات مؤكدة، ان ولي العهد السعودي كاشف مرجعية شيعية مؤخرا بالضغوط الأميركية التي يتعرض لها للتراجع عن سياسة الانفتاح مع إيران وسوريا، وسعي بايدن لعقد صفقة مع السعودية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية قائمة على التطبيع السعودي مع إسرائيل مقابل انسحابها الشامل من الضفة الغربية وقيام الدولتين، لكن العرض رفضته إسرائيل كليا وبررت ذلك، أنها لا تريد ان تتقمص معادلة حزب الله في جنوب لبنان على حدودها مع الضفة، هذا ما يفسر التوترات التي ظهرت مؤخرا بين نتنياهو والادارة الأميركية، وأكد ولي العهد السعودي للمرجعية الشيعية «ان بلاده آخر دولة تطبع مع إسرائيل».
وفي المعلومات، ان الإدارة الأميركية حاولت استغلال التعثر السعودي في معالجات الملف اليمني، نتيجة استمرار الاعدامات والحصار وعمليات القصف والتباطؤ في دفع الرواتب من قبل السعوديين، وقامت بالانفتاح المباشر على الحوثيين وعقد الحوارات معهم والتعهد بحل معظم معاناتهم ورفع الحصار البحري، والهدف فرض المزيد من الضغوط على السعوديين، وتتعامل الرياض بواقعية مع هذه الضغوط، وحولت منذ ايام مليار دولار للموظفين اليمنيين.
وفي المعلومات، ان ولي العهد السعودي اكد للمرجعية الشيعية التزامه بكل ما اتفق فيه مع إيران، وخلافا للتسريبات، فان السفارة السعودية في طهران فتحت منذ ٣ ايام ابوابها وبدات نشاطها رسميا بعد انجاز الإصلاحات في مقرها الاساسي حيث كان الموظفون يمارسون اعمالهم الطبيعية قبلها من فندق «اسبيناس بالاس»، اما السفارة الايرانية والقنصلية العامة بداتا نشاطهما رسميا في الرياض في 6 حزيران الماضي، وفي المعلومات التي نقلت، ان مشكلة الاميركيين ليست بالتوافق السعودي الإيراني بل بالرعاية الصينية للاتفاق ودخولها إلى منطقة النفط الأولى في العالم وتوقيع اتفاقات بمليارات الدولارات، وان عدم استجابة الرياض للمطلب الأميركي اخراج الصين من الاتفاقيات سيتم الرد عليه بافشال الاتفاقات السعودية مع ايران، وتوتير المنطقة من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وقطع الحدود السورية العراقية عبر القواعد الأميركية في شرق الفرات وربط منطقة التنف»بابو الكمال» وقطع المعبر الوحيد بين البلدين، واعلنت واشنطن عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى شرق الفرات تقدر بـ 3000 آلاف جندي، ومواكبة المارينز لبواخر النفط في منطقة الخليج، هذا التوجه الأميركي قد يشعل المنطقة من جنوب لبنان حتى الحدود العراقية السورية لان محور المقاومة لن يسمح في هذا الحصار وقطع طريق طهران – بغداد – دمشق – بيروت حتى لو وصلت الأمور إلى حرب شاملة.
وفي المعلومات ايضا، ان الضغوط الأميركية غير المسبوقة عرقلت المساعدات السعودية إلى سوريا، وبالتالي فان التريث السعودي مرده إلى الضغوطات الأميركية المنخرطة في ضرب كل التفاهمات، مع تأكيد الرياض الالتزام في كل ما تم التوصل له مع إيران وسوريا وهذا ما نقله وزير الخارجية السعودي إلى الإيرانيين.
والسؤال كيف سيرد محور المقاومة؟ هل عبر شن عمليات ضد القوات الأميركية في شرق الفرات ؟ او ضد إسرائيل من الجنوب اللبناني او الجولان؟ كلها أسئلة جدية ومطروحة في ظل الاتجاه الأميركي للهروب إلى الأمام وعدم السماح بموطئ قدم للصين في المنطقة، وفي المقابل، فان محور المقاومة لن يبقى ساكتا أمام عملية تجويع الشعب السوري وحصاره الخانق، حتى ان واشنطن عرقلت التفاهمات بين سوريا والاردن لمعالجة ملف النازحين والحد من عمليات تهريب الكبتاغون.
في ظل هذه الاجواء والعودة الأميركية الساخنة إلى المنطقة، لا مكان للملف الرئاسي ولا مكان للفرنسيين والسعوديين فيه بعد ان استعادته واشنطن من فرنسا والسعودية في كل تفاصيله، وهناك ضغط اميركي على الخماسية لإعلان التأييد لقائد الجيش العماد جوزف عون والضغط على بري لعقد جلسة لمجلس النواب او العقوبات، وفتح المواجهة على الساحة اللبنانية.
حاكم مصرف لبنان السابق
لم يحضر حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الجلسة أمام القاضي سامي صدقي وقد حضرت القاضية هيلانة إسكندر والوكيل القانوني لسلامة، وقد تم تأجيل الجلسة امام الهيئة الاتهامية إلى 29 اب. اما وزير المال يوسف خليل فقد طمأن بعد اجتماعه مع ميقاتي بحضور وسيم منصوري الموظفين إلى الجهود التي تبذل لقبض رواتبهم كالمعتاد. فيما وصف وزير الاتصالات جوني القرم الوضع في شركة اوجيرو «بالتعبان جدا» «مع الحاجة الماسة إلى الأموال مؤكدا ان «الخدمة عاطلة»
مقتل مسؤول القوات في عين ابل
شهدت بلدة عين ابل الجنوبية توترا امنيا بعدما تبين ان المسؤول القواتي الياس الحصروني قتل في كمين والقيت جثته في احد الاحراش، وذكر الطبيب الشرعي في افادته، ان حصروني قتل خنقا وضرب بالمسدس على راسه مما أدى إلى كسور في القفص الصدري والضلوع وخرق الرئة، وتم رمي الجثة قرب موقع السيارة، واستنكر رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس الحادث ودان الاعتداء الاثم على الحصروني الذي قضى بحادث مدبر، اذ تم اختطافه واقتياده بسيارته الى طريق مقفر حيث وجد مقتولا في»جل» تحت الطريق بجانب سيارته، وطلب من القوى الامنية التي اصبح بحوزتها الدليل القاطع على عملية الاختطاف ان تقوم وباسرع ما يمكن بالكشف عن قتلة الحصروني وانزال اشد العقوبات بهم حفاظا على امن المنطقة. وعلم ان الأجهزة الأمنية بدأت تحقيقاتها والاطلاع على كاميرات التصويرالتي أظهرت ان أرقام السيارات مزورة، وتم الاستماع إلى عدد من الشهود ورفض شقيق المغدور اتهام اي جهة او وضعها في الإطار السياسي تاركا الأمر إلى التحقيقات القضائية، ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأجهزة الأمنية إلى العمل لوقف الفاعلين سريعا من أجل الحفاظ على الأمن في البلدة.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لغز شاحنة الكحالة يُشعل الوضع الأمني ويثير عاصفة جدل
شهدت منطقة الكحالة حالاً من التوترات الأمنية الشديدة أمس، على خلفية انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله، بسبب الحمولة الزائدة عند «كوع عاريا»، وبعدما تجمع الأهالي في المكان حول الشاحنة حدث إطلاق نار أدى الى مقتل المواطن فادي بجاني، وقام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بوضع طوق أمني حول مكان انقلاب الشاحنة. وبحسب معلومات أهالي الكحالة، فقد قتل شخصان أحدهما من الحزب أثناء انقلاب الشاحنة والثاني من أهالي البلدة نتيجة إطلاق عناصر الحزب النار بعد الحادث لمنع الأهالي من الاقتراب من الشاحنة.
وقد عمد أهالي المنطقة إلى منع رفع الشاحنة قبل حضور الأجهزة الأمنية والكشف عن الحمولة المريبة، حيث حضرت أعداد كبيرة من عناصر الجيش ومخابراته التي طوقت الشاحنة ومنعت الناس من الاقتراب، ومع ساعات المساء الأولى تم رفع الحمولة ونقلها الى بيروت بواسطة شاحنات للجيش، وسط احتجاجات الأهالي وحصل تضارب بالأيدي مع عناصر الجيش عندما حاول الاهالي منع نقل الشاحنة بواسطة جرافة للجيش الى بيروت. وأصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بياناً جاء فيه: «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة، وفي ما كان الاخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة أولًا ثم بإطلاق النار، ما أسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقاً. وقد حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الأثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الإشكال القائم».
وتابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون الحادثة التي حصلت. وطلب رئيس الحكومة الاسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع. ودعا الجميع الى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية. وأكد ان الجيش مستمر في جهوده لاعادة ضبط الوضع ومنع تطور الامور بشكل سلبي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :