افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 22 حزيران 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 22 حزيران 2023

 

Telegram

 


افتتاحية صحيفة البناء:

 

الجولان ينتفض على الاحتلال… فيلاقي الضفة… واغتيالات في جنين… وتحرُّك جبهات سورية ولبنان
لودريان يبدأ من عند بري «مهمته المستحيلة» بحوار صريح وجيد… ويستكمل ويغادر بلا مبادرة
الحكومة تفتح ملف سوليدير وعائدات الواجهة البحرية… وتلغي البريفيه… وتفك اشتباك اكسبو قطر

 

 

لم تهدأ الضفة بل زادت اشتعالاً مع هجوم المستوطنين على بلدة ترمسعيا، وتصدّي الأهالي للمهاجمين وصدّهم، لكن الجولان زاد اشتعالاً على خلفية مشهد الضفة ونهوض فلسطين ومحور المقاومة، متصدياً لمحاولة مصادرة الأراضي، وسقط عشرات الجرحى، بعضهم جروحه خطيرة، لكن انتفاضة الجولان التي أكدت وحدة الساحات والجبهات، حيث تحرّكت مسيرات شعبية حاشدة في لبنان وسورية نحو الحدود وأصدرت شخصيّات روحية وسياسية تقدّمتها مشيختا العقل في سورية ولبنان وقيادات سياسية أعلنت التضامن مع انتفاضة الجولان، وحذّرت من مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي، في ظل اتصالات في الجليل للتحرك تضامناً مع الجولان، بينما جاءت الوقائع المتلاحقة في الأيام الماضية تظهر الاتجاه نحو انفجار شعبيّ ومقاوم بوجه الاحتلال، في ظل استعداد قوى المقاومة في غزة وخارج فلسطين للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأهالي الجولان وجنوب لبنان، خصوصاً أن الفئات الشعبية المتحركة في لبنان وسورية والجولان وفلسطين، ليس بينها مَن ينتمي للطائفة التي يقال إنها تبني هلالاً لها تحت اسم المقاومة، ما يؤكد الطابع الوجودي للصراع الدائر بين شعوب المنطقة بكل ألوان طيفها وطوائفها، وهذا الكيان العدواني الغاصب.
وقبيل منتصف الليل أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين عن عمليات اغتيال نفّذتها طائرة مسيّرة لجيش الاحتلال، نتج عنها استشهاد ثلاثة مقاومين، وتوعّدت السرايا بالعقاب، ما يعني إضافة الى التوترات الناجمة عن مشهد الجولان، وغليان الضفة، صعود احتمال عودة المواجهة من جبهة غزة أو ظهور عمليات نوعية في عمق الكيان في استعادة لعمليات تل أبيب والقدس قبل أسابيع، وكان لافتاً ما نقلته وسائل إعلام الكيان عن أن العملية نفذت بقرار من وزير الدفاع يؤاف غالانت وموافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في ظل معارضة الجيش تحسباً لمخاطر اندلاع جولات مواجهة جديدة مع غزة بسببها.
في لبنان، بدأت جولات المبعوث الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان ايف لودريان بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال إنه أقام حواراً صريحاً وإيجابياً جيداً مع لودريان، الذي وصفت صحيفة لوموند مهمته المستحيلة بسبب ما وصفته لا مسؤولية الطبقة السياسية وفسادها، في ظل ما بدا أنه غيظ أميركي من فشل مشروع الانقلاب الدستوري الذي كان مصمماً لجلسة 14 حزيران عبر تأمين 65 صوتاً للمرشح جهاد أزعور، عبّر من منصة اللوموند للضغط على المبعوث الرئاسي الفرنسي ومهمته، حيث تتساوى الطبقة السياسية اللبنانية مع نظيرتها الفرنسية التي يجري الحديث عن رؤسائها بلغة أشدّ قسوة من اللغة التي وصفته بها اللوموند الطبقة اللبنانية.
لبنانياً أيضاً انعقدت الحكومة، وسط صخب سياسي عالي الوتيرة عبرت عنه بيانات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، في تقاطع على اعتبار الحكومة تتجاوز حدود تصريف الأعمال، وكان أبرز ما أقرّته الجلسة الحكومية، إلغاء شهادة البريفيه، وفتح ملف بدلات الأملاك البحرية مع شركة سوليدير، وفك الاشتباك بين وزرائها حول اسكبو قطر.
وخطفت زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، الأضواء المحلية، وانشغلت المراجع والقيادات السياسية باستقباله وانتظار ما سيفرغ ما في جعبته من طروحات أو مبادرات يناقشها مع كافة الأطراف.
واستهلّ المبعوث الفرنسي جولته من عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو، حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية، واستمر اللقاء لأكثر من ساعة غادر بعده لودريان من دون الإدلاء بتصريح.
بدوره، اكتفى بري بعد اللقاء بالقول: «اللقاء كان صريحاً وجيداً».
واستبقت السفارة الفرنسية زيارة لودريان ببيان أكد أن السفارة لم تعد لائحة مواعيد استقبالات للوزير الفرنسي، وأن الأخير لن يعقد مؤتمراً صحافياً بعد نهاية جولته.
وأفادت مصادر إعلامية بأن لودريان سيخرج بخلاصات سيناقشها مع الجانب السعودي وأفرقاء اللقاء الخماسي حول لبنان. وأوضحت أن «لودريان يزور لبنان حاملاً ورقة بيضاء ليستطلع مواقف القوى من الأزمة ومقاربة حلها بعد توازنات الجلسة الأخيرة».
ولفتت المعلومات الى أن «زيارة لودريان الحالية ستتبعها زيارة أخرى في شهر تموز لاستكمال المسعى الفرنسي بالتنسيق مع الأطراف الدولية».
وعكست أجواء عين التينة ارتياحاً للزيارة وتؤكد على أن فرنسا لا تزال معنية ومهتمة بالملف اللبناني ولعب الدور الأساسي في تسهيل التوصل الى تسوية سياسية على انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب وقت، مشيرة إلى أن وصف بري اللقاء مع لودريان أنه واضح وصريح يعني أن الضيف الفرنسي لم يكن مستمعاً فقط بل كان هناك نقاش وتبادل بالآراء.
ولفت مصدر سياسي مواكب للحراك الفرنسي والخارجي لـ»البناء» الى أن «زيارة لودريان لن تكون حاسمة ولن تحمل مبادرة معينة، بل تأتي ضمن خريطة طريق وضعتها فرنسا تتضمن خطوات متلاحقة لإنهاء الأزمة الرئاسية، وتهدف الزيارة لاستمزاج آراء القوى السياسية ومناقشة كل الخيارات والاقتراحات ليكون لدى الوزير الفرنسي الصورة الكاملة عن مواقف كافة الأطراف وواقعية ومقبولية كل خيار ويتم رفع تقرير للإدارة الفرنسية لجوجلة الخيارات تمهيداً لجولة مشاورات جديدة مع القوى الفاعلة في لبنان أي اللقاء الخماسي تمهيداً لزيارات أخرى للوزير الفرنسي أو مسؤولين عرب قطريين وسعوديين لرسم صورة جديدة للحل»، لكن المصدر أكد بأن «صورة الحل لن تتضح بهذه الزيارة ولن تزيل التعقيدات الماثلة أمام أي تسوية رئاسية مقبولة من الجميع، فكل طرح يضع فيتو على مرشح الطرف الآخر ما يدخل الملف الرئاسي في دوامة خطيرة قد تحتاج إلى أمرين: إما تسوية تفرض من الخارج على الجميع لم تتبلور بعد، أو تطوّرات أمنية واسعة في الداخل تدفع أطرافاً داخلية الى طلب تدخل خارجي، وفي كلتا الحالتين الخارج ستكون له اليد الطولى والكلمة الفصل بالحل الرئاسي في لبنان».
ويستكمل لودريان اليوم جولته بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ورئيسَ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وسيجتمع الى رؤساء الكتل ونواب مستقلين غداً على مائدة غداء. ومن غير المستبعد أن يجتمع الى سفراء الخماسي الدولي قبيل مغادرته لبنان الجمعة أو السبت.
ويقيم السفير السعودي في بيروت وليد البخاري مأدبة غداء غداً تحت عنوان «الدبلوماسية المستدامة»، والذي دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الإيراني مجتبى أماني والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان، خاصة أن هذه المناسبة قد تسمح بمناقشة الملف الرئاسي اللبناني.
وكان السفير الإيراني قال دعا من الغبيري في ذكرى استشهاد مصطفى شمران، إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمل أن تطول هذه الأزمة». وأضاف: «نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني بقدراته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة سيفتحون هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة».
ومن المتوقع أن يلتقي الوزير الفرنسي ممثلين عن حزب الله، مرجح أن يكون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، للبحث في الملف الرئاسي وفرص نجاح المبادرة الفرنسية بدعم ترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية مقابل رئيس حكومة محسوب على الفريق الآخر مثل نواف سلام أو تمام سلام.
وكرّرت مصادر الثنائي لـ»البناء» رفضها الانتقال الى «الخطة ب» لكون فرص وحظوظ سليمان فرنجية لم تنعدم أو تتراجع بل تقدّمت بعد جلسة انتخاب الرئيس الأخيرة والتي فاقت نتائجها التصور، وكرست فرنجية رقماً صعباً هزم التقاطعات سياسياً». ولفتت المصادر الى أنه من المبكر لأوانه الغوص في نقاش مع الفرنسيين أو مع غيرهم بأسماء أخرى كقائد الجيش أو الوزير السابق زياد بارود، طالما فرنجية لا يزال مرشحاً جدياً»، لكن المصادر أعادت التأكيد على استعداد الثنائي للحوار على كافة الخيارات من ضمنها خيار فرنجية ومن دون شروط.
وفي سياق ذلك، قال نائب نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: «رغم تمسُّكنا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضًا وليُجب بعضنا بعضًا، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحًا، هذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق وحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق وحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم».
في المقابل، رأت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «أن الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية انجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات انتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت أو يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية أن طريق الوصول مسدود، وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الاسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له».
في غضون ذلك، عُقدت أمس، جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الحكومية خرجت بسلّة مقررات.
فقد اتخذ مجلس الوزراء قراراً بإلغاء شهادة البريفية لهذه السنة لأسباب لوجستية تُعنى بجاهزية قوى الأمن الداخلي، على أن يتم أخذ القرار بالنسبة للسنة المقبلة على ضوء موقف وزير التربية. كما تمّت «الموافقة على تثبيت متطوعي الدفاع المدني وجرت ترقية كل الضباط الذين كانوا موضوعين على جدول الترقية اعتباراً من التاريخ الذي استحقوا فيه الترقية»، وفق ما أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد الجلسة.
ووقّع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فور انتهاء الجلسة، المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام والأمن الدولة من رتبة عقيد إلى رتبة عميد اعتباراً من تاريخ 1/1/2020 و1/7/2020 و1/1/2021 و1/7/2021 و1/1/2022 و1/7/2022 بالإضافة إلى مراسيم الوضع على جدول الترقية وترقيات العقداء للعام 2023. كما وقّع رئيس الحكومة مراسيم الوضع على جدول الترقية ومراسيم الترقية للعام 2023 من الرتب كافة لجميع القوى الأمنية التي وردت على المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء.. في المقابل، لم يقرّ مجلس الوزراء البند المتعلق برفع تعرفة الاتصالات والإنترنت الثابت المتعلق بهيئة أوجيرو.
وعلمت «البناء» أن توقيع مراسيم الضباط جاءت ضمن تسوية سياسية بموافقة كل وزراء الحكومة والأطراف التي يمثلونها، بدليل موافقة وتوقيع وزير الدفاع على هذه المراسيم، وكانت بمثابة هدية وعيدية للبنانيين في عيد الأضحى، وذلك بعد الضغوط التي تعرّضت لها الحكومة من الضباط لا سيما الذين سيحالون على التقاعد قريباً ما يحرمهم من الرتب.
ولفتت مصادر حكومية لـ»البناء» أن لا مفعول رجعياً لمراسيم الترقيات، بل تحتسب مخصصات الضباط بالرتب الجديدة منذ تاريخ توقيع المراسيم، أما المترتبات المالية عن الفترة السابقة فتحتاج الى قانون في مجلس النواب ولا يمكن للحكومة إقرارها.
وفي مستهل الجلسة، أكّد ميقاتي أنّ «فريق وزارة المالية يبذل جهداً كبيراً لإنجاز مشروع قانون الموازنة قبل نهاية الشهر تمهيداً لعقد اجتماعات متواصلة لإقرارها، مشيراً الى أن «البعض سيعمد فور إقرار الموازنة الى شن حملة على الحكومة تحت الشعار المعروف»، كاشفاً أنّ «لا صلاحية للحكومة في إقرار الموازنة وهم انفسهم من يسألون اليوم عن الموازنة». ودعا ميقاتي «الى الإسراع في انتخاب الرئيس»، مضيفاً «لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس».
كما علمت «البناء» أنه تم فصل الترقيات عن التعيينات في المراكز الأمنية والعسكرية التي باتت بحكم المؤجلة، رغم خطورة الشغور في بعض المواقع العليا لا سيما في الأمن العام والمجلس العسكري.
والمواقع الشاغرة في المجلس العسكري وفق المصادر هي رئيس الأركان والمفتش العام والمدير العام للإدارة وهي شاغرة منذ أشهر.
وتكمن الخطورة في استمرار الشغور في رئاسة الأركان بعد نهاية ولاية قائد الجيش الحالي أواخر العام الحالي ولا يكون قد تمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ما يعني استحالة تعيين قائد جديد للجيش لا سيما أن رئيس الأركان سيتولى قيادة الجيش بالإنابة وفق ما ينصّ القانون، ما يعني شغوراً في قيادة الجيش ورئاسة الأركان لكون تعيينه يحتاج الى توقيع قائد الجيش فضلاً عن أن الحكومة هي تصريف أعمال ومتنازع على دستوريتها وشرعيتها ولا يحق لها إجراء التعيينات لا سيما من الفئة الأولى والتي تحتاج الى ثلثي أعضاء الحكومة، ما يشكل خطراً كبيراً على عمل المؤسسة العسكرية واستمراريتها في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الصعبة في لبنان، الأمر الذي يفرض تعيين رئيس للأركان قبل نهاية ولاية قائد الجيش، والأمر مرتبط بتسوية سياسية على كافة المواقع الشاغرة مثل المدير العام للأمن العام.
وبرز موقف تصعيدي لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي أكد بأنه «لا يحق لأحد تسلّم الجيش إلا رئيس الأركان الذي ينوب عن قائد الجيش. هذا الأمر منصوص عليه بوضوح في قانون الدفاع الوطني. لذا فإن تعيين أعضاء المجلس العسكري ضرورة». وشكر كل من سهَّل عملية توقيع مراسيم الترقية، وﻻ سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
على صعيد آخر، استدعت المواجهات بين أهالي الجولان وقوات الاحتلال الإسرائيلي ردود فعل من مرجعيات الطائفة الدرزية السياسية والروحية في لبنان وفلسطين وسورية.
وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصر الدين الغريب: «أنتم أيها الصهاينة، ما بالكم لا تقيمون للإنسانية وزناً؟ أما يكفيكم الاحتلال، والاغتصاب حتّى تمعنوا في قهر الشعوب واستحداث طوربينات قاتلة على مشارف الجولان الأبيّ؟ أما يكفيكم ما تصنعونه في الضفّة الغربية البطلة وفي قطاع غزّة المقاوم؟ أما تعلمون أنّ الجولان هي أرض سورية وستبقى وستعود لأهلها إن شاء الله».
ورأى الغريب أن «سورية بقيادتها الصّلبة وجيشها البطل واجهت سنين عجافاً أكبر مؤامرة كونية وانتصرت عليها. وها هو شعب سورية في الجولان ما زال يقاوم الاستكبار الصهيوني والأميركي مهما تعقّدت الأمور وبلغت الصعاب. فكفّوا أيها الصهاينة عن شعبنا الحرّ ولن تنالوا من كرامته بل من الأجسام الفانية».
وعلّق النائب السابق وليد جنبلاط في حديث لقناة «الميادين» على الأحداث في الجولان، معتبراً أنها «وقفة رائعة وبطولية لعرب الجولان ولعرب فلسطين في جنين وغزّة وكل مكان».
وأضاف :»ان أي وهم بأن «إسرائيل» سترحم أحداً من الاستيطان ومصادرة الأراضي هو ضرب من الخيال، لذلك أدعو الى مزيد من التضامن العربي الوطني من الجولان إلى فلسطين وغزّة، وحدها الوقفة الموحّدة تستطيع أن توقف هذا المشروع الصهيوني اليهودي».
ووجّه الحزب التقدمي الاشتراكي في ظل العدوانية الإسرائيلية التي لا تتوقف، التحية إلى الشعب الفلسطيني المناضل الصامد، إلى أبناء جنين والحوارة ونابلس وكل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل، وإلى أبطال المواجهات التي يخوضها المقاومون الفلسطينيون بوجه الاحتلال الأسرائيلي، وبوجه الهجمة الاستيطانية المتفلتة من أي قيود تقتطع ما تبقى من أرض فلسطينية.
واعتبر الحزب الاشتراكي في بيان، أن «التماسك الفلسطيني ووحدة القرار بالمواجهة على كل المستويات هما المسار الوحيد لحماية القضية الفلسطينية ولتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني، طالما أن كل التحركات السياسية والدبلوماسية لكبح التوجّهات العدوانية للحكومة الاسرائيلية لم تنجح».

*********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

لا آمال كبيرة على زيارة لودريان: الفراغ الرئاسي يتمدّد

 

احتلّت زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان لبيروت، أمس، صدارة الاهتمامات السياسية، لما قد تحمله من تطورات على صعيد الأزمة الرئاسية. وكان لافتاً استباق صحيفة «لوموند» الفرنسية الزيارة بتقديرات سلبية، معتبرة أن «المهمة تبدو مستحيلة»، مشيرة إلى أن «الثنائي الشيعي يعمل بشكل حثيث لكي يؤول المنصب المخصّص تقليدياً للمسيحيين الموارنة إلى زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يُعتبر حليفاً للثنائي منذ فترة طويلة، وصديقاً مقرّباً من الرئيس السوري بشار الأسد». ونقلت عن دبلوماسي الفرنسي أن «لودريان ليس هنا لدفع خيار معين، ولا لحث الجميع على الانضمام إلى فرنجية، ولا لتمهيد الطريق أمام خيار ثالث، بل في محاولة لجلب الجميع إلى الحوار والخروج من المواجهة»، مشيراً إلى أن «العقوبات واردة وكل الخيارات مفتوحة». ولفتت الصحيفة إلى أنه بدا من لقاء القمة الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الجمعة الماضي، أن الأخير «غير مستعد لدعم لبنان كما في الماضي رغم انخراطه في حملة دبلوماسية شاملة في الشرق الأوسط منذ اقتراب بلاده من إيران في آذار الماضي».

ومع وصول لودريان إلى مطار بيروت، حيث كانت في استقباله السفيرة الفرنسية آن غريو، كانت القوى السياسية أصبحت في جو أن الزيارة لن تحمِل جديداً في الموقف الفرنسي، وأنها شبيهة بالزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، لجهة اللقاءات مع مختلف القوى السياسية لحثها على الحوار من أجل الخروج من الأزمة. واستهلّ الموفد الفرنسي زيارته بلقاء استغرق ساعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، غادر لودريان بعده من دون الإدلاء بتصريح. فيما اكتفى بري بوصف اللقاء بأنه كان «جيداً وصريحاً». ونقلت مصادر مطّلعة أن لودريان «لم يكن مجرد مستمع. صحيح أنه لم يقدّم طرحاً أو مبادرة، لكنه تبادل النقاش مع رئيس المجلس، وتطرّق إلى التطورات الأخيرة ولا سيما جلسة الانتخاب الأخيرة» في 14 حزيران الجاري. كما أنه «لم يتطرق إلى المبادرة الفرنسية، بل تحدث عن ضرورة التوافق والحوار بين اللبنانيين». ولفتت المصادر إلى أن الموفد الفرنسي سيعود إلى بيروت الشهر المقبل، بعد أن يرفع تقريره إلى الإليزيه ويناقش حصيلة الزيارة مع الجانب السعودي وممثلي دول اللقاء الخماسي (أميركا، السعودية، مصر وقطر)، ما يشير إلى أن لا آمال كبيرة بحلول سريعة للمأزق الرئاسي.

ورغم إصدار المكتب الإعلامي للسفارة الفرنسية بياناً أكّد أنه «لن يتم توزيع جدول لبرنامج زيارة وزير الخارجية السابق»، عُلم أنه سيلتقي في قصر الصنوبر اليوم سفراء دول اللقاء الخماسي (تغيب السفيرة الأميركية دوروثي شيا لوجودها في واشنطن ويمثلها القائم بالأعمال)، لوضعهم في أجواء القمة الفرنسية - السعودية والموقف الفرنسي وإطلاعهم على تفاصيل مهمته. وإلى المسؤولين السياسيين ورؤساء الكتل النيابية ونواب مستقلين، ستكون للموفد الفرنسي لقاءات مع مجموعات من المجتمع المدني، ومن المفترض أن يزور البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي غداً ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

لودريان بدأ جولة دائرية تمهّد لتجديد الوساطة

وسط تقنين اعلامي لافت من الجانب الفرنسي ساهم في تكثيف الغموض الذي يحيط بمهمته، شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في لقاءاته بدءا من عين التينة عقب وصوله عصر امس الى بيروت، في مهمته التي تشمل جولة بانورامية على سائر المسؤولين والقادة السياسيين والحزبيين ورؤساء الكتل النيابية والنواب المستقلين كما بكركي والمرشحين للرئاسة وسفراء المجموعة الخماسية.

 

وكان المكتب الاعلامي للسفارة الفرنسية اعلن انه لن يتم توزيع جدول لبرنامج زيارة لودريان ولن يكون هناك أي مؤتمر صحافي له الامر الذي كرس الطابع الشديد التحفظ إعلاميا لانطلاقة المهمة، والذي قرأه المراقبون على انه يؤشر واقعيا الى الحساسية والدقة العاليتين اللتين يحيط بهما الجانب الفرنسي مهمة لودريان تحسبا للمراحل المقبلة التي ستلي جولته الأولية في بيروت. وإذ بات شبه مؤكد ان لودريان سيجمع كل الاتجاهات والاراء والمواقف للقوى اللبنانية مما آلت اليه الازمة الرئاسية وما تنتظره من الدور الفرنسي في هذا السياق، لم تستبعد المعطيات التي واكبت انطلاقة لقاءات لودريان بان تلي زيارته الراهنة زيارة أخرى اذا أدت الجولة الاولى الى بلورة خريطة طريق جديدة قد يضعها المبعوث الفرنسي بعد تقديمه تقريرا الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن الزيارة وخلاصاتها وما قد تفتحه من افق لدور فرنسي “متجدد” .
 

لودريان بدأ ومعه السفيرة الفرنسية آن غريو جولته بزيارة رئيس مجلس النواب #نبيه بري، والتقاه لساعة كاملة اكتفى بعدها بري بالقول ان “اللقاء كان صريحا وجيدا” ، وسيزور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي صباح اليوم على ان يزور لاحقا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ومن ثم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ويستكمل لقاءاته مع رؤساء الأحزاب الأخرين بعد الظهر . وسيجتمع الى رؤساء الكتل ونواب مستقلين الجمعة الى مائدة غداء ومن غير المستبعد ان يجتمع الى سفراء وممثلي المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر قبيل مغادرته لبنان الجمعة علما ان الأنظار ستتجه أيضا الى العشاء الذي سيقيمه مساء اليوم السفير السعودي في بيروت وليد بخاري تحت عنوان “الديبلوماسية المستدامة”، والذي دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم باعمال السفارة السورية علي دغمان، وسط توقعات بان تتيح هذه المناسبة مناقشة الملف الرئاسي اللبناني.
 

ولكن السفيرة الأميركية دوروثي شيا ستغيب عن اللقاء المحتمل للموفد الفرنسي مع سفراء المجموعة الخماسية لكونها لا تزال في واشنطن حيث تستكمل إجراءات مثولها امام الكونغرس قبيل تسلمها منصب مندوبة بلادها في الأمم المتحدة. وهي القت مساء الثلثاء كلمة مسجلة عبر الشاشة في الاحتفال الذي اقامته السفارة في منطقة واجهة بيروت البحرية لمناسبة العيد الوطني الأميركي وشددت فيها على مواصفات الرئيس العتيد الواردة في البيان الثلاثي الاميركي السعودي الفرنسي الصادر في نيويورك في ايلول 2022 وفيه “رئيس غير فاسد، يمكنه توحيد الشعب ويعمل مع الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية لتجاوز الازمة، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية لمعالجة الازمة السياسية والاقتصادية ومواكبة مرحلة الاستحقاقات”. وقد قدم موعد الاحتفال لتجنب احيائه قبل وصول السفيرة الجديدة التي ستنتظر رئيس الجمهورية الجديد لتقديم اوراق اعتمادها.

مجلس الوزراء

على صعيد آخر، عُقدت امس جلسة لمجلس الوزراء في السرايا خرجت برزمة لافتة من المقررات ابرزها الغاء الامتحانات لنيل شهادة البريفيه لهذه السنة لأسباب لوجستية تعنى بجاهزية قوى الأمن الداخلي، على أن يتم أخذ القرار بالنسبة للسنة المقبلة على ضوء المستجدات. كما تمت الموافقة على تثبيت متطوعي الدفاع المدني وجرت ترقية كل الضباط الذين كانوا موضوعين على جدول الترقية اعتبارا من التاريخ الذي استحقوا فيه الترقية. ووقّع الرئيس ميقاتي، فور انتهاء الجلسة، المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام والأمن الدولة من رتبة عقيد إلى رتبة عميد إعتباراً من تاريخ 1/1/2020 و 1/7/2020 و1/1/2021 و 1/7/2021 و1/1/2022 و 1/7/2022 بالإضافة إلى مراسيم الوضع على جدول الترقية وترقيات العقداء للعام 2023. كما وقّع رئيس الحكومة مراسيم الوضع على جدول الترقية ومراسيم الترقية للعام 2023 من الرتب كافة لجميع القوى الأمنية التي وردت على المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء.

 

واعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن جدول أعمال الجلسة “لم يكن مطابقا للوضعيّة الدستوريّة لأيّ حكومة تصريف أعمال، إذ في الوقت الذي تضمّن هذا الجدول بعض البنود التي ينطبق عليها توصيف تصريف الأعمال والأمور الروتينية التي لا يمكن تجميدها، كتجديد ولاية اليونيفيل، والتدابير الملائمة لإجراء الامتحانات الرسميّة وتأمين المساعدات للعاملين في المستشفيات الرسمية تضمّن أيضًا بنودًا أخرى كثيرة تتخطّى من بعيد ما يحقّ لحكومة تصريف أعمال القيام بها”. وشدّد على أنّ “الأكثريّة الحكوميّة التي تصرّ على القفز فوق الدستور في المجال الحكومي هي نفسها التي تصرّ على تخطي هذا الدستور في مجال الانتخابات الرئاسيّة عبر تعطيلها 12 جلسة نيابيّة انتخابية متتالية كان من الممكن، ولا سيما في الجلسة الأخيرة، أن تنتج رئيسًا للبلاد. ولفت إلى أنّ إصرار الأكثريّة الوزاريّة الحاليّة المكوّنة من أحزاب الممانعة وحلفائها على تجاوز الدستور على الصعيدين الوزاري والنيابي تتحمّل مسؤولية تدهور أوضاع البلاد وجرّ الشعب اللبناني” إلى هو أسوأ ممّا يعيشه اليوم”.

قائد الجيش

وبدا لافتا ما اوضحه قائد الجيش العماد #جوزف عون في شأن الترقيات وتعيين أعضاء المجلس العسكري، اذ قلد الضباط المترقّين شارات رتبة عميد في قاعة العماد نجيم – اليرزة، وهنأهم بمناسبة ترقيتهم، معتبرًا أن الترقية هي نتيجة مستحقَّة لجهودهم وتضحياتهم. وأكد أن الهدف اﻷول للمؤسسة العسكرية هو حماية السلم اﻷهلي واﻻستقرار رغم الصعوبات. وتوجه إلى الضباط بالقول: “أنتم تتحدّون اﻷزمة وتتحملون مسؤولياتكم بكل شفافية واحتراف لحماية لبنان، وهذا الهدف اﻷسمى واﻷهم من الرتب بالنسبة إليكم”. وأضاف: “لا يحق لأحد استلام الجيش إلا رئيس الأركان الذي ينوب عن قائد الجيش. هذا الأمر منصوص عليه بوضوح في قانون الدفاع الوطني. لذا فإن تعيين أعضاء المجلس العسكري ضرورة”. وختم شاكرًا “كل من سهَّل عملية توقيع مراسيم الترقية، وﻻ سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي”.

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

تنديد واسع بفلتان “تصريف الأعمال”… وازدواجية “التيار” بالجرم المشهود

“سوبر ميقاتي” يكرّس مصادرة الصلاحيات ولودريان بدأ رحلة البحث عن “سلّة”


 

بعد محاولات استمرت شهوراً، كرّس أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مصادرة صلاحيات رئاسة الجمهورية التي نصّ عليها الدستور، فأتت قرارات جلسة الحكومة لتعلن بدء مرحلة التصرّف بهذه الصلاحيات من دون حسيب أو رقيب. وجاءت تبريرات ميقاتي لهذا السلوك، بحسب قول المثل “عذر أقبح من ذنب “، فصرّح داخل الجلسة بأنّ سبب ما يجري هو “استمرار البعض في التقاعس عن القيام بواجباته في انتخاب رئيس الجمهورية”. فهل أوضح ميقاتي من هو هذا “البعض”؟ أليس هو حليفه في الرئاسة الثانية الذي يعطل الجلسات المفتوحة، ويصرّ على إقفالها على مدى 12 جلسة خلت؟


 

استغل ميقاتي ما هو “حق” في “ترقيات الضباط المعطلة منذ سنوات”، وكذلك “الحق” في “تثبيت متطوعي الدفاع المدني وعددهم حوالى 2184 عنصراً”، كي يريد به “باطلاً” موصوفاً يتعلق بصلاحيات الرئاسة الاولى التي يعمل “الثنائي الشيعي” بلا هوادة على تهميش إنجاز استحقاقها الى أجل غير مسمى.

 

وإذا كان ميقاتي خلع القناع الذي يستر تبعيته لـ”الثنائي”، وسط تنديد واسع على مستويات عدة، فإن “التيار الوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل ما زال “يلعب على الحبلين”. فهو انتقد بشدة نهاراً جلسة السراي التي تجاوزت كل حدود تصريف الأعمال، لكنه عاد وغرّد مساء مشيداً بالترقيات، “ولو انها أتت حتّى يعلّموا علينا” على حد تعبير باسيل!


 

ولم يقتصر فلتان تصريف الأعمال على بندي “الترقيات” و”التثبيت” فحسب، إنما امتد الى الشهادة المتوسطة (البريفيه) التي انتظرها 62300 مرشح و1500 من أصحاب الطلبات الحرّة بفارغ الصبر، والتي صارت على بعد أسبوعين فقط. وبدم بارد، حسم ميقاتي الجدال في الجلسة لمصلحة إلغائها هذه السنة. في المقابل، كان وزير التربية عباس الحلبي المعني مباشرة بها، متمسكاً بإجرائها. اما وزير الداخلية بسام مولوي الذي تسبب بالغاء الامتحانات، فتذرّع بعدم توافر امكانات قوى الأمن لمراقبتها، علماً أنّ مولوي هو من دافع عن اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية قبل تأجيلها، وجهوزية الوزارة لمواكبتها. وكان لافتاً أنّ وزيري “حزب الله” وحركة “أمل” علي حمية ومحمد وسام مرتضى وقفا الى جانب إلغاء إمتحانات البريفيه! ولم يكتفِ مرتضى وزير “الثقافة” بما فعل في الجلسة، بل غرّد لاحقاً أن الامتحانات “لا ضرورة لها خصوصاً في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة”! والسؤال: هل من ضرورة، وبالمنطق نفسه لبقاء وزراة “الثقافة” إياها؟


 

ووسط هذه المهزلة الحكومية في زمن الفراغ الرئاسي، باشر الموفد الرئاسي الفرنسي جان-ايف لودريان بعد ظهر امس مهمته الاستكشافية التي كلفه بها الرئيس إيمانويل ماكرون. وعلمت “نداء الوطن” أنّ الجولة الاولى من اللقاءات التي سيجريها لودريان على مدى ثلاثة أيام لن تكون الاخيرة، وأن زياراته ستتكرر، وستمضي مهمته قدماً ضمن مسار البحث عن اسم ثالث كي يكون الرئيس المقبل لرئاسة الجمهورية توافقياً. وهذا البحث يستند الى ميزان قوى حسم أكثرية الأصوات في الجلسة 12 لمصلحة مرشح تقاطع المعارضة جهاد أزعور بـ59 صوتاً متفوقاً على مرشح “الثنائي” سليمان فرنجية الذي حصل على 51 صوتاً.

 

ووفق هذه المعلومات، يسعى لودريان الى تهيئة المعطيات التي تضع اسم المرشح التوافقي ضمن “سلة” متكاملة تشمل أيضاً رئيس الحكومة المقبلة والتعيينات الاساسية، وضمنها حاكم جديد لمصرف لبنان.


 

واقتصر اليوم الاول من لقاءات لودريان على الاجتماع مساء برئيس مجلس النواب نبيه بري لمدّة ساعة. وصرّح بري أنّ اللقاء كان “صريحاً وجيّداً، وقلت كل ما لديّ”. وتردد ان لودريان لم يكن في اللقاء مستمعاً فقط.

 

ومن المقرر ان يكون برنامج اليوم، وهو الثاني في زيارة لودريان، متضمناً اجتماعاً في الثامنة والنصف صباحاً مع الرئيس ميقاتي. وحرصت السفارة الفرنسية على القول في بيان أصدرته أنها لن توزّع جدولاً ببرنامج لقاءات الموفد الرئاسي، كما انه “لن يكون هناك أي مؤتمر صحافي له”. كذلك تردد انه سيلتقي اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، ورئيس “التيار” النائب باسيل في البياضة. ليعود بعد ذلك الى قصر الصنوبر ليلتقي المرشح فرنجية الى مأدبة غداء، على ان يلتقي عصراً رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد. ثم يجتمع مساء الى مأدبة عشاء بالوزير السابق زياد بارود.

 

وأكدت اوساط سياسية مطلعة أنّ لودريان سيجتمع بعد ظهر اليوم بسفراء الدول الخمس، وهي: الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر. وستغيب السفيرة الاميركية دوروثي شيا الموجودة في واشنطن، على ان يمثلها القائم بالأعمال. وقالت شيا أول من أمس في كلمة وجهتها الى المشاركين بحفل استقبال أقامته السفارة في بيروت، إن العالم على موقفه من الأزمة، ويربط حلها بالداخل اللبناني لا بحلول تأتي عبر الحدود. وأعادت التذكير بأن مستقبل لبنان يبدأ بالاصلاحات. ودعت في الملف الرئاسي، مجلس النواب، الى “التوصل الى اتفاق لانتخاب رئيس يضع مصلحة لبنان أولاً، ولا شبهة فساد عليه، ولا يخضع لأي تأثير خارجي”.

 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة “فرانس برس” إن “لودريان لن يقدم حلولاً، لكنه يسعى لأن يقوم بدور محفز للوصول إلى حل للأزمة.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«حزب الله» يتجنب الانجرار إلى سجال باسيل

الوزير لودريان في بيروت والتقى الرئيس نبيه بري

  محمد شقير

 

يطرح التباين بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في مقاربتهما لانتخاب رئيس للجمهورية مجموعة من الأسئلة حول مستقبل «ورقة التفاهم» المعقودة بينهما في شباط (فبراير) 2006 التي تدخل حالياً في «موت سريري» بالمفهوم السياسي للكلمة، وإن كان الحزب يترك لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الحرية في تقرير مصيرها، رغم أنها لم تعد قابلة للحياة بصيغتها الراهنة، إلا في حال أن الطرفين أدركا لاحقاً أنه لا غنى عنها لافتقادهما إلى الشريك البديل.

 

ويأتي تمسّك «حزب الله» بدعم ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية بخلاف إرادة باسيل بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت خلاف الحليفين إلى العلن، وكانت وراء ارتفاع منسوب الحملات الإعلامية والسياسية التي يرعاها «التيار الوطني الحر»، ويستهدف بها الحزب الذي يتفادى الرد على حليفه ولا يدخل في سجال مباشر معه، بالرغم من أن باسيل كان اتهمه بالتدخّل في الشؤون الداخلية لتياره السياسي، واصفاً تدخله بأنه عمل غير أخلاقي، فيما يبدو أن الحزب، كما تقول مصادره، يترك لحليفه اللدود أن «يبق البحصة»، ويقول ما يريد بلا لف أو دوران!

 

لكن إصرار الحزب على عدم الانجرار إلى سجال مع باسيل لم يمنع انخراط محازبيهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تبادل الحملات والاتهامات من العيار الثقيل، مع أن الحزب في مجالسه الخاصة لا يوفر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ووريثه السياسي باسيل في اتهامهما بالانقلاب على تعهدهما بتأييد فرنجية لرئاسة الجمهورية فور انتهاء الولاية الرئاسية لمؤسس «التيار الوطني»، أي عون.

 

وفي هذا السياق، يقول مصدر قيادي في الثنائي الشيعي أن تدخل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لدى فرنجية عبّد الطريق أمام عون للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى، مع أن الرئاسة كانت مضمونة لفرنجية بأوسع تأييد عربي ودولي ومحلي، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» بأن نصر الله قال في حينها: «هيدا عيني وهيدا عيني» في إشارة إلى تأييده لعون من دون أن يتخلى لاحقاً عن ترشيحه لفرنجية.

 

ويلفت المصدر في الثنائي الشيعي إلى أن نصر الله كان جمع باسيل وفرنجية إلى مائدته في محاولة لرأب الصدع بينهما وتنقية الأجواء تمهيداً لتأييد الأخير تنفيذاً لاتفاقه مع عون وباسيل على ترشيحهما له، ويقول بأنه فوجئ عندما اجتمع بباسيل لاحقاً أنه يضع فيتو مزدوجا على فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، في مقابل وقوفه إلى جانب أي مرشح آخر يختاره الحزب.

 

ويؤكد أن لقاء نصر الله – باسيل انتهى إلى خلاف ولم ينجح في إقناعه بأن يعيد النظر في موقفه على قاعدة تعهّده بتوفير الضمانات السياسية له للسير في دعم ترشيح فرنجية، ويقول إن الخلاف بينهما لم يمنع، وفق اتفاقهما، معاودة اللقاءات، شرط أن تبقى المداولات بينهما بعيداً عن الإعلام.

 

لكن نصر الله، وفق المصدر نفسه، فوجئ بمبادرة باسيل للإخلال بالاتفاق بإعلانه من باريس بوضع فيتو على ترشيح فرنجية، ما تسبب بتعليق اجتماعاته معه والطلب منه بأن يحصر لقاءاته بمسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، من دون أن يتمكن من معاودة فتح قنوات الاتصال مع قيادة الحزب وتحديداً نصر الله.

 

ولدى تكرار باسيل أنه يرغب بلقاء نصر الله بذريعة أن لديه ما يقوله له، كما يقول المصدر، أتاه الجواب بأن الممر الإلزامي لاستقباله يكمن في تراجعه عن رفض تأييد فرنجية مستقوياً بأن الحزب في حاجة إلى غطاء مسيحي لا يوفره له إلا «التيار الوطني»، وأنه سيضطر إلى مراعاته لغياب البدائل في الشارع المسيحي الذي يدخل في اشتباك سياسي معه.

 

إلا أن تقاطع باسيل مع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية كونه المنافس الأوحد لفرنجية أدى إلى تكريس الطلاق السياسي بين الحزب و«التيار الوطني» من دون الإعلان عنه رسمياً برضا الطرفين حتى إشعار آخر، رغم أن باسيل يميل إلى التراجع عن تأييده بحثاً عن مرشح توافقي، لكنه يتمهّل في ترجمته إلى خطوات ملموسة متمسكاً بترشيحه حتى الساعة لأن الحزب ليس في وارد إصدار عفو سياسي عن حليفه، ما دام أنه لن يتخلى عن اعتراضه على ترشيح فرنجية.

 

فـ«حزب الله» لن يسمح لنفسه بالطلب من فرنجية العزوف عن الترشح، ويترك له القرار المناسب، ما يقفل الباب أمام الانتقال إلى خطة (ب) بحثاً عن مرشح توافقي لا يشكل تحدياً لأي فريق، ويحمل في المقابل على باسيل ولا يغفر له طعنه في الظهر، وإن كان لا يتسرّع في نعيه لورقة التفاهم.

 

وعليه فإن الموفد الخاص للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الذي وصل إلى بيروت والتقى رئيس البرلمان نبيه بري سيواجه في لقاءاته بالأطراف المعنية صعوبة بإحداث خرق في الحائط المسدود الذي يعيق انتخاب رئيس، مع أن لبنان، ومن وجهة نظر دولية وعربية، لا يُحكم برئيس يحصل على 65 صوتاً، أي الغالبية النيابية المطلقة لأن انتخابه سيؤدي إلى تكريس الانقسام الذي يبقيه في حالة من التأزم، بدلاً من أن يدخل في مرحلة التعافي، وبالتالي هناك ضرورة لتحضير الأجواء لإطلاق حوار برعاية دولية.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: لودريان يبدأ مهمّة صعبة بين التناقضات.. باريس تنتظر.. وواشنطن لرئيس غير فاسد

وصل جان إيف لودريان إلى بيروت، مكلّفاً من رئيسه ايمانويل ماكرون، بأن يقتحم واقعاً لبنانياً في ذروة التوتر والتعقيد والانقسام، ويصرف القدر الأعلى من رصيد خبرته وحنكته السياسية، لعلّه يتمكّن من أن يُنجّي، ما سمّاها لودريان يوماً «التايتانيك» اللبنانية، من الغرق، ويبقيها طافية على سطح الماء!

 

ممّا لا شكّ فيه أنّ مهمّة الموفد الرّئاسي الفرنسي أكثر من صعبة، في واقع لبناني تتحكّم به مكوّنات متناحرة وأجندات متصادمة وإرادات متقاطعة على التخريب والتعطيل، له معها في بدايات الأزمة في لبنان تجربة فاشلة في جمع تلك المكوّنات على مصلحة البلد، ولم ينفع فيها ترغيبه القادة السياسيين بمساعدات دولية تنقل لبنان من الأزمة إلى الرخاء، او ترهيبه بعقوبات قاسية وموجعة، على من قال عنهم انّهم يأخذون الشعب اللبناني إلى «انتحار جماعي» يزول معه لبنان ليس كدولة فقط، بل كوطن وكيان.

 

من تلك التجربة، خرج لودريان خائباً ومحبطاً؛ حضر إلى بيروت آنذاك مشحوناً بمعنويات عالية ومحصّناً بمبادرة فرنسية للإنقاذ، مفترضاً انّها ستُحدث انقلاباً على الأزمة، يجلب مكونات الصراع السياسي في لبنان إلى بيت طاعة بلدهم، إلّا أنّه مثلما حضر، غادر خالي الوفاض، غاضباً من سياسيي المصالح الذاتية، وحزيناً على بلد تركه عالقاً في «وكر دبابير» تلدغ بعضها البعض.

هل سيتكرّر الفشل؟

ها هو لودريان اليوم، يخوض تجربة جديدة لاقتحام الحلبة الداخلية، فهل سينجح في كسر حلقة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، أم انّه سيصطدم بفشل جديد؟

الداخل على كلّ مستوياته، ينتظر ما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي في جعبته، وهو ما سيتبدّى في سلسلة اللقاءات التي سيجريها مع القيادات السياسية والروحيّة، والتوجّهات النيابيّة على اختلافها. واستهلّها بالأمس بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وربما يقوم بزيارة ثانية لرئيس المجلس في الأيّام المقبلة.

 

وقد استمر اللقاء لأكثر من ساعة في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، وغادر لودريان دون الإدلاء بأي تصريح. وقد اكتفت المعلومات الرسمية بالإشارة إلى انّ اللقاء كان فرصة لعرض الاوضاع العامة، ولاسيما استحقاق رئاسة الجمهورية. ونقلت عن الرئيس بري قوله انّ «اللقاء كان صريحاً وجيداً».

الاّ انّ مصادر متابعة كشفت لـ«الجمهورية»، إنّ اللقاء كان وديّاً، عرض خلاله الموفد الفرنسي الغاية من زيارته، ناقلاً حرص الرئيس ايمانويل ماكرون على الوقوف دائماً إلى جانب لبنان، لتمكينه من أن يتجاوز أزمته وواقعه المأساوي، وانّ باريس لن تدخر جهداً مع اصدقائها الدوليين، في هذا السبيل، وما زالت تعلّق الأمل الكبير على ان يراعي القادة اللبنانيون مصلحة لبنان، ويتحمّلوا مسؤولياتهم، والالتقاء على ما هو واجب عليهم في تسريع حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة على وجه السرعة.

ووفق المصادر، فإنّ الرئيس بري، أعرب عن تقديره للجهد الذي تبذله الدول الصديقة، وتحديداً فرنسا والرئيس ماكرون، لمساعدة لبنان على تخطّي هذه الأزمة. وأمل ان ينجح الوزير لودريان في مهمّته. ومن ثم قدّم بري عرضاً مفصّلاً لمسار الملف الرئاسي منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، متوقفاً عند كل المبادرات والمحطات التي نادى فيها إلى التلاقي والتوافق بين اللبنانيين، وآخرها الدعوة إلى الحوار التي أطلقها في ختام الجلسة الاخيرة لمجلس النواب، على اعتبار انّ هذا الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة، ويفتح الطريق سريعاً على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة.

 

ورداً على سؤال، لم تؤكّد المصادر أو تنفِ ما إذا كان لودريان قد قدّم طرحاً محدّداً لحل رئاسي، الّا انّها لفتت الانتباه إلى أنّ مهمّة لودريان ما زالت في بداياتها، وما أورده في النقاش معه، اكّد انّ لمهمته بعداً دولياً يرغب في حل سريع لأزمة لبنان، ولم يبدر عنه ما يؤشّر إلى تعديل او تبديل في مشروع الحل الذي سبق لباريس ان طرحته في الآونة الاخيرة. وكان لودريان قد وصل بعد ظهر امس الى بيروت، وكان لافتاً اعلان السفارة الفرنسية في لبنان انّها لن تكشف عن جدول اعمال زيارته، وتأكيدها انّه لا يتضمن عقد مؤتمر صحافي. ومن المقرّر ان يلتقي لودريان ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقيادات سياسية وروحية ونواباً مستقلّين. وأفيد بانّه قد يجتمع بممثلي دول الاجتماع الخماسي في بيروت.

إحياء فرصة

الفرنسيون، وعلى ما تقول مصادر ديبلوماسية في باريس لـ«الجمهورية»، يعلّقون أملاً كبيراً على المسعى الذي يقوده لودريان، حيث يريدون له أن يؤسّس الى نهاية وشيكة للأزمة في لبنان، تقوم على حلّ متكامل رئاسي وحكومي في آن معاً. وهي بالتالي تنتظر ما سيحققه لودريان في بيروت للانتقال الى الخطوة التالية.

ولفتت المصادر، الى انّ هذا المسعى المتجدّد منسّق مع دول اللقاء الخماسي في باريس (الولايات المتحدة الاميركية، وفرنسا، والسعودية، ومصر، وقطر)، والغاية الأساس منه إحياء فرصة جديدة للقادة في لبنان لأن يتفاعلوا ايجاباً مع جهود أصدقائهم لإنضاج حل سريع لأزمة بلدهم، قبل فوات الأوان، ذلك أنّ لبنان بوضعه الراهن سياسياً واقتصادياً، لم يعد يحتمل ترف تضييع الوقت، وإهدار فرص إنقاذه. في وقت تتعاظم فيه المخاوف اكثر فأكثر من ان يتعمّق الإنهيار في لبنان اكثر، بما قد يلقي به في مهبّ تطوّرات دراماتيكية تهدّد أمنه واستقراره.

ورداً على سؤال عمّا يحمله لودريان معه، وهل ثمة أسماء معيّنة لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر: «كما يعلم الجميع، فإنّ الاسماء محدودة جداً، ولكل من تلك الاسماء مواصفات وميّزات. والموفد الرئاسي ذاهب الى لبنان لبلورة حلّ، والنقاشات التي سيجريها لودريان مع القادة اللبنانيين مفتوحة على التداول والبحث في كل الأمور».

لودريان بمواجهة تناقضات

اما في الجانب اللبناني، فمهمّة لودريان، واياً كان ما يحمله في جعبته، تبدو مصطدمة بواقع أفرز حتى الآن 12 فشلاً في انتخاب رئيس للجمهورية، واستبق وصول الموفد الفرنسي بإعادة ترسيم حدوده ضمن نقاط الإنقسام والإفتراق ذاتها، وخلف خيارات رئاسية مختلفة.

الثنائي 

فثنائي حركة «امل» و«حزب الله»، وحلفاؤهما، وعلى ما تؤكّد اوساط «الثنائي» لـ«الجمهورية»، «ثابتون على دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وهذا يقطع الطريق على اي خيار آخر، سواء أكان مرشح تقاطعات مؤقتة كما حاولوا مع جهاد ازعور، او اي شخصية اخرى يُشترط لدخولها إلى نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية إجراء تعديل دستوري، وهو أمر ليس متاحاً، وخصوصاً أنّ تعديل الدستور يفترض وجود حكومة كاملة الصلاحيات والمواصفات، وليس حكومة تصريف اعمال التي تمارس مهامها في أضيق حدودها». وفي هذا الإطار، كان قال نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «رغم تمسُّكنا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضًا وليُجب بعضنا بعضًا، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحًا، هذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق لوحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق لوحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم».

«القوات» والحلفاء 

واما «القوات اللبنانية» فما زالت تتقاطع، مع بعض الكتل الحزبية والنيابية الصغيرة ونواب تغييريين، على رفض وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وتتمسك بترشيح أزعور. إلّا انّ هذه المجموعة على استعداد لأن تقبل خيارات اخرى، إذا ما نحت تطورات الملف الرئاسي في هذا الاتجاه، ولا مانع لديها في هذه الحالة، حتّى ولو تطلب ذلك تعديل الدستور لمصلحة احد المرشحين المفترضين.

وعلى ما بات جلياً، فإنّ «التيار الوطني الحر»، يتقاطع مع «القوات» وحلفائها في قطع الطريق على فرنجية، الّا انّه في الوقت نفسه، اصبح بعد جلسة الفشل الثاني عشر، خارج خط التقاطعات على جهاد ازعور، حاسماً خياره النهائي بالتوجّه نحو خيار جديد، او ما يسمّيه رئيسه جبران باسيل، رئيساً ببرنامج، وهذا لا ينطبق على ما سبق لباسيل ان رفض وصولهما إلى رئاسة الجمهورية اي سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون.

وبرز في هذا الإطار ما صدر عن الهيئة السياسية للتيار، امس، حيث أعلنت بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «أنّ الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات إنتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت، أو يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية أنّ طريق الوصول مسدود، وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الاسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له».

«التقدمي» خارج الاصطفافات

وبين هذه التوجّهات يتموضع «الحزب التقدمي الاشتراكي»، الذي سبق ان ادّى قسطه مع ميشال معوض أوّلاً، ومع جهاد ازعور ثانياً، وبالتالي اتخذ مكانه خارج تلك الاصطفافات، رافضاً الشراكة في إيصال من يُنظر اليه على انّه «رئيس تحدٍ»، إلى رئاسة الجمهورية. ووليد جنبلاط كان سبّاقاً في هذا المجال، في طرح اسماء «حمائمية» مثل شبلي الملاط ومي الريحاني.

الطريق وعرة 

أمام هذا الفرز السياسي والنيابي، وعلى ما تقول مصادر سياسيّة مسؤولة لـ«الجمهورية»، فإنّ مهمّة لودريان في لبنان في طريق وعرة، يقف فيها على مفترق بين تقاطعات حاسمة في افتراقها عن بعضها البعض، ورفضها حتى تبادل لغة الكلام والحوار في ما بينها. وتبعاً لذلك، يُخشى من ان تكون هذه المهمّة محكومة بالفشل المسبق.


الّا انّ المصادر عينها تستدرك قائلة: «لن يكون في مقدور لودريان ان يعبر هذا الطريق الوحيد الاّ في حالة وحيدة، وهي ان تكون مهمّته مجهّزة بكاسحة ألغام ومطبات وتعقيدات، تشق الطريق نحو حلّ ملزم، الّا انّ هذا الحل ليكون ملزماً، يجب ان يكون مرتكزاً على قواعد اميركية وفرنسية وسعودية وايرانية، تتشارك مجتمعة بإلزام أصدقائها، او بمعنى ادق، إلزام «متفرعاتها الداخلية» بهذا الحل، ومن دون ذلك محال خروج لبنان من دوامة الأزمة.

وبكلام اكثر وضوحاً، تلفت المصادر إلى أنّ الحل اللبناني معلّق على «كلمة سرّ» خارجية لم تتبلور بعد، وحتى ذلك الحين فإنّ هذا الانسداد في واقع داخلي متفجّر سياسياً ورئاسياً واقتصادياً، سيبقى رهناً بالظروف والتطورات التي قد تستجد في الداخل اللبناني، فتعجّل، اما ببلورة «كلمة السرّ» تلك، او بفرض امر واقع جديد يصبح فيه الحديث عن رئاسة الجمهورية تفصيلاً ثانوياً امام تفاصيل اخرى مرتبطة بالتركيبة الداخلية والطائف وأصل النظام، وهذا ما قد يرتب أثماناً هائلة على اللبنانيين».

واشنطن لرئيس غير فاسد 

وفيما تتداول اوساط سياسية حول حراك قطري موازٍ للحراك الفرنسي، لفتح الباب امام خيارات رئاسية جديدة، فرض الذهاب اليها فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية، تبعاً للموازين التي اكّدت عدم تمكّن اي طرف لبناني من ان يحسم المعركة الرئاسية بمعزل عن سائر الأطراف، برز موقف اميركي، عبّرت عنه السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، في كلمة مسجّلة لها بُثت في احتفال أقامته السفارة الاميركية في «البيال» لمناسبة العيد الوطني، حيث اكّدت على مواصفات رئيس الجمهورية الواردة في البيان الثلاثي الأميركي- السعودي- الفرنسي، الصّادر في نيويورك في ايلول 2022 وفيه: «رئيس غير فاسد، يمكنه توحيد الشعب ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية ومواكبة مرحلة الاستحقاقات»؟

 

إيران: التوافق 

وفي الموازاة، برز موقف ايراني مرتبط بالملف الرئسي، جاء على لسان السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني، حيث قال في احتفال في الغبيري في «ذكرى استشهاد مصطفى شمران»: «لو كان شمران اليوم حياً لكان يدافع عن التوافق على الساحة اللبنانية للوصول في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس. ومن هذا المنطلق، نجدّد دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة، فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمّل أن تطول هذه الأزمة». اضاف: «نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأنّ الشعب اللبناني بقدراته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة، سيفتحون هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة».

مجلس الوزراء 

في هذه الأجواء المتشنجة، عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا الحكومية برئاسة ميقاتي، واقرّت مجموعة من البنود، من بينها «إلغاء شهادة البريفيه لهذه السنة، والموافقة على تثبيت متطوعي الدفاع المدني، كما جرت ترقية كلّ الضباط الذين كانوا موضوعين على جدول الترقية اعتباراً من التاريخ الذي استحقوا فيه الترقية». وقد وقّع ميقاتي فور انتهاء الجلسة، المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة من رتبة عقيد إلى رتبة عميد اعتباراً من تاريخ 1/1/2020 و 1/7/2020 و1/1/2021 و 1/7/2021 و1/1/2022 و 1/7/2022 بالإضافة إلى مراسيم الوضع على جدول الترقية وترقيات العقداء للعام 2023. كما وقّع مراسيم الوضع على جدول الترقية ومراسيم الترقية للعام 2023 من الرتب كافة لجميع القوى الأمنية التي وردت إلى المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء.

 

وفي مداخلة له خلال الجلسة، اكّد ميقاتي أنّ «فريق وزارة المالية يبذل جهداً كبيراً لإنجاز مشروع قانون الموازنة قبل نهاية الشهر تمهيداً لعقد اجتماعات متواصلة لإقرارها»، مشيراً الى انّ «البعض سيعمد فور إقرار الموازنة الى شن حملة على الحكومة تحت الشعار المعروف»، كاشفاً أنّ «لا صلاحية للحكومة في إقرار الموازنة وهم أنفسهم من يسألون اليوم عن الموازنة». ودعا ميقاتي «إلى الإسراع في انتخاب الرئيس»، مضيفاً: «لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس».

جعجع: لا دستورية

وعلّق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الجلسة قائلاً: «انّ جدول اعمالها غير مطابق للوضعيّة الدستوريّة لأيّ حكومة تصريف أعمال، إذ في الوقت الذي تضمّن هذا الجدول بعض البنود التي ينطبق عليها توصيف تصريف الأعمال والأمور الروتينية التي لا يمكن تجميدها، كتجديد ولاية اليونيفيل، والتدابير الملائمة لإجراء الامتحانات الرسميّة وتأمين المساعدات للعاملين في المستشفيات الرسمية، تضمّن هذا الجدول أيضًا بنودًا أخرى كثيرة تتخطّى من بعيد ما يحقّ لحكومة تصريف أعمال القيام بها». وقال: «إنّ صون المؤسّسات لا يكون بالقفز فوق الدستور، ولا باستغلال الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من أجل القيام بأعمال لا تمتّ إلى تصريف الأعمال بصلة». وشدّد على أنّ «الأكثريّة الحكوميّة التي تصرّ على القفز فوق الدستور في المجال الحكومي هي نفسها التي تصرّ على تخطّي هذا الدستور في مجال الانتخابات الرئاسيّة عبر تعطيلها 12 جلسة نيابيّة انتخابية متتالية كان من الممكن، ولاسيما في الجلسة الأخيرة، أن تنتج رئيسًا للبلاد». ولفت إلى أنّ إصرار الأكثريّة الوزاريّة الحاليّة المكوّنة من أحزاب الممانعة وحلفائها على تجاوز الدستور على الصعيدين الوزاري والنيابي، تتحمّل مسؤولية تدهور أوضاع البلاد و»جرّ الشعب اللبناني» إلى ما هو أسوأ ممّا يعيشه اليوم».

التيار

وحمّل «التيار الوطني الحر» في بيان لهيئته السياسية، «رئيس حكومة تصريف الأعمال والفريق السياسي الداعم له مسؤولية الإمعان في انتهاك توازنات الميثاق الوطني والمخالفة الصريحة للدستور، بسبب الإصرار على عقد جلسات لمجلس الوزراء تستبيح الشراكة الميثاقية وتتخطّى حدود تصريف الأعمال وتهدّم ما تبقّى من بنيان مؤسسات الدولة. وتتوقف الهيئة عند وقاحة إصدار حكومة تصريف الأعمال المستقيلة والمنقوصة ما يزيد عن 627 مرسوماً معظمها لا طارئ ولا حتّى ضروري».

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

اعتراض أميركي على مهمَّة لودريان.. وشيّا تُحدِّد مواصفات الرئيس

إحتواء خلاف «الإكسبو».. وأزمة في الصحة.. وتكليف حميَّة تعديل العقد السياحي مع سوليدير

 

أضفت الانطباعات الاولى عن بداية محادثات وزير الخارجية الفرنسي الاسبق جان ايف لودريان بوصفه موفداً رئاسياً خاصاً للرئيس ايمانويل ماكرون حول مهمة محددة تقضي بإنهاء الشغور الرئاسي، بوصفه المدخل لمعالجة تداعيات الازمة الخطيرة التي تعصف بالبلد منذ سنوات، بالاضافة الى الاطار المرسوم لها بين «المهمة المستحيلة»، والشرائط المسيحية المعيقة، كمثل الشرط الذي تسعى الكتل النيابية المسيحية لبلورته بالاتفاق مع بكركي، ويتعلق بالسؤال المحوري في المهمة الجديدة لموفد القصر الاليزية: من يغطي الاتفاق على اسم الرئيس الجديد للجمهورية، بصرف النظر عن هويته و«فئة الدم» الخاصة به؟! أضفت هذه العناصر اعتبار بداية مهمة لودريان أقرب الى «البداية الوجدانية» التي تخبئ وراء التاريخ والدور وحسابات الجيوبوليتك، والنفوذ المتبقي لدولة كبرى مثل فرنسا في الشرق الادنى.

وعند الثالثة من بعد ظهر امس وصل لودريان الى مطار بيروت، في اطار مهمته المعلنة، واستقبلته السفيرة الفرنسية آن غريو مع وفد من السفارة.

اولى لقاءات لودريان كانت في عين التينة مع الرئيس نبيه بري، حيث استمرت المحادثات ساعة كاملة بحضور السفيرة الفرنسية، ولا شك ان الاستحقاق الرئاسي جرى عرضه، حسبما كشف مصدر رسمي.

الواضح ان استراتيجية لودريان التي استبعدت المؤتمر الصحفي، اي الكلام المباح، لم يُدلِ بأي تصريح، لكن الرئيس بري اكتفى بالقول: اللقاء كان صريحاً وجيداً، وكلا الوصفين «صريح» و«جيد»، لا يحمل مضموناً مباشراً، ولا حتى إخبارياً انما هو من نوع التقييم الوجداني.

الاعتراض الأميركي

على ان المثير للاهتمام، مع بدء مهمة لودريان الدخول الاميركي المبكر على خط المهمة، من باب الاعتراض، وعلى لسان السفيرة الاميركية المنتهية ولايتها دورثي شيا، التي فاجأت الوسط اللبناني، بكلمة مسجلة، باعتبار انها لم تتمكن من المشاركة، في احياء السفارة الاميركية للعيد الوطني الذي يصادف 4 تموز اي الثلاثاء المقبل، بسبب ادلائها بشهادة امام الكونغرس قبل تعيينها سفيرة لبلادها في الامم المتحدة، قالت شيا: البيان الاميركي – السعودي – الفرنسي (أيلول 2022) تضمن مواصفات الرئيس: رئيس غير فاسد، يمكنه توحيد الشعب، ويعمل مع الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية لتجاوز الازمة، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات ومعالجة الازمة ومواكبة الاستحقاقات.

وبالعودة الى مهمة لودريان، فإنه وحسب المعلومات يزور لودريان عند الثامنة والنصف صباح اليوم الخميس الرئيس نجيب ميقاتي، ثم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي عند العاشرة، ورئيسَ حزب القوات اللبناني سمير جعجع عند الساعة الحادية عشرة في معراب، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند الساعة الرابعة إلا ربعاً في دارته في البياضة.

كما افيد ان لودريان سيجتمع بعد ظهر اليوم الخميس مع سفراء دول خماسية باريس في قصرالصنوبر(اميركا، فرنسا، السعودية، مصر، قطر) في غياب السفيرة الاميركية دوروثي شيا الموجودة في واشنطن، وسيمثلها القائم بالاعمال، لوضعهم في الموقف الفرنسي واجتماعات باريس وابعاد مهمته وحرصه على الاستمرار في التشاور واطلاعهم على تفاصيل مهمته لاستعجال انتخاب رئيس توافقي.

وسيجتمع لودريان الى رؤساء بعض الكتل ونواب مستقلين وتغييريين غداً الجمعة إلى مائدة غداء في قصر الصنوبر، بمشاركة من «حزب الله» عبر حضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية عمار الموسوي. وربما تكون له لقاءات اخرى قبيل مغادرته لبنان الجمعة او السبت.

كما تتجه الانظار الى العشاء الذي يقيمه مساء اليوم السفير السعودي في بيروت وليد بخاري تحت عنوان «الدبلوماسية المستدامة» ودعا اليه عدد من السفراء العرب والاجانب، بما في ذلك السفير الايراني مجتبى اماني والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان.

حكومياً، خرج مجلس الوزراء بسلسلة من القرارات الدسمة، وغير المسبوقة، ابرزها تعديل النقل بالنسبة للعسكريين ليصبح 5 ملايين بصورة قطعية، والغاء شهادة البريفيه لهذا العام، وانهاء الاشكال في ما يتعلق بمشاركة لبنان في «إكسبو قطر» من خلال تكليف وزير الاقتصاد والتجارة التواصل مع الجهات المعنية في قطر لتأمين المشاركة على ان تتولى تنظيم الاجنحة اللبنانية وادارتها والاشراف عليها، بعد اخذ رأي الجهات المعنية لا سيما وزارات الشباب والرياضة والسياحة والصناعة والثقافة.

– تكليف وزارة الزراعة تأمين تشغيل معرض «اكسبو» والتواصل مع الجهات القطرية لهذه الغاية.

– تكليف وزارة السياحة متابعة الموضوع مع الادارات والمؤسسات العامة المعنية واتخاذ الاجراءات لتأمين مشاركة فاعلة عبر تحضير الرزمات السياحية.

– تتولى وزارة الخارجية والمغتربين الاشراف واعطاء التوجيهات التي تراها مناسبة في سبيل تحسين صورة لبنان الخارجية!

وكلف مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين من الناحية البروتوكولية التواصل مع سوريا لتحديد موعد الوفد الوزاري الرسمي الذي سيزور سوريا حول موضوع عودة النازحين.

كما كلف مجلس الوزراء وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية اعداد قرار جديد وعرضه على مجلس الوزراء في ما خص تعديل عقد المرفأين السياحي الغربي والشرقي في بيروت مع شركة «سوليدير» الموقع عام 2007، حيث لا تزال الدولة تتقاضى 2500 ل.ل. على المتر المربع للمسطح المائي على الجهة الغربية و2000 ل.ل. على المسطح المائي للجهة الشرقية بسوليدير، اي ما يسمى «زيتونة باي».

كما تم اصدار مراسيم ترقية الضباط في الاجهزة الامنية كافة، وكالة عن رئيس الجمهورية.

وبعد الجلسة وقع الرئيس ميقاتي مباشرة مراسيم ترقيات الضباط القديمة والجديدة من كل الرتب.

مداخلة نصار وانسحابه

وخلال الجلسة وقبل ان يغادرها، طلب وزير السياحة نصار من وزير الاقتصاد سلام سحب كلامه «المسيء وغير المسند الى أي واقع تحت طائلة ملاحقته قضائياً».

وقال نصار في مداخلة في جلسة مجلس الوزراء: فيما يتلهّى بعض الاعلام بمسألة مشاركة لبنان بأكسبو قطر، مركزا على السجال الذي افتعله وزير الاقتصاد لدرجة أن بعضهم وصل به الأمر حدّ تبنّي كلام الوزير سلام بالتمسّك بتكليفي بادارة المعرض لغايات شخصيّة. فبصفتي وزيرا في حكومة اجتمعت وقرّرت حرفيا: «تفويضي تسمية الجهاز الاداري المطلوب من الجهة المنظّمة وفقاً للاصول المتّبعة من جانب ادارة أكسبو قطر 2023.(البند الرابع من قرار مجلس الوزراء رقم 36)»، وحرصاً منّي على مصلحة لبنان واللبنانيين قمت باصدار القرار الّذي قضى بتكليف مدير عام الزراعة ومدير عام الاقتصاد بتوقيع العقد مع اكسبو قطر، والنتيجة المرجوة تحققت بتوقيعهما العقد، والذي تلاه بيان أصدرته شاكرا لهما ولمجلس الوزراء ولدولة قطر.

اعتراض على الجلسة

وكان رئيس القوات سمير جعجع قد اعلن قبيل الجلسة: أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء غير مطابق للوضعيّة الدستوريّة لأيّ حكومة تصريف أعمال، إذ في الوقت الذي تضمّن هذا الجدول بعض البنود التي ينطبق عليها توصيف تصريف الأعمال والأمور الروتينية التي لا يمكن تجميدها، كتجديد ولاية اليونيفل، والتدابير الملائمة لإجراء الامتحانات الرسميّة وتأمين المساعدات للعاملين في المستشفيات الرسمية، تضمّن هذا الجدول أيضًا بنودًا أخرى كثيرة تتخطّى من بعيد ما يحقّ لحكومة تصريف أعمال القيام بها.

وقال: إنّ صون المؤسّسات لا يكون بالقفز فوق الدستور، ولا باستغلال الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من أجل القيام بأعمال لا تمتّ إلى تصريف الأعمال بصلة. و أنّ الأكثريّة الوزاريّة الحاليّة المكوّنة من أحزاب الممانعة وحلفائها على تجاوز الدستور على الصعيدين الوزاري والنيابي، تتحمّل مسؤولية تدهور أوضاع البلاد وجرّ الشعب اللبناني إلى هو أسوأ ممّا يعيشه اليوم.

كذلك حمّلت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر «رئيس حكومة تصريف الأعمال والفريق السياسي الداعم له مسؤولية الإمعان في إنتهاك توازنات الميثاق الوطني والمخالفة الصريحة للدستور، بسبب الإصرار على عقد جلسات لمجلس الوزراء تستبيح الشراكة الميثاقية، وتتخطى حدود تصريف الأعمال وتهدّم ما تبقى من بنيان مؤسسات الدولة وتتوقف الهيئة عند وقاحة إصدار حكومة تصريف الأعمال المستقيلة والمنقوصة ما يزيد عن 627 مرسومٍ معظمها لا طارئ ولا حتّى ضروري.

مسؤول أميركي في بيروت

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب نائب السكرتير المساعد في وزارة الخارجية الاميركية سكوت تيرنر الذي اكد «دعم بلاده للجهود التي يبذلها لبنان من خلال استضافته للنازحين السوريين وتداعيات وجودهم على المجتمع اللبناني واقتصاده».

أزمة في وزارة الصحة

في غضون ذلك، اندلعت ازمة في وزارة الصحة بين الوزير في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض ومدير عام الوزارة بالانابة فادي سنان، على خلفية تصريحات ادلى بها الاخير حول اعطاء مساعدات مالية على المستشفيات الخاصة، وحرمان المستشفيات الحكومية منها، والتي لم تقم بالدور المطلوب منها (أي الخاصة) خلال ازمة تفشي جائحة كورونا، في حين تولت المستشفيات الحكومية لا سيما مستشفى الشهيد رفيق الحريري هذه المهمة بجدارة.

ولدى اطلاع الوزير ابيض على تصريحات سنان استدعاه، واتخذ اجراء بحقه قضى بكف يده عن العمل في الوزارة.

وعلى الفور تحركت الاتصالات لمعالجة الموقف المتأزم بين الوزير والمدير، على ان يعقد اجتماع الاثنين لمعالجة الامر، ومنع تفاقم الموقف.

وأكد أبيض أنه اتخذ قراراً بإعفاء مدير عام الوزارة بالإنابة فادي سنان من مهامه نتيجة تراكم الأخطاء التي حصلت في الفترة الماضية، حسب ما قاله الوزير، موضحاً: «اتخذت هذا القرار بعد جملة مخالفات وتجاوزات»، مؤكداً أن المهم هو أن تستمر الوزارة في خدمة المواطنين.

وكانت محطة «الجديد» قد أفادت عن وقوع خلاف بين وزير الصحة ومدير عام وزارة الصحة وذلك بعد إعطاء سنان مقابلة خاصة حول التقديمات المالية للمستشفيات الخاصة على حساب المستشفيات الحكومية.

عون: رئيس الأركان يستلم الجيش

وفي موقف استبق فيه خروجه من الخدمة لبلوغه السن القانونية في الاشهر المقبلة، اكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال تقليد الضباط المترقين شارات رتبة عميد في قائمة العماد نجيم – اليرزة: لا يحق لاحد استلام الجيش الا رئيس الاركان الذي ينوب عن قائد الجيش، هذا الامر منصوص عليه بوضوح في قانون الدفاع الوطني، لذا فإن تعيين اعضاء المجلس العسكري ضرورة».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

اي لبنان يريد المتنازعون؟ هل يكون في موقع الحياد ام يحتاج قوة لردع الاعتداء عليه؟

 موقف الرئيس بري بتعليق الجلسات وانتظار مبادرة عربية ودولية وطني بامتياز

 فرنسا فقدت القدرة التنفيذية في لبنان وطلبت من السعودية مساعدتها لايجاد الحل – شارل أيوب

 

 

اي لبنان يريد المتنازعون؟ وكيف يريدون لبنان على شاطىء البحر الابيض المتوسط، حياديا ام لديه مقاومة قادرة على ردع اي عدوان اسرائيلي ضده؟ ذلك ان اجواء المعارضة تسعى الى ان يكون لبنان يتكل على جيشه فقط، وان يحترم القرار 1701، وان يرضى بربط النزاع في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى مرحلة اخرى قد يتم فيها بلورة ايجاد الحلول في الشرق الاوسط. اما تكتل الممانعة فيعتبر انه لا يكفي بالا يطلب الفرقاء نزع سلاح المقاومة، بل ان يعتبروا ان المقاومة التي تنبع من حزب الله وابناء الجنوب والبقاع وغيره، انما هذه المقاومة ترى في الاحتلال الاسرائيلي ومخططات الصهيونية استهدافا لدول الجوار العربي، اضافة الى العالم العربي بشكل عام. وان المخطط الصهيوني لا بد ان يستهدف لبنان لاحقا، وان «اسرائيل» بتاريخها لم تحترم القرارات الدولية، وهي لم تتوقف عند القرار 1701 حيث ان طيران العدو الاسرائيلي يخرق سيادة لبنان باستمرار، ولم يلتزم بتوقف كل فريق عن خرق سيادة الاخر. كما ان الجيش الاسرائيلي الذي يعتبر نفسه اقوى قوة في الشرق الاوسط، لا بد في اي لحظة ان يعتدي على لبنان، واذا استشعر الصهاينة في تل ابيب ان جيش العدو الاسرائيلي اصبح قادرا على ضرب المقاومة في لبنان وازاحتها عن حدود فلسطين المحتلة شمالاً. وفي ظل هذا التنازع الذي لا يعبر عنه صراحة المتنازعون في لبنان الا احيانا، فانهم يعبرون عن هذا الجزء من رؤيتهم للبنان في المرحلة المقبلة. فان هذا الصراع حصل بشأن رئيس الجمهورية القادم، خصوصا انه حصل تغيير في معطيات التحالف المسيحي اثر اتخاذ التيار الوطني الحر موقف التقاطع، على ما اسموه كلهم، مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب. وساهم في الامر اتخاذ الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة رئيسه الوزير جنبلاط موقفا مع المعارضة المؤيدة للمرشح الرئاسي الوزير جهاد ازعور. اما فريق الممانعة فرأى في البداية ان ترشيح ازعور هو ترشيح مؤامرة وترشيح مناورة. كما ان الجمهور المؤيد لحلف الممانعة من الثنائي الشيعي الوطني الى الوزير فرنجية وتيار المردة وحلفائهم من سنة ومسيحيين، فان هذا الحلف اعتبر جنبلاط بموقع الغدر لهم، وجبران باسيل بموقع الخيانة لهم ايضاً. ولذلك فان المعارضة او الذين ايدوا ترشيح جهاز ازعور الذي حصل على 59 صوتا، اعتبروا انهم هم المنتصرون. كذلك حلف الممانعة بمجمله اعتبر الوزير فرنجية منتصرا لنيله 51 صوتا، وليس كما كانت المعارضة تقدر حصول فرنجية على 45 صوتا فقط.

 

المعارضة طالبت رئيس المجلس النيابي نبيه بري بمواصلة جلسات الانتخاب لانها قادرة على استجماع 6 اصوات من المستقلين وغيرهم، وبالتالي سينجح المرشح جهاد ازعور. اما الرئيس بري فاعتبر ان الاجواء غير ملائمة للدعوة الى جلسة انتخاب رئيس في وقت جرت القمة العربية الفرنسية عبر لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، كذلك هنالك اتصالات قطرية مع واشنطن. وقال الرئيس بري ان الافضل انتظار مبادرة عربية او مبادرة دولية عبر فرنسا او واشنطن حيث تجري محادثات ثنائية بين عدة دول عربية مع اوروبا والولايات المتحدة. وهذا ما جعل البلاد تبتعد عن اجواء فوضى داخلية قد تتدحرج الى اكثر من فوضى لان الجميع مستنفر لانتخاب رئيس. كما انني كمراقب للاجواء الداخلية، فان اي حادث في ظل التشرذم والفوضى التي قد تحصل من كلا الطرفين، يؤدي الى اكثر ما هو من حادث عادي. ولا بد من انتظار بداية نتائج زيارة المبعوث الفرنسي الى لبنان وزير الخارجية الفرنسية السابق جان ايف لودريان الذي سيناقش ويستمع مع الاطراف اللبنانية كلها. وليس صحيحا ان لودريان سيستمع فقط، بل سيطرح اسئلة ويناقش، لكنه لن يقترح اي حل ويترك هذا الامر للرئاسة الفرنسية من خلال دراسة المخابرات الفرنسية والخارجية فيه، وبخاصة معرفة موقف الرئيس الفرنسي ماكرون. كذلك فان فرنسا ستطلع الولايات المتحدة وقطر ومصر والسعودية على تقرير لودريان.

 

لا بد من قراءة موقف الرئيس بري، انه موقف وطني بامتياز. ويجب ان تنتظر المعارضة ما سيحصل اذا كانت ستظهر مبادرة عربية او مبادرة عربية دولية من خلال اللجنة الخماسية التي تضم واشنطن وباريس والدوحة والرياض والقاهرة، لان المراقبين السياسيين وانا منهم، اعتقد ان اي رئيس يتم انتخابه لن يستطيع تأليف حكومة اذا قاطعه حلف الممانعة او قاطعته المعارضة، سواء أكان الوزير جهاد ازعور ام رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية.

 

كما ان فرنسا تشعر انها فقدت ادواتها التنفيذية او علاقاتها التنفيذية مع اطراف لبنانية، وكانت «تمون عليهم» وسمعت منهم اجواء مؤيدة لمبادرتها. واعتبرت انها تاريخيا وحتى اليوم تستطيع ان «تمون» على اطراف مسيحية او درزية او شيعية او سنية بالتوافق مع قطر، وبخاصة مع السعودية، وايضا مصر حيث تربطها بباريس علاقة مميزة. لكن التجربة اظهرت ان ماكرون، الذي اقترح حكومة مهمة في لبنان واعتبر انه حصل على تأييدها من كل الاطراف، وجد نفسه مخجولا عندما قدم الرئيس المكلف مصطفى اديب سفير لبنان في المانيا اعتذاره عن تشكيل حكومة مهمة، اثر خلافه مع الرئيس العماد ميشال عون وموقف حركة امل وحزب الله حول تسمية الوزراء مع الرئيس المكلف اديب، وسقطت حكومة المهمة المقترحة من الرئاسة الفرنسية. وقال الرئيس المكلف اديب ان مهمته انتهت، وان الوقت لا يسمح بالمزيد من الفترة السامحة لتأليف حكومة، وبالتالي اعتذر وسافر الى مركزه في برلين في المانيا. ثم مع انتهاء فترة ولاية الرئيس العماد ميشال عون، وبعد اشهر، بدا ان الرئيس الفرنسي ماكرون ظهر موقفه بوضوح انه يؤيد وصول الوزير سليمان فرنجية الى الرئاسة في لبنان مقابل حل متكامل يشمل اسم رئيس مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة والاتفاق على الاصلاحات المطلوبة مع صندوق النقد والبنك الدولي. ثم سمع بوضوح ان الفريق المسيحي المؤلف من القوات اللبنانية والكتائب لن يسير بترشيح الوزير سليمان فرنجية. ثم لاحقا سمعت المخابرات الفرنسية، وليس منذ امد بعيد، ان الوزير جبران باسيل لن يقبل ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو ما فعله رئيس التيار الوطني الحر مؤخرا من التقاطع مع الكتائب والقوات اللبنانية ومع تكتل اللقاء الديموقراطي الذي يمثل معظم الطائفة الدرزية، الى تأييد النائب الدرزي مارك ضو للمرشح ازعور، وايضا النائب الدرزي فراس حمدان لخط المعارضة، وتشكيلهم تكتلا كبيرا معارضا لوصول فرنجية الى بعبدا. ومن هنا، استياء فرنسا والسعودية من تناحر الاحزاب المسيحية كلها فيما بينها، وامتداد الازمة منذ اكثر من عشر سنوات وحتى اليوم، حتى وصل لبنان الى انهيار اقتصادي مالي كبير والى انقسام داخلي كبير بين الاحزاب وغيرها. وقد تكون المبادرة الفرنسية اخر محاولة تسعى اليها بخصوص لبنان. كذلك الامير محمد بن سلمان الذي يخصص وقته لتطوير المملكة السعودية عبر الخصخصة مع رجال اعمال سعوديين، اضافة الى رجال اعمال من الصين وروسيا، الى انفتاح عبر اعطاء المرأة جزءا كبيرا من حقوقها، وهذا لم يكن متاحا سابقا، كما يريد التركيز على الشق الثقافي في السعودية وتحسين الاعلام كي يكون اعلاما واقعيا وعقلانيا. واظهرت زيارته لباريس انه يريد ان تفوز المملكة السعودية في احتضان اكسبو 2030 في الرياض، وانه سيخصص مبلغ 7 مليارات دولار لاقامة كل مباني واقسام معرض اكسبو في مدينة الرياض وتنتهي الاعمال في شباط 2028 . وعندما فاتحه الرئيس الفرنسي ماكرون بالملف اللبناني، اجابه ستنسق السعودية مع فرنسا، فهنالك فريق لدي مؤلف من المسؤول السعودي العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري. وعلى كل حال، كان السفير وليد البخاري في باريس اثناء القمة وقبل توجهه الى بيروت كي يتابع اجواء لبنان السياسية، وكان واضحا تغيير اللهجة بين اطراف النزاع اللبناني الداخلي بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية، ووجه الرئيس بري دعوة للحوار والتفاهم. كما وجه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نداء واضحا للحوار والتفاهم، لكن من دون شروط مسبقة. وتقول معلومات حصلت عليها الديار، وهي ما زالت الى حد ما سرية، ان فريق الممانعة يقترح وضع سلة اسماء يكون من ضمنها اسم سليمان فرنجية. وفي هذه الحالة، ومع ما قد ينتج من الحوار اذا حصل، فان فريق المعارضة سيقترح ايضا وضع اسم الوزير جهاد أزعور ضمن سلة الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية. وهنالك ايضا عنصر لا بد انه سيكون مؤثرا في السياسة الفرنسية، وهو موقف بكركي والكاردينال البطريرك مار بشارة الراعي الذي في وقت سابق زار الفاتيكان بعدما تبلغ الاجماع المسيحي من سمير جعجع وسامي الجميل وجبران باسيل، وابلغ الفاتيكان بهذا التطور. كما زار باريس واجتمع مع الرئيس الفرنسي ماكرون وتمنى عليه عدم كسر التوافق المسيحي، وان تجري الانتخابات بديموقراطية وحرية. وادت زيارة البطريرك الى التأثير في الموقف الفرنسي الى حد ما، وبعد جلسة 14 حزيران وصل لبنان الى افق مسدود، فهل تحصل مبادرة عربية او دولية عربية؟ ولا بد من ذكر السعودية التي حصل فيها حوار بين النواب ادى الى دستور اتفاق الطائف والتوافق على الرئيس الشهيد رينيه معوض الذي اغتيل في لبنان اثر عودته من السعودية. كذلك حصل مؤتمر الدوحة وادى الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فهل يتكرر المشهد في دولة عربية او في باريس، ومستبعد ان تكون في واشنطن.

 

لا بد من تحكيم العقل والشعور الوطني، وانه اذا استطاع اي فريق ايصال رئيس جمهورية فانه لن يستطيع ان يحكم اذا قاطعه فريق من الفريقين، وهذا امر وارد جدا.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

بري استقبل لودريان لمدة ساعة.. ماذا جرى ؟

 

احتلّ المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان صدارة الحركة السياسية الرئاسية المحلية، ابتداء من عصر امس، حيث تحوّلت جولته ومداولاته، الحدثَ المحلي بلا منازع. وبينما الدولة يتيمة الاب في عيد الاب، يجول موفد «الام الحنون» الذي وصل قرابة الثالثة بعد ظهر امس الى بيروت، على القوى السياسية من دون استثناء وعلى مرجعيات روحية ومدنية ايضا، مدوّنا ما سيسمعه، على ان يرفع تقريرا في خلاصة هذه اللقاءات كلّها، ليس الى «الاليزيه» فحسب، بل الى «الخماسي الدولي» ايضا، علما ان من غير المستبعد ان يجتمع الى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، في بيروت، خلال إقامته هنا التي تستمر 3 ايام.

مع بري

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية لودريان، بحضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو، حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما إستحقاق رئاسة الجمهورية، وإستمر اللقاء لأكثر من ساعة غادر بعده لودريان دون الإدلاء بتصريح.

بدوره، اكتفى بري بعد لقائه لودريان بالقول: «اللقاء كان صريحا وجيداً».

مواقف غير مبشّرة

اما قبيل مباشرة لودريان جولته – والتي لن يُكشف جدول أعمالها وستخلو من اي مؤتمر صحافي كما قالت السفارة الفرنسية اليوم –  فلم تحمل مواقف الأطراف المتصارعة رئاسيا، ايَ جديد يدل على ان اي خرق يُمكن ان يتحقق في الازمة في المدى المنظور، بل على العكس، حيث حافظت كلّها على تشددها.

الحزب والعناد

في هذا الاطار، صوّب حزب الله على خصومه مع دعوتهم الى الحوار. فقال نائب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: رغم تمسُّكنا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضًا وليُجب بعضنا بعضًا، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحًا، هذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق لوحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق بوحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم.

طريق مسدود

في المقابل، رأت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «أن الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات إنتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت أو يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية أن طريق الوصول مسدود وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الإسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له.

بين لودريان والبخاري

وستكون للودريان زيارة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري عصرا، على ان يزور غدا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبل ظهر غد ورئيسَ حزب القوات اللبناني سمير جعجع ايضا. وسيجتمع الى رؤساء الكتل ونواب مستقلين الجمعة على مائدة غداء. ومن غير المستبعد ان يجتمع الى سفراء الخماسي الدولي قبيل مغادرته لبنان الجمعة او السبت… والى الدينامية الفرنسية هذه، تتجه الانظار ايضا الى العشاء الذي يقيمه مساء غد السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تحت عنوان «الديبلوماسية المستدامة»، والذي دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم باعمال السفارة السورية علي دغمان، خصوصا وان هذه المناسبة قد تسمح بمناقشة الملف الرئاسي اللبناني.

ايران للتوافق

وكان السفير الايراني قال امس من الغبيري في ذكرى استشهاد مصطفى شمران، «لو كان شمران اليوم حياً لكان يدافع عن التوافق على الساحة اللبنانية للوصول في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس. ومن هذا المنطلق، نجدّد دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمل أن تطول هذه الأزمة». وأردف: نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني بقدراته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة سيفتحون هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة.

مقررات وفيرة

على صعيد آخر، عُقدت امس جلسة لمجلس الوزراء في السراي خرجت بسلّة مقررات «حرزانة».

وفي مستهل الجلسة، أكّد ميقاتي أنّ «فريق وزارة المالية يبذل جهداً كبيراً لانجاز مشروع قانون الموازنة قبل نهاية الشهر تمهيداً لعقد اجتماعات متواصلة لاقرارها، مشيرا الى ان «البعض سيعمد فور اقرار الموازنة الى شن حملة على الحكومة تحت الشعار المعروف»، كاشفاً أنّ «لا صلاحية للحكومة في اقرار الموازنة وهم انفسهم من يسألون اليوم عن الموازنة».

ودعا ميقاتي «الى الإسراع في انتخاب الرئيس»، مضيفاً «لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram