افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 17 تموز 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 17 تموز 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

السفيرة الفرنسية للبنانيين: ماذا كان حل بكم أمنياً ومالياً وصحياً وغذائياً وتربوياً… لولا فرنسا؟/ بوحبيب يتنحّى بضغوط أوروبية وأميركية عن رئاسة الوفد الحكومي إلى سورية بذريعة الانشغالات/ تلاعب في سوق الصرف يوحي بتحضير مشهد ضاغط لتكليف سلامة ونوابه بتصريف الأعمال

 

 أكملت السفيرة الفرنسية ما بدأه البرلمان الأوروبي، فترجمت لغة الدولة المنتدبة بصفتها مفوضاً سامياً، وقالت آن غريو في كلمتها في العيد الوطني الفرنسي في قصر الصنوبر، وبحضور حشد سياسي ونيابي ووزاري، مخاطبة اللبنانيين، أين كنتم اليوم لو أنّ فرنسا لم تحتضن، مع شركائها، قواكم الأمنية؟ لو أنّ قوات اليونيفيل، التي تضمّ 700 عسكري فرنسي لم تكن تؤمّن الاستقرار في جنوب لبنان؟ وأين كنتم اليوم لو أنّ فرنسا لم تحشد جهود المجتمع الدولي ثلاث مرّات متتالية لتجنّبكم انهياراً عنيفاً تحت وطأة الإفلاس المالي وتدهور الليرة والانفجار في مرفأ بيروت؟ وأين كنتم اليوم لو أنّ فرنسا لمّ تهبّ على وجه السرعة لدعم مدارسكم كَي لا تغلق أبوابها، لا سيمّا المدارس الخاصّة، والمسيحيّة منها بشكل خاص، التي تستقبل حوالي ثلثي التلاميذ اللبنانيين؟ أين كنتم اليوم لو لم تساهم فرنسا في تمويل عمل المستوصفات والمستشفيات وبرامج الأمن الغذائي كي يستمرّ اللبنانيّون الذين يعانون من الأزمة بالحصول على رعاية صحّيّة ذات جودة وتغذية صحيحة؟ أين كنتم اليوم لو أنّ الشركات الفرنسية قلّصت أعمالها وتخلّت عن فرِق العمل المحليّة فيها؟ لو أنّ بعض الشركات الفرنسية العالمية لم تراهن على لبنان لكي يكون لكم على الأقلّ مرفأ يستأنف نشاطه وإمكانيّة الحصول يوماً على موارد غازيةّ؟
الردود على السفيرة الفرنسية كانت دون مستوى الإهانة التي حملتها لكل اللبنانيين، ووزارة الخارجية الغائبة عن مسؤوليتها في الردّ على قرار البرلمان الأوروبي بإلزام لبنان بإبقاء النازحين، غابت عن التعامل الواجب بأعلى درجات الاحتجاج على كلام السفيرة الفرنسية المغادرة بانتهاء ولايتها، سوف يغيب وزيرها عن رئاسة الوفد الحكومي إلى سورية لبحث ملف النازحين، بذريعة واهية هي حجم الانشغالات، خصوصاً أن الاعتذار جاء متأخراً أسبوعين عن تاريخ التكليف، بصورة أكدت الظنون بأن الاعتذار جاء استجابة لضغوط أميركية وأوروبية.
مالياً، شهدت سوق الصرف ارتفاعاً في أسعار الدولار الأميركي، ولامس سعر الدولار ليل السبت عتبة المئة ألف ليرة، قبل أن يعود ويتراجع، ورأت مصادر مالية أن كل الأسباب تدفع لاستقرار السوق بالحد الأدنى إن لم يتحسن سعر الليرة، في ضوء حجم التدفقات الآتية بالعملات الأجنبية في ظل الموسم السياحي، ولذلك تعتقد المصادر أن التلاعب كان ثمرة ضخ مفتعل لكمية ضخمة من الأوراق المالية اللبنانية في الأسواق، ما يوحي بوجود نيات بتكرار الأمر ضمن خطة ضغط على الأسواق ودبّ الذعر بين اللبنانيين لتسهيل قرار تكليف حاكم مصرف لبنان ونوابه بعد نهاية ولايته واستقالاتهم، بالقيام بأعمال تصريف الأعمال بالتكافل والتضامن.
تتجه الانظار إلى قطر، حيث ينعقد اليوم اجتماع الخماسية المعنية بالشأن اللبناني، وسط تأكيد مصادر مطلعة على الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان، لـ»البناء» أن الاجتماع سيشهد تقديم المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مقاربته للملف اللبناني بناء على زيارته الأولى للبنان وما سمعه من القوى السياسية والتقرير الذي أعده، والتي تقوم على أهمية الحوار بين القوى السياسية، في حين أن الموفد القطري الى لبنان سوف يقدم من جهته رؤية بلاده لحل الأزمة الرئاسية من منطلق مختلف عن الطرح الفرنسي خاصة ان الدوحة تعمل تجاه وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى بعبدا، وعليه تقول المصادر إن لودريان الذي يزور لبنان بين 24 و27 الحالي يعمل لحوار بين الأفرقاء اللبنانيين، لكن حتى الساعة لم تحسم القوى السياسية كافة موقفها من الحوار وبالأخص القوى المسيحية، فبعد حزب القوات الذي لا يرغب بالمشاركة في الحوار فإن موقف التيار الوطني الحر لا يزال ملتبساً ولا يحمل تأكيداً لجهة المشاركة أو رفضاً لذلك.
وفي السياق، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في تغريدة عبر تويتر أي تدخل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض إذا بدّو يفرض علينا خيارات لمصلحته؛ واي حوار مرغوب إذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت، وما كان مربوط بأجندة واضحة وبزمن محدّد، والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجته… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديمقراطية التصويت بتحسم الخلاف…
وقال رئيس حزب القوات سمير جعجع: «ليتوقفوا عن الانتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس».
إلى ذلك غادر السفير السعودي وليد البخاري صباح أمس إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع الدول الخماسية الذي يبحث في ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وعلم ان السفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفير السعودي يمثلان بلديهما في اجتماع الدوحة.
وتقدمت قضية النازحين السوريين الى الواجهة بعد اعتذار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن عدم ترؤسه اللجنة الوزارية التي ستتواصل مع دمشق.
وفي السياق أعلن بوحبيب ان دور وزير الخارجية بما يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان هو بالتواصل والقيام بالاتصالات الدبلوماسية والسياسية مع الأشقاء العرب وبالأخص السوريين وسائر الدول الصديقة، وهو الأمر الذي يقوم به حاضراً ومستقبلًا وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، وسيتابعه باستمرار. أما المسائل التقنية، فتعود صلاحية متابعتها للوزراء والأجهزة المختصة كل ضمن اختصاصه، بما يتكامل ولا يتعارض مع الشق المنوط بوزير الخارجية والمغتربين. كذلك، يحفل جدول أعمال وزارة الخارجية والمغتربين في الاشهر المقبلة بمناسبات عدة تتطلب حضوراً ومشاركة رفيعة المستوى، ومنها اجتماع اللجنة الوزارية العربية المنبثقة عن اجتماع عمان بشأن الحوار مع سورية في منتصف شهر آب المقبل، يليها في الشهر نفسه التجديد لليونيفيل في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اجتماع وزراء الخارجية العرب في النصف الاول من أيلول المقبل، المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من ايلول في نيويورك أيضاً، وغيرها من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية.
في المقابل، فقد استغرب وزير المهجرين عصام شرف الدين تأخر وزير الخارجية شهراً ونصف الشهر لإعلان قراره، وأكد أن ثمة بدائل بين الوزراء الذين يمكن ان يترأسوا اللجنة الوزارية إلى سورية.
نقدياً، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان العمل على منصة SAYRAFA مستمر كالمعتاد على القواعد نفسها المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار 2023.
ولفت الى ان “كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها في ما يخص هذا الموضوع عارية عن الصحة”.
واكد ان مصرف لبنان مستمر بالسياسة نفسها بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية.
في هذا الوقت أشارت المعلومات الى ان لا استقالة لنواب الحاكم ولا نية للاستقالة في الوقت الحالي، بل محاولة لاجتماعات مكثفة في الأيام المقبلة لمحاولة الضغط للبدء بالإصلاحات.
اشار اللواء عباس ابراهيم الى ان «الفراغ الرئاسي قاتل وقد يستمر لفترة طويلة وقد تتغير ظروف كثيرة في البلد خلالها». واوضح بان «التواصل معه بشكل شبه يومي مستمر من قبل الخارج لطلب مساعدة او اقتراح افكار».
ولفت اللواء ابراهيم في حديث تلفزيوني، الى ان «الشعب اللبناني ملّ من السياسة وبحاجة لمن يكون فعلاً في خدمته. ومسيرتي مستمرة ولم تتوقف وليس في قاموسي «تقاعد»، وما أقوم به له علاقة بالحقل العام، وأنا أسعى لأن أبقى منخرطاً في الحقل العام ولم أسعَ إلى أي منصب والهدف ليس اللقب، وخروجي عن الثوابت يؤكد أني لا أسعى إلى أي وزارة، ولن أخرج عن الثنائي الشيعي، ولكن سأكون مستقلا بكل ما للكلمة من معنى

**********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

تصعيد أوروبي ضد حزب الله وفي ملفّي النازحين والانفتاح على دمشق | لقاء الدوحة: لا أحد متحمّسٌ للحل

 

 بين "الضياع" الذي ينتاب المبادرة الفرنسية و"عدم التعاون " السعودي معها و"المشاغبة" القطرية عليها، جاء ما تمّ تسريبه، عشية اللقاء المقرّر لأطراف "اللقاء الخماسي" في الدوحة اليوم، حول خفض مستوى التمثيل الأميركي من مستوى مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى مساعدها ايثون غولدريتش، ليعطي إشارة واضحة إلى استمرار الممانعة الأميركية في الوصول إلى حل للملف الرئاسي، ما ينعكس عدم حماسة لدى مختلف الأطراف لطي صفحة الأزمة.
وفيما لم تتوافر معطيات جديدة بشأن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الثانية لبيروت، إلا أن غالبية التقديرات تؤكد تعسّر الحل ربطاً بالتطورات في المنطقة، خصوصاً مع تراجع مسار التفاوض الإيراني - الأميركي في سلطنة عمان. وأتى القرار العالي اللهجة حول مختلف جوانب الأزمة اللبنانية الذي صوّت عليه البرلمان الأوروبي، في 12 الجاري، ليصبّ الزيت على نار الأزمة، ويؤكد المسار التصعيدي بما يجعل الحلول بعيدة عن المتناول، إذ حمّل القرار في بنده الأول "الأحزاب المسلّحة بشكل غير قانوني مسؤولية عرقلة العملية الديموقراطية والدستورية"، داعياً إلى "نزع سلاح" هذه الأحزاب. كما دان "بشدة جميع الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة"، ودعا، "إلى محاسبة المسؤولين على وجه السرعة". وكان واضحاً تحميله طرفاً واحداً مسؤولية الأزمة الاقتصادية وتعطيل الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للجمهورية والانتخابات البلدية، وتعطيل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، معيداً "نبش" قاضي التحقيق في انفجار المرفأ طارق البيطار، وحثّ السلطات على "التعاون الكامل معه". وفي ما يتعلق بالنازحين، نصّ البند 13 على "عدم توافر الشروط للعودة الطوعية الكريمة للاجئين في المناطق المعرَّضة للنزاع في سوريا"، والتشديد على "الحاجة إلى توفير تمويل كافٍ ومتعدد الطبقات للوكالات التي تعمل مع اللاجئين من أجل ضمان التوفير الكامل للخدمات الأساسية لمجتمعات اللاجئين في البلاد، وعلى أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وكريمة وآمنة وفق المعايير الدولية".

ولفتت مصادر معنية بمتابعة الملف إلى الأبعاد الخارجية لهذا البيان، إذ يدخل في إطار توجيه رسائل تحذيرية ضد المسار الانفتاحي على سوريا، والقول للبنان إنه "ممنوع عليه أن يكون جزءاً من هذا المسار". واعتبرت المصادر أن هناك "من تلقّف الرسالة جيداً في لبنان فسحب نفسه كي لا يتحمّل المسؤولية". علماً أن ذلك يعني مشاركة لبنان من جهة في ضرب المسار الانفتاحي على سوريا كما فعل بالتزام قانون قيصر، ومن جهة أخرى ترك الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات.
وفي هذا السياق، جاء انسحاب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من رئاسة اللجنة الوزارية المكلّفة بمتابعة ملف عودة النازحين مع السلطات السورية بداعي "السفر المتكرّر"، كأنسب تعبير عن الإدارة الحكومية لهذا الملف، بعدما تهرّب منه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالمراوغة وتشكيل لجان للمتابعة. إلا أن عدم الجدية وسوء النية لم يحتاجا إلى كثير من الوقت قبل أن ينكشفا بوضوح مع التسويف في تحديد موعد لزيارة اللجنة الوزارية لدمشق، رغمَ مطالبة الوزراء المعنيين بذلك أكثر من مرة، ثم تجاهل طلبهم عقد جلسة حكومية لاتخاذ موقف من قرار البرلمان الأوروبي. وقبل ذلك كان ثمة ما هو أسوأ تعبيراً عن هذه الإدارة مع الخلاف بين وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ووزير المهجّرين عصام شرف الدين حول صلاحية متابعة هذا الملف.
خفض مستوى التمثيل الأميركي في اللقاء الخماسي في الدوحة

مصادر وزارية قالت: "إن أياً من المسؤولين في لبنان وعلى رأسهم ميقاتي، لا يريد تحمّل المسؤولية، وما يحصل هو هروب سياسي من مسؤولية وطنية تاريخية". وتتقاطع مصادر سياسية معنية بالملف مع هذا الكلام، بالإشارة إلى "ضغوطات كبيرة يتعرّض لها المسؤولون اللبنانيون وعلى رأسهم ميقاتي، وتهديد بالعقوبات لمنع أي إجراء يتيح عودة النازحين إلى بلادهم. لذا فإن أحداً لا يريد أن يحمل القضية في صدره". وأضافت المصادر: "رغم أن البيان غير ملزم، لكنّ قوته التنفيذية تكمن في تأثيره على الحكومات الغربية التي تغرق في وحل الحرب الروسية ـــ الأوكرانية وتعتبر ملف النازحين كابوساً لها، وقد تلجأ هذه الحكومات في حال قيام لبنان بأي إجراءات من شأنها إعادة النازحين إلى فرض عقوبات، سبقَ أن هدّد بها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل". بوريل هو نفسه الذي أشار قبلَ حوالي عامين إلى أن "العقوبات على الطاولة، وهي قيد الدرس، بيد أن القرار لم يُتخذ بعد بشأنها في الوقت الحالي، وفي حال جرى تطبيقها سيكون ذلك لتحفيز الطبقة السياسية بغية إيجاد الحلول"، كما قال في حزيران الماضي إنه "يجب عدم استغلال وجود اللاجئين السوريين في بعض البلدان سياسياً وسنواصل دعم الدول المضيفة".

******************************************

افتتاحية صحيفة النهار

اجتماع الدوحة: التنسيق الخماسي “بوصلة” لودريان

لم تعكس المعطيات المتوافرة لدى الافرقاء السياسيين حيال ما يمكن ان يخلص اليه اجتماع اللجنة الخماسية لدول “#اللقاء الخماسي” في #الدوحة اليوم من نتائج وتوجهات واضحة وموحدة حيال الازمة الرئاسية في لبنان تختلف عن “اللانتائج” التي افضى اليها الاجتماع السابق للجنة في باريس. ومع ذلك بدا ان ثمة فوارق بين الاجتماع السابق والاجتماع الجديد يمكن معها، بحسب ما تكشف مصادر ديبلوماسية مطلعة ومعنية لـ”النهار”، توقع “بعض الوضوح الإضافي” في مسار هذه اللجنة وما تعكسه من أجواء تتصل بمواقف دولها حيال الازمة اللبنانية الراهنة. فاجتماع اللجنة الجديد يأتي بناء على تحريك قطري، وهو امر يستبعد الا يفضي الى نتائج نظرا الى الديبلوماسية الاستباقية التي تتبعها قطر في التنسيق مع اطراف “الخماسي” تمهيدا لتوحيد الموقف اقله من الاطار العام الذي بلغته الازمة بما يوجب إعادة وضع اطار مبدئي تنسق عبره الدول الخمس توجهاتها وخطواتها للدفع نحو حث اللبنانيين على وضع حد للازمة بمساعدة الدول الخمس. وهذا يعني بحسب المصادر ان التنسيق بين الدول الخمس حول المقاربة اللازمة للتعامل مع الازمة لا يعني أي خوض في أسماء المرشحين ولا في الانخراط في ما يتوجب على الافرقاء اللبنانيين القيام به، على ما يحلو لبعض الافرقاء السياسيين ومعظم الاعلام في لبنان ان يتداوله في اطار توظيف داخلي ودعائي عبر الصراع السياسي والرئاسي الجاري. ولكن المصادر المعنية نفسها لمحت على نحو لافت الى ان الدور الفرنسي “السابق” قد يكون من الصعب استمراره كما كان بعد الاجتماع الخماسي الجديد الذي سيشارك فيه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والذي سيحظى حتما بتشجيع اللجنة على مهمته في لبنان، لكن بعد الاطلاع على طبيعة الاتجاهات التي سيحملها، كما سيطلع بدوره على نظرة الدول المشاركة الى الدور الممكن القيام به للدفع بتوازنات ديبلوماسية وسياسية تساعد على الحل ولا تعقد الازمة. ولذا سيكون مهما ترقب الخطوات التالية للموفد الفرنسي الذي سينقل الى الاليزيه نتائج لقاءاته في الرياض ومن ثم في اجتماع الدوحة التي ستكون بمثابة بوصلة لمهمته قبل القيام بخطوته اللاحقة نحو بيروت. ولم يفت المصادر الديبلوماسية المعنية ان تتجنب اسباغ التوقعات المضخمة على ما يلي اجتماع الدوحة اذ لم تشأ استباق الاطار التنسيقي الذي سيفضي اليه ولكنها رأت ان مسالك الحل لنهاية الازمة الرئاسية لا تزال تبدو حتى الان محفوفة بالتعقيدات المحلية والخارجية.

الداخل والازمة

وفي أي حال شكلت مجموعة مواقف برزت في اليومين السابقين عينات واضحة عن طغيان الأنسداد على مجمل المشهد الداخلي، وكان اكثرها تعبيرا بيان للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف الذي حذر من ان “لبنان مهدد بالفوضى وبخطر الانهيار الكامل. ومع ذلك يجري التعامل مع هذا الواقع الخطير بكثير من الاستخفاف بمخاطره على المستقبل والمصير”. ونبه مجددا الى “أن المؤسسات الدستورية لا تشكو من فراغ مؤقت أو مرحلي، بل أنها تعاني من تفريغ مقصود ومبرمج يكون منطلقا لإعادة النظر في صيغة العيش المشترك التي ارتضاها اللبنانيون ولا يزالون”. ورفع المجلس “الصوت محذرا من العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، ويجد فيه طعنا بخاصرة الوحدة الوطنية وبرسالة لبنان التي تقوم على الوحدة في التعدد.وعبثا يجري البحث عن حل للأزمة اللبنانية في قاعات منيرة في هذه الدولة أو تلك من الدول الصديقة أو الشقيقة”.ولفت الى ان “الحل الضائع موجود في قاعات لبنان المظلمة بالتعصب وقصر النظر والمصالح الذاتية ولا يمكن العثور على حل في غير المكان الذي يوجد فيه”.

 

وليس بعيدا من ذلك اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي ان “الجميع في لبنان والخارج يشتكون من الفساد السياسيّ والماليّ والإداريّ والتجاريّ والأخلاقيّ حتى فقدان الحياء البشريّ، وموت الضمير الإنسانيّ والوطنيّ، والإستعباد لأصنام السلطة والأشخاص والمال والسلاح والمصالح الشخصيّة والفئويّة، حتى تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتدمير المؤسّسات الدستوريّة. هذه كلّها جريمة نكراء بحقّ الدولة ومؤسّساتها وبحق الشعب اللبناني. وليعلم جميع المعنيّين أنّهم مدانون من الله والناس. ومهما فعلوا ونشطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها، فلن يبلغوا مشتهاهم، وفي وجههم قوّة إيمان شعبنا اللبنانيّ الطيّب وأخلاقه وصموده ودفاعه عن قدسيّة الوطن من دون أيّ سلاح”.

وكان الراعي التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع في بقاعكفرا وكشف جعجع انه تداول مع البطريرك “بشكل مطوّل موضوع الإنتخابات الرئاسيّة، والمسألة لا حلين لها وإنما حل واحد وبكل صراحة “ما يعذبوا قلبن” وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس”. وقال”ما أعدكم به هو أننا مستمرون حتى النهاية ولن نقبل أبداً بحلول خنفشاريّة ولن نلوي تحت ضغط الأزمة التي يتسبب بها الفريق الآخر، فهذا هو منهاجه يتسبب بالأزمة ولا يهمهم ما يتكبده الناس والرغيف والليرة وجل ما يهمه هو أن نتراجع تحت ضغط الأزمة لنعطيهم ما يريدونه إلا أن هذه المرّة لن نتراجع أبداً، وأقول هذا لكي أكون واضحاً ولكي يعرفوا تماماً إلى أين هم ذاهبون، الوارد فقط هو أن نذهب إلى مجلس النواب ونعقد دورات انتخابيّة متتالية إلى حين انتخاب رئيس”.

بدوره غرد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل امس عبر حسابه على “تويتر”: ” ما حدا يربّحنا جميلة بوطننا، هو عصيّ على كل انتداب او وصاية او احتلال، وهو حيّ بصمود شعبه… اي تدخل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدّو يفرض علينا خيارات لمصلحته؛ واي حوار مرغوب اذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت وما كان مربوط باجندة واضحة وبزمن محدّد والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجته… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديمقراطية التصويت بتحسم الخلاف…”

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

المرشح الثالث أمام “خماسيّة” الدوحة وإيران تغطي تصلّب “حزب الله”

 

تنطلق في الدوحة اليوم أعمال اللجنة الخماسية لإجل لبنان بمشاركة مُمثلي السعودية ومصر والولايات المُتحدة، إضافة إلى ممثل قطر الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سبق أن زار لبنان للاستماع إلى الأحزاب المُختلفة، ثم إلى السعودية للاجتماع بمُستشار ولي العهد نزار العلولا المُكلف أيضاً بالملف اللبناني الذي يُشارك في مؤتمر الدوحة. وقد انتقل الى قطر من لبنان تباعاً سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والسفير السعودي وليد البخاري. كما انتقل من باريس الى قطر السفير المصري هناك.

وبدت التوقعات حول ما ستنتهي اليه اللجنة متنوعة، تتراوح ما بين خفض الرهان على حدوث خرق في الأزمة الرئاسية، وبين تحريك هذه الأزمة لجهة العمل على خيار ثالث. وفي المعلومات، أنّ الاوساط التي تقلل من أهمية اجتماع الدوحة، تنطلق من موقف «حزب الله». وبحسب هذه الأوساط، أنّ «الحزب» ما زال متمسكاً بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وان المراجعات الخارجية مع طهران، على هذا الصعيد، أفضت الى موقف منها يدعو الى «مراجعة» حارة حريك «لأن القرار عندها». وفي المقابل، تردّد أنّ الجانب الايراني «نصح» حليفه «الحزب» بالذهاب الى تسمية شخصية غير فرنجية.

أما الأوساط التي تتوقع تحريك ملف الرئاسة في لبنان الى الأمام، فتنطلق من قطر مدعومة بتحوّل في الموقف الفرنسي انتهى الى خيار «المرشح الثالث».

وعشية الاجتماع في الدوحة، برز داخلياً موقفان من المعارضة: الأول عبّر عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال بعد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: «ما يعذبوا قلبن»، و»ليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس».

أما الموقف الثاني، فجاء في تغريدة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر»، إذ قال: «أي حوار مرغوب اذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت، وما إذا كان مربوطاً بأجندة واضحة وبزمن محدّد، والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجتها… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديموقراطية التصويت بتحسم الخلاف».

وبدا أنّ هناك تقاطعاً في دعوة جعجع وباسيل معاً الى اللجوء الى التصويت، وقد شرحت مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» الأمر، فقالت: «إن ديموقراطية التصويت، يقصد بها باسيل دورية الانتخاب التي يركز عليها بإستمرار، أي إجراء دورات انتخابية متتالية تؤدي الى انتخاب رئيس. ومن الواضح انه بعد انطلاق الحوار بينه (باسيل) وبين «حزب الله» انه يريد انتزاع المزيد من التنازلات والمكاسب لإبتزاز «الحزب» إذا لم يتخلَ عن سليمان فرنجية، وبالتالي الذهاب الى دورة انتخابية جديدة». وأضافت المصادر: «جاء موقف باسيل عشية إنعقاد اللجنة الخماسية التي بدأت تتحدث بشكل واضح عن مرشح ثالث. وأجرت اللجنة اتصالات، وتحديداً الدولة القطرية، مع المسؤولين السياسيين، وبينهم باسيل، لمعرفة ما رأيهم في ما آلت اليه الأمور وكيفية الخروج من هذا المأزق. لذا هو أراد أن يرسل رسالة الى «الخماسية»، أن هذا هو موقف المعارضة، ومفادها نحن مع دورية الانتخابات التي تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية في ظل مرشحَين. وكأن باسيل يقول لـ»الحزب»: «إما أن تتخلوا عن سليمان فرنجية، وإما الذهاب الى دورة انتخابات ثانية، وهي ليست في مصلحتكم وستفضي الى انتخاب جهاد أزعور».

وخلصت المصادر الى القول: «عندما فتح «حزب الله» حواراً مع باسيل، من الواضح أنه في مأزق، وكذلك «التيار». لكن «الحزب» هو الذي بادر، وهذا يعني تيقّنه انه لا يمكن ان يحقق أي خطوة رئاسية الى الأمام في ظل التموضع الذي هو فيه، وعلى رغم أن باسيل خذله في عدم تبني فرنجية، كما خذله في التقاطع مع المعارضة. وعلى الرغم من كل ذلك، ذهب الى فتح قنوات حوار مع «التيار». أما حوار باسيل مع «الحزب»، فلم يجعله يتراجع، بل واصل تسديد الضربات في مرمى «الحزب»، والتأكيد على خطر وصول فرنجية عليه، ويريد أن يقول لـ»الخماسية» أيضاً انه لا يعطّل المسار الرئاسي، بل ان ما يعطّله، هو من يرفض دورية الانتخابات أي الثنائي الشيعي».

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

تقلبات سريعة للدولار مقابل الليرة اللبنانية

سلامة يؤكد الاستمرار بمنصة «صيرفة»

يشهد سعر صرف الدولار الأميركي في السوق اللبنانية تقلبات سريعة في الساعات الأخيرة، حيث لامس، وللمرة الأولى خلال أشهر، المائة ألف ليرة، قبل أن يعود وينخفض قليلاً إلى مستوى الـ93 ألفاً، ثم يرتفع إلى عتبة الـ96 ألفاً.

 

وفي حين ربط البعض هذا الأمر بالتوجه لإلغاء منصة «صيرفة»، أكد حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة أن «المركزي» مستمر في العمل على المنصة كالمعتاد، وعلى القواعد نفسها المعتمَدة منذ مارس (آذار) 2023».

وبدأت التقلبات، بعد ظهر السبت، حيث ارتفع، خلال ساعتين، عشرة آلاف ليرة، ووصل إلى المائة ألف ليرة، بعدما لم يكن قد تجاوز، خلال الأسابيع الأخيرة، حدود الـ95 ألفاً. ويوم أمس استمر صعود وانخفاض سعر الصرف، وإنْ بوتيرة أقل، بحيث عاد ووصل إلى الـ96 ألفاً، بعدما كان صباحاً حوالي 93 ألفاً.

وانعكست هذه التقلبات كالعادة في الأسواق التجارية، حيث سارع التجار إلى رفع الأسعار، في وقتٍ لا تزال فيه الأسباب الحقيقية لهذا الإرباك غير واضحة، إذ في حين يربط الكثيرون ما يحصل بقرب انتهاء ولاية حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، نهاية الشهر الحالي، وتلويح نوابه بالاستقالة إذا لم يجرِ تعيين حاكم جديد، يعزوها البعض الآخر إلى المعلومات التي تشير إلى توجه «المصرف المركزي» إلى إصدار تعميمات وإجراءات جديدة مرتبطة بما يُعرَف بـ«منصة صيرفة» التي يستفيد منها كثيرون، ومعظمهم من التجار والمؤسسات، بحيث يجري تحديد سعرها بأقل من سعر السوق، ويسمح لهم بشراء الدولارات من المصارف اللبنانية، ما يتيح لهم الحصول على أرباح كبيرة، ولا سيما لمن يعمل على تشغيل مبالع كبيرة.

«إن العمل على منصة (صيرفة) مستمر كالمعتاد على القواعد نفسها المعتمَدة من قِبل (مصرف لبنان) منذ مارس 2023».

لكن حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، عاد ونفى المعلومات التي أشارت إلى التوجه لإلغاء «صيرفة»، مؤكداً الاستمرار في السياسة نفسها. وقال، في بيان: «بناءً على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف، يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن العمل على منصة (صيرفة) مستمر كالمعتاد على القواعد نفسها المعتمَدة من قبل (مصرف لبنان) منذ مارس 2023».

وأضاف: «كل الأخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها فيما يخص هذا الموضوع، عارية عن الصحة»، مؤكداً أن «مصرف لبنان مستمر بالسياسة نفسها، بتلبية كل الطلبات التي تَردُ عن المصارف، ما دامت ضمن الأصول المرعية».

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الجمهورية: عين على الدوحة اليوم وأخرى على مصرف لبنان.. والتنافضات كبيرة

تَتجِه الانظار اليوم الى الدوحة، تَرقّباً لاجتماع المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية المهتمّة بالشأن اللبناني، وما يمكن ان يصدر عنه من النتائج التي تتعلّق بمستقبل الاستحقاق الرئاسي في ضوء الحراك الذي يقوم به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وكانت الرياض والدوحة من آخر محطاته وليس آخرها، حيث سيشارك الرجل في اجتماع اليوم عارِضاً على المجتمعين ما توصّلَ إليه من خلاصات واقتراحات للحل بعد استطلاعه مواقف الافرقاء اللبنانيين في زيارته الاخيرة للبنان، ومن ثم محادثاته مع الرئيس ايمانويل ماكرون، ثم مع القيادتين السعودية والقطرية.

وعشيّة اجتماع ممثلي «لقاء باريس الخماسي» في ثاني اجتماع له بعد تشكيله في السادس من شباط الماضي في الدوحة، بدعوةٍ من الجانب القطري، توجّه السفير السعودي وليد البخاري أمس من بيروت الى الدوحة للمشاركة في اللقاء الى جانب المستشار في الديوان الملكي الوزير نزار العلولا الذي يترأس الوفد السعودي.

وفي المعلومات ان الاجتماع المنتظَر سيضمّ أيضاً السفيرة الاميركية في بيروت دوروتي شيا الى جانب مسؤولين من وزارة الخارجية الاميركية والسفيرة الفرنسية آن غريو، الى جانب الموفد الرئاسي الخاص الى لبنان الوزير السابق جان ايف لودريان، لكن أي مصدر في السفارتين الاميركية والفرنسية لم يعلن رسمياً عن توجههما إلى الدوحة.

اللقاء المُنتظر

وقبل ساعات على اللقاء المنتظَر غابت المواقف الرسمية، ولم تنشر أيّ من وسائل الاعلام القطرية او اي دولة أخرى من أطراف المجموعة الخماسية أيّ خَبر عن الاجتماع سوى ما نُشِر عن انّ لودريان سيغادر الدوحة بعد اللقاء عائداً الى بلاده للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قبل ان يزور لبنان مجدداً في موعدٍ رَجّحته أوساط مهتمة ما بين 24 و27.

طاولة الحوار قبل الدوحة فهل يَنسفها اللقاء؟

وفي غياب المعلومات بقيت السيناريوهات الخاصة بحصيلة مهمّته مَدار مجموعة من التكهنات غير المَبنية على أي معطيات ثابثة، ولذلك ما زالت الأوساط تتداوَل بما كان مطروحاً قبل «لقاء الدوحة الخماسي». وإن لم يؤدّ اللقاء الى مبادرة جديدة في شكلها ومضمونها وما يمكن ان تتناوله، فإنّ الحديث سيبقى عند مشروع طاولة الحوار التي سيدعو إليها لودريان ومكان انعقادها في ساحة النجمة ام في عين التينة او على ارض فرنسية في قصر الصنوبر ومن يترأسها لودريان او بري ؟

لا اتفاق متوقّعاً

وعلمت «الجمهورية» انّ المجتمعين في قطر ستتجاذبهم وجهات نظر متضاربة حيال الاستحقاق الرئاسي، ما سيحول من دون خروجهم بموقف موحد. فالموقف السعودي ما زال مُحايداً فيما الجانب الفرنسي يتمسّك بمبادرته القائمة على معادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة مع احتمال القبول بتعديل اسم الاخير، فيما الحانبان الاميركي والقطري يميلان الى قائد الجيش جوزف عون، امّا الموقف المصري فهو في وَضعِ انتظار غير مهمل للموقف السعودي من جهة وللموقفين الاميركي والقطري من جهة ثانية، الأمر الذي سيمنع المجتمعين من التوصّل الى اتفاق، ما سيَدفعهم لِتَرك الامر لحوار بين الافرقاء اللبنانيين سيعمل لودريان على ترتيب انعقاده عند زيارته الثانية لبيروت بعد اجتماع الدوحة مباشرة او بعد تعريج الى باريس.

وعشيّة اجتماع الدوحة، كان لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل تغريدة لافتة عبر تويتر، قال فيها: «على فكرة، أيّ تدخّل خارجي مرحّب به ليساعدنا، ومرفوض اذا اراد فَرض علينا خيارات لمصلحته؛ وأيّ حوار مرغوب اذا كانت النتيجة سريعة، ومَرذول اذا كان لإضاعة الوقت ولم يكن مربوطاً بأجندة واضحة وبزمنٍ محدّد والأهمّ بجَلسة انتخاب نهايته مهما كانت نتيجته… اذا نجح، الجلسة تجسّد التفاهم، واذا فشل، فديموقراطية التصويت تحسم الخلاف».

من جهته، تطرق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، في كلمة له ضمن لقاء تخلّله عشاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، فقال: «تداولتُ مع صاحب الغبطة طويلاً في موضوع الإنتخابات الرئاسية، المسألة لا حَلّين لها وإنما حل واحد. وبكل صراحة «ما يعَزّبو قَلبُن»، وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان. لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري، وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس».

ملف النازحين

وعلى صعيد قضية النازحين السوريين وتشكيل الوفد الوزاري لزيارة دمشق، علمت «الجمهورية» انّ وزيرَي الشؤون الاجتماعية والمهجرين هيكتور حجار وعصام شرف الدين سيزوران دمشق للقاء نَطيرَيهما السوريين للبحث في آلية عودة النازحين، وانّ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصل بنظيره السوري فيصل المقداد واتفقا على لقاء قريب بينهما، يتناول البحث خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين الى ما يكون قد تم التوصّل إليه من اتفاقات بين الوزراء المختصين حول موضوع عودة النازحين السوريين.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد رَدت ببيان، أمس، على ما تردّد من عدم رغبة بوحبيب بتَرؤس الوفد الوزاري الى دمشق للبحث مع السلطات السورية، فقالت: «إن دور وزير الخارجية فيما يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان هو التواصل والقيام بالاتصالات الديبلوماسية والسياسية مع الاشقاء العرب، خصوصا السوريين وسائر الدول الصديقة، وهو الأمر الذي يقوم به حاضراً ومستقبلاً، وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، وسيتابعه باستمرار. أما المسائل التقنية، فتعود صلاحية متابعتها للوزراء والاجهزة المختصة، كُلّ ضمن اختصاصه، بما يتكامل ولا يتعارض مع الشق المُناط بوزير الخارجية والمغتربين».

مصرف لبنان

وعلى صعيد قضية مصرف لبنان، وفيما ينتظر ان يُقدّم نواب الحاكم الاربعة استقالاتهم اليوم، ليكلّفهم وزير المال تَسيير أعمال المصرف ريثما يتم تعيين حكم جديد خلفاً للحاكم رياض سلامة الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الجاري، قالت اوساط مطلعة لـ»الجمهورية» انّ الغموض لا يزال يَكتنِف المسار الذي ستأخذه الأمور في المصرف المركزي، معتبرة انّ الفترة الفاصلة عن 31 تموز تبقى مفتوحة على أكثر من احتمال. واوضحت انّ الهامش يمتد بين إعادة إحياء خيار التمديد لسلامة بحجّة الظروف الاستثنائية وبين استقالة نوابه الأربعة ثم تكليفهم بالاستمرار في إدارة المرفق العام الأمر الذي يخفّف من وطأة المسؤولية عليهم، أو عدم استقالتهم وتولّي النائب الأول وسيم منصوري تلقائياً صلاحيات سلامة بعد مغادرته.

لكنّ الاوساط كشفت أيضاً انّ هناك من لا يزال يدرس إمكان ابتكار «فتوى» تقضي بأن يتم تعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان بالتفاهم مع «التيار الوطني الحر»، على أن يوقّع الوزراء الـ24 مرسوم تعيينه من دون عَقد جلسة للحكومة.

وأبلغت الاوساط المطلعة نفسها الى «الجمهورية» انّ الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار خلال عطلة الاسبوع بعد استقرار نسبي، هو مُريب واصطناعي ولا يرتبط بعوامل موضوعية. واستغربت ان يحصل الارتفاع مساء السبت تحديداً، حين كانت السوق هادئة، مشيرة الى انّ التفسير الأكثر واقعية هو انّ هناك مَن رَنّ جرس إنذار للتنبيه الى انّ مغادرة رياض سلامة حاكمية مصرف لبنان في نهاية تموز ستترك تداعيات نقدية بدأت طلائعها بالظهور، وانّ الأفضل التمديد له بأي شَكل لأنه الأقدر في هذه المرحلة على ضبط الدولار.

رياض سلامة: العمل على منصة SAYRAFA مستمر

وأعلنت وحدة الاعلام والعلاقات العامة في مصرف لبنان، في بيان، انه «بناءً للمادتين ٧٥ و٨٣ من قانون النقد والتسليف يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان العمل على منصة SAYRAFA مستمر كالمعتاد على القواعد نفسها المعتمدة لدى مصرف لبنان منذ آذار 2023». واكد سلامة انّ «كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها في ما يَخصّ هذا الموضوع عارية عن الصحة»، موضحاً انّ «مصرف لبنان مستمر في ال​سياسة​ نفسها بتلبية كل الطلبات التي تَرد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية».

مواقف

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، أشار البطريرك الراعي في عظة الاحد من الديمان الى انّ «الجميع في لبنان والخارج يَشتكون من الفساد السياسيّ والماليّ والإداريّ والتجاريّ والأخلاقيّ حتى فقدان الحياء البشريّ، وموت الضمير الإنسانيّ والوطنيّ، والإستعباد لأصنام السلطة والأشخاص والمال والسلاح والمصالح الشخصيّة والفئويّة، حتى تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتدمير المؤسّسات الدستوريّة»، معتبراً انّ «هذه كلّها جريمة نكراء بحقّ الدولة ومؤسّساتها وبحق الشعب اللبناني. وليعلم جميع المعنيّين أنّهم مُدانون من الله والناس. ومهما فعلوا ونَشطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها، فإنهم لن يبلغوا مشتهاهم، وفي وجههم قوّة إيمان شعبنا اللبنانيّ الطيّب وأخلاقه وصموده ودفاعه عن قدسيّة الوطن من دون أيّ سلاح».

الفساد المستشري

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت: «حبّذا لو يَحذو مسؤولونا حَذو آباء المجمع الرابع الذين عالجوا مسائل كانت تواجه الكنيسة، وأصدروا قوانين أحدها قانوناً يمنع الرشوة والحصول على المناصب والوظائف الكنسية بواسطة المال». وسأل: «كم يبلغ عدد الموظفين المحسوبين على الزعماء في بلدنا، ومنهم كثيرون لا يعرفون الطريق إلى مراكز عملهم، ولا يقومون بأيّ عمل مقابل ما يتقاضون؟ الفساد المستشري في المؤسسات العامة بحاجة إلى اقتلاع من الجذور، لأنه من غير المقبول أن يَتحكّم أزلام الزعماء بحياة الناس، فيمتنعون عن تسهيل معاملاتهم من أجل تحصيل رشوة، عوضَ السهر على المصلحة العامة». ولفتَ الى انّ «الكنيسة وَعَت منذ نشأتها أنّ الفاسد في الإيمان وأعمال المحبة مكانه خارجها إلى أن يظهر توبة حقيقية. إلا أن بعض الفاسدين، وهم الهراطقة، تَعنّتوا وتَشبّثوا بآرائهم الخاصة وفضّلوا جَمع أتباع لهم بدلاً من أن يرشدوا الناس إلى المسيح، فما كان من آباء المجامع المسكونية المقدسة سوى حرمانهم من الشركة مع الكنيسة الجامعة خوفاً من أن يستشري الفساد ويهلك القطيع».

واشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في تصريح له، الى أنه «بالضرورة هناك كارثة وطنية تحيط بدور الدولة ووظيفتها وكيانها، والقطيعة السياسية بالضرورة هي السبب، والأصابع الأميركية التي تتلاعَب ببعض السواتر الوطنية لا تريد انتخاب رئيس، وتريد البلد ممزقاً وبلا أي قدرة أو فعالية، ومن يريد الحوار ليس كَمَن لا يريده، ومن لا ينام الليل لحماية هذا البلد وإنقاذه ليس كمَن ينام على صوت الطرب». وقال: «يتعامَل الثنائي الوطني مع الإستحقاق الرئاسي على أنه أقدَس الأولويات الوطنية فيما تتعامل بعض القوى السياسية مع هذا الإستحقاق وكأنه آخر الأولويات، وما بين من يريد وطناً ومن لا يريد وطناً قطيعة حوار وعُسس دولي». وأضاف: «كموقفٍ وطني أقول: الحل داخلي ويجب أن يبقى داخلياً، والمساعدة الدولية للداخل مَشكورة، أما لعبة القرابين الدولية فممنوعة ولبنان يملك سيادة القرار الوطني ويزيد، وكما الردع الذي أسّست له ثلاثية جيش شعب مقاومة، كذلك الردع السياسي الذي يقوده الثنائي الوطني ويمثّل نواة قوته الصلبة».

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الدولار يتفلَّت في بروفة التصعيد بعد مغادرة سلامة

بخاري وشيا ينضمان إلی الاجتماع الخماسي.. وباسيل وجعجع لرئيس بالانتخاب لا بالتعيين

 

عشية اجتماع ممثلين عن الدول الخمس المعنية بإنهاء الازمة الرئاسية في لبنان، باعتبارها المدخل لمعالجة سائر المعضلات التي تضرب البلد منذ ما يقرب من اربع سنوات حدثت سلسلة حوادث من شأنها ان تطرح اسئلة عن الأسباب، وما بعدها، مع المناقشات التي ستجري بين دبلوماسيين وموظفين من الدول الاعضاء في اللقاء الخماسي: الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، مصر وقطر.

مالياً، حدثت مضاربة غير متوقعة، على الليرة ادت الى ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي في السوق السوداء ما يقرب من عشر آلاف ليرة، قبل ان يعود ويستقر على سعر تجريبي فوق 93000ل.ل.

البعض فسَّر ما حدث بتحريك مليارات الليرات اللبنانية لشراء دولارات على سعر صيرفة، مع اقتراب نهاية حاكم مصرف لبنان، والخلاف الدائر حول مستقبل صيرفة في المصرف المركزي، عندما تنتهي ولاية سلامة، ويتسلم النائب الاول للحاكم مع النواب الثلاثة الباقين المسؤولية، وفق رؤية متباينة حول سعر الصرف وتوحيده، وحول بقاء صيرفة من عدمها.

والبعض الآخر يرى في ما حدث «بروفة» لخطورة عدم توفير مظلة واقية سياسية واصلاحية لعمل المجلس المركزي في غياب سلامة، في ظل مخاوف من تصعيد مالي سيعقد مغادرته المصرف.

ولم يتأخر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن التدخل، فأعاد الامور الى نصابها المالي- ببيان واضح اكد فيه رياض ان الحل على منصة صيرفة مستمر بناء على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف، وقال في بيان له ان كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها فيما يخص هذا الموضوع عارية عن الصحة».

مصرف لبنان مستمر بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية.

من جهة ثانية كشفت معلومات ان لا استقالة لنواب الحاكم ولا نية للاستقالة في الوقت الحالي بل محاولة لاجتماعات مكثفة في الايام المقبلة لمحاولة الضغط للبدء بالاصلاحات.

وحسب مصادر مالية، فإن جنوح «الانتهازيين الماليين» الى المضاربة من دون اي مؤشر على ضرورة التمسك بالاستقرار المالي، هو تصرُّف خطير يهدّد الاستقرار المالي، مع الاشارة الى اهمية الاشارة ببقاء «منصة صيرفة» للحفاظ على استقرار السوق والدولار كونها العامل الاساسي على هذا الصعيد..

سياسياً، بروز ممانعة مسيحية من طاولة حوار تؤدي الى التفاهم على رئيس ينتخبه المجلس النيابي، فرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لا يرى حاجة لرئيس يأتي من الخارج، فالحل برئيس يأتي بالانتخاب من المجلس النيابي عبر المناقشة، والموقف نفسه عكسه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يؤكد بالاتفاق على رئيس، وإلا فالأفضل بالانتخاب، لا بالفرض.

أما أمنياً، فما حصل في الشياح، يعكس المخاوف من «البؤر المسلحة» التي تتحرك في عدد من المناطق، سواء في الضاحية او البقاع او الشمال.

الاجتماع الخماسي

على صعيد اجتماع لجنة اللقاء الخماسي، ومن بيروت، توجه الى الدوحة كل من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا، للمشاركة في الاجتماع الخماسي الى جانب ممثلي بلديهما، مع مشاركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان.


وحسب المعلومات فإن مستوى المشاركة سيكون منخفضاً.. وسينوب ايتون غولدريتش مساعد باربارا ليف وزيرة الخارجية الاميركي، التي كانت شاركت في مؤتمر باريس وقامت بجولة في الشرق الاوسط، وضمنها زيارة للبنان.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن حضور الملف الرئاسي في اجتماعات اللجنة الخماسية لا يعني أنه مقبل على خطوات متقدمة وأفادت أن التوجه سيبرز مع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان الذي سيعقد لقاءات خارجية ويناقش أساس مبادرته.

ولفتت المصادر إلى أن هذه اللجنة تركز على عناوين أساسية من عملية إتمام هذا الإستحقاق الدستوري ، في حين أن أي مسعى رئاسي جديد يتبلور قريبا مع الإشارة إلى ان مبادرة الحوار بين اللبنانيين قد لا تسقط من الحسابات، إلا أن تشديدا سيبرز على الحل الداخلي أيضا.

إلى ذلك رأت أن المشاركة القطرية ليست بجديدة واعتبرت أن الكلام عن دخول مرشح ثالث جديد في السياق الرئاسي يعني انتقال الملف إلى مرحلة جديدة على ان هناك فترة انتظار ستمر.

مواقف رئاسية

وكان الاستحقاق الرئاسي مدار مواقف عديدة خلال اليومين الماضيين، حيث بحثه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى واصدر بيانا: قال فيه: نتوقف بقلق واهتمام كبيرين أمام ظاهرة الفراغ في المؤسسات الدستورية وتآكلها وشل عملها على نحو لا سابق له. فمن رئاسة الجمهورية، الى الحكومة التي يقتصر عملها الدستوري على تصريف الأعمال، الى قيادة الجيش والأركان، وحاكمية البنك المركزي، وتعطيل التحقيقات القضائية (جريمة تفجير المرفأ نموذجا)، وكأن الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة أصبحت في إجازة قسرية في وقت يبحث فيه المواطن اللبناني عن لقمة العيش في مجتمع تسوده البطالة واندثار فرص العمل، وتصدع أركان المؤسسات التعليمية.

وأضاف: تطرق المجلس أيضا الى الظاهرة الأسوأ، والتي تتمثل في عدم إدراك مخاطر هذا التردي واستمراره، والذي بات يهدد لبنان بالفوضى وبخطر الانهيار الكامل. ومع ذلك يجري التعامل مع هذا الواقع الخطير بكثير من الاستخفاف بمخاطره على المستقبل والمصير.

وتابع: إن المجلس يرفع الصوت عالياً مرة جديدة مؤكداً أن المؤسسات الدستورية لا تشكو من فراغ مؤقت أو مرحلي، بل أنها تعاني من تفريغ مقصود ومبرمج يكون منطلقا لإعادة النظر في صيغة العيش المشترك التي ارتضاها اللبنانيون ولا يزالون. كذلك فإن المجلس يرفع الصوت محذراً من العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، ويجد فيه طعناً بخاصرة الوحدة الوطنية وبرسالة لبنان التي تقوم على الوحدة في التعدد. عبثاً يجري البحث عن حل للأزمة اللبنانية في قاعات منيرة في هذه الدولة أو تلك من الدول الصديقة أو الشقيقة.

كما أكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «بعض السياديين يفضّل الفراغ على انتخاب المرشح الطبيعي، ولكن في ميزان الوطنية والربح والخسارة، يجب انتخاب الرئيس وبذل أقصى الجهد لتقريب وجهات النظر، ونحن نقبل بالنقاش بمواصفات الرئيس، ونقبل النقاش بالخطوط العريضة التي ستؤثر على مواقف الرئيس مستقبلاً، من أجل أن نتقاطع على نتائج سليمة وننجز الاستحقاق، وهذا الحوار الذي ندعو إليه، له مسار وأشكال مختلفة، فلا يفكرن أحد بأن المطلوب هو أن يشترك الجميع في الحوار أو لا يكون هناك حوار، فمن لا يريد الحوار، فهذا شأنه، ولكن نحن منفتحون لحوار ثنائي وثلاثي ورباعي مع من يحب أن يحاور من أجل إنجاز الاستحقاق، وأما من لا يحب الحوار، فليبق على قناعاته، وسيلفظه المستقبل، لأنه لا محل لمن يريد أن يستأثر ويقف في مواجهة الآخرين بتحدٍ دائم».

وقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر» امس: اي تدخل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدّو يفرض علينا خيارات لمصلحته؛ واي حوار مرغوب اذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت وما كان مربوط بأجندة واضحة وبزمن محدّد، والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجته… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديمقراطية التصويت بتحسم الخلاف.

والتقى رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، امس، في دارة رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف في بقاعكفرا البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي في حضور عدد من النواب والشخصيات والقى كلمة تناول فيها الى الخلاف بين بشري وبقاع صفرين، و لموضوع اللاجئين السوريين في لبنان، وتناول الاستحقاق الرئاسي من باب الدعوة الحوار فقال: المسألة لا حلين لها وإنما حل واحد، وبكل صراحة «ما يعزبوا قلبنط وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس.

واضاف جعجع:كانوا يقولون أن ميزان القوى في مجلس النواب لا يسمح بانتخاب رئيس، ومن هذا المنطلق أسأل كل من عطلوا نصاب جلسة 14 حزيران، لماذا خرجتم من الجلسة إن كان صحيح ما تدعونه بأن ميزان القوى لا يسمح بانتخاب رئيس؟ لماذا لم تبقوا90000000000000 لدورة ثانية وثالثة ورابعة إلى حين انتخاب رئيس؟ في حال تم ذلك ليس هناك من فريق بيننا يمكنه ضمان من هو الرئيس الذي سينتخب ولكن عندما تصبح الأمور اضطراريّة عندها على الجميع أن يحضروا لانتخاب رئيس.

واضاف جعجع:كانوا يقولون أن ميزان القوى في مجلس النواب لا يسمح بانتخاب رئيس، ومن هذا المنطلق أسأل كل من عطلوا نصاب جلسة 14 حزيران، لماذا خرجتم من الجلسة إن كان صحيح ما تدعونه بأن ميزان القوى لا يسمح بانتخاب رئيس؟ لماذا لم تبقوا لدورة ثانية وثالثة ورابعة إلى حين انتخاب رئيس؟ في حال تم ذلك ليس هناك من فريق بيننا يمكنه ضمان من هو الرئيس الذي سينتخب ولكن عندما تصبح الأمور اضطراريّة عندها على الجميع أن يحضروا لانتخاب رئيس.

بو حبيب ينحسب؟

في حين المواقف المستنكرة للقرار الاوروبي في شأن النازحين، افادت مصادر حكومية لـ «اللواء» ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب انسحب من رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة عودة النازحين مع السلطات السورية «بداعي السفر المتكرر»، واقترح اسم وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار لترؤس اللجنة. وقد ابلغ بوحبيب هذا الموقف الى الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء اعضاء اللجنة.

واوضحت المصادر ان ميقاتي ابلغ بوحبيب انه سيبلغ الوزراء المعنيين بالقرار رسمياً، وسيحدد لكل وزير من اعضاء اللجنة مهامه في اول جلسة تعقد لمجلس الوزراء.

لكن حسب معلومات «اللواء» فإن بوحبيب يفضل مقاربة ملف النازحين بالطريقة الدبلوماسية بالتواصل المباشر مع وزير خارجية سوريا فيصل المقداد ومع الدول العربية والغربية المعنية بموضوع النازحين، خاصة انه عضو في لجنة المتابعة العربية للوضع السوري التي شكلتها القمة العربية التي عقدت في جدة في شهر ايار الماضي، وهو سيحضر اجتماع اللجنة التي تضم الأردن والسعودية والعراق ومصر والامين العام للجامعة العربية منتصف آب المقبل حسب المفروض للبحث في هذا الملف وفي آلية العودة. لذلك فإن زيارة الوفد الوزاري الذي شكله مجلس الوزراء الشهر الماضي لزيارة دمشق للبحث في تنفيذ الخطة اللبنانية لإعادة النازحين السوريين، مؤجلة الى ما بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية.

واوضحت المصادر «ان لا امكانية لعودة واسعة للنازحين من دون إعادة إعمار العديد من المناطق التي تضررت جدا بفعل الحرب في سوريا، وهذه العملية بحاجة الى دعم مالي من الدول العربية لا سيما الخليجية منها، بإستثناء دولة قطر التي ما زالت ترفض تطبيع العلاقة من دمشق. وبالتالي لا بد من الحضور العربي عبر لجنة لمتابعة لإقفال هذا الملف، اضافة الى تغيير المقاربة الغربية الاميركية والاوربية لهذا الملف الخطير عبر دعم العودة والمساهمة في اعادة الاعمار».

وحسب المعلومات، فقد سمع الوفد الوزاري الذي زار دمشق قبل نحو شهر من كبار المسؤولين السوريين «اننا نرحب بعودة النازحين ونعمل وسعنا لإعادتهم وانجزنا ما يمكن نان لكن العملية بحاجة الى جهد كبير لإعادة إعمار الكثير من القرى».

وفي اعتقاد المصادر ان الكثير من النازحين السوريين السبعة ملايين لا يرغبون بالعودة لا من لبنان ولا من سواه من دول غربية, لأنهم يحصلون على مساعدات كبيرة حيث هم، مادية وعينية وتأمنت لهم سبل العيش براحة حيث هم، بسبب الدعم والتشجيع الغربي لبقائهم في اماكن اللجوء.

حاكمية المركزي

وعلى صعيد مصير حاكمية مصرف لبنان، كشفت مصادر مصرفية موثوقة لـ «اللواء» انه من المستبعد ان يتم بقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مركزه بعد انتهاء ولايته نهاية هذا الشهر، منعاً لحصول توتر سياسي داخل الحكومة وخارجها، وان نواب الحاكم الاربعة لم يقرروا بعد موقفهم النهائي وسيعقدون اجتماعا اليوم الاثنين «لتقييم المرحلة الماضية وجوجلة الافكار والاقتراحات ولتقرير الموقف سواء الاستقالة اوالاستمرار في العمل او اي إجراء آخر». وثمة معلومات لم تؤكدها المصادر، مفادها ان الحكومة ستطلب من نواب الحاكم الاستمرار في مهامهم لضمان «استمرار عمل المرفق العام»، لحين تعيين حاكم اصيل للمصرف المركزي. وتشير المصادر الى ان منصوري الذي لا يرى حلاً قانونياً ما لم تعيين حاكم اصيل سوى تسلمه المنصب، يطلب في حال تسلمه «غطاءً قانونيا من مجلس النواب للتصرف بأموال المصرف المركزي واستعمالها بما بخدم لمصلحة العامة لا مصلحة المركزي والمصارف فقط، عدا عن ضغط نواب الحاكم لتحقيق الاصلاحات المالية المطلوبة ولإقرار القوانين الباقية لدى مجلس النواب والحكومة».

وعلى خط موازٍ، يستمر التفاوض الذي يقوم به نواب حاكم المصرف المركزي مع وكالة «بلومبرغ» الاميركية الدولية المالية والذي بدأ منذ اشهر لتحويل منصة صيرفة الى منصة دولية شفافة لتداول الدولار.

واوضحت المصادر ان منصة صيرفة غير خاضعة لأي رقابة، و يستفيد منها المصرف المركزي الذي يشتري الدولار من السوق ويبيعه للمصارف الخاصة، التي تتحكم عبرها بودائع المودعين وتحقق ارباحاً كبيرة ببيعه على سعر «صيرفة» لا سعر السوق.

لذلك حسب المصادر، يسعى نواب الحاكم الى استبدالها «بمنصة دوليه شفافة ومعروفة المرجع عبر وكالة بلومبرغ المالية العالمية، وتتم من خلالها عمليات البيع والشراء من دون وسيط او سمسار او عمولات، بل بحسب السعر الذي تحدده الوكالة عبر المنصة، فيشتري أو يبيع من يريد حسب السعر المطروح عالمياً وليس حسب رغبة ومصلحة المصارف ومن دون اي وسيط او سمسرات».

جنون الدولار المؤقت

وفيما حفلات السهر قائمة في صيف ساخن على كل المستويات، تفاجأ اللبنانيون عصر السبت بقفزة جنونية للدولار بلغت نحو 8الاف ليرة بقفزة واحدة، ووصل سعره من 90 و91 الف ليرة الى ما بين 98500 و 97500، قبل ان يعود ويتراجع الى نحو93 و94 الف ليرة ثم الى 91 الفاً امس الاحد.

وبعد تحميله مسؤولية ارتفاع سعر الدولار، صدر عن إدارة الإعلام في «بنك بيروت» بيان قال فيه: تتداول إحدى منصات التواصل الاجتماعي معلومات عن تدخل «بنك بيروت» في السوق شارياً الدولار الأميركي، ما تسبب ببلبلة ما لبثت أن هدأت. يهم «بنك بيروت» التأكيد أن ما جرى لا ينطبق وفحوى ما يتّم تداوله، ذلك أن بعض مستحقات المقاولين قد تم الإفراج عنها من السلطة المعنية، وقمنا بالفعل بتسديدها لهم بالعملة الوطنية، فسارع بعضهم إلى شراء الدولار الأميركي بقيمتها، الأمر الذي سبّب إختلاطاً في الوقائع عند الناشطين. فحسماً للأمور وتبياناً لحقيقتها كان هذا التوضيح.

تطورات الجنوب

على صعيد الوضع الجنوبي، افيد بأنّ «القوّات الإسرائيليّة ألقت يوم السبت قنابل مسيّلة للدّموع وقنابل صوتية، باتجاه وفد إعلامي كان يقوم بجولة برفقة عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب قاسم هاشم، على تخوم مزارع شبعا» بحجة انه اقترب من ما يُسمى «خط الانسحاب» . ثم ارسلت تعزيزات من عناصر مشاة واليات ودبابة «ميركافا» واستنفرت قبالة الجانب اللبناني. فيما حضرت قوة من اليونيفيل عملت على تهدئة الوضع.

وقال هاشم الذي اصيب في قدمه اصابة طفيفة بعدما تراجع تحت وطأة الغاز: من حقنا ان نصل الى اي بقعة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، وما نتعرض له أمر طبيعي فهذه هي الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي.

وأعلنت نائبة مدير مكتب قوات اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، أن «عشرات الأفراد عبروا هذا الصباح الى جنوب الخط الأزرق في منطقة بسطرة، وردا على ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع». وقالت ارديل: جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي جميعهم في الموقع، والوضع هادئ الان. ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولد لاثارو يتحدث مع السلطات على جانبي الخط الأزرق.

وتابعت: أثار عدد من الحوادث في الأيام الأخيرة التوترات، وبفضل التزام الاطراف على جانبي الخط الأزرق، لم تتصاعد هذه الحوادث أكثر من ذلك. ونحن نشجع الجميع على الاستمرار في ممارسة نفس المستوى من ضبط النفس في الساعات والأيام الآتية.

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

لبنان على طاولة «الخماسيّة» في الدوحة… حوار لتمرير الوقت؟

مخاوف على سعر الصرف مع انتقال الحاكميّة من سلامة لنوابه

 كيف سيردّ لبنان الرسمي على «البرلمان الأوروبي»؟ – بولا مراد

تتجه كل الأنظار اليوم الى الاجتماع الذي تعقده اللجنة الخماسية الدولية المهتمة بالشأن اللبناني في الدوحة، والذي يفترض ان ينضم اليه المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، الذي وبحسب المعلومات سيضع المجتمعين في نتائج جولته الاولى الى بيروت، كما سيعرض عليهم رؤيته للحل، والتي عُلم انها تقوم بشكل اساسي على الدعوة للحوار، من دون ان تتضح آلية الحوار وأجندته، وما اذا كانت ستنحصر بالازمة الرئاسية، ام تطال استحقاقات اخرى مرتقبة ابرزها تشكيل الحكومة، تعيين حاكم لمصرف لبنان وتعيين قائد للجيش.

وبعد أشهر من استقرار سعر الصرف، أثار التحرك المفاجىء له بعد ظهر السبت، مخاوف كثيرين من انفلاته مع انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة نهاية الشهر الجاري، وبخاصة في ظل الضغوط التي يمارسها نواب الحاكم، والشروط التي يضعونها لاستلام مهامه وتوجههم للاستقالة.

وبالرغم من ان ملف الرئاسة كما الملف المالي قد يبدوان للبعض ذات اهمية قصوى في هذه المرحلة، الا ان ملف اللاجئين السوريين عاد ليشكل ملفا ذات ابعاد مصيرية بعد قرار البرلمان الاوروبي الاخير، والذي قضى بدعم بقاء هؤلاء اللاجئين في لبنان. ويفترض وبعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من السفر، ان يكون هناك موقف رسمي من بيروت في هذا الخصوص، في ظل دفع عدد من القوى السياسية لعقد جلسة طارئة للحكومة لاتخاذ موقف حاسم ردا على الاوروبيين.

حوار فتمرير للوقت؟

بالعودة الى الشأن الرئاسي، تعتبر مصادر مواكبة للملف ان اي حسم بما سيصدر عن اللجنة الخماسية المجتمعة اليوم في الدوحة مستحيل، اذ لم ترشح اية معلومات من الدول الاعضاء، باعتبارها تنتظر ما سيطرحه لودريان. وتشير المصادر لـ«الديار» الى ان الاخير سيطلب على الارجح ان تكون الدعوة لحوار وطني يُعقد في لبنان، تحت عنوان التفاهم على انتخاب رئيس، من دون ان يكون جدول الاعمال محددا، لعلم الجميع ان الاتفاق على رئيس يفترض حتما ان يترافق مع تفاهم على الحكومة الجديدة، رئيسها شكلها وتوزيع الوزارات، كما على اسمي حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش باعتبارهما موقعين مرتبطين بالرئيس المقبل.

وتستبعد المصادر، حتى وفي حال توجه الاكثرية الساحقة من القوى السياسية الى طاولة حوار، ان يؤدي ذلك لنتائج فورية، معتبرة ان هذه الطاولة ستنحصر مهمتها بتمرير الوقت بحد ادنى من الخسائر. فبدل ان تتبادل القوى المتصارعة الاتهامات من على المنابر، ما قد يهدد بانفلات الشارع، سيكون من المجدي ان تجلس مع بعضها البعض على طاولة للحوار. علما انه بات شبه محسوم ان مصير الاستحقاق الرئاسي بات مرتبطا حكماً بنتائج التقارب الايراني- السعودي كما الاميركي- الايراني، وهذه كلها تفاهمات تحتاج وقتا لتتبلور وتلحظ الملف اللبناني، الذي لا يشكل ملفا اساسيا ذات اولوية لاي من هذه الدول. وتضيف المصادر: حتى الساعة وحده حزب «القوات اللبنانية» اعلن رفضه المشاركة بالحوار، وهذا يطرح اكثر من علامة استفهام ما اذا كان حلفاؤه سيتضامنون معه او سيتركونه في منتصف الطريق.

مفاجأة مالية «ثقيلة»؟

وتعتقد المصادر ان وحده تطور مالي داخلي غير محسوب من شأنه ان يقلب الطاولة، مرجحة ان يكون التلاعب الذي حصل بسعر الصرف مساء السبت، بعدما عاد الدولار خلال ساعتين ليلامس الـ100 الف قبل ان يعود لدون الـ٩٥ الفا، رسالة من القيمين على النقد المحلي مفادها انهم يستطيعون التحكم بالليرة على هواهم.

وتعتبر المصادر ان المرحلة الحالية، اي الممتدة من مطلع الاسبوع الحالي حتى مطلع الشهر المقبل لا تبدو مريحة، من منطلق إن انتهاء ولاية سلامة واستلام نوابه مكانه لن يمرا على الارجح بالسلاسة التي اعتقدها البعض، وهي قد تشهد مدا وجزرا لايصال رسائل معينة، كما فرض شروط قاسية على السلطة السياسية، اذ يبدو واضحا ان نواب الحاكم يطالبون بضمانات لاستلام مهامه، مع ترجيح تقديم استقالتهم في الساعات والايام المقبلة، بمحاولة لتخفيف وطأة المسؤولية عنهم.

وتعتبر المصادر ان وحدها هزة مالية كبيرة كقفز سعر الصرف الى150 الف ليرة مثلا، قد يؤدي لانقلاب بالمشهد السياسي، فيسرّع عملية انتخاب الرئيس التي يبدو وفق المعطيات انها لن تحصل قبل شهر آذار المقبل، وما فتح ملف مَن سيخلف قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي تنتهي ولايته في ١٠ كانون الثاني المقبل، الا نتيجة قناعة من كل القوى بهذا الواقع المرير.

كيف سيرد لبنان؟

في هذا الوقت، تواصلت ردود الفعل اللبنانية الغاضبة من قرار البرلمان الاوروبي الاخير، والذي صوّت بغالبية اعضائه على دعم بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، فيما لم يصدر حتى الساعة اي موقف رسمي سواء عن حكومة تصريف الاعمال ورئيسها او حتى عن وزارة الخارجية.

واستهجن مصدر نيابي معارض «الغيبوبة الرسمية» في التعامل مع الملف، معتبرا انه حتى لو كان ميقاتي خارج البلاد، كان الحري به اصدار بيان اعتراض، ان لم نقل العودة من سفره لعقد اجتماع استثنائي للحكومة لادانة القرار الاوروبي. وعبّر المصدر عن مخاوفه من ان يكون هناك من الرسميين من هو مُتواطىء مع الخارج ضد مصلحة بلده. واضاف: نحن لا نزال ننتظر الرد اللبناني، الذي يفترض ان يكون على مستوى هذا القرار، الذي يهدد تركيبة البلد ومستقبله.

ومن المفترض ان يكلف ميقاتي في الايام المقبلة رئيسا جديدا لوفد لبنان الرسمي الذي سيزور سوريا، لبحث ملف عودة اللاجئين بعد اعتذار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لانشغالاته وسفراته الكثيرة.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحاكم يلجم الانفلات المفاجىء للدولار  

 

انشغل اللبنانيون في عطلة نهاية الاسبوع  بهبّة الارتفاع اللاهب في سعر الدولار ،بحيث عاود الى ملامسة عتبة المئة الف ليرة ،وايا تكن الاسباب ، تجارية بحتية او مفتعلة ، وسواء ارتبطت بمسألة حاكمية مصرف لبنان أم لا ، فإنّ ما جرى بدا بمثابة مؤشر أولي واضح إلى انطلاق التداعيات السلبية في السوق المالية والنقدية للوضع الغامض وغير الشفاف، بإزاء الوضع النهائي الذي سيرسو عليه مصير حاكمية مصرف لبنان بعد نهاية شهر تموز.

ومع أنّ بعض الأوساط رجّح ألّا يكون الربط حتمياً بين ارتفاع الدولار خلال اليومين الماضيين واستحقاق الحاكمية، غير أنّ الأمر بدا مثيراً للقلق المبكر، نظراً لتشابك عوامل عديدة فوق الأرضية المأزومة للأزمة السياسية والمالية والتي ستظهر تباعاً في الأسبوع الطالع. إذ أنّ هناك عدم يقين حيال ما يمكن أن تؤدي إليه مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعد مشاركته في اجتماعه اللجنة الخماسية للقاء باريس الذي سينعقد اليوم في الدوحة. كما أنّ ثمة تخوّفاً من التردّد الذي يطبع الحلّ اللازم اتباعه بعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسط توقعات بأن يعلن نواب الحاكم الأربعة استقالتهم الجماعية اليوم الإثنين، ليصار إلى إعلان وزارة المال تكليفهم بتصريف أعمال الحاكمية حتى تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان.

الحاكم ينفي

وبعدما كثرت الشائعات اصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بياناً، جاء فيه: «بناءً للمادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف، يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان العمل على منصة SAYRAFA مستمر كالمعتاد على نفس القواعد المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار 2023».

وتابع، «وان كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها في ما يخص هذا الموضوع عارية عن الصحة».

وأكد البيان، «مصرف لبنان مستمر بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية».

الاجتماع الخماسي

على صعيد الأزمة الرئاسية، تتجه الأنظار إلى لقاء الدوحة اليوم للجنة الخماسية التي تضمّ ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، والذي سيحضره لودريان، وعلى أساسه تتقرّر خطوته التالية. وأفادت معلومات بأنّ السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الأميركية دوروثي شيا غادرا بيروت إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع الدول الخماسية.

بو حبيب ينسحب

في الغضون، وعلى وقع تدفق المواقف المستنكرة للقرار الاوروبي في شأن النازحين، افادت مصادر مطلعة «المركزية» ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب انسحب من رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة عودة النازحين مع السلطات السورية بداعي السفر المتكرر. وتم اقتراح اسم وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار لترؤس اللجنة.

لتفكيك مخيمات النازحين

من جهته، أشار وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين إلى أن «تصريحات البرلمان الأوروبي حول موضوع النازحين السوريين تناقض الواقع وهي مرفوضة ولم تُفاجئنا».وأضاف شرف الدين  في حديث اذاعي «في مؤتمر بروكسل أدلى مسؤول سياسي في الاتحاد الاوروبي بتصريح شبيه بالمواقف الأخيرة يؤكد فيه أنه لن يتعاون بموضوع عودة النازحين اذا لم يكن هناك مراقبة اوروبية».وتابع: «المطلوب اليوم ليس تحسين وضع المخيمات بل تفكيكها والعودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم».

توتر الحدود

امنيا، افيد بأنّ «القوّات الإسرائيليّة ألقت قنابل مسيّلة للدّموع، باتجاه وفد إعلامي كان يقوم بجولة برفقة عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب قاسم هاشم، على تخوم مزارع شبعا».وقال هاشم على الاثر: «من حقنا ان نصل الى اي بقعة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وما نتعرض له أمر طبيعي فهذه هي الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي».

لضبط النفس

وأعلنت نائبة مدير مكتب قوات اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، أن «عشرات الأفراد عبروا هذا الصباح الى جنوب الخط الأزرق في منطقة بسطرة، وردا على ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع». وقالت ارديل: «جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي جميعهم في الموقع، والوضع هادئ الان»، مضيفة: «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولد لاثارو  يتحدث مع السلطات على جانبي الخط الأزرق». وتابعت: «أثار عدد من الحوادث في الأيام الأخيرة التوترات، وبفضل التزام الاطراف على جانبي الخط الأزرق، لم تتصاعد هذه الحوادث أكثر من ذلك. ونحن نشجع الجميع على الاستمرار في ممارسة نفس المستوى من ضبط النفس في الساعات والأيام الآتية».

بوحبيب واليونيفيل

الى ذلك، أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى ان «وسيلة إعلامية مكتوبة تناولت خبراً امس مفاده تخلي حكومة تصريف الاعمال عن ما أسمته مطلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب تعديل قرار مجلس الأمن الدولي لجهة حرية حركة اليونيفيل، خلال مناقشة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تجديد ولاية قوات اليونيفيل في شهر آب القادم. يهم وزارة الخارجية ان توضح بأن «لا يوجد مطلب للوزير بوحبيب الذي يعمل بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء ووفقاً لسياسة الحكومة وبيانها الوزاري…تتابع الوزارة حشد التأييد والاتصالات مع السفارات الاجنبية المعنية في لبنان، ومن خلال السفارات اللبنانية في هذه العواصم، وبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، من أجل صدور قرار تمديد ولاية اليونيفيل يضمن حرية حركة اليونيفيل بالتنسيق مع الحكومة والجيش اللبناني، كما هو معمول به ميدانيا» وذلك من أجل نجاح مهمتها، وحفاظا» على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة، ووفقا» لإتفاقية عمل هذه القوات المعروفة بالـSOFA».

تغيّب الفريق الإسرائيلي

وليس بعيدا، أفادت المعلومات بأن الجانب اللبناني تبلّغ من قيادة اليونيفيل أن الفريق العسكري الإسرائيلي لن يحضر اليوم الأثنين إلى الإجتماع الثلاثي في الناقورة والذي كان سيناقش مسألة معالجة ما تبقى من تحفظات لبنانية حدودية إضافة لما يجري في خارج بلدة الماري وصولا إلى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة. وكشفت المعلومات أن الجانب الإسرائيلي تذرّع لعدم المشاركة بأنه يجري تقييما للأحداث التي تحصل منذ أيام في بعض مناطق الخط الأزرق.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram